كشف نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في حوار له مع قناة CBS News الأميركية أَنهم حصلوا على معلومات استخباراتية تكشف عن طلب النظام الإيراني من الميليشيات المسلحة بعدم مهاجمة المصالح الأميركية أو التعرض لها، محذرا الميليشيات الإيرانية من مصير حزب الله العراقي الذي تعرضت قواعده لاستهداف أميركي بعد مقتل متعاقد أميركي وإصابة آخرين.
وأضاف بنس أَن الشعب الأميركي يستطيع أَن يرتاح الليلة بفضل "القيادة القوية التي أظهرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب والشجاعة الكبيرة التي أثبتتها قواتنا المسلحة المحترفة خلال الأسابيع الماضية بغض النظر عن الهجوم الصاروخي".
وتابع: "ورغم ذلك وبسبب التحضيرات الجيدة لقواتنا والجاهزية الكاملة، لم يسقط أي جندي أميركي أو عراقي في هذا الاستهداف، وكما قلنا هذا الصباح (الأربعاء) بأن إيران تراجعت بعد الهجوم ولا تريد التصعيد".
وحول احتمالية شن إيران حربًا سرية عن طريق الميليشيات، قال نائب الرئيس: "نحن نتعامل مع نظام هو الأكبر والممول الرئيس للإرهاب منذ 20 عاما"، مضيفا "سوف نواصل استعداداتنا وسوف نواصل تحضيراتنا ومواجهة هذا النظام كما فعل الرئيس دونالد ترمب هذا الأسبوع".
وبشأن الاستراتيجية التي تنتهجها الإدارة الأميركية تجاه إيران وماذا كانت أميركا تسعى لتغيير النظام، قال بنس إن "الإدارة الأميركية لا تسعى لتغيير النظام في إيران ولكن تسعى لتغيير سلوك هذا النظام".
وعن عدم وجود إصابات لدى الجنود الأميركيين ومدى دقة التقارير التي تحدثت عن تعمد إيران تجنب أي إصابات في الجنود الأميركيين، أوضح نائب الرئيس أنهم استلموا تحذيرات من هجمات إيرانية وشيكة حول العالم خلال الأيام التي تلت مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني الذي قتل الجمعة بضربة أميركية قرب مطار بغداد.
وأردف قائلا: "حركنا القوات ورفعنا درجة الحماية.. ولدينا نظام إنذار مبكر ساهم في الحفاظ على قواتنا وحلفائنا من التعرض لأي ضرر". وأضاف أنه يعتقد بأن أميركا أكثر أمانًا اليوم بعد مقتل سليماني مضيفا بأن هذا الرجل (سليماني) كان يدير تمويل المنظمات الإرهابية في المنطقة وأيضا العنف، "ولدينا رئيس القوات المسلحة الذي يستطيع اتخاذ قرارات باستخدام القوة العسكرية لحماية أرواح الأميركيين".
وأكد بنس أَن "التحدي الذي نواجهه هو أن قاسم سليماني كان زعيم التنظيمات والميليشيات الإرهابية لكننا أرسلنا رسالة واضحة من خلال استهداف قواعد حزب الله في العراق وسوريا ولن نتسامح مع أي عمليات عنف مرة أخرى".
وقبل يومين قال بنس، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن العالم أصبح أكثر أماناً اليوم بعد مقتل قاسم سليماني، مشيداً بموقف الرئيس ترمب الذي يرى أنه اتخذ إجراءً حاسماً ووقف ضد الراعي الرسمي للإرهاب في العالم.
وسرد مايك بنس بعضاً من أسوأ الفظائع التي ارتكبها سليماني، إذ نظم محاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة في واشنطن العاصمة عام 2011، وعمل على تنظيم وتمكين إطلاق الصواريخ التي أسفرت عن مقتل العشرات من الناس في المنطقة، حيث شملت الأهداف المطارات المدنية في السعودية.
