اذا كانت الحال التي يظهر بها السيد حسن نصر الله تعكس حال ايران، فهذا يعني أن «الامبراطورية» ليست على ما يرام، وأن تأزّمها يراوح بها بين فقد الرزانة وفقد الأعصاب. ليس الأمين العام لـ «حزب الله» من يقول الشيء وعكسه هذه الأيام، بعدما قلبت «عاصفة الحزم» مزاجه العام، بل ان المرشد علي خامنئي نفسه يعلن رفض تفتيش المنشآت العسكرية ثم يسمح بإطلاق إشارات الى الولايات المتحدة بإمكان الموافقة عليه في إطار تنفيذ الاتفاق النووي، تماماً كما فعلت طهران حين حاولت كسر شرط تفتيش سفينة «المساعدات» الى اليمن ثم قبلته بعدما غيّرت حمولة السفينة. لا شك في أن لمرحلة ولادة الاتفاق النووي آلامها، لكن يبدو أنها ليست الآلام التي توقّعتها ايران.
مضت فترة من دون أن تتلقى طهران أخباراً طيبة من العراق وسورية واليمن، على رغم يقينها بأن «مشروعها» ماضٍ في طريقه. وإذا كانت «انتصارات» النظام السوري و «حزب الله» في جبال القلمون أشعرت علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد، بـ «الفخر» لأنها «تقوّي محور المقاومة»، كما قال، فإن نصر الله لم يشر يوماً الى حاجة هذا المحور الى تقوية بل أكد دوماً أنه ليس قوياً فحسب بل إن لديه فائض قوة. لكن الرجلين، حين جلسا لتقويم الأوضاع، وجدا أن حليفهما السوري في وضع يرثى له، وحليفهما العراقي يكاد ينسى واجبه الجهادي ولا يبدي كفاءة في ازاحة سذاجات «احترام الدستور»، وحليفهما اليمني يواصل بلاءه الحسن في الغباء واستدراج كل العداوات الداخلية له ولـ «محور المقاومة» معه.
لو أن لنصر الله صديقاً لوجب عليه نصحه بأن يكون ظهوره الاعلامي الأخير هو الأخير فعلاً. فكيف لرجل يقاتل في القلمون تنظيمين مصنّفَين ارهابييَن عالمياً أن يكون مُستَثاراً ومستَفزّاً وموتوراً الى هذا الحد في «انتصاره» عليهما، وكيف كان ليبدو لو كان «مهزوماً»، وما الذي دهاه لينخرط هو شخصياً في تهديد قطاع من طائفته وتصنيفه بأنه «شيعة السفارة» (الاميركية) اذ يرفضون مشروعه الايراني ولا يعاملون بالسمع والطاعة، بل ما يكسب من إظهار جمهوره الخاص وكأنه قطيع يخرج الى الميادين عند أول اشارة؟
واقع الأمر أن نصر الله، الذي كان يحتفل بذكرى تحرير جنوب لبنان، مدرك أن عربدات حزبه في لبنان ثم في سورية وغيرها ابتعدت به عن المقاومة الموقّرة، ورمته في دهاليز «المشروع الايراني». استغلّ الذكرى للقول إن «البعض» في هذا البلد، ويعني الشيعة في لبنان، هو مَن اختار المقاومة ولولا انتصارها لما كان هناك بلد، لكنه استغلّها أيضاً لرمي الآخرين بالتخوين وبتفضيل اسرائيل على المقاومة. فإمّا أن لديه وقائع وأدلة وأتاح له ضغط الأحداث فرصاً كثيرة لكشفها، وإمّا أنه مسكون بنظرية المؤامرة الى حدّ امتهان التلفيق والتضليل. أما الوقائع ذات الصدقية فأثبتت أن العديد من المحيطين به ضَبطوا بالتخابر مع اسرائيل، وأن حزبه تولّى التغطية على احد «العملاء» بسبب قربه من حليفه ميشال عون فكافأته المحكمة بحكم مخفّف لم يحظَ به متهمون آخرون. ثم أن أحداً ممن يعتبرهم خصوماً أو «خونة» لم يتهم بالتجسس لمصلحة العدو. وبمعزل عن اسرائيل، وفي سياق الوقائع أيضاً، ماذا يسمّى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه وصولاً الى وسام الحسن ومحمد شطح، أهو عمل وطني، فعل مقاومة، واجب جهادي؟... إنه ببساطة انعدام ضمير. وماذا يسمّى قنص المتظاهرين السوريين في مطالع ثورتهم، وقتلهم واستباحة أرضهم، والقتال من أجل نظام مجرم، أهو دفاع عن «المقاومة»، او واجب قومي أو جهادي؟... إنه ببساطة تطوّع في الإجرام وسقوط أخلاقي تجدر محاكمة صاحبه وليس منحه الفرصة ليُحاضر في الوطنية والعزّة والكرامة.
أثبت نصر الله أنه صار أسير تنظيرة ايرانية مفادها أن «التكفيريين» اليوم هم اسرائيل الأمس، وأنه هو القائد المختار لهزمهم كما هزم اسرائيل. فمنذ عامين ونيّف وجد في «التكفيريين» ملاذاً مريحاً، يهرب اليه كلما تناهت اليه مساءلات عن قتاله في سورية. كان لا يزال لديه وازعٌ داخلي يدعوه الى التبرير، بل سمع داخل جمهوره من يطرح تساؤلات فراح يشرح ذرائعه و «اضطراريته»، مشيراً تارة الى حماية المقامات وطوراً الى حماية سكان مهدّدين، وهو يعلم أنه غير مقنع. ثم تخلّى شيئاً فشيئاً عن حصافته، فالأزمة السورية طالت ولم يحصل «النصر» الذي وعد به بل اعتبره محسوماً، وتفجّرت الأزمتان العراقية واليمنية، ولم يعد معنياً بالتبريرات. أصبح يقول أنه لا يطلب تفويضاً من اللبنانيين أو أي أحد آخر، الى أن قال أخيراً أن حزبه يقاتل حيث يشاء. لماذا؟ لأن هناك «تكفيريين» يبحث عنهم ويبحثون عنه، علماً أنه لم يقاتل «داعش» في أي موقع. حتى في القلمون يقاتل «جبهة النصرة» التي تقاتل النظام السوري ولا يقاتل «داعش». وفي القلمون حرص على «تحرير» المناطق السورية، ودفع «النصرة» الى مناطق لبنانية. أراد ان يضغط على الجيش اللبناني لتوريطه.
