حلل فريق من الباحثين الألمان والسوريين في إطار "مشروع توثيق الإرث الحضاري السوري" صوراً لأبنية متضررة في حلب بعناية فائقة، و قارنوها بصور أرشيف ملتقطة قبل اندلاع الحراك الثوري عام 2011، بهدف المساعدة في إعادة بنائها يوما ما، بعد 8 سنوات من الحرب المستمرة.
وسمح هذا العمل الدؤوب الذي تموله الدبلوماسية الألمانية جزئياً، بتصنيف رقمي للمباني الأثرية الكثيرة المدمرة، وتلك التي صمدت رغم أهوال الحرب والقصف.
ويبحث الفريق عن البيانات الخاصّة بالأبحاث على نطاقٍ واسع ورقمنتها ومن ثم وضعها في المجمع الرقمي الخاصّ بالأبحاث، التابع لمعهد الآثار الألماني، حيث تدار بشكل موحّد، ومن ثم تأمينها بشكل مُستدام.
وشهدت مدينة حلب منذ صيف العام 2012 وحتى نهاية العام 2016 معارك عنيفة، وتعرضت أحيائها الشرقية للقصف والحصار الخانق. وتشكل الصور والخرائط العائدة إلى ما قبل الحرب سنداً ثمينا في إطار مشروع إعمار معالم حلب القديمة على ما كانت عليه من قبل. وقد أدرجت حلب القديمة في قائمة التراث العالمي للبشرية التي تعدها اليونسكو عام 1986.
وتعرض هذه المحفوظات -إلى جانب صور حديثة تظهر الدمار اللاحق بالمدينة- أمام الجمهور من 28 شباط الماضي إلى 26 أيار الماضي، في متحف الفن الإسلامي ببرلين التابع لمتحف برجامون الشهير. ووُظف لاجئون سوريون كمرشدين ولجمع شهادات مواطنين لجؤوا بمئات الآلاف إلى ألمانيا منذ العام 2015.
ويقول مدير المتحف شتيفان فيبر "منذ أكثر من 100 عام نقيم علاقة خاصة مع سوريا"، وتشكل "غرفة حلب" وهي مائدة طعام كان يملكها تاجر ثري تعود لمطلع القرن الـ16، قطعة رئيسية في المعرض الدائم للمتحف.
ويؤكد فيبر -الحائز شهادة في الأدب العربي الحديث من جامعة دمشق- أن المشروع يهدف إلى المحافظة على الماضي مع رؤية إلى المستقبل من خلال جمع الأرشيف لتكون عملية إعادة البناء سريعة.
ويدرك مدير المتحف أن عودة حلب إلى سابق عهدها تحتاج إلى وقت طويل، موضحا أن على "السوريين أنفسهم أن يقرروا مصير تراثهم الثقافي مع ما نضعه في تصرفهم".
ولا يعد متحف برلين المساهم الوحيد في المشروع، إذ ثمة هيئات أخرى تشارك في قاعدة البيانات مثل جامعة كوتبوس التي وضعت خارطة دقيقة لحلب القديمة، وشركة ناشئة فرنسية أنجزت مجسمات ثلاثية الأبعاد لمواقع أثرية سورية مهمة.
وتكلفت الحرب التي أتمت عامها الثامن ما يصل إلى تكلفة ثلاثة عقود من التنمية الاقتصادية في البلاد، بحسب مراقبين. وقدرت الأمم المتحدة الأضرار بنحو 400 مليار دولار.
وبعد مرور أكثر من عامين على استعادة قوات بشار الأسد -المدعومة من روسيا وإيران- كامل حلب من قوات الثوار، لا يزال الكثير من مناطق المدينة في حالة خراب، والعديد من السكان في منازل غير مستقرة وغير آمنة.
وللمساعدة في إعادة الإعمار على نطاق أوسع، "أرسل المتحف بالفعل ملفًا في العام الماضي إلى اليونسكو التي نقلت عناصره إلى السلطات السورية"، بحسب كارين بويت، وهي مؤرخة في المشروع.
