مقالات مقالات رأي بحوث ودراسات كتاب الثورة
١ يونيو ٢٠١٥
داعش تضرب من جديد

الريف الشمالي ليس معركةَ داعش الرئيسية وليس هو الهدف. إنها البداية فقط. الهدف الحقيقي أكبر وأخطر بكثير، وهو مرتبط باستحقاق سياسي كبير خطير.

هجوم داعش على صوران مقدمة لهجوم كبير وليس عملية معزولة في الريف الشمالي. الهدف القادم قد يكون مدينة حلب أو الغوطة المحاصرة أو إدلب المحررة.

عندما سقطت الرمادي في العراق علمنا أن أعداء الثورة يُعدّون داعش لعملية كبيرة في سوريا، على غرار عملية احتلال الشرق السوري بعد سقوط الموصل.

سقوط تدمر والرمادي بيد داعش ليس أمراً عفوياً، لأن التحركات العسكرية الكبرى لداعش في العراق وسوريا لا تتم إلا ضمن تخطيط إستراتيجي للبلدين.

خطوط إمداد داعش مكشوفة وطويلة جداً، ولو كانت لدى النظامين السوري والعراقي أو التحالف الدولي أقل رغبة في وقف تمددها لفعلوا، ولكنهم يريدون العكس.

علّمتنا التجارب أن انتصارات داعش الكبيرة لا تتم إلا إذا "سُمِح" لها بها، وأن قدرتها على الحركة الحرة خارج السيطرة محدودة جداً، بل مستحيلة.

لماذا سُمح لداعش بأن تحقق انتصارات كبيرة في الرمادي وتدمر؟ لماذا بدأت داعش هجومها الجديد على الثورة؟ الجواب الكبير الخطير: "مؤتمر جنيف الثالث"

المجتمع الدولي يجهز المسرح منذ عدة أشهر لمؤتمر جنيف الثالث الذي يُراد منه الخروج بحل سياسي للأزمة السورية، وهو حل يقتضي توافق طرفَي الصراع.

الحل السياسي التوافقي يقتضي أن يقدّم طرفا الصراع "تنازلات مؤلمة"، بحيث تقبل المعارضة ببقاء النظام ويقبل النظام بمشاركة المعارضة في الحكم.

هذا هو الحل الذي حاولت القوى الدولية الوصولَ إليه في مؤتمر جنيف الثاني، ولكن المؤتمر فشل بسبب تصلب الطرفين ورفض كلّ منهما تقديمَ أي تنازل.

لن ينجح جنيف3 إلا إذا وصل إليه طرفا الصراع ضعيفَين مُنهكَين قابلَين للضغط ومستعدَّين للتنازل، ومن أجل ذلك كان لا بد من إضعافهما مسبقاً.

القوى الدولية تريد الضغط على طرفَي الصراع لإخضاعهما في جنيف. ومَن أفضلُ من الثوار للضغط على النظام؟ ومَن أفضل من داعش للضغط على الثوار؟

نجح الثوار في الأشهر الأخيرة في إنهاك النظام وتحقيق انتصارات كبيرة فصار ضعيفاً منهَكاً، ولكنهم هم أنفسهم صاروا أكثر قوة، فمن ينهكهم ويضعفهم؟

هنا يأتي دور داعش، حصان طروادة الذي صُمِّم لضرب الثورة. لذلك مكّنوها من تحقيق انتصارات العراق وتدمر لتحصل على الأسلحة والذخيرة لتضربنا بها.

يا ثوار سوريا ويا أحرارها وثوارها الأبطال: لقد تعاطف الشعب معكم يوم ضربَتكم داعش أول مرة، لكنه لن يسامحكم إذا شربتم من الكأس الواحدة مرتين.

كل من يفرّق بين النظام وداعش خائن. كل من يتورع عن قتال داعش خائن. كل من يسمح لداعش بأكل غيره اليومَ فإنه خائنٌ خائن، وهو في الغد مأكول.

اتركوا النظام مؤقتاً، فإنه في كل يوم إلى ضعف وتراجع، والتفتوا إلى داعش التي تستغل انشغالكم بالنظام فتغدر بكم وتطعنكم بالظهر وتقضم أراضيكم المحررة.

ابدؤوا بداعش فإن قتالها مقدَّمٌ على قتال النظام. إذا لم تفعلوا فسوف تخرجون من المعركة أصفاراً وستصبح سوريا قِسمةً بين داعش والنظام.

على غرفة عمليات حلب أن تؤجّل معركة حلب، ولتضع خطة عاجلة لوقف الهجوم الأخير وخطة محكمة لتحرير الريف الحلبي الشمالي كله ودفع داعش شرق الفرات.

