
وزير الخارجية التركي: حل قريب لملف "قسد" ومسار متكامل لإعادة إعمار سوريا
أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن ملف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) يقترب من حل شامل عبر مسار سياسي وأمني متكامل، معرباً عن تفاؤله بالتقدم المستمر في جهود إعادة إعمار سوريا، التي تحظى بدعم متزايد من خلال رفع العقوبات الدولية وتعزيز التنسيق الإقليمي.
وأوضح فيدان، خلال تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، أن سوريا تعاني من "دمار كامل وانقطاع عن العالم" عقب حكم نظام الأسد، مؤكداً أن إعادة تأهيل البلاد تتطلب جهداً مهنياً منسقاً ومتعدد الأطراف على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، مشيراً إلى مشاركة تركيا في عدة اجتماعات ولقاءات مع دول المنطقة والعالم تهدف إلى هذا الغرض.
وأشار إلى الدور المحوري للنشاط الدبلوماسي التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث بدأ رفع العقوبات يؤتي ثماره عبر تحسن النظام المصرفي وفتح آفاق للاستثمار وتطوير الخدمات الأساسية، لا سيما مع إجراء مناقصة طاقة ضخمة شاركت فيها شركات من تركيا وسوريا وقطر والولايات المتحدة، مما يمهد لمرحلة جديدة من الانتعاش الاقتصادي.
وقال فيدان: "في المرحلة القادمة، سنركز على إعادة الإعمار، وتنشيط البنية التحتية، وتأمين الخدمات الأساسية، ما سيسهم في عودة السوريين إلى ديارهم. كلما عاد المزيد، انتعش الاقتصاد أكثر، ونتطلع إلى سوريا مستقرة وطبيعية".
وفيما يخص ملف "قسد"، أكد الوزير أن التطورات تجري خلف الكواليس رغم الهدوء الظاهري بعد الاتفاق الموقع في 10 آذار بين "قسد" والحكومة السورية، معبراً عن تفاؤله بالتنسيق المتزايد بين الولايات المتحدة ودمشق وأنقرة، ما قد يمهد لحل سلس يبعد عن المنطقة أزمات جديدة.
وعلى صعيد مكافحة تنظيم داعش، كشف فيدان عن انطلاق آلية إقليمية مشتركة بين تركيا والعراق وسوريا والأردن ولبنان، تتضمن تفعيل خلايا استخباراتية وفرق أمنية مشتركة، في خطوة وصفها بالمهمة لتعزيز أمن المنطقة، مستنداً إلى لقاءات عُقدت مؤخراً في أنقرة بين وزيري خارجية الأردن وسوريا.
وأشار إلى وجود أكثر من 40 ألف شخص في مخيمات تحت سيطرة "قسد"، مع تنسيق جاري مع دمشق وبغداد لإخلائها، مع وجود مقترح أميركي مؤقت بتولي الأمم المتحدة إدارتها لحين استعادة السيطرة السورية.
وفيما يخص الوجود العسكري الأميركي، شدد فيدان على أن المشكلة ليست في تواجد القوات الأميركية بحد ذاته، بل في دعمها لحزب العمال الكردستاني، معتبراً إيقاف هذا الدعم أمراً أساسياً لتركيا.
في تطورات ميدانية، أعلن مسؤول أميركي سحب 500 جندي من سوريا، وإغلاق قاعدتين عسكريتين على الأقل، وتسليم قاعدة ثالثة إلى "قسد" خلال الأسابيع الماضية، بينما كشف السفير الأميركي في أنقرة، توم باراك، عن توجه واشنطن لتقليص عدد قواعدها في سوريا من ثماني إلى قاعدة واحدة فقط، في إطار خفض انتشارها العسكري في البلاد.