وشددت بويت على أن المبادرة ليس لديها "اتصالات مباشرة مع السلطات الرسمية"، ولكن فقط مع الباحثين والعلماء المعنيين.
ويسَّر الملف إطلاق مشروع إعادة إعمار رئيسي في آآب الماضي؛ يدور حول المسجد الأموي في حلب، وهو أحد أقدم المساجد في العالم الذي بدأ العمل في إعادة بناء مئذنته التي تعد جوهرة الفن الإسلامي المدمرة في أبريل/نيسان 2013.
قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، إن روسيا قامت بصياغة استراتيجية تدابير محدودة، لحماية مصالحها القومية، خارج الحدود، مشيراً إلى أن دراسة الخبرة المتراكمة في سوريا، سمحت بتحديد مجال عملي جديد في استراتيجية روسيا.
وقال غيراسيموف، الذي يشغل كذلك منصب النائب الأول لوزير الدفاع: "ويتضمن ذلك، تنفيذ المهام المتعلقة بحماية وتعزيز المصالح الوطنية الروسية، خارج أراضي البلاد، وذلك في إطار "استراتيجية العمل المحدود".
وأضاف غيراسيموف: "وفي أساس تنفيذ هذه الاستراتيجية، تقع عملية تكوين مجموعة قوات، مكتفية ذاتيا، على قاعدة أحد صنوف القوات في الجيش الروسي التي تتمتع بقدرة عالية على الحركة والمساهمة بشكل كبير في حل المهام القتالية المحددة لهذه المجموعة. في سوريا، لعبت القوات الجوية الفضائية الروسية، الدور الأساسي، خلال تكوين المجموعة القتالية الروسية هناك".
وأكد الجنرال، أن أهم "الشروط اللازمة لتحقيق ذلك، تكمن في تحقيق التفوق الإعلامي والمعلوماتي والمحافظة على ذلك، والاستعداد المتقدم المسبق، لأنظمة إدارة وتوجيه القوات، وضمان توفير الدعم المادي مختلف الجوانب، بالإضافة إلى نشر مجموعات القوات اللازمة بشكل سري وخفي".
وعززت روسيا في الآونة الأخيرة من قدراتها العسكرية الجوية والبحرية في سوريا، في سياق الاحتلال الذي باتت تنتهجه للأراضي السورية بعد أن مكنت النظام طيلة السنوات الماضية من المجازر التي ارتكبتها وعمليات التدمير والتهجير من استعادة زمام المبادرة والسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية وأنقذته منه السقوط.
واتخذت روسيا من الأراضي السورية خلال السنوات الماضية، ميداناً لتجربة أسلحتها المدمرة على أجساد الأطفال والنساء من أبناء الشعب السوري، فأوقعت الآلاف من الشهداء والجرحى بصواريخها القاتلة والمتنوعة، في وقت دمرت جل المدن السورية وحولتها لركان في سبيل تجربة مدى قدرة صواريخها على التدمير منتهكة بذلك كل معايير المجتمع الدولي الذي تعامى عن ردعها.
نفذت هيئة تحرير الشام اليوم السبت، حكم الإعدام بحق عناصر منتمية لخلايا تابعة لتنظيم داعش، في موقع التفجير الانتحاري الذي استهدف قيادات للهيئة في مدينة إدلب يوم أمس بمطعم "فيوجن".
وأكدت مصادر محلية لشبكة "شام" أن عناصر من الهيئة نفذت الإعدام رمياً بالرصاص بحق تسعة من عناصر داعش، كرد على العملية الانتحارية يوم أمس، والتي أسفرت عن مقتل عدد من كوادر الهيئة وإصابة أخرين.
