تظاهر العشرات أمام السفارة الروسية في العاصمة البريطانية لندن، من أبناء الجالية السورية والمتضامنين العرب والأجانب، تضامناً مع المدنيين في جنوب سورية، واحتجاجاً على دعم روسيا نظام الأسد، في العملية العسكرية التي يشنّها على المنطقة.
وكانت حملة "التضامن مع سورية"، قد دعت إلى تظاهرة أمام السفارة الروسية في لندن، يوم الأحد، احتجاجاً على خرق نظام الأسد، وبدعم روسي، اتفاق "خفض التصعيد"، وشنهما حملة عسكرية، برية وجوية، على مدن وبلدات الجنوب السوري، والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء المنطقة، إضافة إلى تهجير عشرات الآلاف منهم.
وأدان المتظاهرون، الغارات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة جنوب سورية، محذرين من التبعات الوخيمة التي تتسبب بها حملة الأسد على نحو 750 ألف مدني يقطنون المناطق الخارجة عن سيطرته.
كما طالب المتظاهرون بحماية المنشآت الطبية، والتي تتعرض للاستهداف الممنهج من الطائرات الروسية، حيث دمرت غاراتها ما لا يقل عن 3 مستشفيات، خلال دعمها محاولة قوات نظام الأسد التقدم في المنطقة، وفق "العربي الجديد".
ووجّه المتظاهرون أيضاً الانتقاد لـ"التخاذل الغربي"، ولا سيما من الإدارة الأميركية، التي رفضت توفير الدعم لفصائل "الجيش السوري الحر" التي تدافع عن المنطقة، مطالبين كذلك بوقف حملات التهجير القسري التي ينفذها نظام الأسد، والتغيير الديمغرافي الذي تتسبب به.
وكانت حملة "التضامن مع سورية"، قد نظمت، يوم الجمعة، بمساهمة عدد من الناشطين السوريين في لندن، تجمعاً في ميدان "بيكاديلي سيركس" في قلب العاصمة لندن، للمطالبة بوقف الحملة التي يشنها النظام في جنوب سورية.
طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم، بدعم عملية الكشف عن المقابر الجماعية التي بدأت تظهر في مدينة الرقة والتي تعود لمدنيين دفنوا في الحدائق العامة إبان سيطرة تنظيم الدولة، وتقديم المساعدة التقنية لحفظ الأدلة على جرائم محتملة والتعرف على الرفات.
وقالت المنظمة "مع وجود عدد غير معروف من المقابر الجماعية في مدينة الرقة والمناطق المحيطة بها، وآلاف الجثث التي لم تُستخرج بعد، تكافح السلطات المحلية التابعة لـ "مجلس الرقة المدني" لمواجهة التحديات اللوجستية المتمثلة في جمع وتنظيم المعلومات حول الجثث التي تم العثور عليها، وتوفيرها للعائلات التي تبحث عن أقارب مفقودين أو متوفين. تحديد الأشخاص المفقودين والحفاظ على الأدلة للمحاكمات المحتملة سيكون لهما آثارا على العدالة في سوريا ككل".
وبينت برايانكا موتابارثي، مديرة قسم الطوارئ بالنيابة في هيومن رايتس ووتش: "في مدينة الرقة 9 مقابر جماعية على الأقل، في كل منها عشرات الجثث إن لم تكن المئات، مما يجعل استخراج الجثث مهمة غير سهلة. دون المساعدة التقنية اللازمة، قد لا توفر هذه الجثث للعائلات الأجوبة التي كانت تنتظرها، ويمكن أن تلحق الضرر أو تدمر الأدلة الحاسمة لجهود العدالة المستقبلية".
في 12 يونيو/حزيران 2018، أنهى "فريق الاستجابة الأولية" في الرقة الكشف عن مقبرة جماعية تحتوي على 553 جثة، وإعادة دفنها في مقبرة محلية بعد تسجيل معلومات تحديد الهوية الخاصة بهم، وبدأ العمل في الكشف عن مقبرة أخرى. المقبرة الأولى التي تقع في ملعب الرشيد بمدينة الرقة، هي الأولى من بين 9 مقابر جماعية عرفها الفريق، حسبما قال قائد الفريق لـ هيومن رايتس ووتش. زار باحثو هيومن رايتس ووتش الموقع في مايو/أيار. يعمل فريق الاستجابة الأولية تحت سلطة مجلس الرقة المدني، وهو جهاز حكم محلي أنشأه "مجلس سوريا الديمقراطي" في أبريل/نيسان 2017.