لو تقاعسنا أو ترددنا فأخشى أن تأكل داعش انتصاراتنا الأخيرة كما أكلت انتصاراتنا الأولى، وأن يأتي يوم نقول فيه: "ليتنا تحركنا قبل فوات الأوان".

اقرأ المزيد
٣١ مايو ٢٠١٥
لا تصدّقوه

لم ينفذ حسن نصر الله شيئاً من وعوده التي كرس لها خطبا كثيرة، حول تحرير شبعا وتلال كفرشوبا والقرى اللبنانية السبع المحتلة إسرائيلياً. هذه الخطب بينت السنوات السبع الماضية أن نصر الله كرسها لتغطية قرار وقف معركته الإلهية ضد إسرائيل، وأن هدفها كان احتلال عقول العرب وقلوبهم، وقد أراد كسب ثقتهم بقيادته معركة عطلتها الرسمية الحاكمة ضد عدو قومي ووطني يحتل فلسطين، بحيث تستسلم له وتسير وراءه في أية معركة يخوضها، بما في ذلك داخل البلدان العربية، وخصوصاً منها لبنان الذي اجتاح حزب نصر الله عاصمته بقوة السلاح، وسورية التي يقاتل شعبها التكفيري، منذ ثلاثة أعوام، ويصعّد قتاله ضده من يوم إلى آخر، على الرغم مما يواجهه من مقاومة، ويتعرض له من افتضاح سياسي وانكشاف عسكري، جعل منه أحد أبرز الرموز التي يكرهها العربي العادي، حتى ليمكن وضع اسمه إلى جانب اسم بشار الأسد في كل ما له علاقة بالجريمة التاريخية التي يرتكبها ضد السوريين والعرب والإنسانية.
يسقط "السيد حسن" من مكان سياسي مرتفع جداً. لذلك، يشعر بألم خاص، يعبر عنه في خطب يزيح منها أكثر فأكثر صفة المقاوم الوطني السابقة لصالح صفة جديدة، تليق بمجرم وقاتل يبطش ببسطاء الناس، لغايات غير وطنية وغير إنسانية، ترتبط بخطط هيمنة استعمارية، تريد قوة أجنبية، هي إيران، فرضها على شعوب ودول ترفضها، تصير بسبب رفضها هذا تكفيرية، مع أنها لم تعتد كإسرائيل على لبنان، أو تحتل أرضه، أو تقتل أبناءه، لكن نصر الله يشن عليها حرباً عدوانية دمرت الزرع والضرع، بينما كانت خطبه على مدى سنوات خلبية/ صوتية، لم تسقط شعرة من رأس إسرائيلي، بعد عام 2000. هذا التفاوت في التعامل الكلامي/ التهويلي مع الاحتلال الإسرائيلي، والسلاحي/ الحربي مع السوريين واللبنانيين والعراقيين واليمنيين، لم يعد خافياً على أحد أو قابلا للتبرير. وقد غدا فضيحة مجلجلة يعيها عرب زماننا، ممن أرغمتهم حرب نصر الله على طرده من عالمهم الخاص والحميم، والإقلاع عن اعتباره واحداً منهم، وقلبتهم من أتباع طوعيين له، ينظرون بفخر إليه، ويرون فيه قائداً يضمن حياتهم، ويدافع عنهم، إلى أعداء يتحينون الفرص، للانقضاض على مرتزقته الذين أرسلهم إلى قتال أبرياء، ذنبهم الوحيد أنهم طلبوا حريتهم من حكام يقاتل حزب الله دفاعا عنهم، لكونهم أسافين تخترق بلدانها وشعوبها لصالح إيران.
يكمن جذر الفضيحة التي يواجهها نصر الله في اعتقاده بقدرته على استخدام قيم وطنية، لتحقيق غايات إجرامية ولاغية للوطنية، فالمقاومة التي يدّعيها لا تكون مبدأ وطنياً، إلا عندما توجه إلى عدو أو غاز أجنبيين، أو إلى طاغية يقتل شعبه من أجل كرسيه، أو خدمة لجهة أجنبية. لا يقاوم حزب الله عدواً أو غازيا آجنبيا في سورية، ولا يقاتل طاغية يستعبد شعبه، بل يقاتل شعباً تقر قوانين وأعراف البشر جميعها بحقه في طلب الحرية، ويدافع عن طاغيةٍ بزَّ في إجرامه جميع قتلة شعوبهم مجتمعين. والغريب أن نصر الله يتوهم أن من محضوه ثقتهم، عندما كان مقاوماً، سيواصلون الولاء له، والسير وراءه وهو يقتلهم، أنهم سيصدقونه، وهو يصنفهم إرهابيين، وسيؤيدونه وهو يقتلهم، ويدمر وجودهم الشخصي والوطني.
والخلاصة: تنبع كبائر نصر الله السياسية من قيم غير وطنية أو إنسانية، يفضحها تناقضه في كل خطاب يلقيه. وهنا تكمن مشكلتنا معه، ومشكلته معنا.