من الواضح أن الحدث اليمني أحدث فارقاً مؤلماً بين نصر الله ما قبل ونصر الله ما بعد. لم يهزّه «العدوان»، كما يسمّيه، ولا الضحايا والدمار، بل أغضبه أن الأولاد الذين هو بمثابة مرشدهم ضلّوا الهدف في اللحظة الأخيرة، وخسروا الرهان بعدما صار في أيديهم. كان يتطلّع الى «دولة الحوثيين» باعتبارها النموذج أو الارهاص لما يريد تطبيقه في لبنان، وقد أنجز خطوات متقدّمة على طريقه مزيلاً عوائق كثيرة. فالحكومة تركيبة هشّة كما كانت الحكومة التي أشرف الحوثيون على تأليفها في اليمن، ومجلسا النواب متشابهان بعجزهما، والجيشان مخترقان بمعرفته وبمساهمة حلفائه، والأهم أن رئيساً للجمهورية لا منتخباً ولا انتقالياً ليضطر الى حبسه أو مطاردته في مدينة أخرى، وهذه ميزة لم يحظَ بها الحوثيون. كل شيء جاهز، حتى أن لديه تحالفاً مع العماد عون يوازي تحالف الحوثي مع علي عبدالله صالح، واذا اتهم بالانقلاب فإن لديه رئيساً حاضراً هو مرشحه «الوحيد». واذا لامه أحد سيرد بأنه يردّد علناً منذ شهور أنه سيتصرّف اذا لم تتحمل الدولة مسؤولياتها، وهو يعلم أنه بسلاحه غير الشرعي كان ألغى الدولة منذ زمن، ولو نجح الحوثيون لكانوا أعطوه دفعة لإنجاز مشروعه. فلا هو ولا الحوثي معنيان بالسلطة والسيطرة لا بترهات بالاستقرار أو بالتعايش.
عندما طرح نصر الله حزبه كـ «ضمانة» للمسيحيين والسنّة في لبنان كان يبلغهم عملياً أن «داعش» في الداخل. فهو عليم بما ينويه هذا التنظيم مسبقاً. ألم يقل سابقاً (16/02/2015) أن «هدف داعش هو مكة المكرّمة وليس بيت المقدس»؟ ألم يقل في خطابه الأخير أن الموصل والرمادي لن تعودا اذا استمر الاعتماد على الولايات المتحدة؟ لا يمكن نصر الله أن يكون أكثر وضوحاً ليفهم من يهمه الأمر أن التحرر من «داعش» يكون بقيادة ايران أو لا يكون. وإذ يرى «التسهيلات» لـ «داعش» في أماكن فإنه يغض النظر عنها في أماكن اخرى، لئلا يزلّ لسانه بأي علاقة لإيران بهذا التنظيم. انصتوا الى نصر الله فهو يعرف كل ما يخطط له «داعش» كما لو أنه ينسّق مع ايران. وطالما أنه عرض ضمانته فإن أقل ما يتوقّعه، عدا الشكر والثناء، أن يُبايَع مرشداً/ ولياً فقيهاً/ ملكاً/ رئيساً!... فبعد مرور عام على شغور رئاسة الجمهورية في لبنان صار متاحاً للامين العام لـ «حزب الله» القول «أنا الدولة والدولة أنا». لكن مشكلته أن مغامرته البشعة في سورية جعلته صنواً لـ «داعش» وللنظام، وكلاهما دولتهما زائلة.
لأن هناك دعوة من المملكة العربية السعودية لاجتماع واعد، إنْ ليس لكل فلمعظم تشكيلات وقوى ورموز المعارضة السورية، المعتدلة بالطبع، فإنه ليس ضروريًا قطع الطريق على هذه الدعوة وعلى هذا الاجتماع بدعوة أخرى واجتماع آخر في القاهرة، وهو الاجتماع الذي تم الإعلان عنه قبل أيام قليلة والذي قيل على لسان أحد منظميه إن نحو 200 شخصية من المعارضين السوريين سوف يحضرونه، والواضح وهذا معلن وليس مجرد تكهنات أنَّ الهدف الرئيسي هو إيجاد بديل لـ«الائتلاف» الذي مقره في إسطنبول والمعترف به، كما هو معروف، من قبل أكثر من 100 دولة من بينها الكثير من الدول الكبرى على أنه يمثل الشعب السوري.
لم يكشف النقاب بعد عمَّن ستوجه إليهم الدعوة لحضور الاجتماع الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية بموافقة بل بمباركةٍ قطرية وتركية لكن كل التقديرات وكل المعلومات تؤكد أنَّ التركيز سيكون على «الائتلاف» السوري وعلى الجيش الحر وعلى القوى المقاتلة الفاعلة على الأرض، إنْ المنضوية فيما سمي «جيش الفتح» في مناطق إدلب وجسر الشغور والقلمون، وإنْ المسيطرة فعلاً في الجبهة الجنوبية وفي منطقة القنيطرة في هضبة الجولان.
هذا بالنسبة لاجتماع المملكة العربية السعودية. أما بالنسبة لاجتماع القاهرة، فإن الواضح أنَّه مجرد نسخة جديدة لاجتماعات ولقاءات سابقة شهدتها العاصمة المصرية على مدى الأعوام الأربعة الماضية وإن الواضح أيضًا أنه مجرد لقاءٍ مكرر من اللقاء الأخير الذي تم في العاصمة الروسية والذي هناك إجماع من قبل المستضافين والمضيفين على أنه لم يحقق أي إنجاز وأنه كان مجرد قفزة في الهواء مثله مثل كل الاجتماعات السابقة التي تداخلت فيها الألوان التي شهدتها موسكو.
لقد كان بالإمكان أن يُفهم اجتماع القاهرة، الذي لا شك في أن الجديد فيه هو الإعلان عن تمسكه بـ«المرحلة الانتقالية» على أساس (جنيف 1)، على أنه رديف لاجتماع السعودية ومكملٌ له، لو لم يبادر «المُنظِّمون» إلى الإعلان عن بديل جديد لـ«الائتلاف السوري» تحت اسم «الحركة الوطنية السورية» ولو لم يُشِدْ أحد هؤلاء المنظمين بالجيش العربي السوري الذي يستحق مثل هذه الإشادة وأكثر لو أن انحيازه كان لشعبه، الشعب السوري العظيم، ولو أنه لم يتحول إلى «ميليشيات» طائفية ومذهبية لم تتورع عن ارتكاب مذابح ومجازر بالبراميل المتفجرة وبالغازات السامة وبالأسلحة الكيماوية، ولو أنها لم تُلحق كل هذا الدمار والخراب المرعبين بأهم وأكبر المدن السورية ومن بينها حلب وحمص وحماه ودرعا.. وأيضا العاصمة دمشق.
إنَّ المفترض أن تكون هذه المرحلة، على أساس تجارب ثورات العالم الناجحة كلها، مرحلة انتقالية تلتقي خلالها كل قوى الثورة المقاتلة وغير المقاتلة على برنامج الحد الأدنى وأن يكون هناك استبعاد لكل عوامل الافتراق وتقريب لكل عوامل الوحدة والتلاقي، إذ إن هذه المرحلة من أخطر المراحل وإذْ إن الموقف الذي يجب أن تتلاقى عنده كل هذه التشكيلات والتنظيمات الفعلية وشبه الفعلية هو تفاني الجميع في الحفاظ على الوحدة الوطنية وتفاني الجميع في الحؤول دون انهيار الدولة السورية كدولة وتفاني الجميع في ضرورة الإسراع في بناء «الجيش العربي السوري» من جديد وبعيدًا عن مراكز القوى الطائفية التي كانت آفة فعلية وأوصلت هذا الجيش العريق فعلاً إلى ما وصل إليه، حيث أصبح في السنوات الأخيرة مجرد شراذم «ميليشيات» مذهبية.
