صورة
صورة
● أخبار سورية ١٣ يونيو ٢٠٢٥

اللواء محمد باقري.. جنرال الظل الإيراني ومهندس العمليات الإيرانية في سوريا 

أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء في الهجوم الذي نفذته إسرائيل على مواقع عدة في إيران فجر يوم 13 يونيو/حزيران 2025، وأكد خامنئي أن "خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا"، جلهم متورطون بالدم السوري خلال فترة التدخل الإيراني في سوريا ومنهم:

 اللواء محمد حسين باقري، المعروف أيضاً باسم محمد حسين أفشردي، يُعد أحد أبرز مهندسي الاستراتيجية العسكرية الإيرانية الحديثة، وأحد العقول الأمنية التي أسست لعقيدة النفوذ الإقليمي للحرس الثوري. وُلد عام 1958، والتحق مبكرًا بصفوف الحرس الثوري الإيراني بعد انقطاعه عن دراسة الهندسة الميكانيكية نتيجة الإغلاق الذي طال الجامعات عقب "الثورة الثقافية".

مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، لعب باقري أدوارًا ميدانية واستخباراتية، فاكتسب خبرة واسعة في قيادة العمليات ونسج الشبكات العسكرية. وقد شكّل مقتل شقيقه الأكبر حسن باقري، مؤسس استخبارات الحرس الثوري، دافعًا شخصيًا لمواصلة هذا المسار وتطويره.

برز دوره بعد الثورة الإسلامية في التصدي للتمرد الكردي في شمال غرب إيران، ثم تولى لاحقًا مهام استخباراتية وقيادية ضد المعارضة الكردية المسلحة على الحدود العراقية – الإيرانية، حيث شارك في العمليات ضد قواعد "الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني" و"كوملة".

في سياق تمدد إيران خارج حدودها، شكّل باقري أحد العناصر الأساسية في التخطيط للوجود الإيراني العسكري في سوريا، ومع انطلاق الثورة السورية، تولى أدوارًا إشرافية مباشرة على العمليات الإيرانية في الداخل السوري، بما في ذلك إدارة خطوط الإمداد، والإشراف على غرف العمليات المشتركة بين "الحرس الثوري" و"حزب الله"، وتنسيق الميليشيات الأجنبية المقاتلة على الأراضي السورية.

عمل باقري على إعادة تنظيم القوات الرديفة لنظام الأسد، وضمان تكاملها مع وحدات الحرس الثوري، ما جعله يُعرف بين المحللين الأمنيين بأنه "رجل طهران الذي أعاد رسم الخريطة العسكرية في سوريا". كما لعب دورًا محوريًا في ترسيخ قواعد إيران في محافظات حلب ودير الزور وحمص، وفي تحويل "مطار التيفور" إلى أحد أهم نقاط التموضع الإيراني في سوريا.

رُقي إلى رتبة لواء في عام 2008، وتقلّد رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في يونيو/حزيران 2016 بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي، ليصبح أعلى مسؤول عسكري بعد قائد القوات المسلحة، ويتمتع بنفوذ واسع على مختلف فروع الجيش والحرس الثوري.

لم تقتصر أنشطته على سوريا، إذ أُدرج على لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية والكندية بتهم شملت دعم الهجمات الإرهابية، وتقديم الدعم العسكري لروسيا في حربها على أوكرانيا عبر تزويدها بطائرات مسيّرة إيرانية.

مثّل محمد باقري حجر الأساس في المشروع الإيراني لتصدير النفوذ الإقليمي عبر الأذرع المسلحة، وكان مقتله في الضربة الجوية الإسرائيلية على طهران فجر الجمعة 13 حزيران 2025، بمثابة خسارة استراتيجية كبيرة لطهران، قد تعيد رسم توازن القوى في المنطقة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