نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا يسلط الضوء على دور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في قرار البيت الأبيض، اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
ونقلت الصحيفة في التقرير الذي نشرته اليوم الاثنين عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم تأكيدهم، أن قرار اغتيال سليماني جاء بإصرار بومبيو، مشيرة إلى أن وزير الخارجية أجرى اتصالات متعددة مع الرئيس دونالد ترامب خلال الأيام السابقة لمقتل الجنرال الإيراني البارز بغارة أمريكية في العراق.
ولفت أحد هؤلاء المسؤولين إلى أن بومبيو بات "عابسا" جراء "خسارته" في مشاورات مماثلة جرت على أرفع مستوى في يونيو الماضي، عندما تراجع ترامب في آخر لحظة عن خطة لشن ضربات عسكرية على إيران، ردا على إسقاطها طائرة مسيرة أمريكية.
غير أن التغيرات الأخيرة في فريق الأمن القومي الخاص بترامب ومخاوف الرئيس من أنه يبدو مترددا في وجه "العدوان الإيراني" أتاحت لبومبيو فرصة للإصرار على الخطوات التي كان يؤيدها.
وأكد مسؤول أمريكي بارز للصحيفة، أن بومبيو تحدث لأول مرة مع ترامب عن إمكانية اغتيال سليماني قبل أشهر، غير أن الرئيس والبنتاغون لم يكونا مستعدين حينئذ للمصادقة على مثل هذه العملية.
إلا أن هذه الأجواء تغيرت إثر مقتل متعاقد أمريكي جراء هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في كركوك العراقية في 27 ديمسبر، وبعد يومين من ذلك وصل بومبيو برفقة وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان في الجيش الأمريكي مارك ميلي إلى منتجع مارالاغو التابع لترامب في فلوريدا كي يعرضوا على الرئيس في موجز سري خيارات الرد المحتملة على الهجوم، بما فيها اغتيال سليماني.
وأشارت مصادر الصحيفة، إلى أن أحد العوامل الرئيسة التي دفعت ترامب إلى اختيار اغتيال سليماني، ما أثار بالغ الاستغراب والصدمة لدى بعض المسؤولين، يعود إلى التنسيق بين بومبيو وإسبر اللذين درسا معا في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، وبحثا الموضوع مع ترامب، حسب مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، كما أيد هذا الخيار أيضا نائب الرئيس مايك بينس.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن ترامب اختار بومبيو للدفاع عن قرار اغتيال سليماني أمام وسائل الإعلام والشركاء الأجانب في الأيام الأخيرة، ونقلت عن دبلوماسيين أوروبيين قولهما، إن وزير الخارجية الأمريكي كان يتوقع أن يعرب الحلفاء الأجانب عن دعمهم للعملية على الرغم من أنها نفذت دون التنسيق معهم.
وخلصت الصحيفة إلى أن اغتيال سليماني يشكل "انتصارا بيروقراطيا" بالنسبة لبومبيو، غير أنه قد يجلب عواقم وخيمة، بما فيها اغتيال دبلوماسيين أمريكيين في المنطقة، ما سيلحق ضربة موجعة بتطلعات بومبيو السياسية، خاصة وأنه انتقد مرارا وتكرارا وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لفشلها في منع مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز، جراء هجوم على سفارة واشنطن في بنغازي الليبية عام 2012
بات المرشد الأعلى لإيران "علي خامنئي" أمام أصعب اختبار في مسيرته بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سيلماني، بين سعيه لإرضاء حلفائه من المليشيات برد قوي على واشنطن ومخاوفه من حرب أميركية تنهي طموحاته بتوريث منصبه لأبنائه.
ويرى المحلل الإيراني المختص في شؤون الشرق الأوسط علي صرزاده أن خامنئي وعد بالانتقام الشديد، لكن إن أخد تهديده على محمل الجد، فستكون هناك عواقب وخيمة، ويتساءل علي عبر موقع "راديو فردا": "كيف سيستجيب (خامنئي)؟ فهل سيكتفي بمجرد رد إيضاحي؟ وهل سيكون ذلك كافيا؟".
