١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
أصدرت وزارة الداخلية بياناً مفصلاً حول إجراءات تأمين ووقائع احتفالات “عيد التحرير”، تضمّن إحصاءات رسمية عن أعداد المشاركين، وانتشار القوى الأمنية، إضافة إلى التجاوزات الأمنية التي جرى التعامل معها في عدد من المحافظات.
وأكدت الوزارة أن عدد المحتفلين تجاوز 5.3 ملايين شخص على مستوى سوريا، حيث سجلت دمشق وريفها أكبر تجمع بأكثر من مليوني محتفل، تلتها محافظة حمص بنحو مليون محتفل، ثم حلب وريفها بـ800 ألف مشارك، فيما بلغ عدد المحتفلين في حماة 700 ألف، وفي إدلب نحو 500 ألف شخص، ما يعكس حجم التفاعل الشعبي الواسع مع المناسبة.
وفي إطار الإجراءات الأمنية، أشارت الداخلية إلى نشر أكثر من 38 ألف عنصر أمني، توزعوا على 572 نقطة أمنية ثابتة ومتحركة في مختلف المحافظات.
ورغم هذا الانتشار، رصدت الوزارة وتعاملت مع عدد من الحوادث الأمنية، من بينها ضبط مستودع لمسيّرات انتحارية في ريف دمشق، والعثور على عبوة ناسفة في بلدة جرمانا. كما تم تفكيك عبوتين ناسفتين على الطريق الواصل بين طرطوس واللاذقية، وضبط ألغام في ناحية ربيعة بريف اللاذقية.
كما تلقت الجهات المختصة 70 بلاغاً عن إطلاق نار عشوائي في محافظة حماة، أسفرت عن مصادرة 90 قطعة سلاح، إضافة إلى ضبط سيارة تقل أشخاصاً أطلقوا النار في مدينة حمص. وفي محافظة إدلب، جرى ضبط عدد من السارقين في ثلاث حالات منفصلة.
وفي سياق متصل، اتهمت وزارة الداخلية قوات “قسد” بإطلاق النار على محتفلين في بلدة مسكنة بريف حلب، إضافة إلى اعتقال ثلاثة محتفلين في حادثة أخرى لم يحدد البيان موقعها بدقة.
وفي الثامن من كانون الأول، أنهت محافظة دمشق فعاليات الاحتفال في ساحة الأمويين، بسبب الاكتظاظ الشديد والتجمع الكبير للحشود وما رافقه من حالات تدافع، ما استدعى اتخاذ إجراءات عاجلة حفاظاً على السلامة العامة
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
في خطوة مبتكرة تعيد تعريف تجربة تصفح الإنترنت، كشفت غوغل عبر فريق متصفح كروم عن مشروعها التجريبي الجديد “ديسكو” (Disco)، الذي يهدف إلى نقل عملية البحث من مجرد استهلاك المعلومات إلى توليد تطبيقات فورية مخصصة بحسب احتياجات المستخدم. ويُعد المشروع تحولًا نوعيًا في طريقة التفاعل مع الويب، إذ لا يُقدَّم بوصفه متصفحًا تقليديًا، بل منصة تجريبية متقدمة قائمة على نماذج الذكاء الاصطناعي الأحدث لدى غوغل.
وتتمثل أبرز خصائص “ديسكو” في قدرته على تحويل استفسارات المستخدم إلى إجراءات عملية وواجهات تفاعلية.
فعند إدخال طلب معين، يفتح المتصفح تلقائيًا مجموعة من علامات التبويب ذات الصلة، ثم يتجاوز ذلك إلى إنشاء تطبيقات مصممة خصيصًا لتنفيذ المهمة المطلوبة.
وبدل الاكتفاء بعرض نتائج بحث تقليدية، قد يجد المستخدم أمامه تطبيقًا متكاملًا لتخطيط الرحلات عند البحث عن السفر، أو نظام بطاقات تعليمية عند طلب المساعدة الدراسية، ما يعكس توجهًا جديدًا يجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا جوهريًا من عملية التصفح نفسها.
وتعتمد هذه القدرات على ميزة “جنتابس” (GenTabs)، وهي صفحات تفاعلية غنية بالمحتوى تُنشئها نماذج الذكاء الاصطناعي من عائلة “جميني”.
ومع إطلاق نموذج “جميني 3”، بات بالإمكان توليد واجهات تفاعلية كاملة تتجاوز حدود النصوص والصور، لتتحول داخل “ديسكو” إلى آلية تشغيل أساسية تعيد تشكيل التجربة الرقمية للمستخدم.
وعلى المستوى الاستراتيجي، أوضحت باريسا تبريز، رئيسة فريق كروم في غوغل، أن “ديسكو” لا يهدف إلى استبدال متصفح كروم، بل يُعد مساحة اختبار لفهم كيفية تفاعل المستخدمين مع الانتقال من التصفح التقليدي القائم على علامات التبويب إلى إنشاء أدوات رقمية فورية تلبي احتياجاتهم المتغيرة.
وتسعى غوغل من خلال هذا النهج إلى استكشاف مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلة ضمن بيئة الويب.
كما يتعامل “ديسكو” مع أحد التحديات الشائعة في متصفحات الذكاء الاصطناعي، حيث يميل المستخدمون غالبًا إلى الاكتفاء بإجابات نافذة الدردشة دون الرجوع إلى المصادر الأصلية
. ولتفادي ذلك، ركّز فريق كروم على إبراز علامات التبويب التقليدية داخل تجربة “ديسكو”، بهدف تشجيع المستخدمين على الجمع بين المحتوى المولّد والمصادر المرجعية. وأظهرت البيانات الأولية تحسنًا ملحوظًا في أنماط التفاعل وربط المستخدمين بين النتائج ومصادرها.
