عادت المفاوضات غير المباشرة بين المعارضة السورية ونظام الأسد إلى الواجهة مع انطلاق جولة جديدة في العاصمة النمساوية فيينا، قبل أيام فقط من مؤتمر سوتشي في روسيا، الجامع للمعارضة والنظام، وسط آمال روسية في تأديته دوراً في تأكيد الهيمنة الروسية على القرار السوري.
ومورست ضغوطا كثيرة أخيراً على المعارضة، للمشاركة في هذا المؤتمر، كونها لم تخفِ هواجسها من محاولات روسية لجرّها إلى مسار جديد يُعاد فيه إنتاج النظام بديلاً عن مسار جنيف. مع العلم أن النظام وحلفاءه أوصلوا مسار جنيف التفاوضي إلى طريق مسدود من أجل التهرّب من قرارات دولية داعية إلى انتقال سياسي، بحسب تقرير لـ "العربي الجديد".
ومن المقرر بدء جولة مفاوضات جديدة، اليوم الخميس، بين وفدي المعارضة السورية والنظام في مقر الأمم المتحدة في فيينا، للتباحث حول سلة الدستور، وهي السلة الثالثة لما اصطلح على تسميته "سلال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الأربع"، وهي الحكم والانتخابات والدستور ومحاربة الإرهاب.
وكانت الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف انتهت في منتصف الشهر الماضي، من دون تحقيق أي تقدم. ووُصفت بأنها "من أفشل جولات التفاوض"، مع اختلاق وفد النظام ذرائع من أجل عدم الانخراط في مفاوضات جدية.
من جانبها أكدت المعارضة السورية أنها "ذاهبة في مفاوضات مسار جنيف لشوطها الأخير"، رغم يقينها أن "هذه المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود وباتت في خطر حقيقي، إذ ليس في نيّة النظام الدخول في مفاوضات على أساس قرارات دولية تدعو إلى انتقال سياسي من شأنه تقويض النظام".
وجاءت الجولة الجديدة بعد يومين من زيارة قام بها وفد من هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى العاصمة الروسية موسكو في خطوة غير مسبوقة، أثارت جدلاً واسعاً في الشارع السوري المعارض، الذي انتقد زيارة دولة "شريكة في سفك دماء السوريين، وتشريدهم، ولا تزال تدافع عن النظام في المحافل الدولية وتعلن أنها ضد إزاحة بشار الأسد عن السلطة".
لكن أحد أعضاء الوفد الذين التقوا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال لـ"العربي الجديد"، إن "لقاء الساعات الأربع مع لافروف كان مثمراً"، مضيفاً "سمعنا كلاماً جديداً من المسؤولين الروس، إذ أكدوا دعمهم لمفاوضات جنيف، مشيرين إلى أن موسكو تدرك أنه ليس لبشار الأسد مكان في مستقبل سورية". وأشار المصدر إلى أن "المسؤولين الروس أكدوا لنا أنهم جاهزون لتعديل مخرجات مؤتمر سوتشي في حال حضورنا"، معتبراً أن هذا الموقف تطور كبير يمكن البناء عليه.
بموازاة ذلك، بدأت موسكو توجيه الدعوات لحضور مؤتمر "الحوار الوطني السوري" في سوتشي المقرر في 29 و30 من الشهر الحالي، مع محاولة موسكو توفير زخم سياسي وإعلامي لتأكيد دورها في أي حل سياسي للقضية السورية.
ورغم عدم حسم المعارضة السورية أمر المشاركة في سوتشي، إلا أنه من المتوقع اتخاذ قرار بذلك على هامش جولة فيينا. ومن الواضح أن المعارضة السورية واقعة تحت ضغوط إقليمية هائلة لدفعها للمشاركة في مؤتمر سوتشي، إذ أكدت مواقع إخبارية معارضة أن "فصائل المعارضة المسلحة قررت في اجتماع عقدته أخيراً في العاصمة التركية أنقرة، التوافق على تشكيل وفد مؤلف من 350 عضواً، لحضور مؤتمر سوتشي في حال لم تستطع مقاومة الضغوط عليها".