ويعتقد المحلل أن مرحلة جديدة بدأت بعد مقتل سليماني، الذي يعد رجل خامنئي في الشرق الأوسط وأقوى شخصية ربما بعد المرشد الأعلى، حيث سيواجه أي انتقام إيراني برد ثقيل من واشنطن، لافتاً إلى أن عواقب مقتل مقاول أميركي كانت وخيمة، إذ شنت الولايات المتحدة بعده غارات جوية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 من الميليشيات العراقية الموالية لإيران.
ثم جاء حصار السفارة الأميركية في بغداد، فأعقبها مقتل مهندس توسيع نفوذ إيران في المنطقة و"بطل تصدير الثورة" في غارة أميركية، الجمعة، ويشير الكاتب إلى أن خامنئي سيرتكب خطأ فادحا إن ظن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف يتردد في مواجهة إيران بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ويوضح صرزاده أن المواجهة العسكرية المحتملة التي يقول ترامب إنه لا يسعى إليها، قد تتحول إلى القضية الأساسية في إعادة ترشحه للانتخابات الرئيسية، كما أن الانتصار ضد إيران سيمهد الطريق أمام كسب الانتخابات.
ويعلم خامنئي أن أي رد قاس على واشنطن يمكن أن يتحول بسرعة إلى حرب مدمرة لإيران لن تترك للمرشد عرشا أو حكما يسلمه لأبنائه، كما يخطط فعليا الآن، بحسب مراقبين إيرانيين.
بالمقابل، يعلم خامنئي أيضا أن الانتقام البسيط ضد واشنطن لن يكون كافيا لإرضاء أصدقائه وحلفائه الإيرانيين وغير الإيرانيين، ويرى الكاتب أن هؤلاء قد يفقدون الثقة في النظام إن اكتفت طهران برد فعل خفيف.
والمفارقة المريرة، يوضح الكاتب، هي أن خصوم خامنئي داخل إيران قد يرغبون أن يتخذ قرارات بدافع الرغبة في إنقاذ عرشه وتجنب التورط في حرب كبيرة ضد الولايات المتحدة، يمكن أن تؤدي إلى تدمير وحل النظام الحاكم في إيران.
ويرى الكاتب أن إيران تقف في أضعف أحوالها خلال التاريخ الحديث، في مواجهة مع ترامب الذي يبدو أنه فتح حقبة جديدة وهو على استعداد لتجاهل خطوط إيران الحمراء، وفق تقرير نقلته قناة "الحرة".
اعتبر مدير الاستخبارات المركزية الأميركية الأسبق، ديفيد بتريوس، أن قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثورس الإيراني، قاسم سليماني أهم من قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، معتبراً أن تلك الضربة قد تعيد حالة الردع مع إيران.
وأضاف في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي" أن مقتل سليماني أهم أيضاً من مقتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي.
ولفت إلى أن تلك العملية التي أدت إلى قتل سليماني فجر الجمعة في محيط مطار بغداد، كانت إجراء دفاعياً من قبل الولايات المتحدة في ظل المعلومات التي كانت متوافرة عن احتمال هجوم إيراني.
وفي معرض الحديث عن سيناريوهات الرد الإيراني قال "إنه يجب على المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن يأخذ في الاعتبار وضع إيران الاقتصادي، فضلاً عن هشاشة جبهتها الداخلية، لاسيما بعد انتفاضة البنزين التي هبت في منتصف نوفمبر الماضي، ومقتل مئات المتظاهرين الإيرانيين إن لم نقل الآلاف".
ونفذت الولايات المتحدة فجر الجمعة ضربة في محيط مطار بغداد استهدفت سيارة سليماني، وأدت لمقتله بالإضافة لضباط إيرانيين كبار ومسؤولين في الحشد الشعبي، أبرزهم نائب هيئة الحشد أبومهدي المهندس.
وسط التهديدات الإيرانية المتلاحقة على تدمير أمريكا، والر د على مقتل القائد العسكري البارز "قاسم سليماني"، تعرض موقع برنامج مكتبة الإيداع التابع للحكومة الاتحادية الأميركية للاختراق، الأحد، حيث ظهرت صورة لخامنئي في أعلى صفحة الموقع.