ولا يزال مستقبل “جنتابس” قيد الدراسة، إذ يبحث الفريق في إمكانية تحويل التطبيقات التوليدية إلى أدوات ويب دائمة قابلة للحفظ والمشاركة، أو الإبقاء عليها كتجارب مؤقتة تنتهي بإغلاقها. وتشير التوجهات الحالية إلى دعم كلا الخيارين، إلى جانب تطوير أدوات تتيح نقل المعلومات بسلاسة إلى بيئات العمل مثل Google Workspace.
في المحصلة، يؤكد مشروع “ديسكو” أن غوغل باتت تنظر إلى متصفح الويب بوصفه منصة ديناميكية قادرة على توليد التطبيقات فورًا، وليس مجرد نافذة للبحث، ما يمهّد لمرحلة جديدة من التصفح الذكي المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ويأتي هذا التطور في سياق سباق عالمي محتدم في مجال الذكاء الاصطناعي بين كبرى شركات التكنولوجيا، تحوّل إلى ما يشبه سباق تسلّح تقني لبناء بنية تحتية رقمية للمستقبل. فقد أعلنت الشركات الأربع الكبرى: ألفابت (غوغل)، ومايكروسوفت، وميتا، وأمازون، عن خطط لضخ أكثر من 400 مليار دولار في نفقات رأسمالية خلال العام المقبل، يوجَّه معظمها إلى إنشاء مراكز بيانات عملاقة وتطوير معالجات متخصصة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
ويعكس هذا الزخم الاستثماري الأهمية الاستراتيجية المتصاعدة للذكاء الاصطناعي بوصفه محركًا للنمو الاقتصادي والتطور التقني، بعدما تجاوز مرحلة البحث النظري إلى الاندماج العميق في الخدمات السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل GPT-4 و”جميني 3”، بما يرسّخ مكانة هذه الشركات كقوى فاعلة في ملامح الثورة الصناعية الجديدة
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
قال محافظ حلب المهندس عزّام الغريب إن محافظة حلب، منذ لحظة تحريرها، لم تكن بالنسبة للحكومة أو لأبنائها مجرّد مساحة جغرافية أو فعالية عابرة، بل مسؤولية تاريخية تستحق عملاً مستمراً وجهوداً أكبر من أي مبادرة مؤقتة.
وأكد في تصريح عبر حسابه الرسمي على إكس، أن كل حملة ومبادرة نُفِّذت منذ ذلك اليوم كانت خطوة ضرورية في طريق النهوض بالمدينة، إلى جانب الدعم الحكومي المتواصل.
وأوضح الغريب أن حلب تحتاج اليوم جميع أبنائها؛ في الداخل والخارج، من مختلف الأعمار والمكونات: مسلمين ومسيحيين، عرباً وكرداً، تركماناً وأرمن، سرياناً وآشوريين، مؤكداً أن هذه التعددية التي حملتها حلب عبر تاريخها الطويل هي مصدر غناها وقوتها.
وأضاف المحافظ أن ذكرى تهجير أبناء المدينة قبل تسع سنوات كانت عنواناً مؤلماً لتخلي البعض عن حلب، "لكننا اليوم نسعى لفتح صفحة جديدة قوامها الانتماء الصادق والعمل المشترك".
وشدّد على أن الحكومة لن تُلزم أحداً بالمساهمة أو القيام بواجبه تجاه مدينته، لأن ما تريده حلب – كما قال – هو "عطاء يخرج من القلب، من الإيمان بأن حلب غالية، وبأنها تستحق أن ننفق عليها مما نحبّ لنحظى ببرّها".
وأكد الغريب أن حلب، رغم ما واجهته، ستبقى صامدة شامخة، قادرة على تضميد جراحها، ولن تنحني أمام الصعوبات لأنها تؤمن بأن القادم أفضل، وأن ما لحق بها من بأس زائل لا محالة.
وختم محافظ حلب بالتأكيد أن الفعالية الجارية اليوم "ليست نهاية المطاف"، بل هي محطة وفاء تُسجَّل فيها كل مساهمة، صغيرة كانت أو كبيرة، في صفحات التاريخ، "بمداد العزّ والشرف"، داعياً السوريين وكل من يحب حلب إلى عدم تفويت هذه الفرصة للمشاركة في بناء مستقبل المدينة التي كانت وما تزال "ستّ الكل".
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
التقى وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة في مكتبه بدمشق، قائدَ القوات البرية في الجيش التركي الجنرال ميتين توكال والوفد العسكري المرافق له، في زيارة تأتي ضمن مسار التعاون المتصاعد بين البلدين.
وذكرت وزارة الدفاع السورية عبر قناتها في تلغرام أن الجانبين بحثا مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع استعراض سبل تعزيز التنسيق في مختلف المجالات العسكرية، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الشراكة بين الجيشين السوري والتركي.
ويمثل هذا اللقاء امتداداً للاتفاقية العسكرية المشتركة التي وُقِّعت بين وزارتي الدفاع في دمشق وأنقرة خلال آب الماضي في العاصمة التركية، والتي تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش العربي السوري وتطوير قنوات العمل العسكري المشترك بين الطرفين.
وفي موازاة ذلك، نفت وزارة الدفاع التركية ما تداوله بعض وسائل الإعلام بشأن استعداد أنقرة لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن هذه المزاعم "غير صحيحة ولا تستند إلى أي معطيات".
