قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير أصدرته اليوم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لهجوم خان شيخون الكيميائي إنَّ النظام استخدام الأسلحة الكيميائية 11 مرة منذ هجوم خان شيخون بدون أية محاسبة.
جاء في التقرير أنَّ الاتفاق الأمريكي الروسي الذي تمَّ بعد هجوم الغوطتين الشهير في آب/ 2013 نصَّ على أن يقوم مجلس الأمن بعمليات مراجعات دورية عن استخدام النظام للأسلحة الكيميائية، ونصَّت جميع قرارات مجلس الأمن التي صدرت في خصوص الأسلحة الكيميائية في سوريا على أنَّه في حال عدم امتثال نظام الأسد لبنود الاتفاق الأمريكي الروسي وقرارات مجلس الأمن، فإنَّه يتعيَّن على مجلس الأمن الدولي فرض تدابير ضدَّه بموجب الفصل السابع.
وأثبتت آلية التَّحقيق المشتركة التي انبثقت عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2235 أنَّ النظام قد استخدم الأسلحة الكيميائية ثلاث مرات على الأقل، وكانت ما تزال قيد التحقيق في حوادث أخرى قبل أن تُنهي روسيا مهمتها عبر فيتو في مجلس الأمن الدولي.
ووفق التقرير فإنَّ 3 هجمات بأسلحة كيميائية شنّها النظام بين 16 – 18/ تشرين الثاني/ 2017، وهي الحقبة التي شهدَ فيها مجلس الأمن الدولي تحركات دولية مُكثَّفة لإيجاد صيغة تُرضي جميع الأطراف لتمرير قرار يمنح تفويضاً جديداً لآلية التَّحقيق المشتركة، الأمر الذي يدل بحسب التقرير على استخفاف النظام وإهانته جميعَ تلك الجهود، وأوضحَ التقرير أنَّ إحدى هذه الهجمات قد نُفِّذت بعد ساعات من استخدام روسيا حقَّ النَّقض (الفيتو) للمرة الثانية في غضون أقلَّ من 48 ساعة.
قدَّم التقرير إحصائية تتحدَّث عن استخدام النِّظام الأسلحة الكيميائية ما لا يقل عن 214 مرة، منها 33 هجوماً قبل قرار مجلس الأمن 2118 و181 هجوماً بعده، من بين الهجمات الـ 181 وقَع 112 هجوماً بعد القرار 2209، و56 هجوماً بعد القرار 2235، و4 هجوماً بعد الفيتو الروسي فيما يخص تمديد عمل مهمة آلية التَّحقيق المشتركة، وقد تسببت جميع تلك الهجمات في مقتل ما لا يقل عن 1421 شخصاً بينهم187 طفلاً، و244 سيدة.
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:"إنَّ استخدام النظام السوري المتكرر والواسع النِّطاق للأسلحة الكيميائية يُشكِّل جرائم ضدَّ الإنسانية، يجب على أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحمُّل مسؤولياتهم أمام الشَّعب السوري. لم نلحظ أيَّ ردِّ فعل حقيقي على تحطيم النِّظام السوري لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، حانَ الوقت لفعل شيء ما أمام التَّاريخ المعاصر"
أكَّد التقرير أنَّ النِّظام خرَق الاتفاق الأمريكي الروسي، واتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وجميع قرارات مجلس الأمن المختصَّة بالأسلحة الكيميائية (2118، و2209، و2235)، وبالتالي يجب على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية باعتبارها جهة متضررة وجزءاً من هيئات الأمم المتحدة، أن تُقدِّم ادِّعاءً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وأن تُطالب بمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية؛ نظراً لمخالفتهم بنود الاتفاق الموقَّع بين النِّظام والمنظمة عبر إحالة أعضاء المنظمة وبعد موافقة ثُلثَي أعضائها الـ 41 الملفَ على الأمين العام للأمم المتحدة، والذي يُحيله بدوره على النائب العام للتَّحقيق وتحضير الملف للمحكمة الجنائية الدولية، وأشار التقرير إلى أنَّه في ظلِّ الفشل الصارخ لمجلس الأمن، يجب على الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تحلَّ مكانه في هذا الخصوص، وأن تعقد جلسة استثنائية طارئة، والحصول على قرار مُشابه للقرار 377 عام 1950، وهذا بحاجة لتأييد سبع دول من ضمنهم أعضاء دائمون في مجلس الأمن.
شدَّد التقرير على ضرورة ضغطِ الأعضاء الأربعة الدائمين في مجلس الأمن على الحكومة الروسية لوقف دعمها للنظام السوري، الذي يستخدم الأسلحة الكيميائية، وكشفِ تورطها في هذا الصَّدد وطالب باتخاذ إجراءات إضافية وعملية بعد صدور القرار رقم 2401 وانتهاكه الواضح من قبل قوات الحلف السوري الروسي الإيراني.
وحثَّ التقرير كلاً من لجنة التحقيق الدولية المستقلة COI والآلية الدولية المحايدة المستقلة IIIM على مباشرة التَّحقيق في جميع الهجمات الكيميائية، وتحديد المتورطين فيها.
حملت منظمة هيومن رايتس ووتش، نظام الأسد مسؤولية معظم الهجمات الكيميائية التي وقعت في سوريا منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
وأوضحت المنظمة، في بيان صادر عنها بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى لهجوم وقع في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، والتي قتل فيها أكثر من 100 شخص، أن "الجهود الدولية الرامية لمنع استخدام الأسلحة الكيميائية، باءت بالفشل، ولم تسفر عن نتائج إيجابية في هذا الخصوص."
