مقالات مقالات رأي بحوث ودراسات كتاب الثورة
٥ يونيو ٢٠١٥
قصة قصيرة ............. لمعاناة طويلة

بدأ الطيران التابع لنظام الاسد المجرم رحلته اليومية التي يبحث بها عن اماكن يلقي عليها براميله المتفجرة وصواريخه الفراغية ليحصد المزيد من أرواح المدنيين الأبرياء ،فكان إقلاعه من مطارات حمص وحماة واللاذقية والوجهة في الغالب بلدات الريف الإدلبي والحلبي ،وبعد أقل من ربع ساعة يصل الطيران لأجواء المنطقة بصوته القوي ويبدأ بمناورات الحرب الاعتيادية يميناً وشمالا يرتفع تارة ويهوي بسرعة تارات أخرى فيلقي عدة براميل أو صواريخ كانت ملاصقة لجنبيه لايوجد فيها إلا بضع أطنان من المواد المتفجرة والشظايا القاتلة ، تتساقط كحبات المطر بسرعة فوق منازل للمدنين ، و الذين كانوا يأملون من هذه الطائرات أن تدك عروش عدوهم في الجولان وتحرر أرضهم المغتصبة في فلسطين ولكن شاءت الأقدار أن يروها تحلق في سماء بلادهم لتحمي عرش قائدهم المفدى الرمز نظراً لما تتعرض له بلادهم من هجمة لجهات مدسوسة تريد أن تخرب هذا البلد وتدمره فكان لابد من  استخدام القوة في ضرب المدنين العزل ، ولاضير إن قتل العشرات بل المئات أو حتى الألاف منهم فهم كثر وخصوصاً من أبناء أهل السنة أعدادهم كبيرة وانتشارهم كبير في الأرض السورية وهم يتزاوجون وينجبون الكثير من الأولاد فلاضير إن قدمت أرواحهم وارتقت للسماء في سبيل الحفاظ على الحكم وكرسي الشعب الذي طالما ناضل وجاهد وقاتل في سبيل تقدم واذدهار هذا الشعب ، أليس هذا النظام الذي يحاربونه ويسعون للقضاء عليه وتدمير البلد وتفتيت اللحمة الوطنية فيه هو من قدم لأبنائه المدارس والمشافي المجانية وعلمهم منذ الصغر وقدم لهم الكتب والأقلام فعلمهم حب الوطن وقائده وتمجيد رموزه وبطولاتهم في حرب تشرين وزرع في نفوسهم الأمل القادم بتحرير فلسطين واستعادة الجولان المغتصب ولواء اسكندرون وأن الجيش السوري هو درع الوطن وحامي الديار وأن الساحل وجبل العرب هم منبع للأحرار الذين وقفوا في وجه فرنسا والأستعمار .

ولكن.....
كل هذا العلم والتطمينات التي قدمها النظام لوجود النفط في أيدي أمينة لم تمنع الشعب في سوريا سوريا الأسد سوريا حافظ الأسد سوريا بشار الأسد كما علمونا من تقليد شعوب تونس وليبيا ومصر في الخروج في الساحات ورفع الأعلام والهتاف لما قالوا أنها الحرية التي مافتىء النظام يحذر منها وان هذه الحرية كذب غربي وماخطاب الغرب المتحرر إلا أعلام أعوج لم يرتقي لمستوى الإعلام السوري الفذ الذي أذهل العالم بمدى صدقه وموضوعيته وتجنبه الحياد في الاشكالات الحاصلة بين الشعب وحاكمه .


كل موجات التنبيه والتحذير لشيخ الأمة مفتي الديار أحمد بدر الدين حسون لم تستطع أن تضبط عقول الشباب بعد تناولهم وجبات سندويش الفلافل المليىء بحبوب الهلوسة المستوردة من قطر وتركيا فأعمت على قلوبهم وبصيرتهم فتحدو نظام الأسد وتحدو ملّة طهران وقوة حزب الله التي لاتقهر ولم يكتفوا بالحراك السلمي ضد هذه النظام بل حملوا السلاح بوجهه ووجهوا البنادق لتخريب البلد وقتل أخوانهم من الطائفة العلوية فلم يتركو للنظام مجالا لتركهم يخربون الديار فكان لابد من استخدام القوة بعد المحاولات لاسترضائهم وتلبية مطالبهم باءت جميعا بالفشل نتيجة التدخل الغربي والعربي المعادي لحكم الأسد وكل حاكم فذ أمثاله ،

وبعد تروي وطول انتظار وأخذ الفتاوى من حسون والبوطي والتي كان لابد منها لتجنب غضب الله ومخافة ارتكاب الذنوب بدأ الضرب بالنار والحديد لتخليص سوريا مما ألم عليها من كرب بعد أعوام طالت عم فيها الأم والسلم والأمان في ظل حماة الديار فبدأ الطيران الحربي في وقت متأخر باستخدام القوة بعد أن فشلت محاولات اسكات الأصوات المنادية بتخريب البلد بالمدفعية والصواريخ والاعتقال فكان لابد من خيار الطيران الحربي والمروحي وتجهيز البراميل التي تقصف المناطق الخارجة عن القانون فترعبهم علهم يعودو لحضن الوطن وتعود لسوريا الفرحة ويعم السلام في ظل حكم الأسد وواخوانه الساهرين على راحة الشعب ليل نهار .

وها هو طيران الوطن الذي دفعنا ثمنه من أرواحنا يحلق عاليا كالنسر وينقض على أعداء الوطن يقصفهم ويدمرهم تدميرا فيقتل الأطفال الذين حاولوا تخريب البلد وأمهاتهم اللواتي أرضعهن حليب البغض للوطن وقيادته وأبائهم وأجدادهم للتخلص من ذرياتهم التي اشبعت بنار العداء لهذا الوطن فكان لابد من القضاء عليهن ، وهاي هي البراميل تنهال على المندسين والمخربين في حلب وإدلب وحماة ودرعا ودمشق وريفها والقنيطرة وحمص الأبية والحسكة ودير الزور والرقة حاملة معها رسالة واضحة من الشعب السوري أن لامكان لمن يثور على حاكم البلاد بيننا .

هذا حال سوريا وهذا حال قصتنا ................ ولكننا ماضون حتى النهاية .

اقرأ المزيد
٥ يونيو ٢٠١٥
المعارضة السورية من القاهرة إلى الرياض

تنشغل الساحة السورية هذه الأيام بمؤتمرين، الأول سيُعقد في القاهرة الأسبوع المقبل، والثاني يجري الإعداد لعقده بعد مؤتمر القاهرة بأسابيع قليلة، ويبدو من طريقة تعاطي المعارضات السورية مع هذين المؤتمرين أن هناك اختلافا في غايات كل منهما، رغم أنهما، ظاهرياً، مُكمّلان لبعضهما.