كما اتهم بنس، سليماني بأنه "ساعد 10 من أصل 12 من الإرهابيين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية في الولايات المتحدة، ووصفه بأنه "رجل شرير ومسؤول عن قتل الآلاف من الأميركيين".
ورداً على نائب الرئيس الأميركي، أشار البعض إلى أن هناك 19 إرهابياً نفذوا هجمات 11 سبتمبر، وليس 12. لكن السكرتيرة الصحافية لبنس، كاتي والدمان، أوضحت فيما بعد أن نائب الرئيس الأميركي كان يشير إلى 12 من الخاطفين الـ19 الذين "عبروا أفغانستان.
قالت الولايات المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، إن قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني كان دفاعاً عن النفس، وتوعدت باتخاذ إجراء جديد "إذا اقتضت الضرورة" في الشرق الأوسط لحماية جنودها ومصالحها.
وكتبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، كيلي كرافت، في الرسالة التي وجهتها للأمم المتحدة إن واشنطن "مستعدة للدخول دون شروط مسبقة في مفاوضات جادة مع إيران لمنع تعريض السلام والأمن الدوليين لمزيد من الخطر أو للحيلولة دون حدوث تصعيد من جانب النظام الإيراني".
وقالت كرافت في الرسالة، إن قتل سليماني في بغداد يوم الجمعة كان مبرراً بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مضيفةً: "الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية في المنطقة إذا اقتضت الضرورة لمواصلة حماية جنودها ومصالحها".
وتضمن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للدول حق الدفاع عن النفس باستخدام جميع الوسائل المتاحة لها، بما فيه العسكرية، والدول مُطالبة بموجب المادة 51 بأن "تبلّغ فوراً" مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً بأي إجراءات تتخذ لدى ممارسة حق الدفاع عن النفس. واستخدمت الولايات المتحدة المادة 51 في تبرير اتخاذ إجراء في سوريا ضد مقاتلي تنظيم داعش عام 2014.
وقالت كرافت إن قتل سليماني والضربات الجوية الأميركية في العراق وسوريا يوم 19 ديسمبر/كانون الأول التي استهدفت ميليشيا مدعومة من إيران جاءت "رداً على تصعيد هجمات مسلحة شنتها الجمهورية الإيرانية وفصائل تدعمها في الأشهر الأخيرة على قوات ومصالح أميركية في الشرق الأوسط".
وعددت الرسالة سلسلة من التهديدات الإيرانية التي استهدفت الولايات المتحدة خلال الأشهر السبع الأخيرة، بمشاركة من الميليشيات المدعومة من قبل "فيلق القدس" في العراق، كما عددت الهجمات التي وقعت ضد القوات الأميركية.
أضافت أن هدف قتل سليماني كان ردع إيران عن شن أو دعم هجمات وتقليص قدرتها على شن هجمات، كما تحدثت الرسالة عن الهجوم الباليستي الإيراني الأخير بصواريخ انطلقت من إيران ضد قاعدتين عراقيتين تضمان قوات أميركية أمس الأربعاء.
وفي الفقرة الأخيرة من الرسالة، قالت السفيرة الأميركية، كيلي كرافت، إن واشنطن "تكرر ما قالته على مدى السنوات الماضية" من أنها ما زالت "ملتزمة بالحل الدبلوماسي دون شروط مسبقة، ومن خلال مفاوضات جادة مع إيران، بهدف إزالة التهديد المحدق بالسلام والأمن الدوليين، ومنع التصعيد من قبل النظام الإيراني".
بدورها، بررت إيران كذلك أعمالها مستندةً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة في رسالة لمجلس الأمن أمس الأربعاء. وقال دبلوماسيون إن رسالة الولايات المتحدة لمجلس الأمن وصلت بعد رسالة إيران.
وكتب مجيد تخت روانجي، مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أن إيران "لا تسعى لتصعيد أو لحرب" بعد أن مارست حقها في الدفاع عن النفس بالقيام "برد عسكري محسوب ومتناسب يستهدف قاعدة جوية أميركية في العراق".