وقال ياسر الخميس، رئيس فريق الاستجابة الأولية لـ هيومن رايتس ووتش إن الفريق يعتقد استنادا إلى ملاحظاته تجاه الإصابات والتقارير الواردة من أفراد العائلات الذين حددوا رفات أقاربهم، أن موقع الرشيد يحتوي على مزيج من ضحايا الغارات الجوية ومقاتلي التنظيم، وربما احتوى أيضا على مرضى من مستشفى قريب.
وأوضح أن العمال حددوا نساء وأطفالا ورجالا بين الجثث. من بين الجثث الـ 106 التي تم استخراجها في وقت زيارة هيومن رايتس ووتش، حدد الفريق 5 أشخاص يبدو أنهم من مقاتلي تنظيم الدولة على أساس ملابسهم، ويعتقد أن البقية مدنيون. حيثما أمكن، قام الفريق بتسجيل أسماء القتلى وأي فرد من أفراد العائلة المباشرين الذين تمكنوا من التعرف عليهم.
وعاين باحثو هيومن رايتس ووتش التفاصيل الأساسية التي سجلها الفريق حول الجثث التي تم العثور عليها. لكل حالة، حدد أحد أعضاء الفريق الجثة وسجّل أسباب الوفاة المحتملة، والإصابات والجنس ولون الشعر والطول واللباس والعمر التقريبي، إذا كان بالإمكان تحديده، وكذلك أي شيء موجود مع الجثة.
و حددوا هذه المعلومات بناء على تقييم بصري للرفات التي تم استخراجها. لم يلتقطوا صورا طبقا لمعايير الطب الشرعي الدولية، وهي ممارسة مهمة في العمل على حفظ سجل أكثر موثوقية للموتى.
ولفتت المنظمة إلى أن عمليات استخراج الجثث في الرقة تزداد تعقيدا بسبب وجود الألغام الأرضية.
وخلُصت هيومن رايتس ووتش إلى إن عائلات المفقودين أو الذين قتلوا خلال معركة الرقة تفتقر إلى هيئة مركزية أو مكتب حيث يمكنهم تقديم معلومات حول أقاربهم المفقودين أو الذهاب لتلقي معلومات عنهم. وصل البعض إلى موقع المقبرة الجماعية، لكن عديد من العائلات لم تعد تعيش في المنطقة. حتى بالنسبة لمن هم في المنطقة، فإن الفريق يفتقر إلى القدرة على الرد بشكل منتظم على الاستفسارات.
وقالت أنه على أعضاء المجتمع الدولي الذين يقدمون الآن دعم إعادة التأهيل والاستقرار، وأبرزهم الولايات المتحدة، دعم السلطات المحلية في تطوير وصيانة نظام أكثر دقة لتخزين المعلومات المتعلقة بالمفقودين وتحديد الرفات المنقوصة.
قال مستشار وزارة الخارجية التركية، أوميد يالجن، الإثنين، إن اتفاقية منبج بين بلاده والولايات المتحدة الامريكية، تعد أوّل نتيجة ملموسة للمفاوضات المكثفة بين الطرفين في الفترة الأخيرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها يالجن، اليوم، في حفل استقبال أقامه القائم بأعمال السفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة، فيليب كوسنت، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 242 لاستقلال الولايات المتحدة.
وأعرب يالجن، عن ثقته بأن اجتماعات مجموعة العمل المشتركة التي ستعقد بين الجانبين في الفترة المقبلة، ستظل أداة مهمة لحل قضايا شكلت حساسية بين البلدين منذ فترة طويلة.
وأوضح أن المستجدات التي وقعت في تركيا والمنطقة، مؤخرا، شكلت سببا في اختلاف آراء البلدين حيال بعضها.
وفي تصريحات صحفية، أكد كوسنت، أن حكومتي الولايات المتحدة وتركيا تعملان بشكل وثيق جدا عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية بالعملية الانتقالية لضمان تسليم إدارة شؤون الأمن في منبج للسكان المحليين، وأن يكون لسكان المدينة رأي في أمنهم ومستقبلهم.
