استهدفت قوات "قسد" المتمركزة في ريف حلب الشرقي، بصواريخ حرارية سيارات المدنيين جنوب مدينة جرابلس، متسببة بعدة ضحايا وجرحى في صفوفهم وإعاقة عبور السيارات، في معرض ردها على العملية العسكرية شرق الفرات، من خلال استهداف المدنيين.
وقال نشطاء إن قوات سوريا الديمقراطية، استهدفت بصاروخ حراري سيارة مدنية فجر اليوم الأحد، على الطريق الواصل بين قريتي المحسنلي وعرب حسن جنوب مدينة جرابلس، خلفت شهيدان وإصابة امرأة.
وكررت عناصر ميليشيا "قسد" خلال الأيام الماضية، استهداف المدنيين بالصواريخ الحرارية والمدفعية في بلدات ريف حلب الشمالي والشرقي ومنطقة عفرين، في سياق ردها على العملية العسكرية شرق الفرات، متسببة بسقوط العديد من الجرحى بين المدنيين.
شن الطيران الحربي الروسي منتصف ليل السبت/ الأحد، غارات جوية عنيفة على منطقة جبل الأربعين جنوب مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، في وقت طالت قذائف وصواريخ النظام العنقودية بلدة البارة مخلفة جرحى بين المدنيين.
وقال نشطاء إن الطيران الحربي الروسي شن عدة غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار منطقة جبل الأربعين، هزت المنطقة، دون تسببها بأي ضحايا أو إصابات بشرية، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي طال بلدات عدة بجبل الزاوية ليلاً.
وتعرضت بلدة البارة لقصف صاروخي بصواريخ عنقودية، طالت منازل المدنيين، وخلفت العديد من الإصابات في صفوفهم، في وقت كان استشهد طفل وجرح آخرون، بقصف مدفعي لقوات الأسد على بلدة كفرومة بريف إدلب الجنوبي، في ظل تصعيد القصف على بلدات ريف إدلب الجنوبي خلال الأيام الماضية.
وتعمل قوات الأسد على مواصلة قصف المنطقة الممتدة من معرة النعمان وكفرنبل حتى مناطق سيطرتها جنواً في الهبيط وخان شيخون، بهدف منع المدنيين من العودة لقراهم وبلدتهم في تلك المناطق التي نزحوا منها إبان الحملة الأخيرة.
وكانت استهدف الطيران الحربي الروسي بالصواريخ أول أمس، أطراف مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، دون تسجيل أي إصابات بشرية، في خرق واضح للاتفاق بشأن وقف إطلاق النار المزعوم.
وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، على تخصيص مبلغ 50 مليون دولار لمساعدة المؤسسات والمنظمات التي تعتني بحماية حقوق الأقليات العرقية والدينية في سوريا.
ووفق بيان للبيت الأبيض، فإن ترامب يولي أهمية كبيرة للأقليات العرقية والدينية التي تعاني في سوريا، لافتاً إلى أن ترامب أفرج عن مساعدة بقيمة المبلغ المذكور من أجل تحسين حقوق الإنسان وحماية الأقليات العرقية والدينية التي تعاني في سوريا.
وأشار إلى أن المساعدة سيتم إرسالها إلى مؤسسات ومنظمات تدافع عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات تعتني بعمليات إعادة التأهيل في سوريا، دون تفاصيل إضافية.
عبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن معارضة لندن للعملية العسكرية التركية بشمال سوريا، ودعاه لوقفها، في وقت أكد أردوغان لرئيس الوزراء البريطاني أن عملية "نبع السلام" ستستمر شمالي سوريا، حتى القضاء على تهديد تنظيمي "بي كا كا- ي ب ك" و"داعش" الإرهابيين بشكل نهائي.
وجاء في بيان للمتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، صدر في أعقاب المكالمة الهاتفية، السبت، أن جونسون أعرب عن "قلقه العميق إزاء العملية العسكرية المستمرة بشمال سوريا، والتي قال إن من شأنها أن تزيد من سوء الوضع الإنساني في سوريا وتقوض التقدم الذي تم إحرازه في محاربة تنظيم "داعش".
