مقالات مقالات رأي بحوث ودراسات كتاب الثورة
١ فبراير ٢٠١٥
"يا حماه سامحينا .. والله حقك علينا "

"يا حماه سامحينا .. والله حقك علينا " هو النداء الذي وجهته الثورة السورية في عام 2011، لحماه بعد مرور 30 عاماً على المجزرة التي تستحق وصف "المجزرة الصامتة".

و لكن هل المطلوب .. أن تسامحنا ؟؟

وهل هناك مكان للمسامحة طالما أن نفس الماكينة التي ارتكبتها لاتزال موجودة و تتابع عملها المتقن و المدروس في ارتكاب المثائل ، و تكرر المجازر بكل بقعة يوجد عليها الشعب السوري.

حماه تعيشها ذكرى مجزرتها الـ 33 دون أن أي ضجيج يذكر ، كما إعادة .. صمتٌ حين ارتكبت ، و صمتٌ بعد ارتكابها ، وصمتٌ مستمر لما بعد بعد عقود من تنفيذها.

هل تبحث حماه عن مسامحة .. و عن أي مسامحة .. فأصحاب الدم إما قتلوا أو اعتقلوا أو هجروا ... أو من بقي راضخا تحت نير ظلمٌ ظل مواكب المجزرة و استمر حتى اللحظة.

هل نبحث عن قصص أو حكايات أم نكتفي بمجرد وقفت اعتصام هنا أو هناك ، أم ننظم حملة إلكترونية ، أم نعمل على إنتاج أنشودة أو أغنية عنها ، أو يكون الإحياء بعمل تقرير مصور ...إلخ ... لكن هل تسامحنا هي أم نبحث عن مسامحة أنفسنا .

 ابتدأً من 2 شباط 1982 و لمدة 27 يوماً ، تحولت حماه لـ "مسلخ بشري" حقيقي ، لا شيء يحول دون القتل بكل الأشكال قصفاً ، إعداماً ميدانياً ، ذبحاً بالسكاكين ، و بوسائل التعذيب التي شهدت نشأتها و بدأت براءة الاختراع  الخاصة بها من هناك .. من حماه .

رقمياً ..

و من العبثية التكلم عن أرقام محددة أو بعينها ، فالجريمة نفذت تحت جناح الظلام و الظالمين ، و صمتٌ ذو وصف جرمي موصوف من الجميع ، و تقول أكثر التقارير دقة أن :

$1-          عدد الضحايا الذين سقطوا ما بين 10-40 ألفاً من بينهم نساء وأطفال ومسنين.

$1-         15 ألف مفقود لم يتم العثور على أثارهم منذ ذلك الحين.

$1-         هجرة 100 ألف نسمة عن المدينة بعد أن تم تدمير ثلث أحيائها تدميراً كاملاً.

$1-          تدمير واسع.عدة أحياء وخاصة قلب المدينة الأثري .

- إزالة 88 مسجداً وثلاث كنائس ومناطق أثرية وتاريخية نتيجة القصف المدفعي.

و أخيراً ..

لن نقول المزيد فمهما قلنا سنعود للبداية .. "يا حماه سامحينا .. والله حقك علينا " 