مؤتمر القاهرة هو ثمرة جهد لمعارضين سوريين متنوعي الانتماءات السياسية والتنظيمية، ورغم أنه سيُعقد برعاية مصرية غير رسمية إلا أنه يحظى برضى مصري رسمي، وهدفه المُعلن وفق منظميه هو رسم ملامح رؤية مشتركة للمعارضة السورية، ووضع خارطة طريق للحل السياسي لأزمة بلدهم وفق حد أدنى هو مرجعية بيان جنيف الذي توافقت عليه الدول الكبرى، أي مرحلة انتقالية عبر حكومة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وقوام هذا المؤتمر معارضون مستقلون وممثلون لبعض التيارات المعارضة أو أجزاء منها، ولن يَنتُج عنه إطار سياسي جديد للمعارضة ولا قيادة جديدة كما صرح بعض أعضاء اللجنة التنظيمية، وإنما أوراق ووثائق يُعتمد عليها حين يأتي وقت المفاوضات مع النظام، إن أتى طبعاً.

أما مؤتمر الرياض، فهو أمر آخر في محتواه وأهدافه، وخطوة متقدّمة عن سابقه، فهو بالأساس دعوة من السعودية وليس من المعارضة السورية، هدفه مساعدة هذه المعارضة لتحقيق أهداف الثورة بإقامة نظام تعددي ديمقراطي من خلال اختيار لجنة سياسية دون مؤسسات تابعة لها، من أصحاب الخبرة والقدرة السياسية المشهود لها، وسيتم الحصول على اعتراف دولي بها كلجنة تُلقى عليها أعباء مرحلة التفاوض وفق مرجعية جنيف. وهذا المؤتمر لن يؤسس بدائل عن قوى المعارضة السورية بل سيخلق إطارا مشتركا لقيادتها لتحقيق أهدافها التي من المُفترض أن يرسمها مؤتمر القاهرة.

إن كانت هذه هي أهداف كل مؤتمر، فإنهما مؤتمران يكّملان بعضهما بجدارة، وعليه فإنه في الغالب سيضم مؤتمر الرياض جزءاً من المشاركين في مؤتمر القاهرة، وسيُضاف إليهم جزء من المعارضة السورية التي قاطعت مؤتمر القاهرة بسبب خلافات بين المنظمين أو بسبب موقف مصر من بعضهم.

ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية اتّخذ موقفاً سلبياً من اجتماع القاهرة على خلفية استبعاد الإخوان من المشاركة به وقرر أن يُقاطعه، فيما أعرب كثيرون من قادة الائتلاف أنهم سيشاركون في مؤتمر القاهرة دون تردد، بل ذهبوا لاستباق الأمور والإعلان، بشكل مسبق، أن مؤتمر الرياض ستكون له مخرجات إيجابية وجيدة، يمكن أن يُبنى عليها في المرحلة المقبلة.

البعض الأكبر من ممثلي الجيش الحر والكتائب المقاتلة لن تحضر مؤتمر القاهرة لأنه لن يذكر أولوية الحل العسكري وأولوية تنحي الأسد قبل أي مفاوضات، وهو ما يعتبرونه شرطا لازما وكاف لحضورهم، وأعلن كثير منهم أن دعوة مؤتمر الرياض مُلبّاة قبل أن يعرفوا إن كانت ستوجه لهم أم لا، وبالمقابل فإن البعض الأقل الآخر من ممثلي الجيش السوري الحر ممن يؤمنون بالحل السياسي وأن بندقيتهم للدفاع وليست للهجوم، سيحضرون مؤتمر القاهرة والرياض إن دعوا إليهما.

هيئة التنسيق التي نخرتها مؤخراً خلافات داخلية ستحضر إلى القاهرة، وستتعامل مع المؤتمر بحذر خوفاً من أن يتشكل أي جسم سياسي نتيجته وهو أمر قد لا تحتمله بنيتها الهشة، كما أن قادتها أعلنوا أنهم سيحضرون مؤتمر السعودية إن دعوا إليه، وهي أول مرة يوافقون فيها على التعامل مع مبادرة سعودية دون قيد أو شرط.

من الخطأ استباق الأحداث وافتراض نجاح المؤتمرين، فمازالت هناك مواقف متناقضة من أطراف المعارضة السورية تجاه المؤتَمَرَين. فالقوى المستقلة وبعض قوى المعارضة السورية، السياسية والمسلحة، تدعم مؤتمر القاهرة وتريده بإلحاح، فيما يتحفظ ائتلاف قوى الثورة وهيئة التنسيق اللذان يخشيان أن يتشكل بنهايته كيان سياسي يحل محلهما، وكذلك يخشى بعض المعارضين السوريين ممن لا يملكون الإمكانيات لقيادة المعارضة أن يَكشِف مؤتمر الرياض ضعفهم وسطحيتهم، مقابل إظهار معارضين أكثر كفاءة وقدرة على قيادة العمل السياسي المعارض والمفاوضات المحتملة.

قد ينتج عن هذين المؤتمرين ما هو لصالح السوريين، وقد يتفقون على برنامج عمل موحّد أو لجنة أو كيان تساعدهم على المضي قدماً في إنقاذ الشعب السوري، ومكافحة إرهاب النظام وحلفائه والجماعات المتطرفة التي يُقال إنها ضدّه، ومواجهة قضية اللاجئين السوريين، عندها فإن المؤتمرين، أو بالأحرى، الجهد العربي المُنسّق، سيكون بالفعل هو بداية طريق الخلاص للسوريين، وهو ما يأمله الكثيرون، وإن لم ينتج أي شيء عنهما فستكونان مبادرتان من ضمن عشرات المبادرات التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

تأمل الغالبية العظمى من السوريين الذين يدفعون الدماء والخسائر ويتحملون القمع والقتل والتدمير والنزوح، أن ينجح هذان المؤتمران، وأن يساعدا في وضع حد لكل تلك الكوارث، كما تأمل أن لا تُضيّع قوى المعارضة السورية الفرصة التي ستتيحها العاصمتان العربيتان، وأن تتصرف هذه القوى المعارضة بمسؤولية، ولو لمرة واحدة، لتصل إلى وحدة رؤية وهدف وبرنامج واضح تُرغم المجتمع الدولي على تبنّيه.

اقرأ المزيد
٥ يونيو ٢٠١٥
رب ضارة نافعة

سعى تنظيم الدولة منذ بداية تأسيسه إلى طرح نفسه انه هو المشروع السني الناجح والوحيد سعيا منه إلى استقطاب كل طاقات هذه الأمة الجبارة ولم يأل جهدا في سبيل تسويق نفسه لذلك على أن يسحق أي مشروع سني صاعد فلم يتحرز عن الصلب او قطع الرؤوس أو بث الإشاعات  حتى للمسلمين السنة بل وللمجاهدين تحت ذرائع شتى.