وأعلن المخترقون الإيرانيون مسؤوليتهم عن اختراق هذا الموقع الحكومي المعني بتوزيع منشورات الدولة، ناشرين صورة المرشد الإيراني، علي خامنئي، كما ظهر على موقع برنامج مكتبة الإيداع الفيدرالية الأميركية (FDLP) صورة للرئيس الأميركي دونالد ترمب يتلقى ضربة على وجهه بقبضة إيرانية.
إلى ذلك، كتب المخترقون في رسالة "الموقع مخترق من قبل قراصنة مجموعة إيران سايبر سيكيوريتي"، وأضافوا "هذه ليست سوى جزء صغير من القدرات الإيرانية عبر الإنترنت".
وكان عدة مراقبين أكدوا أن من ضمن بنك الأهداف المحتمل للرد الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بضربة أميركية فجر الجمعة، هجمات سيبرانية قد تطال مؤسسات هامة في الولايات المتحدة.
بدورهم هدد مسؤولون إيرانييون برد قاس على مقتل سليماني. وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، السبت، إن "أميركا ستدفع ثمناً باهظاً نتيجة سياساتها المتهورة"، كما اعتبر أن "الأميركيين دخلوا مساراً جديداً يشكل خطراً جسيماً على المنطقة، ما يستدعي التشاور والتنسيق عن كثب بين دولها".
ووسط ارتفاع نسبة التوتر بعد الضربة الأميركية الموجعة لإيران الجمعة، غيرت الولايات المتحدة الأميركية مسار الآلاف من قوات المارينز الذين كانوا متجهين إلى المغرب للمشاركة في مناورات عسكرية نحو الشرق الأوسط على البارجة USS Bataan.
حذّر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأحد، إيران من ضربات جديدة في حال أقدمت على استهداف أميركيين، قائلاً: "إن الولايات المتّحدة حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها "بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة" إذا هاجمت إيران أهدافاً أو أفراداً أميركيين.
حذّر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الأحد، إيران من ضربات جديدة في حال أقدمت على استهداف أميركيين، قائلاً: "إن الولايات المتّحدة حدّدت 52 موقعاً في إيران ستضربها "بسرعة كبيرة وبقوّة كبيرة" إذا هاجمت إيران أهدافاً أو أفراداً أميركيين.
وفي تغريدة دافع فيها عن الضربة التي قُتل فيها قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الجمعة، في بغداد، قال ترمب الأحد إنّ الرقم 52 يُمثّل عدد الأميركيّين الذين احتُجزوا رهائن في السفارة الأميركيّة في طهران على مدى أكثر من سنة أواخر العام 1979.
وأضاف أنّ بعض تلك المواقع "على مستوى عال جدّاً ومهمّة بالنّسبة إلى إيران والثقافة الإيرانيّة"، مشيراً إلى أنّ "تلك الأهداف، وإيران نفسها، سيتمّ ضربها بشكل سريع جدّاً وقويّ جدّاً. الولايات المتحدة لا تريد مزيداً من التهديدات".
ووسط هذا التوتر والتهديدات المتبادلة، غيّرت الولايات المتحدة الأميركية مسار الآلاف من قوات المارينز الذين كانوا متجهين إلى المغرب للمشاركة في مناورات عسكرية نحو الشرق الأوسط على البارجة USS Bataan.
وسينضم الجنود إلى أفراد من الفرقة 82 المجوقلة، التي تم إرسالها سابقاً من قاعدة فورت براغ بولاية نورث كارولينا، إلى المنطقة كأجراء أمني، في أعقاب العملية العسكرية التي قتلت قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني.
ونفذت الولايات المتحدة فجر الجمعة ضربة في محيط مطار بغداد استهدفت سيارة سليماني، وأدت لمقتله بالإضافة لضباط إيرانيين كبار ومسؤولين في الحشد الشعبي، أبرزهم نائب هيئة الحشد أبومهدي المهندس.
