أفادت تقارير استخباراتية إسرائيلية بأن هجوم السبت على منطقة مصياف بريف حماة نفذ عبر البحر، على خلاف الهجمات السابقة التي شنها سلاح الجو، مضيفة أنه استهدف مصنعا لصواريخ "زلزال 2" الإيرانية.
وقال موقع "إنتل تايمز" الإسرائيلي إن الهجوم نفذ بواسطة صواريخ موجهة عبر البحر على بعد 250 كليو متر، لافتاً إلى أن الهجوم الذي وقع في الساعة 2:30 فجرا واستهدف عددا من المباني في مدينة مصياف كان على ما يبدو موجها ضد تقنيات النقل والإمداد والصواريخ الدقيقة التي بنيت على أطراف المدينة في ريف حماة.
وأضاف أنه وفقا للوثائق من الميدان فإن صواريخ إيرانية من نوع "زلزال 2" تم تدميرها خلال الهجوم بواسطة صواريخ كروز التي يصل مداها إلى حوالي 300 كيلومتر، وأشار إلى أن الصواريخ المدمرة تحمل رؤوسا حربية تصل إلى نصف طن وبعد إخضاعها لتحسينات تصبح دقيقة ويزداد مداها.
وذكّر التقرير بأن التلفزيون الإيراني كشف في سبتمبر 2018 عن مشروع لتطوير صواريخ "زلزال 2" وتحسين قدراتها وتحويلها من صواريخ عادية إلى دقيقة، مؤكداً أن إيران استغلت الانتخابات الإسرائيلية وفرغت شحنتين في سوريا بواسطة طائرة تابعة للحرس الثوري الإيراني عبر مطار تيفور العسكري في سوريا.
شن الطيران الحربي الروسي قبل منتصف الليل 13 غارة جوية على بلدتي أورم الجوز ومعترم وحرش بسنقول بريف إدلب الجنوبي.
وتركزت الغارات على الأوتوستراد الدولي بين مدينة أريحا وقرية بسنقول والذي يربط بين مدينتي اللاذقية وحلب.
وقال ناشطون أن الغارات لم تؤدّ لحدوث أضرار بشرية، حيث اقتصرت الأضرار على الماديات.
وكانت مدينة جرجناز وقرى وبلدات التمانعة والخوين والزرزور وشم الهوى ومغر الحمام والبريصة وأم الخلاخيل وسحال والفرجة بالريف الجنوبي تعرضت اليوم السبت لقصف بأكثر من 250 قذيفة مدفعية من قبل قوات الأسد، ما خلف أضرار مادية واسعة.
ويذكر أن الطيران الحربي الروسي لم يشن أي غارة جوية على الشمال السوري منذ أسبوع، حيث كانت آخر غارة شنها مساء السابع من الشهر الجاري على مدينة كفرزيتا وقرية الصياد بريف حماة الشمالي، وأدت لسقوط شهيد وجرحى.
وصف مسؤول كردي سوري جهود إبرام اتفاق سياسي بين قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، ونظام الأسد في دمشق، بالـ "متعثرة"، ملقيا باللوم على الطرف الروسي.
وجددت "قسد" جهود التفاوض بشأن اتفاق مع نظام الأسد في وقت سابق من هذا العام، في أعقاب قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من مناطق يسيطر عليها الأكراد في سوريا، على أمل أن تتوسط موسكو لإبرام اتفاق يحفظ لها وضع الحكم الذاتي.
لكن الوضع تغير بشدة منذ ذلك الحين، حيث قررت واشنطن إبقاء بعض قواتها، بينما أطلق نظام الأسد تهديدات جديدة بعمل عسكري يستهدف القوات التي يقودها الأكراد ما لم يخضعوا لحكمها.
وقال بدران جيا كرد، المسؤول الكردي المشارك في المسار السياسي، إن المحادثات لا تحرز أي تقدم وأضاف: الروس جمدوا تلك المبادرة الت كان من المفروض أن تقوم بها روسيا، وهي أصلاً لم تبدأ المفاوضات مع دمشق، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وصرح "جيا كرد" لـ«رويترز» في وقت متأخر الخميس: «ما زالت روسيا تدعي أنها تعمل على تلك المبادرة، ولكن دون جدوى».
وعلى عكس فصائل المعارضة التي حاربت الأسد في معظم أنحاء البلاد، فإن الجماعات الكردية الرئيسية ليست معادية له، وتقول إن هدفها هو الحفاظ على الحكم الذاتي ضمن الدولة.