وأشارت المصادر إلى أن "الوفد يمثل الائتلاف الوطني، والحكومة السورية المؤقتة، والفصائل الثورية المسلحة، والمجلس الإسلامي السوري، ووفد الهيئة العليا للمفاوضات".
" في غضون ذلك، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، رئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية نصر الحريري في العاصمة أنقرة. وذكرت مصادر مواكبة أن "الطرفين بحثا الأحداث العسكرية الجارية في شمال سورية، إضافة إلى التطورات السياسية واللقاءات الدولية الأخيرة لوفد الهيئة في زياراتها لعدد من عواصم القرار".
وكان المتحدث باسم الهيئة، يحيى العريضي، قال لـ"العربي الجديد" إن "الحريري كشف للمسؤولين الروس أن ما تسرّب عن مؤتمر سوتشي يتشح بالغموض والالتباس، وأن الهيئة ارتأت ألا تتخذ قراراً نهائياً بخصوص المؤتمر، حتى تحصل على معطيات واضحة".
وييدو أن المعارضة السورية في سياق البحث عن تطمينات وضمانات كافية قبل اتخاذ قرارها بالمشاركة بمؤتمر سوتشي، كي لا تجد نفسها منساقة إلى مسار جديد يصبّ في صالح ترسيخ رؤية روسية للحلّ تقوم على إعادة إنتاج نظام الأسد. وتريد المعارضة وفق مصادر في هيئة التفاوض معرفة أبعاد هذا المؤتمر ومدى رضى الأمم المتحدة عنه، وهل هو داعم لمسار جنيف التفاوضي، وهل نتائجه تساعد على تنفيذ القرار 2254 وبيان جنيف1، وما هي صلاحيات اللجان التي تنبثق عن المؤتمر، وهل سيؤدي إلى وقف إطلاق نار كامل، وإطلاق سراح المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل النظام.
ولا تزال المعارضة تتمسك بمسار جنيف من أجل التوصل لحل سياسي ترعاه الأمم المتحدة وفق قرارات دولية ذات صلة، غير أنها لا تملك أوراقا مقاومة للضغوط الإقليمية والدولية عليها من أجل تغيير خطابها السياسي، تحت ذريعة "قراءة المشهد السياسي بشكل واقعي"، ما يعني الانزلاق إلى حلول يرفضها الشارع السوري المعارض.
قال وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان يوم الأربعاء إنه لا يوجد تصور لحل سياسي في سوريا بخلاف محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في فيينا والتي قال إنها ”الأمل الأخير“.
وفشلت محاولات عديدة للأمم المتحدة لتحقيق السلام بعد تمكن نظام الأسد من استرداد مساحات كبيرة من الأراضي السورية بدعم روسي وإيراني منذ عام 2015، كما كثفت هجماتها مؤخرا ضد المعارضة في إدلب وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وبعدما أصبحت له اليد العليا في الحرب التي تقترب من إتمام عامها السابع لم يبد بشار الأسد أي استعداد للتفاوض ناهيك عن تنحيه عن السلطة في إطار أي حل سلمي كما تطالب المعارضة.
وأضاف لو دريان أمام المشرعين الفرنسيين ”في وقتنا الحالي، لا يوجد تصور يطرح نفسه بخلاف الاجتماع الذي سيعقد في فيينا غدا- وهو الأمل الأخير- تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث سيكون المتحاربون حاضرين وحيث نأمل في رسم أجندة للسلام“.
ودعا ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة بشأن سوريا حكومة الأسد والمعارضة لاجتماع على مدى يومين في العاصمة النمساوية.
وقال دي ميستورا للصحفيين في فيينا ”أنا متفائل بمعنى الكلمة...إنها لحظة حاسمة للغاية. جدا جدا“ مضيفا أن الوفدين وعدا بإيفاد وفدين كاملين.
وقال نصر الحريري كبير مفاوضي المعارضة السورية إن اليومين المقبلين سيمثلان اختبارا حقيقيا لكل الأطراف لإثبات الالتزام بالحل السياسي بدلا من العسكري.
يأتي اللقاء في وقت لا تظهر فيه بوادر عن حدوث انفراجة سياسية، وأيضا قبل أيام قليلة من تنظيم روسيا، الحليف لـ بشار الأسد، مؤتمرا بشأن سوريا في منتجع سوتشي.