ليس تشكيكًا في اجتماع القاهرة، الذي كان خطأ فادحًا أن يبادر منظموه إلى الإعلان عن أن تنظيم «الوحدة الوطنية السورية» الذي ينوون تشكيله، سيكون بديلاً لـ«الائتلاف الوطني السوري»، ولكن ألمْ يكن من الأفضل يا ترى، بدل كل هذا الاستقطاب الشديد وبدل كل هذا التشرذم، أن تنصبَّ الجهود كلها في اتجاه إنجاح الاجتماع أو المؤتمر الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية بدعم من تركيا وقطر، وبخاصة أن المفترض أنَّ هناك توافقًا إنْ ليس اتفاقًا على أنَّ «جنيف 1» هي المنطلق وهي الهدف وأنه لا مكان لبشار الأسد ونهائيًا في المرحلة الانتقالية المنشودة وأنه أيضًا لا مكان لـ«داعش» ولا لأي من التنظيمات المتطرفة لا في هذه المرحلة ولا في مستقبل سوريا التي يجب وبالضرورة بعد كل هذه التضحيات وكل هذه التجارب المريرة أن تكون دولة ديمقراطية ولكل أبنائها ولكل مكوناتها الاجتماعية والسياسية.
إن هذه مسألة في غاية الأهمية لكن الأهم منها هو أنْ يدرك أصحاب مؤتمر القاهرة أن طرق الحلول التي يقال إن الروس والأميركيين يحاولون التوصل إليها لن تكون آمنة وسالكة ما لم يتم التخلص أولاً من «داعش»، وثانيًا من كل التنظيمات المتطرفة. وهذا في حقيقة الأمر يتطلب التقاء كل القوى المعتدلة العسكرية وغير العسكرية على برنامج الحد الأدنى ويتطلب الحفاظ على «الائتلاف الوطني السوري» وعلى التشكيلات والهيئات المدنية والمسلحة المنبثقة عنه كالجيش الحر وكجيش الفتح.. والحكومة الوطنية فالمعركة مع هذا النظام لم تنتهِ بعد وهي من المنتظر ألا تنتهي طالما أنَّ إيران لم تتخلَ عن تطلعاتها التمددية والاستحواذية في هذه المنطقة وطالما أن روسيا مستمرة في استخدام مشكلة سوريا كورقة في لعبة الصراع في أوكرانيا بينها وبين الغرب الأوروبي والولايات المتحدة.
وهنا فإن السؤال الذي يجب أن يواجهه منظمو مؤتمر أو اجتماع القاهرة الجديد إلى أنفسهم قبل وبعد تشكيل «الحركة الوطنية السورية» هو: هل هم قادرون يا ترى بإمكانياتهم المتواضعة وببياناتهم وبرامجهم وأوراقهم على الحلول محل التشكيلات المسلحة مثل «الجيش السوري الحر» وكل التنظيمات المنضوية في إطار «جيش الفتح» ومن بينها منظمة «النصرة» التي يقال إنها ستبادر، حتى قبل الذهاب إلى المؤتمر الآنف الذكر الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، إلى الإعلان عن عدم وجود أي علاقات لها لا تنظيمية ولا غير تنظيمية لا بـ«القاعدة» ولا بأي من التنظيمات المتطرفة والإرهابية الأخرى.
وهكذا فإن الأفضل أن تكون «الحركة الوطنية السورية» المزمع تشكيلها في اجتماع القاهرة الجديد جزءًا من الإطار السياسي للتشكيلات العسكرية (المعتدلة) المقاتلة على الأرض التي من المفترض أن يتم البدء بتوحيدها ودمجها بعضها بالبعض الآخر ومن الآن، لتكون نواة للجيش العربي السوري الجديد الذي يجب أن يتولى الحفاظ على وحدة سوريا وعلى تآخي كل مكوناتها السياسية والطائفية ويمنع وبالقوة أي عمليات ثأرية وأي استهداف لأي من هذه المكونات وبخاصة الطائفة العلوية التي يجب أن تكون لها مكانتها ويجب أن يكون لها دورها في المرحلة الجديدة في سوريا الجديدة وعلى قدم المساواة مع المكونات الأخرى.
إنه لا شك في أن منظمي اجتماع القاهرة يعرفون، استنادًا إلى تجاربهم واطلاعهم وثقافتهم السياسية، أنَّ نظامًا كنظام بشار الأسد، ارتكب كل هذه الجرائم ولا يزال يحظى بدعم إيران وروسيا، لا يمكن إلزامه بالانصياع إلى حقائق الأمور وإلى القبول بحلِّ (جنيف 1) وبالمرحلة الانتقالية المتفق عليها إلا بالقوة وهذا ما يجعل دور التشكيلات المسلحة (المعتدلة) التي تحقق الآن انتصارات فعلية وفي كل الجبهات رئيسيًا وضروريًا الآن وفي المراحل المقبلة وإلى أن تستقر الأمور وتصبح الأوضاع مهيأة وملائمة لإجراء انتخابات حرة وديمقراطية.
إنه على منظمي اجتماع القاهرة أن يتجنبوا أي محاولات إلغائية لما هو موجود ولمن سبقهم وبخاصة «الائتلاف الوطني السوري» الذي يحظى باعتراف أكثر من 100 دولة على أنه ممثل الشعب السوري، ثم وإن عليهم أن يتذكروا أنه إن تركت الثورة الجزائرية المجيدة الساحة النضالية للقوى المدنية وللكفاءات السياسية والاجتماعية فإن المؤكد أن اجتراح الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية ربما كانا سيتأخران إلى عقدٍ أو عقدين من السنوات على الأقل!!
كان الاستياء من السياسة الروسية واضحاً، وظل سؤال الحضور عن السبب الحقيقي وراء الموقف الروسي من المسألة السورية من دون إجابة شافية من المشاركين الروس. ولم يستطع مؤتمر "العرب وروسيا: ثوابت العلاقة وتحولاتها الراهنة" الذي نظمه، قبل أيام، في الدوحة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إقناع أصدقاء روسيا، قبل أعدائها، من العرب، أو من السوريين، بشأن سبب مساندة موسكو النظام السوري، والمشاركة في نزف الدم السوري.
وكرر أصدقاء روسيا الذين تعلموا فيها، وتزوجوا من بناتها، الأسف من موقفها، مثلما يكرره كثيرون، محللون وسياسيون، في روسيا نفسها، على ضوء العلاقات التاريخية الروسية العربية، ومحاولة روسيا العودة إلى المنطقة العربية.
لم تقنع إجابات المدافعين الخجولة أحداً، كانت متناقضة، عزاها بعضهم إلى أسباب عقائدية أو سياسية أو انتهازية، وعزاها آخرون إلى عقلية الرئيس فلاديمير بوتين والمافيا المحيطة به. ما هي حقيقة الدوافع الروسية من المسألة السورية؟ وما هي الأسباب وراء هذا الموقف المخزي؟ معرفة الدوافع تستوجب دراستها بهدوء، والدفاع عنها، أو تفنيدها الواحد تلو الآخر. ربما سنصل إلى حقيقة أن جميع المسوغات المطروحة لا أساس لها من الصحة، وتنم عن لا أخلاقية السياسة الروسية، وتعارضها مع حق الشعب السوري.