وقال المتحدث باسم الوزارة زكي أكترك في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إن تركيا تواصل مراقبة الوضع الميداني في شمال سوريا، لكنها لا تحضّر لأي عملية عسكرية جديدة، مشدداً على أن استمرار غياب الاستقرار يخدم أطرافاً خارجية تسعى إلى إطالة عمر الفوضى.
واتهم أكترك عدداً من الدول بـ"تشجيع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على عدم الاندماج في الجيش السوري وإطالة أمد حالة عدم الاستقرار"، معتبراً أن محاولات قسد "كسب الوقت" هي محاولات "عبثية لن تؤدي إلى أي نتيجة". وأكد أن الاندماج يجب أن يتم "بشكل فردي، لا عبر وحدات أو تشكيلات مستقلة".
وفي سياق متصل، اعتبر وزير الدفاع التركي أن المرحلة الانتقالية في سوريا والمنطقة "تستوجب إنهاء دور كل الجماعات المسلحة"، وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وقسد، موضحاً أن إعلان حل حزب العمال الكردستاني وانسحاب عناصره من تركيا يتطلب استكماله بـ"تسليم السلاح دون قيد أو شرط، خصوصاً داخل سوريا"، لأن استمرار نشاط هذه المجموعات يشكّل "تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي".
وأضاف غولر أن بعض التحليلات الدولية الأخيرة "تكشف محاولات لإعادة هندسة التوازنات الجيوسياسية عبر استخدام قسد كأداة"، محذراً من أن هذه المقاربة "لا تهدد سوريا وحدها، بل تركيا أيضاً".
وشدد على أن تحقيق "سوريا بلا تنظيمات مسلحة" هو شرط أساسي للانتقال إلى مرحلة استقرار دائمة، داعياً قسد إلى الاستجابة للدعوات الداخلية للاندماج في الجيش السوري، وعدم التعويل على "تدخلات خارجية تعيق هذا المسار".
وأشار الوزير التركي إلى أن أنقرة تواصل تنسيقها الوثيق مع دمشق وبغداد في ملف محاربة التنظيمات المسلحة، مؤكداً أن تركيا "لن تسمح بأي بنية عسكرية—بصرف النظر عن اسمها—أن تهدد أمنها أو استقرار المنطقة". وختم بالتأكيد على أن بلاده تتابع التطورات "بدقة عالية"، لكن لا توجد حالياً أي عمليات عسكرية قيد التحضير.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن العلاقات بين موسكو ودمشق تشهد في الفترة الراهنة نشاطاً مكثفاً وتنسيقاً سياسياً واقتصادياً واسعاً، مشددة على أن سوريا تظل "شريكاً مهماً وتقليدياً" لروسيا في المنطقة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي بموسكو، إن التعاون بين البلدين يمتد لعقود طويلة "ارتكزت دائماً على الصداقة والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح كل طرف". وأشارت إلى أن روسيا كانت دائماً إلى جانب الشعب السوري في الأوقات العصيبة، مضيفة: "اليوم يحتاج السوريون إلى دعم حقيقي لإعادة بناء اقتصادهم بعد سنوات الحرب، وروسيا مستعدة لتقديم هذا الدعم عبر خبراتها وشركاتها المتخصصة".
تواصل سياسي رفيع المستوى
وأوضحت زاخاروفا أن الاتصالات الرسمية بين دمشق وموسكو أصبحت شبه منتظمة، مع تبادل وفود مكثف واجتماعات سياسية رفيعة المستوى. واستشهدت باللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس السوري أحمد الشرع في 15 تشرين الأول الماضي، مؤكدة أن اللقاء "جسد رغبة مشتركة في توسيع التعاون الثنائي وفق مستجدات المرحلة".
كما لفتت إلى اجتماع اللجنة الروسية – السورية الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي – التقني، الذي عُقد مؤخراً في موسكو وناقش مشاريع مشتركة وخطط تعاون مستقبلية في قطاعات متعددة.
وتوقفت المتحدثة عند زيارة الوفد الروسي إلى دمشق بين 15 و19 تشرين الثاني، برئاسة وزير البناء والإسكان الروسي إريك فايرزولين، حيث "تم وضع أولويات العمل المشترك للمرحلة المقبلة"، مع استمرار المشاورات الفنية والاقتصادية بوتيرة متصاعدة.
إعادة الإعمار.. أولوية مشتركة
وشددت زاخاروفا على أن روسيا ترى في إعادة بناء الاقتصاد السوري "مهمة ملحّة"، مؤكدة استعداد الشركات الروسية للمشاركة في مشاريع البنية التحتية والطاقة والإسكان والخدمات الأساسية، ضمن خطة تهدف إلى استعادة الحياة الطبيعية وتحريك عجلة الاقتصاد السوري بعد عام على التحول السياسي.
وأوضحت أن الدعم الروسي في المرحلة المقبلة سيأخذ طابعاً فنياً واستثمارياً، يعزز قدرة سوريا على النهوض الاقتصادي والانخراط مجدداً في الشراكات الدولية، وأكدت في ختام تصريحاتها أن موسكو ماضية في بناء شراكة طويلة الأمد مع دمشق، على أساس المصالح المشتركة والاستقرار الإقليمي.
"فيرشينين" يهنئ السوريين بعيد التحرير ويؤكد التزام موسكو بسيادة سوريا ووحدتها
هنّأ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين الشعب السوري بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لـ"عيد التحرير" في الثامن من كانون الأول، واصفاً هذا التاريخ بأنه محطة محورية في مسار سوريا الحديث، وأن ما تشهده البلاد اليوم من تحولات ينعكس بشكل مباشر على علاقاتها الدولية، ولا سيما مع روسيا.