وأكدت مصادر عسكرية في وقت سابق لـ "شام" أن هناك حرباً مستعرة بين الهيئة وعناصر داعش الموجودين في إدلب والذي يقودهم قيادي معروف باسم "أبو خالد كازو" وهو الذي قام بتدبير علميات استهداف مقرات الهيئة غربي مدينة إدلب وتفجير دوار المطلق وتفجير حي القصور بمدينة إدلب.
وكانت ردت الهيئة على كل عملية نفذها "كازو" الرأس المدبر لتنظيم داعش والمختفي في إدلب، بإعدام عناصر منتمين للتنظيم اعتقلتهم في عملياتها الأمنية التي نفذتها لملاحقة خلايا التنظيم، ليعاود التنظيم تنفيذ عملية جديدة ضد الهيئة تستهدف امنيين فيها كما حصل في تفجيرات القصور والمطلق.
وفي 20 كانون الثاني، نفذ الجناح الأمني في هيئة تحرير الشام، حكم الإعدام بحق اثني عشر شخصاً، قال إنهم من عناصر الخلايا الأمنية التابعة لتنظيم داعش في موقع التفجير الذي استهدف مقراً لهيئة تحرير الشام جنوب مدينة إدلب على حاجز المطلق، والذي راح ضحيته قرابة 12 عنصراً من كوادر الهيئة، جميعهم من قوات النخبة التي تلاحق خلايا التنظيم وتتولى عمليات مداهمة مقراتهم.
وفي العشرين من شهر أيلول من العام الماضي، نفذت هيئة تحرير الشام، حكم الإعدام رمياً بالرصاص بحق خمسة عناصر من خلايا تنظيم الدولة بريف حلب الجنوبي، كانت ألقت القبض عليهن في عمليات أمنية، وأثبتت تورطهم بعمليات التفجير والاغتيال في المحرر.
وفي 16 تموز من العام الماضي، نفذت هيئة تحرير الشام حكم الإعدام رمياً بالرصاص، بحث ثمانية من عناصر خلايا تنظيم الدولة والذين قامت باعتقالهم خلال عملياتها الأمنية في ريف إدلب، ونفذت الحكم في إحدى المزارع القريبة من مدينة سرمين بريف إدلب.
وفي 22 حزيران من العام الماضي، أعلنت هيئة تحرير الشام، إلقاء القبض القيادي في تنظيم الدولة "سعد الحنيطي" في مدينة الدانا، والحنيطي أردني الجنسية من اتباع "أبو محمد المقدسي" ومن منظري التيار السلفي الجهادي في الأردن.
وفي الأول من حزيران من العام الماضي، نفذت القوة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام، حكم الإعدام رمياً بالرصاص لاثنين من عناصر الخلايا الأمنية التي تقوم على تنفيذ الاغتيالات والتفجيرات في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي.
وتنشط خلايا تنظيم الدولة في ريف المحافظة، تقوم بتنفيذ عمليات تفجير واغتيال بحق مدنيني وعسكريين من فصائل الثوار في المحافظة، قامت الهيئة وفصائل أخرى بعدة عمليات أمنية واسعة طالت العشرات من تلك العناصر وقبضت على مسؤولين قياديين فيها.
أدان اتحاد الإعلاميين السوريين الإجراءات التعسفية، والتعامل غير القانوني مع الصحفيين والإعلاميين، على خلفية اعتقال الناشط الإعلامي "باسل عز الدين" من قبل فصيل "جيش الشرقية" في مدينة عفرين شمال حلب في 24 شباط الماضي، دون أمر من المحكمة المتواجدة في المدينة أو قرار رسمي من قوات الشرطة والأمن العام الوطني".
وأكد الاتحاد في بيان له أن اعتقال الناشط جرى دون الرجوع للاتحاد أو الحصول على إذن رسمي من الجهات المختصة، في وقت بدأت تتوضح فيه معالم دولة المؤسسات الحرة والمستقلة، التي يتطلع لها السوريين.