وربما ينكشف غموض الموقف الروسي من زاوية العلاقات العالمية، وأهداف موسكو في الحصول على مكاسب في قضايا أكثر أهمية لها من القضية السورية برمتها.
"هناك من يبرر الموقف الروسي بردود فعل "أوكرانية"، على أساس أن موسكو بدأت تشعر بالعزلة الدولية"
لنبدأ من أتفه التبريرات، تلك القائلة إن روسيا اتخذت هذا الموقف من أجل المحافظة على قاعدتها البحرية في طرطوس، أو المحافظة على حقوق التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية، أو الخوف من إنشاء أنبوب غاز قطري يمر بالأراضي السورية إلى البحر الأبيض المتوسط، ما يهدد المصالح الروسية، ويشكل منافسة للغاز الروسي في الأسواق الأوروبية. لا يحتاج المرء المتابع عناءً كثيراً ليجد أنه ليس لهذه التبريرات الثلاثة أساس من الواقع. أما التبرير بأن سورية سوق للسلاح الروسي، خصوصاً المتقادم الذي لا يشتريه أحد، فلا يصمد عندما نلاحظ افتقار سورية النقد الأجنبي اللازم للسلاح أو للغذاء، في ظل الاقتصاد المنهار.
يمكن الانتقال إلى أسباب أخرى، هي أن الموقف الروسي ينسجم مع أحلام إسرائيل في تحطيم سورية والقضاء عليها، دولة ومجتمعاً، وهي، في ذلك، تلتقي مع المشروع الأميركي الذي يدعم إسرائيل، ويحافظ على تفوقها الاستراتيجي. وفي السياق نفسه، سوف يستنزف ذلك إيران، ويمنعها من أن تصبح دولة قوية، خصوصاً إذا عرفنا أن روسيا تدعم إيران بالقدر الذي لا يخل بالتوازن في الشرق الأوسط الذي يحافظ على تفوق إسرائيل.
وهناك من يبرر موقف موسكو بخوفها من سقوط النظام السوري، وتنامي نفوذ تيارات الإسلام السياسي في المنطقة، وإمكانية تصديره إلى روسيا، والأقاليم الإسلامية المتاخمة، ويتسق هذا الموقف مع خوف موسكو من إضعاف القوة الشيعية، وبالتالي، فشل الاستراتيجية التي تعمل عليها، وهي مواجهة الدور التركي بدور إيراني متميز في المنطقة. يسقط هذا التبرير إذا لاحظنا أن موسكو اتخذت موقفها قبل أن تستجد معارضة إسلامية، فيطرأ تخوف من تيار إسلامي، يمكن أن يرتد إلى موسكو.
وهناك من يبرر الموقف الروسي بردود فعل "أوكرانية"، على أساس أن موسكو بدأت تشعر بالعزلة الدولية، بعد اندلاع الصراع في أوكرانيا، وبالتالي، محاولة موسكو الاحتفاظ بورقة مهمة في التفاوض مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وفي هذه الحالة، قيمة سورية بالنسبة إلى روسيا أكثر بكثير من قيمة سورية بحد ذاتها. وهذا يعيدنا إلى سعي موسكو إلى المحافظة على نفسها قوة عظمى، من دون أي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية، لا يهم الغرق في الدماء وتشريد الملايين، إذا كان يحافظ على موقع موسكو في العالم، ويرضي غرور قادتها، خصوصاً بعد أن شعرت موسكو بالتجاهل، إثر تدخل حلف الناتو في ليبيا وإسقاطه نظام القذافي، وخسارة موسكو نفوذها وعقود تسليح ليبيا التي تتجاوز مليارات الدولارات، إنه الشعور بالإهمال وانعدام الوزن استمرت على هذا المنحى.
تريد روسيا المحافظة على نفسها قوة عظمى في السياسة والاقتصاد والإعلام، حيث انتهت إمكانية المحافظة على نفسها قوة عظمى في الحروب الكبرى، فزمن الحروب الكبرى انتهى. وفي الاقتصاد، لا يمكن لموسكو أن تكون دولة عظمى، واقتصادها على حافة الهاوية. وفي الإعلام، انتهت أيام الحرب الباردة، وانتهت أوهام القوة وأسرارها. ليس هناك من إمكانية "لدولة عظمى" إلا في السياسة، عندما يصول ويجول مندوب روسيا في الأمم المتحدة، ويشعر بوتين بالزهو، عندما يستطيع أن يعطل أي قرار لمجلس الأمن، وتتوافق حساباتها مع حسابات الولايات المتحدة في إضعاف إيران وحزب الله والمجموعات التكفيرية والإسلام السياسي، ويفاوض لافروف كيري على كل صغيرة وكبيرة في العالم.
لم يظهر وجه الجولاني خلافاً لكل التوقعات ، ولم يعلن نزع ثوب القاعدة وفق ما آلت إليه التحليلات ، و لم يطلق حرباً ضد العلويين أوالمسيحين ، ولم يهدد الغرب وأمريكا بأن يحول سوريا لنقطة انطلاق العمليات اتجاهها ، و لم يعد بأن يحكم سوريا وفق ما يشاء .
أطل الجولاني ، و لنكن دقيقين بأن ما ظهر هو صوته مع كتفه الأيمن و يديه ، بلقاء رتيب في قاعة شامية و لباس شامي ، حديث هادئ لم يحمل المفاجئات التي إستبقت اللقاء .
جدد الجولاني في لقاءه الإرتباط مع القاعدة و إلتزامه بالتعليمات المعطاة له فيما يخص بالحرب في سوريا ، و كرر أكثر من مرة أن الهدف الأسد كشخص و نظام ، و ليس كطائفة ، و أن القتال سيكون موجه نحو من يرفع السلاح .
التطمينات التي يبحث عنها موالي الأسد قد وصلت و منحهم إياها الجولاني ، و حدد شروطها بـ( التوبة و التبرئ) ، ليكون عنوان المرحلة القادمة ليس حربي بكل تفاصيله فهناك طريق آخر يتمثل بالإنصياع السلمي لكل من وقف و يقف مع الأسد مهما كانت أفعاله و جرائمه ولخصها بـ"لو كان قاتل لـ ألف منا" ، هذا العرض الذي قد يكون مستفزاً للكثيرين في هذه الوقت في التحديد ، و لكنه مدروس و بمكانه ووقته ، ليتم إنهاء الحرب بأقل الخسائر و أسرع وقت .
حاول الجولاني الظهور بمظهر الإسلامي المعتدل و تخطي كل السلبيات التي سقطت بها داعش ، و عرض نفسه كشريك جيد و فعال لكل من حوله على اختلاف إنتمائتهم و توجهاتهم و حتى عقائدهم .
قاد الجولاني عملية تسويق عالية المستوى لجبهة النصرة ، بأنها ولدت يتيمة و قويت وحدها ، و مستمرة باعتمادها على ذاتها ، و تسير دون توجيه أو رسم للطريق من أي كان باستثناء الخطوط العريضة التي تم تحديدها من أمير القاعدة أيمن الظواهري المتمثلة بـ"اسقاط نظام الإستبداد و إقامة دولة إسلامية رشيدة ترضي أهل الشام".
الجولاني الشاب الثلاثيني لم يأتي بجديد إلا السعي خلف التهدئة مع الجميع ، ومع كل الأطراف و حتى مع من يواجهون الشعب .