وأكد جونسون أن تركيا تعتبر "شريكا مهما" لبريطانيا وحليفا ضمن حلف الناتو، مشيدا بدور تركيا في محاربة "داعش" ودعم اللاجئين السوريين، لكنه "أشار بوضوح إلى أن بريطانيا لا يمكنها تأييد العملية العسكرية التركية".
ودعا جونسون الرئيس التركي إلى وقف العملية العسكرية والدخول في الحوار، مؤكدا استعداد لندن والشركاء الدوليين لدعم مفاوضات تهدف إلى تحقيق هدنة.
وقالت مصادر في الرئاسة التركية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أطلع السبت، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على أهداف عملية "نبع السلام" شرق نهر الفرات شمالي سوريا.
وأشارت المصادر إلى أن أردوغان أكد لرئيس الوزراء البريطاني أن عملية نبع السلام ستستمر شمالي سوريا، حتى القضاء على تهديد تنظيمي "بي كا كا- ي ب ك" و"داعش" الإرهابيين بشكل نهائي، لافتاً إلى أن القضاء على الإرهابيين شمالي سوريا، سيوفر عودة طوعية وآمنة للسوريين الذين اضطروا لمغادرة مناطقهم.
أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أنّ بلاده ترفض التفاوض مع تنظيم "ب ي د/بي كا كا" في ردٍ على التلويح الأمريكي بتقديم مقترح للوساطة، وذلك في لقاء مع موقع "دويتشه فيله" الألماني الناطق بالتركية، حول عملية قوات بلاده شمالي سوريا ضد التنظيمات الإرهابية.
وقال تشاووش أوغلو، السبت، إن عملية نبع السلام تمس الأمن القومي لبلاده مشددا "لو كنا نخشى العقوبات الاقتصادية لما أطلقنا هذه العملية"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة سبق لها وأن فرضت عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، ونحن رددنا على تلك العقوبات بالمثل، أي أن تركيا سترد من مبدأ المعاملة بالمثل تجاه أي إجراء سلبي تجاهها".
وأكد الوزير التركي أن بلاده تكافح الإرهاب، وضرورة عدم دعم الولايات المتحدة لتنظيم "ي ب ك/ بي كا كا"، وقال إنه "ما من دولة تمتلك قوة تدمير اقتصاد تركيا"، داعياً الولايات المتحدة إلى حل القضايا العالقة بين البلدين عبر الإيفاء بوعودها بدلا من إلقاء تهديدات بفرض العقوبات.
وأوضح أغلو أن هنالك العديد من القضايا التي تحتاج إلى حل كالإرهاب، وسلامة سوريا ووحدة أراضيها، والحل السياسي في هذا البلد، واستقرار المنطقة، وعودة المهاجرين إلى مناطقهم، لافتاً إلى أنه "علينا التركيز على هذه القضايا، وإلا لو أننا نخشى العقوبات لما أطلقنا هذه العملية، فهذه مسألة حياتية تمس أمننا القومي".
وبيّن تشاووش أوغلو أن عملية نبع السلام انطلقت، بسبب تفاقم المخاطر ضد تركيا، ومواصلة الولايات المتحدة تقدم الدعم العسكري لتنظيم "ي ب ك/ بي كا كا"، وأكد أن أفضل ما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة هو إخراج إرهابيي "ي ب ك" من المنطقة.
وشدّد الوزير التركي أن بلاده لن تتفاوض مع الإرهابيين، ورفض تركيا لأي مقترح أمريكي محتمل في هذا الإطار، وقال في هذا الشأن "نحن لا نتفاوض مع الإرهابيين، والشيء الوحيد الذي ينبغي فعله هو إلقاء الإرهابيين للسلاح".
وأشار الوزير التركي إلى تواصل بلاده إلى خارطة طريق حول منطقة منبج السورية قبل 16 شهرا، تقضي بإخراج الإرهابيين من المنطقة في غضون 90 يوما، وبيّن أن الولايات المتحدة لم تف بوعودها في هذا الإطار، قائلا "على الولايات المتحدة أن تفي بوعودها أولا، وتتوقف عن تقديم الدعم لهؤلاء الإرهابيين".
قال وزير الدفاع الأمريكي السابق، جيمس ماتيس، إن سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا بسبب العملية التركية، "سيؤدي حتما إلى صعود تنظيم "داعش"، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "إن بي سي" الأمريكية، نشرت مقتطفات منها على موقع "تويتر" يوم السبت.
وقال ماتيس، الذي حمل حقيبة وزارة الدفاع من يناير 2017 وحتى يناير 2019: "علينا (نحن الولايات المتحدة) الضغط على تنظيم داعش حتى لا ينبعث من جديد".
وأضاف ماتيس: "بوسعنا تمني نهاية الحرب (على الإرهاب)، حتى (أنه بوسعنا أيضا) أن نعلن انتهاء الحرب على الإرهاب. ويمكن سحب قواتنا، كما فعل الرئيس (السابق باراك) أوباما كما في حالة العراق، ومع ذلك، وكما يقول العسكريون، فإن للعدو أيضا حق التصويت".
وحذر ماتيس من أن "داعش" في هذه الحالة، "سيصعد مجددا في حال لم نستمر في ممارسة الضغط عليه، وسينبعث التنظيم في هذه الحالة، وهذا أمر واقع".
واعتبر أن "الأكراد سيتكيفون (في مواجهة الإرهابيين في ظل انسحاب القوات الأمريكية)، ولكن هذا الانسحاب سوف يؤثر سلبا على استعدادهم القتالي. والسؤال هو إلى أي مدى".
ويتخذ عدد من المسؤولين الأمريكيين موقفاً معارضاَ لعملية "نبع السلام" في سياق علاقاتهم مع الميليشيات الانفصالية التي يصرون على دعمها باسم محاربة الإرهاب ومنع عودة داعش، إلا أن تلك الأصوات لم تلق أي صدى مؤثر على العملية حتى اليوم.
أعلن الجيش الوطني السوري اليوم الأحد، تحرير مدينة سلوك بريف الرقة الشمالي، ضمن اليوم الخامس من عملية "نبع السلام"، بعد يوم من تحرير مدينة رأس العين الاستراتيجية، في ظل استمرار العمليات العسكرية ضد الميليشيات الانفصالية "قسد" في المنطقة.
وكانت كشفت عناصر الجيش الوطني يوم أمس، شبكة أنقاق كبيرة للميليشيات الانفصالية خلال عمليات التمشيط في مدينة رأس العين، التي حررتها، مسجلة تحرير أكثر من 25 قرية وبلدة في ذات اليوم.
وتمكن الجيشان التركي والوطني السوري ضمن اليوم الرابع من المعركة "السبت"، من تحرير قرى "نص تل، غزيل، رجم عنوة، الخويرة صغير، الخويرة كبيرة، أم جرن الصواوين، جاموس، الخالدية، لزكة، الفليو الوا، النبهان، العريضة، الغجير، الزيدي، حويران، الواسطة، شوكان، التروازية، الضبعة، الدادات، قرية سرد، الجنداوي، لديك الشرقي و العيساوي" الواقعة بين مدينتي تل أبيض ورأس العين، بعد اشتباكات مع الميليشيات الانفصالية، خلفت قتلى بالعشرات في صفوفهم.
وكانت دخلت قوات الجيش الوطني والتركي يوم السبت، مدينة رأس العين الاستراتيجية على الحدود السورية التركية، بعد إحكام الطوق على المدينة من عدة محاور، وهروب عناصر الميليشيات الانفصالية "قسد".
وتتبع فصائل الجيش الوطني السوري والجيش التركي، خلال عملية "نبع السلام" تكتيكات مشابهة لعملية "غصن الزيتون" من خلال التركيز على حصار المدن والتجمعات السكنية الكبيرة، قبل دخولها، تجنباً لحماية المدنيين وعدم إلحاق الأذى بالبنية السكنية ضمن تلك المدن.