وقالت رايتس ووتش، "وقع في سوريا خلال الأزمة المستمرة، 85 هجوماً بالأسلحة الكيميائية، واستنادا إلى معطيات مصادر موثوقة، يمكن القول إنّ النظام هو المسؤول عن معظم تلك الهجمات".
وشدد البيان على أن نظام الأسد مستمر في انتهاكه للمواثيق الدولية في هذا الإطار رغم محاولات منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، لثنيه عن هجمات مماثلة.
وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش، "لمى الفقيه"، إن "الأمم المتحدة ومنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، لم تضاعفا جهودهما حيال لردع النظام، رغم مرور عام على مجزرة خان شيخون".
وأضافت فقيه أن مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية يراقبان بصمت، كيفية تحوّل كابوس الحرب الكيميائية في سوريا إلى حقيقة.
وكان قد توصل تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية إلى أن نظام الأسد مسؤول عن إطلاق غاز السارين في بلدة خان شيخون في الرابع من أبريل/ نيسان 2017.
وتوصلت اللجنة المشتركة إلى أن قوات النظام مسؤولة أيضا عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015.
يصادف اليوم الرابع من شهر نيسان 2018 الذكرى الأولى على مجزرة صنفت على أنها ضمن الجرائم الأكثر فداحة، والتي ارتكبها نظام الأسد و حلفاؤه، بعد أن حملت صواريخهم هذه المرة السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل في مدينة خان شيخون بإدلب، فيما لازالت أصداء هذه الجريمة تتردد في أروقة المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية، التي عجزت كما العادة في تحديد ومحاسبة المجرم.
"الرابع من نيسان "موت بلا دماء"
في يوم الثلاثاء 4/ نيسان/ 2017 قرابة الساعة 6:49 نفَّذت طائرة حربية من طراز SU-22 تابعة لنظام الأسد، تحمل رمز قدس 1، يقودها الطيار "محمد حاصوري" من مدينة تلكلخ (وهو قائد سرب سوخوي ٢٢ مطار الشعيرات الملقب قدس١ ورئيس أركان اللواء 50)، هجوماً على الحي الشمالي من مدينة خان شيخون بأربعة صواريخ أحدها كان محملاً بغاز سام، ما أدى إلى استشهاد 91 مدنياً خنقاً، بينهم 32 طفلاً، و23 سيدة، وإصابة ما لا يقل عن 520 آخرين بحسب آخر تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
المجزرة التي ألقت بثقلها الكبير على أكثر من 80 ألف نسمة تقطن مدينة خان شيخون، من السكان الأصلين والعائلات النازحة للمدينة على جميع النواحي النفسية والاجتماعية.
" رد أمريكي بقصف الشعيرات"
خلفت المجزرة المروعة أصداء دولية كبيرة وعلى مختلف المستويات، دفع الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه ضربة صاروخية لمطار الشعيرات، قالت إنه رداً على مجزرة الكيماوي في خان شيخون، حيث قامت المدمرتان الأمريكيتان "بورتر" و "روس" بقصف قاعدة الشعيرات التي انطلقت منها طائرات الأسد لقصف خان شيخون بـ59 صاروخ كروز من طراز توماهوك، في السابع من نيسان أي بعد المجزرة بأيام، تلاها تحذير من وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس"، لنظام الأسد من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية مجدداً.
وفي الوقت الذي رحبت الحكومة البريطانية والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، والحكومتين السعودية والبحرينية، للضربة الأمريكية، في الطرف المقابل اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الهجوم الأمريكي مضر بالعلاقات الروسية - الأمريكية، والمعركة المشتركة ضد الإرهاب، كذلك أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، القصف الأمريكي.
"ردود فعل محلية ودولية"
خلقت مجزرة خان شيخون ردود فعل دولية ومحلية كبيرة، حيث خرجت مظاهرات كبيرة في عدة مدن وبلدات سورية تعلن وقوفها إلى جانب أهالي مدينة خان شيخون وتدين استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في قصف المدنيين، مطالبة بالمحاسبة، أيضا عبرت منظمات حقوقية إنسانية عديدة التحرك عن إدانتها للمجزرة، والتحرك لكشف حيثيات وتفاصيل القصف.
"تجاوز التهديدات ومعاودة استخدام الكيماوي"
قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني: "حتى بعد أن قامت الإدارة الأمريكية الحالية بقصف مطار الشعيرات، فقد كرَّر النظام السوري استخدام الأسلحة الكيميائية في حي القابون في العاصمة دمشق، وذلك بعد عدة ساعات من الضربة، علَّمتنا التجربة مع النظام السوري أنه سوف يقوم باختبار الحدود المسموح له تجاوزها، وسوف يستمر في استخدام الأسلحة الكيميائية لاحقاً في حال توقف المجتمع الدولي عن ردعه"، كما عاود النظام استخدام هذه السلاح لمرات عدة في الغوطة الشرقية مؤخراً.
"نيورك تايمز تكشف أكاذيب الأسد"
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير مفصل مدعماً بأدلة وصوراً لأقمار صناعية، أن كافة تصريحات نظام الأسد وروسيا، حول نفيهما لقصف خان شيخون بالكيماوي، "كاذبة"، بعد ان شككت بثلاث ذرائع اتخذها نظام الأسد لدحض التهم عنه، تتعلق بالتوقيت والمواقع المستهدفة وامتلاكه لأسلحة كيماوية.
وأكد التقرير أن الأماكن المستهدفة بالقصف هي مبانٍ صغيرة في أحياء سكنية ووسط شوارع وفي أحياء مدنية تقع جغرافياً بعيداً عن مستودعات زعم نظام الأسد أنها تضم مواد كيماوية للثوار، كما نشرت "نيويورك تايمز"، تقريراً للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، يوضح عدم تأكد فريق المنظمة من تخلص نظام الأسد من كامل ترسانته الكيماوية، في الوقت الذي نفى النظام امتلاكه لأي سلاح كيماوي.