كشفت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" عن محللين عسكريين ودبلوماسيين إسرائيليين الجمعة، أن "إسرائيل" كانت على علم مسبق وتلقت إشعار بالخطة الأميركية لقتل القائد العسكري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
وبينما امتنع الكثير منهم عن تقديم مزيد من التفاصيل بسبب الرقابة العسكرية الشديدة، وفق الصحيفة، قال الصحفي والمعلق باراك رافيد، المعروف بمصادره المؤكدة في المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، على القناة 13 "تقييمنا هو أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بهذه العملية في العراق، على ما يبدو قبل بضعة أيام".
واشترط ضابط بالجيش الإسرائيلي، عدم الكشف عن هويته، لأنه لم يكن لديه تصريح بالتحدث مع صحفيين، قال لـ "لوس أنجلوس تايمز" أن الهجوم على سليماني "لم يكن مفاجأة"، وكانت ردود أفعال القيادة السياسية لإسرائيل على مقتل سليماني إيجابية في معظمها، على الرغم من القلق العميق الذي تم تسجيله على مستوى القيادة.
وتتهم تل أبيب إيران بدعم وتخطيط العديد من الهجمات الإرهابية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية، بما في ذلك هجمات عامي 1992 و1994 على السفارة الإسرائيلية ومركز الجالية اليهودية في بوينس آيرس والتي خلفت أكثر من 100 قتيل.
وفي وقت مبكر من الجمعة، عقد الجيش الإسرائيلي اجتماعًا طارئًا لقيادته العسكرية العليا، وأمر بإغلاق منتجع حرمون للتزلج، المتاخم لجنوب سوريا، حيث تتمركز القوات الإيرانية دعما للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ 2011.
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الرغم من معارضة البنتاغون وخلافا للمعلومات الاستخباراتية، أذن باغتيال الجنرال قاسم سليماني.
ولفتت المصادر في وزارة الدفاع والإدارة الأمريكية، إلى أن ترامب رفض في البداية (28 ديسمبر) تصفية الجنرال الإيراني جسديا، وأمر بدلا من ذلك القوات الجوية الأمريكية بمداهمة معسكر كتائب حزب الله الشيعي في 30 ديسمبر في مدينة القائم العراقية بالقرب من الحدود مع سوريا، وأسفر الهجوم عن مقتل 25 شخصا، وإصابة 50 آخرين، ما أثار احتجاجات حاشدة أمام السفارة الأمريكية في بغداد، تابعها ترامب على شاشة التلفزيون.
وتقول الصحيفة، إن ممثلي البنتاغون، دهشوا لأن ترامب وافق بالمحصلة على الطرح الأكثر راديكالية للعمل. وتجاهل معلومات استخبارية أفادت بأنه لم يحدث أي شيء غير عادي في الشرق الأوسط، بما في ذلك خلال تنقلات سليماني في المنطقة.
وعلاوة على ذلك، خلصت الاستخبارات الأمريكية إلى عدم حتمية وقوع هجمات واسعة النطاق ضد الجيش الأمريكي بتخطيط من سليماني، كما زعم البعض في واشنطن، ووفقا للمصادر، لم يوافق الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي على تنفيذ نشاطات معادية لأمريكا، وأوعز بعودة سليماني إلى طهران لمزيد من المشاورات.
وشاركت دائرة ضيقة من الأشخاص في مناقشة الاستعدادات للعملية، بما في ذلك مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين، ووزير الخارجية مايكل بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، ومديرة وكالة المخابرات المركزية جين هيسبيل، وغيرهم، وتؤكد المصادر، أن بومبيو ونائب الرئيس مايكل بينس، كانا من أشد المتحمسين للخيار المتشدد تجاه طهران.
أكد روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي أن قاسم سليماني كان عائداً من دمشق ويخطط لعمليات ضد المارينز والدبلوماسيين الأميركيين، وأن الرئيس ترمب أمر بالعملية ضد الزعيم الإرهابي، لافتاً إلى أن العملية دفاعية والقصد منها منع عمليات أخرى.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن القصد من العملية هو منع الحرب وليس لشنّ حرب، مؤكداً أن الولايات المتحدة تريد حلاً سلمياً مع إيران، لكن محاولات الرئيس تمّ رفضها حتى الآن من قبل الإيرانيين.
