" هدى " ضيف ثقيل على الشعب السوري
" هدى " ضيف ثقيل على الشعب السوري
● مقالات رأي ١٥ يناير ٢٠١٥

" هدى " ضيف ثقيل على الشعب السوري

لم يعتد الشعب السوري يوماً أن يتذمر من قدوم ضيف وافد الى بلاده أبدا .فأخلاق العروبة والإسلام والخصال الطيبة التي تربى عليها عودته أن يستقبل ضيفه ويحسن إفادته . ولكن لم يتوقع الشعب السوري يوماً أن يزوره هذا الضيف وهو مشرد بعيدا عن دياره في مخيمات على أطراف وخارج حدود الوطن , هاربا من بطش حاكم ظلمه على مدار سنوات طوال , فحاول جاهدا أن يكون مبتسما فرحا بقدوم هذا الضيف كما تعود سابقا يعد العدة من وقود وملابس شتوية ومؤن وأغان يرددها مع الأهل والأحباب حول المدفأة المستعرة بنار الدفء يتسامر معهم عن ذلك الضيف القادم بثوب أبيض جميل سيغطي بخيره ربوع الوطن ويعم بالخير والبركة على الجميع , ولاتنسى ساعات الفرح واللعب مع ذلك الضيف بذرات ثلجه الناصعة فرحين بقدومه مبتهجين لملقاه .

ولكن الحال تغير هذا العام فجاء ضيفهم بهيئة انثى سموها " هدى " فكانت ضيفا ثقيلا أثقل كاهل الشعب السوري وحملته مالايطيق في ظل البرد والجوع والتشرد خارج حدود الأرض والوطن .

كانت " هدى " ضيف ثقيلا ببردها وعواصفها وثلجها الذي غطى خيم نزوحهم المهترئة فجلبت معها البرد والجوع والموت ,.......... وقطعت الطرقات ومنعت عنهم الدفء الذي طالما تمنوه في مخيماتهم , وتحول اللعب بالثلج لموت لاحق أبنائهم وفلذات أكبادهم فخطفت تلك الضيفة العشرات من الأرواح في الشمال والجنوب , فانقلب الفرح بقدوم الضيف حزنا وزاد التشرد تشردا , وغابت البسمة من شفاههم لتغدو دمعة فوق خدودهم  على فراق فلذات أكبادهم وعجزهم عن تأمين قسط من الدفء لأولادهم .

ومع طول وقت الزيارة لضيفهم الثقيل تزداد المعاناة ويشتد الألم ويترقب الشعب ساعة إنتهاء الزيارة وبزوغ أول خيوط الشمس المبشرة برحيل الضيف عنهم , ليلملم الشعب جراحه ويعيد بناء خيمته المدمرة وعيونه ترقب قدوم ذلك اليوم الذي سيعود فيه ضيفهم في العام القادم وقد فرج الله عنهم الكرب وأنهى ظلم نظام طغى وتجبر في بلاد المسلمين وسرق الفرحة حتى من احلامهم , ليرحب الشعب السوري كما تعود بضيفه القادم وعلائم الفرحة والبسمة لاتفارق وجهه أما ضيوفه الوافدين .

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد الإدلبي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