"الاستخبارات الألمانية تؤكد الهجوم"
و رأت وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي إن دي) أن طيران نظام الأسد مسؤول عن الهجوم بمواد كيمائية سامة، على بلدة خان شيخون انطلق من قاعدة الشعيرات، فيما "لم يتضح بعد ما إذا كان بشار الأسد أمر بنفسه بشن هذا الهجوم".
"فريق أممي لتقصي تفاصيل الهجوم"
أعدت الأمم المتحدة، فريقاً من المحققين في شهر أيار، لزيارة مدينة خان شيخون، للمرة الأولى، منذ تعرضها لهجوم كيميائي، حيث قالت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح بالأمم المتحدة، "إيزومي ناكاميتسو"، خلال جلسة لمجلس الأمن عقدت حول الأسلحة الكيميائية في سوريا، أن "فريقاً أمميا سيزور خان شيخون"، مضيفة أن "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تتمكن من تدمير 3 مرافق يشتبه في إنتاجها مواد كيمائية في سوريا".
"تورط روسي في المجزرة"
وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً مفصلاً بعنوان "القوات الروسية أيَّدت غالباً قوات النظام السوري في هجوم خان شيخون الكيميائي" وثَّقت فيه تفاصيل الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون والهجمات الروسية التي تلت الهجوم، مؤكداً ليس فقط إلى معرفة القوات الروسية بالهجمات الكيميائية التي شنَّها نظام الأسد، بل إلى تورطها بشكلٍ مخزٍ.
وأشار التقرير إلى وجود نيَّة جُرميّة مُبيَّتة لدى قوات الأسد لتنفيذ الهجوم الكيميائي وإيقاع أكبر ضرر ممكن من خلال اختيار توقيت القصف فجراً والغارات التي استهدفت عدة مراكز طبية قبل الهجوم وبعده إضافة إلى الغارات التي استهدفت الطرق المؤدية للمدينة؛ ما جعل هذا التكتيك يُشبه إلى حد بعيد ما قام به نظام الأسد في هجوم الغوطتين في 21/ آب/ 2013.
" الأسد ينفي وبعثة الأمم المتحدة تؤكد استخدام السارين"
عاود الإرهابي "بشار الأسد" لأسلوبه المعتاد في التهرب والتكذيب، نافيا مسؤوليته عن الهجوم بالكيماوي على مدينة خان شيخون، في مقابلة أجراها معه تلفزيون "دبليو آي أو إن" الهندي، في الوقت الذي أكد فيه تقرير فريق تقصي الحقائق، أن منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية" أفادت باستخدام غاز "السارين"، في هجوم خان شيخون، وتداول أعضاء المنظمة في لاهاي التقرير لكنه لم يعلن.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، "نيكي هيلي"، في بيان صادر عنها، "الآن وبعد أن علمنا هذه الحقيقة الدامغة فإننا نتطلع إلى إجراء تحقيق مستقل للتأكد من المسؤولين تحديداً عن هذه الهجمات الوحشية، حتى يمكننا تحقيق العدالة للضحايا".
"ضغوطات روسية وغربية لحرف مسار التحقيق"
كشفت لجنة التحقيق التي كلفتها الأمم المتحدة ومنظمة "حظر الأسلحة الكيميائية"، للكشف عن الجهة المسؤولة عن استخدام غاز السارين في هجوم خان شيخون، عن تدخلات وضغوط سياسية شديدة تتعرض لها من أطراف عديدة، لتوجيه تقريرها في منتصف تشرين الأول بهذا الاتجاه أو ذاك.
وقال رئيس لجنة التحقيق، "أدموند موليت"، للصحافيين إثر جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي شهر تموز الحالي، إن اللجنة تعمل "في بيئة مسيسة للغاية، تحاول خلالها أطراف معنية" التأثير على عمل اللجنة، عبر رسائل مباشرة وغير مباشرة جهات عدة تفرض علينا كيف نقوم بعملنا".
ولفت موليت الى أن التدخلات في التحقيق لا يأتي فقط من موسكو، بل من الغرب أيضاً، مضيفاً " "الرسائل تأتينا من كل مكان"، في إشارة إلى أن دولا غربية عدة تشارك في هذه الضغوط".
"منظمات حقوقية وإنسانية تؤكد استخدام السارين"
أصدرت مؤسسات الدفاع المدني السوري (SCD) والجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) ومركر توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا (CVDCS)، بياناً حول التحقيقات المنجزة مع بعثة تفصيل الحقائق FFM التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية OPCW بشأن استهداف مدينة خان شيخون بريف إدلب بغاز السارين في الرابع من نيسان 2017.
وصرحت بعثة تقصي الحقائق بأن جميع التحاليل الجنائية الكيميائية المتعلقة بالحادث تجري في مختبر متخصص معتمد من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ذي ميزات عالية وبمهارات تحليلية عالية الكفاية لمراقبة دقة تحليل العينات الواردة بالإشتراك مع المنظمة الدولية للتوحيد القياسي واللجنة الكهروتقنية الدولية وذلك وفقاً للقرارات ذات الصلة التي اتخذتها الدول الأعضاء في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
وتلخصت هذه الجهود بإيصال كافة الأدلة والوثائق التي أثبتت استخدام غاز السارين على مدينة خان شيخون كسلاح لأغراض عدائية في سوريا إلى الجهات المسؤولة عن محاسبة مستخدمي هذه الأسلحة حسب القوانين والأعراف الدولية.