ولقد استمد التنظيم مشروعية بناء دولته من ظاهر الكتاب والسنة مبرراً أنهم هم الإسلام وكل من حاربهم هو يحارب الإسلام وبالتالي فهو كافر مارق عن دين الله لا يستحق حتى الحياة.


ولا يخفى على أي متابع المزاج العاطفي للعرب والمسلمين عموما في العصر الراهن وعليه فقد دأب التنظيم على مداعبة تلك الأحاسيس ليستجلب حاضنة شعبية ترفده بالدماء الجديدة والأموال ونحن لا ننكر هنا حجم الشعبية التي بدأ التنظيم ينعم بها ولا سيما في البلدان التي لا تعرف عنهم أكثر من إصداراتهم.


إلا أننا بدأنا نرى عند صعود نجم جيش الفتح الذي جمع غرة الجهاد الشامي وتحقيقه الانتصارات التي سرقت القلوب ولفتت أنظار المراقبين، الصاعقة التي نزلت كؤودا على جماعة التنظيم فبدأت أنظار محبيهم تتحول عنهم لترى تجربة ناجحة لا تسعى إلى استعداء العالم بأسره و لا ترمي بهذا الشعب البائس في فم العالم أجمع، إنهم يعرفون كيف تؤكل الكتف، ويوردون إبلهم كما ينبغي , إنهم يسايسون العالم حيثما أمكنهم دون المساس بمبادئهم العريضة التي قاموا لها.


ومن هنا وجب على رؤوس داعش أن يعاجلوا جيش الفتح في ظل أخبار وتجهيزات تطيح بقوى النظام السوري وأذنابه في حلب وتمنع الفتح من نجاح تجربته في نسخته الحلبية.


هذا هو المؤمل وعليه تحركت جحافل المغفلين باتجاه صوران أعزاز على الرغم أنهم في الضفة المقابلة من الفرات يتراجعون أمام الأكراد ولكن لا يهم فلا خوف جوهري على مشروع داعش من الأكراد لأن مطالبهم دولة لا عرب فيها ولا يرى العرب هناك أنفسهم إلا أنهم في سفينة واحدة مع الدواعش حتى يمتلكوا حق البقاء في بيوتهم.


الا أن حسابات الدواعش لم تطبق على بعضها فجرعة الأمل التي استقتها الأمة بعد انتصارات جيش الفتح ومنظر الجنود الفارين من الجسر وهم برؤوس وبلا رؤوس والفشل الإعلامي الذريع لقوات النظام في تغطية تلك المعارك حقنت الشعب بلقاح حصنته من دعايات الدواعش التي بدأت تنغم على تعامل جيش الفتح مع الأتراك والقطريين والسعوديين من باب أنها مولاة للكفار متعامين عن بيعهم النفط للنظام السوري ومعللين ذلك بحاجات الدولة خاصتهم.


بل بدأنا نلمح الكثير ممن كانوا يناصرون تنظيم الدولة ينقلبون عليهم بعد خطأهم الاستراتيجي في ضرب الريف الشمالي لحلب ومن هنا نقول إن تعديهم هذا انقلب سلبا عليهم في أذهان الحاضنة الشعبية التي ترفد وتمد والتي تعد القوة التي لا تعلوها قوة سوى قوة الله.. وعليه نستطيع القول لجيش الفتح رب ضارة نافعة.

اقرأ المزيد
٥ يونيو ٢٠١٥
طيران الأسد حليف قوات " البغدادي " في ريف حلب الشمالي

لم يعد خافياً على كل ذي لب مدى الارتباط والتنسيق بين تنظيم الدولة ونظام الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر عبر أجهزة مخابرات عالمية تحرك التنظيم ونظام الأسد على حد سواء ضد إرادة الشعب السوري الثائر في وجه الظلم والاستبداد ، وإن ما يجري اليوم من تنسيق بين الطرفين يدل على وصولهم لمرحلة التنسيق الكامل لمواكبة كل التطورات في سوريا بشكل كبير فمع انهيار النظام تدريجيا في محافظة إدلب وتقدم جيش الفتح في عدة مناطق كانت حصينة فيما مضى قبل أن تتوحد الفصال في غرفة عمليات جيش الفتح وتعمل بشكل منظم، فأصبحت حاجة النظام لطرف ثاني يوقف هذا التقدم بعد فشل مرتزقة حزب الله والحرس الثوري في الوقوف في وجه جيش الفتح فعمل النظام جاهدا على تسليم مدينة تدمر بشكل عاجل إذ لم تصمد المدينة الحصينة أمام التنظيم إلا ساعات قليلة أبهرت كل المتابعين للتطورات مع توارد عدة أنباء سبقت المعركة عن نية النظام تسليم المنطقة للتنظيم الذي حشد قواته على مشارفها وخصوصاً أن النظام عمل على نقل كل السجناء الموجودين في سجن تدمر التاريخي لأماكن أخرى في حين ترك عشرات الأطنان من الذخيرة هدية رمزية للتنظيم مقابل زج جيش الفتح في إدلب وفصائل معركة فتح حلب في معركة تستنزف قوتهم وتعطي للنظام فرصة إعادة ترتيب الصفوف وبناء الخطوط المدافعة عن مناطق الساحل السوري ومدينة حلب التي كانت على موعد اللحاق بركب جارتها إدلب في نيل الحرية.


ومع دخول التنظيم لمدينة صوران اعزاز ومحاولته التقدم باتجاه بلدات مارع وإعزاز وانشغال الفصائل في التصدي له عمل النظام على مساندة التنظيم وتامين الغطاء الجوي له بشكل كامل فقام باستهداف بلدات ريف حلب الشمالي على طول خط التماس كما أغرق مدينة حلب بالبراميل والألغام البحرية مرتكباً عشرات المجازر في تل رفعت وحي القبة ومارع كل هذا على مرأى ومسمع العالم أجمع في حين لم يقصف أي منطقة تخضع لسيطرة التنظيم في المنطقة ولو عدنا بالذاكرة لأكثر من عام إبان المعارك التي دارت بين فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية ضد تنظيم الدولة في إدلب وكيف قصف الطيران الحربي مواقع الثوار المحاصرة للتنظيم على أطراف مدينة سراقب وخان السبل ليوقف تقدمهم ريثما تمكن مقاتلي التنظيم من الإنسحاب باتجاه ريف حلب الجنوبي ومنها الى الرقة تحت مرأى طائراته الحربية التي أمنت له الطريق حتى وصل بر الأمان في محافظة الرقة.


وهذا ما يؤكد للعالم التنسيق الكامل للنظام وداعش في حربهم ضد الشعب الثائر بالإضافة لعدة اعترافات كان أخرها لقائد جيش الوفاء في دمشق بعد إعتقاله من قبل جيش الإسلام وكيف اعترف بالتنسيق المباشر بين قوات النظام وتنظيم الدولة في الغوطة الشرقية والقلمون في محاولة لتضييق الخناق على الثوار في الغوطة الشرقية وجبال القلمون يضاف لذلك سلسلة المجازر المروعة التي ارتكبها التنظيم بحق الشعب الأعزل وكبار القادة الأحرار والعلماء والأطباء وناشطي الثورة السورية.

