"دمشق تودّع الشيخ "سارية الرفاعي".. أحد أبرز أعلامها الدينية وناصر ثورة السوريين
شيّع الآلاف في المسجد الأموي بالعاصمة السورية دمشق، اليوم الأربعاء 8 كانون الثاني، جثمان الداعية الشيخ "سارية عبد الكريم الرفاعي"، الذي وافته المنية يوم الاثنين 6 كانون الثاني 2025، في مدينة إسطنبول التركية عن عمر يناهز 77 عاماً بعد صراع مع المرض.
الشيخ سارية، أحد أبرز علماء دمشق وشقيق الشيخ "أسامة الرفاعي" مفتي الجمهورية العربية السورية، كان من العلامات البارزة في الحراك السلمي ضد نظام الأسد السابق، إلى جانب إسهاماته العلمية والدعوية، ومشاركته في العمل الإنساني والخيري.
- سيرة الشيخ سارية الرفاعي:
ينحدر الشيخ سارية من مدينة دمشق، ودرس في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف في مصر، حيث حصل على درجة الماجستير عام 1977، وعمل خطيباً وإماماً لجامع زيد بن ثابت في دمشق، وشارك في مؤتمرات إسلامية دولية، قبل أن يغادر سوريا لأول مرة بين عامي 1980 و1993 نتيجة ضغوط أمنية من النظام السوري.
عاد الشيخ إلى دمشق ليواصل نشاطه الدعوي، لكنه اضطر مجدداً إلى مغادرة البلاد عام 2012 بسبب موقفه الداعم للثورة السورية، بعد أن لعب دوراً بارزاً في الحراك الشعبي، بما في ذلك تنظيم إضرابات سلمية في العاصمة، ليقيم لاحقاً في تركيا حيث واصل نشاطه الدعوي حتى أقعده المرض.
- مواقف ودور بارز في الثورة السورية:
برز الشيخ الرفاعي كأحد العلماء المؤيدين للثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011، وكان من أوائل من واجهوا النظام البائد بجرأة، ما دفعه لمغادرة البلاد إلى تركيا، هناك، أصبح عضواً في رابطة علماء الشام والمجلس الإسلامي السوري، وساهم في دعم العمل الإنساني والإغاثي للشعب السوري.
- المجلس الإسلامي السوري ينعي الشيخ الرفاعي:
نعى المجلس الإسلامي السوري، الذي كان الفقيد أحد مؤسسيه، الشيخ سارية الرفاعي، واصفاً إياه بأنه "أحد أعلام العمل الدعوي في بلاد الشام". وذكر المجلس في بيان:"لقد كان الشيخ الرفاعي من أوائل من صدعوا بالحق عند اندلاع الثورة السورية، وواصل جهوده في خدمة الدعوة الإسلامية والعمل الخيري حتى آخر أيامه، حيث تخرّج على يديه أجيال من العلماء والقراء والدعاة".
وأكد المجلس أن الشيخ الرفاعي كان رمزاً للوحدة والعمل الوطني، معرباً عن تعازيه لعائلة الفقيد، وخصّ بالتعزية شقيقه الشيخ أسامة الرفاعي، مفتي الجمهورية العربية السورية، وأبناء الشعب السوري كافة.
- حياة مليئة بالعطاء والإخلاص:
الشيخ سارية الرفاعي، الذي وُصف بأنه "رائد من رواد العمل الدعوي"، قضى حياته في تعليم الدين الإسلامي، والتأكيد على قيم الوحدة الوطنية والعمل الخيري. ورغم غربته القسرية، بقي مرتبطاً بوطنه، متطلعاً إلى تحقيق الحرية والعدالة في سوريا، هذا وتم دفن جثمانه في العاصمة السورية دمشق، حيث ودّعه الآلاف من محبيه وأبنائه، مؤكدين استمرارية نهجه وسيرته في خدمة الدين والوطن.
