معرة النعمان تطلق نداء استغاثة: مدينة مدمّرة تنهض من تحت الركام وتنتظر الإنقاذ
معرة النعمان تطلق نداء استغاثة: مدينة مدمّرة تنهض من تحت الركام وتنتظر الإنقاذ
● أخبار سورية ٧ يونيو ٢٠٢٥

معرة النعمان تطلق نداء استغاثة: مدينة مدمّرة تنهض من تحت الركام وتنتظر الإنقاذ

دعا ناشطون وفعاليات مدنية في مدينة معرة النعمان الجهات الحكومية في محافظة إدلب، والمؤسسات المختصة في الحكومة السورية الجديدة، إلى التحرك العاجل لتأمين الخدمات الأساسية في المدينة التي تستقبل يومياً المزيد من العائلات العائدة من مخيمات النزوح، وسط دمار واسع وانعدام شبه تام لمقومات الحياة.

وأوضح النشطاء أنه منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، بدأت المدينة، التي شكّلت رمزاً للمقاومة والثورة، تشهد عودة تدريجية لأهلها رغم الخراب الهائل الذي خلّفه النظام البائد وحلفاؤه الروس والإيرانيون خلال سنوات من القصف الممنهج والتدمير المتعمد.

ولفت النشطاء إلى أن أكثر من 3600 عائلة عادت حتى الآن إلى المدينة، لكنهم اصطدموا بواقع مأساوي إن "لا أفران ولا خبز"، وجدوا المدينة خالية من أي فرن آلي، ما يُجبر السكان على قطع مسافات طويلة لتأمين احتياجاتهم اليومية من الخبز.

أيضاً غياب الرعاية الصحية، فالمستوصف الوحيد شبه خالٍ من الأدوية، مما يُهدد حياة المرضى، خصوصاً مع تزايد الإصابات بلدغات العقارب والأفاعي دون توفر أمصال، كذلك مياه الشرب شحيحة وتعاني المدينة من أزمة المياه تتفاقم، وسط تحذيرات من آثار صحية وبيئية كارثية، علاوة عن أن البنية التحتية منهارة فالمدارس مدمّرة، الطرق شبه معدومة، والأسواق خرجت عن الخدمة.

ليست معرة النعمان مجرد بقعة منكوبة على الخارطة، بل مدينة تضرب جذورها في عمق التاريخ السوري، وكانت إحدى أوائل المدن التي انتفضت ضد الاستبداد، وقدّمت تضحيات جسيمة على طريق الحرية. واليوم، وبين ركام المنازل المهجورة وصدى المدارس المهدمة، يبعث أهلها برسالة واضحة: "نحن باقون… لكننا بحاجة إلى الدعم".

يطالب أهالي معرة النعمان بإطلاق خطة إغاثة شاملة تشمل إعادة تفعيل المستوصفات وتزويدها بالأدوية والأمصال، وإنشاء فرن آلي يغطي احتياجات المدينة، وتأمين مياه الشرب ومعالجة شبكات التوزيع، ودعم مبادرات إعادة إعمار المدارس والمرافق العامة، وتوفير الدعم اللوجستي للسكان العائدين


وتعاني مدينة معرة النعمان من غياب أحد أهم الخدمات الحيوية اليومية، في ظل استمرار أزمة الخبز التي تُثقل كاهل السكان العائدين، بعد أكثر من خمسة أشهر على تحرير المدينة من قوات النظام. ومع غياب الفرن الآلي الرسمي، يضطر الأهالي لشراء الخبز من محال البقالة، رغم رداءة جودته وعدم كفايته لتلبية الطلب.

تُعد مدينة معرة النعمان إحدى أكثر المناطق تضرراً جراء حملة القصف المكثفة التي شنّها النظام قبل انسحابه، والتي تسببت في دمار واسع للبنية التحتية وتوقف أغلب الخدمات. لكن بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، بدأت موجات العودة إلى المدينة تتزايد، مدفوعة بإرادة مدنية جماعية لإعادة الحياة إلى طبيعتها.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