وتعتقد دول غربية وبعض الدول العربية أن موسكو تهدف إلى خلق مسار سياسي مواز سوف يقوض جهود الأمم المتحدة وسيضع أساسا لحل يناسب أكثر حكومة الأسد.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن الوزير ريكس تيلرسون تحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف اليوم الأربعاء بشأن دور موسكو في تأمين قيام ”نظام الأسد بدور بناء في عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة“.
ورأس دي ميستورا سلسلة من المحادثات السورية في جنيف بتفويض لبحث فرص إجراء انتخابات جديدة وإصلاح نظام الحكم وصياغة دستور جديد ومحاربة الإرهاب.
ولم يعقد ممثلو حكومة الأسد والمعارضة أي اجتماعات مباشرة من قبل، ولم تتحد فصائل المعارضة في وفد موحد إلا في الجولة الثامنة في ديسمبر كانون الأول مما عزز الآمال في إجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى، و اعترض وفد النظام على النهج المتشدد للمعارضة تجاه مستقبل الأسد ولم تحقق المحادثات أي تقدم يذكر.
والتقى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية والولايات المتحدة في باريس يوم الثلاثاء لبحث كيفية منح دعم إضافي للمبعوث الدولي دي ميستورا والتشاور بشأن سبل التعامل مع مؤتمر سوتشي الذي تستضيفه روسيا، بحسب "رويترز"
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ”نود أن نعيد (عملية) جنيف مرة أخرى إلى قلب الأحداث وهذا ما اتفقنا عليه“.
ألمح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى إمكانية تنفيذ تركيا عمليات أخرى في منبج وشرقي نهر الفرات بسوريا مستقبلا، على غرار عملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لقناة "فرانس 24"، على هامش اجتماع لوزراء الخارجية تحت عنوان "شراكة دولية لمكافحة إفلات مستخدمي الأسلحة الكيميائية من العقاب" في باريس، حول عملية "غصن الزيتون"، التي أطلقتها القوات المسلحة التركية والجيش الحر في منطقة عفرين شمال غربي سوريا.
وقال جاويش أوغلو، "نستهدف التنظيمات الإرهابية في منطقة عفرين حاليا عبر عملية غصن الزيتون، ويمكن أن نطلق عمليات مستقبلا في منبج وشرقي الفرات، فالولايات المتحدة الأمريكية أعطتنا الكثير من الوعود ولم تف بها، وهو ما ذكرته بشكل واضح أثناء لقاء نظيري الأمريكي ريكس تيلرسون".
وأكد الوزير التركي أن التنظيمات الإرهابية الموجودة على الحدود تشكل تهديدا على تركيا، وأن أي دولة لن تسمح بوجود منظمات إرهابية على حدودها"، وشدد أن التنظيمات الإرهابية شنت هجمات على تركيا انطلاقا من عفرين، بحسب "الأناضول"
وأضاف "إطلاق هذه العملية (غصن الزيتون) ضد هذا التنظيم الإرهابي (ب ي د / بي كا كا) هام من أجلنا، فنحن نستهدف التنظيمات الإرهابية، وليس الأكراد في تركيا والعراق وبلدان أخرى"، مشيراً إلى أن الأكراد والأتراك والعرب يرحبون بإطلاق الجيش التركي والجيش السوري الحر للعملية في عفرين".
وأردف أن "هذه العملية هامة من أجلنا، ومن أجل عفرين لتطهيرها من المنظمات الإرهابية، فتنظيم الدولة موجود في تلك المنطقة، ويسعى إلى عبور الحدود والهجوم على تركيا، إضافة إلى أن (قياديي) التنظيم يسعون للتسلل من الحدود والتوجه إلى بلدان مثل فرنسا، كما أن هناك تعاونا محدودا بين التنظيم و " ي ب ك" في منطقة عفرين.
وأكد أن التهديد ضد تركيا قادم من منطقة منبج أيضا، وأن بلاده "مضطرة إلى القضاء على كافة التهديدات ضدها أيا كان مصدرها"، وبين أنه في حال ظهور أي تهديدات من مناطق أخرى، فإن بلاده ستطهر تلك المنطقة من المنظمات الإرهابية.