" خان شيخون بعد عام من المجزرة"
لا تزال مدينة خان شيخون تعيش مع هذه المجزرة الرهيبة التي أودت بأكثر من 90 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء ولا تزال الأحاديث والنقاشات تتردد حول سكوت المجتمع الدولي عن هذا الأمر وخاصة بشأن محاسبة المجرم"، كما أن الذكريات التي لاتكاد تفارق ذوي الضحايا تقطع قلوبهم حسرة ولوعة عليهم، وتعيد للأذهان صور مشاهد الموت خنقاً أمام مرأى العالم أجمع.
في خان شيخون فقدت الكثير من العائلات جل أبنائها وما حالهم إلا كحال الأم الثكلى التي فقدت أبناءها فهي بين حزن دائم وذكريات مرعبة مستمرة، وأما من الناحية النفسية، هناك يأس عام يشعر به أبناء المدينة وخاصة في ظل عدم محاسبة المجرم.
"كلمة أخيرة "
لم يكن استهداف نظام الأسد للمدنيين في خان شيخون هو الأول في انتهاك القرارات الدولية المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيماوية، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 33 هجمة بعد قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في 27 أيلول 2013، و169 هجمة قبل القرار رقم 2118، منهم 100 هجمة بعد القرار رقم 2209 الصادر في 6/ آذار/ 2015، و44 هجمة بعد القرار رقم 2235 الصادر في 7/ آب/ 2015، وقرارات الأمم المتحدة اللاحقة.
وبحسب الشبكة فإنَّ معظم هجمات نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية قد تمَّت عبر استخدام غاز يُرجح أنه الكلور، وذلك عبر إلقاء مروحيات براميل مُحملة بغاز الكلور، كما استخُدِمت في بعض الأحيان قذائف أرضية وقنابل يدوية مُحمَّلة بغازات سامة، مشيراً إلى أنَّ هجومين على الأقل بعد هجوم الغوطتين استخدم نظام الأسد فيهما غازاً يبدو أنه مُغاير لغاز الكلور، يعتقد أنه نوع من غازات الأعصاب هما هجوم ريف حماة الشرقي في 12/ كانون الأول/ 2016 وهجوم خان شيخون في 4/ نيسان/ 2017.
وتسببت الهجمات الكيميائية حسب "الشبكة" جميعها في استشهاد ما لا يقل عن 1420 شخصاً، يتوزعون إلى: 1356 مدنياً بينهم 186 طفلاً، و244 سيدة، و57 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات الأسد كانوا في أحد سجون المعارضة، وإصابة ما لا يقل عن 6634 شخصاً.
ورغم كل الخروقات للقرارات الدولية الصادرة عن نظام الأسد، إلا أن الدعم الذي تقدمه حكومة روسيا لنظام الأسد، والتواطئ الدولي في محاسبة مجرمي الحرب، هو ما دفع نظام الأسد لتكرار عمليات استهداف المدنيين بالأسلحة الكيماوية، وارتكاب المجازر بحقهم في انتهاك مستمر لكل الأعراف الدولية التي سيكون لها تبعات وخيمة في حال استمر السكوت والصمت الدولي عن جرائم الأسد، والتي لن يقبل الشعب السوري الثائر بتمريرها، مصراً على محاسبة المتورطين في قتله، والاستمرار في حراكه الثوري وتقديم التضحيات حتى تحقيق العدالة المنشودة في الحرية وإسقاط الأسد وكافة رموزه ومجرميه.
أكد الرئيس الروسي، "فلاديمير بوتين"، اليوم الأربعاء، أن قوات بلاده تمكنت من هزيمة تنظيم الدولة في سوريا.
ولكنه عاد وقال بحسب وكالة "رويترز" إن تنظيم الدولة يستعيد قدراته ويمكنه تنفيذ هجمات في مناطق مختلفة من أنحاء العالم.
وتابع بوتين، الموجود حالياً في أنقرة لحضور قمة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني حول سوريا، "على الرغم من هزيمتها العسكرية لداعش، تحتفظ هذه المجموعة الإرهابية بإمكانيات مدمرة كبيرة، والقدرة على تغيير التكتيكات بسرعة والقيام بحملات في مختلف البلدان والمناطق في العالم، كما أن الهياكل المتطرفة الأخرى هي أيضاً خطراً كبيرا".
وأشار الرئيس الروسي، إلى أن هناك "ضرورة للتفكير معاً بأشكال جديدة للتعاون المتعدد الأطراف التي من شأنه أن يسمح لنا بتوطيد المكاسب التي تحققت في مكافحة الإرهاب ومنع المزيد من انتشار هذا التهديد".
من جهته، نفى وزير الدفاع الروسي، "سيرغي شويغو"، أن يكون التحالف الدولي بقيادة واشنطن، استطاع أن يقضي على الارهابيين في سوريا، في اشارة الى تنظيم الدولة.
وأكد وزير الدفاع، أنه لو تم توحيد جهود التحالف مع روسيا في سوريا، لانتهت المهمة من مدة طويلة وبخسائر أقل.
وأشار شويغو إلى ان هدف التحالف الدولي في سوريا كان "زعزعة الأوضاع في المنطقة".
تأتي التصريحات الروسية، عقب تصريحات الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، أمس الثلاثاء، الذي كشف أنه يفكر في بخروج قواته من سوريا بجدية كبيرة، مؤكداً أنه سيعلن قريبا عن قراره بخصوص مصير القوات الأمريكية في سوريا.
فيما قال المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي، "بريت مكغورك" في وقت سابق من أمس، "نحن في سوريا لمحاربة داعش. هذه مهمتنا ومهمتنا لم تنته بعد.
أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال "جوزيف فوتيل"، أمس الثلاثاء، أن بلاده تجري حواراً مكثفاً مع تركيا بشأن سوريا.
واشار فوتيل، الى قنوات الاتصال بين الجانبين التركي والأمريكي "جيدة ومفتوحة"، لاسيما فيما يخص مدينة منبج التي تتجهز تركيا لشن حملة عسكرية عليها والتي يسيطر عليها وحدات حماية الشعب "واي بي جي" المدعوم من واشنطن.
وتطرق فوتيل في تصريحاته إلى عملية "غصن الزيتون" التي شنها الجيش التركي في مدينة عفرين السورية ضد وحدات حماية الشعب "واي بي جي"، معتبراً أنها أثرت على عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة في الشمال السوري.
وسيطرت القوات التركيا والجيش السوري الحر على مدينة عفرين بالكامل، يوم الأحد الموافق 24 مارس/آذار الماضي، وهدد الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، عدة مرات بنقل عمليات قواته إلى منبج.
وتابع "نحن في حوار مكثف مع تركيا بهذا الخصوص، والشيء المهم الذي تعلمناه في سوريا هو ضرورة وجود آليات للحديث مع الناس، بسبب وجود لاعبين كثر في المنطقة".
وأشار الجنرال الأمريكي إلى استعادة 90% من الأراضي التي كان تنظيم الدولة يسيطر عليها في سوريا، ولكنه أكد أنه ما يزال ينشط في مساحة صغيرة، وأنه "ينبغي علينا الاستمرار في العمليات بهذه المساحات".
وكان الرئيس الامريكي، "دونالد ترامب"، صرح عن امكانية خروج قوات بلاده من سوريا في وقت قريب، الأمر الذي نفته الدفاع الامريكية
من جانبه تطرق المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة، "بريت ماكغورك"، إلى التوتر القائم بين واشنطن وأنقرة بشأن وجود "واي بي جي" في منبج.
وأوضح في ذات السياق أن ثمة مساعي دبلوماسية تجري من أجل إنهاء التوتر في منبج.
ورأى ماكغورك أن الناس في منبج "علمانيون نسبيا"، معتبراً أن وجود "جماعات إسلامية" بمقدار معين بين الجماعات المعارضة في منبج "أمر قد يؤدي لانقسام إيديولجي داخل المدينة"
تصاعدت الأحداث الميدانية في أقصى الريف الشرقي الدير الزور، على الحدود السورية العراقية (محور قرية الباغوز)، بعدما شهدت منطقة شرق الفرات معارك بين تنظيم الدولة من جهة، وقوات نظام الأسد والميليشيات الطائفية الموالية له من جهة أخرى، ليتدخل “الحشد الشعبي” على الجانب العراقي على خط المعارك، مسانداً النظام في التصدي لهجمات التنظيم.
تتزامن هذه التطورات، مع استمرار الهدوء على الجانب الغربي من النهر، وذلك ضمن هدنة غير معلنة بين التنظيم وميليشيات “قسد”، تشمل إيقاف العمليات العسكرية بين الطرفين، بما فيها قصف طيران التحالف.
وأفاد موقع “فرات بوست”، بأن اشتباكات عنيفة جرت خلال ساعات مساء الاثنين وفجر يوم الثلاثاء بين التنظيم وميليشيات “الحشد” التي تدخلت لمساندة قوات النظام والميليشيات الطائفية الأخرى المدعومة من إيران، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بين الجانبين.
وأكد الموقع بأن أكثر من 30 عنصراً من التنظيم سقطوا ما بين قتيل وجريح، تم نقلهم إلى مستشفيات مدينة هجين وبلدة الشعفة، حيث تشير المعطيات الميدانية، إلى أن تنظيم الدولة تمكن خلال المعارك من تفجير جرافة ودبابة لـ”الحشد” بعد استهدافها بالصواريخ.
وعمد “الحشد” من جانبه، إلى قصف قرية الباغوز بالمدفعية الثقيلة، بالتزامن مع غارات من الطيران الحربي العراقي على الشعفة، أسفرت إحداها عن مقتل أفراد عائلة أحدى عناصر التنظيم، كما شن غارات أخرى على قرية السوسة بريف البوكمال، أدت إلى استشهاد طفل ومقتل 4 عناصر من التنظيم، كما تعرضت الشعفة والسوسة إلى قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات نظام الأسد.
ويعتقد بأن هجمات “الحشد الشعبي” العراقي، هدفها تخفيف الضغط على قوات النظام والميليشيات المساندة لها، والتي تتعرض منذ نحو أسبوع لهجمات متكررة.
يذكر في هذا السياق، بأن تنظيم الدولة شن خلال اليومين الماضيين هجمات عدة على مواقع ميليشيا “حزب الله”، و” الحرس الثوري” الإيراني في حي الكتف (البوكمال) على نهر الفرات، استطاع خلالها السيطرة على موقعين للميليشيات.
كما شن التنظيم هجمات أخرى على مواقع ميليشيا “لواء فاطميون”، والميلشيات الفلسطينية في قريتي الغبرة وعشاير، وقتل 30 عنصراً، قبل أن يتمكن من بسط السيطرة على شاطئ نهر الفرات في المنطقة لعدة ساعات، لينسحب بعد ذلك بسبب شدة القصف الجوي.
ومن التطورات الميدانية في المنطقة، استهدف تنظيم الدولة عناصر “الحرس الثوري” في محيط حقل الكم (المحطة الثانية) بعربة مفخخة، ما دفع “الحشد” العراقي إلى إرسال قواته إلى البوكمال لتخفيف الضغط على “الحرس الثوري” والميليشيات الإيرانية داخل الحدود السورية.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه حان الوقت لعودة قواته إلى الوطن، كاشفا أنه يفكر في هذا الأمر بجدية كبيرة.
