ميليـ ـشيات إيرانية تتبنى لمرة جديدة استهداف قواعد أمريكية في سوريا
تبنت ميليشيا "المقاومة الإسلامية" في العراق، في بيان اليوم السبت، استهداف "قاعدة التنف" التابعة لقوات التحالف الدولي جنوب شرق سوريا، بطائرتين مسيرتين أصابتا أهدافهما بشكل مباشر، وفق بيانها.
ونقلت قناة "الميادين" في وقت سابق نقلاً عن مصادرها سماع دوي انفجارات داخل قاعدتي حقل العمر بريف دير الزور الشرقي ومطار خراب الجير بريف الحسكة شرق سوريا، في وقت تتواصل التحرشات الإيرانية بالقواعد الأمريكية بشكل متصاعد، وسط توترات إقليمية في المنطقة.
وكان أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الجمعة، أن واشنطن تقوم حاليا بتقييم عواقب الضربات الموجهة نحو "أهداف معادية" في سوريا، وأنها مستعدة لشن هجمات جديدة دون تردد.
وقال كيربي خلال مؤتمر صحفي "إن الولايات المتحدة تقوم بتقييم عواقب الضربات التي تنفذها على أهداف معادية في سوريا"، مضيفا: "وهي مستعدة لشن هجمات جديدة دون تردد".
وكان قال الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، إن واشنطن مستعدة لاتخاذ المزيد من الإجراءات، بـ"حسب الضرورة"، للتصدي لمزيد من التهديدات، في إشارة للهجمات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سوريا، والرد الأمريكي.
وأوضح "بايدن" في رسالة إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، أن "مجموعات الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني ارتكبت سلسلة من الهجمات ضد أفراد ومنشآت أمريكية في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر 2023"، مشيرا إلى إصابة العديد من العسكريين الأمريكيين في تلك الهجمات.
وذكر أنه أمر الخميس بتنفيذ ضربات مستهدفة ضد منشآت في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والمجموعات التابعة له لـ"تحقيق الردع"، في وقت تحدثت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق بأن بايدن أمر بتوجيه ضربات على منشآت تابعة لإيران في سوريا، "ردا على سلسلة من الهجمات" استهدفت القوات المسلحة الأمريكية.
وسبق أن كشف "البيت الأبيض"، عما أسماها "رسالة نادرة" من الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، حذره فيها من استهداف الجنود الأمريكيين بالشرق الأوسط، وذلك بعد سلسلة هجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض جون كيربي، إن رسالة بايدن نُقلت مباشرة إلى خامنئي، دون أن يتطرق لتفاصيل إضافية حول فحوى الرسالة وتوقيتها وطريقة إيصالها.
وسبق أن ألمح الرئيس الأمريكي بايدن، إلى أنه حذر خامنئي من أن الولايات المتحدة سترد إذا استمر استهداف القوات الأمريكية في سوريا والعراق، قائلاً: "عليه أن يستعد. ليس للأمر علاقة بإسرائيل"، لكنه لم يحدد كيف أوصل الرسالة.
وسبق أن قال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى، إن الضربات التي وجهها البنتاغون ضد منشأتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني في سوريا، تقع في منطقة البوكمال السورية، موضحاً أن الضربات "نفذتها مقاتلات من طراز (إف-16)، واستهدفت مخزنين، أحدهما للأسلحة والآخر للذخائر".
وأوضح المسؤول الأميركي في إحاطة للصحفيين، أن "المنشأتان اللتان تم استهدافهما تقعان بالقرب من البوكمال (القريبة من الحدود العراقية). هذه الضربات رد مباشر على الهجمات التي تعرضنا لها في العراق وسوريا من قبل مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".
وأضاف أن "الضربات ستؤثر على قدرة الحرس الثوري والمجموعات التابعة له على تنفيذ الهجمات ضدنا، ومواصلة زعزعة الاستقرار"، وكان آعلن البنتاغون إن القوات الأميركية وجهت ضربات لمنشأتين تابعتين للحرس الثوري الإيراني في شرق سوريا بتوجيه من الرئيس جو بايدن، وفق ما نقلت مراسلة الحرة.
ويرسمُ المشهدُ تطوراتٍ جديدة، مع استهداف ميليشيات إيرانية لقواعد أمريكية في سوريا والعراق، بالتوازي معَ التصعيدِ الإسرائيلي في غزة، دفع واشنطن لتصعيد تصريحاتها، تطور الأمر لتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع إيرانية في البوكمال السورية، طالت مستودعات للأسلحة، وفق ماأكدت وزارة الدفاع الأمريكية.
ورغم تصاعد التوتر، إلا أن واشنطن قالت: إن ضرباتها جاءت في سياق "الدفاع عن النفس"، مؤكدة أن الولايات المتحدة "لا تسعى للانخراط في حرب"، وفي خضم التوتر، أعلنت روسيا، أنه لايوجد لديها أي مخاوف، للانخراط في الصراعِ الدائرِ بين إيران وواشنطن في سوريا.
وبين شد وجذب، يبقى المشهد غامضاَ في إمكانية أن تغامر إيران باتجاه حربٍ مفتوحة عبر وكلائها ضد واشنطن، أم أنها: تحاول تخفيف الانتقاد، بعد خذلانها وحلفائها، للمقاومة في قطاع غزة وتركهم وحدهم في مواجهة قوى الاحتلال.