قالت مجلة أتلانتيك الأميركية إن حقيقة جديدة تتشكل في سوريا في الوقت الذي يُسدل فيه الستار على الحرب الأهلية هناك، هذه الحقيقة هي الصدام شبه الحتمي بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية ما لم تتغير السياسة الأميركية.
وأضافت أنه يبدو أن غض أميركا الطرف عن التدخل الإيراني في سوريا وعن الهيمنة الروسية عليها، تشجع إسرائيل على تصعيد أعمالها العسكرية ضد إيران في سوريا حتى تصبح مواجهة واسعة بين البلدين.
وتناولت المجلة تاريخ الهجمات الإسرائيلية على المرافق الإيرانية بسوريا، وإطلاق إيران طائرة مسيرة في العاشر من فبراير/شباط الماضي إلى إسرائيل.
وقالت المجلة إن القضاء على الأنشطة العسكرية لتنظيم الدولة وبسط سلطة الأسد على غالبية الأراضي السورية مع عدم الرغبة الأميركية الواضحة للتدخل الواسع في سوريا إلا بعد الهجمات الكيميائية الكبيرة، كلها تساعد إيران على توسيع نفوذها ليشمل كل سوريا، بحسب ما نقلت "الجزيرة"
ومع مرور الأيام يزداد إحساس إسرائيل بالوقوف وحدها ضد المقامرة الإيرانية بتحويل سوريا إلى قاعدة أمامية لها، ويعزز هذا الإحساس التمدد الإيراني المستمر بقيام قوات الحرس الثوري بإنشاء قواعد عسكرية دائمة للمليشيات الشيعية التي تمولها طهران وبناء بعضها بالقرب من المواقع الروسية لمنع إسرائيل عن مهاجمتها، بحسب المجلة.
وأضافت أن إيران تنفق حاليا موارد كبيرة للسيطرة على أكبر نسبة من الاقتصاد السوري (الفوسفات وشركات تشغيل الهواتف النقالة)، وتقدر إسرائيل إنفاق طهران في سوريا وعلى حزب الله بثلاثين مليار دولار منذ بدء الحرب في سورية.
وأشارت المجلة إلى أن إسرائيل لم تبلّغ موسكو مسبقا بهجومها الأخير على مركز قيادة قوات الطائرات المسيرة الإيرانية الاثنين الماضي بقاعدة تيفور بالقرب من حمص، رغم وجود قوات روسية فيها.
وذكرت أن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت تخشى أن تعمل روسيا على إفشال الغارة، وتعتقد أن موسكو تساعد إيران على التوسع في سوريا، إذ إنها شاركت في اجتماع قمة تركية إيرانية روسية بأنقرة حول مستقبل سوريا مؤخرا، تزامن مع القرار السوري الأخير الذي نشرت عنه الصحافة الإسرائيلية بتحريك سوريا دباباتها ومدفعيتها إلى المنطقة المنزوعة السلاح بمرتفعات الجولان.
علق الكاتب سايمون جنكينز في صحيفة الغارديان على ما آلت إليه الأوضاع في سوريا بأن من ينظر إلى ما يجري هناك لا يجد صعوبة في رؤية كل المقومات التي أدت إلى الحروب العالمية، وأن من الصعب تصديق أن قادة الغرب يجعلون هذا الأمر يتصاعد بهذا الشكل الكبير وكأنهم لم يتعلموا شيئا من التاريخ.
وانتقد الكاتب هذا الأمر مستنكرا عدم سماع ولو خبير واحد في الشأن السوري يشرح كيف أن ضرب هذا البلد بالصواريخ سيدفع بقضية السلام إلى الأمام، أو يجعل "دكتاتورها" بشار الأسد يتراجع.
ورأى أن ذلك سيؤدي فقط إلى تدمير المباني وربما قتل الناس، واعتبر ذلك شعبوية خالصة تنعكس في الخطاب الرنان الذي يبثه ترمب عبر تغريداته الغريبة المتزايدة، بحسب مانقلت "الجزيرة"
وأضاف أن وقت معاقبة القيادة السورية هو عندما تنتهي الحرب، وأن التدخل الخارجي لن يحدث فرقا في الصراع باستثناء تأجيل نهايته، وهو ما يضاعف قسوة الأمر.
وقال جنكينز إن هذه الأزمة تظهر بالفعل المقدمات المألوفة لصراع متهور تبرز فيه اللغة الهستيرية مع الآلية العسكرية، وتبحث عن تبريرات للعنف وليس تفاديه.
وختمت الصحيفة بأن كل ذلك يدل على مدى ضعف أسس السلم الدولي عندما يختل توازن القوى، وألا شيء في الوضع الحالي للعالم يستحق مواجهة قوة عظمى.