وذكر ترامب في مؤتمر صحفي اليوم: "مهمتنا الأساسية هي التخلص من تنظيم الدولة، لقد أوشكنا على إنهاء هذه المهمة وسنتخذ قرارا سريعا بالتنسيق مع الآخرين.. أريد الخروج (في سوريا).. أريد أن أعيد قواتنا إلى الوطن".
وأضاف أنه سيعلن قريبا عن قراره بخصوص مصير القوات الأمريكية في سوريا، معتبرا أن التدخل الأمريكي في سوريا مكلف لواشنطن، في الوقت الذي يعود بالمنفعة على دول أخرى، دون أن يحددها.
واقترح ترامب أن تدفع السعودية فاتورة القوات الأمريكية الموجودة في سوريا، موضحا في هذا السياق أن الرياض "مهتمة جدا بقرارنا. وقلت، حسنا، كما تعلمون فإذا كنتم تريدوننا أن نبقى فربما يتعين عليكم أن تدفعوا".
ولكن بريت مكغورك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي، صرح خلال منتدى في واشنطن في وقت سابق من اليوم قائلا "نحن في سوريا لمحاربة داعش. هذه مهمتنا ومهمتنا لم تنته وسنكمل تلك المهمة".
أعلنت جبهة تحرير سوريا وصقور الشام في بيانات منفصلة، موافقتهما على مبادرة "اتحاد المبادرات الشعبية" وجاهزيتهما الفورية لوقف القتال شرط التزام الطرف الآخر ممثلاً بهيئة تحرير الشام، مبدية ترحيبها باستضافة الوفد الممثل للمبادرة، ومؤكدة سعيها الدائم لوقف الاقتتال وإيجاد حل عادل وشامل بين الطرفين.
وقبل أقل من ساعة طرح مشايخ وعلماء وفعاليات مدنية وعشائرية في الشمال السوري، مبادرة لإنهاء الاقتتال الحاصل بين جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام، بعد توحيد جميع المبادرات المطروحة ضمن ما أسموه "اتحاد المبادرات الشعبية"، تمثل جميع أطياف المجتمع من مشايخ وفعاليات مجتمعية وطبية وإعلامية وأكاديمية.
ودعت المبادرة طرفي الاقتتال للإعلان المتزامن عن وقف الاقتتال بشكل دائم وعلى الفور كمرحلة أولى لتبدأ بعدها عقد جلسة خلال مدة أقصاها 24 ساعة، مع الوفد المنبثق عن اتحاد المبادرات الشعبية، لوضع حل للساحة بعيداً عن السلاح ونزف الدماء.
ويتولى القائمون على اتحاد المبادرات الشعبية عرض تفاصيل الجلسات التي ستتوصل إليها مع الطرفين، داعين كافة المشايخ والنخب والفعاليات الثورية للتضامن مع المبادرة، متمنين أن تكون المبادرة سبباً لوقف الاقتتال الدامي بين الطرفين.
وكانت انتهت الهدنة الموقعة بين فصيلي "جبهة تحرير سوريا وصقور الشام" وهيئة تحرير الشام، بعد استئناف الهيئة هجومها على مواقع تحرير سوريا في ريف حلب الغربي، وتوتر العلاقات بين الطرفين ليلاً بعد منع حاجز لتحرير الشام الوفود المفاوض للطرف الأخر مع الوسطاء من الدخول لمدينة إدلب.
طرح مشايخ وعلماء وفعاليات مدنية وعشائرية في الشمال السوري، مبادرة لإنهاء الاقتتال الحاصل بين جبهة تحرير سوريا وهيئة تحرير الشام، بعد توحيد جميع المبادرات المطروحة ضمن ما أسموه "اتحاد المبادرات الشعبية"، تمثل جميع أطياف المجتمع من مشايخ وفعاليات مجتمعية وطبية وإعلامية وأكاديمية.
ودعت المبادرة طرفي الاقتتال للإعلان المتزامن عن وقف الاقتتال بشكل دائم وعلى الفور كمرحلة أولى لتبدأ بعدها عقد جلسة خلال مدة أقصاها 24 ساعة، مع الوفد المنبثق عن اتحاد المبادرات الشعبية، لوضع حل للساحة بعيداً عن السلاح ونزف الدماء.
ويتولى القائمون على اتحاد المبادرات الشعبية عرض تفاصيل الجلسات التي ستتوصل إليها مع الطرفين، داعين كافة المشايخ والنخب والفعاليات الثورية للتضامن مع المبادرة، متمنين أن تكون المبادرة سبباً لوقف الاقتتال الدامي بين الطرفين.
وكانت انتهت الهدنة الموقعة بين فصيلي "جبهة تحرير سوريا وصقور الشام" وهيئة تحرير الشام، بعد استئناف الهيئة هجومها على مواقع تحرير سوريا في ريف حلب الغربي، وتوتر العلاقات بين الطرفين ليلاً بعد منع حاجز لتحرير الشام الوفود المفاوض للطرف الأخر مع الوسطاء من الدخول لمدينة إدلب.
وأعلن بالأمس قياديي ومشرعي الهيئة عن إطلاق معركة أسموها "نصرة الأنبياء للانتقام من المجرمين الأشقياء" ولكن هذه المعركة ليست ضد مواقع النظام بل ضد جبهة تحرير سوريا في ريف حلب الغربي، حيث تدور مواجهات عنيفة على محاور دارة عزة وبلدات رحاب ومكلبيس، لتكون بذلك قد انتهت الهدنة بأقل من 24 ساعة على إعلانها من قبل الوسيط الممثل بفصيل فيلق الشام.
وتتواصل الاشتباكات بشكل متقطع بين الحين والأخر بين فصيلي هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في ريفي إدلب وحلب دون إحراز أي تقدم لصالح أي طرف على الأخر، من إصرار هيئة تحرير الشام في المبادرة في الهجوم والحل العسكري بعد تعثر كل مبادرات الحل بين الطرفين.
أكثر من 40 يوماً من المعارك بين الطرفين لم يستطع أي طرف التغلب على الأخر، في والوقت الذي يأخذ فيه قتال هيئة تحرير الشام دور البادئ والمهاجم، والطرف الآخر ممثلة بجبهة تحرير سوريا وصقور الشام دور المدافع والراضي بأي مبادرة أو حل ضمن المبادرات المطروحة الامر الذي رفضته هيئة تحرير الشام مراراً وتذرعت بحجج عدة للاستمرار في الهجوم وهدفها إنهاء الطرف الآخر.
هذا الاقتتال بحسب مراقبين يستنزف قدرات الطرفين سواء كان بشرياً حيث خسرا المئات من العناصر خلال المعارك والاشتباكات التي لاتزال مستمرة، أو عسكرياً من أليات ودبابات حتى وعربات متنوعة وذخائر وصواريخ استخدمت في الحرب الدائرة، حيث شهدت الاشتباكات لاسيما في ريف حلب الغربي تدمير العديد من الدبابات والعربات باستخدام صواريخ مضادة للدروع.
كثّفت روسيا جهودها لإنهاء ملف انسحاب مقاتلي «جيش الإسلام» من مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، قبل قمة أنقرة بين روسيا وتركيا وإيران. وفيما تتجه الأنظار نحو القمة وأثرها في توزيع مناطق النفوذ شمال وشمال شرقي سورية، أمهل الجانب الروسي فصائل المعارضة في القلمون الشرقي ثلاثة أيام، للاختيار بين تسليم السلاح الثقيل وتسوية الأوضاع وفق تجربة المصالحات السابقة، أو انسحاب المقاتلين، أو بدء حملة عسكرية لحسم الأوضاع.
وأفاد مصدر مقرب من وزارة الخارجية الروسية لـ «الحياة» بأن «موسكو تراهن على دعم حلفائها في مسار آستانة لصوغ أولويات في التفاوض بين السوريين تبدأ من لجنة الدستور، على حساب السلال الأربع الأخرى، مع التأكيد على القرار 2254». وأوضح أن مهمة روسيا لن تكون صعبة في هذه النقطة تحديداً «بعدما رفعت تركيا الفيتو عن وجود بشار الأسد في الفترة الانتقالية، وإيران بطبيعة الحال تدعم بقاءه إلى الأبد».
ويتوقع أن تبحث القمة الثلاثية أوضاع مناطق خفض التصعيد التي ترعاها البلدان الثلاثة ضمن مسار آستانة، وأن تركز المحادثات على الأوضاع في إدلب وشمال حمص أساساً، على أن تؤجل قضية منطقة خفض التصعيد في المناطق الجنوبية لحين استكمال المشاورات مع الولايات المتحدة والأردن وإسرائيل.
وتوقع مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن تؤكد القمة الثلاثية «دعم سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها. وهذا مهم للغاية بالنسبة إلينا». وأضاف: «الدول الثلاث تدرك حتمية تسوية النزاع السوري بالوسائل السياسية، وتعي أن كلمة الفصل في هذه العملية يجب أن تكون للسوريين أنفسهم».
وذكر أن رؤساء روسيا وتركيا وإيران «سيقيمون الوضع في المناطق السورية المختلفة بعد أن يطلعهم العسكريون على التفاصيل». وتوقع «وضع خطوات إضافية من شأنها تعزيز نظام وقف العمليات القتالية لتأمين عمل مناطق خفض التصعيد».
وأشار إلى أن من بين المهام الأساس للقمة درس إجراءات تفعيل الإصلاح الدستوري، مؤكداً أن روسيا وتركيا وإيران «تنوي مواصلة تقديم الدعم اللازم لجهود الأمم المتحدة من أجل تشكيل لجنة دستورية متوازنة وقادرة على العمل، تشمل كل فئات المجتمع السوري، بأسرع ما يمكن».
ووفق مصادر روسية، تحاول موسكو استغلال التغيرات الجديدة على الأرض «بعد الضوء الأخضر في عفرين، وسيطرة النظام وإيران بمساعدة روسيا على الغوطة، وتصريحات الجانب الأميركي بأن واشنطن ستنسحب في أقرب وقت لتنسيق العمليات المستقبلية»، لكن تكمن الصعوبة في «موافقة النظام وإيران على مواصلة تركيا عملياتها في الشمال السوري، ما يُشكل تناقضاً مع تصريحات سابقة للنظام حول التصدي لأي اعتداءات تركية، أو الحد من الأثر المعنوي لانتصارات الغوطة».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زار مقر القوات التركية في هطاي المحاذية للحدود مع سورية حيث فاخر بـ «الملحمة التاريخية»، مشدداً على أنه «لا يمكن اتخاذ القرارات من دون تركيا». واعتبر أن السيطرة على عفرين «خلال أقل من شهرين في عملية تابعها العالم باندهاش وإعجاب، تُعتبر نجاحاً تاريخياً». وشدد على أن الجيش التركي «سيواصل عملياته ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد تركيا أينما كانت».
