قيادي كردي يُحمل إدارة "ب ي د" مسؤولية استمرار أزمة المياه في الحسكة
حمل "نافع عبد الله"، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا، إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، مسؤولية استمرار أزمة المياه في الحسكة، نتيجة فشل وإهماله لمتطلبات الناس الحياتية، ما أدى إلى تفاقم معاناة نحو مليون إنسان منذ عدة سنوات.
وقال القيادي في تصريح لموقع (باسنيوز): "لا تزال أزمة المياه مستمرة في الحسكة، والسبب الرئيسي كان سيطرة الفصائل التابعة لتركيا على مصادر المياه (محطة علوك) أثناء دخول الجيش التركي لمدينة (رأس العين)، والسبب الآخر يعود إلى عدم اهتمام إدارة PYD بهذا الموضوع الإنساني".
وأضاف: "كان لدى إدارة PYD مشروع لحفر الآبار في منطقة عامودا وجر المياه إلى مدينة الحسكة، ولكن حتى الآن لم يتم إنجاز المشروع ولا يزال أبناء المدينة يعانون من شحة مياه الشرب في هذا الصيف الحار!".
وتستمر مشكلة انقطاع المياه في الحسكة التي يقطنها أكثر من مليون نسمة، نتيجة الصراع الدائر بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وفصائل الجيش الوطني السوري، في ظل ظروف مأساوية يعيشها سكان المنطقة، وفق ناشطين كورد من المنطقة.
وتطالب المنظمات الإنسانية بتحييد محطة علوك عن الصراعات السياسية والعسكرية، وإخضاع إدارتها إلى فريق متخصص ومستقل، تحت إشراف ورقابة دولية، وكف يد القوات التركية والإدارة الذاتية وأي طرف آخر من استخدامها كورقة ابتزاز.
وسبق أن كشفت دائرة مياه الحسكة التابعة لـ"الإدارة الذاتية" شمال وشرق سوريا، عن اقتراب موعد تشغيل محطة "علوك" بريف الحسكة، بإشراف من منظمة "اليونيسف"، نافية وجود أي دور لدمشق في هذا الأمر، في وقت يعاني أهالي الحسكة من شح المياه بسبب ممارسات الإدارة وملحقاتها.
وقال رئيس الدائرة عيسى يونس، إن التفاهمات التي جرت بين دائرة المياه ومنظمة "اليونيسف" تقضي بتزويد محطة علوك بستة ميكاواط من التيار الكهربائي من مدينة الدرباسية، مقابل تشغيل 18 بئراً وما فوق.
وفق موقع "روداوو"، فإنه "سيتم تشغيل أربعة مضخات وما فوق، ومتابعة مسار المياه من محطة علوك باتجاه مدينة الحسكة"، ولفت المسؤول إلى أن ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام بأن حكومة دمشق هي التي تسعى لحل هذه المشكلة "غير صحيح"، لأن حكومة دمشق تتهم "الإدارة الذاتية" بأنها طرف في أزمة المياه.
واتهم يونس تركيا باستغلال "هذه الورقة للضغط على "الإدارة الذاتية"، زاعماً أن "الإدارة" لم تكن معرقلة لأي اتفاق يخدم سكان مدينة الحسكة، وقبل أكثر من عام، طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، بوقف الاضطرابات المتواصلة في محطة مياه علوك، الواقعة شمال شرقي سوريا، وأكدت أن الانقطاعات في الخدمات الأساسية للمواطنين في سوريا آخذة بالتصاعد.
وأوضحت يونيسيف، أن محطة مياه علوك تعطلت 24 مرة على الأقل، منذ نوفمبر 2019، ووفقا للمنظمة، فقد تأثر عدد يصل إلى مليون شخص، بما يشمل الكثير من الأسر النازحة المعرضة للخطر والتي تعيش في مخيمات وتجمعات غير رسمية.
وطالبت يونيسيف بإعادة توصيل خدمات المياه والكهرباء وصيانة حق المدنيين بالوصول إلى الماء والصرف الصحي، وحثت المنظمة على توفير ممر آمن ووصول بلا عوائق للفنيين والعاملين في المجال الإنساني، لتتمكن محطة علوك من العمل دون انقطاع.
وسبق أن عقد في محطة آبار العلوك بريف بلدة رأس العين الشرقي، اجتماع روسي تركي، لتطبيق تفاهم بين الجانبين يفضي إلى ضخ مياه الشرب إلى مناطق الإدارة الذاتية، وحصول المناطق الخاضعة لنفوذ الجيش الوطني السوري والتركي على خدمة الكهرباء.
وقطعت الكهرباء عن محطة علوك قرب رأس العين من قبل "ب ي د" أدى لتوقف ضخ المياه عن الحسكة، ثم استئناف تزويد الحسكة بالمياه بعد عودة التيار الكهربائي، حيث أن الخط القادم من الدرباسية لا يغذي إلا محطة المياه ولا تستفيد منه مدينة رأس العين ولا تل أبيض.
وكانت أطلقت العشائر العربية في محافظة دير الزور والرقة شرقي سوريا، حملة تستهدف إغاثة آلاف المدنيين في مدينة الحسكة، بسبب أزمة المياه الخانقة التي تعانيها، وردت "قسد" على هذه الحملات بإعاقة مرور الصهاريج ومضايقة القائمة على تلك الحملات.