اقرأ المزيد
٣١ يناير ٢٠١٥
الجنرالات العرب: حُماة الديار أم حُماة إسرائيل؟

لا يغرنكم العداء الذي يبديه الجنرالات العرب لإسرائيل، فهو عداء صوري للاستهلاك المحلي لا أكثر ولا أقل، وغير مقصود للتطبيق على أرض الواقع في معظم الأحيان، لكن ليس بسبب الضعف العربي، بل لأن الجنرالات الذين يتظاهرون بالعداء للأعداء لا يريدون تطبيقه أصلاً، والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يحاول وضع ذلك العداء موضع التنفيذ، فإنه سيلقى عقاباً مريراً. إنه مجرد حبوب لتخدير الجماهير، أو تفريغ شحناتها النضالية في الهواء الطلق بدلاً من تحضيرها فعلاً لمعركة التحرير الحقيقية. وهناك الكثير من الإشارات لأولي الألباب على أن معاداة إسرائيل المزعومة على مدى عقود ليست أكثر من لعبة مفضوحة. فلو كانت الأنظمة الجنرالاتية تعادي العدو فعلاً لعاملت شعوبها بطريقة مختلفة تماماً، ولما وضعتها تحت الأحذية الثقيلة لعشرات السنين، ولما نزعت منها كل قيم النخوة والمواجهة والتحدي والمقاومة. لقد أخصى الجنرالات الطغاة مجتمعاتنا بأحذيتهم العسكرية، وحولوها إلى زرائب للأغنام وحظائر للنعاج وأقنان للدجاج. ولا شك أن أعداءنا ممتنون جداً لعساكرنا العرب على جميلهم الذي لا يقدر بثمن.
يقول الكاتب الإسرائيلي آلوف بن: «قامت سياسة إسرائيل الإقليمية على ترتيبات وعلى توازن للرعب مع الجنرالات الديكتاتوريين العرب. لقد نُظر إلى سلطتهم على أنها حاجز طبيعي يقي إسرائيل من غضب الرعاع في الشارع العربي». ويحذر آلوف الولايات المتحدة من محاولة «نشر الديمقراطية دون رقيب». إسرائيل إذن مع الديكتاتورية العسكرية للعالم العربي قلباً وقالباً. لقد بنى قادة إسرائيل كل استراتيجياتهم السياسية والعسكرية والاقتصادية للهيمنة على المنطقة والتحكم بها على دعم الخيار الأمني العسكري الديكتاتوري في منطقتنا، فهو الأنجع والأسلم بالنسبة للصهيونية والأكثر قدرة على تلبية حاجاتها واستتباب الأمن والهدوء لها، فهو يقايض فساده ووحشيته وتشبثه بالسلطة بتلبية المتطلبات الإسرائيلية المتمثلة أولاً وقبل كل شيء بكبح جماح الشارع، ووضعه تحت النعال كي تنام إسرائيل قريرة العين.
من هنا فإن لإسرائيل والأنظمة العسكرية الفاشية مصلحة مشتركة في أن تبقى هذه الشعوب خانعة ومستلبة. إنه حلف الأحلاف الذي يحارب من أجله هؤلاء بالنواجذ والأنياب لبقائه على قيد الحياة. إذن هي معادلة واتفاق شرف وجنتلمان، وإن كان غير معلن، بين هذه الأنظمة وإسرائيل والقاضية بمقايضة الاستبداد العسكري بالبقاء، وكلما أمعنت هذه الأنظمة العسكرية الفاشية في القمع والطغيان كلما حصلت على درجات عالية في تقييم الأداء السياسي، ورضا ممن يدير لعبة الشطرنج غير المتكافئة هذه، وبالتالي تفويضاً أطول للاستمرار. وكان أحد شروط هذه المعادلة زرع التخلف، وإنتاج الفقر، وتغريب المجتمعات وإضعاف القدرة على المقاومة وتقويض الأسس التي تقوم عليها الدول الحديثة ونشر الفساد على أوسع نطاق ، لكي تبقى إسرائيل الوحيدة القوية في الميدان. وها هي تلك المعادلة تؤتي أكلها بأن أصبحت إسرائيل «سوبر بوار» في هذه المنطقة، بينما تداعت تلك الدول والأنظمة العسكرية الفتاكة وأصبحت شراذم وكيانات ضعيفة مفككة وهشة تصارع من أجل البقاء في وجه شعوب فاض بها الكيل. ومهما تفعل إسرائيل فلن تكون قادرة على أن تكافئ هذه الأنظمة على هذا الإنجاز «العظيم الذي بدأ قاب قوسين أو أدنى على شفا الانهيار تحت ضغط الشعوب التي بدأت تكسر قيودها أخيراً.
ومن السخف والسذاجة أن يعتقد الليبراليون العرب أن إسرائيل أو أمريكا تفضلانهم على الجنرالات. فآخر ما تبتغيه إسرائيل والغرب في منطقتنا هو انتشار الديموقراطية أو تشجيع الليبرالية. وصدقوني لن تعمل إسرائيل على الإطاحة بأي نظام ديكتاتوري جنرالاتي عربي إلا إذا وجدت بديلاً أكثر طغياناً وشمولية. فالديموقراطية خط أحمر!!
وكي نزيل الغشاوة عن عيون المنبهرين بالدعوات الأمريكية والإسرائيلية القديمة الجديدة لدمقرطة المنطقة وتخليصها من ربقة الشمولية والاستبداد، أود فقط أن أذكـّر بما قاله أحد السياسيين الإسرائيليين ذات مرة. فقد سئل عن دور إسرائيل بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانتهاء مهمتها في مواجهة الشيوعية والمد الاشتراكي في المنطقة العربية، فأجاب بكلمات تتطابق تماماً مع كلمات الكاتب الإسرائيلي آلوف بن المذكور آنفاً: «إن إحدى أهم مهام إسرائيل في المستقبل هو حماية الأنظمة العسكرية من السقوط» أمام أي ثورات شعبية أو انقلابات جماهيرية. (النظام السوري مثالاً) أي أن هناك تحالفاً عضوياً مفضوحاً بين الديكتاتورية الأمنية والصهيونية في المنطقة العربية. لا تتعجبوا! فإن الشغل الشاغل لعدوتنا «الحبيبة» هو حماية جنرالاتنا وضباطنا وجلادينا وفاسدينا ومعذبينا وهادري ثرواتنا وكراماتنا. وكل من يقول لكم عكس ذلك يكذب عليكم. «قالوا الجمل طلع النخلة، قال هذا الجمل وهذي النخلة».
لقد غصت سجوننا العربية الغراء بالمناضلين الحقيقيين ودعاة الديموقراطية والتحرر فقط من أجل عيون العدو، وبالتالي، فلا تحلموا بتحقيق الديموقراطية الحقيقية أو تحرير الأرض إلا بعد أن تتحرروا من نير طغيان الحذاء العسكري والاستبداد ودفنهما إلى غير رجعة، فهما أكبر حام وضامن لإسرائيل. ولعلكم تتذكرون أن عنترة بن شداد لم يصبح بطلاً إلا بعد أن تخلص من عبوديته، فعندما طلب منه أبوه أن يقاتل قال قولته الشهيرة: «العبد لا يكر يا أبتي»، فقال له: «كر فأنت حر»، فانطلق يقاتل بشكل أسطوري. بعبارة أخرى، «لا يحررها إلا أحرارها». ومعاذ الله أن يكون جنرالاتنا الطغاة أحراراً إلا في التنكيل بالشعوب والأوطان وجعلها لقمة سائغة في فم الأعداء والطامعين.
لقد بات السوريون بمختلف توجهاتهم يعلمون علم اليقين أن النظام السوري لن يسقط حتى ترفع إسرائيل عنه الغطاء. لقد أركع آل الأسد الشعب السوري لخمسة عقود كي تنام إسرائيل قريرة العين، لا بل حولوا سوريا إلى مستنقع للفساد والإفساد. وهي أكبر خدمة للعدو الإسرائيلي. وعندما ثار الشعب على النظام أعطته إسرائيل المتحكمة بالقرار الأمريكي الضوء الأخضر كي يحوّل سوريا إلى خراب. وسيظل بشار أسد يحرق سوريا نيابة عن إسرائيل طالما في سوريا وفي شعبها قليل من الرمق. وعندما ينتهي من مهمته سترميه إسرائيل في سلة الزبالة كما رمت هي وأمريكا من قبل كل عملائهما من الجنرالات الطغاة.

اقرأ المزيد
٢٨ يناير ٢٠١٥
سوريا في عين الغرب .. إرهاب فقط

الشأن السوري في عيون الغرب موضوع مغاير للحقائق على ارض الواقع وبعيد كل البعد عن مجريات الاحداث في سوريا ..

فالإعلام الغربي لا يرى في الشأن السوري الا مادة دسمة تثير المواطن الغربي من ناحية اهتمامه بما يتعلق بالدموية والارهاب وهذا ما اشار اليه الصحفي الحقوقي منصور العمري في الشأن السوري في عيون الغرب والذي اعتمد  يه على متابعته للإعلام المرئي والمكتوب لمدة ثلاث سنوات.

و رأى العمري أن وسائل الاعلام الغربية تعتمد في تناولها للشأن السوري على الدموية والارهاب وما يلفت المواطن الغربي فيقتصر اهتمامها على نقل الصور المؤثرة والفيديوهات المأساوية مما جعلها تغفل جانب النضال السلمي والمجتمعي الذي يعكس الصورة الحقيقية للمواطن السوري السلمي بطبيعته والذي يحلم ببناء سوريا جديدة تحفظ كرامته وتقدس حريته..

ونظرا لاهمية دور الاعلام في تشكيل الراي العام يعتبر هذا التقصير انتقاصا من حق الثورة السورية وتدليسا مقصودا في ايصال حقيقة الوضع في سوريا الى العالم ويعمل العمري المعتقل سابق في سجون النظام يعمل في توثيق الانتهاكات لحقوق الانسان في سوريا ويرى تغييب عدة جوانب من الثورة السورية عن المواطن الغربي ..الى هذه الجوانب .