وأضاف: "العملية كانت دقيقة واستهدفت عناصر عسكرية بما لا يترك آثاراً جانبية على مدنيين أو أصول مدنية في المنطقة".
وتابع: "تحذر إيران من أي مغامرات عسكرية أخرى تستهدفها وتعلن عزمها على مواصلة الدفاع عن شعبها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها بضراوة وبما يتناسب مع القوانين الدولية المطبقة ضد أي عدوان". وأضاف أن إيران تحترم "تماماً" سيادة العراق.
كشف مسؤول عسكري أمريكي، في تصريحات لـCNN، أن الجيش الأمريكي كان لديه تحذير مبكر بما يكفي من الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على القواعد العسكرية التي تضم قوات أمريكية في العراق.
وقال المصدر إن "التحذير كان مبكرا بما يكفي لتشغيل صافرات الإنذار وابتعاد العناصر عن طريق الأذى والنزول إلى الغرف المحصنة تحت الأرض".
من جهتها، كشفت مصادر دبلوماسية عراقية أن الرد الإيراني على مقتل الجنرال قاسم سليماني في غارة أميركية في بغداد، كان منسقاً مع الولايات المتحدة عبر وساطة دولة خليجية، وأن ترتيبات عسكرية اتُّخذت من قبل الجانبين خلال اليومين الماضيين لضمان ألا يؤدي هذا الرد إلى سقوط ضحايا أجانب.
ونقلت "اندبندنت عربية"، عن المصادر قولها، أإن الأيام الماضية التي أعقبت تنفيذ الولايات المتحدة هجوماً بالطيران المسير، أسفر عن مقتل قائد فيلق القدس في "الحرس الثوري" الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، شهدت حراكاً دبلوماسياً متسارعاً في المنطقة، شارك فيه العراق، أسفر عن توافق بين واشنطن وطهران بشأن الرد.
ويتضمن التوافق تنفيذ إيران هجوماً صاروخياً محدوداً على عدد من المواقع التي تضم قوات أميركية داخل العراق، بما يضمن عدم سقوط قتلى من جيش الولايات المتحدة، وهو ما حدث بالفعل، وفقاً للمعلومات الأولية.
وقال أحمد ملا طلال، وهو إعلامي عراقي بارز، إن "حركة دبلوماسية دولية مكثفة تجري منذ يومين لترتيب رد إيراني متفق عليه، ومقبول أميركياً، يعقبه رد أميركي أقل حدة، لتهدئة المنطقة"، مؤكداً أن "الطرفين غير مستعدين للتصعيد".
وأضاف طلال تعقيباً على الهجوم الإيراني فجر الأربعاء 8 يناير (كانون الثاني)، أن ما حدث "هو تنفيذ للاتفاق" بين الولايات المتحدة وإيران، مستدلاً بعدم وقوع ضحايا أميركيين.
وفجر الأربعاء، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن قصف قاعدة "عين الأسد" العسكرية بالعراق التي تستضيف قوات أمريكية بالصواريخ الباليستية، "انتقاما" لمقتل قائد الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن إيران أطلقت دستة صواريخ على قوات أمريكية وقوات التحالف الدولي في قاعدة "عين الأسد" وفي أربيل.
من جانبه، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعا، عقب الهجوم، مع كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكي وبينهم وزيري الدفاع مارك إسبر والخارجية مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس، وكان متوقعا أن يوجه ترامب كلمة للأمريكيين بعد الاجتماع لكنه أعلن أنها ستكون صباح الأربعاء بتوقيت واشنطن.
وقال ترامب، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن "كل شيء على ما يرام، أطلقت صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق"، مضيفا: "يجري تقييم الأضرار والضحايا، كل شيء جيد حتى الآن، لدينا الجيش الأقوى والأكثر جهوزية في العالم بفارق شاسع".