الجولاني انتقد الفصائل ، و عالج النقد بالقبول و متابعة المشوار جنب إلى جنب .
الجولاني حدد الهدف المرحلي الوحيد ، و لم يأتي على ذكر ما بعده ، و كأنه يقول "إذا سقط الأسد" سينتهي كل شيء .
تذهلني البيانات السياسية التي تطالب الجميع بوقف الحرب والعنف فورا، ومباشرة العملية السياسية كطريق وحيد لحل الأزمة السورية ووقف معاناة السوريين!
وكأن أصحاب تلك البيانات يقولون إن الحل السياسي متاح وفي متناول اليد وأن هناك من القوى السياسية من لا يرده.
وكأنهم يقولون إن عصابة اللصوص وقطاع الطرق التي تحكم دمشق جاهزة للحل السياسي وتقديم ما يتطلبه من تنازلات، حتى لو كانت الرحيل.
مع أن القيادة التي أصدرت بيانا من هذا النوع منذ بضعة أيام، شاركت في موسكو الأولى والثانية، واختبرت بنفسها مصداقية النظام ورغبته في الحل السياسي، على افتراض أن الأمر ما زال يحتاج إلى اختبار.
أخوتي ورفاقي... بعد أن أسجل إعجابي بحسكم الوطني والأخلاقي والإنساني الرفيع، أقول لكم ما يلي:
1- لا شك أن من يحب العنف ويحب رؤية أهله وأبناء بلده بين قتيل وسجين وجائع ومشرد.. هو من حثالة البشر، وأكثرهم جرمية وحقارة.
2- لا شك أن من يرى فرصة حل سياسي حقيقي ولا يتلقفها بيديه وأسنانه هو شخص مشكوك بعقله وإدراكه، ومشكوك بوطنيته.
3- لكن لا شك أيضا أن من لا يرى أن العنف قد فُرض أولا وأساسا، وبإصرار لا يلين، من قبل عصابة حاكمة مجرمة، لا ترى إلا الحل الأمني والنصر العسكري، ولا ترى في الحل السياسي إلا خضوع الآخرين واستسلامهم المذل... هو إما أعمى البصر والبصيرة أو منافق مزاود جبان.
4- إن مطالبة الجميع بوقف العنف على الفور والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتحميل الجميع نفس المقدار من المسؤولية عن العنف، هو موقف أخلاقي عام يليق بالمنظمات الدولية والمؤسسات الروحية، وليس بتنظيم سياسي سوري، ناهيك عن أنه موقف لا يسمن ولا يغني، وهو لزوم ما لا يلزم، ضمن هذا الفيض المتدفق والمسترسل من العنف والوحشية.
5- الحل السياسي هو الغاية والمقصد والمنى لكل من يدعي أنه سوري يحب سوريا، لكنه سيبقى مجرد حلم جميل، حتى تأتي الساعة التي يرى فيها النظام نهايته أمام عينيه، وعلى جميع الحريصين على الحل السياسي وإنهاء المأساة أن لا يفكروا إلا بالوصول إلى تلك الساعة، وعندها فقط سيكون الحل السياسي متاحا، ومجرد تحصيل حاصل.
انطلقت اليوم عمليات تحرير الأنبار العراقية من قبضة داعش على مستوى كبير و بقرار دولي بغية إنهاء أي خطر قد يهدد بغداد أو النجف أو كربلاء وبالتالي إيران ، و تحمل العمليات اسم "لبيك يا حسين" ، حملة لا صبغة طائفية فيها مطلقاً ولا أي شيء سلبي و إنما الأمن و السلام تفيض من جنباتها ، الأمر الذي يستدعي دعم "لبيكِ يا زينب" لتكون الجزء المستنسخ في سوريا .
تؤكد التطورات أن ما يجري على الأرض من عمليات هنا و هناك ، تعتمد بشكل فعلي على نسق طائفي و استنصار لطائفة على أخرى ، فامريكا متيقنة أن مواجهة المد المعادي لمصالحها ، لا يكون إلا باستخدام سلاح سري تملك مفاتيح توجيهه وعجلة قيادته و إيقافه في الوقت الذي يحقق مصالحها.
بلغة صريحة ، لا يمكن أن تضبط أي تطور للسنة إلا من خلال عمالة "الشيعة" و مساندتها سراً ، ففي القلمون مع تأكيد أن أمريكا تقوم بتقديم المعلومات الإستخباراتية لمليشيا حزب الله الإرهابي ، لتحقيق التفوق على الأرض ، ليمهد الطريق في الأيام القادمة من تطور على مستوى أوسع مع إقتراب تشكيل حشد شعبي جديد في سوريا تحت مسمى "لبيك يا زينب" ، لمواجهة داعش و التطرف الإسلامي "السني" الذي لا يتناسب و خططها و برامجها .
فالشعارات المغذية للنفس "الشيعي " محللة و مباحة و يقدم لها الدعم و المساندة ، في حين أي ظهور لأي مكون سني فإن سمة "الإرهاب" حاضرة قوة و ليتم حصارها ووأدها و إنهاء أي تطور لها ، سواء بالحرب عليها بشكل مباشر أم بزرع الطوابير لتنخر بها من الداخل .
لا يكاد يمر اليوم حتى نسمع عن تكرار لكلمة داعش مئة مرة ، و لايمر نفس اليوم حتى يكون "الإرهاب" ملاحق لكل تفصيل من تفاصيل الثورة السورية و السعي بكل الجهود لإصباغها بهذه الصبغة ، والسبب معروف تماماً أن أمريكا لم تجد في الثوار مساندة فعالة في مواجهة داعش ، وليس لرفض الثوار هذه المواجهة أو مواجهة اي فكر متشدد ، بل لأن لدى الثوار أولوية أهم أو موازية لهذه المواجهة ألا و هي النظام الذي يمعن في القتل و يوغل في الدم أكثر فأكثر.
الاختلاف في ترتيب الأولويات جعل من أمريكا تركز جهودها بشكل مفضوح نحو المكون "الشيعي" ليكون أداة الطيعة في يدها و تحقق مآربها ، و بنفس الوقت يبقى الحال على ماهو عليه في سوريا ، ويبقى نظام "الممانعة" موجوداً حارساً أميناً للمنطقة بالشكل المطوب و يزيد عن ذلك.
تشهد الأجسام السياسية المعارضة حالة من التكاثر والتوالد من خلال المؤتمرات المنتشرة في عدة بقاع من المعمورة ، من جنيف إلى الإستانة فالقاهرة ، وحط الرحال وفق ماهو متفق عليه سيكون في الرياض ، لكن هل هذا هو الإستثمار الأمثل للإنتصارات الميدانية التي كلفت الكثير و دفع ثمنها خيرة أبناء الشعب السوري ، و يواصلون التسديد ، ليأتي بضعة من ممتهني السياسة ليرموا بها و يضيعوها بخلافاتهم و صراعاتهم و الوصف الدقيق "ولدنة سياسية" .