و يشير إلى أن الصورة في سوريا مأساوية جدا وغالبا اكثر من الصورة التي وصلت للغرب ولكن المطلوب هو ايصال جميع الرؤى ووجهات النظر وليس فقط اتجاه واحد فنلاحظ غياب الحراك المدني والمجتمعي البعيد عن الدم والذي يعطي امل في سوريا جديدة وتعطي صورة حقيقية عن المواطن السوري.

الحكومات الغربية تعلم حقيقة ما يجري في سوريا اكثر من السوريين انفسهم في حين يقصد تغييب هذه الحقائق عن الشعوب ويعود السبب في ذلك هو هوس القارئ الغربي او الغرب بشكل عام الى قصص الارهاب مما يجعل الاعلام يتناول بنهم قصص تنظيم الدولة الاسلامية او المجازر.

وعندما استخدم الاسد الكيماوي مثلاً طرحت وسائل الاعلام الغربية الموضوع بشكل كبير ليس بصفته عملا اجراميا بل لكونه موضوع يثير اهتمام القارئ الغربي او المواطن الغربي وهناك اسباب متعلقة بسوء فهم الصحفيين الغربيين للواقع السوري بسبب الصورة المزيفة التي قدمها نظام الاسد خلال العقود الماضية

هكذا تكتمل فصول مسرحية المؤامرة الكونية على الشعب السوري ليفقد ادنى حقوقه في ايصال حقيقة معاناته الى اصقاع الارض .

 

كتاب (الشأن السوري في عيون الغرب) للصحفي الحقوقي منصور العمري الصادر عن دار نون الاماراتية للنشر والذي يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب حالياُ. اعتمد العمري في كتابه على متابعته للإعلام المرئي والمكتوب لثلاث سنوات مضت.

اقرأ المزيد
٢٨ يناير ٢٠١٥
وخلصت حكاية " حزب الله المقاوم رد على العدو الإسرائيلي "

لنذكر الجميع بعداوتنا ..

هذا ملخص ما حدث منذ الثامن العاشر الشهر الجاري و حتى صباح اليوم بين إسرائيل و حزب الله الإرهابي .. فلا حل لإعادة صناعة الشعبية ، التي باتت في الحضيض واكشفت قباحة الوجه ، إلا بمثل هذا حل..

ففي 18 كانون الثاني تعرض موكب لحزب الله الإرهابي مُطعّم بوجود إيراني لأشخاص يبدو أن مهمتهم قد انتهت و بات التخلص منهم أمر واجب .. فجاءت مروحية إسرائيلية و قصفت و قتلت و انسحبت لتنهي الجزء الأول من الفيلم الذي يخطط تنفيذه ..

عشرة أيام من التحضير والتجييش و ذرف الدموع، ليأتي يوم 28 كانون الثاني حامل الرد على الجزء الأول و إنهاء عمليات التصوير و اخراج فيلم "حزب الله المقاوم رد على العدو الإسرائيلي ".

و هذه الحادثة ليست الأولى فهي تتكرر كلما شعر حزب الله الإرهابي ان أسهمه قد شارفت على الانهيار و لكن في كل مرة يكون الثمن من حياة شعب من الشعوب العربية فتارة يدفع الشعب اللبناني و مرات الشعب الفلسطيني و هذه المرة جاء الدور على الشعب السوري الذي أنهكه القتل و التهجير الذي يقوم به الحزب إلى جانب قوات الأسد و المليشيات الشيعية التي تدفعها ايران التي تقود الجميع لتحقيق مشاريعها الطائفية المستندة لأحقاد حضارية.

و المضحك أن موالو الحزب انجرفوا بتصديق السيناريو إلى حد اعتبروا صوراً نشرها مقربون من الحزب لقذائف هاون كتب عليها أسماء قتلى غارة القنيطرة ،أن الرد جاء من خلالها مع العلم أن العملية إن كانت قد تمت فإنها تمت بصواريخ موجه أو عبوات ناسفة .

اقرأ المزيد
٢٠ يناير ٢٠١٥
تطبيق الحدود .... ترغيب أم ترهيب ........ ؟؟

- تساؤلات كثيرة يطرحها متابعون للأوضاع الراهنة في الشمال السوري عامة والريف الإدلبي خاصة , بعد سلسلة من الفيديوهات التي بثت عبر مواقع التواصل الإجتماعي تظهر فيها شخصيات ملثمة تنسب نفسها لجبهة النصرة تنفذ أحكاما بالقتل في عدة مناطق بحق رجال ونساء بتهم متعددة منها العمالة للنظام ومنها الإشراف على منازل للدعارة أو امتهانها , فكان عملهم فسادا في أرض الله وجب تطبيق الحد بحقهم ....

- حيث يظهر في أغلب الفيديوهات رجالات النصرة في شوارع بلدة في منطقة ما من ريف إدلب ، تارة في الشمال وتارة في الجنوب وقد جمعوا الناس من حولهم , تتوسطهم إمراة  في العقد الخامس من عمرها بل تجاوز ذلك , وبعد سكون لدقائق يبدأ الشرعي بإلقاء بيانه متهما المراة بإرتكاب المحرم والإفساد في الأرض , وأن حدها القتل بأمر من المحكمة , ومع تدخل المرأة للرجال لتنفيذ أخر طلب لها برؤية اطفالها يستل احد رجالات النصرة مسدسه من جعبته ويطلق رصاصة الموت الأخيرة في رأسها , لتسقط المرأة على الأرض وقد لفظت أنفاسها الأخيرة حتى قبل ان تنطق بالشهادة , وبعد دقائق قليلة تنسحب رجالات النصرة ومعهم المقتولة دون أن ينطق أحد من الجمع بكلمة واحدة ...... فتجول في خواطرهم أسئلة لم يستطع أحد منهم البوح فيها أمام الحشود المسلحة عن هوية تلك المرأة والأدلة على ماأتهمت به من الزنى والفجور ..... أو عن الزاني والطرف الثاني في القضية أين هو ومن هو .......... عن المحكمة التي شرعت قتلها أمام الناس دون أي اعتبار لحرمة كونها إمرأة .......... عن قتلها رميا بالرصاص أمام الجموع وشرع الله يقول برجمها حتى الموت ........ عن الشهود الأربعة على جرمها ..... عن حقها شرعا بالإستتابة لربها عن ذنب إقترفته في حياتها ...........  ؟؟؟؟

