قال مندوب الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة يوم الخميس إن إيران جندت أكثر من 80 ألف مقاتل شيعي في سوريا وإن قاعدة التدريب تبعد نحو ثمانية كيلومترات عن دمشق.
وأضاف داني دانون لمجلس الأمن الدولي وهو يرفع خريطة أن إيران أنشأت قاعدة تدريب قرب دمشق.
وقال ”ما تستطيعون رؤيته هنا هو مركز إيران المركزي للحشد والتجنيد في سوريا. هناك ما يفوق 80 ألف مسلح شيعي في سوريا تحت السيطرة الإيرانية. في هذه القاعدة التي تبعد ما يزيد قليلا عن خمسة أميال عن دمشق يتدربون للقيام بأعمال إرهابية في سوريا وأنحاء المنطقة“.
وفي وقت سابق اليوم، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في تصريحات لصحيفة سعودية نشرت يوم الخميس إن إسرائيل سترد بضرب طهران إذا وقع هجوم إيراني على تل أبيب.
وقال ليبرمان، إن بلاده "لا تريد الحرب مع أحد، لكنها لن تسمح بمنصات إيرانية في سوريا مهما كان الثمن"، مؤكداً أن النظام الإيراني "يعيش آخر أيامه".
وتابع أنه إذا هاجمت إيران تل أبيب، فإن "إسرائيل ستضرب طهران، وستدمر كل موقع عسكري إيراني يهددها في سوريا، مهما كان الثمن".
يستمر لليوم الثاني على التوالي تعرض الجنوب السوري لمنخفض جوي محمل بالرياح القوية والأمطار الغزيرة التي لم تشهدها المنطقة منذ سنوات، مما تسبب بغرق عشرات الخيام في مخيمات النازحين في ريفي درعا والقنيطرة.
وشهدت محافظة درعا خلال ساعات الظهيرة اليوم الخميس هطول مطري شديد الغزارة لأول مرة منذ سنوات مما أسفر عن إغلاق العديد من الطرقات الرئيسية بين المدن والبلدات وتوقف الحركة المرورية على الطريق الحربي الواصل بين ريفي محافظة درعا الشرقي والغربي، بعد حدوث سيول قطعت الطريق بشكل تام ومنعت الحركة المرورية فيه.
كما وترافق هطول الأمطار مع زخات من حبات البرد على كافة أنحاء المحافظة، حيث أطلقت إدارة مخيم زيزون في ريف درعا الشرقي نداءات استغاثة للدفاع المدني والهيئات الإغاثية للتحرك لنجدة سكان المخيم بعد غرق عشرات الخيم وانجرافها بفعل غزارة الأمطار.
وفي مدينة بصرى الشام قال ناشطون أن العديد من منازل المدنيين في الحي الشرقي في المدينة تعرضت للغرق بفعل مياه الأمطار وعدم قدرة شبكات الصرف الصحي على استيعاب الكمية الضخمة من المياه.
يذكر أن المنخفض الجوي شمل كامل المحافظة الجنوبية في سوريا حيث شهدت كل من محافظة دمشق والسويداء إغلاق عشرات الطرق الرئيسة، وخاصة داخل العاصمة دمشق، وعرقلة الحركة المرورية في بعضها وإغلاق أخرى بشكل كامل.
قال المندوب البريطاني لدى منظمة حظر الأسلحة الكيمائية يوم الخميس إن الإفادة التي رتبت روسيا ونظام الأسد تقديمها في مقر المنظمة ما هي إلا حركة دعائية.
وتقول روسيا ونظام الأسد إنهما أحضرا عدة سوريين من دوما، حيث يحقق فريق تابع للمنظمة في هجوم بأسلحة كيماوية في السابع من أبريل نيسان، كدليل على عدم وقوع أي هجوم من هذا النوع.