اقرأ المزيد
٣١ مايو ٢٠١٥
السويداء أمام خيار مصيري لم يفت أوانه بعد

تميّز سلوك الدروز في تاريخ سوريا الحديث بغلبة النزعة الاندماجية لديهم، على حساب النزعات الانفصالية التي ظلت نزعات هامشية. هذه الغلبة لنزعتهم الاندماجية تجاه الأكثرية هي التي قبعت في خلفية موقفهم الإيجابي والفاعل من المشاريع الكبرى، التي شهدها التاريخ السوري المعاصر: فشاركوا بفاعلية في الثورة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، وكانوا حاضرين في مشروع الدولة الدستورية في مرحلة ما بعد الاستقلال، ثم، اندفعوا بقوة إلى قلب المشروع القومي الناصري في مرحلة الوحدة السورية–المصرية، حيث كان هوى جبل العرب، آنذاك، هوىً ناصرياً جارفاً.

إن الاستقراء التاريخي لحضور الدروز الوازن في هذه المشاريع الثلاثة، قياساً لوزنهم الهامشي في مرحلة البعث. يؤشر: أولاً، على احتضان الأكثرية السنية لهذا النزوع الاندماجي عندهم، وبالتالي، حرص الأكثرية على حضورهم السياسي في تلك المشاريع الكبرى بتمثيل يفوق كثيراً وزنهم الديموغرافي. فمثلاً، كان تعيين سلطان الأطرش قائداً عاماً للثورة السورية الكبرى قراراً سنياً، فقد أصر الزعماء الدمشقيون وعلى رأسهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر على هذا التعيين.

ويؤشر ثانياً: إلى فعالية المجال الوطني/القومي في حماية الدروز وغيرهم من الأقليات، فطريق الحماية الوحيد للجميع هو المشاركة في تشكيل فضاء وطني عام، ينفي الصفات الهوياتية في حيز الدولة. لذا، فإن تضّييع أحدى هاتين الثابتتين: النزوع الاندماجي مع الفضاء الأكثروي، ونزوع الانتماء إلى المجال الوطني، يقود إلى التهلكة.

لم يستطع انحياز النخب المنتمية للطائفة الدرزية إلى الثورة السورية، من حجب الموقف الباهت من الثورة لشرائح واسعة من الطائفة الدرزية، ولم يستطع حجب الموقف الركيك والانتهازي لمشايخ العقل والزعامات التقليدية. يشي هذا: بأن الدروز أمام هذا التحول التاريخي الكبير الذي تشهده المنطقة العربية في أمّس الحاجة إلى إعادة تشغيل نزعتهم الاندماجية، التي حاولت السلطة، وما زالت، تسعى إلى تعطيلها في سياق مشروعها التدميري لسوريا، الذي عبّر عنه بكل وضوح وصفاقة شعار "الأسد أو نحرق البلد".

أمّا وقد تحقق إحراق البلد، يبدو الحديث عن الخيار الوطني السوري ضرباً من "فانتزيا"، لكنه يظل المخرج التاريخي الوحيد لاستعادة الحياة الآدمية، التي تهاوت مقوماتها في البلدان المشرقية على متاريس الطوائف والمذاهب. كما أنه خيار واجب وضروري في مواجهة اللعب غير الأخلاقي من قبل محور المقاومة بمسألة الأقليات، بما في ذلك الأقلية الدرزية، التي يكثر الحديث هذه الأيام عن تواجد لمسلحي "داعش" على حدود مناطقها في محافظة السويداء.

لا شك، أن وجود "داعش" على أطراف محافظة السويداء خطر حقيقي وجدي، لكن الأخطر من ذلك هو الوعي الأيديولوجي الضيق الذي يعمي البصر والبصيرة عن التعامل بعقلانية مع هذا الخطر القادم، وأولى خطوات النظر العقلاني، تتمثل بالكشف عن الأطراف الإقليمية والمحلية، التي تدعم هذا الخطر القادم إلى السويداء، كذلك الكشف عن الجهات الإقليمية والداخلية التي تقف ضده. وعلى ذلك من الضروري توضيح المسائل التالية:

أولاً، أصبح من نافل القول: أن إستراتجية النظام وحلف الممانعة منذ مرحلة الثورة السلمية، ارتكزت على استقدام التنظيمات المتطرفة لتجهض المضمون السلمي الديمقراطي لها، وتخيير العالم بين "داعش" والنظام. وفعلاً أجهض هذان الطرفان المحتوى المدني والسياسي للثورة السورية. وأيضا، من نافل القول: أن النظام وحزب الله لم يخوضا أي معركة جدية مع "داعش"، وأن جميع معارك "داعش" استهدفت معارضة النظام بشقيها المدني والعسكري، وكان واضحاً أن دخول "داعش" إلى الرقة وتدمر أشبه بعملية تسليم وتسلم. يصبح جلياً إزاء هذه الإستراتيجية الواضحة للنظام، أن تهديد "داعش" للسويداء يخدم توجهاته، ويخدم المتاجرة بمسألة الأقليات.

