
مقتل خسرو حسني: مهندس الظل في استخبارات الحرس الثوري ومهندس النفوذ الإيراني في سوريا
أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء في الهجوم الذي نفذته إسرائيل على مواقع عدة في إيران فجر يوم 13 يونيو/حزيران 2025، وأكد خامنئي أن "خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا"، جلهم متورطون بالدم السوري خلال فترة التدخل الإيراني في سوريا ومنهم:
لقي العميد "خسرو حسني"، نائب رئيس جهاز الاستخبارات في قوة الجو- فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني، مصرعه خلال الضربة الجوية الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت العاصمة الإيرانية طهران فجر الجمعة، في واحدة من أكبر الهجمات التي طالت البنية القيادية للأجهزة العسكرية الإيرانية في السنوات الأخيرة.
وجاء مقتله في إطار عملية نوعية وصفت بأنها استهدفت “مركز الأعصاب” في المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية، إذ شملت مواقع ومقار أمنية وعسكرية بالغة الأهمية.
شغل العميد حسني موقعًا بالغ الحساسية داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية، وكان أحد أبرز العقول الاستخباراتية التي لعبت دورًا جوهريًا في بناء، وتوجيه، وإدارة نفوذ طهران في سوريا خلال العقد الماضي.
وقد تمحور دوره في الإشراف على غرفة العمليات المشتركة بين الحرس الثوري الإيراني، وجهاز الاستخبارات التابع لنظام الأسد، ومكاتب التنسيق مع ميليشيات حزب الله، وذلك في مناطق دمشق وريفها، والبادية السورية، ومحافظات الشرق (دير الزور والبوكمال).
كما شارك في تنظيم البنية الاستخباراتية للميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا، لا سيما "لواء فاطميون" و"زينبيون" و"الحرس القومي العراقي"، حيث تولى حسني مسؤولية تطوير قدراتها في مجال الاتصالات، والتنصت، وجمع المعلومات، والتنفيذ الميداني للعمليات ضد الفصائل السورية أو القوات الأمريكية في الشرق السوري.
وتولى مهام التنسيق مع وحدات الدفاع الجوي السورية لتعزيز قدرات الردّ الإيراني في وجه الضربات الإسرائيلية المتكررة، ومحاولة زرع أجهزة رصد وإنذار مبكر قرب المطارات والثكنات.
مثّل مقتل خسرو حسني ضربة قاصمة للمنظومة الاستخباراتية الإيرانية في سوريا، خاصة أنه كان يشغل عمليًا دور "حلقة الوصل" بين قيادة الحرس في طهران، والوحدات الميدانية النشطة على الأراضي السورية.
ويأتي مقتله في وقت تشهد فيه إيران انكماشًا تدريجيًا لنفوذها العسكري في سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، وتراجع قدرة الميليشيات التابعة لها على المناورة أو فرض وقائع أمنية، لا سيما في ظل إعادة هيكلة مؤسسات الدولة السورية من قبل الحكومة الانتقالية.
يُعد العميد خسرو حسني أحد أبرز رجالات الحرب الخفية التي خاضها الحرس الثوري الإيراني في سوريا على مدى سنوات، ومقتله يفتح الباب أمام تحولات محتملة في الخارطة الاستخباراتية للمنطقة، وبينما تتابع طهران خسائرها بصمت، تبدو سوريا في عهدها الجديد خارج إرث النفوذ الإيراني الأمني، على طريق استعادة سيادتها الكاملة وبناء مؤسساتها على أسس وطنية خالصة.