ويعارض نظام الأسد مستوى الحكم الذاتي، الذي يسعى إليه الأكراد. وقال وزير الدفاع التابع لنظام الأسد الشهر الماضي إنه سيستعيد المنطقة التي يهيمن عليها الأكراد بالقوة، إذا لم ترضخ لسلطة الدولة.
ووفّر وجود القوات الأميركية للمنطقة التي يقودها الأكراد مظلة أمنية فعلية، في مواجهة الأسد، وتركيا المجاورة التي تعتبر الجماعات الكردية السورية الرئيسية تهديداً أمنياً لها.
وقال جيا كرد إن روسيا قدمت مصالحها مع تركيا على السعي لإبرام اتفاق مع دمشق.
وقال إن روسيا «لم تقم بدورها بعد أن التقت بالجانب التركي مراراً، وهذا ما دفع إلى انسداد طريق الحوار مع دمشق، وروسيا تتحمل المسؤولية التاريخية».
أصيب ثلاثة مدنيين بجروح بينهم حالتين بتر للأطراف جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات المعارك في منطقة العاليات ببلدة السوسة بريف ديرالزور الشرقي.
وقال ناشطون إن انفجار الألغام والعبوات الناسفة والذخائر في مناطق سيطرة تنظيم الدولة سابقاً بريف دير الزور الشرقي أدت لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية وسط تجاهل تام من قبل "قسد" والتحالف الدولي.
ولفتت شبكة "فرات بوست" أن "قسد" والتحالف لم يقومان حتى اليوم بإرسال بعثات مختصة بنزع الألغام على غرار محافظة الحسكة.
وشدد ذات المصدر إلى أن ما يجري حاليا من عمليات نزع للألغام التي زرعها التنظيم داخل المنازل ومخلفات المعارك تأتي بجهود محلية من السكان المدنيين من أجل العودة إلى منازلهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت استشهاد وجرح المئات من المدنيين جراء الانفجارات التي تخلفها الألغام وبقايا قصف الطائرات سابقا سواء في مناطق سيطرة "قسد" أو نظام الأسد.
انسحبت عدد من الآليات التابعة للتحالف الدولي من مدينة الشدادي جنوبي الحسكة إلى معبر سيملكا بريف مدينة المالكية على الحدود "السورية -العراقية".
وقال ناشطون في "شبكة الخابور" إن رتلاً للتحالف الدولي مكون من 15 شاحنة يرافقه عربات همر أمريكية، غادر من القاعدة الأمريكية في مدينة الشدادي ووصل معبر سيمالكا (فيش الخابور) تمهيداً لانسحاب جزءاً من القوات الأمريكية شرقي سوريا.
كما وصل إلى معبر سيمالكا رتلين آخرين، أحدهما يضم بقايا طائرات حربية من نوع (ميغ) واخرى مروحية تابعة لنظام الأسد تم جلبها من مطار الطبقة العسكري.
أما الرتل الثاني تكون من حوالي (300) مقاتل بالإضافة إلى عربات وناقلات جند ترافقها مروحيات عسكرية نقلت عدد من الجنود من قاعدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت عن انسحاب جزئي للجنود الأمريكيين في سوريا، موضحة أنها ستبقي على 400 جندي في التنف وشرقي سوريا.
أعادت قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا، السبت، 25 امرأة وطفلاً أيزيدياً جرى تخليصهم مؤخراً من قبضة تنظيم الدولة إلى منطقة سنجار العراقية، وفق مسؤول محلي.
وخلّصت قوات سوريا الديمقراطية، وفق مؤسسة "البيت الأيزيدي" 300 شخص من نساء وأطفال أيزيديين خلال الحملة الأخيرة التي طردت خلالها التنظيم من آخر جيب سيطر عليه في بلدة الباغوز بريف ديرالزور الشرقي.
وعلى هامش مؤتمر صحافي بقرية قزلاجوخ في ريف الحسكة الشمالي، قال مسؤول "البيت الأيزيدي"، زياد رستم، لوكالة فرانس برس: "اليوم نسلم 25 شخصاً هم 10 نساء و15 طفلاً إلى مجلس الأيزيديين في شنكال (سنجار)"، موضحاً أنه "سيتم إرسالهم إلى ذويهم".
وفي مقر مؤسسة "البيت الأيزيدي"، شوهد نساء ارتدين عباءات ملونة وأطفال يلعبون من حولهن، قبل أن يصعدوا على متن حافلات تقلهم إلى منطقة سنجار في العراق، حيث تعيش الأقلية الأيزيدية.