أعادت وكالة أنباء فارس الإيرانية نشر صورة كانت نشرتها قبل سنتين خلال إطلاق طهران صواريخ على مواقع لتنظيم "داعش" في سوريا، بعد نشرها خبر الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدتين أميركيتين في العراق.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الصورة الرئيسية التي أرفقت بها وكالة فارس للأنباء خبر الهجوم على قاعدة عين الأسد وقاعدة أخرى في أربيل بالعراق تضم قوات أميركية ووجدوا أنها نفسها التي نشرت سنة 2017.
وكانت وسائل إعلام نشرت خبر قصف قوات إيرانية لداعش مرفقا بالصورة نفسها يوم 19 يونيو 2017 تحت عنوان "بالصور.. لحظة إطلاق الصواريخ الإيرانية على مقار داعش في دير الزور.
بينما نشرت وكالة فارس الأربعاء الصورة ذاتها لكن بعنوان "الحرس الثوري يعلن دك قاعدة عين الأسد الأميركية بعشرات الصواريخ"، ناشطون علقوا على ذلك بسخرية وكتب أحدهم "بدأت المسرحية تتكشف".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أكدت الأربعاء تعرض قاعدتين عسكريتين على الأقل تستضيفان قوات أميركية وقوات من التحالف لمحاربة داعش في العراق، لهجمات صاروخية انطلقت من ايران.
وقال البنتاغون في بيان صادر "في حوالي الساعة 5:30 مساء بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة أطلقت إيران أكثر من 12 صاروخا باليستيا على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق..".
وأضاف أن "من الواضح أن هذه الصواريخ أطلقت من إيران واستهدفت قاعدتين عسكريتين عراقيتين على الأقل تستضيفان عسكريين وأميركيين من قوات التحالف في عين الأسد وأربيل".
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على تويتر، إن إيران لا تسعى إلى التصعيد أو الحرب، وذلك بعد أن أطلقت طهران صواريخ على أهداف أميركية في العراق، أمس الثلاثاء.
وتابع قائلا: "اتخذت إيران واستكملت إجراءات متناسبة في إطار الدفاع عن النفس، بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، باستهداف القاعدة التي انطلق منها هجوم مسلح على مواطنينا وكبار مسؤولينا. لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب لكن سندافع عن أنفسنا في وجه أي عدوان".
وأضاف ظريف أن الولايات المتحدة ستتلقى ضربات أكثر إيلاما إذا لجأت إلى التصعيد، حيث اشار مراقبون أن هذا تصريح بأن الرد الإيراني قد انتهى ولن يكون هناك رد أخر.. إلا اذا قامت أمريكا بالرد عليه.
من جانبه قال المرشد الإيراني علي خامنئي ما حدث الليلة الماضية كان صفعة على وجه أمريكا لكنه ليس كافيا.
وشدد ظريف أنه لا مستقبل لأمريكا في المنطقة، حيث سيكون الثأر منها هو طردها.
واشار ظريف أن لا معلومات لديه عن ما إذا كان هناك خسائر في صفوف العراقيين في الطربة الصاروخية، مؤكد أن الرد شرعي وقانوني.
من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن هناك تقييماً للخسائر والأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية الإيرانية على منشأتين عسكريتين عراقيتين، وقال "الأمور بخير ونحن أقوى جيش في العالم".
الى ذلك قالت مسؤلون في النتباغون أن لا خسائر بشرية وقعت جراء الضربة الإبرانية، وانه يتم حاليا حصر الخسائر المادية فقط.
ذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلا عن مسؤول في منظمة الطيران المدني أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في طهران يوم الأربعاء وعلى متنها 176 شخصا لم تعلن حالة الطوارئ، وذكر التلفزيون الرسمي أن 32 أجنبيا كانوا على متن الطائرة.
والطائرة التابعة للخطوط الدولية الأوكرانية هي من طراز بوينج 737 تحطمت بعد فترة وجيزة من إقلاعها من مطار الإمام الخميني في طهران.
