
ألمانيا تؤكد التزامها بدعم سوريا وتعتبر المرحلة الانتقالية فرصة تاريخية
جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، أنيكا كلاسن إدريس، تأكيد بلادها على مواصلة دعم الشعب السوري في مرحلته الانتقالية، مشيرة إلى أن الحرية تعني "القدرة على تشكيل حياة الإنسان بكرامة وأمان"، وأن السوريين "يعيدون بناء حريتهم خطوة بخطوة"، مؤكدة أن ألمانيا تقف إلى جانبهم في هذا المسار.
وفي تصريحات سابقة خلال شهر آذار الماضي، كانت وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك، قد أشارت عقب لقائها بالرئيس السوري أحمد الشرع، إلى لقائها مع مختلف أطياف المجتمع السوري، موضحة أن الجميع أجمع على أهمية أن تكون سوريا وطناً موحداً لكل أبنائها.
وأضافت بيربوك حينها: "رأينا الكثير من الدمار في سوريا، ولم أشهد دماراً بهذا الحجم في أي منطقة أخرى من العالم"، مشددة على أن ألمانيا ملتزمة بدعم جهود إعادة تأهيل البنية التحتية السورية، وأن المجتمع الدولي مستعد لتقديم المساندة في هذا الإطار.
وأكدت بيربوك أن "ألمانيا عادت اليوم إلى دمشق"، مشيرة إلى إيمان الحكومة الألمانية بضرورة الاستماع إلى مطالب الشعب السوري، وكشفت عن خطط لزيادة عدد أفراد طاقم السفارة الألمانية في دمشق بشكل تدريجي، تزامناً مع تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد.
وفي سياق متصل، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنيكا كلاسن إدريس، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "العربية الحدث"، أن برلين على استعداد لدعم مسار التحول في سوريا بشكل شامل، معلنة التزام ألمانيا بتقديم 300 مليون يورو لصالح السوريين، خلال مؤتمر بروكسل حول سوريا.
وأعربت إدريس عن ارتياح بلادها للتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن رفع العقوبات الاقتصادية السابقة عن سوريا، ما من شأنه تمكين الشعب السوري من المساهمة في إعادة الإعمار بشكل مستقل. في المقابل، أكدت أن العقوبات المتعلقة بالقضايا الأمنية، بما فيها تلك المفروضة على عناصر النظام السابق وبرنامج الأسلحة الكيميائية، ستظل قائمة.
ووصفت إدريس المرحلة السياسية الراهنة في سوريا بأنها "فرصة تاريخية" بعد سنوات من الحرب والدكتاتورية، لكنها شددت في الوقت ذاته على أنها مهمة ثقيلة تتطلب جهداً وطنياً شاملاً. وأكدت أن الحكومة السورية الجديدة تتحمّل مسؤولية قيادة البلاد نحو سلام دائم بمشاركة كل مكونات المجتمع، والعمل على معالجة الانتهاكات التي ارتُكبت في الماضي.
وختمت المتحدثة بتأكيد أن ألمانيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، تراقب عن كثب التطورات الجارية في سوريا، في إطار دعمها لعملية الانتقال السياسي وبناء مستقبل مستقر وشامل للبلاد.