وقالت إحدى الشابات وتدعى جميلة حيدر (17 عاماً) لفرانس برس: "لا يزال مصير شقيقاتي الثلاث مجهولاً ولا أعلم عنهن شيئاً"، مشيرة: "أتمنى أن يلتم شملنا قريباً".
وتُعد الأقلية الأيزيدية رمزاً للمعاناة التي تسبب بها تنظيم الدولة خلال فترة سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق. وخطف التنظيم عام 2014 آلاف الفتيات والنساء خلال هجوم شنه على منطقة سنجار، كما قتل أعداداً كبيرة من هذه الأقلية.
وخلال الحملة العسكرية في الباغوز، شوهد مرات عدة نساء وأطفال أيزيديين بين المدنيين الخارجين من آخر جيب للتنظيم، قبل أن تسيطر قوات سوريا الديمقراطية عليه في الـ23 من آذار/مارس.
وأوضح رستم أن عدد الأيزيديين من نساء وأطفال الذين جرى تخليصهم في معركة الباغوز هم 300 شخص من أصل 850 خلصتهم قوات سوريا الديمقراطية منذ عام 2015 خلال معاركها المتعددة ضد "داعش".
ويقبع عدد من الأيزيديات وأطفالهن ممن خرجوا من الباغوز في مخيم الهول المخصص للنازحين وعائلات عناصر التنظيم، بحسب مسؤولين أشاروا إلى أن منهن من يخاف العودة إلى سنجار "بعد تخويفهم من قبل داعش أو خشية من عدم تقبل مجتمعهن لهن".
قالت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية اليوم السبت أن أكثر من 30 طفلا بريطانيا نشأوا تحت حكم تنظيم الدولة، موجودون الآن في مخيمات اللاجئين في سوريا، ومن بين هؤلاء، ثلاث بنات أخذتهم أمهن إلى سوريا منذ أربع سنوات، وذلك ضمن تقرير نشرته الصحيفة تحت عنوان "الأطفال البريطانيون في سوريا".
وجاء في المقال الذي كتبته جوزي أنسور من لبنان أن جدة البنات الثلاث شارلين جاك هنري عندما علمت من صحيفة ديلي تلغراف أنهن على قيد الحياة طالبت حكومة تيريزا ماي بجلبهن إلى بريطانيا، وعبرت شارلين، الممرضة البالغة من العمر 51 عاما عن سعادتها لأن حفيداتها على قيد الحياة، وقالت إن البنات بريطانيات ولدن في بريطانيا، وينبغي إعادتهن إلى البلاد.
وعثرت ديلي تلغراف على أسماء نيكول جاك، البالغة من العمر 32 عاما، وبناتها نعيمة تسع سنوات، وسمية سبع سنوات وخديجة خمس سنوات في سجل أحد المخيمات، ولم تعثر على اسم ابنها إسحاق وعمره 12 عاما ويخشى أن يكون قد مات.
وتقول شارلين إنه لا ينبغي أن تتحمل حفيداتها وزر الوالدين، وأن ابنتها غادرت بريطانيا مضطرة لأن زوجها علي هددها بأخذ الأطفال منها إن هي رفضت السفر معه، وتقول إنها سمعت أنهم قتلوا جميعا، قبل أن تطلع على تقرير ديلي تلغراف وفيه أسماء حفيداتها على قيد الحياة.
وتقول الصحيفة إن مراجعة سجلات مخيمات اللاجئين والمعلومات المتوفرة بينت أن أكثر من 30 طفلا بريطانيا موجودون حاليا في المخيمات السورية، وهو ضعف العدد الذي تم رصده سابقا.
ويعتقد أن 12 من هؤلاء الأطفال ولدوا في بريطانيا، أما البقية فهم بريطانيون من ناحية أمهاتهم.
وتقول الصحيفة إن هذه المعلومات تزيد الضغوط على الحكومة من أجل جلب هؤلاء الأطفال إلى البلاد وإنقاذهم مما هم فيه.
قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، إن دور إسقاط الأنظمة العربية سيصل إلى بشار الأسد، بعد نظيره السوداني عمر البشير.
وقال الأستاذ في العلوم السياسية عبر تغريدة له على حسابه في موقع تويتر: "بعد البشير، الدور على بشار"، ناشرا صورة الرئيسين، خلال زيارة البشير لدمشق في كانون أول/ ديسمبر من العام الماضي.