وخلال مشاركته في برنامج قصارى القول مع الإعلامي سلام مسافر على قناة RT العربية، قال فيرشينين: إن هذا اليوم “يمثل حدثاً مهماً وصعباً في تاريخ الشعب السوري”، مؤكداً أن القيادة الروسية قدّمت تهانيها الرسمية إلى القيادة السورية في هذه المناسبة التي تواكب مرحلة جديدة من التغيير السياسي والدبلوماسي.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أهمية اللقاء الذي عُقد في موسكو بتاريخ 15 تشرين الأول، والذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً أن ذلك اللقاء “فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، استناداً إلى روابط عميقة ومتجذرة بين الشعبين السوري والروسي”.
وفي سياق حديثه عن دعم موسكو للمرحلة الانتقالية، شدد فيرشينين على أن روسيا تُدرك حجم التحديات التي تواجه سوريا في هذه المرحلة الدقيقة، مؤكداً استعداد بلاده للمساهمة في تجاوزها.
وقال “سوريا تمر بفترة صعبة في مسار تطورها كدولة، وهي تواجه تحديات كبيرة، وروسيا مستعدة لمساعدة السوريين في التغلب عليها، مع استمرار التعاون في المجالات السياسية والمالية والثقافية والعسكرية وقطاع الطاقة، وبالتزام ثابت بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها”.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
يعاني بعض الأطفال من الاتكالية، حيث يعتمدون بشكل مفرط على الآخرين لإنجاز أبسط المهام اليومية، من الواجبات المدرسية إلى أمور حياتهم الأخرى. هذا النمط يعيق نمو استقلاليتهم ويضعف قدرتهم على مواجهة التحديات، كما يؤثر سلباً على مهاراتهم الاجتماعية والأكاديمية، ويظهر أحياناً في صعوبة تحمل المسؤولية وضعف الثقة بالنفس.
غالباً ما يُظهر الطفل الاتكالي اعتماداً كبيراً على أهله في تفاصيل حياته اليومية، فيطلب المساعدة في ارتداء الملابس وترتيب أغراضه، بل وحتى في إنجاز المهام البسيطة. كما يتردد في اتخاذ القرارات المرتبطة بأنشطته اليومية، ويميل إلى تأجيل واجباته إلى أن يتكفّل الآخرون بها. ولا يستطيع التعامل مع المشكلات اليومية وحده، حتى تلك التي تتعلق بخلافات بسيطة مع الأصدقاء، ويُظهر ضعف المبادرة سواء داخل المنزل أو في مختلف الأنشطة التي يمارسها.
كيف تتشكل الاتكالية؟
ويعود سبب اكتساب الأطفال لسلوك الاتكالية إلى عدة عوامل، منها الدلال المفرط من الأهل واعتيادهم على القيام بكل شيء نيابة عن أطفالهم. كما قد ينشأ الطفل في بيئة أسرية تعاقب بشدة على الأخطاء، مما يجعله يتهرب من المسؤولية ويعتمد على الآخرين لأداء واجباته لتجنب الخطأ والعقاب. ويلعب ضعف الثقة بالنفس دوراً في اعتماده على الآخرين بدل أن يجرب الأمور بنفسه.
النتائج الخفية للاتكالية
وبحسب الدراسات النفسية، فإن سلوك الاتكالية لدى الأطفال يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية، منها ضعف استقلالية الطفل، إذ لا يتعلم الاعتماد على نفسه في إنجاز المهام اليومية أو اتخاذ القرارات. كما يؤثر ذلك على ثقته بنفسه، فيشعر بعدم القدرة على مواجهة المشكلات بمفرده.
ويعاني الطفل أيضاً من تأخر في تطوير مهارات حل المشكلات، لأنه لم يكتسب الخبرة الكافية لمواجهة المواقف الصعبة أو حل النزاعات. وقد يتأثر أداؤه الأكاديمي، خاصة إذا اعتمد على الآخرين في إنجاز الواجبات المدرسية، ما يقلل من قدرته على التعلم الذاتي. كما يزيد هذا السلوك من الأعباء على الأهل، الذين يضطرون لتحمل مهام إضافية فوق مسؤولياتهم الأساسية.
خطوات عملية لتعليم الطفل الاستقلالية
وتقترح أريج الإبراهيم، وهي مدرسة في إحدى الروضات في بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي، تعزيز استقلالية الطفل بشكل تدريجي من خلال إعطائه مهام بسيطة يمكنه القيام بها بنفسه، ثم زيادة صعوبة المهام مع مرور الوقت. كما تنصح بتجنب التدخل المفرط في شؤون الطفل، والسماح له بمحاولة حل مشكلاته بنفسه قبل تقديم المساعدة، مع تقديم التوجيه فقط عند الضرورة وليس الحل الكامل.
وتشدد على تعليم الطفل كيفية التفكير في الخيارات المتاحة قبل اتخاذ القرارات، وتمجيد جهوده عند محاولته القيام بالمهام بنفسه حتى لو أخطأ، مع التركيز على المحاولة وليس الكمال. كما تشير إلى أهمية مساعدة الطفل على تنظيم وقته ومهامه اليومية، بما يعزز قدرته على أداء واجباته بشكل مستقل دون انتظار الأوامر، ويقلل من الاعتماد على الآخرين ويقوّي ثقته بنفسه.