وقال إن لدي إيران خيارين، وهما التصعيد ولكن الولايات المتحدة لن تخاف من التهديدات ولو ردّت إيران يعرف الإيرانيون أن ذلك سيكون قراراً سيئاً لهم. أما الخيار الثاني فهو وقف التدخل والحروب بالوكالة والتصرف كدولة طبيعية ووقف البرنامج النووي، و"نرجو أن يختاروا الطريق الصحيح".
وأكد أوبراين أن هناك دائما مجازفة في اتخاذ إجراءات، ولكن هناك خطورة أكبر في عدم اتخاذ أي إجراء، كشف روبرت أوبراين أنه كان مع الرئيس عند تنفيذ العملية وهي كانت قيد الإعداد لعدة أيام، وأن ترمب حصل على تأكيد أنه تمّ تنفيذها في حينه.
وكان أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الجمعة، أن الولايات المتحدة نجحت في القضاء على الإرهابي الأول بالعالم، قاسم سليماني، وقال ترمب إنه أمر شخصياً بالقضاء على قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وإن بلاده لديها قائمة أهداف جاهزة لتنفيذها في أي وقت.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاغون" في بيان أصدره قبل قليل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه القوّات المسلّحة الأمريكيّة بعمل إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الموظّفين الأمريكيّين بالخارج وذلك عبر قتل قاسم سليماني.
وأكدت الوزارة أن سليماني قائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الموضوع على قائمة الإرهاب الأميركية، كان يخطط لقتل المئات من الأمريكيين وقوات التحالف.
وشدد البنتاغون أن أوامر الرئيس ترامب جائت بعد التأكد من أن سليماني يخطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وأعضاء الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، واعتبرت أن سليماني مسؤول وفيلقه مسؤولون عن مقتل مئات من الأميركيين وقوات التحالف وجرح الاف اخرين.
وأكد البنتاغون أن سليماني شن بهجمات صاروخية استهدفت القواعد الأمريكية في سوريا على مدى الأشهر العديدة الماضية، بما في ذلك الهجوم الذي وقع في السابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي أدى لمقتل وجرح عدد إضافي من الأميركيين والعراقيين.
ونوه البيان أن سليماني وافق ودعم الهجمات التي وقعت على السفارة الأميركية في بغداد قبل يومين.
وأكد البنتاغون أن الهدف من قتل سليماني هو ردع المخططات الإيرانية في المستقبل، وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها ومصالحها في جميع أنحاء العالم.
وأتت هذه الضربة في أعقاب تصعيد بين الولايات المتحدة من جهة والحشد الشعبي العراقي وأنصاره من جهة أخرى، فقد اقتحم مناصرون للحشد السفارة الأميركية في بغداد وتواصلت احتجاجاتهم أمامها على مدى يومين، للتنديد بغارات جوية شنها الجيش الأميركي يوم الأحد الماضي على قواعد لجماعة كتائب حزب الله العراقية، وهي أحد فصائل الحشد الشعبي المدعوم من إيران.
قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن طهران خسرت 200 مليار دولار بسبب العقوبات الأميركية وعدم تمكنها من إدخال عائدات النفط والعملة الصعبة خلال العامين الماضيين، مؤكداً أن هذا المبلغ يشمل عائدات بيع النفط وكذلك اعتمادات خارجية بمبلغ 100 مليار دولار أخرى.
ووفقا لوكالة "إيسنا" الإيرانية، أقر روحاني في كلمة له اليوم، بتأثير العقوبات وسياسة الضغوط القصوى الأميركية معلقا: "نواجه حاليا أسوأ انواع العقوبات، والمرء لا يستطيع الاستمرار دون الماء والطعام مهما كان قويا".
وكان الرئيس الإيراني قد برر، الاثنين، عدم وفائه بوعوده الانتخابية بأنه أطلقها عندما كانت البلاد في حالة السلم، والبلاد حاليا في حالة حرب، حسب تعبيره، وأكد أن "من ينتقدون الحكومة يعلمون أن ظروفنا الحالية ليست كما هي قبل 3 سنوات، نحن في حالة حرب".
