واشنطن تستضيف اجتماعًا تركيًّا – أمريكيًّا لبحث مستقبل سوريا ورفع العقوبات
واشنطن تستضيف اجتماعًا تركيًّا – أمريكيًّا لبحث مستقبل سوريا ورفع العقوبات
● أخبار سورية ١٩ مايو ٢٠٢٥

واشنطن تستضيف اجتماعًا تركيًّا – أمريكيًّا لبحث مستقبل سوريا ورفع العقوبات

تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن، يوم الثلاثاء، اجتماع مجموعة العمل التركية – الأمريكية بشأن سوريا، في خطوة تعكس تعزيز التنسيق الثنائي بين البلدين حول أبرز الملفات السورية، ولا سيما بعد التقارب السياسي الأخير بين دمشق وواشنطن.

وبحسب مصادر في وزارة الخارجية التركية، فإن الاجتماع سيُعقد برئاسة مشتركة بين نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز ونظيره الأمريكي كريستوفر لاندو، وبمشاركة ممثلين عن مؤسسات رسمية من البلدين، في إطار تنسيقي متعدد المجالات.

أولويات السياسات المشتركة تجاه سوريا
ويناقش الاجتماع أولويات تركيا والولايات المتحدة في سياساتهما تجاه سوريا، من زاوية الأمن والاستقرار، وتحديد المجالات الممكنة للتعاون الميداني والسياسي، في ظل المتغيرات المتسارعة على الساحة السورية.

ومن بين أبرز القضايا المطروحة على جدول الأعمال، ملف مكافحة تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، إلى جانب تقييم الجهود الإقليمية التي قادتها أنقرة مؤخراً لدعم الحكومة السورية في هذا الملف.

المعسكرات والوجود العسكري الأمريكي
كما سيتطرق الجانبان إلى مسألة المعسكرات الواقعة شمال شرقي سوريا، وبحث آليات التنسيق بشأنها، فضلاً عن تقديم واشنطن لمعلومات محدّثة حول العملية الجارية لإعادة تنظيم وجود قواتها العسكرية في سوريا، وتحديد طبيعة الدور العسكري الأمريكي في المرحلة المقبلة.

رفع العقوبات عن سوريا على طاولة النقاش
ويكتسب هذا الاجتماع أهمية استثنائية، كونه يأتي في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض، والذي أسفر عن إعلان ترامب قرار رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق.

ومن المتوقع أن يبحث الاجتماع آلية تنفيذ هذا القرار، بما في ذلك الخطوات الفنية والتشريعية اللازمة، والجدول الزمني لرفع القيود الاقتصادية، وتقييم تداعيات ذلك على مجمل الملف السوري والإقليمي.

التنسيق السياسي والأمني والاقتصادي
ومن المرتقب أن يشدد نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، خلال الاجتماع، على أهمية اعتماد مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد في التنسيق مع الولايات المتحدة، تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يحقق الأمن والاستقرار المستدام في سوريا، ويحفظ وحدة وسلامة أراضيها.

وكان بحث وزير الخارجية والمغتربين "أسعد الشيباني" في مدينة أنطاليا التركية مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السيد ماركو روبيو، بحضور وزير خارجية تركيا السيد هاكان فيدان، تفاصيل رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وتحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن، وسبل بناء علاقة استراتيجية.

"الشيباني" يوضح تفاصيل المباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي: تحقق تطلعات الشعب السوري
أكد وزير الخارجية والمغتربين، السيد أسعد الشيباني، أن مباحثاته مع وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو تحقق التطلعات والطموحات المستقبلية للشعب السوري، لافتاً إلى أن الجانب الأمريكي أكد أن سوريا دولة فاعلة، وأمنها مهم لأمن واستقرار العالم.

وقال وزير الخارجية، في تصريح لقناة الإخبارية السورية مساء: “منذ 8 كانون الأول 2024 بدأنا تطبيع العلاقات مع جميع الدول العربية والأجنبية، وكذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية”، لافتاً إلى أن سوريا لديها اليوم آفاق مستقبلية، والحكومة التي تمتلك هذه الميزات تستطيع أن تضع سوريا على مسافة واحدة من الجميع.