وذكر السفير بيتر ويلسون إن محققي المنظمة هم من يفترض أن يجروا لقاءات بأي شهود، مضيفا أن بريطانيا وحلفاءها لن يحضروا الإفادة المقررة، وقال في بيان ”منظمة حظر الأسلحة الكيمائية ليست مسرحا“.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن فريقا من مفتشيها زار موقعا في مدينة دوما السورية لمرتين، لجمع عينات في الوقت الذي تسعى فيه المنظمة لتحديد ما إذا كانت أسلحة كيماوية قد استخدمت في المدينة في السابع من أبريل/ نيسان.
وقالت المنظمة في بيان لها، إنها ستجري تقييما ودراسة حول ما إذا كان الفريق بحاجة إلى زيارة دوما مرة أخرى، وستُعاد العينات إلى هولندا ومنها إلى شبكة المعامل المعنية التابعة للمنظمة من أجل تحليلها.
وكان نظام الأسد قصف مدينة دوما بالأسلحة الكيميائية في 7 من شهر أبريل الجاري، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء المدنيين جلهم من الأطفال، وشنت كل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ضربة ثلاثية في 13 الشهر الجاري استهدفت فيها منشآت نظام الأسد، رداً على هجومه بالكيماوي.
نفى جيش الإسلام في بيان رسمي اليوم، ما أشيع مؤخراً عن مساعي دولية لتسليم عناصر جيش الإسلام المنتقلة حديثاً لريف حلب الشمالي مدينة الرقة، واصفاً هذه الشائعات بأنها فصل جديد من فصول الحرب الإعلامية والاستخباراتية التي تستهدف جيش الإسلام في حاضنته ومحيطه.
وأكد جيش الإسلام أنه لم يتلق أي عرض من أي جهة حول انتقاله إلى مدينة الرقة لتكون منطقة استقراره وتموضعه الجديد، لافتاً إلى أنه ليس لديه أي ارتباط بأي دولة تعمل على ترتيبات جديدة تخص الشمال السوري، وأنه موجود في مناطق "درع الفرات" ويعمل ضمن السياسة العامة المتبعة فيها مع حرصه على مصالح الثورة والشعب.
وأبدى الجيش رفضه مبدأ المحاصصة الذي قامت عليه هذه الفرية، مؤكداً أن سوريا لكل أبنائها، وأن تقسيمها مناطقية أمر مرفوض في أدبياته، مع إيمانه بضرورة الحفاظ على حسن الجوار مع الجمهورية التركية.
وانتقل جيش الإسلام الذي كان يتخذ مدينة دوما في الغوطة الشرقية مركزاً لقيادته مؤخراً إلى ريف حلب الشمالي ضمن قوافل التهجير التي فرضت على أهالي الغوطة الشرقية بعد الحملة العسكرية التي تعرضت لها خلال الآونة الأخيرة من قبل النظام وروسيا.
حيا وليد حنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، الشعب السوري في وجه الأصوات العنصرية التي تواجه السوريين في لبنان مؤخراً لاسيما بعد الأغنية العنصرية التي بثتها قناة الجديد اللبنانية، والتي أثارت استياء عام في الأوساط السورية المعارضة والموالية منها .
وقال "جنبلاط" عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، "اليوم وفي طريقي الى المختارة في منطقة وادي رشميا التقيت بعائلة من النازحين من سوريا وكانوا الى جانب الطريق ينتظرون سامر صاحب الفان لإيصالهم الى المدرسة. وكم كان في وجوههم نظرة فرح وتحد بأنهم يتحدون نكبتهم بالإصرار على العلم. التحية لهذا الشعب الكبير ولتخرس الأصوات العنصرية".
وكانت نشرت قناة الجديد اللبنانية قبل أيام مقطع مصور تسخر فيه من اللاجئين السوريين بطريقة عنصرية ضمن البرنامج الكوميدي "قدح وجم" والذي تقدمه الإعلامية اللبنانية "ليال ضوّ"، وتضمن الفيديو الكثير من التجريح بشكل مباشر للاجئين السوريين المتواجدين في لبنان.
