معلومات جديدة: "المحامي الخطيب وأبو شعيب" في عهدة "تحـ ـرير الشـ ـام" ومباحثات لإعدامهما بهذه التهمة
بدأت تتكشف بعض الخيوط المعقدة لعملية اختطاف المحامي "عصام الخطيب"، والشيخ "طلحة الميسر المعروف بلقب أبو شعبيب المصري"، اللذان جرى اختطافهما من قبل قوة عسكرية في مدينة إعزاز بعد صلاة الجمعة في 21/ تموز الجاري، مع معلومات جديدة حصلت عليها "شام" تشير لوصولهما ليد "هيئة تحرير الشام" بإدلب.
المعلومات الجديدة، مصدرها شخصية في "هيئة تحرير الشام"، قالت في رسالة مقتضبة لشبكة "شام" إن المحامي "عصام الخطيب"، والشيخ "أبو شعبيب المصري"، باتا في عهدة "الهيئة"، وأن مباحثات تجري ضمن أروقة الهيئة لتنفيذ حكم الإعدام بحقهما في أسرع وقت ممكن، بعد اتهامهما مع شخصيات أخرى بالمسؤولية عن الفصيل المسلح "سرايا درع الثورة" بإدلب.
ولم يذكر المصدر، الطريقة التي وصلت بها الشخصيات إلى الهيئة، مع إشارات لتورط فصيل موالي لها في شمالي حلب، رغم أن شبكة "شام" حصلت على معلومات سابقة من مصدر أمني في إعزاز، لأن "الاستخبارات التركية" هي التي نفذت عملية الاعتقال بمشاركة قوة من الجيش الوطني لم تذكر اسمها، إلا أن أي جهة أمنية أو عسكرية أو حتى تركية لم تؤكد تلك المعلومات أو تنفيها، ليبقى مصير المختفين مجهولاً.
ووفق مصادر "شام" الأخيرة، فإن "الهيئة" رصدت أسماء عدة شخصيات قيادية سابقة ضمن كوادرها، وانشقت عنها وباتت تشكل خطراً عليها، بينهم المحامي "عصام الخطيب والشيخ أبو شعيب المصري"، وشخصيات أخرى تتواجد شمالي حلب، ستقوم الهيئة بملاحقتها واعتقالها عبر أذرعها الأمنية في المنطقة، بتهمة دعم فصيل أمني معادي لها في إدلب.
ويأتي التحرك الجديد للهيئة وفق مصادر مطلعة، في سياق اتهام تلك الشخصيات بالوقوف وراء التشيكل المسلح الجديد الذي نفذ عمليات اغتيال بحق قيادات أمنية بإدلب وعرف عن نفسه باسم "سرايا درع الثورة"، ضمن مخطط لتصفية تلك الشخصيات وتنفيذ حكم الإعدام بحقها وإنهاء وجودها المؤثر ضدها.
ولم يصدر أي تعلق رسمي من الجهات العسكرية والأمنية في مدينة إعزاز على الحادثة حتى لحظة نشر التقرير، واكتفت بعض تلك القوى بالنفي عبر كروبات التواصل الاجتماعي علمها بالأمر، في حين بثت مقاطع مصدر تظهر لحظة اعتقال الشيخ "أبو شعيب المصري" من قبل قوة عسكرية تستقل سيارة لون أبيض، تم رصدها عبر كمرات المراقبة.
وفي حادثة لاحقة، كشف القيادي في "الجيش الوطني السوري"، علاء عدنان أيوب، الملقّب بـ"الفاروق أبو بكر"، عن تعرضه لعملية رصد وملاحقة من قبل مسلحين مجهولين بريف حلب الشمالي، متهماً "هيئة تحرير الشام"، بالوقوف وراء هذه الملاحقة، وذلك بعد سلسلة تحذيرات تلقاها بسبب منشوراته ومواقفه ضد الهيئة ومتزعمها "الجولاني".