اقرأ المزيد
٥ يونيو ٢٠١٥
الخرائط المتحركة في سوريا

يتصرف بعض المتابعين لمجريات المعارك في سورية على أنها متجهة نحو التقسيم، تارة إلى خمسة أقاليم، أو «دويلات»، تشمل الأكراد في الشمال الشرقي، ومناطق «داعش»، والساحل السوري موصولاً بمدينة حمص ودمشق تحت سيطرة النظام وحلفائه، ومناطق أخرى تحت سيطرة جيش «الفتح» في الشمال والوسط، وخامسة في الجنوب، وتارة أخرى إلى 3 مناطق نفوذ بين النظام و «داعش» و «الجيش السوري الحر» بالاشتراك مع «جبهة النصرة».

يحتار قارئو الخرائط في تحديد مناطق ما يجزمون بأنه «تقسيم» لسوريا لا مناص من أن تصل إليه في المرحلة المقبلة. بعضهم يرى أنه «الحل» للأزمة السورية بحجة أن «سوريا القديمة التي نعرفها لن تعود كما كانت قبل 15 آذار (مارس) 2011»، وبعضهم الآخر يعتبر أن ثمة مناطق نفوذ مؤقتة، نشأت أو آخذة في التبلور تمهيداً للتفاوض على سوريا فيديرالية، شبيهة بالعراق الذي تتوزع أراضيه بين كردستان والجنوب ذي الأكثرية الشيعية، وبين مناطق الشمال والغرب ذات الأكثرية السنّية.

إلا أن نظريات توزيع المناطق في سوريا بين هذا وذاك سرعان ما يضعف حججها أمام الأسئلة عن العوائق الكثيرة، التي لا أجوبة منطقية أو حاسمة عند قارئي الخرائط عنها: هل تقبل تركيا ومعها إيران المتعارضتا المصالح في سوريا بنشوء إقليم كردي فيها؟

ماذا عن مصير دمشق وضواحيها كعاصمة شبيهة بالمناطق المختلطة طائفياً وسياسياً في الأرياف والمدن الأخرى وضواحيها؟ هل يتطلب تثبيت الخرائط المزيد من التطهير الطائفي والعرقي فيها، في وقت تبدلت ديموغرافيا مناطق عدة بفعل نزوح فئات كثيرة إما طوعاً أو قسراً طلباً للأمان؟ (بات السنّة أكثر من العلويين في بعض تجمعات الساحل السوري السكنية نتيجة التهجير).

وإذا كانت واشنطن جاهرت بمشروع نائب الرئيس جوزف بايدن لتقسيم العراق، لماذا يصر الأمريكيون على وحدة سوريا في بحثهم عن الحلول، وترفض الدول المتحاربة في الميدان السوري، أي الدول العربية الرئيسية، وخصمها في الإقليم أي إيران، تقسيم سوريا؟

كل الأجوبة لا تأتي لمصلحة تكريس الخرائط المتداولة، في شكل يدل على أن التعاطي مع توزع مناطق النفوذ في سوريا، يختار الأجوبة السهلة عن الغموض الذي يكتنف مصير الحرب التي يزيد من تعقيدها أنها داخلية وإقليمية ودولية، تدور على أرضها.

وعندما تبدو الخرائط التي يجري الحديث عنها متحركة - متغيّرة، فلأنه يصعب التسليم بثباتها لأسباب كثيرة، أبرزها أن أياً من «الدويلات» السورية التي يبشر بها البعض غير قابلة للحياة والصمود؛ لأن كلاً منها تنقصه مقومات البقاء الاقتصادي والأمني؛ لذلك، فإنها خرائط قد يصلح عليها وصف مناطق النفوذ بين قوى متحاربة.

إنها وصفة لإدامة الحرب داخل سوريا أكثر مما هي وصفة للحل، وفي أفضل الحالات هي وسيلة لضمان استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة، تحت عنوان تفادي انتصار فئة على أخرى، أو تجنب انهيار الدولة السورية. وإذا كانت مقولة «سوريا لن تعود كما كانت» صحيحة، فإن اعتبار هذا قاعدة لتكريس توزع مناطق النفوذ الواقعي الحالي على حمايات إقليمية ودولية، وليس في سياق السعي إلى حل الأزمة، لا يستقيم.

وبالنسبة إلى إيران، يعني التغيير في سوريا أنها ممسكة بالقرار في دمشق في أفضل الحالات، وبـ «الشرعية» المفترضة للأسد في أسوأ الأحوال إذا اضطر للانكفاء إلى الساحل السوري..

استمرار الحرب الدائرة والتعديلات الحاصلة في ميزان القوى الميداني، قد يسمح بإطلاق إعادة رسم خطوط مناطق النفوذ الداخلي والإقليمي والدولي، تمهيداً للتفاوض على الحل في سوريا، وفق ما يتوقعه كثير عن أن القتال الشرس الدائر حالياً في الشمال والشمال الشرقي وفي ريف دمشق، يستبق البحث في الأزمة السورية بعد الانتهاء من الاتفاق مع طهران على ملفها النووي.

المعضلة تبقى، طالما أن مناطق النفوذ هذه تشمل «إقليماً» لـ «داعش»، في أن ذريعة محاربة الأخيرة من جانب إيران و«حزب الله» في كل من العراق وسوريا، تقابلها حقيقة أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يحارب «الجيش الحر» و «النصرة» وليس النظام.

فهل رسم خطوط مناطق النفوذ يعني تعايشاً من جانب إيران مع «داعش» في سوريا والحرب ضده في العراق؛ لأن هدفها بقاء الأسد في السلطة مهما كان الثمن؟

في القلمون تقتصر معارك «حزب الله» على مهاجمة مواقع «النصرة» و «الجيش الحر»، من دون «داعش» الذي يقاتل أيضاً هذين التشكيلين في أثناء حربهما مع النظام.

اقرأ المزيد
٥ يونيو ٢٠١٥
ليتك يا يوسف "داعشي" ...

في كل يوم تظهر لنا احصائية من منظمة أو دولة أو هيئة ما تتحدث عن أدق التفاصيل المتعلقة بداعش ، وكل ما يتعلق بهذا التنظيم من مأكل و مشرب و ملبس و تحرك و زواج و طلاق و نسبة العنوسة و آلية الزواج و كيفية تحضير المأكولات و أشهر المواقع السياحية ، و أخيراً ظهر بيانات عن صور لـ4000 مقاتل انضم للتنظيم مع كافة التفاصيل المتعلقة بكل شخص و عائلته منبته و مرباه .... .