وتقوم الألية المتبعة على ضرب الخواصر المحيطة بالمدن والتجمعات السكنية، والسيطرة على القرى والبلدات والطرق المحيطة بهذه التجمعات، تمهيداً لإحكام الطوق عليها من عدة محاور، مايجبر الميليشيات الانفصالية على الانسحاب، وبذلك عدم الدخول بحرب مباشرة ضمن المدن قد تزهق أرواح مدنيين أبرياء.
و "نبع السلام" التي بدأت في التاسع من تشرين الأول 2019، هي ثالث عملية عسكرية تركية في الشمال السوري ضد التنظيمات الإرهابية، سبق هذه العملية وبمشاركة الجيش السوري الحر، عمليتي "درع الفرات" ضد داعش بريف حلب الشمالي، وعملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين ضد الميليشيات الانفصالية والتي حققت نتائج كبيرة على كافة الأصعدة
قال متحدث وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، السبت، إن اتهام أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، لبلاده بالمحتلة، يعد شراكة في جرائم تنظيم "ب ي د- ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، و"خيانة للعالم العربي"، وجاء ذلك في رد خطي لأقصوي على سؤال وجّه له، حول اجتماع لوزراء خارجية جامعة الدول العربية، في العاصمة المصرية القاهرة، بخصوص المستجدات في سوريا.
وأكد أقصوي أن العرب أكبر ضحايا سياسات التطهير العرقية لتنظيم "ب ي د- ي ب ك/ بي كا كا"، والجرائم التي ارتكبها بحق الإنسانية في سوريا، موضحا أن التنظيم الإرهابي نفى مئات الآلاف من العرب من منازلهم شرق نهر الفرات في سوريا.
وشدّد أقصوي على أن دفاع أبو الغيط عن الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائم ضد العرب في سوريا، ويحاولون تمزيق "الوطن العربي"، في الوقت الذي ينبغي فيه أن يكون صوت العالم والشارع العربيين، ويدافع عن حقوق العرب السوريين، "مدعاة للاستغراب".
وأكد أن الجيش التركي ينفذ عملية "نبع السلام" في إطار حق الدفاع عن النفس المنصوص عليه وفق المادة الـ 51 لميثاق الأمم المتحدة.
وقال أقصوي إن اتهام أمين عام جامعة الدول العربية لبلادنا بـ"المحتلة" عوضا عن توجيه هذا الاتهام لمنظمة إرهابية تستهدف وحدة الأراضي السورية يعدّ "شراكة في جرائم هذه المنظمة وخيانة للعالم العربي".
واستغرب المسؤول التركي من عدم إصدار أبو الغيط لأي موقف تجاه الممارسات غير الشرعية وعمليات الاضطهاد التي تؤثر على مئات الآلاف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي مقدمتها القدس.
وفي وقت سابق السبت، التقى وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ بمقر جامعة الدول العربية، بالقاهرة؛ لبحث الموقف من الأوضاع الأخيرة في سوريا.
والأربعاء، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "بي كا كا/ ي ب ك" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
أدان رئيس مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، وبأشد العبارات، وصف الجامعة العربية في بيانها، السبت، العملية العسكرية التي تنفذها تركيا شمال شرقي سوريا ضد العناصر الإرهابية بـ "الاحتلال".
وقال ألتون في بيان نشره باللغة الإنجليزية في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: أدين وبأشد العبارات، جامعة الدول العربية، التي وصفت العملية التي تجريها بلادنا لمكافحة الإرهاب في شمال شرقي سوريا بأنها "احتلال"، في البيان الذي نشرته اليوم.
وأشار ألتون إلى أن تركيا تدرك حقيقة أن أولئك الذين لا يشعرون بالارتياح من دفاع تركيا عن حقوق الشعب الفلسطيني، واعتراضها على الصفقات التي تستهدف القدس، ومعارضتها للانقلابات العسكرية والجرائم المرتكبة في مناطق شتى واستهداف المدنيين في اليمن، لا يمثلون العالم العربي.
