
تقديراً لأدائها المميز.. وزارة الحج السعودية تُكرم بعثة الحج السورية بجائزة التميّز في التواصل
حصلت بعثة الحج السورية على "جائزة التميّز في التواصل"، التي منحتها "وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية"، وذلك خلال حفل "ختامه مسك" الذي أُقيم يوم الأحد، 8 حزيران 2025، في مكة المكرمة، بحضور رسمي واسع.
وأعلنت الهيئة السورية للحج والعمرة عبر منشور رسمي على منصة "فيسبوك" أن الجائزة جاءت تكريماً لأداء البعثة وجهودها المتميزة في تنظيم شؤون الحجاج السوريين خلال موسم الحج لهذا العام، بما يعكس صورة إيجابية عن الالتزام والانضباط في خدمة ضيوف الرحمن.
وتسلّم الجائزة الأستاذ أحمد حداد، مدير مكتب شؤون حجاج سورية في مكة المكرمة، ممثلاً عن بعثة الحج السورية، وسط إشادة من المنظمين بمستوى التنسيق والتواصل الذي أظهرته البعثة طيلة فترة أداء المناسك.
ووصفت الهيئة هذا التكريم بأنه "إنجاز نعتز به باسم سوريا الحرة"، معتبرة أنه يعكس تقديراً دولياً للدور الاحترافي الذي تؤديه بعثة الحج في ظل التحديات الراهنة.
وتأتي هذه الجائزة كإشارة تقدير دولي لجهود البعثة السورية في خدمة الحجاج، وتعكس مدى جاهزيتها وكفاءتها في إدارة ملف الحج على المستويين الإداري والخدمي، رغم التحديات المرتبطة بالظروف السورية.
وفي مشهد استوقف المتابعين، أثار وزير الأوقاف السوري، محمد أبو الخير شكري، موجة واسعة من التفاعل خلال مشاركته في استقبال المهنئين بعيد الأضحى في قصر منى، وذلك بعد توجيهه خطابًا مباشرًا إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حمل إشارات سياسية ذات دلالات لافتة.
الوزير السوري قال أمام ولي العهد: “من القلب إلى القلب، قلبي يحدثني وأملي بالله كبير، أن يكون توحيد كلمة المسلمين على أيديكم إن شاء الله تعالى”، مشيرًا إلى دور السعودية البارز في نصرة المظلومين، خاصة في فلسطين ولبنان، مضيفًا: “كان آخر ذلك في سوريا الحبيبة”، وقد بدا لافتًا تفاعل الأمير محمد بن سلمان مع هذه الكلمات، حيث اكتفى بابتسامة ووضع يده على صدره، في لقطة تناقلها ناشطون بوصفها ردًا رمزيًا على إشادة الوزير.
التصريحات التي جاءت من الوزير شكري أمام قيادات دينية ورسمية عربية وإسلامية، فتحت باب التأويلات بشأن عمق العلاقات بين دمشق والرياض بعد سنوات القطيعة، كما اعتبرها بعض المراقبين تعبيرًا صريحًا عن تقدير دمشق للدور السعودي الإقليمي، في وقت تستعيد فيه سوريا تدريجيًا مكانتها في المحافل الإسلامية والدولية.
في كلمته الرسمية التي نقلتها وكالة الأنباء السعودية، أشاد الوزير السوري بالتنظيم الاستثنائي لموسم حج 1446 هـ، معتبرًا أن ما تم تحقيقه هذا العام هو “تجسيد حي لرؤية المملكة 2030”، منوهًا بالاعتماد الكبير على التقنيات الحديثة، وإدارة الحشود وفق أعلى المعايير.
وأشار شكري إلى أن الحجاج لمسوا التيسيرات والخدمات الذكية المقدمة، بدءًا من الأنظمة الإلكترونية وصولًا إلى التنافسية بين مزودي الخدمات، مما أسهم في تحسين تجربة الحجاج بشكل غير مسبوق. واعتبر أن هذا التطوير يعكس التخطيط المبكر والاستعدادات التي تبذلها المملكة في سبيل خدمة ضيوف الرحمن.
الوزير السوري شدد على دعم البعثات الرسمية السورية لكافة التعليمات التي تهدف إلى حماية أمن وسلامة الحجاج، مؤكدًا أن الحج يجب أن يبقى شعيرة دينية خالصة، بعيدة عن أي شعارات سياسية أو توجّهات من شأنها الإخلال بحرمة هذا الموسم العظيم.
هذه المشاركة الرفيعة من وفد الحكومة السورية الجديدة، وعلى رأسه وزير الأوقاف، تعكس سياسة الانفتاح التي تنتهجها دمشق بعد طي صفحة النظام السابق، كما تؤكد على سعيها لتعزيز العلاقات مع السعودية في ملفات متعددة.
وكان أعلن وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد أبو الخير شكري، من مكة المكرمة، نجاح موسم الحج لحجاج الجمهورية العربية السورية لعام 1446 هـ، مؤكداً أن جميع الحجاج السوريين البالغ عددهم 22,500 أدّوا مناسك الحج بسلامة تامة، وسط تنظيم محكم وتسهيلات شاملة.
وفي كلمة له خلال بث إعلامي رسمي، أوضح الوزير أن شعار البعثة لهذا الموسم كان "قل الحمد لله"، مشيراً إلى أنه لم يكن مجرد شعار تردده الألسن، بل بوصلة عملية انعكست واقعاً ملموساً في خدمة ضيوف الرحمن. وأضاف: "نحمد الله تعالى على أن الحجاج السوريين أدّوا شعائر الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة، وهم الآن يواصلون مناسكهم بين طواف الإفاضة والمبيت بمنى ورمي الجمرات".
وتوجّه وزير الأوقاف بأصدق التهاني إلى الشعب السوري بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، كما هنّأ رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع، داعياً له بالتوفيق والسداد، مؤكداً أن نجاح الموسم يعكس حجم الجهود المبذولة من قبل الدولة السورية في تأمين راحة حجاجها، وتوفير جميع التسهيلات اللازمة لأداء مناسكهم.
كما عبّر الوزير عن بالغ شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية، قيادةً وحكومةً وشعباً، لما قدمته من "جهود مباركة وتسهيلات مشهودة" في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام، سائلاً الله أن يجزيهم خير الجزاء، ويحفظ بلاد الحرمين الشريفين.
وأشار الدكتور شكري إلى أن الحجاج السوريين سيبدؤون في الأيام القليلة المقبلة بالتوجه إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف، والسلام على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قبل عودتهم إلى أرض الوطن سالمين غانمين، داعياً الله أن يتقبل منهم حجهم ويجعلهم من المبرورين.