ضربة موجعة لطهران: مقتل العميد غلام رضا محرابي مهندس التغلغل الأمني في سوريا
ضربة موجعة لطهران: مقتل العميد غلام رضا محرابي مهندس التغلغل الأمني في سوريا
● أخبار سورية ١٤ يونيو ٢٠٢٥

ضربة موجعة لطهران: مقتل العميد غلام رضا محرابي مهندس التغلغل الأمني في سوريا

أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء في الهجوم الذي نفذته إسرائيل على مواقع عدة في إيران فجر يوم 13 يونيو/حزيران 2025، وأكد خامنئي أن "خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا"، جلهم متورطون بالدم السوري خلال فترة التدخل الإيراني في سوريا ومنهم:

العميد غلام رضا محرابي، نائب رئيس جهاز استخبارات هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية ونائب هيئة العمليات، الذي أكدت طهران مقتله إثر الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة الإيرانية فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025.

ويعد محرابي من أبرز القادة الأمنيين الإيرانيين الذين لعبوا دورًا استثنائيًا في توجيه وإدارة التدخل الاستخباراتي الإيراني داخل سوريا، ما جعل من مقتله حدثًا مفصليًا يضع علامات استفهام حول مستقبل النفوذ الأمني لطهران في البلاد.

من هو غلام رضا محرابي؟
شغل العميد غلام رضا محرابي أحد أكثر المناصب حساسية في منظومة الأمن القومي الإيراني، بصفته نائب رئيس جهاز استخبارات الأركان العامة، ويدير من خلاله شبكة معقدة من التنسيق الميداني والاستخباراتي بين مختلف فروع القوات المسلحة والحرس الثوري، بما في ذلك "فيلق القدس".

امتلك محرابي سجلًا أمنيًا حافلًا، وكان من القادة الموثوقين لدى القيادة الإيرانية العليا، خاصة بعد اغتيال قاسم سليماني، حيث تولّى مهامًا إضافية مرتبطة بإعادة هيكلة منظومة التأثير الإيراني الإقليمي، وعلى رأسها الملف السوري.

 هندسة التدخل الإيراني في سوريا
منذ بداية التدخل العسكري الإيراني في سوريا عام 2012، ظهر محرابي كأحد العقول التي وضعت الخطط الأمنية لطهران على الأرض السورية، لا سيما في مجال الاستخبارات والعمل الميداني داخل مناطق النظام. 


وقد تولّى من موقعه الإشراف على غرفة التنسيق العملياتية بين الحرس الثوري وميليشيات "حزب الله" و"فاطميون" و"زينبيون"، كما لعب دورًا حيويًا في دعم أجهزة مخابرات نظام الأسد ومراقبة جبهات المعارضة.

أدار أيضًا ملف الاتصالات المشفرة بين القيادة الإيرانية في طهران والمواقع العسكرية في سوريا، وتولى مسؤولية تنظيم عمليات جمع المعلومات، وعمليات الاستهداف الموجه ضد مواقع المعارضة المسلحة، وتنسيق الحملات الميدانية مع الحلفاء الروس.

مركزية دوره في دمشق
لم يكن محرابي مجرد ضابط رفيع؛ بل كان يُنظر إليه داخل الأوساط الأمنية الإيرانية باعتباره "مهندس الأمن العابر للحدود"، وساهم بشكل مباشر في إنشاء قواعد استخباراتية إيرانية داخل سوريا، بعضها تمركز في محيط العاصمة دمشق، وبعضها في دير الزور وحمص.

ويؤكد عدد من التقارير أن محرابي قاد عمليات دمج واسعة بين الأجهزة الأمنية السورية وقوات الحرس الثوري، ما عزّز من تبعية مفاصل أمنية سورية للقرار الإيراني طوال السنوات الماضية.

مع سقوط محرابي، تخسر طهران واحدًا من آخر كبار القادة الذين كانت تعتمد عليهم في إدارة الملفات الإقليمية، خصوصًا الملف السوري الذي يتّسم بتداخل أمني وعسكري واستخباراتي عميق. ويُتوقع أن تؤدي هذه الخسارة إلى إرباك في التنسيق بين طهران ووكلائها داخل سوريا، خصوصًا في ظل الضغوط السياسية والعسكرية التي تواجهها إيران بعد اتساع رقعة الضربات الإسرائيلية.

تكشف تصفية العميد غلام رضا محرابي عن تغير كبير في موازين القوة داخل سوريا، وتكشف في الوقت ذاته عن عمق التورط الاستخباراتي الإيراني في سوريا في عهد نظام الأسد، فقد كان الرجل بمثابة "عقل الظل" الذي نسّق ووجّه معظم ما جرى خلف الستار على مدار أكثر من عقد. واليوم، مع غيابه، تدخل منظومة الحرس الثوري مرحلة جديدة من الارتباك، قد تنعكس آثارها المباشرة على مستقبل النفوذ الإيراني في المنطقة بأسرها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