أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو، عقب اجتماعه مع الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، على مدار ثلاث ساعات في روسيا، اليوم الأربعاء، إن ايران تسعى إلى "لبننة" سوريا، وهو أمر لا يمكن أن تسمح إسرائيل به".
وقال نتانياهو، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين الإسرائيليين عقب المحادثات، أنه "مثلما بسطت إيران السيطرة على لبنان من خلال وكيلها حزب الله، فإن هدفها هو أن تفعل الشيء نفسه في سوريا من خلال عشرات الآلاف من رجال الميليشيات الشيعية في البلاد بالفعل".
وأضاف نتانياهو أن أغلبية مناقشاته مع بوتين تركزت على الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن السبب وراء رغبة في إجراء محادثات الآن مع الرئيس الروسي يرجع إلى أن الوضع داخل سوريا تغير بسرعة كبيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأشار إلى أن وفداً أمنياً إسرائيلياً رفيع المستوى، برئاسة رئيس الاستخبارات الإسرائيلية يوسي كوهين، أجرى محادثات مماثلة في واشنطن الأسبوع الماضي.
وذكر نتانياهو أن تنظيم الدولة سوف يُهزم قريباً، وهو ما وصفه بأنه تطور مرحب به. ومع ذلك، فإن هذا الوضع يسبب مشكلة تتمثل في أن إيران تنتقل إلى المناطق التي يتركها تنظيم الدولة.
واستطرد رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن إيران لا تخفي نيتها إنشاء الجسر البري من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط، ونقل القوات الإيرانية، - جواً وبحراً وبراً - إلى سوريا لاستكمال الميليشيا الشيعية هناك بالفعل.
وقال نتانياهو، إنه أوضح لبوتين أن هذا التطور هي خطيرة جداً لإسرائيل، وكذلك بالنسبة للآخرين في المنطقة، وأضاف "إننا لن تقف مكتوفة الأيدي"، مضيفاً أنه قال هذا "بطريقة واضحة ومفصلة" للرئيس الروسي.
يشار إلى أن هناك تنسيقاً بين إسرائيل وروسيا لمنع أي اشتباكات بين الطائرات الحربية للبلدين في الأجواء السورية.
أكد رئيس الحكومة اللبناني، "رفيق الحريري"، أن الجيش اللبناني هو المسؤول عن كل الحدود، مشيراً إلى تدعيمه بكل الوسائل التي يحتاج إليها لحماية استقرار لبنان وحدوده.
وزار الحريري، برفقة قائد الجيش، "جوزيف عون"، بلدات الفاكهة ورأس بعلبك والقاع التي سيطر عليها عناصر الجيش على الحدود اللبنانية الشرقية مع سورية، بعد انسحاب عناصر تنظيم الدولة منها.
وانتقل الحريري عبر إحدى العربات العسكرية من ثكنة فوج الحدود الثاني في رأس بعلبك إلى الجرود، وعقد مؤتمرا صحافياً في الثكنة، أكد فيه أن موضوع العسكريين المخطوفين لدى التنظيم، وعددهم تسعة، "يُشكل أولوية، وعندما تكون لدينا معلومات لن نخفيها عن أحد، ولكن هذه المهمة توجب علينا العمل بكل صمت كما عمل الجيش بكل صمت".
قال الحريري "متفقون جميعنا على حماية لبنان واستقراره، والخلافات قائمة، لكن لن نسمح لأي خلاف سياسي بأن يمس استقرار البلد، ولا يمكن لأي حزب لبناني إلا أن يكون مع الجيش"، مشدداً على أن الجيش اللبناني "بمفرده من دون أي مساعد يقوم بمعركة (فجر الجرود) وسينتصر"، في إشارة منه إلى حزب الله.
وأعلن الجيش اللبناني، السبت الماضي، انطلاق عملية "فجر الجرود" ضد تنظيم الدولة، في أطراف بلدات "رأس بعلبك"، و"الفاكهة"، و"القاع" شرقي لبنان.
وأكد الجيش اللبناني أمس الثلاثاء، إنه سيطر على نسبة 80% من المناطق التي تسيطر عليها تنظيم الدولة، بعملية "فجر الجرود" التي أعلن عنها يوم السبت الماضي.
عقدت الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اجتماعاً مع ممثلي فصائل الجيش السوري الحر، اليوم الأربعاء في مقر الائتلاف الوطني في إسطنبول.