هذا ماحصل في معرة مصرين وحفسرجة وسراقب والريف الجنوبي لإدلب ومناطق أخرى لم يجرؤ أي مواطن ان يقف ويسأل هذه التساؤلات وغيرها الكثير التي تدور في مخيلتهم ولاسيما أن القاضي والحاكم والمنفذ من جبهة النصرة ، والتي لايجرؤ اي فصيل الوقوف في وجهها فكيف له هو كمواطن ان يقول لا او أن يتساءل عن سبب قتل ذلك الرجل في معرشورين بريف معرة النعمان الشرقي في منطقة معزولة تلقى عليه التهمة بالعمالة للنظام وهو يتوسل إليهم وينطق بالشهادة مرارا دون أن يجاب وتبدأ السكين بحز رقبته ليفارق الحياة وهو ينطق بالشهادة بين أيديهم ...... ؟؟؟

وبالمقابل يطرح ناشطون ومتابعون تساؤلات عدة عن مصير ضباط وجنود وادي الضيف المعتقليين لدى جبهة النصرة أين الحكم بفسادهم وقد ظهر للعيان ، فمجازر معرة النعمان وجبل الزاوية والريف الجنوبي والشرقي تشهد بذلك ....... متى سيكون تنفيذ الحد بحقهم في ساحات البلدات المحررة  وهم من قتل ابنائها وشرد عائلاتها وهدم منازلها ...... ؟ ..... ومن يجرؤ أن يسأل دور القضاء عن هروب العشرات من ضباط وعناصر وادي الضيف ووصولهم بدباباتهم الى مورك في ريف حماه وعبورهم لمسافة 20 كم دون أن تعترضهم رجالات النصرة والجموع المقاتلة .......... ؟

ويبقى السؤال دون إجابة وسط صمت شعبي لكبير وحالة غليان داخل النفوس رفضا لمثل هذه الأعمال والغاية من تصويرها وبثها على مواقع التواصل الإجتماعي في وقت لايكاد طيران النظام " المفسد الأكبر " يقصف ويقتل أبناء الشعب الثائر دون أيما محاسبة أو رد لظلمه .......................

اقرأ المزيد
٢٠ يناير ٢٠١٥
أفران الصقور للشعب ...... هل تتغير سياسة صقور الشام في جبل الزاوية ؟

عملت ألوية صقور الشام العاملة في ريف إدلب منذ نشأتها في العام الأول للثورة على بناء مؤسسات عسكرية وتعليمية واجتماعية كاملة لتثبيت أركان قيادتها ولاسيما في جبل الزاوية مقر قيادتها الرئيسية , فقامت ببناء الأفران والمشافي والصيدليات والمؤسسات التموينية والإستهلاكية مستغلة دعم الجهات الخارجية ومصادر دعمها الداخلي , وقامت بتسليم عناصرها بطاقات خاصة بألوية صقور الشام يتم خلالها إستلام المواد الإغاثية من مؤسساتها المعتمدة وفق البطاقة  الشخصية لعناصرها , كما جعلت تخفيضا لأسعار صيدلياتها في مناطق سيطرتها بنسبة فاقت الخمسين في المئة لجميع عناصرها , في حين حرمت الألاف من العائلات التي لاتنتمي فكريا وعسكريا لألويتها من أي دعم إغاثي أو طبي بل ومنعت عنهم استلام الخبز من أفرانها إلا وفق شروط ملزمة بدفع نفقات وتكاليف المخابز وتقديم مادة الطحين المستلمة من قبل المجالس المحلية للقرى لأفران الصقور وفق نسبة يتفق عليها بين إدارة الأفران ومجالس القرى كل على حدى .


في حين عملت جبهة ثوار سوريا المنافس الأبرز لصقور الشام في جبل الزاوية قبيل خروجها وسيطرة النصرة على تأسيس جمعية خيرية قامت بتامين المواد الإغاثية والتموينية والألبسة والطحين وتوزيعها على عموم المناطق والمجالس المحلية بنسبة 60 بالمئة لعناصر ثوار سوريا و 40 بالمئة تصرف لباقي فئات الشعب من يستثنى منهم العائلات التي تتبع فكريا وعسكريا لجبهة ثوار سويا فنصيها من ضمن الحصة الخاصة بالجبهة .


واليوم وبعد تغير الخارطة العسكري في جبل الزاوية وسيطرة جبهة النصرة على مقرات جبهة ثوار سوريا وفصائل الجيش الحر أصبح لزاما على باقي الفصائل الإسلامية منها والجيش الحر تغيير سياستها المحاربة لبعض فئات الشعب وذلك في محاولة لها لكسب ودها وتأييدها فظهر اليوم القائد العام لألوية صقور الشام في مقطع فيديو من داخل إحدى أفران صقور الشام يحث العاملين على المضي بالعمل والإخلاص به وتوزيع الخبز على كافة العائلات المحتاجة دون تمييز بين فصيل وأخر او بين قرية وأخرى مؤكدا أنهم في موقعهم أنا هم لخدمة الشعب وتسيير أموره وإحتياجاته الأساسية ولاسما الخبز وأنهم بموقعهم هذا انما يشاركون المرابطين على الجبهات جهادهم ............

ومن هنا ينظر بعض المتابعين لسياسة صقور الشام في مناطق سيطرتها بترقب كبير للتحول النوعي في سياستها وإلغاء المقولة المعروفة في قرى جبل الزاوية القائلة " خبز الصقور للصقور " والتي اطلقوها بعد رفضها تقديم الخبز للقرى والمناطق التي لاتؤيدها عسكريا وفكريا .........

اقرأ المزيد
١٩ يناير ٢٠١٥
سوريا .... فصائل تلاحق المجلات المؤيدة لـ "شارلي ايبدو"

- بعد الأحداث الأخيرة في فرنسا ومقتل عدد من الصحفيين في صحيفة " شارلي إيبدو " الفرنسية التي نشرت الصورة المسيئة للرسول الكريم  ( ص ) ، وسلسلة الإحتجاجات المناهضة لإعادة نشر الصحيفة للرسوم المسيئة للإسلام والمسلمين في عموم سوريا رافضة النهج المعادي للإسلام المتبع من قبل الصحيفة الفرنسية بحجة حرية التعبير ، عملت عددا من الفصائل في سوريا وعلى رأسها جبهة النصرة على ملاحقة عدد من الصحف والمجلات الثورية المؤيدة للفكر العلماني وتصرفات الصحف الأجنبية بحق الأمة الإسلامية ولاسيما صحيفة " شارلي إيبدو " ومنها عدد من المجلات التي تطبع في دول الجوار وتوزع في المناطق المحررة داخل سوريا .


وكانت جبهة النصرة والفصائل الإسلامية رصدت كتابات ومناشير عدد من  الصحف والمجلات المروجة للفكر العلماني المناهض للإسلام فكانت مجلات " سوريتنا - عنب بلدي - تمدن - صدى الشام " الهدف الأول للحملة التي تقودها جبهة النصرة وأحرار الشام والتي عملت على ملاحقتها في محافظات الشمال.

فبدأت ملاحقتها في إدلب وكان إقتحام  مقرات راديو فريش ومركز مزايا النسائي في كفرنبل بعد بلاغ وصل لجبهة النصرة بكون هذه المقرات مراكز لطباعة مجلة سوريتنا قبل ان تكتشف زيف البلاغ وان لاعلاقة لها بالمجلة المذكورة ,
 لتنتقل الملاحقة لمدينة حلب حيث عملت كل من جبهة النصرة وأحرار الشام والمحاكم الشرعية في المدينة وريفها على مصادرة المئات من المجلات الأسبوعية التي توزع في المدينة والريف وقامت بحرقها وملاحقة مراكز توزيعها وطباعتها مؤكدة حظر التداول لهذه المجلات مع فرض عقوبات وغرامات لكل من يروج لهذه المجلات التي ثبت تورطها بمناصرة الصحيفة الفرنسية " شارلي إيبدو " حسب معلومات وصلت لجبهة النصرة .

اقرأ المزيد
١٨ يناير ٢٠١٥
أخطاء متكررة في جبل الزاوية ........... هل يكفي الاعتذار ... ؟

- بعد معاناة طويلة من ظلم وضيف وحكم بالحديد والنار خرج الشعب السوري ثائرا ضد من ظلمه على مدار عقود طويلة ليقول لالظلم البشر ولا لحكمنا كالعبيد فتكاتفت الألاف من الشباب وكسروا طوق الخوف المرصون حول أعناقهم بقوه السيل الجارف وقالوا لا لنظام قل مثيل ظلمه في العالم .

- وبعد تطو الأحداث وانتقال الثورة للمسلحة عانى الشعب من ظلم بعض الفصائل العسكرية التي ركبت أمواج الثورة وعملت على بناء نفسها وكيانها على حساب تضحيات الشعب الثائر , فحوربت من هذا الشعب وكان مصيرها السقوط , والتف الشعب حول الفصيل الذي وجدوا فيه أمنهم وأمانهم وحريتهم من الظلم الذي عانوه على يد بعض الفصائل الثورية, ,فكانت  " جبهة النصرة " الملاذ الأول والأخير لاغلب الشباب في المناطق المحررة بعد مالمسوه من قادتها حبهم وتقربهم للشعب وخوفهم على مصالحه وسعيهم لرد الظلم عنه , فوجدوا فيها عونا لهم في الشدائد وسندا في محاربة كل من ينتهك حقوقهم , ويسلب حريتهم التي نادو بها وقدمو لأجلها الكثير من الدماء والتضحيات .

- ومع سيطرة جبهة النصرة  على اغلب المناطق في الشمال السوري وتثبيتها أركان قيادتها ,دخلها الكثير من العناصر الجدد وظهرت قيادات من الجيل الثالث للثورة , حُكمو على المناطق المحررة وفق قطاعات قسمت حسب المناطق  , وكان لكل قطاع أميراً في الغالب من أبناء المنطقة , وكانت له السلطة المطلقة في قطاعه ............ وهنا بدأت المشكلة حيث عمل كل أمير على حكم قطاعه بمعزل عن القطاعات الأخرى بل وتنافس أمراء القطاعات فيما بينهم قلايسمح لعناصر هذا القطاع بالإعتقال والإقتحام في قطاع الأمير الثاني وبدأت عمليات الإنتقام ممن حارب هذا الأمير في وقت سابق أو تعاطف مع قائد للحر لعصبية او لقرابة ضد هذا الأمير وبدأت الإعتقالات والمداهمات في العديد من المناطق فاعتقل العشرات من الشباب وزج بهم في سجون دور القضاء . وأصبحت الأخطاء تتكرر بعد سلسلة من الإقتحامات الغير مبررة لقرى وبلدات ومقار ومكاتب وإهانات لناشطين وقيادات وعناصر ثورية ممن كان لهم اليد الكبرى في استمرار الحراك الثوري في المنطقة .

وبعد تراكم كل هذه الأخطاء وتغير السياسة الحكيمة لجبهة النصرة وقيادات الصف الثالث منهم بدأ الشعب يعيد حساباته ولاسيما في جبل الزاوية الذي يشهد حالة إحتقان كبيرة ضد ممارسات قادة النصرة في المنطقة والذي وصل بهم الأمر للسماع لبلاغات كاذبة تارة وفهم خاطىء تارة أخرى , فبدا التخبط ظاهرا في طريقة إتخاذ قرارهم وأهوجا في طريقة تعاملهم مع الشعب .
مادفع البعض لتشبيه رجالات النصرة برؤساء الأفرع الأمنية لدى النظام ممن مارسو الضرب والتقل والاعتقال بحق الشعب الثائر قبيل دحرهم من جبل الزاوية .


- زاد ذلك إقتحام جبهة النصرة للقرى والبلدات بحجة ملاحقة مطلوبين يتبعون للجيش الحر ذلك الكيان الذي قدم البطولات والتضحيات وحرر المناطق وشارك الشعب همومه والامه منذ اليوم الأول للثورة وبالرغم من بعض الاعمال السيئة لبعض فصاله إلا أن ابنائه هم المكون لهذا الكيان وهم من يلاحقون في قراهم لالشيى بل لإنتمائهم لهذا الفصيل أو ذاك فكانت ديارهم ودمائهم وسلاحهم حلالا على قادة النصرة ورجالاتها .

وبعد كل هذه الأخطاء لايجد قضاة وأمراء الصف الأول الا تقديم الاعتذار والوعد بالمحاسبة ............ ولكن هل يقبل الشعب هذا الاعتذار ويسامح مع استمرار تكرار الأخطاء ..... أم أنه سيثور عليهم كما ثار على نظام حكمة وقادة جيش حر ظلمته من قبلهم ....... أم الحل الانسب عودة النصرة ورجالاتها لإعادة ترتيب الصفوف من جديد وأنهاء حالة التخبط وعزل قيادات الصف الثالث ممن اساؤوا للنصرة ومنهاجها بدوافعهم الإنتقامية من أبناء بلدهم .......

اقرأ المزيد
١٥ يناير ٢٠١٥
الإرهاب لا يبرر إهانة الإسلام

الرسم الكاريكاتوري الأخير للنبي محمد، الذي صدر في أول عدد من صحيفة "شارلي إيبدو" بعد الهجوم الدموي على مقرها، لم ينتج عنه شيء سوى أنه زاد الطين بلة، كما أنه احتوى على رسائل مختلطة، فصورة النبي وهو يحمل لافتة التضامن مع الصحيفة إلى جانب عبارة "كل شيء مغفور له" لا تحدد بوضوح من هو طالب الغفران ومن الذي يجب أن يُسامح.