وتشير الأغنية إلى أن السوريين المتواجدين في لبنان قد أصبحوا أكثر عدداً من السكان اللبنانيين، وأن سكان لبنان قد أصبحوا أغراباً فيها، إضافة للسخرية من اللهجة السورية والتذمر من كثرة إنجاب الأطفال، أثارت استياء جميع أطياف الشعب السوري الموالي والمعارض.
ولم تكن هذه الأغنية هي الأولى من نوعها في التحريض على اللاجئين السوريين، حيث خرجت حملات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بطرد السوريين من لبنان، إضافة لتصريحات لمسؤولين في الحكومة اللبنانية هددوا بها بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
كشفت مجلة ديلي بيست الأمريكية، أن براين بالارد، أحد كبار ممولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتعامل مع شركة لأحد حلفاء بشار الأسد مقرها دبي في الإمارات.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن شركة بالارد، التي يملكها براين، أعلنت في الخامس عشر من مارس الماضي، استحواذها على شركة في دبي وهي "آي إس إم إنترناشيونال جينرال ترايدنك"، وبمراجعة في وثائق وحسابات الشركة، تبين أنها تابعة لعائلة سامر فوز السورية والمعروفة ارتباطاتها بنظام بشار الأسد.
براين قال لمجلة ديلي بيست، إنه لم يكن يعرف بارتباطات تلك الشركة بالأسد، موضحاً: "نحن لسنا وكالة مخابرات حتى نعرف هذه التفاصيل، وإذا تبين أن هذه الشركة لها علاقة بنظام الأسد فإننا سنقطع علاقتنا معها"، وفقاً لترجمة "الخليج أونلاين".
وتابع في رده على أسئلة المجلة الأمريكية: "نحن نمثل مجموعة من الأطباء السوريين الأمريكيين ممن لا يريدون وجود الأسد في سوريا".
يأتي هذا في وقت تسعى إدارة الرئيس ترامب لزيادة الضغط على الأسد قبل سحب القوات الأمريكية من هناك، وأيضاً فإن الاتفاق وقع بين الشركتين قبل موعد الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مواقع تابعة للنظام السوري في السابع من أبريل الجاري.
وتعتبر عائلة فوز من كبريات العوائل السورية الثرية، ولها مصالح واستثمارات في لبنان والإمارات.
وبحسب تحقيق لوكالة "رويترز" للأنباء أجرته عام 2013، فإن إحدى الشركات التابعة لعائلة فوز وهي شركة "أمان"، وهي التي عقدت صفقات مع شركة لتوريد حبوب إلى سوريا، تعد من الدائرة المقربة للأسد، وتعمل من أجل زيادة مكاسبها مستغلة حالة الحرب في سوريا.
معارضون سوريون قالوا في تحقيق سابق مع جريدة فايننشال تايمز، إن سامر فوز يستخدم دبي كمركز تجاري؛ ما سمح له بتطوير علاقاته مع إيران، حليفة نظام الأسد، وأنه يتقرب من رجال أعمال روس، في وقت تقف روسيا كحليف مقرب للأسد.
سامر فوز قال في مقابلة نادرة مع مجلة "أربيسك لندن"، إن شركته لن تتردد في المشاركة بإعادة إعمار سوريا بعد انتهاء الحرب "نحن لا نهتم بالاستثمار من أجل الربح، ولكن نريد الإسهام في إعادة إعمار سوريا التي تستحق ذلك من أبنائها"، نافياً أن تكون له أي طموحات سياسية.
قالت المحللة انا- ماري سلاوتر، المديرة السابقة لدائرة التخطيط التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، إن هناك فروقا واضحة بين طريقة تعاطي الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، والرئيس الحالي، دونالد ترامب بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، فيما يتعلق بالتعاطي مع ملف الأزمة السورية.
