مكتب أوتشا يؤكد أن غالبية السوريين ما زالوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن الاحتياجات الإنسانية في سوريا ما زالت عند مستويات حادة، مؤكداً أن 16.5 مليون شخص، أي ما يقارب ثلثي السكان، لا يزالون بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، في ظل استمرار تداعيات النزاع ومحدودية التمويل المتاح.
وأوضح المكتب، في تحديث صدر بتاريخ 23 كانون الأول ديسمبر 2025، أنه يواصل مع شركائه الإنسانيين التنسيق مع السلطات المحلية ومراقبة التطورات الميدانية في مدينة حلب، مشيراً إلى أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه الليلة الماضية، بعد موجة من الأعمال العدائية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الأخيرة.
وقال مكتب أوتشا إن تلك الأعمال العدائية تسببت بقصف عدة أحياء سكنية في حلب، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة بين المدنيين، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين بجروح جراء القصف.
وفي سياق الاستجابة الطارئة، ذكر المكتب أن منظمة الصحة العالمية أرسلت مستلزمات طبية طارئة إلى السلطات الصحية لدعم قدرتها على التعامل مع المصابين وتلبية الاحتياجات العاجلة.
وفي معرض استعراضه للوضع الإنساني العام في البلاد، شدد مكتب أوتشا على أن التلوث بالذخائر المتفجرة ما زال يشكل أحد أخطر التهديدات على حياة السوريين، موضحاً أن هذه الذخائر أدت، خلال شهر تشرين الثاني نوفمبر وحده، إلى مقتل 21 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين، نصفهم تقريباً من الأطفال، بحسب ما وثقته التقارير الأممية.
وأضاف المكتب أن تداعيات النزاع لا تزال تضرب قطاع التعليم بشكل واسع، حيث ما زال نحو 2.5 مليون طفل خارج المدارس، في حين أن 40 في المئة من المدارس في مختلف أنحاء سوريا غير صالحة للعمل، إما بسبب الدمار أو الأضرار الجسيمة أو استخدامها لأغراض غير تعليمية.
وفي سياق متصل، أشار مكتب أوتشا إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني تمكنوا، رغم محدودية التمويل، من تقديم مساعدات إنسانية لأكثر من ثلاثة ملايين شخص شهرياً خلال العام الجاري، مؤكداً أن استمرار هذه الجهود يظل مرهوناً بتوفير موارد إضافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المتضررين في مختلف المناطق السورية.