وناقش الاجتماع تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية، ولا سيما نقض النظام وحلفائه لاتفاقيات وقف إطلاق النار، ومدى فعالية الأطراف الضامنة في تحقيق ذلك، إضافة إلى القضايا الواجب اتخاذ إجراءات بخصوصها، ومنها إيصال المساعدات الإنسانية.
وبحث المجتمعون المسار السياسي في جنيف، وأسباب جموده، وعدم انتقال المفاوضات إلى الجدية المطلوبة حتى الآن، والسبل الممكن اتخاذها لتحقيق ذلك، كما تم تناول المحادثات التي جمعت الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرة وموسكو، في الرياض، والنتائج التي تم التوصل إليها.
وأطلع رئيس الائتلاف الوطني رياض سيف ممثلي الجيش السوري الحر، على نتائج زيارة وفد الائتلاف الوطني للمملكة العربية السعودية، ولقاء الهيئــة السياسية مع وزارة الخارجية التركية في إسطنبول.
وأجمع الحضور على أهمية ومحورية التنسيق مع الأشقاء والأصدقاء، وأكد رئيس الائتلاف أن رؤية الائتلاف الوطني بخصوص مؤتمر الرياض٢ المزمع عقده في الفترة المقبلة، تركز على أهمية الاستمرار في التنسيق بين أطراف المعارضة وكافة أطياف الشعب السوري ومنظماته المدنية للرقي بمؤسسات الثورة، ممثلة بالائتلاف الوطني والجيش السوري الحر والهيئة العليا للمفاوضات، لمواجهة التحديات واستحقاقات المرحلة القادمة.
من جانبهم أكد ممثلو فصائل الجيش السوري الحر حرصهم على استمرار التنسيق مع الائتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة.
حجبت منصة "يوتيوب" الاجتماعية الشهيرة لمشاركة مقاطع الفيديو آلاف "المشاهد المؤلمة" التي تُظهر انتهاك حقوق الإنسان في الحرب الدائرة بسوريا، بعد تزويده بآلية للحجب التلقائي.
وذكرت صحيفة "نيويورك" الأمريكية، أن الموقع تمّ تزويده بآلية الحجب التلقائي للمقاطع التي تتضمن مشاهد عنف، والتي تُخِل بقواعد النشر.
وأكد نائب رئيس منظمة "بينيتيك" المعنيّة بتوثيق حالات انتهاك حقوق الإنسان، "كيث هيات"، أن أكثر من 200 منظمة مدنية تعمل في سوريا على جمع مشاهد انتهاك حقوق الإنسان.
ولفت هايتي إلى أنّ العديد من الأشخاص الذين يعملون داخل هذه المنظمات يغامرون بحياتهم من أجل تصوير المشاهد وتوثيق حالات انتهاك حقوق الإنسان في الداخل السوري، مضيفاً أن موقع يوتيوب "سيفقد صفة مصدر المعلومات الأول حول انتهاكات حقوق الإنسان، مع حجب المشاهد المصورة في سوريا".
وتتمتع منظمة "بينيتيك" (مقرها الولايات المتحدة الأمريكية) بخبرة كبيرة في التحليل الإحصائي للمعطيات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان.
تتصاعد الصيحات من داخل منطقة عقيربات بريف حماة الشرقي، للمجتمع المدني والمنظمات الدولة والفصائل في الشمال المحرر، لإيجاد مخرج آمن لأكثر من 15 ألف مدني يواجهون الموت بشتى أصنافه في منطقة عقيربات الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، وسط المعارك التي تشهدها المنطقة بين التنظيم وقوات الأسد وحلفائه الرامية للسيطرة على المنطقة.
لأشهر عدة والفعاليات المدنية في منطقة عقيربات تناشد لإيجاد مخرج لها، بعد تردي الأوضاع المعيشية في المنطقة، فمن تضييق التنظيم على الأرض لقصف جوي من الطيران الحربي الروسي والمدفعي تزامناٌ مع المعارك التي تشهدها مناطقهم، والتي أودت بحياة المئات من المدنيين، حيث لم يترك نظام الأسد وحلفائه أي سلاح لم يستخدمه ضدهم حتى الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، زاد ذلك انقطاع المواد الغذائية وشح المياه، وعدم وجود نقاط طبية.