أعلن التلفزيون الإيراني مقتل جميع ركاب الطائرة وعددهم 180 شخصا، وسط ترجيحات متزايدة بتعرضها لانفجار.
وأفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية باشتعال النيران في الطائرة الأوكرانية، وسط ترجيحات بأنها أُسقطت، فيما أفادت بيانات الطائرات بأن سرعة صعود الطائرة الأوكرانية وتوقفها فجأة يعني أنها تعرضت لانفجار. وبحسب الصحيفة فإن الحادث وقع بعد إطلاق طهران لعدة صواريخ باليستية استهدفت بهما قاعدتين أميركيتين بالعراق، وسط ترجيحات بأن تكون الطائرة قد أصابها صاروخ بالخطأ.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن مسؤول بالطيران المدني قوله إن قائد الطائرة الأوكرانية المنكوبة لم يعلن حالة طوارئ وإن الطائرة لم تتصل ببرج المراقبة الجوية.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن ما لا يقل عن 180 من الركاب وأفراد الطاقم كانوا على متن الطائرة، فيما قالت وسائل إعلام أوكرانية إن معظم قتلى الطائرة الأوكرانية المنكوبة هم من الإيرانيين.
وكان مسؤول كبير في الخارجية الأوكرانية قال أنه كان يفترض أن تقوم الطائرة برحلة بين طهران وكييف، فيما قطع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارة لعُمان بعد سقوط الطائرة الأوكرانية في طهران.
وبحسب المشاهد الأولية التي بثّتها وسائل الإعلام الإيرانية للكارثة فإنّ الطائرة تحطمت في مدينة شهريار الواقعة غرب العاصمة طهران.
وقال بير حسين كوليفاند رئيس أجهزة الطوارئ الإيرانية للتلفزيون: "الحريق شديد لدرجة أنه لا يمكننا القيام بأي إنقاذ... هناك 22 سيارة إسعاف وأربع حافلات إسعاف وطائرة هليكوبتر في المكان".
وذكرت شركة "بوينغ" أنها على دراية بالتقارير الإعلامية التي تفيد بتحطم طائرة في إيران وأنها تجمع المزيد من المعلومات
أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها قصفت قواعد أمريكية في العراق وذلك حسب ما أسمته انتقاما قاسيا ومزلزلا منها لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وقال الحرس الثوري الإيراني أمس الثلاثاء أنه نفذ هجوماً صاروخياً على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق، وقاعدة أخرى في أربيل، والاثنتين تضمان قوات أميركية. وأضاف الحرس أن أن أي إجراءات تتخذها الولايات المتحدة للرد على الهجمات التي شنتها طهران على أهداف أميركية في العراق سيقابله رد جديد.
وكشفت وكالة "تسنيم" عن مشاركة ميليشيات الحشد بالعراق في القصف الذي استهدف القاعدة في أربيل، فيما كشفت مصادر أن القوات الأمريكية ردت على مصدر القصف القادم من داخل العراق فقط.
وأكدت وسائل إعلامية عراقية سقوط 22 صاروخا تم إطلاقها من داخل ايران، 10 فقط منها اصابت القاعدة الأمريكية في الأنبار و4 منها سقطوا دون أن تنفجر ، و4 صواريخ سقطت في قاعدة أربيل، بينما سقطت البقية على الطريق، دون التصريح بسقوط أي إصابات.
وطالب الحرس الثوري في بيانه الذي تم إذاعته على التلفزيون الإيراني الرسمي، القوات الأمريكية بالانسحاب من المنطقة لعدم السماح بتهديد حياة المزيد من العسكريين الأميركيين.
كما لوّحت إيران بمزيد من "الردود المدمرة" بعد هذا الهجوم، وحذّرت واشنطن من الرد، وسط أنباء عن تدمير عدد من الطائرات الأميركية في القصف على قاعدة عين الأسد.