ولفت إلى أن الفصيل المنضوي تحت راية الجيش الوطني، اتهم عز الدين وهو من نشطاء مدينة الرستن، بالتعامل مع قناة "روسيا اليوم" وتزويدها بمقطع فيديو يظهر التفجير الإرهابي الذي حصل في مدينة عفرين في 21 شباط/فبراير.
وأشار البيان إلى أن "وكالة قاسيون" التي يعمل لصالحها الناشط باسل، كانت قد أخلت مسؤوليته الكاملة من مسألة عرض الفيديو على قناة "روسيا اليوم"، وأوضحت في بيان لها أنها وكالة مرخصة من قبل وزارة الإعلام التركية ومقرها في مدينة غازي عنتاب، وأنها قامت بتزويد المقطع وغيرها من المقاطع لجهة إنتاج أخرى دون تزييف أو تعديل على محتوى المقاطع وبدورها تقوم شركة الإنتاج بعرضه على القنوات العربية والأجنبية الأخرى بحسب اتفاق بينهما.
ودعا البيان الجهات المختصة للتنسيق مع اتحاد الإعلاميين السوريين فور حصول أي شكوى أو قضية تخص أحد الإعلاميين العاملين في المناطق المحررة، كما طالب الفصائل الثورية بالابتعاد عن التصرفات الفردية غير المسؤولة، دون مراعات توجيهات الجهات المعنية بالأمر.
قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" إن "التقارب الحاصل بين السلطة الفلسطينية والنظام السوري يشبه عناق المعزولين وهما "بشار الأسد ومحمود عباس"، في ظل أن الأخير سيزور دمشق في الأسابيع القادمة، ويلتقي بالأسد بعد قطيعة طويلة، مما قد يمنح شرعية فلسطينية لما قام به الأخير ضد شعبه، رغم معارضة الشارع الفلسطيني لهذه الخطوة".
وأضاف يوني بن مناحيم في مقاله الذي نشره المعهد المقدسي للشؤون العامة، وترجمته موع "عربي21" أن "سلوك عباس هو النمط السائد في الدول العربية التي تحكمها الأنظمة الدكتاتورية، ولا تحمل احتراما للرأي العام في شعوبها، لأنه منذ اندلاع الثورة الشعبية السورية قبل ثماني سنوات جمدت الجامعة العربية عضوية سوريا فيها، وعدد من الدول قطعت علاقاتها السياسية معها".
وأوضح أن "الأسد تحول اليوم عضوا شرعيا جديدا في المنظومة العربية بفعل الدعم العسكري الذي حصل عليه من روسيا، وباتت الدول العربية تظهر براغماتيه أكثر تجاهه، وتعمل على ضم سوريا من جديد إلى الجامعة العربية، وترميم علاقتها معه، وباتت القناعة المتوفرة لدى الدول العربية أن الأسد باق في منصبه إلى زمن طويل".
وأشار إلى أن "الأسد يحظى بدعم واسع من الروس والإيرانيين، وقد أعاد سلطته إلى الأراضي السورية تقريبا، وبعد أن قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة سوريا، ها هو عباس اليوم يستعد ليكون الرئيس العربي الثاني الذي يزورها".
ونقل عن "أوساط نافذة في فتح تأكيدهم أن عباس سيزور العاصمة السورية بمرافقة وفد قيادي رفيع المستوى، بعد أن زارها عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مبعوثا عن عباس، وافتتح فرعا للتلفزيون الفلسطيني الرسمي في دمشق، واعتبر حينها أن التقارب السوري الفلسطيني سيترك آثاره على القضية الفلسطينية".
وأضاف أن "هذا التقارب بين عباس والأسد يحصل وسط قطيعة سورية مع حماس منذ بدء الأزمة السورية، ودفعت خالد مشعل زعيم الحركة آنذاك لنقل مقر قيادة الحركة من سوريا إلى قطر، فيما حافظت السلطة الفلسطينية على موقف محايد تجاه كل الأنظمة العربية التي عاشت أحداث الربيع العربي".