وأعرب روحاني خلال زيارته الأخيرة إلى طوكيو عن استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن لكنه أصر على رفع العقوبات، بينما لا زال المرشد الإيراني، علي خامنئي، يعارض أي محادثات مع أميركا.
هذا وتهدد الأطراف الأوروبية بالانسحاب من الاتفاق النووي في ظل تهديدات طهران بمواصلة انتهاكاتها وتقليص التزاماتها وزيادة تخصيب اليورانيوم والأنشطة الحساسة.
وذكرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي الجديدة، أورسولا فون دير لين، التي تم تعيينها قبل أقل من شهر، أن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني "أصبح صعبا جدا".
ومنذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق من جانب واحد في مطلع مايو/أيار من العام الماضي وأعادت فرض العقوبات، يواجه الاقتصاد الإيراني انهيارا متسارعا، وتريد واشنطن إجبار إيران على التفاوض بشأن اتفاق أوسع يشمل أنشطتها النووية وبرنامج الصواريخ الباليستية وتدخلاتها الإقليمية.
أثارت الضربات الجوية التي وجهتها القوات الأميركية في العراق وسوريا، الأحد، لجماعة كتائب حزب الله العراقية تهديدات بالرد من ميليشيات مدعومة من إيران،وأسفرت الضربات الجوية عن مقتل 25 مقاتلا.
وتأتي الغارات بعد شهرين من تسجيل تصاعد غير مسبوق على مستوى الهجمات الصاروخية التي تستهدف مصالح أميركية في العراق، وبعد يومين من هجوم صاروخي أدى إلى مقتل متعاقد أميركي وإصابة جنود.
وكان وصف وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الضربات بأنها "ناجحة"، لكنه لم يستبعد اتخاذ خطوات أخرى. وقال في هذا الصدد "سنتخذ مزيدا من الإجراءات إذا لزم الأمر من أجل أن نعمل للدفاع عن النفس وردع الميليشيات أو إيران" من ارتكاب أعمال معادية.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حالة التوتر بين واشنطن وإيران، باتت الأذرع الإيرانية التي تستخدمها من ميليشيات في سوريا والعراق، مصدر قلق للأمريكان وأبرز هذه الميليشيات هي:
كتائب حزب الله
تشكلت كتائب حزب الله عام 2003 عقب الحملة العسكرية لإطاحة نظام صدام حسين بقيادة الولايات المتحدة. وتعد هي واحدة من أصغر الفصائل المدعومة من إيران داخل العراق، ويقدر عدد أفرادها بنحو خمسة آلاف لكنها واحدة من أخطر الجماعات المسلحة.
وخلال الحرب التي أعلن العراق النصر فيها على تنظيم داعش، تلقت الكتائب تدريبا من جماعة حزب الله اللبنانية، وتستهدف كتائب حزب الله القوات الأميركية منذ وقت طويل، وكانت واحدة من أولى الجماعات التي أرسلت مقاتلين إلى سوريا لدعم بشار الأسد في الحرب الدائرة.
أعلنت واشنطن كتائب حزب الله منظمة إرهابية في 2009، متهمة إياها بتهديد الاستقرار في العراق.
ومؤسس الكتائب جمال جعفر إبراهيمي، المعروف باسم أبو مهدي المهندس، والمهندس مستشار لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يقدم دعما ماديا لجماعات من أبرزها حزب الله اللبناني وحركتا حماس والجهاد الفلسطينيتان.
وأدرجت واشنطن البرلماني السابق على قوائم الإرهاب، وقضت عليه محكمة كويتية بالإعدام غيابيا عام 2007 بتهمة الضلوع في تفجيري السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت في عام 1983.
ويشرف المهندس أيضا على قوات الحشد الشعبي العراقية التي تنضوي تحت لوائها جماعات شبه عسكرية تتألف معظمها من فصائل شيعية مدعومة من إيران واندمجت رسميا في القوات المسلحة العراقية.
أما منظمة بدر، فيرأس منظمة بدر، هادي العامري الذي يُنظر له على نطاق واسع على أنه رجل طهران في العراق، وقاتل العامري مع إيران في حربها ضد العراق، بين عامي 1980 و1988، ويتحدث الفارسية وقضى أكثر من 20 عاما يقاتل صدام حسين من منفاه في إيران.