- موقفه من النظام السوري:
الشيخ سارية الرفاعي كان من أبرز العلماء السوريين الذين وقفوا ضد النظام السوري ودعوا إلى التغيير خلال الثورة السورية منذ بداياتها في عام 2011، وكان له موقف قوي في الوقوف مع مطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة، واعتبر أن النظام السوري قد فقد شرعيته نتيجة قمعه العنيف ضد المتظاهرين السلميين.
دعوة إلى العصيان المدني
كان الشيخ الرفاعي من الشخصيات البارزة التي دعت إلى العصيان المدني ضد النظام السوري، حيث شارك في تأييد الإضراب الذي شهده دمشق في 29 أيار 2012، والذي جاء بعد مجزرة الحولة، حيث كانت هذه المجزرة مثالاً على قسوة النظام تجاه المدنيين.
إدانة العنف والقمع
كان الشيخ الرفاعي يرفض بشدة العنف والقمع الذي مارسه النظام ضد الشعب السوري، وخاصة استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين والعزل، كان يدعو إلى سلمية الثورة ويرفض التدخل العسكري من قبل أي طرف.
موقفه ضد نظام الأسد
بعد أن أصبحت الأوضاع في سوريا أكثر تعقيداً، اضطر الشيخ سارية إلى الخروج من سوريا في عام 2012 بسبب تهديدات النظام ضد حياته، ولكنه استمر في دعم الثورة من الخارج، كما شارك في تشكيل الهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي السوري في الخارج، وكان له دور كبير في تحشيد الدعم للثوار والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري.
نقده للميليشيات الأجنبية
انتقد الشيخ الرفاعي تدخل الميليشيات الأجنبية مثل حزب الله الإيراني والميليشيات الطائفية التي دعمت النظام السوري في قتل الشعب السوري، كما كان يدعو إلى تحرر سوريا من أي تدخلات خارجية.
موقفه من المصالحة مع النظام
الشيخ الرفاعي كان من المعارضين لأي تسوية مع النظام السوري بعد أن ارتكب من المجازر ضد الشعب السوري. كان يعتبر أن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية.
- إسهاماته الفكرية وأبرز مؤلفاته:
الشيخ "سارية الرفاعي" كان شخصية بارزة في المجال الدعوي والعلمي، وله العديد من الإسهامات في الفكر الإسلامي والتربية الدعوية، لكن بسبب التركيز الأكبر على نشاطه الدعوي الميداني ومواقفه الوطنية، لم يكن إنتاجه من المؤلفات واسع الانتشار مقارنة بعطاءه العملي. من بين أبرز ما يُعرف عنه:
وكان الشيخ سارية يركز على مؤلفات تتعلق بالتربية الإسلامية وأصول الدعوة، بالإضافة إلى كتيبات توجيهية للعلماء والدعاة، ويُرجح أن تكون مؤلفاته ذات طابع تعليمي وتوجيهي، تناقش قضايا المجتمع والدعوة بأسلوب بسيط يخاطب العقول والقلوب.
- محاضرات وخطب مكتوبة:
للشيخ سارية العديد من خطبه ومحاضراته تم تدوينها ونشرها بين طلابه ومحبيه، حيث كانت تحمل مضامين دينية واجتماعية ووطنية، خاصة خلال الثورة السورية.
- أبحاث في الفقه والشريعة:
شارك الشيخ سارية في إعداد أبحاث وكتابات ضمن المؤتمرات الإسلامية التي حضرها، وتركزت حول وحدة الأمة الإسلامية وقضايا الأمة المعاصرة، إذا كنت تبحث عن قائمة محددة بأسماء كتبه أو أبحاثه، قد يتطلب ذلك الرجوع إلى الجهات أو المؤسسات الدينية التي عمل معها، مثل **رابطة علماء الشام** أو **المجلس الإسلامي السوري**، حيث من المحتمل أن تكون لديها أرشيفاً موثقاً لما كتبه أو أعدّه.