ومع وجود اعتراضات من دمشق وطهران وميلهما إلى مزيد من العمل العسكري، تسعى روسيا، وفق مصادر في موسكو، إلى «إرضاء إيران والنظام بإنهاء المعارضة المسلحة شرق القلمون، ما يؤمن الطريق الدولي في شكل كامل من أي أخطار، ويضمن عدم تجميع المعارضة قوتها للانطلاق إلى غرب الطريق الدولي والاحتكاك المباشر مع الحدود اللبنانية ومناطق حزب الله، وإتمام السيطرة على محيط العاصمة، بما في ذلك طريق الإمدادات عبر الصحراء من الجانب العراقي». ولفت خبير عسكري إلى أن «إصرار موسكو على طرح موضوع الوجود الأميركي في مخيم الركبان والتنف في تصريحات وزارتي الدفاع والخارجية، يأتي لتحقيق هذا الهدف».
وشكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في نية واشنطن الانسحاب من سورية قريباً. وقال إن «إعلان الرئيس الأميركي عن قرب انسحاب بلاده من سورية، ينسجم على الأقل مع تصريحاته القديمة حول الانسحاب من سورية بعد الانتصار على داعش». لكنه لفت إلى أنه «في الأشهر الأخيرة، أخذت الولايات المتحدة تثبّت وجودها بقوة على الضفة الشرقية للفرات، وعلى مساحات كبيرة من الأراضي السورية حتى الحدود مع العراق»، مشيراً إلى أن «واشنطن لا تنشر قواتها وتعزز منشآتها ومواقعها العسكرية هناك فحسب، بل ترعى تشكيل هيئات سلطة محلية خاضعة لها وتحصل على التمويل منها».
وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات التحالف الدولي وميليشيات قسد في ريف دير الزور الشرقي، وذلك في ظل تحضيرات لتأمين محيط آبار النفط والغاز في تلك المناطق وإبعاد تنظيم الدولة عنها.
ونقلت صفحة "فرات بوست" عن سيطرة تنظيم الدولة على حقل صيجان في ريف دير الزور الشرقي بعد انسحاب عناصر ميليشيات "قسد" منه، وفي الوقت نفسه سيطرت ميليشيات قسد على بئري الأزرق وأبو الشوارب.
كما وأشارت "فرات بوست" إلى قيام ميليشيات قسد بإغلاق طريق الروضة الذي يصل بين البادية و قرى و مدن ريف دير الزور الشمالي، وقطع مياه الشرب عن البادية لأسباب مجهولة، في ظل استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة للتحالف الدولي وقسد، وخاصة في حقل العمر النفطي تحضيرات لمعارك ضخمة بحسب ناشطين.
في سياق متصل نقلت "البادية 24" عن قيام عناصر من تنظيم الدولة بشن هجمات مباغتة على عدة نقاط ارتكاز لقوات النظام وميليشياته الطائفية بمحيط حقل شاعر النفطي، ما أدى لمقتل 5 عناصر وإصابة نحو 15 آخرين.
يذكر أن تنظيم الدولة عاود تنفيذ هجماته على مواقع النظام في البادية السورية في الآونة الأخيرة، تمكن خلالها من السيطرة على المحطة t2 في ريف حمص الشرقي، وتنفيذ هجمات متكررة على مواقع النظام وميليشياته في محيط البوكمال.
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها اليوم، إن ما لا يقل عن 1096 حالة اعتقال تمَّ تسجليها في آذار 2018، مؤكدة أنَّ آذار شَهدَ حملات دهم واعتقال جماعي موسعة قامت بها قوات النظام واستهدفت بها المدنيين من أبناء مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بشكل رئيس مدن (حرستا، زملكا، عربين، جسرين، حزة، كفر بطنا) التي سيطر عليها النظام مؤخراً، وشملت الاعتقالات المدنيين في أماكن وجودهم في تلك المدن أو في مراكز الإيواء الجماعية بريف دمشق ولم تستثنِ النساء والأطفال بحسب التّقرير.
قدّم التَّقرير حصيلة حالات الاعتقال التَّعسفي في آذار، حيث سجَّل ما لا يقل عن 1096 معتقلاً، منهم 1037 على يد قوات النظام، بينهم 32 طفلاً، و108 سيدة، بينما اعتقلت قوات الحماية الشعبية 12 شخصاً، بينهم 2 طفلاً، و1 سيدة. واعتقل تنظيم الدولة 21 شخصاً، بينهم 4 طفلاً، و1 سيدة، فيما اعتقلت هيئة تحرير الشام 19 شخصاً جميعهم من الرجال. واعتقلت فصائل الثوار 7 أشخاص جميعهم من الرجال أيضاً بحسب التقرير.
كما استعرضَ التَّقرير توزُّع حالات الاعتقال التعسفي حسب المحافظات، حيث تصدَّرت دمشق وريفها بقية المحافظات بـ 749 حالة اعتقال.
وأشار التَّقرير إلى ما لا يقل عن 166 نقطة تفتيش ومداهمة نتج عنها حالات حجز للحرية متوزعة على المحافظات، كان أكثرها في محافظة ريف دمشق، بينما تصدَّرت قوات النظام الجهات المسؤولة عن المداهمات تليها هيئة تحرير الشام.
طالبَ التَّقرير مجلس الأمن الدولي بمتابعة تنفيذ القرارات رقم 2042 و2043، والقرار رقم 2139 القاضي بوضع حدٍّ للاختفاء القسري، وأوصى مجلس حقوق الإنسان بمتابعة قضية المعتقلين والمختفين قسرياً في سوريا وتسليط الضوء عليها في الاجتماعات السنوية الدورية كافة، والتعاون والتَّنسيق مع منظمات حقوق الإنسان المحلية الفاعلة في سوريا.