ثانياً، إن استهداف "داعش" للسويداء يحقق للنظام، إضافة للمتاجرة بمسألة الأقليات، جملة من الأهداف الأخرى: أولها، يريحه من أعباء الانتشار الواسع وسط تآكل واهتراء آلته العسكرية، وتصاعد التفكير من قبل حاضنته الطائفية وحلفائه الإقليميين للتركيز على الشريط الممتد من الساحل إلى دمشق عبر حمص والقلمون. وثانيها، إن دخول "داعش" المحتمل عبر الريف الشمالي للسويداء يؤدي إلى الوصول إلى مناطق تواجد القوى المسلحة في الجبهة الجنوبية، والتي باتت تشكل خطراً على دمشق، ما يفتح إمكانية اشتباك "داعش" معها. وثالثها، أن تواجد "داعش" في البادية الشرقية للسويداء يشكل تهديداً جدياً للأردن والسعودية، من خلال إستراتيجيته القائمة على إزالة حدود سايكس- بيكو. فـ"داعش" بهذا التواجد يهدد بإزالة ساق خريطة الأردن الجغرافية، التي وضعها الانكليز لفصل بلاد الشام عن الحجاز. ورابع الأهداف، يحقق "نظرية الفوضى الخلاقة" التي أصبحت فعلياً نظرية محور المقاومة.

ثالثاً، إذن من مصلحة الأردن والسعودية إقليمياً دعم السويداء في مواجهة "داعش"، كما هو مصلحة لأهل حوران وتعبيراتهم السياسية والعسكرية أيضاً. وهذا سيتلاقى، مستقبلاً، مع ما يدور الحديث عنه حالياً حول إنشاء مناطق عازلة، حيث ستكون السويداء ضمن المنطقة العازلة الجنوبية في حال قامت، وبالتالي مصيرها مربوط عضوياً بمصير حوران.

رابعاً، إن انحياز الدروز إلى المشروع الوطني السوري ينسجم مع تاريخهم وتراثهم ومصلحتهم، في مواجهة المشروع الإيراني في المشرق العربي القائم على تفكيك المجتمعات، واقتلاع الطوائف من أنسجتها الوطنية ووضعها في سياق معاد للأكثرية السنية، على حساب منع تشكل دول وطنية في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين.

خامساً، نجح أهل السويداء خلال السنوات الأربع الماضية في تجاوز الأفخاخ التي نصبها النظام للإيقاع بين درعا والسويداء، لكن ذلك لم يعد كافياً، فالمصلحة الوطنية ومصلحة أهل الجبل معاً، تستوجبان إعادة لحم العلاقة مع حوران بكل تعبيراتها، فحوران هي عمق الجبل الاستراتيجي، وليس للجبل غير حوران ومحيطه الطبيعي في دمشق وريفها، ودروز السويداء بحاجة إلى بلورة هذا الخيار التاريخي الذي لم يفت أوانه بعد.

