"النجاة من سجون سوريا".. شهادة على الألم ومسار نحو العدالة
"النجاة من سجون سوريا".. شهادة على الألم ومسار نحو العدالة
● أخبار سورية ١٠ يونيو ٢٠٢٥

"النجاة من سجون سوريا".. شهادة على الألم ومسار نحو العدالة

يسرد الفيلم الوثائقي "النجاة من سجون سوريا"، من إنتاج شبكة "بي بي سي"، التجربة القاسية التي عاشها المعارض السوري شادي هارون داخل معتقلات النظام السوري، كاشفاً عبر شهادات حية جانباً من الانتهاكات الممنهجة وجرائم التعذيب التي تعرض لها عشرات الآلاف من المعتقلين.

يرافق الوثائقي هارون، المعتقل السابق الذي اعتُقل عام 2011 عن عمر 27 عاماً بتهمة "تشكيل جماعة إرهابية"، في رحلة مؤلمة إلى أماكن احتجازه السابقة، حيث يوثق بكاميرا حية آثار العنف الذي عاشه، ويُسلّط الضوء على مصير المفقودين في سجون النظام، الذين يُقدّر عددهم بأكثر من 100 ألف شخص.

ويتضمن العمل، الذي أشرفت عليه المخرجة والصحفية سارة عبيدات، شهادات صادمة لأشخاص تورطوا بشكل مباشر في منظومة القمع، من بينهم سجانين، وممرضات زوّرن أسباب الوفاة، وسائق جرافة شارك في حفر المقابر الجماعية. كما يعرض مشاهد من مكاتب حكومية مهجورة تضم وثائق مرتبطة بسجن صيدنايا سيئ السمعة، في ما يشبه الأرشيف البيروقراطي للرعب.

في حديثه خلال الفيلم، يصف هارون تجربة الاعتقال بأنها محاولة لإلغاء إنسانية المعتقلين. ويقول: "كانوا يريدوننا أن نشعر أننا لا شيء، كأننا حشرات". ويعرض مشهداً لسلاسل حديدية كانت تُستخدم لتعليق السجناء، في واحدة من عشرات الطرق التي استخدمت للتنكيل بالمعتقلين.

ويُظهر الوثائقي أن البعض ممن تورطوا في هذه الجرائم أعربوا عن ندمهم أو برروا أفعالهم بالخوف، فيما لم يُبدِ بعض المسؤولين السابقين أي شعور بالذنب، ما يعزز الحاجة إلى مساءلة شاملة.

صحيفة فايننشال تايمز، التي استعرضت العمل، وصفت الوثائقي بأنه "شهادة حية على الصمود في وجه القمع"، ونقلت عن المخرجة سارة عبيدات تأكيدها على أهمية "الاعتراف العلني بالذنب" كجزء من السعي لتحقيق العدالة، ويؤكد شادي هارون في نهاية الفيلم أن سقوط قادة النظام من المشهد لا يعني نهاية المحاسبة، مضيفاً: "ربما انتهت الحرب، لكن معركة العدالة بدأت للتو".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