وأكد مصدر عسكري لشبكة "شام" الإخبارية أن فصائل الثورة في الشمال المحرر ويقصد "ريفي إدلب وحماة" بإمكانهم فك الحصار عن منطقة عقيربات وإيجاد ممرات أمنة لخروج المدنيين على أقل تقدير، شريطة وجود نية صادقة لذلك.
وذكر المصدر أن فصائل تحرير الشام وأحرار الشام تسيطر على جميع قرى الريف الشرقي لحماة في منطقة الرهجان وقصر ابن وردان وأم ميال والتي تحاذي منطقة عقيربات بريف حماة الشرقي، تفصل المنطقتين عن بعضهما البعض طريق الرقة المعروف باسم طريق إثريا، حيث تسيطر قوات الأسد على مسافة تقدر بـ 8 كيلوا مترات.
وبين المصدر أنه يمكن فتح ثغرات من منطقة وادي العذيب وعدة مواقع أخرى على طول الخط بين المنطقتين كونها منطقة واسعة، وإفساح المجال لخروج المدنيين، كون المنطقة شاسعة وتتمركز فيها ميليشيات محلية تابعة لقوات الأسد، يمكن مواجهتها واختراق نقاط تمركزها على طول الطريق وفتح عدة ثغرات، تتيح للمدنيين الخروج لمناطق الثوار بريف حماة الشرقي وإدلب.
ونوه إلى أن العديد من الجهات العسكرية تتخوف على المدنيين المجتمعين في منطقة أم شحف بريف عقيربات بعد أن زج بهم تنظيم الدولة في المنطقة وتركهم عرضة للقصف والجوع والموت ببطء، من أن تفكر قوات الأسد في الانتقام منهم، لافتاً إلى أن حال المدنيين لن يكون بأفضل في حال تأخر فتح الطريق وإيجاد وسيلة لإخراجهم سواء كانت عسكرية أو تفاوضية بطريقة الضغط أو أي طريقة تخفف عنهم معاناتهم.
ومهما كانت الوسيلة فمن تصله المناشدات عبر عشرات مقاطع الصوت التي تنقل جزء يسير من حجم المعاناة التي يواجهها المدنيون في مناطق سيطرة تنظيم الدولة، لابد له من العمل بأي وسيلة لإنقاذ حياة آلاف المدنيين، وإن أي انتظار وعدم التحرك سيؤول لمصير كارثي لهؤلاء المدنيين من لا ذنب ولا بواكي لهم حتى اليوم.
يعتبر "جسر العاصي الجديد" الذي يربط مدينة جسر الشغور بشقيها الغربي والشرقي، فوق نهر العاصي، الشريان الرئيسي للمدينة، ونقطة العبور الرئيسية للسيارات ذهاباً وإياباً للمدينة وخارجها من الجهة الشرقية، تعرض لقصف متكرر من الطيران الحربي الروسي، تسببت بتصدعات في القواعد الرئيسية الحاملة للجسر.
ونشر ناشطون من مدينة جسر الشغور صوراً لبنية الجسر المتصدعة لاسيما القواعد الحاملة للجسر، مطالبين بضرورة ترميم هذه القواعد بشكل سليم، قبل حلول فصل الشتاء وفيضان نهر العاصي، ما يجعل الأمر خطراً في وقت لاحق في حال استمر الحال على ما هو عليه من أضرار وتصدعات، قد تحرم المدينة من الجسر الرئيسي والشريان الأبرز لها، كون الجسر الروماني المقابل له ضيق ولا يتسع لعبور السيارات بشكل كامل، وتعرض هو الآخر لتصدع وأضرار في بنيته أيضاَ.
وشهدت مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، حملات قصف عنيفة من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد لأشهر عدة، دمرت جزء كبير من البنية التحتية من مشافي ومدارس ومرافق خدمية ومنازل مدنيين، وتسببت بتهجير غالبية أبناء المدينة عنها باتجاه الريف المجاور لها، قبل أن تلملم جراحها وتعود الحياة إليها مع بدء تدفق الأهالي والنازحين إليها بعد أن هدأ القصف.
وكان طالب المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور في مؤتمر عقده قبل أكثر من أسبوع المنظمات الإنسانية للوقوف على حال مدينة جسر الشغور والاطلاع على حجم الأضرار الناتجة عن قصف الطيران والمدفعية في المدينة، والمساهمة في إعادة الحياة إليها وترميم ما خربته قذائف وصواريخ الأسد وحلفائه.