فيما نسب التلفزيون الرسمي إلى مسؤول كبير في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي قوله إن رد إيران على قتل قاسم سليماني حتى الآن هو "الأهون" من بين سيناريوهاتها للثأر.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جوناثان هوفمان، أنه لا توجد معلومات حتى الآن عن أي أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم، إلا أنه أكد أن الجناح الذي يضمّ الوجود العسكري الأميركي في قاعدة عين الأسد طاله القصف الصاروخي.
من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن هناك تقييماً للخسائر والأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية الإيرانية على منشأتين عسكريتين عراقيتين.
وقال ترامب في تغريدة على "تويتر" إن بلاده لديها "جيش هو الأقوى والأكثر تجهيزا في العالم".
وأضاف: "كل شيء على ما يرام" وإنه سيلقي بيانا عن الوضع صباح اليوم الأربعاء.
قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، إن بلاده "مستعدة للعودة إلى الالتزام الكامل" بالاتفاق النووي مع القوى العالمية وذلك في تغريدة على تويتر من وزارة الخارجية، لكنها لم تقدم أي معلومات عن الشروط المحتملة.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الاثنين، أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وذلك غداة إعلان طهران قرارها التخلي عن الالتزام بقيود في تخصيب اليورانيوم. وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة على تويتر "إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً".
من جانبه، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني على تصريحات نظيره الأميركي دونالد ترمب الذي توعد، السبت، باستهداف 52 موقعا إيرانيا، وكتب على تويتر مخاطبا إياه "لا تهدد أبدا الأمة الإيرانية". وأضاف روحاني "من يشيرون إلى العدد 52 عليهم أن يتذكروا أيضا العدد 290"، في إشارة إلى طائرة الإيرباص التابعة للخطوط الجوية الإيرانية والتي أسقطتها بارجة أميركية فوق الخليج في تموز/يوليو 1988 ما أسفر عن مقتل ركابها الـ290.
وهدد الحرس الثوري الإيراني على لسان أكثر من مسؤول الولايات المتحدة برد "مزلزل" عقب مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني فجر الجمعة الماضي بضربة أميركية.
وكانت الحكومة الإيرانية، أعلنت مساء الأحد، إلغاء التزاماتها النووية بشكل كامل، بما فيها عمليات إنتاج وتخصيب اليورانيوم والأبحاث النووية. وذكرت في بيان أن طهران لن تلتزم بمحدودية نسبة وكمية تخصيب اليورانيوم بعد الآن.
كما شدد البيان على أن طهران لن تلتزم أيضا بمحدودية عدد أجهزة الطرد المركزي، إلى ذلك، أكدت طهران أنها لن تعود إلى التزاماتها إلا إذا تم رفع العقوبات بشكل كامل وانتفعت طهران من نتائج الاتفاق النووي لعام 2015.
وكان أعرب الاتحاد الأوروبي، الاثنين، عن "أسفه العميق" لإعلان إيران الأخير بشأن التزاماتها النووية، وعبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن "أسفه العميق" لإعلان إيران الأخير بشأن تخلّيها عن كل القيود المتعلّقة بتخصيب اليورانيوم.
كما دعت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إيران إلى التخلي عن الإجراءات التي تتعارض مع الاتفاق النووي لعام 2005، بعد أن كشفت طهران في وقت سابق دخولها "المرحلة الخامسة والأخيرة" من برنامجها القاضي بخفض التزاماتها الدولية التي نص عليها الاتفاق.
سقط عدد كبير من القتلى والجرحى، اليوم الثلاثاء، في تدافع أثناء جنازة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، اليوم في كرمان بإيران، وأكد التلفزيون الإيراني وقوع 35 قتيلاً و48 جريحاً في التدافع.
وكان سليماني قد قُتل في ضربة أميركية بطائرة مسيرة في محيط مطار بغداد يوم الجمعة، وقُتل في نفس الضربة عدد من كبار الضباط الإيرانيين ومسؤولي الحشد الشعبي العراقي، أبرزهم نائب هيئة الحشد أبو مهدي المهندس.
وتنقّل جثمان سليماني في جولة عبر مدن عراقية وإيرانية عدة خلال الأيام الماضية، وشاركت حشود كبيرة اليوم في تشييع سليماني في كرمان مسقط رأسه.
وقال حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني أمام عشرات الآلاف من المشيعين في مدينة كرمان: "سننتقم بقوة من العدوـ وسيكون ردنا قوياً وحازماً"، وهتف كثير من المشيعين "الموت لأميركا" ولوحوا بالأعلام الإيرانية.
يذكر أن سليماني الذي يعد مهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، قتل بضربة أميركية في بغداد، برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس إلى جانب ضباط إيرانيين وقادة في الحشد.
اعتمد مجلس الشورى الإيراني بشكل طارئ اليوم الثلاثاء، قانوناً يعتبر كافة القوات الأميركية، بما في ذلك وزارة الدفاع، "إرهابية"، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري
وكان البرلمان الإيراني أقر مؤخراً قانوناً يعتبر "إرهابية" القوات الأميركية المنتشرة في القرن الإفريقي إلى آسيا الوسطى، مروراً بالشرق الأوسط، لكن النص الجديد أدرج وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وكافة القوات الأميركية والمسؤولين عن اغتيال سليماني، وكل شخص معنوي أو حقيقي مرتبط باغتيال سليماني في إطار هذا التصنيف.
وتزامن اعتماد هذا القانون مع مراسم دفن سليماني في مسقط رأسه في كرمان رمزياً، وكان القانون الذي تم تعديله الثلاثاء، اقر أساساً في نيسان/ابريل 2019. وأشارت إيران حينها إلى أن القانون يأتي في إطار "المعاملة بالمثل" بعدما قررت واشنطن إدراج الحرس الثوري الإيراني على اللائحة الأميركية لـ"المنظمات الأجنبية الإرهابية".
يذكر أن سليماني الذي يعد مهندس الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، قتل بضربة أميركية في بغداد، برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس إلى جانب ضباط إيرانيين وقادة في الحشد.
وتوعد مسؤولون سياسيون وعسكريون في إيران بانتقام "مزلزل"، بينما تتصاعد الدعوات "لخفض التصعيد" حول العالم خشية من نزاع مفتوح في الشرق الأوسط.
خرج مجموعة من كبار الجنرالات الإسرائيليين السابقين والخبراء الاستراتيجيين، أمس الاثنين، بتقديرات تقول إن حرباً في سنة 2020 أصبحت بنسبة احتمال عالية، وأوصت الحكومة الإسرائيلية بأن تفحص كل البدائل الممكنة قبل اللجوء إلى التدهور نحو الحرب.
وجاءت هذه الاستنتاجات في أعقاب دراسات طويلة استغرقت عدة أسابيع، تناولت أحداث العقد الماضي، والرؤى المستقبلية، وقد أجريت في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، وشارك فيها عدد كبير من الخبراء والجنرالات السابقين، بقيادة الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي «أمان»، عاموس يدلين.
ومع أن هذه الأبحاث اختتمت في نهاية السنة الماضية، فقد تم تعديلها إثر اغتيال رئيس «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في الأسبوع الماضي. وقد دعا أطرافها الحكومة الإسرائيلية إلى بلورة استراتيجية جديدة معدلة في ظل التطورات.
ويقولون، في تلخيصات هذه الأبحاث، إن «من المقبول الافتراض بأن الردع الإسرائيلي لمواجهة حربية واسعة النطاق ما زال ثابتاً. فغالبية الدول والتنظيمات المحيطة بإسرائيل تدرك جيداً ما هي عظمة القوة الإسرائيلية، وحجم الضرر الذي سيلحق بهم نتيجة لمواجهة كهذه.
ويقول هؤلاء الباحثون، في تلخيصهم حول وضع إسرائيل الاستراتيجي لسنة 2019 - 2020، إن «هناك اتجاهات إيجابية في المنطقة وأخرى سلبية. أما الإيجابية فهي: أن وضع إسرائيل الاستراتيجي راسخ. والاحتمالات ضعيفة بأن يقوم أعداء إسرائيل المختلفون بالمبادرة إلى هجمات حربية واسعة.
