
مواطنة سورية تشيد بالأمن الداخلي .. صورة مشرفة جديدة يشهدها الأهالي في سوريا
وجّهت مواطنة سورية عبر مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، رسالة شكر عبّرت فيها عن امتنانها العميق لرجال الأمن الداخلي، لحسن تعاملهم معها ومساعدتهم لها أثناء تعرضها لوعكة صحية استدعت نقلها إلى المشفى.
وفي سردها لتفاصيل الحادثة، أوضحت أنها كانت في منزل عمها في ضاحية حرستا، ولم يكن هناك من يساعدها، وعندما نزلت إلى الشارع لم تتمكن من إيجاد سيارة أجرة، فتوجهت إلى حاجز الدوار القريب وطلبت المساعدة، وتقول إن عناصر الحاجز استقبلوها بكل أدب واحترام، وسارعوا إلى تأمين سيارة لها، ورافقوها إلى المشفى، بل وانتظروا حتى انتهاء علاجها.
وختمت قائلة: "أنا لا أبالغ، بل أروي ما حدث معي تماماً. لم أتردد في طلب المساعدة دون أن أفكر بأنني فتاة وبدون حجاب، لأنني كنت واثقة أنهم لن يخذلوني. هؤلاء هم الرجال الذين نحتاج لوجودهم في بلدنا".
وقبل أيام قليلة أيضاً نشرت وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية عبر موقع فيس بوك فيديو يوثق متابعة قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق شكوى تقدّمت بها إحدى المواطنات لقسم الشكاوى بريف دمشق.
وقام قائد الأمن الداخلي بزيارة منزلها والاستماع إلى تفاصيل الشكوى بشكل مباشر، وأكدت الوزارة من خلال منشورها أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص وزارة الداخلية على تعزيز مبدأ الشفافية ومحاسبة كل من يتجاوز القانون. وأضافت أنه تم فتح تحقيق فوري في الحادثة، وإحالة العناصر المتجاوزين إلى القضاء المختص لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
مبادرات تكسر حاجز الخوف وتعالج إرث القمع
تأتي هذه المبادرات الإنسانية في وقت لا يزال فيه كثير من السوريين يحملون صورة قاتمة سابقة عن الأجهزة الأمنية، التي ارتبطت لعقود بالبطش والتعذيب والإخفاء القسري، لا بالخدمة والحماية. فمنذ عهد حافظ الأسد مروراً بالمجرم بشار، كانت الأفرع الأمنية رمزاً للرعب والقمع، وأداة لإسكات أي صوت معارض أو حتى مختلف، حتى بات التوجه إلى مراكز الأمن يُقابل بالخوف والريبة، خصوصاً لمن لا يمتلك علاقات أو حماية.
ومع ذلك، بدأت مواقف إنسانية مثل مساعدة امرأة مريضة بدون تردد، واستجابة مسؤولين أمنيين لشكاوى المواطنين بجدية وشفافية في ظل المرحلة الجديدة بعد سقوط الطاغية، تظهر كخطوات مهمة نحو تغيير هذه الصورة النمطية. هذه المبادرات تحمل في طياتها رسالة أمل بأن العلاقة بين المواطن والأجهزة الأمنية يمكن أن تتغير، وأن الأمن يجب أن يكون خادماً للشعب لا مصدر تهديد له.