
زيارة مفاجئة لقبوات إلى مركز "الكسوة لتأهيل المتسوّلين" تؤدي لإغلاقه
أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا عن إغلاق مركز الكسوة المختص بتأهيل وتشغيل المتسوّلين، بعد إجراء زيارة مفاجئة من قبل الوزيرة السيدة هند قبوات إلى المركز، بهدف الاطلاع على سير العمل وتفقّد أوضاع الأشخاص النزلاء فيه.
وبحسب فيديو نشرته الوزارة عبر معرفاتها الرسمية، بدا أن الوزيرة كانت غاضبة من الأخطاء التي لاحظتها خلال الزيارة، ومنها شخص نزيل لا يملك فرشة، فتحدّثت مع القائمين على المركز مستنكرةً الحالة التي شاهدتها، وقالت: “كيف يمكن لشخص أن يجلس بهذه الطريقة دون فرشة؟”
وخلال الفيديو الذي انتشر، ظهرت السيدة هند قبوات وهي تتحدث مع مدير المركز وتعبّر عن استغرابها وانزعاجها من عدم تمكّنه من توفير تخت وفرشة لنزيل في ذلك المكان. ثم صارت تتفقد المركز، وتتحدث مع النزلاء فيه.
وقبل أيام، أجرت السيدة هند قبوات زيارة إلى الأردن استمرت ليومين، بهدف الاطلاع على البرامج والخدمات التي تقدّمها وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية.
وكانت الزيارة قد استُهلّت بلقاء وزيرة التنمية الاجتماعية الأردنية السيدة وفاء بني مصطفى، التي رحّبت بالوفد السوري وأكدت على أهمية التعاون بين البلدين، وعرضت خلال اللقاء البرامج المقدّمة في مجالات الحماية والرعاية الاجتماعية، خاصةً للأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام.
من جانبها، أعربت الوزيرة السورية قبوات عن تقديرها الكبير للأردن ورغبتها في الاستفادة من تجربته المتميّزة في عدة مجالات، خاصةً مكافحة التسوّل وتنظيم عمل الجمعيات وإدارة الصندوق الوطني للمعونة، مؤكدةً على أهمية تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين البلدين.
وكان ناشطون في سوريا قد وجّهوا رسائل ونداءات استغاثة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، طالبوا فيها بالتدخّل العاجل لوضع حلول لمشكلة التشرد والتسوّل المنتشرة في البلاد. ونشر هؤلاء الناشطون صوراً لأطفال يعيشون في الشوارع ويتسوّلون، مؤكدين أن هذه الظاهرة تشكّل خطراً كبيراً على الصعيد المجتمعي. وطالبوا الوزارة باتخاذ إجراءات فعّالة لمعالجة هذه الأزمة والحد من انتشارها، وضرورة مساعدة المشردين والمتسوّلين.
أصبح التسوّل في سوريا أمراً شائعاً في العديد من المدن والقرى، ورغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة، فإنها تفاقمت بشكل ملحوظ خلال سنوات الحرب. فقد فرضت الحرب على السوريين أوضاعًا اقتصادية ومعيشية صعبة، فغدت فرص العمل حلماً بعيداً للكثيرين، حتى لأولئك الذين حافظوا على وظائفهم، حيث لا تكفي أجورهم لسد احتياجاتهم الأساسية. بالإضافة إلى الغلاء الكبير في أسعار المواد الغذائية، فأصبح التسوّل بالنسبة للكثيرين الخيار الوحيد للبقاء على قيد الحياة.
ومن الأسباب الرئيسية التي تدفع البعض إلى التسوّل، بحسب حالات سبق ورصدناها، هي الفقر المدقع، غياب المعيل، أو عدم وجود عمل ثابت. ويعاني متسوّلون من حالات مرضية في أسرهم تتطلّب علاجاً مكلفاً، بينما يعاني آخرون من غياب أبسط مقوّمات الحياة كالسكن والطعام والتعليم.