طريق الاستقلالية يبدأ بخطوات صغيرة
خلاصة القول، سلوك الاتكالية يعيق استقلالية الطفل وتطور مهاراته، لكنه يمكن تجاوزه من خلال تشجيعه على الاعتماد على نفسه تدريجياً، وتزويده بفرص لتجربة حل المشكلات واتخاذ القرارات. هذا يعزز ثقته بنفسه، ويساعده على مواجهة التحديات اليومية بشكل مستقل، ويقلل من اعتماده على الآخرين.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
يعيش أهالي المخيمات في شمال غرب سوريا ظروفاً قاسية، حيث يواجهون صعوبة كبيرة في تأمين وسائل التدفئة الكافية لتدفئة أسرهم وحماية أطفالهم من تداعيات البرد القارس، ويُوجهون نداءات استغاثة إلى المنظمات المحلية والإنسانية لتخفيف وطأة معاناتهم.
ثاني شتاء بعد التحرير
هذا هو الشتاء الثاني الذي يمرّ على النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا بعد سقوط النظام البائد، إذ اضطرّت آلاف الأسر إلى البقاء في تلك المناطق رغم قسوة الظروف، لعدم قدرتهم على العودة إلى قراهم ومنازلهم المدمّرة. ويعيش هؤلاء داخل خيام مهترئة لا تقيهم برد الشتاء ولا توفر الحدّ الأدنى من الأمان، ما يجعل حياتهم أكثر هشاشة مع كل انخفاض جديد في درجات الحرارة.
معاناة مع كل منخفض جوي
وفي هذا السياق، تقول سندس رزوق، نازحة وأم لأربعة أطفال، لشبكة شام الإخبارية: كنّا نتوقع أن نعود مباشرة إلى منازلنا وقرانا بعد سقوط النظام البائد، لكن الواقع كان مختلفاً تماماً؛ فمنازلنا في ريف إدلب الجنوبي مدمّرة بفعل القصف الممنهج الذي تعرّضت له المنطقة لسنوات عدة.
وتضيف: "اليوم نعيش داخل غرفة مغطّاة بعازل ضعيف، يتسرّب منه المطر كلما هطلت الأمطار. أما التدفئة فباتت عبئاً إضافياً، إذ لا نملك القدرة على شراء المازوت إلا بكميات قليلة عندما يتوفر المال، وفي أغلب الأيام نكتفي بالبطانيات لنحمي أطفالنا من البرد".
العجز عن تأمين مواد التدفئة
تتنوّع مواد التدفئة المتوفرة في مناطق المخيمات بين المازوت، والفحم، والحطب، وغيرها، وهي متاحة في الأسواق، إلا أنّ أسعارها المرتفعة تجعلها بعيدة عن متناول معظم الأسر النازحة. فالغالبية تعجز عن تأمينها بسبب الفقر، ما يدفعهم إلى البحث عن بدائل قاسية في كثير من الأحيان.
ومن بين تلك البدائل، يلجأ أهالي البعض إلى حرق الكرتون والنايلون وبعض المواد البلاستيكية التي يجمعونها من القمامة والشوارع، إضافة إلى الأحذية القديمة والمواد التالفة القابلة للاشتعال. وفي كثير من الأحيان يعثر الأطفال على هذه المواد في الطرقات أو في مكبّات النفايات، ليستخدمها ذووهم في محاولة لتأمين قدر ضئيل من الدفء داخل الخيام.
مخاطر البرد
ومن جانبها، تشير فاطمة مصطفى، وهي ممرضة في أحد المستشفيات، إلى أن البرد القارس يخلّف مشكلات صحية خطيرة بين الأطفال داخل المخيمات، موضحة أن أكثر الحالات التي تصلهم تتعلق بالتهاب الرئة والتهابات الصدر بسبب الرطوبة العالية وضعف التدفئة.
وتوضح أن الهواء البارد يؤدي إلى تشنّج في المجاري التنفسية لدى الأطفال، ما يزيد من نوبات الربو والسعال، فضلاً عن ارتفاع معدلات التهاب الحلق واللوزات نتيجة النوم في بيئة غير دافئة. وتؤكد الممرضة فاطمة أن غياب التدفئة الكافية يجعل هذه الأمراض أكثر شدة وانتشاراً، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن.
وفي ظل هذه الظروف، تبرز حاجة ملحّة إلى توفير وسائل تدفئة مناسبة للأهالي المقيمين في المخيمات، إلى جانب تقديم دعم مباشر للفئات الضعيفة، ولا سيما ذوي الإعاقة، ومن يعانون من أمراض مزمنة. فالبرد القارس يزيد من معاناتهم، ما يجعل توفير الحماية الضرورية خلال فصل الشتاء ضرورة عاجلة وليست خياراً.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية عن انطلاق فعاليات الملتقى الوطني الأول لتعزيز أجندة المرأة والأمن والسلام تحت شعار "سوريا نحو السلام"، في محافظة دمشق اليوم الجمعة، 12 كانون الأول/ديسمبر.
وقالت الوزارة، عبر معرفاتها الرسمية، إن الفعاليات في دمشق تأتي استكمالاً للملتقى الذي عقد قبل أيام في محافظة إدلب، والذي أُقيم بالشراكة بين الوزارة وكل من المملكة الدنماركية وجمهورية فنلندا والمملكة النرويجية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وحظي الملتقى بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات، ووزير الاتصالات عبدالسلام هيكل، إضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية وشخصيات رسمية وعدد من سفراء الدول المشاركة.