عممت وزارة الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، لجميع مجالس المحافظات التابعة للحكومة، تعلمها فيها بأن وزارة الإدارة المحلية ومديرية المجالس المحلية العامة في الوزارة هي المسؤولة عن اعتماد ومتابعة وتشكيل مجالس المحافظات والمجالس المحلية الفرعية.
وأضاف التعميم أن القوانين والأنظمة فتعتمد من قبل المجلس الأعلى للإدارة المحلية، لافتاً إلى أنه لا يوجد لأي جهة جديدة تنتج عن أي تغيير عسكري في أي مدينة " أي تسلط " وليس له علاقة بالحالة المدنية أو المجالس المحلية.
تعميم الوزارة جاء رداً على بيان "الإدارة المدنية للخدمات" التابعة لتحرير الشام والتي شكلتها مؤخراً في إدلب، والتي عممت بقرارات عدة بينها قرارات وجهتها للمجالس المحلية في المحرر تطالبها فيها برفع تقارير شهرية وبشكل دوري عن عملها، يتضمن لمحة عن المجلس والخدمات التي يقوم بها خلال الشهر، والخدمات المتوفرة، وتقرير مالي يتضمن الصادرات والواردات، والمنظمات التي يتعامل معها، تبعته بقرار تعتبر فيه "المديرية العامة للإدارة المحلية" الجهة الوحيدة المخولة بمتابعة كل ما يتعلق بالمجالس المحلية.
وكان من ضمن القرارات الصادرة عن الإدارة المدنية للخدمات" أيضاَ كتاب وجهته لمجلس لمدينة إدلب تطالبه فيها بتسليم الدوائر المدنية التابعة له في مدينة إدلب كالأفران ومديريات النقل والمياه، هذه الخطوة نظر إليها كثر على أنها محاولة لتحرير الشام بإدارتها الجديدة لإقصاء جميع المؤسسات المدنية العاملة في المحرر، لاسيما التابعة للحكومة السورية المؤقتة ممثلة بمجلس محافظة إدلب الحرة والذي تتبع إليه مباشرة جميع المجالس المحلية، وتقوم بعملها وفق خطط وبرامج محددة، ومجلس مدينة إدلب المنتخب من قبل الفعاليات المدنية والعديد من المؤسسات والمنظمات المدنية الأخرى.
أكدت الهيئة العليا للمفاوضات، اليوم الاربعاء، على إصرارها على ألا يكون للأسد أي دور منذ بداية المرحلة الانتقالية وفِي مستقبل سورية، الامر الذي رفضته منصة موسكو خلال اجتماع كافة أطيف المعارضة في الرياض بتاريخ 21و22 الشهر الجاري.
وقالت الهيئة في بيان صادر عنها اليوم، ان الوفود المجتمعة في الرياض، لم تتوصل إلى اتفاق، لكن الحوار يمكن ان يستمر في مرحلة قادمة لم يتحدد موعدها.
وكان مستشار الهيئة العليا، "يحيى العريضي"، قد أكد يوم أمس في تصريح لشبكة شام الاخبارية، أن مؤتمر "الرياض2" سيعقد بين أطياف المعارضة في شهر أكتوبر، والذي سيضم شخصيات ومؤسسات تمثل المعارضة بشكل أوسع مثل مؤسسات لمجتمع المدني ومؤسسات حقوق الانسان.
.
وأشار البيان الى أن الحوار في اجتماعات الرياض، إتسم بالجدية والتعمق في بيان حدود التوافق والاختلافات في رؤى المنصات، وعلى الرغم من وجود مشتركات في الرؤية ولاسيما في الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وعلى مؤسسات الدولة، وعلى حماية سورية من حدوث أية فوضى في المرحلة الانتقالية، وعلى أن يكون القرار الدولي ٢٢٥٤ وبقية القرارات الأممية مرجعية.
وشدد البيان على ان الخلاف بين وفد موسكو والهيئة العليا، كان علىتأكيد منصة موسكو ان دور للأسد هو شرط مسبق، والابقاء على دستور2012 في المرحلة الانتقالية، بينما رأت الهيئة العليا أنه صُلب موضوع التفاوض، حيث لا يمكن تحقيق انتقال سياسي بوجوده، وأن دستور 2012 غير مقبول بالمطلق ليكون مظلة انتقال سياسي.