اقرأ المزيد
٣١ مايو ٢٠١٥
الثورة السورية العالمية

لم يحدث أن حصلت حرب دامية كـ التي تحصل في سورية الآن، ولا في أي دولة. ولم يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثل هذه الاجتماعات والمؤتمرات المكثفة، لأخذ مواقف إدانة، تنديد، شجب واعتراض على إجرام النظام السوري على الشعب السوري.
طوال هذه الأعوام الأربعة المنصرمة، والتي حملت في طياتها مآس وكوارث ومجازر كثيرة أرهقت الأطفال والنساء، ولم ترهق هذا المجلس من هذه الاجتماعات.
اعتادت أعين السوريين وأجسادهم على الموت والتعذيب والاعتقال، واعتادت العيون العمياء لمجلس الأمن على التلذذ بما يشاهدوه من مجازر بحق الشعب السوري، مع شفقة رعناء، لا تحمل في مضمونها، إلا الذل والهوان الذي رفضه هذا الشعب المنكوب.
مجلس الأمن الذي يرعى زمام المبادرة لإصدار قرارات صارمة للحل السلمي، إن حددت وجود تهديد للسلم أو عمل من أعمال العدوان، ولا فرض عقوبات جدية مجدية لصالح الشعب، لحمايته من النظام المجرم. لم يكن هناك اجماع من الدول العظمى بوقف القتال في سورية، لأن ليس لأحدهم مصلحة في وقف القتل، أو حتى موقف واضح مبني على أساس تعدي قوانين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
عندما كان الصوت والرسائل الورقية هو السلاح في أولى أيام الثورة منذ انطلاقتها، لم يجدِ نفعاً ولا حسناً، اتخذت الثورة السورية موقفاً للدفاع عما طالبت فيه، كما "العين بالعين"، أصبح التسليح البسيط هو الحل، لمجابهة نظام الأسد وأسلحته التي لم تستخدم من قبل، إلا في الحروب العالمية الذي قابل الشعب الأعزل بأشد أنواع العنف حتى اتخذت الثورة مثل هذا الموقف.
تسلحت الثورة ليست لقمع المدنيين، كما استخدم النظام ذلك بوجه الشعب، وإنما تسلحت للدفاع عن أرض الوطن، وتحريرها من هذا الكيان الاجرامي، لأن القمع ليس ما يرضيها، والثورة كانت ستطفئ، وسيحصل إبادة لمدينة كاملة لولا فكرة السلاح في الثورة، على أن الشعب الأعزل هم إرهابيون لتعدّيهم على قرارات الرئاسة، ولم يحدث ما حدث في درعا قبل ذلك، فكان رد النظام وحشياً على أن يستخدم الأمر نفسه الذي استخدمه والده في مدينة حماه عام 1982.
ولكن، لم يع أن الجيل الذي تصدى له هي الفئة الناشئة التي ستقف للظلم حداً لا يتقدم. الذي خلق من أجل العيش بحرية وكرامة، لا من أجل أن يبقوا عبيداً تحد أقدام من يستخدمون أماكنهم المسؤولة للمصالح الشخصية، ولما تشتهيهم ملذاتهم الشخصية، وما يملي عليهم مزاجهم. لم تكن سورية منذ 40 عاماً في نظامها القائم بـ عائلة الأسد على أسس الجمهورية، ولا سيما أن النظام الدستوري يتوجب إحدى النقاط:
إما أن يكون نظام القمع والإرهاب، أو على أساس البناء والإصلاح. فهو لم يستخدم إحداهما بشكل كامل، وإنما كان ينحاز لقاعدة البناء والإصلاح، لكسب الطبقة الفقيرة إلى جانبه. ولكن، لم يع تماماً أنها ليست ثورية اقتصادية وحسب، وانما هي في الكف الارجح للمطالبة في مساواة العيش، وأخذ كامل الحقوق الإنسانية والعيش بكرامة.
لم يضع اهتماماً على من أقاموا الثورة، لكنه اتجه إلى الرأسمالية، وأخذ بعين الاعتبار أنه من المهم ضم صف أصحاب رؤوس الأموال إلى جانبه، بدعم موقفه تجاههم لـيبادلونه موقف تبشيع كلمة الثورة على أن من طالبوا بحقوقهم هم بعض الارهابيين الذين سيخربون سورية.
وصلت الحقيقة إلى حدها في هذه الأيام التي تشهد لمسات انتصار، هزت عرش النظام الإجرامي، ولم يقتصر ذلك على الانتصارات فحسب، الانسحابات والاستسلام في مناطق كثيرة، لها أكثر الأدوار اهتماماً، مشاريع إعادة إعمار سورية قد لا تستغرق أثراً، من نداء العودة إلى حضن الوطن، والمباشرة بعد النداء بوقت قصير، لبناء ما قد سببته حرب الأسد من أجل كرامة الشعب.