وأوضح أن "عباس يسعى من زيارته القادمة إلى دمشق لتحسين وضعه في العالم العربي، كما أن الأسد ذاته يعاني من عزلة عربية، مما يعني أننا أمام مصلحة مشتركة للرجلين، فقد قرأ عباس جيدا التطورات في العالم العربي، وهو يرى أن إيران تحاول التوسط بين الأسد وحماس، لكنه يريد مسابقة الحركة، لأنه يعلم جيدا أن مصالحة الأسد وحماس مسألة وقت".
وختم بالقول إن "الشارع الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية غير راض من خطوات عباس تجاه الأسد، لأنه يعتبرها جائزة للأخير على ما قام به ضد شعبه، لكن زيارة عباس تعني أنه انضم لباقي الزعماء العرب الذين احتضنوا من يسفكون دماء مواطنيهم العرب".
قال مندوب نظام الأسد الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن موسكو "لم تفاتح دمشق بعد" بشأن مجموعة دولية جديدة حول أزمة سوريا، والتي كشف عنها بوتين بعد لقائه مع نتنياهو قبل يومين، معتبراً أن لا مكان لـ "إسرائيل" في هذه المجموعة.
وأوضح الجعفري في حوار على قناة "الميادين" إلى أنه 'لم تحدث أي مناقشة مباشرة بين موسكو ودمشق" حول فكرة تشكيل مجموعة دولية جديدة، مضيفا أن موسكو بلا شك ستفاتح دمشق بشأن أي مجموعة جديدة، وعندما ستناقش العاصمتان ذلك، "ستصلان بحكم العلاقات الممتازة بينهما إلى قراءة مشتركة متوازنة" وفق تعبيره.
وكان ذكر مصدر حكومي إسرائيلي رفيع في أعقاب الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، أن روسيا وإسرائيل ستشكلان فريق عمل بمشاركة عدد من الدول لدراسة مسألة إبعاد القوات الأجنبية من سوريا.
وكان أبدى مجلس سوريا الديمقراطية استعداده لبحث الاقتراح الروسي بشأن تشكيل مجموعة عمل لتثبيت الاستقرار النهائي في سوريا بعد النصر على تنظيم "داعش"، بعد تعليق على فكرة كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتعلق بتشكيل إطار يتولى مهمة تثبيت الاستقرار في سوريا، بما يشمل خروج القوات الأجنبية والحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
أكد مسؤول أميركي رفيع أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تستعد لإصدار عقوبات جديدة ضد «حزب الله» اللبناني، وأنها ستناقش مخاوفها من تزايد سيطرته على الحكومة مع المسؤولين اللبنانيين، نافياً أن يكون هناك أي استهداف للجيش اللبناني.
وقال ماثيو ليفيت مدير برنامج «ستاين» لمكافحة الإرهاب والاستخبارات وكبير الباحثين في معهد واشنطن في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»، إن الإجراء الذي اتخذته سويسرا منفصل تماماً عن القرار البريطاني. وأضاف أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور لكنها رحَّبت بالقرار البريطاني، الذي كان من المفترض أن يصدر قبل ذلك بكثير.
وأضاف: «هناك جهود من الولايات المتحدة للحصول على دعم الحلفاء لاحتواء أنشطة إيران المزعزعة، ليس فقط ضد برنامجها النووي ولكن أيضاً دورها في المنطقة وبرامجها الصاروخية».
وبالنسبة إلى لبنان، توقّع ماثيو ليفيت صدور قرارات جديدة من دول أخرى وجولة ثانية من العقوبات الدولية التي ستستهدف «حزب الله» من الآن فصاعداً. وأضاف أن تطبيق اتفاقية «هافتا» الخاصة بمكافحة تبييض الأموال سيكون محط متابعة، وهناك كثير من أعضاء الكونغرس يتحدثون عن لائحة جديدة من العقوبات.