وتابع ألتون: إن انزعاج أولئك الذين لم تهتز لهم شعرة من احتلال منظمة "بي كا كا" الإرهابية لمنطقة غالبية سكانها من العرب، وقيام هذه المنظمة بتهجير المدنيين العرب الأبرياء من ديارهم ومناطقهم، وتدمير القرى العربية هناك وتسويتها بالأرض، من معركتنا ضد الإرهاب، لن يكون سوى مناسبة تدفعنا نحو الشعور بالفخر.
يشار إلى أن جامعة الدول العربية، شددت في البيان الختامي الذي نشرته، اليوم السبت، على وحدة واستقلال سوريا، مطالبة تركيا بوقف العملية العسكرية (نبع السلام) في سوريا، والمجتمع الدولي بتحمل مسؤوليّاته.
وبمشاركة الجيش الوطني السوري، أطلق الجيش التركي، الأربعاء، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "بي كا كا/ ي ب ك" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
أقدمت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بصفقة مع نظام الأسد، على خطوة خطيرة، تمثلت في إطلاق سراح "عمر العموري"، أحد أبرز القياديين السابقين في "تنظيم الدولة"، والذي تسلّم لدى التنظيم مناصب قيادية عدة، إحداها عضو "شورى مجلس المجاهدين".
العموري الملقب بـ "أبو بكر الحمصي"، و"أبو بكر قريتين"، عُرف عنه بأنه الوسيط النفطي ما بين التنظيم ونظام الأسد، وكان على صلة مباشرة مع "حسام قاطرجي"، عضو مجلس الشعب التابع لنظام الأسد، وعرّاب صفقات النفط والغاز بين النظام والتنظيم.
ووفق معلومات حصل عليها ناشطون في شبكة "فرات بوست" من مصدر خاص، فإن العموري أطلق سراحه منذ نحو أسبوع، ليغادر إلى دمشق لأيام عدة، قبل أن يعود خلال اليومين الماضيين إلى مناطق سيطرة نظام الأسد في دير الزور، وتحديداً إلى حي الجورة.
وتضيف المعلومات بأن العموري بدأ الإشراف والتواصل مع مندوبي النظام المنتشرين داخل مناطق سيطرة "قسد"، والذين كلفوا من قبل أجهز النظام الأمنية والحزبية بالعديد من المهام، من بينها اتباع نهج المصالحات، وإقناع سكان المنطقة بالعودة إلى "حضن الوطن" والتصالح مع نظام الأسد.
وكان "مركز الفرات لمناهضة العنف والإرهاب"، قد نشر في 24 أبريل/ نيسان الماضي، معلومات حول العموري الذي صنفه المركز كمجرم حرب، مؤكداً أنه ينحدر من مدينة القريتين في ريف حمص، وكان مقيماً في العاصمة دمشق ويعمل بمجال نقل الوقود بين حمص ودمشق، عن طريق مكتبه في "مول كفر سوسة"، ويشتري الوقود من أصحاب الرخص من مصفاة حمص ويبيع لأصحاب المعامل في ريف دمشق.
وفر العموري هارباً بعد ذلك ليظهر في ريف ديرالزور الشرقي في بلدة خشام مبايعاً "جبهة النصرة"، وبدأ يعمل في تجارة النفط مجدداً، ثم امتلك عدة حراقات للنفط الخام.
بعد أن سيطر "تنظيم الدولة" على المنطقة، بايع العموري مع أخوته التنظيم، ليصبحوا أمراء أمنيين، واستمر عملهم بالنفط، ولكن بشكل أوسع، إذ أصبح عمر عراباً لتجارة النفط والمحروقات بالشراكة مع "حسام قاطرجي"، وبدأت صفقات النفط والعقود بين النظام والتنظيم و "قسد ".