وفي هذه الأزمة الأولى في العلاقات الشرقية الغربية منذ الحرب الباردة، يبدو أننا يجب أن نعتمد على روسيا -لا الولايات المتحدة- لإظهار الصبر وضبط النفس. وهذا أفق مشؤوم.
عززت قوات الأسد مدعوما بالمئات من عناصر الميليشيات الإيرانية المساندة لها مواقع قواتها في محيط المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة جنوب العاصمة دمشق.
وذكر ناشطون من المنطقة أن تلك التعزيزات بدأت بالتوافد إلى المنطقة منذ أيام قليلة بالتزامن مع توقف العمليات العسكرية لقوات الأسد وروسيا على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، حيث تركزت تلك التعزيزات في محيط حي القدم ومخيم اليرموك والحجر الأسود، في ظل تحليق مستمر لطيران الاستطلاع في سماء تلك المناطق.
وقام تنظيم الدولة بتوزيع منشورات على المدنيين الموجودين في مناطقه تتضمن تنبيهات بضرورة إعداد حقائب طبية ومستلزمات للإسعافات الأولية، وذلك استعدادا لحالات طوارئ على حد وصف التنظيم.
يذكر أن جنوب العاصمة دمشق شهدت منتصف شهر اذار الماضي اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد وتنظيم الدولة لها في حي القدم عقب انسحاب الثوار منها بموجب اتفاق تهجير نحو الشمال السوري، حيث خلفت الاشتباكات تدمير عدة اليات لقوات الأسد ومقتل ما يزيد عن 100 عنصر.
تواصل كل من الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، ورئيسة الوزراء البريطانية، "تيريزا ماي"، هاتفياً أمس الخميس، وبحثا سبل القيام برد مشترك على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية في مدينة دوما.
وقال بيانان صادران عن البيت الأبيض ومكتب رئيسة الحكومة البريطانية، اتفقا حول الحاجة للقيام برد مشترك على استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، السورية، واتفقا على ضرورة ألا يمر الأمر دون رد، وعلى الحاجة لردع النظام السوري في هذا الشأن.
وشددت الحكومة البريطانية على وجوب أن تواصل، رئيسة الوزراء "العمل مع الحلفاء، الولايات المتحدة وفرنسا، لتنسيق رد دولي".
وأضاف البيان أن الحكومة "ترجح إلى حد بعيد" مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم الكيميائي السبت في مدينة دوما، والذي أسفر عن استشهاد 80 مدنيا.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن فريقاً من الخبراء لتقصي الحقائق في طريقه إلى سوريا، وسيبدأ العمل هناك، يوم السبت.
وزادت حدة التوتر بين واشنطن وموسكو، بعد تهديد الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، أواخر الأسبوع الماضي، أنه سيرد على الهجوم الكيميائي الذي نفذه نظام الأسد في مدينة دوما، وقال مخاطباً روسيا "استعدي" لأن الضربة ستكون أنيقة وجديدة وجذابة
لكن ترامب عاد فقال في تغريدة صباح الخميس "لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا. قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك".
من جهتها حذرت روسيا من اي ضربة امريكية في سوريا، وأكدت أنه ستسقط أي صاروخ أمريكي على الأراضي السورية، واعتبر المندوب الروسي تهديدات الرئيس الأمريكي، بمثابة "خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة".
قالت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية إن وزارة الدفاع الأمريكية قررت نشر أكبر أسطول بحري وجوي استعداداً لتوجيه ضربة عسكرية تستهدف بشار الأسد.
وتقف المدمرة الأمريكية "يو إس إس دونالد كوك"، وعلى متنها نحو 60 صاروخاً من طراز "توماهوك"، على أهبة الاستعداد في مياه البحر المتوسط، فضلاً عن ثلاث مدمرات أخريات، بحسب ما نقلت شبكة "بي بي سي" الجمعة.
كما أبحرت حاملة الطائرات العملاقة "يو إس إس هاري إس ترومان"، الأربعاء الماضي، من ولاية فيرجينيا في طريقها إلى المنطقة، وهي محملة بنحو 90 طائرة حربية، وخمس سفن حربية، وتحمل حاملة الطائرات الأمريكية أيضاً صواريخ توماهوك، التي تعد من أفضل وأكثر الأسلحة فعالية ودقة في الترسانة الصاروخية الأمريكية.