ومؤخرا، توصلت واشنطن وأنقرة إلى اتفاق على "خارطة طريق" حول منبج، تضمن إخراج عناصر تنظيم "ي ب ك " منها، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة، في وقت أعلنت رئاسة الأركان التركية أنها سيرت خمس دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة "عملية درع الفرات"، ومدينة منبج شمالي سوريا، وسيرت الدورية الأولى في ذلك التاريخ، ومن المنتظر أن يتواصل تسيير الدوريات في الفترة المقبلة.
نشرت مواقع تابعة لنظام الأسد صورا لمليشيات شيعية تتبع الاحتلال الإيراني بشكل مباشر، وهي مدعومة ماليا وعسكريا وتنظيميا من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني الإرهابي، حيث أظهرت الصور تواجد قوات أبو الفضل العباس الشيعية بقيادة المجرم المعروف بإسم أبو عجيب في محافظة درعا تقاتل بجانب قوات الأسد في المعارك الدائرة هناك.
وكانت لواء "ذو الفقار" الشيعي أيضا قد أعلن مشاركته في القتال إلى جانب قوات الأسد في معارك ريف درعا وخاصة في معركة السيطرة على بلدة بصرالحرير، حيث نشر على معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي صورا تظهر تواجد جنود وقواته على جبهات ريف درعا.
ويعمل عناصر المليشيات الشيعية على التخفي حيث يرتدون لباس قوات الأسد، ولكنهم في ذات الوقت ينشرون صورهم وعناصرهم ويتفاخرون بذلك على جبهات القتال في محافظة درعا، والتي من المفترض أن تكون ممنوعة عليهم الإقتراب منها حسب ما تم الإتفاق عليه بين إسرائيل وروسيا.
تواجد العناصر التي تتبع للحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر في معارك درعا يظهر عجزا واضحا لقوات الأسد وحاجتها بشكل مستمر لعناصر خارجية تقاتل عنها ضد الثوار السوريين في كل مكان، كما أن سكوت إسرائيل عن هذا الأمر وعدم انزعاجها من تواجد هذه القوات بالقرب من حدودها، يؤكد جليا عدم جدية إسرائيل في محاربة التواجد الإيراني بشكل حقيقي، وهو ما قرأته وروسيا بشكل واضح بالسماح لقوات الأسد بشن حملة عسكرية واسعة على منطقة خفض التصعيد في درعا.
ويبقى السؤال عن حجم التواجد الإيراني في المعارك الدائرة في محافظة درعا، حيث يرى ناشطون على الأرض أنهم سمعوا لهجات عراقية ولبنانية ولغات يعتقد أنها إيرانية على القبضات، ما يؤكد التعاون القوي والمشاركة الفاعلة لقوات حزب الله الإرهابي والمليشيات الشيعية العراقية والإيرانية في معارك درعا، وسط سكوت مطبق من قبل إسرائيل وأمريكا ما يفهم منهم رضاهم عما يحدث.
أعلنت غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري عن تمكن الثوار المنضمين تحت رايتها من التصدي لهجمات قوات الأسد والميليشيات المساندة لها في ريف درعا، وتكبيد المهاجمين خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وأشارت غرفة العمليات إلى أن قوات الأسد والميليشيات الإيرانية حاولت التقدم لليوم الثاني على التوالي باتجاه مدينة طفس و خربة الطيرة بريف درعا الغربي، حيث شنت هجوما عنيفا أمس الإثنين على النقاط المحررة، في ظل قصف مدفعي و صاروخي عنيف استهدف الأحياء السكنية في مدينتي طفس و نوى تخلله قصف بالبراميل المتفجرة وقصف آخر بصواريخ تحمل قنابل عنقودية محرمة دولياً .
وشددت غرفة العمليات على أن الثوار تمكنوا مع بداية الهجوم في المنطقة من تدمير عربة مدرعة من نوع "بي إم بي" بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع، مما أدى لمقتل طاقمها و جرح آخرين.
ومع اشتداد وتيرة المعارك حاولت الميليشيات الزج بعدد أكبر من الدبابات والمدرعات لإحداث ثغرة في خطوط النار التي قام الثوار بتثبيتها، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل، حيث تمكنت وحدات الإسناد الناري من تدمير أربع دبابات من نوعي "تي 72" و "تي 55" بصواريخ مضادة للدروع وقتل عدد كبير من طواقمها وجرح آخرين.
