أعطال يقابلها وعود بتحسن وضع الكهرباء.. الحكومة السورية تشر بإطلاق شركات قابضة
أعطال يقابلها وعود بتحسن وضع الكهرباء.. الحكومة السورية تشر بإطلاق شركات قابضة
● أخبار سورية ١٠ أغسطس ٢٠٢٥

أعطال يقابلها وعود بتحسن وضع الكهرباء.. الحكومة السورية تشر بإطلاق شركات قابضة

قال وزير الطاقة في الحكومة السورية "محمد البشير"، إن الحكومة بدأت خطة شاملة لإعادة هيكلة قطاع الطاقة في البلاد، تشمل تأسيس شركات قابضة في مجالات النفط والكهرباء، بهدف تعزيز الإنتاج وتطوير البنية التحتية، على غرار كبريات شركات الطاقة العالمية.

وأوضح، أن الوزارة ورثت بنية تحتية متهالكة في قطاعات النفط والكهرباء والمياه والثروة المعدنية، تشمل المصافي، الحقول والآبار، شبكات النقل والتوزيع، ومحطات التوليد التي كانت بحاجة إلى إعادة تأهيل شامل.

وأضاف أن تأسيس الشركات القابضة سيجري بشكل تدريجي ضمن خطة منظمة، مشيراً إلى دراسة إنشاء شركة لإدارة ملف التعدين والفوسفات، أشار وزير الطاقة إلى أن محطات التوليد تعاني من تدهور كبير جراء الحرب والعقوبات، مع توقف عمل محطتي زيزون ومحردة، فيما تعمل محطات أخرى بطاقة لا تتجاوز 50–70%.

ولفت إلى أن الجهود المكثفة رفعت القدرة التوليدية إلى نحو 5 آلاف ميغاواط، إلا أن نقص توريد الغاز يحد من ساعات التشغيل، التي تبلغ حالياً 4–5 ساعات يومياً في عموم المحافظات.

الغاز الأذربيجاني ومفاوضات لزيادة الإمدادات

أكد الوزير أنه تمت إعادة تأهيل خط الغاز الواصل بين سوريا وتركيا، وبات جاهزاً لاستقبال الغاز من أذربيجان، حيث بدأت المرحلة التجريبية لتوريد 3.4 مليون متر مكعب من الغاز، تكفي لتوليد 700–900 ميغاواط، ما قد يرفع ساعات التشغيل إلى 8–10 ساعات يومياً خلال الأيام المقبلة.

كما أشار إلى استمرار المفاوضات مع تركيا لشراء 2.69 مليون متر مكعب إضافية، بما يضيف نحو 500 ميغاواط ويزيد التغذية بمعدل ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً.

مشروع مصفاة نفط جديدة وخط نفط من العراق

كشف الوزير عن دراسات لإنشاء مصفاة جديدة بطاقة 200 ألف برميل يومياً، بهدف جعل سوريا مصدّراً للمشتقات النفطية، موضحاً أن مباحثات جارية مع شركات متخصصة، بينها سوكر التركية، وأضاف أنه سيزور العراق قريباً لبحث إعادة تأهيل خط النفط من حقل كركوك إلى ميناء بانياس، لتغذية مصفاتي حمص وبانياس أو للتصدير المباشر.

أكد وزير الطاقة أن الخطة الحكومية تضع الطاقة المتجددة هدفاً رئيسياً، مع العمل على مشاريع الطاقة الشمسية والرياح وتطوير أنظمة التخزين لضمان استقرار الشبكة، إضافة لفتح المجال أمام المستثمرين المحليين لإنشاء محطات شمسية صغيرة بقدرات تقل عن 10 ميغاواط.

استقرار جزئي في التوليد وأعطال في عدة محافظات

من جهته، أعلن مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء خالد أبو دي، الأحد، تحقيق استقرار جزئي في التوليد جنوبي البلاد بعد إعادة تشغيل عنفات محطات جندر، دير علي، الناصرية، بانياس، وتشرين.

وأشار إلى أن محافظة القنيطرة ما زالت بلا كهرباء بسبب عطل على الخط المغذي، فيما سمح إصلاح خط 230 ك.ف بين دير علي والكسوة بإعادة التغذية لمحافظتي درعا والسويداء، مع رفع تدريجي للتوليد نحو الاستقرار الكامل.

وشهدت أربع محافظات هي اللاذقية، درعا، القنيطرة، والسويداء انقطاعاً واسعاً للكهرباء نتيجة أعطال في مولدات الطاقة تزامنت مع موجة حر شديدة.

وأوضحت محافظة اللاذقية أن عطلاً على خطوط التوتر العالي المغذية للمحطة الرئيسية أدى إلى خروج 15 محطة تحويل عن الخدمة وانقطاع الكهرباء والمياه عن معظم المناطق، فيما عزت المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء التعتيم الجزئي في الجنوب إلى سوء الأحوال الجوية وارتفاع الرطوبة، ما أدى لفصل خطوط الجهد العالي وتوقف مجموعات التوليد في جندر، الناصرية، وتشرين.

تحسن مرتقب مع تشغيل محطة جندر بالغاز الأذربيجاني

قال معاون وزير الطاقة غياث دياب إن تشغيل محطة جندر بعد تزويدها بالغاز الأذربيجاني سيسهم في إنتاج 700–800 ميغاواط يومياً، ما يرفع ساعات التغذية في مختلف المحافظات.

من جهته، أوضح معاون مدير الإدارة العامة للنفط والغاز "رياض الجوباسي"، أن المحطة ستستقبل 1.4 مليون متر مكعب من الغاز لتشغيل أول عنفة غازية، وأن إضافة محطتي الناصرية وتشرين سترفع الإنتاج إلى نحو 900 ميغاواط، ما يعادل زيادة 4–5 ساعات كهرباء يومياً على المستوى الوطني.


هذا وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الدولة السورية لاستعادة كفاءة المنظومة الكهربائية، بعد سنوات من التراجع الحاد الذي شهدته في عهد النظام البائد، حيث أدى الإهمال والفساد إلى تراجع الإنتاج وتعطيل مشاريع الصيانة والتحديث. واليوم، تعمل السلطات على إعادة تأهيل المحطات الكبرى وتحديث بنيتها، ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى ضمان استقرار التيار الكهربائي وتلبية احتياجات المواطنين والقطاع الصناعي.

وتجدر الإشارة إلى أن محطة جندر تعد من أهم محطات التوليد في البلاد، إذ تسهم حالياً بنحو 20% من إنتاج الكهرباء في سوريا وقد أُنشئت على مرحلتين، الأولى بين عامي 1994 و1995 وضمت ست عنفات (أربع غازية واثنتان بخاريتان)، والثانية بين عامي 2011 و2016 وشملت عنفتين غازيتين وعنفة بخارية، ما يجعلها واحدة من أضخم منشآت التوليد من حيث القدرة التصميمية والبنية التحتية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