وزارة الخارجية تُدين القصف الإسرائيلي: هناك أطراف تسعى لزعزعة الاستقرار لمصالح خاصة
وزارة الخارجية تُدين القصف الإسرائيلي: هناك أطراف تسعى لزعزعة الاستقرار لمصالح خاصة
● أخبار سورية ٣ يونيو ٢٠٢٥

وزارة الخارجية تُدين القصف الإسرائيلي: هناك أطراف تسعى لزعزعة الاستقرار لمصالح خاصة

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بياناً رسمياً عبر مكتبها الإعلامي، تناولت فيه الأحداث الأخيرة المتعلقة بالقصف في الجنوب السوري والأنباء المتداولة عن إطلاق نار باتجاه الجانب الإسرائيلي.

في البيان، أوضحت الوزارة أنها لم تتحقق حتى الآن من صحة الأخبار التي تتحدث عن قصف من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن هناك عدة أطراف قد تسعى لاستغلال الموقف وزعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالح خاصة.

وأكدت الوزارة أن سوريا لا تشكل تهديداً لأي دولة في المنطقة، وأن أولوياتها في الجنوب السوري تتمثل في بسط سلطة الدولة وإنهاء وجود السلاح خارج المؤسسات الرسمية، ما يهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار لجميع المواطنين السوريين.

وأدانت الوزارة بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف قرى وبلدات في محافظة درعا، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة. واعتبرت أن هذا التصعيد يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا ويزيد من التوتر في المنطقة، خاصة في ظل الحاجة الماسة إلى التهدئة والحلول السلمية.

في ختام البيان، دعت الوزارة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ووقف الاعتداءات، ودعم الجهود الرامية لإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا والمنطقة.

وكانت شهدت الحدود الجنوبية لسوريا مع الأراضي المحتلة في الجولان تصعيداً جديداً، حيث أُطلقت صاروخان من نوع "غراد" من مناطق مفتوحة داخل الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل. أعلن فصيل يحمل اسم "كتائب الشهيد محمد الضيف" مسؤوليته عن الهجوم، وسط تصاعد التوتر والتهديدات الإسرائيلية تجاه الحكومة السورية.

أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط الصاروخين اللذين أُطلقا من بلدة تسيل، التي تبعد حوالي 12 كيلومتراً عن الحدود الإسرائيلية، ورد بقصف مدفعي استهدف مواقع في جنوب سوريا. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته نفذت عدة عمليات في المنطقة خلال الأشهر الماضية، مع وجود قوي لتنظيمات مثل حماس ومنظمات جهادية أخرى في تلك المناطق، بينما شهدت مناطق درعا والسويداء تحليقاً مكثفاً للطيران الإسرائيلي دون غارات.

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن القصف الإسرائيلي استهدف حوض اليرموك غرب محافظة درعا عقب إطلاق القذيفتين، مع سقوط خمس قذائف على الحقول الزراعية بين بلدتي معرية وكويا.

وأعلنت "كتائب الشهيد محمد الضيف" التي تأسست في 31 مايو 2025 وفق بيان منسوب لها، مسؤوليتها عن الهجوم بالصاروخين، فيما سارعت حركة حماس لنفي أي ارتباط لها بالمجموعة. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن مصادر فلسطينية تروج لبيان صادر عن تنظيم غير معروف باسم "كتائب الشهيد محمد الضيف" يتبنى إطلاق الصواريخ، مع وجود قناة تلغرام تم إنشاؤها مؤخراً.

على الصعيد الرسمي، حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الرئيس السوري أحمد الشرع المسؤولية المباشرة عن الهجوم، مؤكداً في بيان أن إسرائيل سترد بحزم ولن تسمح بعودة ما حدث في السابع من أكتوبر.

من جهته، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية تقديرات بأن أفراداً من حماس ينشطون في الأراضي السورية، ويقفزون خلف إطلاق الصاروخين بتشجيع من قيادات حماس في لبنان والضفة الغربية. 

وأشار إلى أن قوات "أحمد الشرع" أطلقت سراح سجناء بينهم عناصر حماس ذوي خبرة قتالية، يُعتقد أنهم مسؤولون عن الهجوم. وأضاف الموقع أن أحمد الشرع لا يسعى في هذه المرحلة لتصعيد التوتر مع إسرائيل، خاصة في ظل تقارير عن نية إدارة ترامب لاستضافته في الولايات المتحدة.

وفي رد فعل محلي، صرح رئيس مجلس الجولان الإقليمي بأن الهجوم يمثل دليلاً إضافياً على ضرورة بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة الشمالية، والعمل بفعالية لحماية السكان. وشدد على أن أي خرق للهدوء سيُقابل بقوة، مؤكداً أن الجولان منطقة استراتيجية وطنية.

وعلى صعيد سياسي، انتقد زعيم حزب الديمقراطيين في إسرائيل يائير غولان رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع كاتس، معبراً عن أن إسرائيل ليست في مأمن طالما استمروا في مناصبهم، مشيراً إلى التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها البلاد، بما في ذلك الصراعات في غزة واليمن.

وكان من اللافت تزامن إطلاق الصاروخين من سوريا مع إطلاق صاروخ من اليمن خلال أقل من 20 دقيقة، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في معظم أنحاء إسرائيل، وحث الملايين على التوجه للملاجئ.

يأتي هذا التصعيد في وقت شهدت فيه الحدود السورية مع الأراضي المحتلة فترة هدوء نسبي، رغم استمرار القصف الجوي الإسرائيلي على مناطق في ريف اللاذقية وطرطوس، مما يشير إلى احتمالية تصعيد التوتر وازدياد الاحتقان في المنطقة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