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠١٥
تدمر.. هل لها ما بعدها؟

تقع سورية أكثر فأكثر بين ناري إيران وداعش، إذ بينما ينتقل الأخير إلى هجوم استراتيجي غير مسبوق، يغطي أجزاء واسعة من العراق وسورية، وتكذّب نجاحاته اليومية ما قاله جنرالات أميركيون متسرعون عن انتقال التنظيم إلى الدفاع، وافتقاره إلى القدرات الضرورية لشن هجمات جديدة، سواء في بلاد ما بين النهرين أو سورية، تكثف إيران دعمها النظام الأسدي، مع تحول نوعي أخذ يطاوله، يضع في حسبانه انهيار حليفها الدمشقي، ويرغمها على إيجاد ردود سياسية تستبق فشلها العسكري، يرجح أن تكون من طبيعة غير عادية، كما تقول اجتهادات عديدة.
لم تكسر هزيمة تكريت ما صار الأميركيون أنفسهم يسمونه "تنظيم الدولة"، بل إنها تبدو وكأنها دفعته إلى تكوير قواه وتجميعها، لشن هجمات حققت إنجازات ميدانية، تتخطى كل ما كان يعتقد أن في استطاعته تحقيقه، بما في ذلك تحدي وإحراج العسكرتارية الأميركية التي
استهانت به، ووضعت خططا لمواجهته، تقوم على بذل حد أدنى من الجهدين، الأميركي والعراقي، وها هي تتلقى صفعات متتالية وهزائم متلاحقة في الرمادي، وتواجه هجمات كبيرة حتى على المنطقة الكردية، في حين وصل جيش داعش إلى حزام بغداد، واقترب من قاعدة الحبانية التي توصف بالاستراتيجية، بالتزامن مع اقتحام تدمر، وانفتاح طرق حمص ودمشق أمامه، وتقدمه إلى الشيخ نجار وأبواب اللواء 80 في حلب، في نقلات استراتيجية وجريئة بدلت الأوضاع القائمة، وبدت وكأنها تقلبها رأساً على عقب، خصوصاً بعد وصول قواته إلى الحدود الأردنية، وما يعنيه ذلك من احتمالات مخيفة، يربطها المراقبون بما حصل داعش" عليه من كميات سلاح كبيرة في البلدين، بعد فرار جيشيهما من المعركة في الرمادي، وفي محيط قاعدة الربانية الجوية، وتسليم جيش الأسد تدمر من دون قتال إلى المهاجمين الذين اجتازوا مئات الكيلومترات في أرض مكشوفة، من دون أن يتعرضوا لأي ضربات جوية، سواء من التحالف أو من طيران النظام الذي لم يوقف غاراته على سكان حلب ومدارس الأطفال فيها، وقد جاءتنا أخبار من مقاتلين في جيش النظام، تتحدث عن أوامر صدرت إليهم بالتخلي عن أسلحتهم، والصعود إلى الشاحنات التي كانت قد أعدت مسبقا لإجلائهم عن منطقة القتال، بينما فرغ (سرق) متحف تدمر قبل عشرين يوماً من وصول داعش إليها، عندما كانت قواته على بعد مئات الكيلومترات منها، وأخلى كذلك معظم نزلاء سجنها الرهيب الذين نقلهم إلى مكان مجهول، وسلم من ترك المدينة الاستراتيجية لهم مستودعات فيها ستمائة ألف لتر وقود، ومطار عسكري كبير لم يشارك في المعارك، ومستودعات سلاح وذخيرة تمكّن التنظيم من شن هجماته بنجاح، في أي وقت واتجاه يريده، ولم يقاتلهم حين تقدموا في الأيام التالية نحو حمص ومعبر التنف الحدودي مع العراق، مع أنهم اجتازوا عشرات الكيلومترات من الأرض المكشوفة نحوهما، وفي رابعة النهار، بينما كانت طائراته تقصف من بقي من سكان تدمر فيها، وتشن عليهم ثلاث عشرة غارة خلال ساعات قليلة.
"هل يقطع العالم العربي الشك باليقين، ويمد الجيش الحر، أخيراً، بما يحتاج إليه من عتاد ومال، كي يسقط النظام ويواجه داعش؟"

ومع أن دلائل كثيرة كانت تشير إلى قرب وقوع هذا التحول الكبير على الأرض، منها ما شاع عن أوساط قريبة من النظام، أكدت أنه يفكر بتسليم دمشق إلى داعش، ليعاقب مسلمي سورية على ثورتهم ضده، والغرب على تخليه عنه، فإن مما يلفت النظر أن أميركا وتحالفها لم يقوما بأي رد فعل على ما كان يجري تحت أعينهما، ولم يبذلا أي جهد، عسكريا كان أو غير عسكري، لوقف زحف التنظيم إلى تدمر، على الرغم من منطوياته المباشرة الخطيرة على بلد كالأردن، والبعيدة المدى على العالم بأسره الذي سيواجه، من الآن، اٍرهابا يمسك بدولتين، وربما يحكم إحداهما، إلا إذا كانت التطورات تذهب في اتجاه حرب سنية/ شيعية عامة، لا تبقي ولا تذر، من مستلزماتها انتصار داعش، التنظيم المثالي لخوضها.
مهما كانت الاحتمالات، وجميعها مقلقة، فإن من الثابت أن التطورات الأخيرة تهدد بتمزيق سورية التي يمكن لنظامها أن ينسحب، من الآن فصاعداً إلى المنطقة الساحلية، آخذا معه إيران، على أن يبقى شمال سورية للـ"ثورة" وشرقها لداعش. لا أعتقد أن خطط النظام التي تراهن على داعش ستنجح، لأسباب كثيرة تتعلق بالمواقف العربية والإقليمية وبعض الدولية، وخصوصاً منها الأوروبية، وكذلك بموقف إسرائيل، وحتى حزب ﷲ، فهل يقطع العالم العربي الشك باليقين، ويمد الجيش الحر، أخيراً، بما يحتاج إليه من عتاد ومال، كي يسقط النظام ويواجه داعش، ويخرجه من شمال وشرق سورية، وبالتالي، من معادلات الصراع السوري، واحتمالاته الكابوسية التي تترتب على دوره فيه وامتداده الجسدي والمعنوي إلى مختلف مناطقه، بالوتيرة العاصفة التي نعيشها هذه الأيام، بالتواطؤ مع النظام الأسدي؟

اقرأ المزيد
٣٠ مايو ٢٠١٥
الائتلاف "طغمة" بحاجة لـ"برميل متفجر" حتى ....