وفي رده على سؤال حول اختلاف وجهات النظر التركية والأمريكية بخصوص عفرين، قال جاويش أوغلو: "الولايات المتحدة دعمت ي ب ك، بالسلاح، والرئيس دونالد ترامب تعهد لرئيسنا رجب طيب أردوغان، بإيقاف ذلك الدعم".
وأوضح أن عملية عفرين لا تتسبب بعدم استقرار في المنطقة، بل هي هامة من أجل وحدة التراب السوري، وأن المهم هو ما يقوله الشعب التركي وليس الدول الأخرى.
كما ذكّر الوزير التركي بأن الولايات المتحدة قدمت العديد من التعهدات بخصوص انسحاب "ي ب ك" من منبج بعد انتهاء العمليات فيها ضد تنظيم الدولة، إلا أنها ما تزال منتشرة فيها حتى الآن.
وقال: "وبنفس الشكل، وبالرغم من الضمانات الأمريكية بانسحاب ي ب ك، من الرقة عقب انتهاء العمليات، فإن ذلك التنظيم لم يقاتل تنظيم الدولة، بل انسحبت عناصر الأخير من المدينة بموجب اتفاق، إلا أن ي ب ك ما يزال موجودا هناك".
ولفت إلى أن واشنطن أرسلت قرابة 5 آلاف شاحنة محملة بالأسلحة لـ "ي ب ك"، مؤكداً أن ذلك يشكل خطرا على مستقبل سوريا، وليس تركيا فقط.
وفي رده على سؤال حول خطة تشكيل قوة حدودية قوامها ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" التي يستخدمها تنظيم "ب ي د / بي كا كا" واجهة لأنشطته الإرهابية، قال جاويش أوغلو: "الولايات المتحدة تفهمت مخاوفنا بهذا الصدد، وخطورة الخطوة"، وأشار إلى أن الكثير من البلدان تفهمت مخاوف بلاده المشروعة.
وتابع: "لا يُقتل مدنيون في عفرين، والتنظيم الإرهابي يعمل على إظهار ضحاياه على أنهم مدنيون، وأنتم تريدون تصديق ذلك، ولماذا لا تصدقون المعلومات التي نقولها؟ فنحن نولي أهمية بالدرجة الأولى لوضع المدنيين وحقوق الإنسان".
وأوضح جاويش أوغلو أن منظمات إغاثية تركية مثل الهلال الأحمر، وإدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، تنتشر في عفرين، وأنه تم إنشاء مخيمين في المنطقة لتلبية احتياجات السكان هناك.
وذكر في رده على سؤال فيما إذا كانت تركيا قد اتفقت مع روسيا والنظام بخصوص "غصن الزيتون"، أكد أن أنقرة لم تتفق مع أحد، وأعلمت كافة الأطراف والدول المعنية حول العملية، وأضاف: "لم نأخذ إذنا من النظام، ولم نساوم أو نتفق مع أحد من أجل العملية، لأن هذه مسألة أمنية من أجلنا".
قال السفير الروسي لدى أنقرة أليكسي يرخوف، إن بلاده على تعاون وثيق مع تركيا بخصوص سوريا، وتتبنى موقفا متوازنا تجاه عملية "غصن الزيتون" التركية في منطقة عفرين، شمال غربي سوريا.
وأضاف السفير في معرض إجابته عن أسئلة لطلاب جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا التابعة لغرفة تجارة أنقرة، على هامش ندوة شارك فيها.: "نتحرك من حقيقة ضرورة ضمان الأمن والسلام في سوريا عبر المشاورات السياسية".
وأشار إلى أن البلدين حققا نجاحا ملحوظا في سوريا، وأنهما أطلقا مباحثات أستانة، ونجحا في تشكيل 4 مناطق خفض للتوتر.
وتوقع يرخوف مزيدا من السلام في سوريا، في حال نجحت تركيا وروسيا وإيران بتحقيق تقدم في مؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده نهاية يناير / كانون الثاني الجاري، بمدينة سوتشي الروسية، بحسب "الأناضول"
ونوه يرخوف بأن الأرقام تشير إلى زيارة 4.5 ملايين مواطن روسي لتركيا العام الماضي حتى نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، متوقعا بأن يكون هذا العدد قد ارتفع إلى أكثر من ذلك بحلول نهاية العام.