يشار إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت أحداثا متسارعة، بدأت باستقالة عبد العزيز بوتفليقة من رئاسة الجزائر، قبل أن يقوم قادة في الجيش السوداني بعزل عمر البشير واحتجازه، وتعيين عوض بن عوف بدلا منه بشكل مؤقت، إلا أن الأخير لم يلبث أكثر من 48 ليترك قيادة المرحلة الانتقالية لعبد الفتاح عبد الرحمن البرهان.
أثنى مسؤول في المفوضية الأوروبية السامية للمساعدات الإنسانية وإدارة الحماية المدنية (إيكو)، على سياسة تركيا تجاه اللاجئين، التي تستضيف 3.5 مليونا منهم، وجهودها لحل أزمتهم، مؤكدا أنها تستحق كل التقدير.
وجاء ذلك في تصريحات، أدلى بها "جان لويس دو برور"، مدير إيكو في أوروبا والشرق الأوسط، للأناضول، على هامش مشاركته في ندوة "روز – روث" الـ99 للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، والاجتماع المشترك، السبت.
وقال دو برور، أن سياسة "الباب المفتوح" التي انتهجتها تركيا تجاه اللاجئين السوريين، لا يوجد مثيل لها، مشيرا إلى إلى وجود الكثير من العمل للقيام به، من أجل المساعدة في حل مشاكل اللاجئين.
من جهة أخرى، أثنى دو برور، على منظمات المجتمع المدني التركية، التي تقدم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين، والبالغ عددها 60 منظمة، لافتا إلى الأهمية الكبيرة، للعمل الذي تقوم به هذه المنظمات، من أجل تحسين نوعية حياة اللاجئين.
وتستضيف ولاية أنطاليا، عاصمة السياحة التركية، خلال الفترة ما بين 10-12 أبريل/ نيسان الحالي، ندوة " روز – روث" الـ99 للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، والاجتماع المشترك لمجموعة البحر المتوسط والشرق الأوسط.
ويعرف الاجتماع مشاركة رؤساء البعثات الأجنبية، وممثلون عسكريون، وكبار موظفي الدولة، ونواب أتراك وأجانب.
تنتظر لندن وباريس أجوبة واشنطن عن عدد من الأسئلة كي تحددا مشاركتهما في قوات التحالف الدولي شمال شرقي سوريا، بعدما جدد الجيشان الأميركي والروسي العمل بمذكرة «منع الاحتكاك» في الأجواء السورية، في وقت تبلغت أنقرة فيه بتحذيرات أوروبية من مخاطر التوغل انفرادياً شرق نهر الفرات.
وبعد تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن قراره «الانسحاب الكامل والسريع» من سوريا في بداية العام، عقدت سلسلة اجتماعات غير معلنة ثنائية بين الأميركيين والأوروبيين، وجماعية شارك فيها ممثلو أميركا وتركيا وروسيا وأوروبيون وسوريون من شرق الفرات.
وبحسب معلومات نشرتها ـ«الشرق الأوسط»، فإن وزارة الدفاع (البنتاغون) ستبقي بمعنى أو آخر على أكثر من 400 جندي شرق الفرات وفي قاعدة التنف.
وتضغط واشنطن على حلفائها الأوروبيين والإقليميين للإبقاء على عمليات التحالف جواً والانتشار البري، لكن حلفاءها طرحوا على واشنطن سلسلة من الأسئلة، تتعلق بحجم المساهمة العسكرية المطلوبة، ومدى الالتزام الأميركي بالبقاء بسوريا، وتجنب مفاجأة مشابهة لتغريدة ترمب نهاية العام الماضي، عندما قرر فجأة «الانسحاب الكامل والسريع»، والغطاء الجوي والتفاهم مع الروس، والدور التركي شرق الفرات.
وبحسب المعلومات، فإن الجانب الأميركي حقق بعض التقدم في الإجابات، مثل تمديد مذكرة «منع الاحتكاك» مع روسيا، وتوفير الغطاء الجوي، والتزام أميركي «في المدى المنظور».
لكن العقدة تتمثل بدور تركيا شرق الفرات، إذ إن أنقرة تلوح بالتوغل، ونسخ تجربة «درع الفرات»، فيما ترى واشنطن إمكانية نسخ تجربة «خريطة منبج». وبعثت واشنطن ودول أوروبية بـ«رسائل تحذير» لأنقرة من أن «التوغل سيزيد تعقيد العلاقات مع الغرب، ويخلق فوضى شمال سوريا، تهدد الأمن القومي التركي».