زينب الرضوي، الكاتبة في الصحيفة، قالت إن الغلاف يعني بأن الصحفيين هم الذين يسامحون المتطرفين على عمليات القتل التي نفذوها، ولكن الغلاف قد يعني أيضا أن النبي محمد هو الذي سامح الصحيفة، بطريقة لا يمكن بالطبع للإرهابيين قبولها.

ولكن الرسومات بحد ذاتها خارج السياق، وقال قال محلل شؤون الشرق الأوسط، جوان كول، هي مجرد عذر إضافي للمتشددين الإسلاميين من أجل زيادة عمق الهوة التي تفصل بين المسلمين والغرب، وقال كول شارحا: "القاعدة ترغب في تحقيق استعمار عقلي للمسلمين الفرنسيين من خلال خلق وعي مشترك بالهوية الإسلامية المستقلة، ويمكنها العمل على ذلك من خلال توفير أرضية مشتركة تقوم على الوحدة بمواجهة التمييز."

ولهذا السبب جاءت الدعوات الغامضة من العديد من الأصوات الدولية، وخاصة تلك المنتمية للتيارات المحافظة، من أجل إظهار الدعم للصحيفة والدفاع عن حرية التعبير من خلال إعادة نشر رسوماتها، علما أن هذه الصحيفة لم تكن معروفة خارج فرنسا قبل استهدافها، كما أن عدد قرائها محدود، ولولا الظروف الحالية لكان الكثير من الناس قد أشاروا إلى أن محتواها يحمل طابعا عدائيا.

بعض تلك الأصوات برر الدعوة إلى إعادة نشر الرسوم بالقول إنه بحال كان هناك ضغوطات على جهة ما لمنعها من قول أمر معين فإن الإدلاء بذلك الأمر يصبح حاجة ضرورية لتحدي الضغوطات. ولكن هل يعني هذا - بكلمات أخرى – أن ردود الفعل العنيفة ضد شيء مسيء تعني بالضرورة تبرير الإساءة التي تطلبت الرد؟

وقد كان هناك من قال بإن قيام عدد محدود من المسلمين المتشددين بعمليات عنيفة لا يبرر الهجوم الواسع على الدين الإسلامي كلل فحسب، بل ويجعل للهجوم على الإسلام طابعا مختلفا عن الهجمات التي يمكن أن تتعرض لها الديانة المسيحية أو اليهودية. هذا يعني تجاهل ما تركه القاتل الجماعي، أندريس بريفيك، التي كتب 1500 صفحة حول هويته الشخصية التي وصفها بأنها "100% مسيحية" داعيا إلى أن تكون أوروبا "قارة مسيحية أحادية الدين."

ولمن لا يتذكر بريفيك، فهو المسؤول عن المجزرة التي أدت عام 2011 إلى مقتل 77 شخصا في النرويج، وهنا يبرز السؤال: هل تبرر تلك المجزرة الإساءة للديانة المسيحية وتبرير تلك الإساءة لاحقا عبر القول إنها شكل من أشكال الاحتجاج؟ وهل يمكن للبعض أن يرد بالقول إن العنف المستوحى من الديانة المسيحية أو اليهودية هو الاستثناء في حين أن العنف الإسلامي الخلفية هو القاعدة؟ إجابة كهذه ستكون حلقة بحملة كراهية تشنها مجموعة قررت مسبقا أنها تشعر بالكره.

وكما قال الباحث آدم شاتز، فإن الحركات الفاشية اليمينية في فرنسا وأوروبا تشترك بالعديد من الأسس التنظيمية والمبادئ العامة مع الحركات الجهادية وخاصة الاعتقاد بأن هناك "حربا ملحمية" تشبه حروب يوم القيامة بين المسلمين والأوروبيين، وهذه الرؤية يمكن أن تتعزز بحال جرت محاسبة الإسلام ككل بناء على تصرفات بعض المتطرفين.

ولا يقل غرابة عن تلك الطروحات مطالبة البعض لجميع المسلمين بالاعتذار عن تصرفات المتطرفين، وقد خرجت بالفعل مطالب مماثلة بعد هجوم باريس واستجاب لها بالفعل الكثير من المسلمين المعتدلين الذين نددوا بالهجوم، ولكن أصواتهم ربما لم تترك الأثر المطلوب لأنها ببساطة لا تنسجم مع الصورة النمطية التي يروج لها المتطرفون في الإسلام والغرب ويروج لها - للأسف – الإعلام المحب لأخبار "حروب يوم القيامة."

هذا يشرح أيضا لماذا مازال الغرب يقف مشدوها أمام مقتل 17 شخصا في باريس، في حين تمر قضية مقتل أكثر من 2000 شخص في نيجريا بمجزرة مروعة ارتكبتها جماعة بوكوحرام دون كثير اهتمام لأنها ببساطة خارج سياق مقولة "نحن والآخر" ولأن أرواح أصحاب البشرة السوداء ليست مهمة، كما يهتف المحتجون السود بشوارع أمريكا.

أنا أدعم حرية التعبير بشكل مطلق ودون أي قيد أو شرط، حرية التعبير أساسية لكل المجتمعات الديمقراطية والمتعددة، ولذلك فأنا أدعم حق شارلي إيبدو في طبع ونشر جميع ما ترغب به من رسومات، كما أدعم أيضا حق الكوميدي الفرنسي، ديودونيه مبالا مبالا، رغم أنني أعتبر نكاته المعادية للسامة أسوء وأكثر عدائية حتى من رسمات شارلي إيبدو.

ولكنني مع ذلك أرفض محاكمة مبالا مبالا، واستغرب كيف أن الحشود التي خرجت للتظاهر في فرنسا لم تتحرك لدعمه ضد الملاحقة القانونية.

التيار اليمني الفاشي، وكذلك التيارات الإسلامية المتشددة، ترغب جميعها في أمر واحد: إقناع المسلمين والغرب بوجود انقسام لا يمكن معالجته بين الإسلام والغرب. أما نحن الذين نؤمن بحرية التعبير، فتقع علينا مسؤولية العمل على تغذية هذه الرؤية الكارثية أو الحد منها. لقد قامت حفنة من الإسلاميين المتشددين بإرهاب العالم والإساءة إليه، ولكن ذلك لا يبرر لأحد الإساءة لجميع المسلمين، فتصرف من هذا النوع لن يفيد إلا الإرهابيين وخططهم.