وقبل أيام، شهدت محافظة إدلب انطلاق فعاليات الملتقى الوطني الأول لتعزيز أجندة المرأة والأمن والسلام – "سوريا نحو السلام"، وهدف الملتقى إلى دعم مشاركة المرأة السورية وتعزيز دورها في بناء السلام وصياغة مستقبل أكثر استقراراً.
وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، قد وقّعت مذكرة تفاهم مع منظمة "رحمة بلا حدود" بهدف ترميم وتأهيل مراكز الأحداث، وتحسين الخدمات المقدمة للفئات المستفيدة، إضافة إلى تدريب الكوادر العاملة وتأمين مساحات آمنة للأطفال.
وتشمل الاتفاقية تمويلاً بقيمة 2.5 مليون دولار يُخصص لأعمال الترميم والتأهيل، بما يساهم في توفير بيئة أكثر أماناً ودعماً للأطفال والفتيات والفتيان في هذه المراكز، وتعزيز مستوى الخدمات الاجتماعية والرعائية المقدمة لهم.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الوزارة الرامية إلى تحسين منظومة الحماية والرعاية الاجتماعية، وتوسيع نطاق الشراكات مع المنظمات الدولية لدعم برامج حماية الطفل.
وتعكس هذه الفعاليات استمرار جهود وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في تعزيز دور المرأة ودعم برامج حماية الطفل، ضمن شراكات مع الجهات الدولية المعنية ببناء السلام والرعاية الاجتماعية في سوريا.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الإعلام السورية، أن 74 فريقاً إعلامياً يضم 119 صحفياً من 24 دولة وصلوا إلى سوريا خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، لتغطية احتفالات الذكرى الأولى لعيد التحرير من النظام البائد، في أوسع حضور إعلامي دولي تشهده البلاد منذ سنوات.
وأوضحت الوزارة عبر قناتها في تلغرام أن الوفود الإعلامية قدمت من دول عربية وأجنبية، من بينها لبنان، تركيا، فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، الولايات المتحدة، كندا، البرازيل، هولندا، سويسرا، أستراليا، ألمانيا، إيطاليا، مصر، العراق، تونس، الأردن، السويد، بلجيكا، سلوفاكيا، كينيا وفلسطين.
مشهد وطني غير مسبوق في الذكرى الأولى للتحرير
وقد أحيا السوريون في 8 كانون الأول الذكرى الأولى للتحرير، حيث خرجت الحشود بالملايين في مختلف المدن والبلدات احتفالاً بطيّ صفحة النظام البائد، والتأكيد على ما قدمه الشعب السوري من تضحيات في سبيل الحرية والكرامة. وشهدت المدن السورية فعاليات فنية وثقافية ورياضية، إضافة إلى عروض رمزية تعبّر عن الوفاء للشهداء وترسيخ قيم النصر بين الأجيال.
الإعلام الدولي يواكب لحظة تاريخية للسوريين
وحظيت المناسبة بزخم واسع في وسائل الإعلام العربية والدولية، التي نقلت لحظة بلحظة مشاهد الفرح والتفاعل الشعبي. فقد بثّت قناتا الجزيرة والعربية تغطية مباشرة من الساحات الرئيسية في دمشق وعدد من المحافظات، فيما خصصت BBC عربية تغطية مباشرة لمتابعة الاحتفالات، مركّزة على مشاهد وحدة السوريين في هذه المناسبة الوطنية.
كما قدّمت TRT التركية تغطية موسعة امتدت إلى محافظات الشمال والشرق، بينما أبرزت مونتي كارلو الدولية التحول الذي شهدته سوريا خلال العام الأول من التحرير، وانتقالها من العزلة إلى الانفتاح والتعاون الدولي. وركّزت قناة الشرق نيوز على الفعاليات الرسمية في دمشق وطرطوس وحماة، بما فيها العروض العسكرية والمهرجانات الشعبية.
إجماع على محطة مفصلية في تاريخ سوريا
وأجمعت التغطيات الإعلامية على أن الذكرى الأولى للتحرير مثّلت محطة فارقة في تاريخ سوريا الحديث، ليس فقط من حيث رمزية الانتصار، بل أيضاً باعتبارها نقطة انطلاق نحو مرحلة من الاستقرار وإعادة البناء والانفتاح على العالم.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السوري، اليوم الجمعة، عن تحويل عدد من الرحلات الجوية المقرر وصولها إلى مطار دمشق الدولي إلى مطارات بديلة، نتيجة سوء الأحوال الجوية وتشكل ضباب كثيف أدى إلى انخفاض حاد في مستوى الرؤية ضمن محيط المطار.
وقال علاء صلال، مدير إدارة العلاقات العامة في الهيئة، إن على المسافرين متابعة تحديثات رحلاتهم بشكل مباشر مع شركات الطيران التي حجزوا من خلالها، مشدداً على أن التعديلات المحتملة على مواعيد الإقلاع أو الوصول مرتبطة حصراً بمعايير السلامة الجوية.
وأكد صلال أن الهيئة تعمل بتنسيق كامل مع شركات الطيران وغرفة العمليات الجوية لضمان استمرار الحركة الجوية ضمن شروط السلامة، مضيفاً أن الإجراءات المتخذة هي خطوات احترازية ضرورية للحفاظ على سلامة الركاب وأطقم الطائرات.
تعطّل الحركة الجوية في مطار حلب قبل يومين
وكانت الهيئة قد أعلنت قبل يومين إلغاء عدد من الرحلات الجوية المتجهة إلى مطار حلب الدولي للسبب ذاته، إذ أدى تشكل ضباب كثيف إلى انخفاض مستوى الرؤية إلى ما دون الحد المسموح به لعمليات الهبوط الآمن.