جاء ذلك في مقابلة لسلاوتر مع لـCNN حيث قالت: "كانوا (إدارة أوباما) يحاولون تسليح مجموعة معينة وكانوا يدفعون قدما بعجلة الدبلوماسية، أما إدارة ترامب فليس لديها استراتيجية دبلوماسية، ماكرون وفرنسا قالوا: حسنا سنقوم بتوجيه ضربة عسكرية على خلفية استخدام الكيماوي ومن بعدها سنعود إلى الدبلوماسية وسنقوم أيضا بالأمور الصحيحة فيما يتعلق بقضية اللاجئين والمساعدات الإنسانية، أما ترامب فقال من جهة أنه يريد نفض يده من الأمر برمته، ومن جهة أخرى يقول أن هذا الأمر سيء."
وتأتي تصريحات سلاوتر في الوقت الذي أثارت تصريحات ترامب الأخيرة حول رغبته بسحب القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 عنصر، من سوريا، جدلا واسعا باعتبار ما يترتب على ذلك من تداعيات سواء داخل سوريا أو على مستوى المنطقة بشكل عام.
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي افيغادور ليبرمان في تصريحات لصحيفة سعودية نشرت يوم الخميس إن إسرائيل سترد بضرب طهران إذا وقع هجوم إيراني على تل أبيب.
وقال ليبرمان، إن بلاده "لا تريد الحرب مع أحد، لكنها لن تسمح بمنصات إيرانية في سوريا مهما كان الثمن"، مؤكداً أن النظام الإيراني "يعيش آخر أيامه".
وتابع أنه إذا هاجمت إيران تل أبيب، فإن "إسرائيل ستضرب طهران، وستدمر كل موقع عسكري إيراني يهددها في سوريا، مهما كان الثمن".
وأجرت صحيفة "إيلاف" السعودية حواراً مع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، تطرق فيه للعلاقات بالدول العربية، قائلاً إن هناك حواراً "هادئاً ومعمقاً" مع دول عربية رفض تسميتها، "والأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وثمة تفاهم على نحو 75% من الأمور".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في وقت سابق، إن "إسرائيل" تواصل حملتها السرية على الوجود الإيراني في سوريا بدعم وموافقة أمريكية، مشيرة إلى أن حرب الظل بين الطرفين تتصاعد، وأن تحولها إلى حرب علنية أمر وارد في أي لحظة
استفاقت محافظة إدلب اليوم الخميس، على موجة اغتيالات طالت نشطاء إعلامين وقيادات عسكرية في الفصائل، من قبل جهات مجهولة سجلت ضد مجهول، في تطور لافت لحالة الخلل الأمنية التي تعيشها المحافظة.
وتعرض صباح اليوم الناشط الإعلامي محمد حاج علي مسؤول دائرة الإعلام في مديرة التربية بإدلب لمحاولة اغتيال من قبل ملثمين على مفرق بلدته النيرب بريف إدلب الشمالي، أسفرت عن إصابته بعدة رصاصات في الصدر، ماتزال حالته الصحية حرجة في المشفى.
في الغضون قتل القيادي في هيئة تحرير الشام "أبو الورد كفربطيخ" مع مرافقيه بعد إطلاق الرصاص على سيارته من قبل مجهولين شمالي مدينة معرة النعمان جنوب ادلب، دون معرفة تفاصيل القضية أو الجهة التي تقف وراء علمية الاغتيال.
وفي بنش اغتيل القيادي في جيش الأحرار "أبو سليم بنش" بالقرب من مدينة بنش في منطقة قريبة من الصواغية، ذكرت مصادر أن عملية اغتياله تمت خنقاً في سيارته في ظل ظروف عامضة.
وفي سياق الفلتان الأمني، تعرضت سيارة عسكرية تابعة لفصيل التركستان لأطلاق نار على طريق أرمناز - ملس بريف إدلب الغربي، فيما لم تعرف الخسائر حيث تم نقلهم للمشافي الطبية لتلقي العلاج.
وتعيش محافظة إدلب حالة من الفلتان الأمني منذ أشهر عديدة في ظل غياب القوى الأمنية للفصائل المسيطرة على المحافظة عن ملاحقة هذه الخلايا وسط اتهامات بأن عمليات الاغتيال ماهي إلا تصفيات داخلية ضمن الفصيل او الفصائل المسيطرة، تتم من خلال عصابات متمكنة بدفع من جهات وقيادات عسكرية عدة.
