
اختبارات زلزالية رقمية لقوس النصر في تدمر: ترميم يقاوم الهزات حتى 9 درجات**
أجرى علماء روس من أكاديمية العلوم الروسية سلسلة اختبارات رقمية لمحاكاة الزلازل على نموذج ثلاثي الأبعاد لقوس النصر الأثري في مدينة تدمر، في إطار مشروع ترميم مشترك بين موسكو ودمشق، في خطوة متقدمة نحو إحياء أحد أبرز معالم التراث السوري.
وأعلنت الدكتورة ناتاليا سولوفيوفا، مديرة مركز الإنقاذ الأثري التابع لمعهد تاريخ الثقافة المادية، أن نتائج المحاكاة أكدت قدرة القوس، بعد ترميمه وفق النموذج الروسي، على الصمود أمام زلازل تصل شدتها إلى 9 درجات على مقياس ريختر.
واعتمد الباحثون في تجربتهم على نموذج رقمي دقيق للقوس يتيح محاكاة التأثيرات الزلزالية بمختلف درجاتها، بهدف تجنب الأخطاء المحتملة خلال تنفيذ الترميم الفعلي. وشملت المحاكاة اختبار مدى تحمل الهيكل المعماري لموجات زلزالية متصاعدة حتى أقصى شدة ممكنة، وقد أثبتت التجربة نجاح التصميم المقترح في ضمان ثبات الهيكل تحت أقسى الظروف.
يأتي هذا المشروع في أعقاب الدمار الذي ألحقه تنظيم "داعش" بالمعلم الأثري عام 2015، عندما فجّر القوس التاريخي، ما أدى إلى انهيار القوس المركزي وفقدان عدد من عناصره الحجرية الثمينة، في حين بقيت بعض الأعمدة الجانبية المتضررة شاهدة على الجريمة.
ويقوم مشروع الترميم المشترك على مراحل عدة، تشمل فرز الأنقاض ومسح الكتل الحجرية الباقية ضوئياً، بالإضافة إلى بناء نموذج رقمي للقوس كما كان قبل تدميره، ودراسة أسس البناء والطبقة الثقافية المحيطة. وسيُعاد استخدام 40% من الأحجار الأصلية، مع تعويض المفقود منها بحجر جيري مُماثل للحجر التاريخي.
يُذكر أن مدينة تدمر، الواقعة في واحة الصحراء السورية بين دمشق ونهر الفرات، تُعد من أبرز المدن النبطية الأثرية، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتحمل رمزية حضارية وتاريخية تعود لآلاف السنين.