والفكرة هنا أنه ينبغي جعل الأمر أكثر صعوبة على «حزب الله» عند استخدام النظام المالي اللبناني. وهذا سيؤدي إلى فرض عقوبات على أي شخص متورط مع الحزب أو يساعده، معتبراً أن الهدف هو حماية النظام المصرفي من ممارسات واعتداءات «حزب الله»، كما حصل مع البنك اللبناني الكندي.
وأضاف ليفيت أن القرار البريطاني لا يتعارض مع علاقات لندن وبيروت. وبريطانيا لديها علاقات دبلوماسية متينة، بما فيها مع سياسيين من «حزب الله». لكن تصنيفه منظمةً إرهابيةً سيؤدي إلى جعل الأمور أكثر صعوبة عليه للقيام بالنشاطات والمظاهرات في لندن وجمع الأموال.
وأوضح ليفيت: «حتى الآن، لبنان ليس (حزب الله)، لكن الحزب يعمق من إمساكه بالقرار السياسي فيه وبالهيمنة على مؤسساته، وهو الآن يدير وزارة الصحة، إحدى الوزارات المهمة جداً، لكن هذا لا يعني أن اتخاذ الإجراءات ضده يستهدف لبنان واللبنانيين عموماً». مقلاً من أثر تلك العقوبات على الاقتصاد اللبناني قائلاً إنه يعاني في الأصل من مشكلات عميقة.
وكان "حزب الله" رفض، الجمعة، بشدة مشروع القرار البريطاني بإدراجه على ما يسمى "لائحة المنظمات الإرهابية"، مؤكدا أنه "لا يحق لأي دولة في العالم تحتضن الإرهاب وتموله وتدعمه أن تتهم "حزب الله" أو أي حركة مقاومة بالإرهاب".
واعتبر في بيان أن "هذا القرار يمثل انصياعا ذليلا للإدارة الأمريكية، ويكشف أن الحكومة البريطانية ليست سوى تابع في خدمة السيد الأمريكي، تستجلب العداء مع شعوب المنطقة إرضاء لحكام واشنطن على حساب مصالح شعبها ودورها ووجودها في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي".
يذكر أن الحكومة البريطانية أعلنت، الأربعاء الماضي، أنها تعد لمشروع قرار لطرحه على البرلمان يحظر "حزب الله" اللبناني بالكامل، ويضعه على قائمة التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك الحزب السياسي.
أبدى مجلس سوريا الديمقراطية استعداده لبحث الاقتراح الروسي بشأن تشكيل مجموعة عمل لتثبيت الاستقرار النهائي في سوريا بعد النصر على تنظيم "داعش"، بعد تعليق على فكرة كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتعلق بتشكيل إطار يتولى مهمة تثبيت الاستقرار في سوريا، بما يشمل خروج القوات الأجنبية والحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
و قال ممثل المجلس في واشنطن بسام إسحاق في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية أمس الجمعة: "نحن منفتحون لبحث أي اقتراحات مع المسؤولين الروس"، معتبراً أن : "روسيا تعتبر قوة سياسية هامة في سوريا، وقمنا بأكثر من زيارة لموسكو"، موضحا أن روسيا تلعب دور وسيط في اتصالات مجلس سوريا الديمقراطية مع دمشق، بينما تلعب الولايات المتحدة ذات الدور في اتصالاته مع أنقرة".
وأضاف إسحاق: "نتطلع بفارغ الصبر إلى مواصلة التعاون مع كافة الأطراف، وهي روسيا والولايات المتحدة ولاعبون آخرون منخرطون في المسألة السورية".
وفيما يخص قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا ما عدا قوة محدودة "لحفظ السلام"، قال إسحاق: "كنا نعرف دائما أن الولايات المتحدة ستنسحب، ونحترم هذا القرار فعلا".