أثار إعلان عدد من أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس الأربعاء، أبرزهم سهير الأتاسي وجورج صبرة وخالد خوجة، رود فعل وتساؤلات كثيرة طرحت في الشارع السوري الثوري عن سبب تقديم الاستقالة وتوقيتها قبيل انتخابات الائتلاف المزمعة وأسبابها ودوافعها.
المعارضة السورية "سهير الأتاسي" أوضحت في حديث مطول لـ "شام" أن تقديم الاستقالة لم يكن مصادفة بل إن هناك اتفاق وتحضير ضمن فريق عمل مستقل ومتكامل تمثله عدد من الشخصيات الوطنية السورية، ولم يكن موقفهم ضد أجسام رسمية بل موقف مسار سياسي يراه الفريق مختلفاً عن المسار الوطني لمؤسسات الثورة.
وبينت الأتاسي أن قرار الاستقالة لم يكن مفاجئاً لأعضاء الائتلاف كون المستقيلين قد جمدوا نشاطهم في الائتلاف منذ أشهر بعد التحالفات مع منصة موسكو الذي ترفضه هذه الشخصيات بالمطلق، هدفه الدولي تغيير الخط السياسي ليتماهى مع المسار الروسي للحل السياسي، مما دفعهم لتقديم استقالتهم من هيئة المفاوضات بعد أن تمّ الانقلاب عليها، مؤكدة أن قرار الاستقالة كان متأخراً حينها.
وتابعت الأتاسي "اتهمنا أننا معطلين ومتشددين، ونحن أكدنا مراراً في الاجتماعات الداخلية أننا مع الحل السياسي الجوهري والحقيقي وليس أي حل سياسي، مع حل جذري يستند لقرارات الشرعية الدولية من بيان جنيف والقرار 2118، وليس بالقفز فوق كل هذه القرارات والذهاب باتجاه القرار 2254 والذي يتضمن تراجع معروف عن القرارات السابقة، ولا حتى باجتزاء القرار الأخير حيث بات الحديث اليوم عن دستور وانتخابات، فلن نقبل بأي حل سياسي يعيد تأهيل الأسد".
أكدت الأتاسي لـ شام أنه تم اقصاء واستبعاد الهيئة العليا السابقة لانها لم تسمح بالانخراط في شكل الحلول السياسية المطروحة روسياً والبعيدة والتي تشوّه الحل السياسي الفعلي وتختزله في تقاسم سلطات ومصالح، ومنذ ذلك الحين اتخذنا موقفنا بتجميد النشاط السياسي ضمن المؤسسات الرسمية، بعد أن باتت منصة موسكو جزءاً أساسياً من المعارضة السورية.
وبينت "الأتاسي" أن قرار الاستقالة لم يكن مفاجئاً ضمن البيت الداخلي للائتلاف، كون المستقيلين من المحتجين سياسياً على المسار الجديد، وهو ما أفقدهم دورهم بسبب اعتراضهم ومواقفهم، لافتة إلى أن الاستقالة ليس لها أي علاقة بالانتخابات الجارية في الائتلاف الوطني وأنهم لم يشاركوا حتى في التحضيرات القائمة للانتخابات ولا النقاشات بها، وما أخر إعلان الاستقالة هو بسبب الظروف الميدانية في سوريا لاسيما ماجرى في الغوطة الشرقية.
واعتبرت أن الاستقالة جاءت مساندة للثورة وتمسكاً بها وليس العكس، وأنها جاءت في وقت يتبلور هناك تيار جارف يروج لهزيمة الثورة، وإدارة عملية الاستسلام، وأن الأيام القادمة توضح هذه الأمر، وأن الثورة لم تهزم، ملمحة لمرحلة جديدة من الحراك السياسي بعد مراجعة وتقييم تتجاوز الأخطاء والعقبات السابقة كمؤسسات ثورية لم تعتمد أسلوب المسائلة والمحاسبة داخلها.