وكانت أعلنت معرفات مجهولة وأخرى معروفة بعدائها لـ "هيئة تحرير الشام"، يوم الجمعة 14/ تموز/ 2023، عن تنفيذ عملية اغتيال في وضح النهار، وعلى طريق عام بريف إدلب لقيادي أمني بارز ونافذ في "هيئة تحرير الشام"، تحمل العملية - وفق نشطاء - بصمات إخراجية ضعيفة، تشير إلى أن القيادي كان ضحية تصفيات داخلية واضحة.
ووفق المعلومات، فإن مسلحين مجهولين، عرفوا عن أنفسهم براية "سرايا درع الثورة" وهو فصيل غير معروف محلياً، حيث أعلن تنفيذ عملية اغتيال للأمني في هيئة تحرير الشام "إبراهيم محمد العلي" أو المعروف باسم "أبو صهيب سرمدا"، وينحدر من ريف حماة الشرقي.
وكانت شككت مصادر عدة بالعملية من جهة الجهة المنفذة، مرجحة أن يكون هناك تصفيات داخلية في "هيئة تحرير الشام"، بين تياراتها المتخاصمة وفق الانتماءات الفكرية والفصائلية والمناطقية، ولاسيما بعد الكشف مؤخراً عن حالة اختراق هي الأولى من نوعها ضمن كوادر الهيئة لصالح التحالف الدولي والنظام وربما أطراف أخرى.
ورأى هؤلاء المشككون، أن الهيئة تكرر أفعال مخابرات النظام، من خلال إيجاد عدو مصطنع، يقوم بتنفيذ المهام الموكلة إليه، لتفتح النار على كل خصومها وتبدأ بتصفيتهم بدعوى ملاحقة الخلايا الأمنية، بالتالي التخلص من الخصوم، واتهام تيارات أخرى منها "حزب التحرير" وكذلك ظهر اتهام لـ "جيش الإسلام" بالوقوف وراء تلك العمليات، مايفتح الباب لمزيد من الاعتقالات التي تمارسها الهيئة باسم التهديدات الأمنية بإدلب.
وكانت تعالت الأصوات التي تتهم "هيئة تحرير الشام" أو أطراف موالية لها في ريف حلب الشمالي، بالضلوع وراء عملية الاختطاف، مع انتقادات للقوى المسيطرة ممثلة بـ "الجبهة الشامية" المنضوية ضمن الفيلق الثالث، لهذا الخرق الأمني، وإن صحت تلك الرواية في تورط لهيئة، فإنه يدق ناقوس خطر جديد يهدد المنطقة أمنياً على يد "الجولاني" وأزلامه وفق تعبيرهم.
ويرى مراقبون، أن الاستخبارات التركية بدأت مؤخراً عمليات اعتقال لقادة سابقين في "هيئة تحرير الشام"، متورطين بقضايا شتى خلال مسيرتهم السابقة مع الهيئة، لكن في ذات الوقت هم اليوم من المخالفين لتوجهات الهيئة، عزز ذلك الرأي اعتقال "أبو العبد أشداء" خلال توجهه لأداء فريضة الحج منتصف شهر يونيو الماضي، ولايزال مصيره مجهولاً.
ويرى آخرون أن الاستخبارات التركية، وهيئة تحرير الشام، هم الطرفان الوحيدان المستفيدان من اعتقال وإخفاء المحامي عصام الخطيب، والشيخ أبو شعيب المصري، مع اختلاف أهداف كل طرف من وراء اعتقالهم، لكن من المستبعد أن تلجأ المخابرات التركية لاعتقالهم وتسليمهم للهيئة وفق أصحاب هذا الرأي.
ومع غياب التوضيح الرسمي والصمت المطبق للقوى الأمنية في إعزاز شمالي حلب، على حادثة الخطف المتزامنة التي تمت وسط النهار وفي شارع عام، بموقعين مختلفين في نفس الوقت والتاريخ، يجعل من تلك الحادثة سابقة خطيرة، لاعتقال شخصيات معروفة وملاحقة أمنياً من قبل "هيئة تحرير الشام" بسبب العداء بينهم بعد الشقاق، ويجعل قيادة الجيش الوطني أمام تحد كبير في ضبط مناطق سيطرتها ومنع مثل هذه الاختراقات الأمنية من أي طرف دون علمها.