لنكرر الحديث عن ذات القاعدة الذهبية "حرب بلا سياسة قتال بلا طائل ... و سياسة بلا حرب كلام بلا فائدة" ، و تحقيق أي طرف دون تناغم مع الشق الثاني سيكون الأمر بلاطائل و ستتحول القضية إلى موت مجاني و طويل ، و سيكون أرضاً خصبة لكل المشاريع التي يحملها المتحاربون سياسياً في العالم ضد سوريا .
بُليت الثورة السورية بعدة بلاءات ، و أبرزها "الولدنة السياسية" ، يعزوها البعض إلى التغيب الذي قاده نظام الأسد لمدة تفوق الـ40 عاماً ، و لكن هل يكفي أن نقول هذا و نجلس متفرجين على ما يحدث ..!؟ ... ألا تكفي السنوات الأربع لنخرج ببعض ممارسي السياسة و ليس المحترفين ..!؟
اليوم ستكون الثورة السورية أمام مرحلة مفصلية تتطلب ولادة أو قيام جسم سياسي بقيادة العمل على الصعيد الخارجي و تمثيل الثورة أمام الأمم و استحواذ الإنتباه و الثقة من الجميع ، فالأرض ممهدة و بشكل كبير بفضل دماء شهدائنا ، و لا يحتاج الأمر سوى لظهور سياسي قوي يساير العسكري ليتم الوصول إلى الإتفاق السياسي الذي سيوقف الحربو يعلن المنتصر شروطه و التي على ضوئها سيكون الحل السياسي ، فالمنتصر على الأرض موجود و لكن الإعلان لا زال في الإنتظار.
أوصي إخواني الكرام من أهل الشام بعدم قراءة هذه المقالة القصيرة، فإني أضنّ بأوقاتهم الثمينة أن يضيّعوها فيما هو معلوم عندهم من الثورة بالضرورة، وإنما كتبتها لغير السوريين الذين لم يعرفوا حقيقة داعش إلى اليوم، الذين ما يزالون يَقومون من فتنة من فِتَن داعش ليسقطوا في أخرى، فهي عندهم دولة الإسلام التي لا ريب في صدقها وإخلاصها إذا ضربها التحالف الصليبي، وهي كذلك إذا قاتلت الأحزاب الكردية، وإذا استخلصت من النظام معسكراً أو حقلاً نفطياً أو بلدة أو مطاراً من المطارت.
ولن يعتصم المسلمون من السقوط في هذه الفِتَن جميعاً إلا إذا أعادوا معايرة النظارات التي ينظرون بها إلى داعش، ليروها على حقيقتها: تنظيماً غادراً مهمته نقض الإسلام وإذلال المسلمين، لا جماعةً تعمل لنصرة المسلمين ورفع راية الإسلام.
* * *
أيها المسلمون الذين لا تعلمون: اسمعوا واعرفوا حقيقة داعش من أهل الشام، فقد تعبنا من جهلكم بها ومن إصراركم على تجاهل جرائمها في حق أهل الشام. كفاكم غفلة؛ آن لكم أن تعلموا أن داعش عدو للمسلمين كالنظام النصيري سواء بسواء، وأن ما أصاب مجاهدي الشام من بلاء بسببها لا تكفي لبيانه المجلداتُ الطوال.
اعلموا أن نصر داعش المزعوم في تدمر ليس سوى خنجر لطعن الثورة وضرب المجاهدين، وأن داعش ما حققت نصراً إلا كان أهل الشام ومجاهدو الشام أكبرَ ضحاياه، وأنها عدو لسوريا وأهلها ومجاهديها، وأنها رمح مسموم ما يزال يطعنها في الظهر مُنذ ولدت داعش ومنذ نبتت نبتتها الخبيثة في أرض الشام.
لا يستخنّفكم نصرٌ مزعوم على النظام في تدمر، بل انظروا إلى غدر داعش بالمجاهدين وحربها السافرة عليهم في القلمون وريف حمص وغوطة دمشق وفي حلب وحوران، وعُدّوا -لو استطعتم أن تعدّوا- ضحايا داعش الذين تنحرهم كل يوم بدعوى الردة، وهم من أهل القبلة ومن كرام المجاهدين.
* * *
يا أيها المسلمون: كفاكم غفلة، كفاكم تيهاً عن الحق وانتصاراً للباطل الخدّاع. لا تصفقوا لداعش ولا تنخدعوا بها كلما حققت إنجازاً على الأرض، فليس التصفيق لها والانخداع بها من صنع العقلاء العلماء الذين يعقلون ويعلمون.
أمَا إنكم لو علمتم ما نعلم لاستأجرتم النوّاحات كلما حققت داعش نصراً مزعوماً على النظام، لأنها لا يُسمح لها بتحقيق نصر على النظام إلا لتستخدمه في طعن المجاهدين وضرب الجهاد في أرض الشام.
أمَا والله لو أن داعش قبضت على بشار وأخرجت أباه من قبره فنفخت فيه الروح ثم وضعتهما في قفص وأوقدت فيهما النار ما آمنت بها ولا ازددت بها إلا كفراً. لعنة الله على داعش وعلى من اتخذ داعش إلهاً معبوداً من دون الله، لعنة الله على من ترك دين الإسلام الصافي والتحق بالديانة الداعشية المسخ، التي خدعوا بها مغفَّلي الأمة حتى يظنوا أنها هي دين الإسلام.
اللهمّ من أيّد الخوارج القتلة الذين يكفّرون مسلمي الشام وينحرون مجاهدي الشام فألحقه بهم في قعر الجحيم وامسخه مثلهم كلباً من كلاب النار.
إذا كان رفض الموت من أجل بشّار الأسد يعني أنّنا من »شيعة السفارة»، فنحن بالتأكيد «شيعة السفارة».
إذا كان رفض المشاركة في الحروب الأهلية العربية يعني أنّنا من »شيعة السفارة»، فنحن نوافق على أنّنا «من شيعة السفارة».
إذا كان رفض معاداة العرب كرمى لعيون المرشد الإيراني يعني أنّنا من »شيعة السفارة»، فنعترف أننّا «شيعة السفارة».
إذا كان العناد على لبنانيتنا، ورفض أن نصير من جنود الوليّ الفقيه، ورفض أن نؤجّر مستقبلنا، ورفض موت الآلاف من أقربائنا وأولاد أعمامنا وأولاد خالاتنا وأولاد جيراننا، في حرب عبثية ضدّ خيارات الشعب السوري، إذا كان كلّ ذلك يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن دون سؤال «شيعة السفارة».
إذا كان رفض الخيارات الانتحارية لحزب الله في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين و”في كلّ الأماكن” يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن نبصم أنّنا من «شيعة السفارة».
إذا كان رفض معاداة العرب حرصاً على مصالح مئات آلاف اللبنانيين ومن بينهم ما يقارب 100 ألف عائلة شيعية في الخليج العربي، يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن طبعاً «شيعة السفارة».
إذا كان انتماؤنا العربي مقدّساً، لأنّنا في بحر عربي من المحيط إلى الخليج، يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن ولا شكّ «شيعة السفارة».
إذا كانت استقلاليتنا وتضحياتنا بعدم القدرة على دخول وظائف الدولة لأنّ “حزب الله” يعاقب كلّ من ليس معه، وإذا كان استعدادنا لقبول محاربتنا في أرزاقنا بالجنوب والبقاع والضاحية، فقط لأنّ لنا رأي مختلف في السياسة وفي مستقبل هذه الطائفة، إذا كان هذا يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن بالطبع من «شيعة السفارة».