وأكدت غرفة العمليات على أنها أفشلت كافة الهجمات، ودحرت المهاجمين إلى أماكن تواجدهم في محيط مدينة داعل، وتم خلال ساعات المساء رصد العديد من السيارات العسكرية التي تحمل جثثاً لقتلى الميليشيات اتجهت من مدينة داعل إلى بلدة ابطع شمالاً.
وفي الريف الشرقي لدرعا حاولت ميليشيات الأسد وإيران التقدم باتجاه بلدتي الطيبة و صيدا من محاور كحيل والجيزة والغارية الغربية، وتمكن الثوار من إفشال تلك المحاولات، وقتلوا وجرحوا العديد، على الرغم من القصف المدفعي والصاروخي المكثف الذي استهدف الأحياء السكنية في بلدتي الطيبة وصيدا تجاوز عددها الألف قذيفة وصاروخ على منازل المدنيين في صيدا.
نفى جيش الثورة التابع للجبهة الجنوبية في الجيش الحر كافة الشائعات التي يروج لها نظام الأسد بخصوص مبايعة قرى وبلدات المحررة بريف درعا لتنظيم الدولة.
وأشار جيش الثورة عبر بيان أصدره أن آلة الكذب الإعلامية لمليشيات النظام المجرم لا تزال تروج الشائعات المغرضة، والتي كان أخرها أن مدينة طفس قد بايعت تنظيم الدولة.
وأكد الجيش عبر بيانه أن بلدات "المزيريب واليادودة وطفس وتل شهاب والعجمي وزيزون ومساكن جلين" الواقعة بريف درعا الغربي هي مناطق تحت سيطرته بالكامل.
وأبدى الجيش تحديه لقوات الأسد التي تلطخت أيديها بدماء السوريين في حال اقتربت من القرى المذكورة، مشددا على أن الجيش الحر "لا زال على العهد يضرب بيد من حديد وبقلوب ارتوت بالإيمان على جميع أعداء الشعب السوري العظيم".
وكان ناشطون في ريف درعا قد نفوا خلال الأيام الماضية كافة الإشاعات التي روّج لها نظام الأسد حول قبول الجيش الحر فك الحصار عن جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم الدولة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، بغية إرسالهم للجبهات لقتال قوات الأسد، منوهين إلى أن ذلك يندرج ضمن حملة التشويه والتضليل التي ينتهجها إعلام الأسد بحق الجيش الحر والثوار المطالبين بالحرية والكرامة.
أنهت القوات المسلحة التركية تسيير الدورية المستقلة الثامنة على طول الخط الفاصل بين منطقتي "عملية درع الفرات" شمال حلب و"منبج" شمالي سوريا، بالتنسيق مع نظيراتها الأمريكية.
جاء ذلك بحسب بيان نشرته رئاسة الأركان العامة التركية، اليوم الإثنين، على صفحتها الرسمية في موقع "تويتر".
وفي 28 حزيران، سير عناصر من الجيش التركي، دورية سابعة في منطقة منبج السورية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، على أطراف نهر ساجور الفاصل بين منطقة جرابلس الواقعة ضمن مناطق شمال حلب "درع الفرات"، وخط الجبهة لمنطقة منبج.
ومؤخرا، توصلت واشنطن وأنقرة إلى اتفاق على "خارطة طريق" حول منبج، تضمن إخراج عناصر تنظيم "واي بي جي " منها، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة، في وقت أعلنت رئاسة الأركان التركية أنها سيرت خمس دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة "عملية درع الفرات"، ومدينة منبج شمالي سوريا، وسيرت الدورية الأولى في ذلك التاريخ، ومن المنتظر أن يتواصل تسيير الدوريات في الفترة المقبلة.
وفي وقت سابق، طالب أبناء عشائر منبج وريفها في بيان مصور، بدخول الدولة التركية إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي، على غرار ما دخلت إلى إدلب، بهدف نشر الأمن وطرد عصابات الوحدات الشعبية، وتخليص المدينة وأهلها من الممارسات الاستبدادية والتعسفية والعنصرية بحقهم.
نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالاً لخبير أمني تناول فيه ما سماها "الشروط الإسرائيلية التي في حال تحققها ستسلم إسرائيل بانتصار بشار الأسد وعودة قواته للمنطقة الحدودية"، مع فلسطين المحتلة.
