ما حقيقة اكتشاف "مقبرة جماعية" قرب المسرح الأثري بمدينة تدمر شرقي حمص ..؟
ادّعت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" يوم أمس الجمعة، العثور على مقبرة جماعية قرب المسرح الأثري بمدينة تدمر في حمص، قبل أن تقوم بحذف الخبر الذي لا يزال قيد التداول عبر العديد من المواقع الموالية، وسط تضارب كبير في عدد الجثث المعلن العثور عليها.
وبيّن نشطاء في مدينة تدمر أن الخبر غير صحيح حيث لم يسجل العثور على مقابر جماعية جديدة في المنطقة الأثرية بتدمر، كما لم يبث إعلام النظام أي مشاهد لهذه المقبرة التي زعم العثور عليها، وقالت إذاعة محلية موالية لنظام الأسد إن عدد الجثث في المقبرة بلغ 12 شخصا تم نقلهم إلى المشافي.
في حين قال الإعلامي الداعم للأسد "وحيد يزبك" إن عدد الجثث التي عثر عليها بلغ 23 جثة، وبين التضارب بالأعداد وحذف الإعلان الرسمي من قبل نظام الأسد، وكذلك غياب التوثيق المرئي شكك نشطاء برواية نظام الأسد.
وعزا ناشطون اعتماد نظام الأسد في منطقة تدمر شرقي حمص، على نشر معلومات عن عثور ما يصفها "الجهات المختصة" على مقابر جماعية كل فترة، ويتقصد تحديد في المنطقة الأثرية للتغطية على عمليات الحفر والسرقة.
وكانت كشفت وسائل إعلام روسية عن مناشدة روسيا متمثلة بعدد ممن وصفتهم بالعلماء برئاسة مسؤول متحف حكومي روسي، لوكالة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو"، لترميم مدينة تدمر وذلك عقب هيمنة روسيا على المنطقة الأثرية بشكل كامل.
وأعلن نظام الأسد عبر مسؤول الآثار في حماة "حازم جركس"، العثور على قطع أثرية زعم أنها مسروقة خلال قبل احتلال ميليشيات النظام لمناطق قلعة المضيق و التوينة بمنطقة سهل الغاب، الأمر الذي اعتبره ناشطون محاولات يائسة تهدف لتشويه الحقائق، واتهام الثوار والأهالي بسرقة الآثار، وجاء ذلك بعد الكشف عن دور ميليشيات تابعة لروسيا في تعفيش الآثار في المنطقة.
ويشار إلى أنّ مناطق سيطرة النظام وميليشياته شهدت حوادث مماثلة في العديد من المناطق ويجري ذلك برعاية مباشرة من قادة الميليشيات، وسبق أن وثق ناشطون قيام "الحرس الثوري الإيراني" بنهب موقع "الصالحية" الأثري بريف دير الزور، فيما أشارت مصادر إعلامية مؤخراً إلى توسع عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار بواسطة آليات هندسيّة ثقيلة بإشراف النظام في مدينة تدمر الأثرية بريف حمص وسط البلاد.