تأسست المنظمة في 1982، وسميت على اسم غزوة بدر، وكانت الهيكل الأساسي لقوات المتطوعين التي قاتلت داعش، وعُرفت بأساليبها الوحشية خلال الحرب في العراق لكنها تسعى لتحسين صورتها.
وحولت المنظمة نفسها منذ عام 2014 إلى قوة رائدة في السياسة العراقية كحليفة مهمة لإيران التي وسعت نفوذها ليمتد إلى البرلمان، وتعتبر منظمة بدر، شأنها شأن جماعات أخرى، الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي مصدر إلهام لها، وأرسلت آلاف المقاتلين إلى سوريا.
أيضا من الميليشيات "عصائب أهل الحق" وتعتبر عصائب أهل الحق واحدة من أعتى الفصائل العراقية، وقد أسسها عام 2006 قيس الخزعلي، وشنت عمليات عديدة على القوات الأميركية والعراقية.
يقول منتقدون إن عصائب أهل الحق لا تزال تنتهج العنف رغم إعلانها في 2012 الاستعداد لإلقاء السلاح والانضمام إلى العملية السياسية، وكانت ألقت قوات أميركية القبض على الخزعلي عام 2007 بتهمة الضلوع في هجوم على مجمع حكومي في كربلاء وسط العراق، أودى بحياة خمسة جنود أميركيين.
قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي الجديدة، أورسولا فون دير لين، التي تم تعيينها قبل أقل من شهر إن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني أصبح صعباً جدا، في ظل تباين الخلافات مع طهران حول تقليص التزاماتها النووية.
ووفقاً لإذاعة "فردا الأميركية، فقد أكدت فون دير لين، في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، الجمعة، أن إنقاذ الصفقة النووية مع إيران أصبح أكثر صعوبة دون أن توضح أسباب ذلك.
ونقلت صحيفة "لا ريبوبليكا" عن أورسولا فون دير لين قولها إن "الأمر أصبح أصعب وأصعب، ولكي تنجح الصفقة فمن الضروري لإيران أيضاً أن تفي بالاتفاق، إلا أن القضية في خطر متزايد".
وكانت إيران قد انتقدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا لفشلها في إنقاذ الصفقة النووية المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) الموقعة بين إيران والقوى العالمية الست الكبرى في عام 2015 من خلال حماية الاقتصاد الإيراني بالالتفاف على العقوبات الأميركية.
ومنذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق من جانب واحد في مطلع مايو/أيار من العام الماضي، وأعادت فرض العقوبات، يواجه الاقتصاد الإيراني انهيارا متسارعا، في وقت تريد واشنطن إجبار إيران على التفاوض بشأن اتفاق أوسع يشمل أنشطتها النووية وبرنامج الصواريخ الباليستية وتدخلاتها الإقليمية.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال زيارته الأخيرة إلى طوكيو، قد عبر عن استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن لكنه أصر على رفع العقوبات، بينما لا يزال المرشد الإيراني، علي خامنئي، يعارض أية محادثات.
وكان رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، طلب من إيران الوفاء بالتزامات لتمهيد الطريق للمحادثات، لكن المسؤولين الإيرانيين يصرون على أنه لا توجد إمكانية لإجراء محادثات على أي مستوى بين طهران وواشنطن.
ورداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية والعقوبات القاسية، خفضت إيران تدريجياً من التزاماتها بموجب الاتفاق، بما في ذلك استئناف تخصيب اليورانيوم في مصنعها في فوردو والإسراع في التخصيب السريع باستخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة المحظورة أيضًا بموجب الاتفاقية.
وكانت الأطراف الأوروبية المتبقية في الاتفاق النووي الإيراني قد هددت طهران بإطلاق " آلية الزناد"، والتي تهدد بعودة سريعة للعقوبات الدولية لإجبار طهران على التراجع عن الانتهاكات النووية، لكنها لم تنفذ ذلك بعد في انتظار خطوات إيران المقبلة.