وكانت قد أصدرت منصة موسكو يوم أمس تصريحاً، أن السبب الأساسي من الخلاف في اجتماعات الرياض يعود إلى إصرار الهيئة العليا على طرح شروط مسبقة تتعلق برحيل بشار الأسد، الامر الذي ترفضه منصة موسكو.
ولفتت الهيئة في بيانها الى أن منصة القاهرة كانت أقرب إلى رؤية الهيئة العليا للمفاوضات ومواقفها، على الرغم من وجود خصوصيات في رؤيتها.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد التقت بالوفود في حوار متصل، وأكد الدكتور "عادل مرداد "، وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون السياسية على دعم المملكة لخيارات السوريين، بحسب البيان.
تعيش مئات العائلات العراقية التي وصلت لمحافظة إدلب هاربة من جحيم الموت برحلة طويلة شابها مصاعب وعراقيل وعذابات مريرة، لتغدو مشردة يائسة بعد أن تقطعت بها السبل في مناطق عدة من ريف المحافظة، تحتاج لرعاية من المنظمات الإنسانية العاملة في المحافظة، تمكنها من العيش بسلام بعد أشهر عديدة من العذاب والمرارة.
مصادر خاصة لشبكة "شام" الإخبارية تحدثت عن وصول مئات العائلات من العراق محافظة صلاح الدين تحديداً هرباً من ميليشيات الحشد الشعبي التي مارست شتى أنواع العذاب والقتل والتنكيل بحقهم، فهرب من نجا من الموت باتجاه الحدود السورية وصولاً إلى دير الزور ثم الرقة ومنها إلى ريف حلب الشمالي حيث استقرت المئات من العائلات هناك، ومنها من تابع رحلة نزوحه حتى ريف إدلب، وصلت تباعاً خلال الأشهر الماضية.
وواجهت العائلات خلال رحلة نزوحها والتي استمرت قرابة الشهر، مصاعب عديدة، وعمليات اتجار بمعاناتها من قبل المهربين، لنقلهم من مناطق تنظيم الدولة إلى مناطق قسد ومن ثم لمناطق الثوار وصولاً لمحافظة إدلب وريف حلب الشمالي، بلغت تكلفة الفرد الواحد قرابة 700 دولار، أي آلاف الدولارات للعائلة الواحدة، لتتمكن من النجاة، حاملة معها همومها وعذاباتها بعد أن عجزت عن حمل أي شيئ من ممتلكاتها التي باتت غنيمة لميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
وذكر المصدر أن مئات العائلات العراقية توزعت على العديد من المناطق بريف إدلب، بينها ضمن المخيمات المنتشرة في مناطق عدة، تشاركت مع غيرها من العائلات المهجرة لقمة العيش والمسكن، فيما فضلت العديد من العائلات التوجه للمناطق الحدودية مع تركيا، علها تحظى بفرصة العبور بطرق غير شرعية لداخل الأراضي التركية.
ولفت المصدر إلى وضع العائلات المزري في معظم المناطق التي لم تجد فيها مأوى لها، حيث فضلت العيش في منازل مهجورة أو مساجد عامة أو ساحات كما هو الحال في ساحة مبنى الأوقاف ومسجد الروضة في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، حيث تتواجد أكثر من مئة عائلة تحتاج لرعاية طبية وصحية وتقدم مأوى لها ومساعدات تمكنها من العيش، إذ انها تعتمد على مساعدات الأهالي وبعض الجمعيات التي لايمكنها تقديم كل مايلزم لهذه العائلات، لاسيما أن المنطقة تغص بعشرات الآلاف من النازحين.
وأبدت بعض الجهات الإنسانية بالأمس استعدادها لتقديم المساعدات لهذه العائلات العراقية التي تنتشر في معظم مناطق محافظة إدلب لاسيما سلقين، مطالبة جميع العائلات العراقية بالتوجه لمخيمات ساعد وميزنار المخصصة لعمليات استقبال المهجرين من خارج محافظة إدلب، على أن تعمل على تقديم المساعدة اللازمة لهم وتأمين مأوى ومستلزمات المعيشة.
استشهد ستة مدنين، وجرح آخرون من عائلة واحدة في مدينة الميادين بريف دير الزور، جراء قصف طيران لم تحدد هويته بعدة غارات على عدة منازل مدنية في المدينة، في استمرار لسناريوهات استهداف المدنيين العزل.