وأوضح صلال حينها أن أجهزة الملاحة الجوية في مطار حلب تعمل ضمن حدودها التقنية المعتمدة، إلا أنها لا تسمح بتنفيذ عمليات الهبوط في ظروف الرؤية المنخفضة جداً، ما استدعى إلغاء الرحلات كإجراء احترازي ينسجم مع أعلى معايير السلامة aviation المتبعة دولياً.
وتعود أسباب هذه الاضطرابات الجوية إلى موجة ضباب كثيف تؤثر على عدد من المناطق السورية، وسط توقعات باستمرارها خلال الساعات القادمة.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
عبرت روهلات عفرين، القائدة العامة لوحدات حماية المرأة وعضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، مجموعة مواقف سياسية وعسكرية مفصلية أكدت فيها أن قواتها لم تندمج بشكل كامل في «قسد»، وأن القيادة النسائية هي الجهة الوحيدة المخوّلة باتخاذ القرار وإجراء التغييرات المؤسسية داخل وحدات حماية المرأة.
وشددت على أن القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، بما فيها مظلوم عبدي، لا تملك سلطة فرض قرارات أو نقل قيادات أو تغيير بنية القوات النسائية.
وجاءت تصريحات عفرين في مقابلة مطوّلة أجراها معها معهد السلام الكردي في القامشلي، تناولت فيها تاريخ وحدات حماية المرأة، وفلسفتها، ودورها في الحرب ضد تنظيم «داعش»، ومستقبلها في ظل المفاوضات الجارية مع الحكومة السورية الانتقالية برئاسة الرئيس أحمد الشرع، ومسار اتفاق 10 آذار/مارس 2025 المتعلق بدمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن بنية الدولة السورية الجديدة.
استقلال تنظيمي صريح داخل «قسد»
أكدت عفرين إن وحدات حماية المرأة تعمل كقوة مستقلة ضمن هيكلية قسد، موضحة: “نحن اليوم لسنا مندمجات بشكل كامل في قوات سوريا الديمقراطية”. وأضافت أن العلاقة مع قسد تقوم على التنسيق عند وجود مصلحة عامة أو تهديد مشترك، لكنها لا تعني الذوبان التنظيمي أو فقدان الاستقلال.
وأكدت عفرين بشكل واضح وصريح أن وحدات حماية المرأة لا تُعد جزءًا مدمجًا بالكامل ضمن قوات سوريا الديمقراطية، موضحة أن العلاقة القائمة هي علاقة تنسيق وعمل مشترك عند الضرورة، وليست علاقة تبعية تنظيمية كاملة.
وقالت عفرين إن وحدات حماية المرأة، رغم كونها جزءًا من هيكل الدفاع العام في شمال وشرق سوريا، تحتفظ بقيادتها الخاصة ومراكزها ومؤسساتها وآلياتها الداخلية للتنظيم والتدريب، معتبرة أن هذا الشكل هو الضامن الوحيد لما وصفته بـ«الاستقلالية والحرية التنظيمية للمرأة».
وشددت على أن القيادة النسائية هي وحدها التي تتخذ القرارات الاستراتيجية والمؤسسية داخل وحدات حماية المرأة، وأن القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية لا تملك صلاحية تعديل هذا الواقع. وأضافت أن هذا المبدأ ليس تفصيلاً إداريًا، بل يمثل جوهر فلسفة وحدات حماية المرأة التي قامت، منذ تأسيسها، على فكرة أن تحرر المرأة لا يمكن أن يكون خاضعًا لقرار أو وصاية خارجية.
وفي هذا السياق، قالت عفرين بوضوح: إن القائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، رغم موقعه القيادي، لا يستطيع إجبارها على فعل أي شيء داخل وحدات حماية المرأة ولا يملك سلطة نقلها من موقعها أو إجراء تغييرات في القوات النسائية، مؤكدة أن الجهة الوحيدة المخولة بذلك هي القيادة النسائية نفسها.
واعتبرت أن هذا الواقع هو ما مكّن وحدات حماية المرأة من الحفاظ على تماسكها واستمراريتها طوال أكثر من اثني عشر عامًا من الحرب.
وأوضحت عفرين أن وحدات حماية المرأة تمتلك قيادتها الخاصة، ومراكزها، ومؤسساتها التنظيمية والتعليمية، وأنها تقوم بتنظيم نفسها والتدرب داخل هذه الأطر المستقلة. واعتبرت أن هذا النموذج هو الضامن الأساسي لاستمرار استقلالية وحدات حماية المرأة وقدرتها على حماية نفسها ومشروعها.
المفاوضات مع دمشق
وفي ما يتعلق بالمفاوضات مع الحكومة السورية في دمشق، أوضحت عفرين أن مشاركة وحدات حماية المرأة في هذه المفاوضات لا تستند إلى كونها قوة نسائية فقط، بل إلى ما حققته على الأرض خلال سنوات الحرب.
وقالت إن وجودها على طاولة التفاوض هو نتيجة «إنجازات الثورة»، وليس منحة من أي طرف دولي أو إقليمي، رغم الدور الوسيط الذي لعبه التحالف الدولي.
وأشارت إلى أن اتفاق 10 آذار/مارس 2025 مع دمشق شكّل محطة مهمة، لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة التطبيق العملي. وأوضحت أن الخلاف الجوهري لا يزال قائمًا حول شكل الجيش السوري الجديد، معتبرة أن الحديث عن دمج قوات منظمة مثل «قسد» في جيش يضم عشرات الفصائل غير المنضبطة لا يزال سابقًا لأوانه.
