تفاقم أزمة المحروقات .. "عربش": على الحكومة الرحيل لرفعها أسعار حوامل الطاقة
كشفت وسائل إعلام مقربة من نظام الأسد عن تسجيل المحروقات أسعار جديدة مرتفعة تفوق القدرة الشرائية للمواطنين، فيما دعا الخبير الاقتصادي "شفيق عربش"، خلال حديثه لصحيفة تابعة لإعلام النظام إلى رحيل حكومة نظام الأسد، دون أن يتطرق إلى رأس النظام كونه السبب الأول لتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار الاقتصاد السوري.
وأكد الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، "شفيق عربش"، أن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة فيما يتعلق بأسعار حوامل الطاقة أثرت على التكاليف بشكل كبير لأنها من جهة رفعت الأسعار الرسمية ومن جهة أخرى رفعت الأسعار في السوق السوداء.
وذكر أن الحكومة لا تملك رؤية واضحة وليس لديها خطة عمل وأن كل قراراتها هي عبارة عن ردود أفعال وليست أفعالاً، وعندما تعتبر أن التجار أقوى منها فعليها أن ترحل ولكن هذا التقصد بعدم تطبيق أحكام المرسوم 8 لعام 2021 على جميع المخالفات.
وأشار إلى أن حكومة نظام الأسد تكتفي فقط بتطبيق المرسوم على صغار الكسبة والتباهي بعدد المخالفات المسجلة يعد دليل عجز، لأن المرسوم وضع للقضاء على هذه الظواهر التي تقول الحكومة إنها غير قادرة على ضبطها أو القضاء عليها.
ووصل سعر كيلوغرام الغاز المنزلي بدمشق إلى 20 ألف ليرة وأسطوانة الغاز في السوق السوداء إلى 210 آلاف ليرة لأسطوانة الغاز الصناعي و140 ألفاً لأسطوانة المنزلي، مع وجود أسعار أعلى، وزعم مصدر في جمعية معتمدي الغاز بدمشق تحسن في عملية توزيع الغاز لتصل مدة انتظار الرسالة إلى 100 يوم بينما تتجاوز هذه المدة في ريف دمشق.
وادعى بأن عملية التوزيع حالياً مستقرة عند 22 ألف أسطوانة يومياً في حين لم تكن تتجاوز 17 ألف أسطوانة قبل 20 يوماً، ولا تقتصر الأزمة المتفاقمة على الغاز بل تشمل مازوت التدفئة مع عدم حصول المواطنين بمناطق كاملة مثل حمص وريفها على مخصصاتهم رغم مزاعم النظام بتوزيع نسب كبيرة.
واستهجن سكان مناطق سيطرة النظام من عدم توافر المازوت للمواطنين وفق البطاقة الذكية وتوافره في الأسواق السوداء وعلى الطرقات العامة بأسعار باهظة تصل إلى 130 ألف ليرة سورية لكل غالون مازوت بسعة 20 ليتراً، لافتين إلى أنه ليس بإمكانهم شراء غالون المازوت بهذه السعر الذي يزيد على راتبهم ودخلهم الشهري.
وحسب "عمار داغستاني" عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية والثروة المعدنية لدى نظام الأسد فإن نسبة توزيع مازوت التدفئة بلغت يقارب 25 بالمئة مبيناً أن هذه نسبة التوزيع تختلف من حي إلى حي فبعض الأحياء وصل التوزيع فيها إلى 50 بالمئة وبعضها الآخر إلى 40 بالمئة والبعض منها ما زالت النسبة دون 19 بالمئة، حسب تقديراته.
ويأتي ذلك مع الازدياد الكبير بالمتاجرة بمادة الحطب نظراً لقلة المحروقات، وتحدث إعلام النظام الرسمي مؤخرا عن تنظيم عدد من الضبوط بحق المخالفين كان آخرها بحق تاجرين لحيازة 22 طن حطب إذ تمت مصادرة الكمية كاملة والإحالة إلى القضاء، مع وجود عدد من الضبوط المنظمة بحق المتاجرين، ولاسيما أن طن الحطب يفوق المليون ليرة سورية ويصل في بعض الأحيان إلى مليون ونصف المليون ليرة.
وكانت أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية لدى نظام الأسد عن "تحسن تدريجي" في توزيع المشتقات النفطية، فيما علق في عضو مجلس التصفيق التابع للنظام بأن الزيادة لا تفي بالغرض، وكذبت مصادر مزاعم عودة المازوت لسرافيس العاصمة وبرر مسؤول لدى نظام الأسد حالة الازدحام بتأخر وصول صهريج المازوت.
هذا ونفت مصادر تابعة لنظام الأسد العودة إلى التوزيع السابق للبنزين والمازوت، وبررت ذلك حتى يتم التأكد من تواتر التوريدات الخارجية، الأمر الذي يعد تنصل من الوعود الإعلامية المتكررة حول تحسن واقع المشتقات النفطية مع وصول توريدات نفطية جديدة إلى مناطق سيطرة النظام.