وقال ناشطون إن سبع غارات جوية استهدفت منزل عائلة "اللافي" خلفت مجزرة مروعة بحق ستة أفراد من العائلة، بينهم أطفال ونساء، وجرح آخرون، فيما تعرضت عدة مناطق أخرى ضمن المدينة لقصف من الطيران الحربي.
ونقل ناشطون في موقع "فرات بوست" خبراً عن عملية إنزال جوي لطيران التحالف الدولي مساء أمس الثلاثاء، على منزل في منطقة التنانير في قرية بقرص التابعة لمدينة الميادين شرق دير الزور، تسكنه عائلات لعناصر من تنظيم الدولة، وقد أسفرت العملية عن " اعتقال أو سحب" عائلتين من جنسيات مصرية.
تواصل الطائرات الحربية الروسية قصفها مناطق تجمع الهاربين من الموت في منطقة عقيربات، وسط غياب الأنباء عن أوضاع النازحين الفارين من المعارك الدائرة بين قوات الأسد وحلفائها وتنظيم الدولة في منطقة عقيربات، مع استمرار المناشدات للمنظمات الدولية والفصائل لإيجاد ممر آمن لعبور هذه العائلات باتجاه المناطق المحررة شمالاً.
وقصف الطيران الحربي الروسي اليوم كلاً من قليب الثور وأبو حنايا ومسعود وصلبا ومسعدة والمكيمن وطهماز والرويضة والقسطل ومناطق الاشتباكات مع تنظيم الدولة، وسط استمرار الغارات بشكل مكثف على المنطقة، تزامناً مع محاولات تقدم قوات الأسد وحلفائها من عدة محاور على المنطقة.
وتفصل منطقة عقيربات عن المناطق المحررة بريف حماة الشرقي من منطقة السعن والرهجان قرابة 8 كم تسيطر عليها قوات الأسد، وتنتشر فيها الميليشيات المحلية من أبناء المنطقة، لطالما كانت ممرات للتهريب والدخول من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرة التنظيم وبالعكس، لنقل العناصر أو الأسلحة للتنظيم عبر مهربين ينسقون مع تلك الميليشيات.
ويواجه آلاف المدنيين الهاربين من منطقة عقيربات أوضاع إنسانية بالغة في الصعوبة، نظراً لتعرضهم للقصف في مناطق نزوحهم وارتكاب مجازر بحقهم بالأمس، مع وجود عشرات الجرحى لايمكن نقلهم لأي مشفى أو نقطة طبية أو تلقي العلاج لانعدامه في المنطقة، مايجعل حياتهم مهددة بالموتـ هذا بالإضافة لانعدام المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية في نزوحهم كالخيام والماء وحليب الأطفال، ينذر ذلك بكارثة إنسانية لامحال، تستوجب الوقوف عندها لإنقاذ حياة الآلاف من المدنيين لاذنب لهم إلا أنهم في مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن العمل في مركز المراقبة المشتركة على منطقة خفض العنف الجنوبية في سوريا، سيبدأ اليوم الأربعاء، في العاصمة الأردنية عمان، بحسب مانشرت "روسيا اليوم".
وكان وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف"، أكد في ال10 من الشهر الماضي، أن روسيا والولايات المتحدة والأردن، اتفقوا على استخدام مركز مراقبة يجري إنشاؤه في "عمان" لرصد الالتزام بوقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا.
وأوضح لافروف، "لتنسيق جميع التفاصيل حول مناطق تخفيف التصعيد، تم الاتفاق على استخدام مركز مراقبة، يجري إنشاؤه من قبل روسيا والولايات المتحدة والأردن في عمّان"، مشيرا إلى أن المركز سيكون على اتصال مباشر مع المعارضة ونظام الأسد.
خفض العنف في الجنوب السوري، باتفاق روسي-امريكي-أردني، في شهر تموز/يوليو الماضي، الذي يهدف الى وقف القتال في منطقة حساسة من الأراضي السورية المجاورة للحدود مع إسرائيل والأردن، الأمر الذي رحببه العدوان الاسرائيلي، والذي أبدى حوله بعض التحفظات، أهمها ابعاد الميليشيات الايرانية وحزب الله اللبناني عن المنطقة.