هذا الكم الهائل من التدقيق و الإرتعاش مع كل تفصيل مهما كان ساذجاً و غبياً ، يجعل الحنق يُصلّب شرايينا حول ذلك التعامي السوداوي اتجاه ما يحدث مع المدنيين الذين يعيشون على الرض السورية التي تدور على رحاها كافة المعاركة و بجميع أنواعها ، و تمر أخبار الموت و القصف و البراميل كخبر رقمي بأن قتل هذا العدد هنا و أصيب عدد آخر هناك ، مع دخول مصطلحات تعيد للأذهان مرحلة انتهت منذ أربع سنوات كـ"الحكومة السورية – الرئيس السوري – الجيش النظامي ..... " .

بالأمس قصة الطفل "يوسف حايك" و البرميل الذي أتى على جسده الغض و حشره في سقف المنزل ، مر يوسف كرقم في دوران معمل الموت الأسد ، فيما لو كان يوسف على فرض قُصف من داعش ، أم أي فصيل معارض ، لقفزت كل المعمورة و نددت و شجبت و هاجمت ، و تألمت و بكت و حمّلت الإرهاب و دول الجوار و الأحوال الجوية و سوء الطالع ... حملتهم المسؤولية و بدأت البحث عن آلية العقوبة .

يوسف ليس رقم ، و بكاء أبيه بالأمس لازال يحفر في أروحنا ، و يخنق أنفاسنا ، يوسف ليس الطفل الوحيد الذي كُسِرنا لأجله ، و إنما يوسف هو مثال مؤلم لوضعنا في قائمة الإهتمام الدولي ، و قائمة الإهتمام الصداقاتي ، قائمة الإهتمام المعاراضاتي ، و قائمة كل المصطلحات .

ليتك يا يوسف كنت "داعشي" و ذبحت منهم أو ظهرت بتسجيل هنا أو هناك .. كنت حظيت بسمعة و صيت و كان لشهادتك مكانها في صدر الإعلام العالمي و المحافل الدولية ، لكن يا يوسف أنت قررت الرحيل بلا ضجيج ، و اقتصر الحضور على الأهل و المقربين ..

اقرأ المزيد
٤ يونيو ٢٠١٥
مصالحنا أهم من السلام

بعد تصريح وزيرالدفاع الإسرائيلي بأن اسرائيل تتدخل في سورية عسكرياً واستخباراتياً وخصوصاً قي الشمال وفي الجنوب واشار الى تكثيف الاهتمام والرصد لما يجري في سورية مع اصراره على ان هناك ثلاث خطوط حمراء لايمكن ان تسمح بتجاوزها "أولها يُحظر نقل أسلحة متطورة إلى أيادي أي تنظيم إرهابي  والثاني يُحظر نقل مواد كيميائية أو أسلحة كيميائية لأيادي أي تنظيم إرهابي والثالث يحظر كل انتهاك لسيادتنا، خصوصاً في هضبة الجولان وقد توجه بكلامه للادارة الامريكية قائلاً ان اسرائيل ...لن تسمح ..للجهاديين بالسيطرة على سوريا.

وأما فيما يخص الايرانيين وتواجدهم لحماية النظام فقد أصبح معروفاً للاستخبارات الاسرائيلية أن قاسم سليماني هو من يقود المعركة ويتولى إصدار الأوامر للمليشيات الايرانية خصوصاً ولذلك فإن إيران تواصل ضغطها بتواجدها في حماية دمشق ونشر مقاتليها من أجل الملف النووي الخاص بها الذي لايغطي اسرائيل فقط بل يتجاوز الى المنطقة بأكملها مما يجعلها أكثر إستعدادً لاستثمار المزيد من الأموال  من أجل زعزعة الأنظمة السنية المعتدلة في المنطقة وتعتبر تصريحاته دعوة للوقوف في وجه إيران.

فإن لإسرائيل مصلحة مشتركة ضد إيران مع الدول السنية في الشرق الأوسط "فإذا كنا نتقاسم عدواً مشتركاً، إلى جانب مصالح مشتركة، فهناك مجال للتعاون وهنا دعوة صريحة لتقاسم المصالح المشتركة فهل نصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار.

الجميع يعلم من إستخبارات العالمية التي تعبث داخل سورية أن الجيش السوري قد إنتهى وأن من يقود القتال هم الإيرانين والروسيين بشكل عام وتبقى أحجار الشطرنج من البيادق السورية هي فقط لإشعال نار الحقد بين السوريين فقد كان تصريح النظام وإقراره أنه هناك الاف من الايرانيين لحماية مدينة دمشق فلماذا يسكت العالم على إختلال ايران السافر من سمع تصريح أوباما في لقائه مع المتزعمين للعروبة ( السنية ) حول رؤيته وأنه  لا يرى شعوب المنطقة إلا كسنة وشيعة ويرى أن الشيعة هناك من يمثلهم ويتحدث بإسمهم بشكل واضح ولهذا يمكن التفاهم معهم .. في حين لا يرى من يمثل السنة أو يتحدث بإسمهم ...فلماذا كانت السعودية تحديداً كل هذه السنين تحشد الرأي المعاكس ضد الشيعة وتعتبر هي المنبر المزعوم للدفاع عن السنة.

ماتجاهله الاسرائيليين منذ البداية الوجود الايراني وبتنسيق مع الامريكيين وذلك لمزيد من الضغوط على بعض الدول والتلويح لها بعصا مشروع التقسيم الذي لن يطال الارض السورية وإنما دول المنطقة جميعها.

اقرأ المزيد
٤ يونيو ٢٠١٥
محاكمة لسلوك حزب البعث

لم يفتأ حزب البعث في منطلقاته الفكرية من تمجيد العرب والعروبة والتغني بها بل  إقصاء كل من ليس عروبي من بلاد العرب , نظرية تمادى بها البعثيون حتى وجدت رأس النظام السوري منذ سنوات يجعل من الأكراد عرباً معللاً ذلك بانتهالهم من معين  الثقافة العربية والتغذي عليها .