المتابع للائتلاف الوطني بإجتماعاته ومؤتمراته وبياناته ومناقشاته ، مداولاته و إداراته و تفاصيله كافة ، يجد نفسه أمام كتلة هلامية أو تركيبة متناقضات ، فلا هي كتلة سرطانية و لا كتلة حميدة ، عبارة عن كتلة دهنية طفيلة تعيش على الهامش و تطالب بكل شيء ، دون أن تقدم شيء.

لم يستطع الائتلاف عبر السنوات الأربع الماضية من تغيير أي شيء في المعادلة السورية ، و لم يكتف بعدم التغيير و إنما يمارس الدور السلبي و الهدمي ، الإسغلالي بشكل يجعل من الثورة حالة غير منتظمة و غير ولّادة لأجيال قادرة على قيام سوريا الجديدة التي ضحى لأجلها مئات الآلاف بأرواحهم ، و ملايين الأشخاص بحاضرهم .

و لا يمكن للائتلاف أن يلعب أي دور لا بالوقت الحالي و لا المستقبلي ، و لا يمكنه الوصول إلى قلوب السوريين ، و لا حتى لأطراف مشاعرهم ، إذا ما بقي على هذا الحال من العجز و الكسل و البلادة السياسية و الفكرية و الدينامكية ، و آلية عمله  التي باتت عبارة عن "عادة" وليست "تعّبد" لمشروع يسير وسط أنهار الدم المتدفق في كل قطعة و مكان في سوريا.

الائتلاف بحاجة لـ"برميل متفجر" يهتك الأسس المقيتة التي قام عليها ، ووابل من "راجمة" لينهي أي تركيبة قام عليها ، و سيل من النيران يأتي على كل ما أنشئه من مقررات و بيانات ، و يجب أن ينتقل إلى الخيم تحت الشمس و بدون ماء و ليتبخر منه كل العوالق المريضة ، و ليجوع و يعطش ليذيب الدهون و الترهلات التي تنهكه ، و ليفقد بعض الأطراف ليشعر بمعنى الفقد بعد الترف من الكماليات .

و ليكن هناك أشياء أخرى ، كأن يوضع في غرف المعتقلات و يتعرف على الظلمة جيداً ، و يتعرض للضرب والإهانة و الذل ، و يجلس بين حدود البلاد و يُنظر إليه كلقيط بلا نسب ، و ليستلقي أمام المشافي و نقاط التفتيش و مراكز الشرطة في الدول ، و يركب "البلم" يعبر به غباب البحر وحيداً بلا وجهة و لا هدف .

كل هذا غيض من فيض ، علّه يتمكن من إزالة الأنايات التي تسيطر على كل عضو/ة فيه ، على كل تفصيل من تفاصيل عمله المقيته الكريهة و التي تجعل من أي مجزرة أكثر ايغالاً في الروح نظراً لطبيعة التعامل معها ، و يجعل من كل ذل تعرض له سوري أشد موتاً وسط صمته المطلوب منه اتخاذه .

ليس الائتلاف فحسب من نناشد ببرميل متفجر أن يُسقط عليه ، بل كل تشكيل تم إلصاقه بالثوره و ادعى تمثيلها أو يبحث عن مكان جاف داخل بحيرات الدم ، ليضع كرسي يجلس عليه .

الثورة السورية كانت انتفاضة شعبية ، يتيمة ، وحيدة ، عصامية ، ارتجالية ، و لم تكن في يوم الأيام عالة على أحد ، و ليس لأحد فضل عليها ، و إنما فضلها على الجميع .

اقرأ المزيد
٢٩ مايو ٢٠١٥
الإيرانيون والروس وماء الحياة

عزز تنظيم الدولة الإسلامية قبضته على نصف مساحة الأراضي السـورية بعد سيطرته على مناطق إستراتيجية واسعة، توّجها بالسيطرة على آخر معبر حدودي بين سوريا والعراق، بالسيطرة على مدينة تدمر التي تفتح طرقاً لحمص ودمشق اللتـين تعتبران من أبرز معاقل النظام في عمق سوريا، كما تمر منها الطريق الرئيسية إلى دير الزور.

