جنبلاط يحذر من محاولات إسرائيلية لاستغلال دروز سوريا والتلاعب بوحدتهم الوطنية
جنبلاط يحذر من محاولات إسرائيلية لاستغلال دروز سوريا والتلاعب بوحدتهم الوطنية
● أخبار سورية ٧ يونيو ٢٠٢٥

جنبلاط يحذر من محاولات إسرائيلية لاستغلال دروز سوريا والتلاعب بوحدتهم الوطنية

حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من محاولات إسرائيلية ممنهجة لاستغلال الطائفة الدرزية في سوريا ضمن مشاريع تهدف إلى تقسيم البلاد وإضعاف هويتها الوطنية. وأشار في مقابلة مع قناة "التلفزيون العربي" إلى أن إسرائيل تسعى لاستقطاب بعض أفراد الطائفة وتحويلهم إلى أداة لتمزيق النسيج الاجتماعي السوري.

وقال جنبلاط خلال لقاء مصور مع "التلفزيون العربي، إن هذه المحاولات ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، عندما سعت القوى الصهيونية إلى تهجير الدروز من جبل العرب، مشدداً على أن هذه السياسات تستهدف اليوم إعادة إنتاج كيانات طائفية مفككة في سوريا ولبنان، بما يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وانتقد جنبلاط الدور الذي يقوم به بعض الزعامات الدينية الدرزية في فلسطين المحتلة، مؤكداً أنهم لا يمثلون الطائفة، بل باتوا أداة في يد الاحتلال، ويشاركون في تمرير أجنداته على حساب القيم الوطنية والقومية للطائفة الدرزية.

ودعا جنبلاط دروز سوريا إلى رفض أي محاولات للتفتيت أو الاستقطاب الطائفي، وإلى التمسك بوحدتهم الوطنية كجزء لا يتجزأ من الشعب السوري، والعمل مع بقية المكونات السورية للحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها، وختم حديثه بالتأكيد على أن مواجهة هذه المخاطر تتطلب وعياً جماعياً، وموقفاً موحداً بين مختلف الأطياف السورية لمنع الانزلاق نحو سيناريوهات التقسيم والفوضى.

وكان اعتبر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، أن الأحداث الدامية التي شهدتها سوريا كانت "مشروع فتنة"، داعيًا الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم في التعامل مع الوضع الحالي، ومنع الخطاب التحريضي والمشاريع المشبوهة التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة.

أكد الشيخ أبي المنى رفضه لمحاولات تصوير الدروز كدين مستقل أو قومية منفصلة، موضحًا أنهم "عشيرة معروفية إسلامية عربية أصيلة"، وجزء من الأمة الإسلامية، ويتميزون بعلاقة تاريخية مع أهل السنة في سوريا ولبنان والعالم الإسلامي. وأضاف أن بعض الخطابات الأخيرة حاولت خلق حالة عدائية بين المذاهب الإسلامية، مشددًا على أنهم "لا يقبلون أي إساءة إلى إخوانهم السنة أو أبناء المذاهب الإسلامية".


وسبق أن دعا الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل ورئيس المجلس الديني الدرزي الأعلى، إلى الحفاظ على الهوية الدرزية في سوريا وضمان المكانة المستحقة للطائفة في الوطن السوري الموحد، في ظل ما تشهده الطائفة من تحديات وقلاقل في الفترة الأخيرة. 

وأكد طريف أن هناك تواصلاً يومياً مع مشايخ الطائفة في سوريا للاطمئنان على أوضاعهم وتقديم الدعم الممكن لهم، مشيراً إلى أن قراراتهم الداخلية تُحترم ولا يتدخل فيها.

وشدد طريف على أن الطائفة الدرزية كانت ولا تزال تقف إلى جانب أهلها في سوريا، متمسكة بقيم الإخوة والوفاء، وملتزمة بالدفاع عن مصالحهم. وأكد أن القرارات الاستراتيجية الداخلية تعود للطائفة في سوريا، وأن دور الطائفة هناك هو من أجل مصلحتها الخاصة.

وأعرب طريف عن دعمه المستمر للطائفة في سوريا، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية السورية، وعلى أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا هم جزء أصيل من الشعب السوري، متشبثين بهويتهم العربية التاريخية. وأضاف أن الطائفة الدرزية في سوريا كانت وما زالت جزءًا من صُناع تاريخ سوريا، ويجب على الجميع احترام ذلك.

كما دعا طريف إلى وحدة جميع أطياف المجتمع السوري، مؤكداً على أهمية الحفاظ على الحقوق الأساسية والدستورية لكل المواطنين، وضرورة العمل على النهوض بسوريا وتحقيق الاستقرار لمصلحة جميع مواطنيها ومناطقها دون استثناء. وأشار إلى أهمية تجنب الفتن الطائفية والنعرات التي قد تزعزع النسيج الاجتماعي السوري.


وكانت كشفت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، في تحقيق استقصائي واسع، عن شبكات إلكترونية منظمة تعمل من خارج سوريا، هدفها تأجيج الطائفية وبث خطاب الكراهية بين السوريين، من خلال حملات تضليل معلوماتي متعمدة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، مستهدفة الإدارة السورية الجديدة وبعض المكونات المجتمعية، على رأسها الطائفتان العلوية والدرزية.

ووفقاً لفريق "بي بي سي لتقصي الحقائق"، فإن التحقيق استند إلى تحليل أكثر من مليوني منشور رقمي يتعلق بالأحداث في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد، وشمل تحليل عينة ضخمة تجاوزت 400 ألف منشور، تم تتبع مصادرها الجغرافية وأنماط نشاطها.

الباحث في مختبر الأدلة الرقمية (DFRLab)، رسلان تراد، أكد للـBBC أن الساحة الرقمية السورية باتت بيئة عالية الاستقطاب، تستخدمها جهات متعددة لأغراض سياسية وطائفية، مشيراً إلى ضلوع محتمل لحسابات تُدار من الإمارات، تركيا، مصر، وروسيا.

وشدد تراد على أن هذا الخطاب الرقمي الطائفي يتقاطع مع أجندات إيرانية وإسرائيلية، ويهدف إلى تمزيق المجتمع السوري، وخلق بيئة تدفع باتجاه مشاريع اللامركزية الطائفية، مقابل دعوات رسمية للوحدة الوطنية.

أعاد التحقيق تسليط الضوء على الوجه الرقمي للفتنة في سوريا، حيث لا تقتصر المعارك على الميدان، بل باتت تُخاض أيضاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، باستخدام حسابات وهمية وأساليب تلاعب ممنهجة تهدّد النسيج السوري وتغذّي مشاريع تقسيمه.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