ناقشت صحيفة "الشرق الأوسط" موقف محور "الممانعة" ممثلة بميليشيا حزب الله ونظام الأسد، حول قيام روسيا بتسليم رفات الجندي الإسرائيلي وقبلها الدبابة ومقتنيات كوهين، مشيرة إلى تجنّب محور «الممانعة» في لبنان بقيادة «حزب الله» الدخول في سجال مع روسيا ولو من باب تسجيل موقف على خلفية تلسم الجثة قبل أسبوع.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي ينأى فيها «حزب الله» بنفسه عن الدخول في سجال مع موسكو وكان سبق له أن لاذ بالصمت عندما أهدى بوتين نتانياهو دبابة إسرائيلية كان أهداه إياها بشار الأسد.
كما لفت إلى أن الإعلام السوري الرسمي لم يحرّك ساكناً حيال تسليم بوتين نتانياهو رفات الجندي الإسرائيلي وذهب بعيداً في تبنّيه لمقولة القيادي في الجبهة الشعبية - القيادة العامة - بزعامة أحمد جبريل، أنور رجا في اتهامه مجموعة إرهابية كانت سيطرت على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق بأنها عثرت على رفات الجندي وقامت بتسليمه إلى تركيا التي سلّمته بدورها إلى روسيا.
وقالت إن هذه الرواية «المبرمجة» سرعان ما تلاشت فور تأكيد بوتين أن العملية تمت بالتنسيق بين الجيشين الروسي والسوري وأن الرفات نُقل إلى موسكو التي تواصل وساطتها لجلاء مصير جنود إسرائيليين آخرين ترَدَّد أنهم قُتلوا في المعارك التي دارت في منطقة بيادر العدس اللبنانية خلال حرب يونيو.
لكن «حزب الله» بطريقة أو بأخرى وإن لم يكن مرتاحاً لهذه الهدية السورية إلى إسرائيل بوساطة روسية فإنه أبدى انزعاجه ضمناً من تغريدة أطلقها رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط على حسابه الخاص غمز فيها من قناة محور «الممانعة» بقيادة إيران والنظام في سوريا.
وبدلاً من أن يسأل «حزب الله» حليفه السوري عن السر الذي يكمن وراء توقيته للإفراج عن رفات الجندي الإسرائيلي بالتزامن مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات في إسرائيل، لجأ إلى إدارة ظهره إلى الداخل وكأنه يسمح لنفسه بما لا يجيزه للآخرين.
وبكلام آخر كان يمكن لـ«حزب الله» بالتنسيق مع حليفه السوري بأن يُدرج تسليم رفات الجندي الإسرائيلي في إطار صفقة ترعاها موسكو وتؤدي إلى تسليم الحزب رفات من سقطوا في حروبه المفتوحة مع إسرائيل ومن بينهم عرب من عدة جنسيات.
وألمحت إلى أن امتعاض الحزب من «التقدمي» لم يكن في محله لأنه يدرك جيداً أنه على تفاهم مع جنبلاط بتنظيم الخلاف حول الموقف من النظام السوري، إلا إذا كان له دوافع أخرى أبرزها عدم ارتياحه للقرار الذي أصدره عضو «اللقاء الديمقراطي» وزير الصناعة وائل أبو فاعور وأدى إلى إلغاء ترخيص كان أعطاه لآل فتوش سلفه الوزير السابق حسين الحاج حسن (حزب الله) يجيز لهم إنشاء مصنع للإسمنت في بلدة عين دارة.
فـ«حزب الله» لن يسمح لوزير بأن يلغي تراخيص كان أعطاها الحاج حسن باعتبار أنه لا يلتفت إلى المعارضة التي يقودها الحراك المدني ضد هذا المجمّع الذي يضر بالبيئة. لكنه لن يغلق الباب في وجه إعادة التواصل مع «التقدمي».