والأسطول الأمريكي، بحسب الشبكة البريطانية، هو الأكبر بحرياً وجوياً منذ غزو العراق عام 2003، والذي أدى لسقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وكشف مصدر أمريكي لقناة "CNBC" الأمريكية، أن الولايات المتحدة حددت 8 أهداف محتملة لضرباتها الصاروخية المتوقعة في سوريا.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الخميس، أن هذه الأهداف تشمل مطارين سوريين ومركزاً للأبحاث العلمية ومصنعاً لإنتاج الأسلحة الكيميائية.
وقال المصدر: "ندرس بشكل جديد ومفصّل ودقيق للغاية الوضع الكامل، وسنرى ماذا سيحدث"، من دون تفاصل إضافية حول الأهداف الأمريكية في سوريا.
وزادت حدّة التوتر في المنطقة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أواخر الأسبوع الماضي، أنه سيرد على الهجوم الكيميائي الذي نفذه نظام الأسد في مدينة دوما.
وأوقع الهجوم، الذي وقع السبت، 78 مدنياً ومئات المصابين من سكان مدينة دوما الواقعة بغوطة دمشق الشرقية.
وبعد حرب كلامية متصاعدة وتهديدات متبادلة بين واشنطن وموسكو، خيّم هدوء حذر على الأجواء بعدما أبدى ترامب ما يمكن وصفه بالتراجع، عندما قال إنه لم يحدد موعد الضربة المحتملة.
وكان ترامب قال إن صواريخ بلاده قادمة، مطالباً روسيا بالاستعداد لها لأنها ستكون "أنيقة وجديدة وذكية"، وذلك رداً على تهديد روسي بإسقاط الصواريخ الأمريكية واستهداف مواقع إطلاقها، في وقت بات محللون يتخوفون من تراجع ترامب عن تهديداته من خلال عقد صفقة روسية - أمريكية على قضايا خلافية بينهما ونسيان محاسبة المجرم.
قال نائب رئيس الوزراء الروسي، "أركادي دفوركوفيتش"، اليوم الجمعة، إن "العلاقات الدولية يجب ألا تعتمد على مزاج شخص واحد عندما يستيقظ في الصباح"، في إشارة إلى تغريدات الرئيس الأمريكي على تويتر.
وأضاف دفوركوفيتش الذي كان يتحدث في مؤتمر بمدينة كراسنويارسك أن روسيا ليست مستعدة لمثل هذه المغامرات.
وناقش الرئيس الامريكي، "دونالد ترامب"، مع عدد من مسؤولي الأمن القومي خيارات واشنطن في سوريا، وكرر عدة مرات عن نيته توجيه ضربات صاروخية ردا على هجوم بغاز سام على دوما في السابع من أبريل، وخاطب روسيا فقال "استعدي" لأن الضربة ستكون جذابة وأنيقة وجديدة
لكنه عاد فقال في تغريدة صباح الخميس "لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا. قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك".
من جهتها حذرت روسيا من اي ضربة امريكية في سوريا، وأكدت أنه ستسقط أي صاروخ أمريكي على الأراضي السورية، واعتبر المندوب الروسي تهديدات الرئيس الأمريكي، بمثابة "خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة".
وقصف نظام الأسد، في 7 من أبريل ، مدينة دوما بغازات سامة ما أدى لاستشهاد أكثر من 80 شخص، جلهم من الأطفال والنساء.
عبرت الخارجية الصينية، أمس الخميس، عن قلقها بشأن تصاعد التوتر في سوريا ودعت كافة الأطراف المعنية إلى التهدئة وضبط النفس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، " قانغ شوانغ"، خلال مؤتمر صحفي، إن بلاده قلقة من احتمال تصاعد التوتر في سوريا، منوها الى أن وزير الخارجية الصيني، "وانغ يي"، تبادل الآراء حول الوضع الراهن في سوريا مع الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، الذي يقوم بزيارة لبكين.
وناشد غوتيريش، يوم الأربعاء، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن "تجنب خروج الوضع في سوريا عن السيطرة"، معرباً عن "قلقه العميق بشأن المأزق الراهن"، وذلك مع تزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية غربية إلى نظام الأسد
وأكد على أن الصين تحافظ على الإتصالات مع الأعضاء الآخرين لمجلس الأمن الدولي بخصوص هذه المسألة بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وعدد من الدول الإقليمية الأخرى.
و لفت المتحدث باسم الخارجية الصينية إلى موقف بلاده الثابت بايجاد "حل سلمي" للحرب السورية، مبدئاً معارضة بلاده للجوء إلى القوة العسكرية في العلاقات الدولية.
يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، جلسة طارئة بناء على طلب من روسيا، لمناقشة التوترات التي أحدثتها تهديدات الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، بشن ضربة صاروخية ضد نظام بشار الأسد، رداً على مجزرة الكيماوي في دوما.
وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، "فاسيلي نيبيزيا"، قال للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، الخميس، إن بلاده اقترحت عقد جلسة طارئة ومفتوحة لمجلس الأمن الدولي بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن خطورة التهديدات الغربية بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا.
وتوعد ترامب بضرب نظام الأسد، رداً على هجوم الكيماوي بدوما، لكنه عاد وتراجع في وتيرة تهديداته وقال في تغريدة صباح الخميس "لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا. قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك".
ولم تؤكد بعثة بيرو الدائمة لدى الأمم المتحدة التي تتولى الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لهذا الشهر، انعقاد الجلسة من عدمه.
واعتبر المندوب الروسي تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشن ضربة صاروخية لمعاقبة نظام الأسد على استخدام الأسلحة الكيمائية في بلدة دوما بالغوطة الشرقية، بمثابة "خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة".
وهددت روسيا بالرد الفوري على أي قصف يستهدف نظام الأسد، وقالت إنها ستستهدف ليس الصورايخ فقط وإنما مواقع إطلاقها.
وأكد الكرملين أن قناة الاتصال بين العسكريين الروس والأميركيين بشأن عمليات الجيشين في سوريا والهادفة إلى تفادي الحوادث "ناشطة" في الوقت الحالي.
وإستخدمت روسيا حق النقض "فيتو"، مساء الثلاثاء، ضد مشروع القرار الأميركي بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، بمسودتها إنكارها للهجوم الكيماوي المشتبه به، بينما لم يتم تمرير مشروع القرار الروسي.
ولم يتم التطرق خلال اجتماع مجلس الأمن إلى مشروع ثالث وهو قرار عرضته السويد ينص على إرسال بعثة لنزع الأسلحة الكيمياوية إلى سوريا، وقالت مصادر دبلوماسية إن هذا المشروع ترفضه خصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وهولندا لأنه لا يفرض إنشاء آلية تحقيق حول هجوم كيمياوي في دوما بالغوطة الشرقية.
أعلن البيت الأبيض، أمس الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنهى اجتماعه مع فريق الأمن القومي، "دون اتخاذ قرار نهائي بشأن سوريا".
وقالت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، في بيان، إن "إدارة الرئيس الأمريكي، ستواصل تقييم المعطيات الاستخباراتية والتشاور مع الحلفاء والشركاء"، بحسب موقع "Washington Examiner" الأمريكي.
ووفق المصدر ذاته، فإن ترامب سيجري هذا المساء اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي.
وفي وقت سابق اليوم، قال ترامب إنه سيعقد اجتماعاً بشأن سوريا، الخميس، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان "قريبا" عن قرارات بشأن الضربة المرتقبة لنظام بشار الأسد.
واستشهد عشرات المدنيين وأصيب مئات بحلات اختناق جراء هجوم كيميائي شنه نظام الأسد على مدينة دوما، آخر منطقة تخضع لسيطرة الثوار الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وتحمل الولايات المتحدة نظام الأسد مسؤولية هجوم دوما، فيما تصر روسيا، الداعمة له، على أن هذا الهجوم مجرد شائعات.
وتعهد ترامب، الإثنين الماضي، باتخاذ قرار بشأن الرد على هجوم "دوما" في غضون 24 إلى 48 ساعة (دون تحديد طبيعية الإجراء)".
لكن الرئيس الأمريكي قال الخميس، في تغريدة على "تويتر"، إنه "لم يحدد أبداً موعد شن ضربة (عسكرية) في سوريا"، وأضاف أن "الضربة قد تكون قريبة جداً أو في وقت أبعد".
أغلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الخميس، الباب أمام احتمال مشاركة برلين في ضربة عسكرية محتملة لنظام الاسد، ردا على الهجوم الكيميائي على مدينة دوما السورية السبت الماضي.
وعلى هامش لقائها رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن في برلين اليوم، قالت ميركل في تصريحات صحفية: "لن نشارك في أي ضربة عسكرية بسوريا".
وتابعت: "أريد أن أقولها بوضوح مجددا، نحن لن نشارك في عمليات عسكرية"، بحسب صحيفة "بيلد" الألمانية.
وأضافت: "لكننا ندعم (سياسيا) أي إجراءات يمكن اتخاذها لتأكيد أن استخدام الأسلحة الكيميائية غير مقبول".
ومضت قائلة: "يجب الأخذ بالحسبان كل التدابير المتاحة في التعاطي مع الأزمة، وبالنسبة إلى ألمانيا، هذا يعني دعم جميع الأنشطة في مجلس الأمن الدولي، وخطوات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".