وأكدت الأتاسي لـ شام أن مايعرض على السوريين اليوم هو مسار استسلامي وليس حلاً، وأنه مازال هناك إمكانية لاستعادة جذرية لأهداف الثورة وتحويل كل مايجري لفرصة للخلاص من أصحاب مشاريع السلطة، وليكون المنخرطين في مسار الثورة هم أصحاب المشاريع الحقيقية للثورة وليس متسلقي المرحلة، بعيداً عن كل الخديعة التي يمارسها البعض.
وعن انحراف مسار الائتلاف، قالت "الأتاسي" إن وثائق ومواقف الائتلاف لحد ما بغض النظر عن تركيبة وآلية عمله إلا أنه كان لمرحلة ما قادراً على اتخاذ قرارات ثورية صائبة، ولكن وصل الأمر لمرحلة أن ماجرى في الرياض 2 وبيانه وصل لمرحلة خرق وثائقه التأسيسية وعهوده، ولم يعد بالإمكان الاستمرار على ذات الحال، على الرغم من وجود من بقي متمسكاً بأهداف الثورة داخله، ومازالوا يحاولون تصويب المسار، ولكنني أعتقد أنهم ليسوا أكثرية.
ولفتت الأتاسي إلى أن المؤسسات الرسمية المنخرطة بالمسار الرسمي، خضعت لعملية ابتزاز إما الرضوخ للمسار الدولي المطروح أو الزوال، والبعض اختار الرضوخ من أجل البقاء، مؤكدة أن عملية اصلاح الائتلاف غير ممكنة وبات من الضروري إعادة تأسيسه، وهو عنوان مهم للثورة يتوجب الحفاظ عليه حينها.
وأضافت أن الائتلاف تحول في فترة ما إلى ماكينة انتخابية، قتلته المحاصصات والكواليس الانتخابية والاتفاقيات التي كانت تحصل لتمكين كتل مقابل كتل، الأمر الذي أضعف جهد الأجسام الممثلة للمعارضة.
ونفت الأتاسي ما شيع من معلومات عن أن استقالتهم جاءت على غرار استقالتهم في هيئة التفاوض وبسبب عدم وجود فرصة لهم ضمن الانتخابات، مؤكدة أنهم رفضوا الانخراط في الانتخابات وأن الاستقالة لا علاقة لها بموضوع البحث عن أدوار او فقدان أدوار، وأن مواقف المستقيلين هي مواقف سياسية.
وكشفت الأتاسي لـ شام أن القضاء على الهيئة العليا للمفاوضات كان بسبب رفضها التحالف مع منصة موسكو وأن تغدو تلك المنصة حليفاً أصيلاً للمعارضة وقوى الثورة، وأن الحل السياسي المطروح دولياً لم يعد يتحدث عن انتقال سياسي، وبالتالي كان الموقف السياسي الواضح سبباً في الاستقالات السابقة والحالية.
وعن وجود مشروع سياسي مطروح بديل عن الائتلاف أوضحت "الأتاسي" أن هناك ضرورة لتكريس مسار استقلال وطني لقرار مستقل يستعيد هيبة ووجود الثورة ومكانة السوريين بحل حقيقي بعد أن غدوا خارج أي معادلة في الحل، لافتة إلى أن أي مشروع وطني مستقل ممكن العمل عليه هو ليس لمنافسة الائتلاف ولا هيئة المفاوضات ولا البحث عن أدوار او شرعية دولية أو تمثيل سياسي.
وذكرت الأتاسي أنه من الضروري استعادة فعالية السوريين لتشكيل كتلة حرجة يمكنها القول أن أي حل سياسي أو اتفاق لا يتطابق مع قرارات الشرعية الدولية التي تبدأ من بيان جنيف والقرار ٢١١٨ أو يعطي حلول مجتزأة سيبقى حبراً على ورق على حد وصفها.
وبينت الأتاسي إلى أن الهوة بين السياسي والعسكري وتجاهل السياسي للعسكري في بدايات الحراك، بدل ان يكونوا مرجعية سياسية له، كان أحد أكبر الأخطاء، وكان لابد من تأطير وتنظيم العسكري لكي لايبتلع الحراك المدني للثورة، ثم انتقلت الحالة من تجاهل العسكري لحالة التبعية للعسكري بعد أن بات السياسي يبحث عن شرعيته من الفصائل التي تفرّدت منفردة بقرار السلم والحرب والهدن المحلية في مناطقها.
فاعتبرت "الأتاسي" أن دخول الفصائل العسكرية بمرحلة تأسيس مكاتب سياسية أضر لحد كبير بعد أن بات لكل فصيل مكتب سياسي يفاوض بمفرده ويتخذ القرار وحيداً ويسلم مناطق وفق هدن محلية ويقاوم في أخرى بدل أن يكون هذا القرار سيادي يتحمل مسؤوليته مظلة سياسية جامعة.
وتابعت بالقول: واليوم وبعد ماوصلت إليه حال الثورة وتم تسليم مناطق بالكامل لروسيا وإيران، عاد السياسي ليقول للعسكري أن الفصائل مهزومة وعدنا للانتقال من جديد الافتراق مع العسكري، وبالتالي لم يكن هناك أي علاقة متوازنة وصحية مع الفصائل وهو ماتسبب بأذى كبير للثورة.
واعتبرت "الأتاسي" أن المعارضة لم تكن على مستوى تضحيات الشعب السوري، وتعاملت بأدوات كلاسيكية، ولم تتح للشباب فرصة قيادة وتمثيل ثورتهم ولعب دوره. فبات من الضروري اليوم إنجاز عملية مراجعة حقيقية لإنتاج وبلورة مشروع وآليات عمل وخريطة طريق دون أن تتبناه أي دولة ليكون مشروع سورياً خالصاً، مبدية تخوفها من الاستسلام لوهم الهزيمة.
وأشارت الأتاسي إلى أن السوريين يملكون فرصة لاختيار شركائهم والبدء بمشروع يدار على أساس الكفاءات وليس على أساس المحاصصات وبحاجة لشخصيات تملك خبرة ولشباب عمليين ولديهم الأدوات التنفيذية بعيداً عن الشعارات، للانتقال من مستوى اليأس والاستسلام لمستوى الفعل ومازال هناك قدرة حقيقية للانتقال له.
قال ديفيد ميليباند، وزير الخارجية البريطاني الأسبق، إن ما وصفها بالمعضلة المتمثلة بالأزمة السورية التي نراها اليوم والانقسام الدولي الشديد، يرجع إلى بدايات الحرب السورية وعدم وجود توافق غربي.
جاء ذلك في مقابلة لميليباند مع لـCNN حيث قال: "اعتقد أن المشكلة والمعضلة ترجع إلى الأساس وبدايات الحرب السورية، عندما لم تتوافق مطالب الغرب بإزاحة بشار الأسد مع الخطوات التي تم اتباعها، وقلب هذه المشكلة هو إلى أين نريد الوصول في تسوية الانتقال السياسي، قلنا إن الأسد سيء ولكن لم يكن هناك وضوح حول ما ستكون عليه ملامح الانتقال السياسي."
وتابع قائلا: "من وجهة نظري، الغرب لا يقوم بالأمر السهل، فهم لا يقدمون الكافي للدول المجاورة مثل الأردن ولبنان ولا نقوم باستقبال اللاجئين في دولنا، وقلب الدبلوماسية المتمثل بالضغط على داعمي الرئيس الأسد لدفعه نحو تسوية سياسية من نوع ما لم يكن مفتوحا ومتجانسة بصورة معينة بين الجميع."
واردف الوزير البريطاني السابق قائلا: "عليه فإن المشكلة الأساسية التي نواجهها اليوم تتمثل بأن القصف ليس استراتيجية حتى وإن كنت ترى هذا العمل مبررا."