الاندماج المشروط والضمانات الدستورية
أكدت روهلات عفرين أن وحدات حماية المرأة، كما قوات سوريا الديمقراطية عمومًا، لا ترفض مبدأ الاندماج ضمن الدولة السورية، لكنها تضع شروطًا أساسية، في مقدمتها الضمانات الدستورية الواضحة لحقوق المكونات واللغات والمرأة.
وقالت إن أي اندماج عسكري لا يمكن أن ينجح دون الاعتراف الدستوري بالمجتمع الذي تمثله هذه القوات، معتبرة أن غياب هذا الاعتراف يشكل تهديدًا وجوديًا.
وفي هذا الإطار، شددت على أن وحدات حماية المرأة ستحافظ على وضعها الخاص كقوة نسائية مستقلة حتى في حال التوصل إلى اتفاق نهائي مع دمشق، معتبرة أن الحاجة إلى الدفاع الذاتي لا تنتهي بانتهاء الحرب، بل تستمر في السلم أيضًا، خصوصًا بالنسبة للنساء.
وأضافت أن وحدات حماية المرأة لا تنظر إلى نفسها كقوة تخص شمال وشرق سوريا فقط، بل كـتجربة يمكن أن تخدم عموم سوريا، في حال جرى الاعتراف بها واحترام خصوصيتها. وأكدت أن التخلي عن التنظيم النسائي المستقل يعني، من وجهة نظرها، العودة إلى أنماط تاريخية أثبتت فشلها في حماية النساء والمجتمع.
وقدّمت عفرين قراءة سياسية أوسع للوضع السوري، معتبرة أن سقوط النظام السابق لم يكن كافيًا بحد ذاته لإحداث تغيير حقيقي، وأن إعادة إنتاج المركزية القديمة بصيغ جديدة سيقود إلى أزمات متجددة.
وانتقدت ما وصفته بـ«بطء الحكومة الانتقالية» في التفاوض، متهمة إياها بتجاهل المقترحات المقدمة من جانب «قسد» ووحدات حماية المرأة، رغم تحميل الإعلام لهذه القوات مسؤولية التعطيل.
كما أشارت إلى وجود ضغوط خارجية تؤثر على مسار المفاوضات، دون تسميتها، داعية إلى ترك القرار للسوريين أنفسهم.
واعتبرت أن مستقبل سوريا مرتبط بقدرة السلطة الجديدة على الاعتراف بالتعددية الدينية والقومية والاجتماعية، وبإشراك النساء بشكل فعلي في صنع القرار.
وأكدت عفرين أن تجربتها الشخصية في التفاوض مع قادة ذوي خلفيات إسلامية متشددة أظهرت تغيرًا شكليًا في الخطاب، دون أن يرافقه بالضرورة تغيير عملي، مشددة على أن وجود النساء المنظمات على طاولة السياسة هو شرط أساسي لأي حل مستدام.
واضاف إن أي عملية سلام أو انتقال سياسي لا تشارك فيها النساء محكوم عليها بالفشل، معتبرة أن القرن الحادي والعشرين سيكون، بالضرورة، قرن قيادة النساء، وأن وحدات حماية المرأة ستواصل الدفاع عن وجودها وتنظيمها، مهما تغيّرت الأسماء والهياكل السياسية، حسب وصفها.
١٢ ديسمبر ٢٠٢٥
أعلن وزير المالية محمد يسر برنية، اليوم الجمعة، حلّ اتحاد شركات التأمين واتحاد وكلاء ووسطاء التأمين، في خطوة تمهّد لتنظيم انتخابات خلال الشهرين المقبلين لتشكيل مجلسين جديدين يديران عمل الاتحادين وفق رؤية إصلاحية شاملة.
وأوضح برنية، في منشور نشره عبر منصة "لينكد إن"، أن القرار يأتي ضمن حزمة إجراءات لتحديث قطاع التأمين في سوريا وإعادة هيكلته بما ينسجم مع المعايير الدولية ويعزز الحوكمة ويحدّ من الفساد، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً وثيقاً بين الوزارة والجهات المعنية لرفع كفاءة السوق وتحقيق نمو نوعي في صناعة التأمين.
وأشار الوزير إلى أن وزارة المالية أنجزت استراتيجية وطنية شاملة لتطوير قطاع التأمين، سيتم الإعلان عنها قريباً، بهدف تعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني والتنمية خلال السنوات القادمة.
خارطة طريق لإصلاح التأمين الصحي
ويأتي هذا التطور بعد إعلان وزير المالية في 11 تشرين الأول الماضي عن إعداد خارطة طريق لإصلاح نظام التأمين الصحي بالتعاون مع وزارة الصحة وهيئة الإشراف على التأمين.
وتهدف الخطة إلى تطوير النظام الصحي في المدى القصير والمتوسط عبر مسارين أساسيين: إصلاح خدمات التأمين الصحي للعاملين في الدولة، وتطوير منظومة الضمان الصحي العامة.
وكانت عقدت لجنة مشتركة بين الجهات المعنية عدة اجتماعات لوضع تفاصيل الخطة وتحديد أولويات التنفيذ، في إطار برنامج حكومي أوسع لإعادة بناء المؤسسات وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
وتعكس هذه الإجراءات توجه الحكومة نحو إصلاح قطاع التأمين بمختلف مكوناته ليكون أكثر فاعلية وشفافية، وليسهم بفاعلية في عملية التعافي الاقتصادي خلال المرحلة الجديدة التي تشهدها البلاد.