وأشار إلى أن الاتصالات بين مجلس سوريا الديمقراطية والأمريكيين لم تنقطع بعد صدور قرار الانسحاب، وأبدى تقييما إيجابيا لنية واشنطن إبقاء مجموعة من عسكرييها داخل سوريا، حيث قال: "من المبكر للولايات المتحدة مغادرة المنطقة عسكريا، فنحن لا نزال نحتاج إلى دعم جوي لقوات سوريا الديمقراطية. لذلك نرى إبقاء قوات أمريكية وأوروبية في سوريا أمرا إيجابيا".
قال محمد كرماني، خطيب الجمعة في العاصمة الإيرانية، طهران، إن الزيارة الأخيرة التي قام بها "بشار الأسد"، تحمل رسالة مفادها "الأمن والاستقرار" على حد تعبيره، لافتاً إلى أن "الدول العربية قدّمت مقترحات مغرية جداً لبشار الأسد ليبتعد عن إيران ومنها مقترح تقديم 200 مليار دولار وضمان مواصلته للحكم هو واُسرته".
وأضاف كرماني وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، قائلا: "الرئيس بشار الاسد لم يستبدل استقلال بلاده وكرامة الشعب والعلاقات المتينة والاستراتيجية مع إيران بالمال، فضلاً عن عدم استسلامه أمام التهديدات الأمر الذي جعل سماحة قائد الثورة يستقبله بهذه الطريقة وبهذه الحفاوة".
ولفت كرماني إلى أن الزيارة حملت "رسالة واضحة موجهة للكيان الاسرائيلي وحلفاء الولايات المتحدة الامريكية مفادها بأنّ إيران متواصلة الحضور في سوريا ولا تأثير للتطميع والتهديد والضغوط المتعددة الجوانب الممارسة من جانبهم للتأثير على القرار الإيراني".
وأشار إلى أن : "زيارة الرئيس الأسد كانت الاولي له خلال 8 سنوات، سوى تلك التي قام بها الي روسيا.. إنّ معارضي بشار الأسد كانوا يزعمون بأنه محاصر في دمشق وأنّ السماء السورية مسرحاً للمقاتلات الأمريكية وللدول الغربية، فضلاً عن مزاعمهم بأن سماء سوريا موضع رصدها ومراقبتها الاستخبارية تقوم خلالها بتوظيف أقمار صناعية للإشراف التام"، وفق تعبيره.
أدانت حكومة نظام الأسد في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، القرار البريطاني بإدراج ميليشيا "حزب الله" اللبناني على لائحة التنظيمات الإرهابية، معتبرة أن هذا يشكل دليلا على "العداء التاريخي المستحكم لبريطانيا ضد الأمة العربية".
واتهمت خارجية النظام في بيانها بريطانيا بأنها "عرابة تقسيم الوطن العربي عبر اتفاقية سايكس بيكو، كما أنها صاحبة وعد بلفور الذي أدى إلى اغتصاب فلسطين من قبل الصهاينة وتشريد الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني، وكانت دائما شريكا أساسيا في كل أشكال العدوان التي تعرضت لها الأمة العربية بدءا من العدوان الثلاثي على مصر وآخرها العدوان الثلاثي الغربي على سورية في نيسان (أبريل) 2018، والذي أكد تبعية بريطانيا للمشروع الأمريكي في المنطقة".
وكان "حزب الله" رفض، الجمعة، بشدة مشروع القرار البريطاني بإدراجه على ما يسمى "لائحة المنظمات الإرهابية"، مؤكدا أنه "لا يحق لأي دولة في العالم تحتضن الإرهاب وتموله وتدعمه أن تتهم "حزب الله" أو أي حركة مقاومة بالإرهاب".
واعتبر في بيان أن "هذا القرار يمثل انصياعا ذليلا للإدارة الأمريكية، ويكشف أن الحكومة البريطانية ليست سوى تابع في خدمة السيد الأمريكي، تستجلب العداء مع شعوب المنطقة إرضاء لحكام واشنطن على حساب مصالح شعبها ودورها ووجودها في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي".