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، على ضرورة وقف واشنطن دعمها لتنظيم "ب ي د / ي ب ك" الإرهابي في سوريا.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة التركية حول الاتصال الهاتفي بين أردوغان وترامب مساء الأربعاء، إن الطرفين تبادلا الآراء حول التطورات الأخيرة في سوريا، وعملية "غصن الزيتون" التي بدأتها تركيا في منطقة عفرين بحسب "الأناضول"
وأكد أردوغان خلال المكالمة الهاتفية، أن تركيا بدأت عملية غصن الزيتون انطلاقا من حقها في الدفاع عن نفسها وفقا للمادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي حول مكافحة الإرهاب.
وتم التركيز على التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، وفق المصدر ذاته.
ولفت البيان إلى أن أردوغان أكد خلال الاتصال، أن تركيا تهدف إلى تطهير عفرين من العناصر الإرهابية من أجل أمنها القومي، مشددا على ضرورة التعاون الثنائي بين أنقرة وواشنطن في مكافحة الإرهاب.
ونوه بأن أردوغان وترامب أكدا عزمهما على مواصلة الاتصال الوثيق بينهما، ولا سيما فيما يتعلق بسوريا، والتعاون في المواضيع الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأربعاء، آخر التطورات في سوريا، وعملية غصن الزيتون التي أطلقها الجيش التركي في منطقة عفرين.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الزعيمين مساء الأربعاء، بحسب ما أفادت به مصادر في الرئاسة التركية، لوكالة الأناضول.
وأكد أردوغان خلال الاتصال أن العملية التي باتت أمرا حتميا من أجل الأمن القومي لتركيا، تعتبر هامة من أجل وحدة سوريا السياسية، ووحدة أراضيها، واستقرار وسلامة المنطقة، وفقا للمصادر.
وشدد أردوغان على إيلاء تركيا أهمية بالغة للأبعاد الإنسانية خلال العملية، مؤكدا اتخاذ كافة التدابير من أجل عدم إلحاق أي ضرر بالسكان المدنيين في المنطقة.
من جانبه، ذكر آل ثاني أن القطريين يقفون إلى جانب تركيا فيما يتعلق بكفاحها ضد التنظيمات الإرهابية.
وأشارت المصادر الى أن الجانبين، جددا عزمهما بخصوص تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات.
طالبت مجموعة "كبار المانحين" لسوريا، أمس الأربعاء، بتوفير أكثر من 5 مليارات دولار لدعم النازحين السوريين داخل البلاد.
جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني عشر للمجموعة، في بيروت، بمشاركة ممثلين عن المنظمة الأممية، وجمعيات إنسانية محلية وأجنبية، إلى جانب الدول المانحة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الاجتماع تراجع الخدمات في لبنان وتزايد نسبة الفقر في صفوف اللاجئين السوريين لتصل إلى 76%.
ويعد الاجتماع، الذي ينظمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، منصة مهمة لتعزيز الجهود الدولية لإغاثة الشعب السوري في الداخل والخارج.
ومن بين الدول المانحة، التي شاركت في اجتماع اليوم، قطر، السعودية، كندا، ألمانيا، اليابان، وغيرها.
وقال الأمين العام المساعد للشراكات الإنسانية مع الشرق الأوسط وآسيا "رشيد خاليكوف" إن الدول المانحة ستقوم بأنشطة جديدة داخل سوريا (لم يحددها) وأن هناك حاجة لأكثر من 5 مليارات دولار لدعم النازحين هناك.
وتطرق، في كلمة أمام المؤتمر، إلى الآثار الإنسانية الناتجة عن النزوح ومخاطرها مثل عمالة الأطفال والزواج المبكر والدخول في نشاطات محظورة.
بدوره، قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أحمد المريخي (قطري)، لوكالة الأناضول، إنهم كوفد رسمي "جالوا على كافة مخيّمات اللاجئين السوريين في لبنان واطلعوا على احتياجاتهم المادية والمعنوية وسيتم العمل جدّياً على تقديم كافة المساعدات".
من جانبه، أشار نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في بيروت فيليب لازاريني، إلى أن لبنان يأتي في مقدمة المضيفين للاجئين السوريين.
أوضح أنهم يتفهمون (المنظمة) نتائج هذا اللجوء وتكلفته الباهظة على لبنان وشعبه.
وأكّد أنّ الخدمات في لبنان تراجعت، تحت وطأة تزايد عدد اللاجئين، وارتفعت نسبة الفقر لدى اللاجئين السوريين هناك إلى 76؟%.
وبحسب لازاريني، فإن ما نسبته 91% من العائلات السورية النازحة تعاني من غياب الأمن الغذائي.
ولا توجد أرقام دقيقة لأعداد النازحين السوريين داخل البلاد في ظل ارتفاع وتراجع الأرقام على وقع المواجهات المستمرة.
ويستضيف لبنان اليوم نحو 980 ألف لاجئ سوري، مسجلين بشكل رسمي لدى مكتب شؤون النازحين في الأمم المتحدة، ووزارة شؤون النازحين اللبنانية، بعد أن كان عددهم في ديسمبر/كانون الأول 2016 بين مليون ومئتي ألف إلى مليون وخمسمائة ألف شخص.
قال نصر الحريري، رئيس وفد المعارضة في مفاوضات جنيف9، إن جولة المفاوضات الحالية، ستوضح جدية جميع الأطراف في العملية السياسية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الحريري مساء الأربعاء، في مقر إقامة وفد المعارضة بالعاصمة النمساوية فيينا التي من المنتظر أن تشهد انطلاق مفاوضات جنيف 9، الخميس، وتستمر ليومين.
وأوضح أن قرار المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، بمدينة سوتشي الروسية، نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، سيتم اتخاذه بناء على لقاءات اليومين القادمين.
الحريري، مضى قائلًا "نحن اليوم هنا لمتابعة ما بدأنا الحديث عنه سابقا، وهي المحادثات السورية السورية، للتوصل لحل عادل وحقيقي، تحت إشراف الأمم المتحدة، وحريصون على الوصول لحل سياسي في البلاد".
ورحب "بالتزام الشركاء الدوليين المتجدد، بدعم المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة، وكان لهم لقاءات عديدة في مختلف الدول، وآخرها اليوم مع الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)".
وزارت المعارضة خلال الفترة الماضية عددا من الدول والتقت مسؤوليها بدءا من لقاء أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتريش، مرورًا ببريطانيا وفرنسا، وانتهاء بروسيا وتركيا.
وكشف الحريري، أن الرسائل التي حصلوا عليها من تلك الزيارات "كانت واضحة وهي وجود نية لدعم العملية التفاوضية في جنيف، والهدف منها تحقيق الانتقال السياسي المبني على القرار الدولي 2254".
واستدرك الحريري، قائلا "ننتظر إثبات هذه النية، من خلال جلب النظام لطاولة المفاوضات، وهيئة المفاوضات مستعدة لمناقشة كافة تفاصيل قرار 2254، لتحقيق الانتقال السياسي، بما فيها القضايا الدستورية والانتخابات".
وتبنى مجلس الأمن الدولي قراره رقم 2254 بالإجماع؛ في 18 ديسمبر/كانون أول 2015 والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع بسوريا.
وتابع "لدينا رغبة حقيقية في تطبيق القرار الدولي، وبيان جنيف 1 (2012)، والتي تتلخص بمرحلة انتقالية كاملة الصلاحيات، والوصول لدستور جديد، وانتخابات عادلة، مع التركيز في هذه الجولة على القضايا الدستورية".
وبيان جنيف 1 هو بيان أممي مفصل بشأن الأزمة السورية، أكد ضرورة الضغط على جميع الأطراف لتطبيق خطة البنود الستة المعروفة بـ"خطة أنان" بما في ذلك وقف "عسكرة الأزمة"، وأن يتم "الحل بطريقة سياسية وعبر الحوار والمفاوضات فقط".
وزاد الحريري، قائلا "إذا كانت الأمم المتحدة جادة، فلا بد لكل الأطراف، الالتزام بهدف المفاوضات، بتحقيق تطبيق القرار 2254 ولم نسمع أبدا من النظام أنه قادم بجدية لهذه المفاوضات".
وفيما يخص زيارة وفد المعارضة مؤخرا إلى موسكو، قال الحريري، "نحن مستعدون للدخول بالمفاوضات وفق الأصول، وعلى الأقل ظاهريا سمعنا من روسيا، الالتزام بتطبيق بيان جنيف، والقرار 2254".
وأردف "إذا كانت جادة للوصول للحل السياسي فنحن جاهزون في هذه المساحة، والمحددات السياسية التي تطلبها روسيا وغيرها، يحددها الشعب السوري، وروسيا تقول إنه قرار شعبي".
وأكد قائلا "أرجو من كافة الأطراف التي تقول إنه لا يجب وضع شروط مسبقة، ألا تضع شروط مسبقة"، قاصدا عدم مناقشة مصير بشار الأسد.
وأوضح أن "موضوع جلسات التفاوض مع روسيا لم تتوقف، وهي ليست الأولى، وتقريبا في كل جولة تفاوضية، كان هناك لقاء مع الروس، لوضع قواسم مشتركة، من أجل الحل السياسي في سوري".
وحول الموقف من مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في سوتشي، في 29-30 يناير، قال "سنعلن عن الموقف قريبا، سنذهب أم لا، لم نتخذ قرارا نهائيا من سوتشي بعد".
وبرر ذلك بأنه "لم يكن لديهم معلومات عنه، وأنهم بحاجة لقراءة التطورات، وخاصة مع تطورات اليومين القادمين، مؤكدا أن قرارهم بالتأكيد لن يكون مخالفا للسوريين".
وفي وقت سابق من اليوم، وصلت المعارضة السورية فيينا، للمشاركة في جنيف9، والتي تنطلق في فيينا غدا، وتستمر ليومين، حيث تعقد بالعاصمة النمساوية لأسباب لوجستية.
قصفت المدفعية التركية، مساء اليوم الأربعاء، أهدافا لوحدات حماية الشعب "واي بي جي"، في منطقة عفرين السورية، ردا على استهداف التنظيم مركز ولاية كليس بقذيفتين أصابت إحداها مسجدا.
وبحسب الأناضول، قصفت المدفعية التركية المتمركزة في الوحدات العسكرية على الحدود السورية، أهدافا لـ"التنظيم الإرهابي بعد أن تم تحديدها بواسطة أجهزة كشف راداري".
وبحسب مصادر أمنية، تم الرد على القصف بالمثل، وتدمير الأهداف التي تم تحديدها، فيما سمعت أصوات القصف المدفعي من مركز كليس.
وتتواصل عملية "غصن الزيتون" التي أطلقها الجيش التركي، السبت الماضي، بمشاركة الجيش السوري الحر، بهدف إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على الوحدات وتنظيم الدولة في عفرين، بحسب ما صرحت رئاسة الأركان التركية.
استقبل الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، اليوم الأربعاء، رئيس هيئة التفاوض العليا للمعارضة السورية، "نصر الحريري"، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأوضحت مصادر في الرئاسة التركية، أن اللقاء جرى، دون الإفصاح عن فحواه.
يأتي لقاء الحريري بالرئيس التركي، عقب زيارة وفد الهيئة لموسكو، ولقائهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
وكان وزير الخارجية الروسي، أكد في لقاء مع الحريري بموسكو، " أن "هدف مؤتمر سوتشي هو دعم المفاوضات في جنيف، بأوسع تمثيل لأطياف الشعب السوري"، دون أن تصرح الهيئة عن نيتها حضور المؤتمر من عدمه.
وقال لافروف، "يجب أن تفضي المفاوضات المباشرة إلى البدء بالتحضير للانتخابات استنادا لقرار مجلس الأمن".
وتجري التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي الروسية نهاية الشهر الجاري، إذ بحث الرئيس التركي مع نظيره الروسي، "فلاديمير بوتين"، التحضيرات للمؤتمر وقائمة الحضور، وتصر أنقرة غلى عدم مشاركة عناصر مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني.
اختتم وفد هيئة التفاوض السورية برئاسة رئيس الوفد، "نصر الحريري"، زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، والتي جاءت بناء على دعوة موجهة من وزارة الخارجية الروسية.
وتأتي الزيارة في ظل استمرار روسيا ممارساتها العسكرية في سورية، وقصفها المستمر للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وفي وقت تتجهز فيه لعقد مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، في ال29 من الشهر الجاري.
وبحسب ما قال الوفد، التقى الأعضاء برئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي "ليونيد سلوتسكي"، وقدموا شرحاً مفصلاً عن القضية السورية، وانتهى الاجتماع باتفاق الطرفان على تطبيق القرارات الدولية وخاصة القرار ٢٢٥٤ وتعزيز مسار جنيف للعملية السياسية، السبيل لحل سلمي عادل في سورية.
وكان الوفد المعارض قد التقى يوم أمس، وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف"، ومسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين، واتفق الجانبان على استمرار التواصل بشكل جاد لإنجاح لقاءات فيينا وتفعيل مسار جنيف، لإيجاد حل سياسي للقضية السورية.
وأبدى الحريري الأولوية للقضايا الإنسانية، مشدداً على الدور الروسي فيما يحدث في سورية وضرورة التزامها بما وقعت عليه.
لم يكن هناك نتيجة نهائية حول حضور "سوتشي"، وتفهم الطرف الروسي موقف الهيئة التي تلتزم تطبيق القرار ٢٢٥٤، بحسب الوفد المعارض.
وفي اليوم الثاني من الزيارة التقى وفد الهيئة سفراء الدول العربية في موسكو، وأكد الحريري خلال أن "سورية اليوم على مفترق طرق"، مشدداً على ضرورة تطبيق القرارات الدولية بشأن سورية.
وطالب وفد الهيئة، السفراء العرب دعم القضية السورية والشعب السوري، وقال: إن "سورية لم تتخل يوماً واحد اً عن أي من الدول العربية"، واتخاذ موقف تجاه وقف الجرائم والمجازر التي تحدث في سورية ودعم مسار المفاوضات للوصول إلى حل سياسي.
عبرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، عن تأييدها قرار مشاركة الجيش الوطني السوري وبإشراف الحكومة السورية المؤقتة، في عملية ”غصن الزيتون“ بدعم ومساندة الجيش التركي ضد حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري قوات حماية الشعب "واي بي جي" ذات المشاريع الانفصالية في الشمال السوري.
وأوضحت الجماعة في بيان رسمي أن هذه التنظيمات مارست إرهابا وتهجيرا الشعب السوري في تلك المناطق، داعية كافة الثوار للوقوف إلى جانب إخوانهم في الجيش الوطني لمواجهة هذه الحركات الانفصالية، مبدية دعم حق الجمهورية التركية باتخاذ الخطوات اللازمة للدفاع عن أمنها القومي.
وأكد البيان أن المكون الوطني الكردي جزء أصيل من نسيج الشعب السوري، وله كامل حقوق المواطنة، لا يمت بأية صلة لهذه الميليشيات الإرهابية، رافضاَ استخدام هذه التنظيمات لأبناء الشعب الكردي كدرع بشري للغطاء على جرائمهم كما كانت يفعل تنظيم الدولة مع أهل السنة.
ودعت الجماعة الجيش الوطني السوري لتجنيب المدنيين والأبرياء ويلات الحرب، وعدم التعرض لغير المحاربين، والامتناع الكامل عن أي شكل من أشكال الانتقام، والالتزام الكامل بأخلاقيات الإسلام وقيمه في الحرب، وبالقوانين الدولية ذات الصلة بالصراعات المسلحة.
وتشارك فصائل الجيش السوري الحر إلى جانب القوات التركية في شن هجمات عسكرية برية من محاور عدة في منطقة عفرين تستهدف السيطرة على مواقع وحدات حماية الشعب "واي بي جي"، سبقها سجالات سياسية وإعلامية كبيرة وتهديدات تركية على أعلى المستويات للقضاء على تهديدها في المنطقة.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية في العشرين من شهر كانون الثاني، بدء عملية عسكرية تستهدف مواقع وحدات حماية الشعب YPG، في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، بدأت اعتبارا من الساعة الخامسة من مساء يوم السبت، تحت اسم " عملية غصن الزيتون ".