كما أن الحزب الذي يلوم «التقدمي» على موقفه من محور «الممانعة»، يسمح لنفسه في نفس الوقت بشن الحملات الإعلامية والسياسية ضد عدد من الدول العربية، وتحديداً الخليجية منها، على خلفية اشتباكها السياسي مع إيران بسبب تدخّلاتها في شؤونها الداخلية ورعايتها لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وعليه لم يسلّم النظام السوري رفات الجندي الإسرائيلي «مجاناً» إلى موسكو من دون ثمن سياسي، خصوصاً أن الأخيرة كانت تعمل على موجة واحدة مع واشنطن لتوفير الدعم لنتانياهو للتجديد له على رأس الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وفي هذا السياق، تسأل مصادر سياسية لبنانية، هل أن التناغم بين موسكو وواشنطن في دعمهما لنتانياهو وُلد بالصدفة، وأين يقف محور «الممانعة» من هذا التناغم في ضوء ما يتردد بأن عدم إحداث أي تغيير في السلطة في إسرائيل سيتيح لموسكو القيام بوساطة إنما على البارد بين تل أبيب ودمشق؟
ويمكن أن يراد من هذه الوساطة، كما تقول هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط»، التحضير لأولى الخطوات على هذا الصعيد وتتعلق بتسليم الطرفين السوري والإسرائيلي بضرورة التهدئة على المستوى العسكري، خصوصاً أن التلويح ببدء المقاومة السورية في هضبة الجولان المحتلة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بضمها إلى إسرائيل بتأييد منها جاء من بيروت على لسان عدد من «الصقور» في محور «الممانعة».
كما أن موسكو التي تمكّنت من إبعاد المجموعات العسكرية الإيرانية وحلفائها من جنوب غربي سوريا إلى مسافة 60 كيلومتراً، تحاول الآن القيام بوساطة بين دمشق وتل أبيب بعلم الإدارة الأميركية، لأن روسيا اليوم غير الاتحاد السوفياتي السابق، وبالتالي تقف أمام مرحلة سياسية جديدة، نظراً لعلاقتها الوطيدة بنتانياهو، إضافة إلى علاقتها بمحور «الممانعة» التي تؤهلها للعب دور الوسيط.
لذلك، لا يوجد شيء ثابت في السياسة، وإلا من كان يتصور استجابة الأسد للوساطة الروسية وهو يعلم جيداً أن بوتين لا يراهن فقط على عودة نتانياهو إلى رئاسة الحكومة، وإنما أعلن حالة الاستنفار القصوى لتوفير كل الدعم له الذي شكّل نقطة تلاق مع ترمب ولو من موقع الاختلاف.
كشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أمس الجمعة، عن تعيين قائد قوات الإنزال الجوي الروسية الفريق أول أندريه سيرديوكوف، لتولي قيادة القوات الروسية في سورية، وذلك خلفاً لقائد القوات الجوية سيرغي سوروفيكين، الذي يعود إلى أداء مهامه داخل روسيا.
وبحسب الصحيفة، فإن المهمة الرئيسية للقائد الجديد ستكون تنظيم الدورية المشتركة بين الشرطة العسكرية الروسية والعسكريين الأتراك في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وأوضحت مصادر عسكرية ودبلوماسية رفيعة للصحيفة، أن سيرديوكوف بدأ بأداء مهام منصبه في 10 إبريل/نيسان الحالي، بينما رفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق.
وذكر أحد المصادر أن سيرديوكوف سيركز جهوده على الإسراع في تحقيق الاتفاقات الروسية - التركية في تنظيم دوريات مشتركة في إدلب، والتي تمّ التوصل إليها العام الماضي، وتنفيذاً للمذكرة الإضافية الموقعة من وزيري الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، والتركي، خلوصي آكار، في فبراير/شباط الماضي. ومع ذلك، أكد المصدر أنه "لا مجال للحديث عن اقتحام إدلب باستخدام قوات برية".
وكان من المقرر إيفاد سيرديوكوف إلى سورية، في سبتمبر/أيلول 2017، للاستفادة من خبرة مشاركته في أعمال القتال في الشيشان وعملية ضمّ شبه جزيرة القرم في عام 2014، لكن تم إرجاء ذلك بسبب إصابته في حادثة سير أثناء العودة من التدريبات في مقاطعة مورمانسك الواقعة في أقصى شمال روسيا، واحتياجه إلى فترة نقاهة طويلة.
وسيرديوكوف هو من مواليد عام 1962، وهو من خريجي كلية الإنزال الجوي في مدينة ريازان، وكان يؤدي الخدمة بمختلف الفرق الروسية إلى أن تمّت ترقيته إلى منصب نائب قائد الدائرة العسكرية الجنوبية في عام 2013. وتردد اسمه في وسائل الإعلام مراراً، نظراً لتولّيه عملية تبادل الأسرى مع أوكرانيا من الجانب الروسي، أثناء عملية ضم القرم في ربيع عام 2014.
أما سوروفيكين، فسيركّز بعد عودته إلى روسيا على أداء مهامه المباشرة المتعلقة بقيادة القوات الجوية الفضائية الروسية، وفق مصادر "كوميرسانت".(العربي الجديد).