إذا كان الإصرار على مدّ الأيدي وبناء علاقات مع بقيّة أبناء الطوائف والمذاهب في لبنان، واعتبار السنّة أبناء الوطن والدروز شركاء والمسيحيين ضرورة وطنية والعلمانيين حاجة والمدنيين أساس بناء الوطن، إذا كان هذا يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فسجّل عندكً: نحن من «شيعة السفارة».
إذا كانت قراءتنا النقدية لتاريخ الجنوب والشيعة في لبنان تحتم علينا الالتفات إلى أنّ هناك من قتل قيادات “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية – جمّول” لتحويل المقاومة العابرة للطوائف إلى مقاومة شيعية، فيها بذور نهايتها الحتمية، إذا كان هذا يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فاكتب في محاضر المباشرة بقتلنا: نحن من «شيعة السفارة».
إذا كان رفضنا الانجرار إلى منطق الفتنة والمذهبية وإصرارنا على أنّنا لبنانيون وعربُ قبل أن نكون شيعة ومسلمين، وإذا كان عنادنا في القول إنّ لدينا رأياً آخر ومختلفاً، وإنّنا نريد أن نعيش بسلام وليس في حروب دائمة، وإنّنا نجرؤ على الصراخ بوجه الظلم، ولا تخيفنا البنادق والتهديدات بالقتل، كما لم يَخَف جدّنا الحسين من تهديدات القتل في كربلاء، ولم يسلّم لهم تسليم الذليل ولا أعطاهم إعطاء الخائف والمتردّد، إذا كان كلّ هذا يعني أنّنا من «شيعة السفارة»، فنحن وبلا تردّد من «شيعة السفارة».
نحن من الشيعة الذي رفضوا قتل هاشم السلمان، الشاب الشيعي العشرينيّ المدنيّ، أمام السفارة الإيرانية في بيروت، وراح دمه هدراً أمام عيون القوى الأمنية. قتله »شيعة السفارة» الإيرانية بلا رحمة.
نحن من الشيعة الذين نريد علاقات طبيعية مع الغرب، بدلا من استجداء حقّ نوويّ من هنا، أو بعض المليارات من هناك، والتي قدّمت إيران تاريخ عدائها الطويل مع أميركا، كلّه طمعاً ببعض الدولارات في لوزان.
نحن من الشيعة الذين نريد أن نكون منسجمين ومندمجين في مجتمعاتنا، كما أوصانا الراحل الإمام محمد مهدي شمس الدين، وألا نؤجّر عقولنا، كما أوصانا العلامة السيد محمد حسين فضل الله، رفضاً لولاية الفقيه، وألا نكون ملحقين بدول أخرى، كما أوصانا الإمام المغيّب (بعلم الممانعة وموافقتها) موسى الصدر.
نحن من «شيعة السفارة»، لكن السفارة اللبنانية في دويلة “حزب الله”.
نحن من «شيعة السفارة» اللبنانية في هذا الشرق الذي يفرح أبناؤه وهم ذاهبون إلى تغيير الحدود وتغيير الجغرافي وليّ ذراع التاريخ والأخلاق والمنطق.
نحن من «شيعة السفارة» اللبنانية في بلد يريده كثيرون أن يصير دويلات مذهبية وطائفية.
نحن من «شيعة السفارة». وسجّل عندكً: لقد صرنا كثيرين.
الآن ومع انقشاع الغبار حول الإسطورة الزائلة "مشفى جسر الشغور" ، و تبيان نهاية كل من كان متحصن فيه ، لابد الآن من التفرغ لمهاجمة جيش الفتح و القدح فيه ، و التقليل من اهميته ، و العبث في ايدلوجيته ، و المطالبة بمحاكمته ، و طبعاً لن أنسى "التخوين" و اللعب بمصطلحات المؤامرة و التوافق مع المحاصرين لإخراجهم .
كان بودي لو نتحدث عن التحرير بحد ذاته و مدى أهميته في كسر آخر بقايا الروح المعنوية لمؤيدي الأسد ، و تحطيم كل وعد وعد به ، و دوسه تحت أقدام الثوار الأبطال ، كنت أمني نفسي أن نتغنى بإنتصارات التي لم نعتد عليها (حجماً – كماً - نوعاً) ، الأساطير تحطمت و الأراضي تم فتحها و تحريرها من وادي الضيف إلى إدلب و جسر الشغور فالقرميد من ثم جبل الأربعين ، و المسطومة القاتل ، و اليوم المشفى برمزيته المعنوية ، و غداً قد تأتي أريحا لتكون إدلب خضراء تماماً ، لكن للأسف هناك من يعبث حتى بلحظات و نشوة الإنتصار ليحرمنا بها من خلال "إفك" و "خداع" و شر "نظرية المؤامرة" .
في الوقت الذي يواجه الثوار على الأرض أقذر نظام و أشنع مساندين ، يجلس من بعيد أناس يسمون أنفسهم بـ"الثوار" "الأحرار" ، يتخذون كل الأسماء التي تمنحهم الرقي ، الرقي بـ"الإسم" ، و في الفعل التركيز يكون كله منصب : أين أجد ما أنهي به سعادة هؤلاء ، أين أجد ما يسحب البساط من تحتهم لأظهر من جديد.
لا يوجد شخصية أو تيار بعينه و إنما هناك عدد غير محدد من أناس أرادوا أن يبقوا تحت عفنة "الأنا" ، و لسان حالهم يقول :
هل هؤلاء من سيحكمنا ..؟؟
هل هؤلاء سيعلمونا كيف نعيش؟؟
العملية كلها بيع و شراء بين النظام و الثوار ..؟؟
و تبادلون الآراء حول كل ما يحدث يقولون أنها " كذبة – لعبة – مؤامرة" الغاية منها:
قتل الإنسان السوري ، الغاية منها إقصاء الفئة المثقفة ، الفئة الحرة التي تؤمن بحرية الأجساد و الأفكار ، و لو مست الغير أو حاصرت حرية الآخر ، الحرية المنشودة لهم أن يفعلوا ما يرضيهم و يحاسبوا الجميع ، و ان يأمروا و يخونوا و يقتلوا الأرواح بالكلام ، بينما لا يحق لأحد أن يحد من سلطاتهم ، فهم خارج الحساب .
كنت أمني النفس أن نكون أكثر حنكة في اكتساب لحظات لنشعر بنشوة النصر ، لكن اعتدنا ان نجد حجرة عثرة أمامنا ، ونحارب الطواحين ، رغم أن الجرذان لازالت تعيث فساداً في الأرض ، فنتناساها و نلجئ إلى محاربة الوهم .
فالنقضِ على الجرذان ، و من ثم نقرر من يحكم و كيف ، مع التوضيح أنه لا يحق لمن قرر الإبتعاد و الترك ، أن يقرر بدلاً من وضع روحه في مواجهة الموت المرسل عليه و إليه من كل أصقاع الأرض.
مشفى جسر الشغور ليس اسطورة أو شيء معقد او مستحيل إنما هو حالة من كسر آخر ما بقي من روح معنوية لنظام الأسد من أعلى قمته لأسفلها ، فالمشفى هو "الوعد الكاذب" ، و نمني أنفسنا أن يكون الوعد القادم حلب و من ثم دمشق.