 

اقرأ المزيد
١٥ يناير ٢٠١٥
" هدى " ضيف ثقيل على الشعب السوري

لم يعتد الشعب السوري يوماً أن يتذمر من قدوم ضيف وافد الى بلاده أبدا .فأخلاق العروبة والإسلام والخصال الطيبة التي تربى عليها عودته أن يستقبل ضيفه ويحسن إفادته . ولكن لم يتوقع الشعب السوري يوماً أن يزوره هذا الضيف وهو مشرد بعيدا عن دياره في مخيمات على أطراف وخارج حدود الوطن , هاربا من بطش حاكم ظلمه على مدار سنوات طوال , فحاول جاهدا أن يكون مبتسما فرحا بقدوم هذا الضيف كما تعود سابقا يعد العدة من وقود وملابس شتوية ومؤن وأغان يرددها مع الأهل والأحباب حول المدفأة المستعرة بنار الدفء يتسامر معهم عن ذلك الضيف القادم بثوب أبيض جميل سيغطي بخيره ربوع الوطن ويعم بالخير والبركة على الجميع , ولاتنسى ساعات الفرح واللعب مع ذلك الضيف بذرات ثلجه الناصعة فرحين بقدومه مبتهجين لملقاه .

ولكن الحال تغير هذا العام فجاء ضيفهم بهيئة انثى سموها " هدى " فكانت ضيفا ثقيلا أثقل كاهل الشعب السوري وحملته مالايطيق في ظل البرد والجوع والتشرد خارج حدود الأرض والوطن .

كانت " هدى " ضيف ثقيلا ببردها وعواصفها وثلجها الذي غطى خيم نزوحهم المهترئة فجلبت معها البرد والجوع والموت ,.......... وقطعت الطرقات ومنعت عنهم الدفء الذي طالما تمنوه في مخيماتهم , وتحول اللعب بالثلج لموت لاحق أبنائهم وفلذات أكبادهم فخطفت تلك الضيفة العشرات من الأرواح في الشمال والجنوب , فانقلب الفرح بقدوم الضيف حزنا وزاد التشرد تشردا , وغابت البسمة من شفاههم لتغدو دمعة فوق خدودهم  على فراق فلذات أكبادهم وعجزهم عن تأمين قسط من الدفء لأولادهم .

ومع طول وقت الزيارة لضيفهم الثقيل تزداد المعاناة ويشتد الألم ويترقب الشعب ساعة إنتهاء الزيارة وبزوغ أول خيوط الشمس المبشرة برحيل الضيف عنهم , ليلملم الشعب جراحه ويعيد بناء خيمته المدمرة وعيونه ترقب قدوم ذلك اليوم الذي سيعود فيه ضيفهم في العام القادم وقد فرج الله عنهم الكرب وأنهى ظلم نظام طغى وتجبر في بلاد المسلمين وسرق الفرحة حتى من احلامهم , ليرحب الشعب السوري كما تعود بضيفه القادم وعلائم الفرحة والبسمة لاتفارق وجهه أما ضيوفه الوافدين .

اقرأ المزيد
١٤ يناير ٢٠١٥
بترول العرب للعرب .......... وبترول السوريين .. هل مازال في أيد أمينة ...... ؟

" بترول العرب للعرب " كلمة لطالما رددناها في مناهج التعليم الإبتدائي التي عمل النظام جاهدا إفهامنا إياها, وأن منابع البترول في بلادنا هي ملك لنا وخيراتها ستعود بالفائدة علينا .. والنعيم الذي نعيشه من مدارس ومشاف وكتب ودفاتر ووقود هو من ريع حقولنا , وأن بترول السوريين في أيد أمينة لتتابع الأيام وتتوالى ويثور الشعب  على تلك الأيدي الأمينة ويكتشف ماغاب عنا لعقود طويلة من ملايين البراميل التي تسرق على حساب الشعب السوري بشكل يومي, فحررت المناطق الشرقية وسيطرت الفصائل على تلك الأبار فظن الشعب أن أكذوبة الأيدي الأمينة قد زالت للابد وأن بترول العرب سيعود فعلا للعرب وسينعم السوريين بخيرات بلادهم ولن يعاني مواطن بعد اليوم ......... ولكن كان ذلك حلما في يقظة فقد تعاقب على سيطرة هذه الأبار العديد من التشكيلات بداية بالجيش الحر مرورا بالجبهة الإسلامية وجبهة النصرة وأخيرا بيد تنظيم الدولة الإسلامية ليصبح برميل النفط حلما للشعب السوري يراوده في منامه ويقظته ...... ويحلم بقسط من الدفء لأولاده ليقيهم برد الشتاء القارس ....... فبعد أن كان برميل النفط الخاص بالتدفئة يباع ب ( 2500 ) ل . س على زمن الأيد الأمينة .

اليوم في عهد الخلافة الراشدة الحكيمة يباع برميل النفط المكرر بطرق بدائية وخاص بالتدفئة فقط بــ ( 30000 ) ل . س .... إن وجد طبعا لان تهريبه من دير الزور الى تركيا أصبح عمل جل الفصائل العسكرية وباب رزق تصارع عليه الكثير وقتل العشرات بل المئات من أبناء الشعب في سبيل الحصول على طرق التهريب في حارم على الحدود السورية التركية كما لاننسى مئات القتلى الذين سقطوا في صراع جبهة النصرة وتنظيم الدولة على أبار النفط في دير الزور ..... وبعد كل هذا يتساءل المواطن السوري القابع في مخيمات النزوح وريح العواصف يكاد يقتلع خيمته المهترئة من حر الشمس وتقلبات الطقس ..... . أين بترول العرب ؟ .............. وأين حق هذا الشعب من نفط بلادهم ؟ وهل سيطبق الشرعيون حدودهم بالرجم والقتل والصلب على تلك العاصفة الشمطاء الملقبة بـ هدى بتهمة قتل الشعب السوري في مخيمات النزوح

اقرأ المزيد
١٤ يناير ٢٠١٥
مسارات التفتت والفوضى في سورية

رغم أن عام 2015 يبدأ بمبادرة سياسية للحل في سورية، إلا أن مؤشرات عديدة تؤكد أن مسار الحل السياسي ما زال بعيداً عن النضوج، بسبب عدم جهوزية الأطراف لتقديم تنازلات في هذه المرحلة وتمسكها بتفسيرها للعملية السياسية ونتائجها، ما يؤدي الى إختلاف في توقعات كل طرف وتقديراته.

ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الأزمة السورية سيتم وضعها في موقف إختباري جديد وقاس نظراً لعدم نضج الظروف المناسبة للحل، ولعدم قدرة الرعاة على وضع تصورات متماسكة للحل وآليات قادرة على إنجازه، وبالتالي فإن التسرع في طرح مثل هذه المبادرات ستكون أضراره أكبر من منافعه. بإختصار هي محاولة لإضافة إنتكاسة جديدة في مسار الأزمة أو لبناء جدار إضافي في بنيتها.

هذا يعني أيضاً أن تصريفات هذه الإنتكاسة في الحل ستنعكس بدرجة كبيرة على الأرض، وبخاصة لدى شعور الأطراف بأن الحل بعيد وأن من الأفضل اللجوء إلى وسائل ومقاربات أخرى لأن الحرب حتماً ستكون مديدة، والمعروف في تاريخ النزاعات أن جولات التفاوض الفاشلة غالباً ما تكون لها نتائج سلبيّة على الأرض، وقد تجاوزت الخبرة الديبلوماسية هذا الدرس، وهو ما يعمق الشكوك في الحراك الروسي في ظل هذه المعطيات والظروف.

على ذلك فإن انعكاسات هذه الإنتكاسة على المعارضة يتوقع أن تترجم من خلال إبتعاد الأطر السياسية للمعارضة، بمختلف تصنيفاتها، عن القوة الفاعلة على الأرض، بما يعنيه ذلك من تحطيم قنوات التواصل وآليات التنسيق، رغم أنها تعاني من مشكلات كثيرة في الوقت الراهن. والمتوقع أن ينسحب هذا التفكك على القوى العاملة على الأرض ويعمل على زيادة حدة الإستقطاب والفرز بينها، بحسب قربها ومواقفها من المعارضة السياسية المنخرطة في مفاوضات موسكو. والتقدير في هذه الحالة أنّه سيصار الى تقوية الأطرف الأكثر تشدداً مثل «جبهة النصرة» على حساب الفصائل والتشكيلات المعتدلة، حيث يتوقع أن يكون «الجيش الحر» أكثر المكونات تأثراً بل أنّه قد يصبح أثراً بعد عين، وهو ما من شأنه التأثير على جبهات يملك فيها «الحر» أفضلية كجبهة الجنوب التي تعد بحسب معظم المؤشرات الجبهة التي باتت تشكل الخطر الداهم على نظام الاسد في سنة 2015.

بالمقابل، لن تسلم بنية النظام من شظايا هذه التحولات، بخاصة أنّها باتت تفتقد حالة التماسك التي تميّزت بها طوال مرحلة الصراع الماضية، وثمة مؤشرات على بروز خطوط نزاعات عديدة من المتوقع ان تتعمّق في قلب بنية النظام، بسبب الإختلاف في مقاربة الحرب والتعاطي معها، وبخاصة مع بروز توجّهات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر الكبيرة في بيئة النظام وظهور حالات للإلتحاق بجبهات القتال، والأهم من كل ذلك ظهور توجّهات جديدة الى ضرورة الإنفكاك عن الحالة السورية واللجوء الى الساحل وترك سورية ومصائبها، وبخاصة في ظل ظهور محفّزات تدعم هذا التوجه عبر الإكتشافات الكبيرة للنفط والغاز في الساحل، مقابل الوصول إلى قناعة بعدم جدوى الحرب في البر السوري وتالياً إفتقاد مبرر الخسائر البشرية الكبيرة في بيئة النظام.

على ذلك يتوقع هذا العام أن تزداد حالة التشظي في الميدان وحصول نوع من الفوضى وبخاصة في الأرياف حيث يتوقع ان تشهد خروجاً نهائياً عن سيطرة النظام وما قد يتبعها من خروج بعض المدن الريفية من تحت سلطة الاسد مثل درعا والقنيطرة وادلب ودير الزور وإلتحاق الحسكة بسلطة الاكراد، وتحول بعض المدن، مثل دمشق وحلب وحمص إلى حرب على أبنية وحارات بين أطراف عديدة وذلك في مقدمة لتحديد خطوط القتال، وهذه المرحلة يتوقع ان تعقب إنجاز المعارضة المسلحة سيطرتها على الريف وتراجع قوات الأسد وتحصّنها في المدن، وستكون هذه المرحلة أقسى مراحل الحرب السورية وأكثرها ضراراً لناحية آثارها التدميرية، مع تحوّل الريف إلى فضاء مهمل ومشتّت.

ضمن هذا السياق لن يكون بعيداً حصول صراعات طائفية، خارج حالة الصراع بين العلويين والسنّة، إذ ثمة مؤشرات عديدة ظهرت في 2014 عن تبلور سياق لصراع درزي - سنّي عبر جملة من الصدامات المتفرقة، وكانت قد جرت محاولات عديدة لضبط الصراع بين الطرفين وبخاصة في السويداء ودرعا وقرى ريف دمشق القريبة من السفح الشرقي لجبل الشيخ والقريبة من القنيطرة، ومع إزدياد درجة التسلح في هذه المناطق وزيادة نسبة التوتر في ظل الفوضى الضاربة والتحريض الذي تمارسه استخبارات الأسد لتخفيف الضغط عن دمشق فإنّه يتوقع ان يتشكل مناخ وبيئة جاذبة للصراع، وبخاصة مع توافر إمكان حدوث صراعات موضعية في نقاط التماس الكثيرة وامكان التوسّع لتشمل مناطق أخرى وتنعدم إمكانية ضبطها والسيطرة عليها في ظل عدم توفر آليات، حتى على المستوى العشائري، لإحتواء النزاعات.

في الغالب سيزداد في سنة 2015 تهميش القضيّة السورية على المستويين الإعلامي والسياسي، كما أنّ جهود الأطراف ستتركز في المرحلة المقبلة على أهداف أقل من نوع حصر تمدّد «داعش» ومنع إنتقال المخاطر الى الدول المجاورة، وسيستمر النزوح السوري بدرجة أكبر نتيجة ازدياد الفوضى وعدم توافر الخدمات والشروط الإقتصادية المناسبة. إجمالاً فإن حظوظ التأزم والتشظّي والفوضى تبدو متوافرة في الواقع السوري مع بداية سنة 2015. وحده الحل يفتقد الافق والأرضية المناسبة.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٣ يونيو ٢٠٢٥
موقع سوريا في مواجهة إقليمية محتملة بين إسرائيل وإيران: حسابات دمشق الجديدة
فريق العمل
● مقالات رأي
١٢ يونيو ٢٠٢٥
النقد البنّاء لا يعني انهياراً.. بل نضجاً لم يدركه أيتام الأسد
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٦ يونيو ٢٠٢٥
النائب العام بين المساءلة السياسية والاستقلال المهني
فضل عبد الغني مدير ومؤسس الشبكة السورية لحقوق الإنسان