وأمتلك العموري في مدينة الرقة عدداً من محال التحويلات والصرافة وبيع الذهب، كما استغل مكانته ومنصبه ليبدأ بدعمٍ من التنظيم بتجارة "“الرقيق" وبيع الإيزيديات، فكان يشتري ويبيع "السبايا" لأمراء التنظيم، ويحتجز بشكلٍ مستمر ما لا يقل عن إيزيديتين في مزرعته الكائنة في ريف الرقة.
وخلال فترة تقهقر "تنظيم الدولة"، تم توقيفه بجرم القتل، وحكم عليه بالقصاص (الإعدام)، وبحكم موقعه وسلطته هو وإخوته، لم ينفذ الحكم وأخلي سبيله لاحقاً.
وبعد سيطرة "قسد" على المنطقة، مكث هو وعائلته في مدينة القامشلي، ليعود إلى تجارة النفط من جديد ويوقع مع اخوته عقد توريد ٧٠ صهريج نفط لمصفاة حمص يومياً، إضافة لتهريب النفط ومشتقاته لمناطق النظام وبالتنسيق مع المدعو "أبو سندس" الذي يقطن في عزبة خشام، ويتردد الى دمشق بين فترة وأخرى، وهو على علاقة مباشرة بمكتب الأمن الوطني الذي يرأسه علي مملوك.
ومن خلال تتبع مركز الفرات المعني بملاحقة مجرمي الحرب لتحركات عمر العموري، وتقدم تفاصيل عبر الإعلام عن محل تواجده في مناطق نفوذ "قسد"، أُلقي القبض عليه في مدينة القامشلي ضمن عملية دهم للتحالف الدولي.
وعقب إلقاء القبض عليه، عرض مركز الفرات شهادة مصورة لمدني نازح من منطقة القريتين في ريف حمص، قتل العموري أخاه خلال فترة تواجده في التنظيم، لكن ما أن مرت أشهر معدودة على اعتقاله، حتى أصبح اليوم حراً طليقاً يصول ويجول داخل مناطق سيطرة نظام الأسد.
بلغ عدد إرهابيي تنظيم "بي كا كا/ ب ي د - ي ب ك" الذين تم تحييدهم منذ انطلاق عملية "نبع السلام" في منطقة شرق الفرات السورية، إلى 459 عنصرًا، وجاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، مساء السبت.
وقالت الوزارة: "عملية نبع السلام المستمرة في منطقة شرق الفرات بنجاح، أسفرت حتى الآن عن تحييد 459 إرهابيًا من بي كا كا/ ب ي د - ي ب ك".
والأربعاء، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "بي كا كا/ ي ب ك" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
أعلن الجيش الوطني السوري في إدلب وما حولها، تأييده لعملية نبع السلام، لكونها عملية شرعية ترمي لمحاربة الإرهاب، وتحرير الشعب السوري من الجلاد، وتضمن سلامة البلاد من التقسيم، وتطهر مساحات واسعة من الأرض السورية.
وقال الجيش الوطني إن ذلك يأتي "انطلاقا من إحساسنا بالواجب الوطني، وإدراكا منا ضرورة تخليص شعبنا من جميع المخاطر، وقطع كافة الأذرع التي تمتد إلى ثورتنا وشعبنا بالسوء".
وقال الجيش الوطني عبر بيان أصدره إلى أن "نبع السلام" تتيح المجال أمام جمع المهجرين للعودة إلى بلادهم، والعيش فيها بسلام.
وأبدى الجيش استعداده للمشاركة الفعلية في هذه العملية إذا دعت الحاجة، مضيفا: "لذا نحن ملتزمون في الوقت ذاته بالبقاء على أهبة الاستعداد في جميع الجبهات التي نغطيها تحسبا لأي غدر محتمل من قبل النظام المجرم وداعميه".
وأردف البيان: نعتبر كل شبر يجري تحريره من أرضنا حقا مشروعا لنا يجب الحفاظ عليه، ولا ينبغي التخلف عن الوصول إليه إلى حين قيام دولة العدل، والعيش الكريم لكافة مكونات الشعب السوري.