ويطرح الجنرالات عدة توصيات؛ «أبرزها: التفاهم مع الولايات المتحدة حول الموضوع الإيراني، وإقناعها بطرح فكرة الخيار العسكري، وليس فقط (تحسين الاتفاق النووي)، و الاستعداد لحرب متعددة الجبهات (حرب الشمال الأولى)، وجنباً إلى جنب مع ذلك المبادرة إلى جهود سياسية وأمنية لمنع الحرب، واستنفاد البدائل الأخرى لتحقيق أهداف إسرائيل في الجبهة الشمالية. تقوية السلطة الفلسطينية كعنوان وحيد للشرعية واستئناف المفاوضات السلمية معها على أساس حلول مرحلية الآن، وحل الدولتين في المستقبل.
كما نصح كبار الجنرالات والباحثين الإسرائيليين بـ«تصحيح العلاقات مع الأردن، والاستمرار في تطوير العلاقات مع الدول العربية السنية البراغماتية في الشرق الأوسط، من خلال الإدراك أن هذه العلاقات ذات نطاق محدود. أخيراً، الاستمرار في تقوية التفوق الإسرائيلي النسبي في مجالات السيبر والتكنولوجيا والعسكري، وتقوية الاقتصاد والمكانة الدولية لإسرائيل في العالم».
اعتبر موقع معهد “بروكينغز” أنّه من المرجح أن يؤدي اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني إلى تغيير في العلاقة بين الولايات المتحدة من جهة والعراق وإيران من جهة أخرى، مضيفاً أنّ هذا الأمر سيؤثر بشكل كبير على الموقف الأميركي الشامل في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار الموقع إلى أن رد الفعل الإيراني قد يكون ضخماً، ويعتمد كثيراً على مدى استعداد واشنطن لهذا الأمر، لافتاً إلى أنه من الصعب تقدير تأثير عملية الاغتيال، لأن إيران، بحسب الموقع، تعمل غالباً من خلال الجماعات المسلّحة القريبة منها والمنتشرة في المنطقة، حيث يأخذ الحرس الثوري زمام المبادرة في السياسية الخارجية لإيران في العديد من البلدان كلبنان وسوريا وأفغانستان، وكذاك مع الفلسطينيين.
ووصف الموقع سليماني بأنه هو كان مهندس العديد من أكثر قضايا السياسة الخارجية إثارةً للجدل في إيران، وأنه هو وقوة القدس التي يرأسها ضمن الحرس الثوري مسؤولون عن مقتل العديد من الأميركيين، مقدّرا حجم هذه القوة بما بين عشرة آلاف إلى ٢٠ ألف مقاتل، يوفرون التدريب والأسلحة والتوجيه التنظيمي وغير ذلك من أشكال الدعم للجماعات المؤيدة لإيران.
ورجح الموقع وقوع هجمات على القوات والمنشآت الأميركية في العراق، مذكراً أن إيران نجحت منذ أيام بحشد عراقيين بسرعة للتظاهر بعنف أمام السفارة الأميركية في بغداد، مما خلق مخاطر أمنية جسيمة على الموظفين هناك.
ورأى معهد بروكينغز أن اغتيال سليماني سيقوّي إيران سياسياً في المنطقة، لأنّ زعماء عراقيين عدة قريبين من إيران سيضاعفون ضغطهم لإخراج القوات الأميركية من بلدهم، مؤكداً أن التأثير الإيراني في العراق أكبر من التأثير الأميركي هناك.
وبحسب الموقع، فإنّ الجيش الأميركي في أفغانستان وسوريا أيضاً بات بخطر، حيث تتواجد مجموعات عسكرية قريبة من إيران، بالإضافة إلى مجموعات أخرى كطالبان وداعش والقاعدة، وفق موقع "جاده إيران".