وفي الحقيقة هو لم يأت بما يخالف المنطلقات النظرية لمنظري البعث العربي الذي جعل من برابرة المغرب وهكسوس مصر وأبناء العرق الآري ممن يستوطنون هذه البلاد عرباً لكي يضمن استقامة أهدافه في وطن قومي عربي يكون مطمح الآمال لهذه الأمة ,

في هذه العجالة لن أناقش ذلك الفكر الذي أثبت التاريخ فشله فبعد أن كانت لهم دفة البلاد لما يزيد عن خمسين عاما يجربون في معظم الأقطار العربية منهجهم لم نجد نموذجا واحدا نستطيع أن نقول أنه ناجح وعيار النجاح عندنا ان تكون حسناته تزيد على سيئاته ولو بدرجة واحدة ,

ولكن دعونا نناقش السلوك الذي انتهجه القائمون على هذا الفكر في ضوء فكرهم  ولتأطير كلامنا سنحصره في سورية ,

فالثالوث المقدس الذي بنى حزب البعث عليه فكره هو ( وحدة حرية اشتراكية ) ولتحقيقه يتعين عليه تسخير طاقات الجماهير الكادحة للوصول إلى هذه الغاية ,

فبالنسبة للوحدة : ورث الفكر القومي  العربي البلاد في خمسينيات القرن الماضي متربعا حاكما على عرش البلاد وقد كانت الحدود أقل عمقا مما نحن عليه الآن ,  لا ينظر العربي في بلد إلى العربي في بلد آخر إلا كنظير له وليست تلك الحدود أكثر من خطوط وهمية لا توجد إلا على الورق إلا أنه وبعد وصول البعث كرس تلك الحدود وساهم في فصل الشعوب عن بعضها وفرزها بحسب بلدانها ( البعث العراقي والسوري نموذجا ) ,

وأصبحت الحرية في عهدهم لا تتعدى شعارا معظم الصادحين به لا يعرفون حتى معناه , ليست أكثر من كلمة خشبية لا روح فيها , فالبعث صمم هيكلا للحرية وعلى الجميع أن يكونون على مقاسه ولن يجد البعثيون  غصاصة  فيما لو زاد المرء عن الهيكل الموجود أن يقص الزائد منه حتى يلائم بناءه الحجري ,

والاشتراكية في أساسها لها أصل شرعي  مستنبط من مذهب الصحابي ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عندما نعني بها  أن نأخذ من الأغنياء ما فضل عندهم لنرده على الفقراء فلا يكون بين أفراد هذه الأمة فاضل ومفضول من الناحية المادية

فلقد كان رضي الله عنه يفسر الآية ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله  فبشرهم بعذاب أليم ) التوبة 34 ويحملها على مطلق الكنز لا على الزكاة فحسب ,

الا أن البعث في  ممارساته جمع تلك الإمكانات الهائلة وأخفاها عن العيون لتكون في يد أمينة على حد قوله ليتضح فيما بعد أنها كانت نهبا للمتنفذين .

و عندما تراقب التناقض الواضح بين منطلقات البعث وسوكيات القائمين عليه في سوريا فحزب يعتبر العرب والعروبة أس مقوماته يتحالف وبشكل استراتيجي مع من ينظرون إلى العرب والعروبة أنهم أعداؤهم الحقيقيون  كايران , و عندما ترى الفرق الشاسع بين فكر البعث وسلوكياته كما بينا   لن تتردد في الحكم على أن الأشخاص القائمين على البعث السوري أرادوا أن يأخذوه  مطية لتغطية النسبة الضئيلة التي ينحدرون منها في مواجهة الأغلبية التي يصعب تهميشها بدون مثل هذه الألاعيب الشيطانية

الكاتب :صلاح الدين

اقرأ المزيد
٤ يونيو ٢٠١٥
الخميني كما يدعون .."روح الله" التي غابت ...

تعيش ايران هذه الأيام حالة من الهياج العاطفي و الجنون الحزني على مؤسس دولتهم الإسلامية ، التي بناها و أسسها الخميني قبل 36 عاماً ، و مات بعد تأسسيها بثمان سنوات ، تاركاً إرثاً سلبياً على كاهل الإسلام و كل ما يحيط بالمنطقة .

الخميني الذي يعتبره الشيعة مرسال الإمام المهدي المختفي ، و صاحب القرار و الأمر و النهي ، فهو في مرتبة الرسول الأعظم لما يقولون عنه "صاحب الزمان" و بلغتهم "ولي العصر" ، خاض سلسلة من الاتفاقيات و الصفقات حتى وصل إلى سدة الحكم و أنهى حكم "الشاهنشاهي" .

الخميني الذي نظّم و أسس لدولة بوليسية غاية في التعقيد وضعها في قالب اسلامي ليضمن الهالة لها ، و نشر الرعب و الخشية ، أن أي مخالفة لها هي مخالفة لإرادة الله و"بقية" آل البيت على الأرض ، ألا وهو "المهدي" ، دولة قامت على أهداف و مشاريع استعادة أمجاد الفارسية ، بصبغة دينية ، و لباس شرعي ، و تأييد إلهي ، فهو مندوب المهدي .. ولي أمر المسلمين ، مؤسس جيش محمد ، مساند فعال لمواجهة الظلم ، و لكن على أن يكون تحت هذه الراية و الشعارات والخطب ، ما يعيد أمجاد الإمبراطورية الفارسية و الإنتقام من الحضارات أجمع و على رأسهم الحضارة العربية الإسلامية .

فالمشكلة التي تعيش إيران لإنهائها هي مشكلة حضارية بحتة ، و من عاش و عايش الفرس عموماً و الإيرانيين على وجه الخصوص ، سيلمس بشكل جلّي الحقد الدفين على العرب في أشعارهم و أقوالهم و مبادئهم ، فالعرب هم "آكلي الجراد" لا يحق لهم السيطرة أو التفرد أو التطور ، فكيف و حطموا أمجادهم و أنهموا أساطيرهم .

هذه الرؤية التي جمعت و تحجمع إيران مع الغرب و كل من يعادي العرب ...

ايران التي تقوم على نظام "ثيوقراطي" تعمل بكل ما أوتيت لكي تعيد وجودها المنفرد بالمنطقة ، و التفرد فعلته من خلال تعزيز المذهب الشيعي الإثني عشري ، و تفردها بدعمه و إدارة شؤونه ، كونه مذهب يقوم على أسس الطاعة و الولاء المطلق للمراجع الدينية ، و يرفض أي اختلاف أو تخالف مع الغير ، و يجعل من رجال الدين (تجار الدين) هم همزة الوصل بين العبد و الله على مبدأ "درجة درجة حتى تلتقي مع الله " و هم أولى و اهم هذه الدرجات .

الخميني هو لغز و عنصر فعال في التمدد الإيراني الحالي ، لذا يدأب الإيرانيون على إضفاء كامل هالات القدسية و التقديس ، و اعطاء قيمة لمحبته و السير على خُطاه كتلك التي يتعرض لها الإنسان يوم القيامة فهو "روح الله" ، و يملك مفاتيح الجنة ، و يرسم طرق الخلاص .

إيران القائمة على مبادئ التأليه و الرسولية المستمرة بعد سيد الخلق "محمد صل الله عليه و سلم" لم و لن تصل إلى مبتغاها ، فما قام على باطل فالبطلان مصيره .