ورأى الخبير الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، أن تعزيز جيش الاحتلال الإسرائيلي لقواته على الحدود السورية، "يحمل رسالة لبشار الأسد وقواته تقول: "احذروا نحن جاهزون لكل إمكانية"، معتبرا أن "نشر القوات الإسرائيلية هو مثابة رسالة وعي وردع أكثر منها رسالة عسكرية".
وأوضح أن إطلاق هذه الرسائل الإسرائيلية، "يأتي على خلفية المعارك في جنوب شرق هضبة الجولان، في مثلث الحدود لكل من إسرائيل والأردن وسوريا"، مضيفا أنه "بمساعدة جوية وبغارات من سلاح الجو الروسي، تتقدم قوات الأسد ببطء وتسيطر على القرى في المنطقة"، وفق مانقل موقع "عربي 21".
ونوه ميلمان، إلى أن "استراتيجية جيش الأسد، هي فرض الاستسلام على القرى بلا قتال وتسليم السلاح الثقيل مقابل التعهد بألا يصاب المواطنون بأذى وأن يتمكنوا من العودة بسرعة لحياتهم الاعتيادية، وتعهد (عبر الروس) بأن لا يجند شبان القرى لجيش الأسد على الأقل في الأشهر الستة القادمة".
واعتبر أن "العائق الأكبر في طريق جيش الأسد للسيطرة التامة، هو عاصمة محافظة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن، ففي هذه المدينة التي يسيطر على نصفها الأسد والنصف الثاني الثوار؛ بدأ قبل سبع سنوات ونصف الاحتجاج الذي أدى للحرب الأهلية".
ولفت الخبير الأمني، إلى أن "الأسد ومعه الروس يحاولون ترتيب السيطرة على المدنية من خلال المفاوضات مع زعماء الثوار، ولكن في حال لم يتحقق هذا، فانهم سيتبعون التكتيك الوحشي للقصف من الجو ونار المدافع على التجمعات السكانية، وفرض الحصار والتجويع، وهذه هي الطريقة التي حققت النجاح في احتلال مدن أخرى مثل حلب".
ويتابع: "في ظل هذا الواقع المتشكك، تبدأ الخطوط الإسرائيلية الحمر بالتغير لما يتناسب مع ذلك"، مشيرا إلى أن "الموقف الرسمي لإسرائيل، والذي عبر عنه بيان الجيش أمس، هو أنه ليس لإسرائيل مصلحة في التدخل بالحرب الأهلية".
وبناء على هذا، "يسلم جهاز الأمن الإسرائيلي بالواقع الجديد الذي يفيد بأنه في غضون وقت غير بعيد - ربما بضعة أسابيع أو أكثر بقليل – سيعود جيش الأسد للسيطرة على كل الـ100 كيلومتر من الحدود مع إسرائيل؛ من الحمة في الجنوب وحتى جبل الشيخ في الشمال".
وبالتوازي مع ذلك، أشار الخبير إلى أن "قوة المراقبين والقوات التابعة للأمم المتحدة والتي تعد اليوم نحو ألف جندي، بدأت تعود بالتدريج لمواقعها، من أجل الإشراف على الاتفاق الذي وقع في 1974، والذي يتجدد منذئذ كل ستة أشهر".
وقال إن "إسرائيل لن تتدخل في الحرب وستسمح لجيش الأسد بالانتشار على الحدود طالما استوفيت الشروط التالية وهي: أن الجنود الإيرانيين وحزب الله والمليشيات الشيعية الخاضعة لقيادة وتحكم إيران، لن يقتربوا من الحدود لا كقوة منظمة ولا كمتسللين تحت غطاء جيش الأسد".
وأما الشرط الإسرائيلي الآخر، فهو "ألا يدخل جيش الأسد أسلحة ثقيلة؛ كالدبابات والمدافع والصواريخ وألا يطلق الطائرات في المناطق المجردة من السلاح، بفعل اتفاق 1974 الذي يحظر عليها عمل ذلك".
ويعترض كيان الاحتلال الإسرائيلي على التواجد الإيراني أو أي من ميليشياتها على حدود الأراضي المحتلة في الجولان المحتل وتتخوف من اقتراب هذه الميليشيات من تلك المنطقة، حيث تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية مؤخراً من تجاوز الخطوط الحمراء، إلا أنها سرعان ما تراجعت حدة تصريحاتها مؤخراً مع حديث عن صفقة روسية أمريكية بهذا الشأن.
