اشتباكات في القرداحة بين الأمن وأنصار النظام السابق
اشتباكات في القرداحة بين الأمن وأنصار النظام السابق
● أخبار سورية ٢٧ فبراير ٢٠٢٥

اشتباكات في القرداحة بين الأمن العام وأنصار النظام السابق

شهدت مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية، مساء أمس الأربعاء، مواجهات عنيفة بين وحدات الأمن العام السوري ومجموعات موالية للنظام السابق، وذلك بعد هجوم مسلح على مخفر للشرطة ومبانٍ حكومية، ما دفع وزارة الدفاع والأمن العام إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لاستعادة السيطرة على المدينة.

ووفقًا لما صرّح به مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، فإن الأجهزة الأمنية كانت قد نصبت حاجزًا أمنيًا في القرداحة لضبط الأمن، إلا أن “مجموعات متضررة من فرض الأمن حاولت الاعتداء على الحاجز وإثارة الفوضى”، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية تعمل حاليًا على احتواء الوضع وضمان استقرار المدينة.

من جانبها، أكدت مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت بعد أن هاجمت مجموعات مسلحة من أنصار النظام السابق مخفر القرداحة، وأطلقت النار باتجاه قوات الأمن الداخلي، كما حاصر المسلحون الحاجز الأمني في محاولة لتعطيل الحواجز التي تمنع فرار المطلوبين.

“لواء درع الساحل”.. محاولة جديدة لإعادة تنظيم فلول النظام السابق؟

ذكرت تقارير محلية أن المجموعات التي تقف خلف الاشتباكات يقودها مقداد فتيحة، وهو عنصر سابق في “الحرس الجمهوري”، حيث أعلن مؤخرًا عن تأسيس “لواء درع الساحل” في جبال اللاذقية، بهدف “مواجهة انتهاكات الجولاني في الساحل السوري”، على حد زعمه.

ووفقًا للمصادر، فإن المجموعات المسلحة حاولت استغلال الفوضى الأمنية لفرض واقع جديد في الساحل السوري، وسط دعوات للعصيان المدني من قبل شخصيات محسوبة على النظام السابق.

تعزيزات عسكرية واستعادة السيطرة

وأظهرت مشاهدت نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لتوجه عربات وسيارات تابعة للجيش السوري والأمن العام إلى مدينة القرداحة، حيث تمكنت من فرض السيطرة على المدينة وإعادة الهدوء للمدينة، حيث شن الأمن العام لاحقا حملة اعتقال استهدفت مثيري الشغب والفتنة.

نفي حكومي لحملات التجنيد القسري في الساحل

في ظل تصاعد التوتر، انتشرت مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي حول حملات تجنيد قسرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، إلا أن الحكومة السورية سارعت إلى نفي هذه الادعاءات.

وقال مسؤول في شعبة التجنيد في بانياس: “الإشاعات المتداولة عن تجنيد الشباب وسوقهم إلى الخدمة الإلزامية منفية نفياً قاطعاً”، مؤكدًا أن “الجيش السوري هو جيش تطوعي بامتياز، وهذا ما أكده الرئيس أحمد الشرع”، داعيًا المواطنين إلى “عدم تصديق الصفحات المغرضة”.

وانتشرت مزاعم في صفحات المواليين للنظام السابق، أن الحكومة الحالية تقوم بتجنيد شبان من الطائفة العلوية بالقوة لإرسالهم إلى جبهات القنيطرة لمقاتلة اسرائيل، حسب زعمهم.

انعكاسات المشهد على الاستقرار في الساحل السوري

وخرجت مظاهرات في مدينة اللاذقية عقب التوترات في مدينة القرداحة، داعمة للأمن العام والحكومة الجديدة، وطالبت بالضرب بيد من حديد لكل من يحاول زعزعة الاستقرار وجر الساحل إلى حرب طائفية بين أبناءه.

تأتي هذه التطورات وسط توتر متزايد في الساحل السوري، حيث تُشير التقارير إلى أن بقايا النظام السابق تحاول إعادة تنظيم صفوفها بعد فقدانها السيطرة، مستفيدة من الوضع الأمني الهش في بعض المناطق.

ويبقى السؤال الأبرز: هل ستشهد القرداحة تصعيدًا أكبر في الأيام المقبلة، أم أن الحكومة ستتمكن من احتواء الموقف نهائيًا؟

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