اقرأ المزيد
٣ يونيو ٢٠١٥
سوريا: بؤرة فوضى


علينا الاعتراف أنه لا يمكن إعادة سوريا إلى ما كانت عليه قبل أربع سنوات، فالأمور تغيرت والدولة باتت بابا لكل الاحتمالات، ويبدو أمر إنقاذ ما تبقى الشغل الشاغل للمعنيين بالشأن السوري، وعلى عكس ما تروج له وسائل إعلامه وتصريحات مسؤوليه ومناصريه من محور الممانعة، فإن نظام دمشق، بمساعدة داعميه في طهران وموسكو، يبدو أكثر المرحبين بتقسيم سوريا إلى دويلات أو أقاليم دون أن يكون مهتما بالعدد النهائي لتلك الدويلات، فالمهم بالنسبة إليه البقاء حاكماً حتى ولو على مجموعة من القرى، وهو يقدم دلائل كافية على أنه يسعى لتحقيق ذلك بأسرع وقت لتخفيف الضغط وتقليل الخسائر عن حاضنته الشعبية ومواليه اللذين بدأت علامات التململ تظهر بشكل جلي عليهما، وباتا غير قادرين على رفد آلته العسكرية بالمزيد من المقاتلين، وقد سلم طائعاً مناطق واسعة في الآونة الأخيرة فتمكنت فصائل الثوار المنضوية تحت لواء جيش الفتح من تحرير منطقة أريحا في ريف إدلب دون مقاومة، وقبلها لم يجد داعش قوات النظام بانتظاره على أبواب تدمر، فأحكم سيطرته عليها.

وإن كانت الدول المعنية بالملف السوري الشائك قد أبدت قلقها من التطورات الميدانية الأخيرة، فإنها بالمقابل لم تبذل جهداً للحد من تدهور الأوضاع، ووقفت موقف المتفرج. الولايات المتحدة التي تترأس التحالف الدولي لمحاربة داعش، لم تتمكن من تحديد أهداف لطلعاتها الجوية وغاراتها، وظلت طائراتها تلقي حمولاتها دون أن تحدث فرقاً جوهرياً، لكنها بالمقابل كانت قادرة على تنفيذ عملية كوماندوس تمكنت من خلالها من قتل “أبو سياف” وهو أحد قادة داعش واعتقال زوجته، واحتفت بهذه العملية واعتبرتها نصراً.

واشنطن، في ظل الإدارة الحالية التي توصف بالرخوة، تبدو غير مستعدة لحسم أي شيء، بل إنها حريصة على ترك الملفات معلقة، والسماح لكرة النار بأن تتدحرج دون تدخل، وانتظار نتائجها الطبيعية، التي لن تقتصر بالضرورة على المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم، بل ستصل إلى أبعد من ذلك.

تصريحات قادة المعارضة السورية تميل إلى الرومانسية والأحلام ببناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق مواطنيها، وهو الكلام الذي لا تنفك هذه المعارضة على اختلاف توجهاتها عن ترديده منذ الأيام الأولى للثورة، دون مراعاة التغيرات التي حصلت على الأرض، إذ لا تمتلك المعارضة أية قراءة واقعية للحدث، وهي على ما يبدو تنتظر معجزة ما، وإلى أن تتحقق تلك المعجزة تواصل عقد اجتماعاتها التي تنتهي دائماً بمزيد من الخلافات.

تبدي المملكة السعودية توجساً من حالة الفوضى المفزعة في سوريا، ومن أحلام إيران التوسعية في المنطقة وهي تسعى للحد من هذا التوسع، وقد تنبأ متابعون إلى أن الرياض قد تطبق ما فعلته في اليمن على الحالة السورية، إلا أنها تتريث لحسم الملف اليمني أولاً، وهو ليس بالملف السهل.

يبدو كل شيء مؤجلاً، ولا تحمل الأروقة الدبلوماسية أي أمل بحسم قريب، أو بحل سياسي يجنب سوريا مزيداً من التمزق، كما أن المعارك لم تصل إلى نقطة الحسم النهائي، وقد تأخذ زمناً قبل أن تصل إليها، فاللاعبون كثر وقد اختلطت الأوراق بطريقة لا توحي بأن ثمة من يقدر على فرزها وإعادة ترتيبها، أخيراً يبدو أن المعجزة التي تعول المعارضة على حدوثها هي خيار نهائي للجميع.

اقرأ المزيد
٣ يونيو ٢٠١٥
الأسد يدعم «داعش»

العنوان أعلاه هو اتهام وجهته الولايات المتحدة الأميركية عبر موقع سفارتها الرسمي في دمشق، والمغلقة بالطبع عمليا على الأرض، تقول فيه إن قوات نظام المجرم بشار الأسد تقوم بتنفيذ غارات جوية لمساعدة تنظيم داعش على التقدم حول مدينة حلب.
وتقول السفارة الأميركية إن «التقارير تشير إلى أن النظام يشن غارات جوية دعما لتقدم تنظيم داعش إلى حلب ويساعد المتطرفين ضد السكان السوريين»! وتأتي هذه التصريحات الأميركية المتهمة للأسد بدعم «داعش» في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس حسن روحاني أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا ستقف حتى النهاية إلى جانب الحكومة السورية وشعبها». وفي الوقت الذي يشكو فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من نقص الدعم الدولي لبلاده بمواجهة «داعش»، وقوله إن تدفق المقاتلين الأجانب لبلاده لم يتوقف، ومتهما بعض «دول الجوار» بالتساهل حيال ذلك، وفوق هذا وذاك يأتي الاتهام الأميركي لنظام الأسد بدعم «داعش»، متزامنًا مع تصريحات مهمة لوزير خارجية فرنسا فحواها أن الحل بالعراق ضد «داعش»، يجب أن يبدأ عبر الحل السياسي في سوريا.
والحقيقة أن دعم الأسد لـ«داعش» غير مستغرب، حيث فعلها الأسد من قبل في العراق وذلك باستغلال مقاتلي تنظيم «القاعدة» بعد الغزو الأميركي، وكلنا يتذكر التهديدات العراقية قبل أعوام بشكوى النظام الأسدي دوليا على خلفية سلسلة تفجيرات إرهابية هزت بغداد حينها، وعليه فإن دعم الأسد لـ«داعش» متوقع، خصوصا وأن قيادات التنظيم الإرهابي قد أطلق سراحهم من سجون الأسد كما أطلق سراح آخرين محسوبين على «داعش» من سجون العراق إبان فترة نوري المالكي الذي قرر دعم الأسد بعد الثورة السورية لأسباب طائفية. ولذا فإنه لا جديد، ولا استغراب، من اتهام الأميركيين للأسد بدعم «داعش»، التي تخدم الأسد بمناطق عدة، ولذلك فإن الحل الأمثل للتعامل مع «داعش» وخطرها ليس في توجيه ضربات عسكرية فقط، بل ضرورة الشروع بالعمل السياسي والعسكري المتكامل في سوريا، والعراق. المفروض أن يصار إلى ضغط دولي على حكومة العبادي لإتمام مصالحة سياسية داخلية، وعدم إقصاء أي مكون عراقي، وضرورة تسليح العشائر السنية لتتمكن من التصدي لـ«داعش»، وفي الوقت الذي يجب أن يصار فيه إلى الشروع سياسيا، وعسكريا، بسوريا لدعم المعارضة، وإسقاط الأسد، أو تسريع نقل السلطة في سوريا.
دون ذلك فإن كل ما يتم، ويقال، عن محاربة «داعش» ما هو إلا إجراءات صورية ستكون لها عواقب وخيمة على كل المنطقة، فـ«داعش» والأسد واحد، وإقصاء الحكومة العراقية لسنة العراق لا يقل أبدا عن طائفية النظام الإيراني المؤجج للفتنة بالمنطقة من سوريا إلى لبنان، ومن العراق إلى اليمن.

