صورة
صورة
● أخبار سورية ٤ فبراير ٢٠٢٥

صور أقمار صناعية تكشف عن بناء "إسرائيـ ـل" قواعد عسكرية جديدة في مرتفعات الجولان

أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية وجود أكثر من ست مركبات في القاعدة العسكرية الإسرائيلية في منطقة جباتا الخشب، مع بناء مشابه تقريبًا على بعد خمسة أميال إلى الجنوب، مايشير إلى نية "إسرائيل" بناء قواعد جديدة لها في سوريا والتمركز فيها.


وأوضحت الصور أن كلا الموقعين مرتبطان بطرق ترابية جديدة بأراضٍ في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، كما كشفت الصور عن منطقة من الأراضي التي تم تطهيرها، التي يعتقد الخبراء أنها بداية لإنشاء قاعدة ثالثة على بعد عدة أميال جنوبًا.

وأظهرت مقارنة بين صور الأقمار الصناعية التي التقطت في 20 ديسمبر/كانون الأول و21 يناير/كانون الثاني بناء قاعدة إسرائيلية جديدة بالقرب من منطقة الحميدية، في غضون شهر واحد فقط. الصورة المقارنة التي التقطتها شركة "Planet Labs" أظهرت التطور السريع في المنطقة.

قاعدة جديدة للمراقبة الأمامية
من جانبه، تساءل محمد مريود، رئيس بلدية جباتا الخشب، الذي شاهد القوات الإسرائيلية وهي تبني موقعًا عسكريًا جديدًا على حافة قريته، قائلاً: "إنهم يبنون قواعد عسكرية. كيف يمكن أن يكون هذا مؤقتًا؟". 

وأضاف مريود أن الجرافات الإسرائيلية دمرت أشجار الفاكهة في القرية وأشجارًا أخرى ضمن محمية طبيعية من أجل بناء البؤرة الاستيطانية بالقرب من جباتا الخشب، مؤكدًا: "أخبرناهم أننا نعتبر هذا احتلالًا".

وقال ويليام جودهاند، محلل الصور في "كونتستيد غراوند"، إن الموقعين الجديدين للبناء، واللذين كانا تحت السيطرة السورية حتى وقت قريب، يشيران إلى إنشاء قاعدتين للمراقبة الأمامية، متشابهتين في البنية والأسلوب مع القواعد الأخرى في الجزء الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان.

أوضح جودهاند أن القاعدة في جباتا الخشب هي الأكثر تطورًا، بينما يبدو أن القاعدة الجنوبية لا تزال قيد الإنشاء. وأضاف أن القاعدة الأولى ستوفر رؤية أفضل للقوات، في حين أن الثانية تمتلك وصولًا أفضل إلى شبكة الطرق في المنطقة، وهو الحال أيضًا بالنسبة للقاعدة الثالثة إذا تم بناؤها في المنطقة المطهرة في الجنوب.

إنشاء طريق جديد
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية أيضًا إنشاء طريق جديد يقع على بعد حوالي 10 أميال جنوب مدينة القنيطرة، يمتد من خط الحدود إلى قمة تل بالقرب من قرية كودانا، مما يتيح للقوات الإسرائيلية نقطة مراقبة جديدة.

بعد ساعات من انهيار نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول، اخترقت الدبابات والقوات الإسرائيلية "خط ألفا" الذي كان يمثل حدود وقف إطلاق النار على مدى نصف القرن الماضي. انتقلت القوات الإسرائيلية إلى منطقة عازلة كانت تحرسها الأمم المتحدة داخل الأراضي السورية، وفي بعض الحالات، أبعد من ذلك.

خرق المنطقة العازلة
وتدخل القوات الإسرائيلية وتخرج من المنطقة العازلة التي تبلغ مساحتها 90 ميلاً مربعًا، وهي منطقة من المفترض أن تكون منزوعة السلاح، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا. وقالت إسرائيل إنها تعتبر هذا الاتفاق باطلاً بعد انهيار نظام الأسد، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية قد تقدمت عدة أميال داخل المنطقة العازلة، التي يبلغ عرضها في أوسع نطاق حوالي ستة أميال.


الجيش الإسرائيلي ينسحب من مبنى المحافظة وعدة نقاط في القنيطرة
وكانت أفادت مصادر محلية بأن الجيش الإسرائيلي بدأ بسحب آلياته العسكرية من مبنى محافظة القنيطرة والقصر العدلي، بعد أن تمركز فيهما منذ سقوط النظام السوري، خلال فترة احتلاله التي استمرت قرابة شهرين، تعرض المبنيان لتخريب واسع، حيث أقدم الجيش الإسرائيلي على إحراق مبنى المحافظة قبل انسحابه.

بالإضافة إلى ذلك، انسحبت القوات الإسرائيلية من نقطة سد المنطرة ونقطة العدنانية في القحطانية. وقد أعيد فتح الطريق الواصل من المركز الثقافي بمدينة السلام إلى مبنى المحافظة والمحكمة بعد هذا الانسحاب.

يأتي هذا التطور في ظل توترات متزايدة في المنطقة، حيث شهدت القنيطرة مؤخرًا تظاهرات لسكان محليين يطالبون بانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطقهم. كما أعرب الأهالي عن مخاوفهم من أن يكون هذا الاحتلال دائمًا، خاصة مع ورود تقارير عن بناء إسرائيل لمواقع استيطانية في جنوب سوريا.

وأكد ناشطون أن إسرائيل احتلت، منذ سقوط نظام الأسد، على 23 بلدة وقرية ومنطقة محاذية لخط وقف إطلاق النار في القطاعين الشمالي والجنوبي من محافظتي القنيطرة ودرعا، إضافة إلى "سد المنطرة" المزود الرئيس للمياه في القنيطرة وأريافها، في انتهاك سافر لاتفاقية "فك الاشتباك" لعام 1974.

كما سيطرت أيضا على جبل الشيخ الذي يحوي مصادر مائية كبيرة ومصدر رئيسي لبعض الينابيع بريف دمشق، كما وصل أيضا إلى مشارف سد الوحدة الذي يربط بين سوريا والأردن، وتعتمد الأردن عليه كثيرا، وكذلك بات يسيطر بشكل عملي على نهر اليرموك.

وفي سياق متصل أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، أن بقاء القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية يشكل انتهاكًا واضحًا للاتفاقيات الدولية، مشيرًا إلى أن انسحابها في أسرع وقت ممكن سيكون الأفضل للمنطقة.

وأوضح لاكروا أن الأمم المتحدة تواصل تذكير المسؤولين الإسرائيليين بضرورة إنهاء وجودهم العسكري، لكنه أشار إلى أن إسرائيل تصفه بأنه “مؤقت”، مضيفًا: “كلما انتهى هذا الوجود العسكري بشكل أسرع، كان ذلك أفضل”. وردًا على سؤال حول الخطوات الملموسة التي يمكن أن تتخذها الأمم المتحدة لإجبار إسرائيل على الانسحاب، قال لاكروا إن دور المنظمة حاليًا هو الاستمرار في تذكير الجانب الإسرائيلي بأن وجوده يمثل انتهاكًا واضحًا، معربًا عن أمله في إنهاء هذا الوضع قريبًا.

ووسط هذه التطورات، تواصل إسرائيل تقييم خياراتها بشأن الانسحاب من سوريا، مع استمرار الضغوط الإقليمية والدولية لإنهاء وجودها العسكري في المنطقة. وتضع تل أبيب شروطًا واضحة للانسحاب النهائي، في وقت تسعى فيه إلى ضمان استقرار حدودها وتأمين مصالحها الاستراتيجية، بينما تتزايد الدعوات الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بفض الاشتباك.

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تعرض قوة اسرائيلية لإطلاق نار في المنطقة العازلة من قبل مجهولين، دون وقوع أي إصابات. وأضاف أفيخاي "سيبقى الجيش الاسرائيلي منتشرًا في المنطقة وسيتحرك لإزالة التهديدات الموجهة نحو دولة إسرائيل ومواطنيها."

كما زعم رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أن تواجد القوات الإسرائيلية في سوريا إجراء مؤقت وذو طبيعة دفاعية يهدف إلى كبح التهديدات المحتملة لبلاده من الجانب السوري، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن القوات ستبقى هناك حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية على الحدود، بينما تخوف العديد من السوريين في المنطقة من أن يكون هذا التوغل احتلالاً دائماً.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