يذكر أن الحكومة البريطانية أعلنت، الأربعاء الماضي، أنها تعد لمشروع قرار لطرحه على البرلمان يحظر "حزب الله" اللبناني بالكامل، ويضعه على قائمة التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك الحزب السياسي.
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم إنَّ ما لا يقل عن 246 مدنياً بينهم واحد من الكوادر الإعلامية وستة من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني تمَّ توثيق مقتلهم في شباط 2019 على يد جميع الأطراف، إضافة إلى 29 شخصاً قضوا بسبب التعذيب.
سجَّل التقرير في شباط المنصرم مقتل 246 مدنياً، بينهم 54 طفلاً و50 سيدة (أنثى بالغة) يتوزعون إلى 108 مدنياً بينهم 31 طفلاً، و17 سيدة قتلوا على يد قوات النظام السوري. فيما قتلت التنظيمات المتشددة 22 مدنياً، قتل منهم تنظيم داعش 21 مدنياً، بينهم طفلان اثنان وثلاث سيدات. فيما قتلت هيئة تحرير الشام طفلاً واحداً.
وأحصى التقرير مقتل أربعة مدنيين بينهم طفل واحد على يد فصائل في المعارضة المسلحة. و18 مدنياً، بينهم أربعة أطفال وأربع سيدات على يد قوات سوريا الديمقراطية. كما وثَّق مقتل 17 مدنياً، بينهم أربعة أطفال وأربع سيدات نتيجة قصف قوات التحالف الدولي. ورصدَ التقرير مقتل 77 مدنياً، بينهم 11 طفلاً، و22 سيدة على يد جهات أخرى.
وذكر التقرير أنَّ من بين الضحايا خمسة من الكوادر الطبية قضى ثلاثة منهم على يد قوات النظام السوري وواحد على يد كل من قوات التحالف الدولي وجهات أخرى. كما أنَّ من بين الضحايا واحد من كوادر منظمة الدفاع المدني قضى برصاص مسلحين مجهولين. وواحد من الكوادر الإعلامية قضى بسبب التعذيب في مركز احتجاز تابع للنظام السوري.
ووفق التقرير فقد وثَّق فريق العمل في الشبكة في شباط مقتل 29 شخصاً بسبب التعذيب يتوزعون إلى 26 على يد قوات النظام السوري وواحد على يد كل من فصائل في المعارضة المسلحة، وقوات سوريا الديمقراطية وجهات أخرى.
وجاء في التَّقرير أنَّ ثمانِ مجازر تم توثيقها في شباط، كما سجَّل مجزرتين اثنتين على يد قوات النظام، ومجزرة واحدة على يد كل من قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، وأربعة مجازر على يد جهات أخرى.
طالب التَّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254، وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.
أطلقت الأمم المتحدة استعراض الاحتياجات الإنسانية في سوريا لعام 2019، في ظل استمرار احتياج 11.7 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والمأوى.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد الفتيات والفتيان السوريين غير الملتحقين بالمدارس يزيد عن المليونين. وقال إن الناس استنفدوا مواردهم، فيما يعيش أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.
وقال المكتب إن النزوح ما زال سمة مميزة للأزمة السورية، إذ يقدر عدد المشردين داخليا بـ6.2 مليون شخص، وعدد اللاجئين بأكثر من 5.6 مليون، لافتاً إلى تمكن الأمم المتحدة وشركاؤها من الوصول إلى حوالي 5.5 مليون شخص شهريا، خلال العام الماضي، بالمساعدات الإنسانية.
وناشد المكتب الجهات العاملة في المجال الإنساني، المانحين مواصلة دعمهم للخدمات المنقذة للحياة والحماية وسبل كسب الرزق لأكثر من 11 مليون شخص.