اقرأ المزيد
٣ يونيو ٢٠١٥
حزب الله وتقسيم المنطقة وإنشاء الدويلة

عندما يقوم حزب الله اللبناني بإعلان حرب ضد عرسال وأهلها ويصدر تصريحاته النارية ضد تلك البلدة اللبنانية التي تعتبر من أهم الركائز السنية في منطقة البقاع.

ومن ثم يستعين بتجار المخدرات والحشيش لتعميم تجربة الحشد الشعبي في العراق و من ثم يقوم أولئك التجار بالاعتداء على الحي السني الموجود في بعلبك فما هذا كله سوا شرارة حرب طائفية يريد حزب الله زج لبنان الجريح على مر أعوام طويلة منها أو هي سياسة تهجير يتبعها في تلك المنطقة لأهالي ذاك الحي و بلدة عرسال

خياران أحلاهما مرّ بالنسبة للبنان والمنطقة، حيث إن أشعلت تلك الشرارة ستؤدي إلى معارك قد تعيد لبنان إلى ذاكرة ليست ببعيدة المدى حاول شعب لبنان نسياها ونسيان آلامها.

لكن تعود الشارع اللبناني والسوري على مر الأعوام الأربعة الماضية إلى أن حزب الله والنظام السوري عندما يقعان في مأزق وتراجع على الأرض نتيجة خسارتهم المتتالية والتي دائما تترافق بغضب شعبي من حاضنتهم الشعبية، يحاولان نقل وإشعال الفتن في المناطق المجاورة واللعب على وتر الطائفية للقيام بحشد جديد، و الحصول على تعاطف طائفي لكي يستمرا في القتل والإجرام ضد شعب سوريا وثورته، لكن ما لا يعلمه البعض إلى الأن هو انه سياسة ذاك الحزب و النظام لم تعد بيده إنما هي مؤتمرة بأمر إيران التي لا تلقي بالا إلى الشيعة العرب، والتي تعتبرهم وسيلة لتنفيذ مشروعها الفارسي في المنطقة و أنها جاهزة للتضحية بالجميع في سبيل وصولها لرفع العقوبات وانجاز ملفها النووي مع أمريكا، حينها سوف تبيع الجميع من مسانديها ومؤيديها وأدواتها المستخدمة في المنطقة بغمضة عين، حينها سوف يصحو حزب الله ومؤيدوه إلى أين ذهب بنفسه.

وقد لمسوا هذا الشيء سابقا عندما خفضت مخصصاتهم المالية إيران مما أدى إلى أزمات مالية داخل حزب الله، بالإضافة إلى انه لا زالوا يلمسوه عبر الأراضي السورية حيث إن اغلب من يسقط من قتلى هي من مؤيدي النظام السوري ومن عناصر حزب الله التي تعتبر مجرد أرقام لإيران.

لينظر حزب الله إلى عدد قتلى إيران وأسرى إيران في يد ثوار سوريا حين وقوعهم في الأسر فإنها تفاوض بالغالي والنفيس لاستعادة الجثث أو الأسرى، ولكم في الصفقة القطرية التي اخرج مقابل الأسرى الإيرانيين (11) أسير، ما يقارب 2600 معتقل من سجون نظام الأسد بينما جثث قتلى النظام مرتمية في شوارع إدلب وقرها وجثث عناصر حزب الله ترتمي في جرود القلمون وشمال سوريا دون أن تلقي إيران بالا لها.

أما الآن فالسياسة النووية واتفاقها يفرضا على إيران أن تمسك ورقة تفاوض قوية لأجل الضغط على المنطقة وأمريكا وباقي الدول التي يهددها نووي إيران، لذلك تجد أن حزب الله بتصرفاته يهدد عرسال وأحياء السنة في بعلبك يتبع سياسة تهجير وتغير ديموغرافي للمنطقة كما التي اتبعوها في القصير وبعض مناطق حمص المدينة في سبيل مسك تلك الورقة في التفاوض بإنشاء دويلة انطلاقا من بعلبك باتجاه القصير وحمص المدينة لتصل إلى طرطوس لتكون تلك المنطقة دويلتهم الطائفية التي تضم شيعة حزب الله و علويين سوريا وبعض من الأقليات الذين وقفوا مع نظام الأسد في أجرامه والسنة الذين اشتركوا بجرائم ضد شعبهم.

وهذا ما بدأ يلمس على الأرض في الآونة الأخيرة عبر تسريبات بدأت تقول أن حزب الله بدأ بشراء عقارات بأسعار خيالية في الطفيل اللبنانية وفي مدينة القصير مستغلا حاجة أهالي القصير المرشدون في مخيمات عرسال ولبنان رغم أن تلك المدينة الثائرة التي شهد لها في الثورة السورية بأنها أسطورة الثورة قد حولها حزب الله وإيران إلى معسكرات تدريب وملاذ للمطلوبين للسلطات اللبنانية.

في النهاية نحن أمام سياسة تغير ديموغرافي وتقسيم لأجزاء من لبنان وسوريا إن لم يتم تدارك الأمر فسنجد المنطقة قد تحولت إلى أمارات طائفية بأيدي إيران في المنطقة والحل المفترض في تلك المنطقة فتح المعارك باتجاه حمص المدينة لضرب تلك المخططات و فتح معارك القصير غير ذلك فكله سيكون هو عبارة عن ترسيم حدود جديدة لشرق أوسط جديد.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥
رسائل "الشرع" من قمة كونكورديا: خطاب يفتح أبواب سوريا على العالم
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥
المفاوضات السورية – الإسرائيلية: أداة لاحتواء التصعيد لا بوابة للتطبيع
فريق العمل
● مقالات رأي
١٣ أغسطس ٢٠٢٥
ازدواجية الصراخ والصمت: استهداف مسجد السويداء لم يُغضب منتقدي مشهد الإعدام في المستشفى
أحمد ابازيد
● مقالات رأي
٣١ يوليو ٢٠٢٥
تغير موازين القوى في سوريا: ما بعد الأسد وبداية مرحلة السيادة الوطنية
ربيع الشاطر
● مقالات رأي
١٨ يوليو ٢٠٢٥
دعوة لتصحيح مسار الانتقال السياسي في سوريا عبر تعزيز الجبهة الداخلية
فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني