
إغلاق مؤقت للأجواء السورية بفعل التصعيد الإقليمي: الطيران المدني يعلّق الرحلات حرصاً على السلامة
أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السوري، مساء السبت، إغلاق المجال الجوي السوري مؤقتاً أمام حركة الطيران المدني، حتى الساعة الثامنة من صباح الأحد 15 حزيران، نتيجة التوترات الأمنية المتصاعدة في المنطقة.
وأكدت الهيئة في بيان رسمي أنها تتابع المستجدات بشكل حثيث عبر فرقها الفنية والإدارية، مع التشديد على أن أي تطورات سيتم الإعلان عنها فوراً، بالتنسيق مع الجهات المحلية والدولية المختصة لضمان سلامة الأجواء السورية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الخطوط الجوية السورية تعليق كافة رحلاتها الجوية المقررة ليوم الأحد، بسبب إغلاق الأجواء، مشيرة إلى أن التعليق سيستمر حتى إشعار آخر. وناشدت الخطوط الجوية المسافرين متابعة قنواتها الرسمية أو مراجعة مكاتب الحجز للاستفسار عن ترتيبات السفر وإعادة الجدولة.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني قد أعلنت يوم السبت، قبل ساعات من هذا القرار، عن إعادة فتح المجال الجوي السوري بشكل كامل بعد زوال الأسباب التي استدعت الإغلاق المؤقت السابق، مؤكدة أن الأجواء السورية باتت آمنة وصالحة للملاحة المدنية وفقاً لأعلى معايير السلامة الدولية. وشددت حينها على جاهزية جميع الممرات الجوية، بما فيها الممرات المرتبطة بالشبكات الإقليمية والدولية، لاستئناف الرحلات الجوية.
لكن التصعيد العسكري المفاجئ أجبر السلطات على العودة إلى خيار الإغلاق المؤقت. فقد أوضح رئيس الهيئة، أشهد الصليبي، في تصريح لوكالة سانا، أن القرار الأخير يأتي كإجراء احترازي في أعقاب التطورات الإقليمية، وخاصة الغارات الجوية الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت عشرات المواقع في إيران، بينها منشآت نووية ومقار عسكرية، وأدت إلى مقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني.
وأشار الصليبي إلى أن الهيئة كانت قد أغلقت المجال الجوي مؤقتاً بعد ظهر الجمعة، ضمن خطة تستند إلى مراقبة دقيقة للوضع الجوي في ظل التصعيد المتسارع، مؤكداً أن إعادة تقييم قرار الإغلاق سيتم وفقاً لتطورات الميدان ومستوى المخاطر المحتملة.
وأكدت الهيئة أن سلامة الركاب وأطقم الطائرات تمثل أولوية قصوى، مشيرة إلى أنها مستعدة لاتخاذ أي خطوات إضافية لضمان حماية المجال الجوي السوري في ظل التوتر الإقليمي، والذي يضع المنطقة بأسرها على حافة مواجهة أوسع بين إسرائيل وإيران.
ويشير هذا الإجراء إلى حجم القلق الذي تشعر به سلطات الطيران المدني في ظل التصعيد العسكري، وإلى أهمية التأهب الكامل لضمان استمرارية الملاحة الجوية بأعلى درجات الأمان.