أصدرت عدد من المنظمات الإنسانية والفعاليات والمجالس المدنية والإعلامية في ريف حماة اليوم، بياناً حول الهجمة العسكرية التي يتعرض لها ريف حماة الجنوبي وتداعيات الأوضاع الإنسانية في المنطقة
ضمن خطة ممنهجة لإفراغ المناطق من سكانها.
وجاء في البيان أن نظام الأسد وحلفائه دأبوا على قصف قرى وبلدات ريف حماة الجنوبي بكافة أنواع الأسلحة الموجهة ضد المدنيين العزل، وصعد هجماته العسكرية على المنطقة منذ بداية شهر نيسان الحالي، في محاولة منه للضغط على سكان المنطقة ودفعهم نحو النزوح في قلب الحصار المطبق على معظم قراه منذ عام 2012، أو إجبارهم على المصالحة والتسوية وتسليم مناطقهم لقوات النظام ليقتاد السكان بعدها نحو المعتقلات أو التجنيد الإجباري.
ففي 4 نيسان من العام الحالي، عقد اجتماع بين ضباط من النظام والروس مع وجهاء بلدة تقسيس، أسفر عن اتفاق يقضى بدخول قوات النظام إلى بلدات تقسيس والعمارة والجومقلية لفترة مؤقتة من أجل التصوير ثم الانسحاب، مقابل فتح المعابر الإنسانية وإدخال المساعدات، إلا أن قوات النظام الم تلتزم بالاتفاق وقامت بإدخال قوة عسكرية وثبتت نقاط تابعة لها ورفعت السواتر الترابية في بلدتي العمارة وتقسيس وسيطرة عليهما وضيقت الخناق على باق قرى الريف.
وبحسب البيان تشير الأرقام إلى نزوح ما لا يقل عن 25000 ألف نسمة من قرى بريفيث، الدمينة، النزازة، تلتقسيس، القرباطية، الجماله، الزيتونة، تلول الحمر، القنطرة، وسقوط نحو ستة قتلى من المدنيين وجرح اجلهم من الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن إصابة ما لايقل عن 1360 شخصا | بأمراض سوء التغذية، ومعاناة مالايقل عن 2145 مريضا في الحصول على الرعاية الطبية الأمنة والمناسبة.
ودعا البيان جميع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية بالعمل على تدارك الوضع الإنساني قبل تفاقم الكارثة، ووصولها لمستويات تجعل حياة مالايقل عن 70000 ألف نسمة في ريف حماة الجنوبي في خطر، وكذلك ريف حمص الشمالي المتصل مع ريف حماة الجنوبي والذي يشهد ظروفا مماثلة، بسبب مايعانيه ريف حماة الجنوبي من صعوبة في وصول المساعدات الإنسانية ونقصانها وبشكل رئيس المساعدات الغذائية والطبية، وتردي الخدمات.
وطالب الموقعون الجمعية العامة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والإنسانية والعمل على إيقاف حملة الإبادة الجماعية التي يجهز لها النظام السوري وحلفائه في ريف حماة الجنوبي، وإيقاف الحصار، وتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني في حماية المدنيين والأعيان المدنية، والكف عن اتباع سياسية التفلت من العقاب اتجاه النظام السوري.
معا لدعم صمود ريف حماة الجنوبي.
ووقع على البيان كلاً من "مجلس محافظة حماة، مديرية الدفاع المدني في حماة، مديرية صحة حماة الحرة، مديرية التربية والتعليم في حماة الحرة، المجلس المحلي في طلف، المجلس المحلي في عقرب، المجلس المحلي في تقسيس، المجلس المحلي في دير الفردي، المجلس المحلي في جرنية العاصي، المجلس المحلي في تلول الحمر وقراها، المجلس المحلي في حربنفسة، المجلس المحلي في الدمينة وما حولها، مجلس براق المحلي، مجلس بسيرين المحلي، مكتب حماة الإعلامي، مركز عاصي برس الإعلامي، بوابة حماة، فداء نيوز"