قالت مصادر إعلامية من محافظة الرقة، إن قوات سوريا الديمقراطية"قسد" أفرجت اليوم عن قائد لواء ثوار الرقة، بعد تدخل شخصيات من التحالف الدولي والضغط على قيادة "قسد" للإفراج عن "أبو عيسى"، في وقت تواصل قواتها عمليات ملاحقة عناصر اللواء في ريف الرقة.
وكانت ذات المصادر "الرقة تذبح بصمت" أكدت في وقت سابق أن "قسد" غدرت بقائد "لواء ثوار الرقة" بعد الاتفاق الحاصل بين الطرفين لوقف الاشتباكات وقامت باعتقاله مع العشرات من عناصر اللواء، بعد أن كانت عرضت عليه الخروج من المدينة باتجاه منطقة الطبقة.
وبحسب المصدر فقد داهمت "قسد" التي تقودها الوحدات الشعبية مقرات اللواء في الفرقة 17 وفي مدينة الرقة وبلدات عدة في الريف، وقامت باعتقال العشرات من عناصر اللواء، كما قامت باعتقال قائده "أبو عيسى" بعد أن أمن لهم وفق المفاوضات التي حصلت بين الطرفين.
وتصاعدت مؤخراً حدة الخلاف بين اللواء وقيادة "قسد" في مدينة الرقة حيث أسفرت عن اشتباكات عنيفة بين الطرفين في عدة أحياء ضمن مدينة الرقة، وسط حشود من الطرفين، ودعوات من قبل لواء ثوار الرقة لأهالي المدينة للوقف معه ضد الهجوم الذي تشنه ميلشيا قسد على اللواء، بعد توتر كبير بين الطرفين.
وفي نيسان الماضي اندلعت اشتباكات مماثلة، دفعت التحالف الدولي للتدخل بين الطرفين وحل الإشكالات بينهما في مدينة الرقة إلا أن استمرار "قسد" على ممارساتها بحق المدنيين والمكون العربي تحديداً وعناصر اللواء أعاد الملف للواجهة من جديد وصولاً للصدام.
وتتمثل الحرب الباردة بين الطرفين في محاولات "قسد" المستمرة للهيمنة وكسر كل صوت يخالف أو يعترض على أعمالها أو توجهاتها، مع تنامي تخوفها يوماً بعد يوم من تحول المكون العربي لقوة عسكرية تواجهها أو تنافسها في مرحلة ما لاحقة، لذلك تعمل بشكل دائم التعرض للواء وعناصره على حواجزهم وفي مناطق تواجدهم.
وتتخوف "قسد" من تمكن اللواء من تمكين قواه ونفوذه داخل مدينة الرقة، وبالتالي سيكون نداً قوياً لها لما يتمتع به من شعبية كبيرة في أوساط المكون العربي، لذلك حاولت استبعاده من معركة السيطرة على المدينة، كما أن الخلاف بين الطرفين يعود لبدايات تشكل قوات قسد.
وبدأ الصراع بين الطرفين بعد إعلان تشكيل قوات سوريا الديمقراطية وظهور الوحدات الشعبية الكردية كموجه رئيسي لهذه القوات مع وجود ذات الفصائل التي كانت ضمن غرفة "بركان الفرات" ضمن هذه القوات مع غياب تشكيل عربي فاعل في ريف الرقة وهو جبهة ثوار الرقة والعشائر العربية الملتفة حولها.
وتتالت الأيام لتدخل قوات سوريا الديمقراطية مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بعد انسحاب تنظيم الدولة منها لتبدأ الصراعات بين المكونات العربية الأصيلة في هذه المدينة وبين المكون الكردي القادم من منطقة القامشلي وعين العرب، ليفرض قراراته ويجعل من مدينة تل أبيض إدارة ذاتية جديدة تتبع لمقاطعة الجزيرة في الحسكة الأمر الذي رفضته جبهة ثوار الرقة وطالبت بتشكيل إدارة مدنية لإدارة مدينة تل ابيض بإشراف جميع القوى.
وتجدر الإشارة إلى أن لواء ثوار الرقة من أوائل الألوية التابعة للجيش السوري الحر شكل في مدينة الرقة قبيل تحريرها من قوات الأسد وعمل ضمن صفوف عدد من الفصائل الكبرى ثم تعرض للتهجير والملاحقة بعد سيطرة عناصر تنظيم الدولة على محافظة الرقة ودارت بين الطرفين عشرات المعارك تمكن خلالها اللواء من استعادة السيطرة على منطقة سلوك وعين عيسى واللواء 93 وأخيراً مدينة الرقة.