وشددت ميركل على أنه "في الغرب يوجد قدر كبير من الأرضية المشتركة في التعامل مع الأزمة".
وأضافت: "من المهم أن نظهر خطا مشتركا في التعاطي مع الأزمة، ويجب التأكيد بشكل واضح أن الأسلحة الكيميائية يجب ألا تستخدم".
وأردفت: "في السابق شاركنا جميعا في تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، لكن بات واضحا الآن أن هذا التدمير لم يكن كاملا".
وتتهم ميركل بذلك نظام الأسد بالاحتفاظ بجزء من أسلحته الكيميائية، رغم أنه انضم عام 2013 إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وسلم ما قال حينها إنها كل أسلحته الكيميائية، حيث تم تدميرها.
وتأتي تصريحات ميركل بعد ساعات من إجرائها صباح اليوم اتصالا هاتفيا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تلوح بلاده والولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، ردا على هجوم دوما الكيميائي الذي أدى لاستشهاد عشرات المدنيين وإصابة مئات آخرين بحالات اختناق.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت، إن ميركل ناقشت مع ماكرون تطورات الأوضاع في سوريا، والقلق المشترك من الاستخدام الأخير للغاز السام.
وتحمل الولايات المتحدة مظام الأسد مسؤولية هجوم دوما، وتتوعد بالرد، فيما تصر روسيا الداعمة له على أن هذا الهجوم مجرد شائعات.
نقلت محطة (إم.إس.إن.بي.سي) التلفزيونية اليوم الخميس عن مسؤولين أمريكيين تأكيد حصولهم على عينات من بول ودم ضحايا الهجوم الكيماوي الذي وقع في مدينة دوما يوم السبت الماضي.
وبحسب المحطة فإن الفحص أثبت وجود مواد كيماوية وبشكل أساسي الكلور وغاز أعصاب في بعض العينات، في وقت ذكرت مصادر لـ شام أن العينات أخذت من مصابين بالهجوم الكيماوي الأخير على دوما وصلوا ضمن قوافل التهجير إلى ريف حلب الشمالي خلال الأيام الماضية.
وكانت قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنها تمكنت من جمع أدلة وشهادات تؤكد أن القوات التابعة للنظام في سوريا هي من تقف وراء الهجوم الكيماوي، الذي استهدف مدينة دوما التابعة للغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وأوضحت الصحيفة في تحقيق موسع لها، أنه في الوقت الذي لا تزال الجهة التي وقفت وراء الهجوم على دوما غير معروفة إلى الآن؛ فإنه يمكن القول من خلال ما تم جمعه من أدلة، إن النظام يقف وراء الهجوم.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنها أجرت "مراجعة لأكثر من 20 مقطع فيديو، وفحصاً لسجلات الطيران التي جمعها مراقبون، ومقابلات مع عشرات السكان من العاملين في المجال الطبي وعمال الإنقاذ، وكلها أكدت أن الحملة العسكرية كانت من فعل النظام لكسر إرادة المسلحين في دوما".
أكدت مصادر طلبت عدم الكشف عن اسمها، لموقع ”فرات بوست”، أن قوات نظام الأسد نقلت بعض طائراتها الحربية من مطار دير الزور العسكري شرق المدينة، ونقلت في الوقت ذاته طائراته المروحية العسكرية إلى معسكر الطلائع غرب مدينة دير الزور.
وأضافت المصادر، بأن النظام عمد أيضاً على مدار الساعات الـ24 الماضية إلى إخراج العشرات من الشاحنات التي تحمل معدات عسكرية من مطار دير الزور، إلى معسكر الطلائع.
وفي سياق متصل، نقل شهود عيان لـموقع ” فرات بوست” داخل دير الزور، قيام قوات النظام بنشر آليات ثقيلة داخل أحياء المدينة وبين منازل المدنيين، والأحراش والأشجار، ليعمد بعد ذلك إلى تغطيتها للتمويه تحسباً لأي ضربة أمريكية محتملة خلال الساعات والأيام القادمة.
وأكد طيار منشق في وقت سابق لـ شام أن الأيام الماضية شهدت حراكاً كبيراً للطائرات العسكرية الحديثة التي يملكها الأسد من مطارات الشعيرات والضمير والتيفور وتموضعت في القاعدة الروسية في حميميم، وهذا مايعني أنه إخفاء لأداء القتل والتي إن لم تستهدف ستعاود قصف المدنيين ولربما الانتقام منهم بشكل أكبر رداً على أي ضربة أمريكية محدودة التأثير.