وأشار الوزير الشيباني إلى أن هناك مصالح تحكم العالم، ونحن ننطلق في هذا من مصالح شعبنا، مؤكداً أن مستقبل سوريا سيكون مشرقاً ومنافساً في المنطقة بعد إزالة العقوبات الأمريكية، وأوضح أن هناك سوريين في الخارج نجحوا وأبدعوا في ميادين كثيرة، وسنعطي الفرصة لهذه الكوادر حتى تبدع وتنتج.

سيجدد كل 180 يوماً.. وزير الخارجية الأمريكي يوضح آلية رفع العقوبات عن سوريا 
وكان كشف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عن دعوة أعضاء الكونغرس لاستخدام سلطة الإعفاء الواردة في "قانون قيصر" كخطوة أولى لرفع العقوبات عن سوريا.

وفي تصريح أدلى به للصحفيين بعد مشاركته في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول الناتو في أنطاليا بتركيا، أكد روبيو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم استخدام الإعفاء كمرحلة أولى في عملية رفع العقوبات. وأوضح أن هذا الإعفاء سيجدد كل 180 يوماً.

وأضاف روبيو أنه في حال تحقيق تقدم ملحوظ من قبل دمشق، سيتم التقدم بطلب للكونغرس لرفع العقوبات بشكل كامل. لكنه أكد أن هذه الخطوة لا تزال سابقة لأوانها في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن البداية ستكون بالإعفاء الذي سيسمح للدول الشريكة بإرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا دون القلق من التعرض للعقوبات.

وأكد الوزير الأمريكي أن رفع العقوبات عن سوريا سيسهم بشكل ملموس في جهود إعادة الإعمار، مشدداً على أهمية وجود إدارة قادرة على تقديم الخدمات الأساسية. وأوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم السلام والاستقرار في سوريا، معتبراً أن وجود شركاء إقليميين، مثل تركيا، سيكون ضرورياً لتحقيق ذلك.

وقال روبيو إن "سوريا السلمية والمستقرة ستكون من أبرز التطورات الإيجابية في المنطقة في السنوات الأخيرة"، مشيراً إلى أن القيادة السورية الحالية تسعى لبناء مجتمع قادر على احتضان جميع العناصر الاجتماعية المتعددة والمتنوعة.

وفيما يخص العلاقات المستقبلية، أشار إلى أن الحكومة السورية تهدف إلى العيش بسلام مع دول الجوار، بما في ذلك إسرائيل، وأنها تسعى لإزالة العناصر الإرهابية من أراضيها. كما أضاف أن سوريا تطمح إلى تدمير الأسلحة الكيميائية على أراضيها، وقد طلبت دعم الولايات المتحدة في هذه المسألة، وهو ما أبدت واشنطن استعدادها لتقديمه.

وختم روبيو بالإشارة إلى أن سوريا تتميز بتنوع ديني وثقافي طويل الأمد، وأنه من مسؤولية قادتها تحقيق تحول شامل بدلاً من التصعيد العسكري الذي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأضاف أن شركاء إقليميين مثل تركيا والسعودية والإمارات وقطر مستعدون للمساهمة في هذا التحول.

ترامب يُعلن رفع العقوبات عن سوريا
وكان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء 13 أيار 2025، عن قراره برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي والرئيس التركي، مؤكداً أن إدارته قد اتخذت الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع دمشق. هذا القرار يعتبر تحولاً مهماً في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، ويثير تساؤلات حول تبعاته الاقتصادية والسياسية على البلاد والمنطقة.

  ترحيب دولي واسع لقرار ترامب
لاقى القرار ترحيباً واسعاً في الأوساط الشعبية السورية التي خرجت للساحات بالآلاف، وعبرت عن تقديرها للخطوة التي من أشنها دعم التعافي للشعب السوري، وشكرها للدول التي دعمت وساهمت في الوصول إليها، ورحبت الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي، والأمم المتحدة ومسؤولين أممين وأمريكيين وأوربيين، مؤكدين أنها فرصة تاريخية للنهوض بسوريا الجديدة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