تتعدد الخيارات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والإنسانية أمام الأردن، في مواجهة الحرب الدائرة في الجنوب السوري، بين قوات الأسد المدعوم بالقوات الروسية، والثوار في درعا وقراها.
ويتمسك الأردن الرسمي منذ بدء الأحداث الأسبوع الماضي بخيارين مهمين: مفاوضات بين قوى المعارضة والقوات الروسية للوصول لوقف إطلاق النار والقتل والتدمير، وإغلاق حدوده أمام اللاجئين الهاربين من آلة القتل اليومية، مقابل تقديم مساعدات إغاثية وطبية.
واستطاع الأردن الرسمي جمع الطرفين في جولات من المفاوضات التي لم تصل لحل يرضي الطرفين.
وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي للحكومة الأردنية جمانة غنيمات قالت في تصريح للجزيرة نت إن خيارات الأردن تتمثل في استمرار المفاوضات بين المعارضة والروس للوصول لوقف الأحداث الدموية الجارية.
وأكدت أن ثمة بوادر إيجابية في المفاوضات، دون أن توضح لأنها ليست مطلعة على تفاصيل المفاوضات والتوافقات.
وأضافت غنيمات أن هذا الملف متابع متابعة حثيثة من السياسيين والأمنيين والعسكريين الأردنيين.
وحول إغلاق الحدود الأردنية أمام اللاجئين، قالت غنيمات إن إغلاق الحدود سببه أن الأردن لم يعد يتحمل مزيدا من اللجوء، وهناك مجموعات إرهابية تترصد بالمملكة بين الضحايا واللاجئين ستدخل للمملكة في حالة الفوضى.
وبينت أن الأردن مدرك لدوره الإنساني تجاه الأشقاء السوريين الهاربين من القتل والتدمير، ومنذ نهاية الأسبوع الماضي بدأ الأردن إيصال مساعدات غذائية وإغاثية للاجئين المحاصرين، وتم إنشاء مستشفى ميداني يضم غرفة عمليات وغرفة "أي سي يو"، و12 سريرا، ويجري العمل على إنشاء مستشفى ميداني آخر. وأشارت إلى تقديم العلاج لـ12 حالة مرضية بعضهم عاد إلى وطنه، وبعضهم أرسل لمستشفى الرمثا لاستكمال العلاج.
وشددت على أن الأردن يواجه الملف الإنساني وحيدا لغياب المجتمع الدولي وهيئات الإغاثة الدولية والأممية، وبات الأردن الجهة الوحيدة للتخفيف عن السوريين.
وفي تصريح للجزيرة نت أشار المحلل السياسي عمر عياصرة إلى أن الأردن يواجه هذه الأزمة وظهره مكشوف؛ فأميركا غائبة عن المشهد، والروس هم اللاعب الوحيد والأهم فيها، والمنظمات الأممية الإغاثية غائبة عن تقديم المساعدات.
وتابع أن الأردن أمام خيارين: الخيار السياسي ويتمثل في مساعدة الفصائل المسلحة على الاستسلام وليس على وقف القتال، لأن الأردن عنده قناعة بأن المعركة ستحسم لصالح الروس وقوات النظام واستعادة معبر نصيب والمواقع الحدودية.
وبين أن الحديث اليوم عن تسوية سياسية قائمة على وقف إطلاق نار وهدنة، بمعنى استسلام فصائل المعارضة ونقلها إلى إدلب، مؤكدا أن هدف الأردن إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن.
والخيار الثاني -بحسب العياصرة- يربطه الأردن الرسمي بالأمن الوطني، فممنوع فتح الحدود واستقبال اللاجئين داخل حدوده، وعدم وجود تفريغ ديموغرافي، وعدم الدخول في أزمة سياسية اقتصادية أمنية جديدة ترهق المملكة.
بدوره، اعتبر المحلل العسكري فايز الدويري في حديث للجزيرة نت أن خيارات الأردن العسكرية محدودة لأن اللاعبين الأساسيين في المعركة هم "روسيا وأميركا وإسرائيل".