قامت شبكة شام الإخبارية بالتعاون مع رابطة الصحفيين السوريين ومنظمة همم بإصدار كتيب إلكتروني بعنوان “دليل الناشط الإعلامي” من إعداد الإعلامي أحمد دعدوش، حيث قمنا بنشر الكتاب في شهر مايو 2013.
وجاء في مقدمة الكتيب الدور الذي لعبه المواطن الصحفي خلال ثورات الربيع العربي، والذي تطور ليصبح في بعض الثورات كالثورة السورية “ناشطاً إعلامياً يمتلك مهارات إعلامية توازي الصحفيين المبتدئين في المهنة”، حيث يحاول هذا الكتيب تقديم “قدر كافي من أسس ومهارات المهنة” للناشطين.
وضم الكتيب العديد من الموضوعات المبوبة التي تجيب عن أسئلة العديد من الناشطين في مجال الإعلام، فهناك باب “كتابة الخبر الصحفي” الذي يتناول أنواع وأقسام الخبر ومهارات تحريره، وهناك باب “مهارات الناطق الإعلامي” وباب “تصوير الفيديو”، كما يتطرف باب “التصوير بهدف التوثيق الجنائي” إلى الجانب الحقوقي من عمل الناشط الإعلامي".
وينتهي الكتيب بباب موسع عن إعداد التقارير التلفزيونية بشكل مفصل ومجزأ نسبياً، وذلك بدءاً من تحديد الموضوع إلى وضع هيكل التقرير، ثم التصوير الميداني وإجراء المقابلات، ومن بعده كتابة نص التعليق وكيفية إلقائه، وانتهاءاً بالمونتاج.
لتحميل الكتاب يرجى النزول الى الأسفل لتجده في المرفقات.
بعد مرور أربعة أعوام ونيّف على انطلاقة الثورة السورية المباركة الطامحة لتحقيق الحرية والكرامة ، ودولة العدل والسيادة والمواطنة لعموم السوريين
وبعد انكشاف عورة المجلس الوطني اولا ومن ثم الإئتلاف المُسمّى وطني ايضاً والذي يزعمُ زوراً وبهتاناًتمثيله للثورة
وبعد الإطمئنان تماماً بأنهم يجلسون في الخندق المعادي تماماً لطموحات الثورة والشعب السوري الذي دفع أثماناً باهضة من دمِ أبنائهِ وعمران الوطن وأرزاقه ، ومستقبله كما تمّ تهريب وسرقة مصانعه وأثاره التاريخية
بعد كل هذا الدمار الوحشي ونهب ممنهج وملايين الشهداء والمعتقلين المغيبين والمعاقين والجرحى والمشوهين وجيلاً من المحرومين من العلم والمعرفة
لا بد لنا ان نعترف ونواجه الجميع بان هذا الإئتلاف لا يمثل أحدا وهو من ألد أعداء الثورة ويتأمر على أهدافها وطموحها وكان أخر قشّة كسرت ظهر البعير الغبي الهرِم المتمثل بالإئتلاف هي مؤتمر الصدفة الذي لم يكن له ضرورة اصلاً
ونبدأ أولاً بالرغبة الشعبية العارمة التي انطلقت من فنائها ثورتنا بأنه لا احد
فوق المحاسبه وان اكبر مسؤول في الدولة البوليسية التي ثرنا عليها وفي دولة الغد ليس سوى موظف عام يقوم على أداء ما يجب ، ويُتقِن مع طاقمهِ من خدمات لعموم الشعب ودون تأخير أو تردد أو مخالفة أو تمييز
اي أنه خادم للشعب وليس سيداً له والمحاسبة لكل من تسوّل له نفسه التقصير والتخاذل والتمييز كي يكون عبرةً حقيقيةً لهُ ولمن يأتي بعده ليفهم الجميع ان لا أحد اكبر من الوطن
لا زلنا نجد روح النظام المتجذّرة وكذلك روح التعاون مع أعداء الثورة ممن يُسمى أصدقاء الشعب السوري لوأد الثورة وتقزيم نتائجها وإعادتنا لزرائب الإستبداد!؟
إذ لم يُكتب في تاريخ الثورات ابداً بأنَّ هُناك قضية وطنية انتصرت و كان زعمائها لصوص ومرتزقة وأشرار .
كذلك الثورة التيّ يتشدّقُ من تصدَّر مشهدها السياسي بتضحيات وصمود ابنائها ، في الوقت الذي باعوا فيه ضمائرهم و وجدانهم ! بل و مستعدين لبيع حتى " ما تمّ التضحية من اجله" في سبيل أطماعهم ودنائتهم .
إن إسقاط النظام دون التحرر من رواسبه لن يمنحنا إلا الفشل والقهر والخيبةوالخراب الأبدي .
لذلك ومن خلال ما مكروا بنا وما مرَّ خلال هذه الأعوام القاحلة من النبلاء وفرسان الزعامة الوطنية الحقيقيين فإننا الناشطين والعاملين في قوى الثورة ندعوا :
1 * إعلان التعبئة الشعبية بالداخل والخارج و الدعوة العلنية والعامة والموحدة لإسقاط الإئتلاف كاملاً دون استثناء وتحطيم مؤسساته التي تمّ تصنيعها حسب طلب أعداء الثورة وبمقاسات أحذية اللاعبين الكبار لإعادة إنتاج الإستبداد وتدوير زبالاته بوجوه قبيحة وقميئة تتوارث سياسات النظام الإستبدادي ، وتكرّس محاصصته وطائفيته ومناطقيته البائسة
2 * الدعوة فوراً وضمن أليات منهجية شفافة ، ومدروسة بإحكام لإيجاد بديل شرعي مُنتخَب أصولاً على صعيد التمثيل الخارجي ثم الإنعطاف للتعاون ونيل ثقة الداخل بناءً على برنامج وطني لا لبس فيه ولا غموض ويتبنى كل الطموحات السورية - الشعبية بدولة مدنية - ديمقراطية ، تؤمن وتخطط وتطمح للعدالة والمساواة والتنمية العامة والسيادة الوطنية وإستقلالية القرار السوري دون عرضه في مزادات النخاسة الدولية والإقليمية .
3 * الدعوة فوراً لإطلاق عملية إنتخابات حرّة وشفافة بإشراف مفوضيّة إنتخابات وطنية وحيادية ،عبر المنافي ومخيمات اللجوء لإختيار ممثلي الثورة ضمن جمعية سورية تأسيسية ، تجتمع فور انتهاء عمليات الفرز وإشهارها للملأ ، تكون هي السلطة العليا في الثورة تجمع مؤسساتها الثورية كاملة تحت قبة واحدة في اطار وطني موحد
4 * تقوم الجمعية التأسيسية بدورها فوراً للدعوة لعقد مؤتمر إنقاذ وطني عام تتم من خلاله دعوة مؤسسات الداخل الثائر منظمات مجتمع مدني والتشكيلات العسكرية ليتم بعدها تشكيل جسم عام ومنظّم ومعترف به ويحمل راية الثورة وطموحاتها حتى النصر الناجز