وأشار "الدويري" إلى أن هناك اتفاقا ثلاثيا بينهما يمثل وجهة النظر الإسرائيلية، تمكن قوات الأسد من العودة للمناطق الحدودية مع الأردن، مقابل إبعاد المليشيات الشيعية وإيران أربعين كيلومترا عن الحدود.
وتابع أن الأردن لا يعارض عودة النظام للمعابر والحدود في الجانب الآخر، بل يسعى لفتحها، مما يشير إلى نقاط لقاء بين الطرفين. وفي المقابل هناك نقاط خلاف تتمثل في اللاجئين الذين تتدفق أعداد كبيرة منهم على الحدود وتشكل هاجسا للأردن.
وبين أن الأردن يسعى بكل قوته لحل المعركة "بالطرق السلمية والمفاوضات للوصول إلى تسويات غير مذلة للمعارضة السورية"، خاصة أن روسيا لا تعرض مصالحة بل تعرض استسلاما، ومصرة على حسم المعركة، والأردن ليست لديه وسائل ضغط على أطراف الحرب.
واستبعد الدويري أي تدخل عسكري للقوات المسلحة الأردنية في المعركة، والبقاء على الحياد، متوقعا ألا تطول المعركة لأشهر، بل سيتم حسمها خلال أيام أو أسابيع قليلة.
زار وفد أمريكي رفيع، اليوم الاثنين، مدينة منبج شمالي سوريا، برفقة ضباط كبار من قوات التحالف الدولي، للاطلاع على أوضاع المدينة من جوانبها المختلفة، بعد أيام من زيارة وفد مماثل.
وقالت مصادر مطلعة من منبج لـ (باسنيوز)، إن «الوفد الأمريكي ضم السيناتور ليندسي غراهام، والسيناتور سينثيا شاهين، برفقة ضباط كبار من قوات التحالف الدولي، من بينهم الجنرال بول فونك، قائد القوات الخاصة الأمريكية في سوريا والعراق، والجنرال جيمس جيرارد، قائد العمليات الخاصة لقوات التحالف، حيث كان في استقبالهم كل من الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في منبج فاروق الماشي، والرئيس المشترك لحزب سوريا المستقبل إبراهيم القفطان، وقياديين في مجلس منبج العسكري».
ووفق تلك المصادر، فإن «الوفد قام بجولة في أسواق المدينة للاطلاع على الأوضاع من مختلف الجوانب».
وبصدد الزيارة، قال مصدر قيادي كوردي لـ (باسنيوز): «لمنطقة منبج أهمية كبيرة لدى قوات التحالف الدولي، حيث أمدت الولايات المتحدة الأمريكية منبج بكل احتياجاتها منذ تحريرها من تنظيم داعش لأهميتها الإستراتيجية».
وأوضح المصدر أن «زيارة الوفد الأمريكي أيضاً لها علاقة بالتفاهم الأمريكي التركي الأخير حول منبج».
وكان وفد رسمي من قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية قد زار قبل أيام مدينة منبج شرقي حلب للتباحث مع مجلس منبج العسكري بشأن الاتفاق الأخير بين أمريكا وتركيا.
وأمس الأول من تموز، سيرت القوات المسلحة التركية الدورية المستقلة السابعة على طول الخط الفاصل بين منطقتي شمال حلب "عملية درع الفرات" و"منبج" شمالي سوريا، بالتنسيق مع نظيراتها الأمريكية.
قال المتحدث باسم مركز الإعلام الأمني، العميد يحيى رسول، اليوم الاثنين، إن العراق وضع خطة تحد من تسلل من وصفهم بـ "الإرهابيين" من سوريا إلى العراق بنسبة.
وأوضح رسول لـRT الروسية أن "العراق يحاول تأمين حدوده من خلال الأسلاك الشائكة وعمليات الاستطلاع الجوي، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة على طول شريطه الحدودي مع سوريا".
وأضاف: "هناك تواجد لعناصر تنظيم الدولة في مناطق أعالي الفرات، وهؤلاء يشكلون خطراً على الحدود العراقية، لذا وضعنا خطة واستخدمنا آليات جديدة لمنع تسللهم أو الحد منه".. "الخطة كانت من جانب الحدود العراقية فقط، وإذا وجدنا حاجة لوضع خطة مماثلة لحدودنا مع دول أخرى سنضعها".
وتشهد الحدود العراقية - السورية عمليات تسلل يومي من قبل عناصر تنظيم الدولة من المدن السورية باتجاه العراق.