لقد نشر خبراء دوليون ومعارضون سوريون خرائط تفصيلية تُظهر أن قوات النظام السوري لم تعد تسيطر سوى على أقل من 25 بالمئة من مساحة البلاد، وتتركز سيطرتها في العاصمة دمشق وعلى خط طولي ضيّق يمتد من درعا إلى دمشق، ثم تمتد السيطرة لتشمل حمص ومحافظتا الساحل، فيما يهيمن تنظيم الدولة على نصف سوريا الشمالي والشرقي، مع جيوب تحت سيطرة الأكراد تقارب 5 بالمئة من مساحة سوريا، ويسيطر الجيش الحر وبقية قوى المعارضة المسلحة على نحو 20 بالمئة من مساحة البلاد.

رغم أن نصف سوريا التي يهيمن عليها تنظيم الدولة الإسلامية لا تضم نصف سكان سوريا، ولا حتى ربعهم، إلا أنها مساحات غنيّة بالثروات، فهي تضم حقول الفوسفات وغالبية آبار النفط والغاز، ونحو نصف محطات إنتاج الكهرباء، وتعطي نحو نصف إنتاج سوريا من القمح، بينما لم يعد النظام يسيطر إلا على 10 من حقول النفط والغاز، وعلى خمس معابر حدودية من أصل 19 معبراً لدول الجوار، وهذه المعابر الخمس جميعها مع لبنان، بالإضافة إلى أنه لا يعيش تحت كنفه أكثر من 20 بالمئة من مجمل سكان سوريا.

إن سيطرة تنظيم الدولة السهل والسريع على مدينة تدمر، أثار الكثير من التساؤلات والشبهات، فالتنظيم سيطر على تدمر بما يشبه الاستلام والتسليم أي دون قتال جدي وعنيف، كما أنه عبر أكثر من 200 كم في الصحراء ليصل إلى المدينة وليحتل معسكرات ومخازن أسلحة ومطار، دون أن يتعرض لممانعة من (نظام الممانعة) الذي راح مقاتلوه ينسحبون على أنغام أغاني فولوكلورية سورية وكأنهم منتصرون.

وفق غالبية التقديرات، فإن انسحاب النظام بيسر وسهولة، هو مناورة من قبله ورسالة لإثارة ذعر الغرب من انسحاب (النظام العلماني) الذي يحمي كنوز الحضارة الإنسانية أمام ضربات (النظام الجهادي) الذي سيدمرها كما فعل في العراق، وتوقيع الرسالة واضح “إما أن تتعاملوا معي وتحتضنوني كمنقذ، أو أنكم مرغمون على التعامل مع الجهاديين كواقع يهدد التراث الإنساني”، وبمعنى آخر أكثر شيوعاً (الأسد أو تدمير البلد).

    دون وقف المضخة الإيرانية والروسية عن ضخ ماء الحياة للنظام فإن الأزمة ستطول ولن يكون أمام الشعب السوري سوى الموت والجوع

إن التنظيم الجهادي القاعدي الذي يسيطر على نصف سوريا الصحراوي هو، في الواقع، هدية من السماء للنظام السوري، لأنه يبرر للنظام السوري رفع يافطة الحرب على الإرهاب وليثأر من (البيئة الحاضنة) حسب زعمه، ويدمرها بالبراميل، وبالمقابل فإن هذا (التنظيم الجهادي) يساير لعبة النظام طالما تُؤمّن له (البقاء والتمدد) من خلال رخاوة مقاومة النظام لتقدمه.

سارع كثير من المعارضين السوريين والمحللين الغربيين إلى افتراض أن النظام السوري بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، ورُسِمت سيناريوهات عدة، منها ما افترض بدء تطبيق النظام للخطة “ب” أي الانسحاب لسوريا المفيدة له، ومنها ما افترض أنه بدأ يرسم خطوط التماس لحدود دولتين، وبعضها افترض قرب المشهد الأخير من الأزمة السورية بقرب سقوط دمشق وهروب الموالين منها بعد انهيار مفاجئ للنظام، وغيرها من السيناريوهات التي توحي بأن الأمر مسألة أيام.

صحيح أن هناك حقيقة واضحة، وهي أن النظام لم يعد قادراً على مواجهة المعارضين لحكمه مع تعدد الجبهات التي فتحها، وبعد الخسائر الكبيرة التي مُني بها خلال أربع سنوات، إلا أن الفصل الأخير من (الفيلم) يبدو بعيداً، واقتراب انهيار النظام أمر ضعيف، لأن المضخة التي تزوده بأسباب القوة والحياة مازالت تعمل دون كلل.

إن مجموع انتصارات المعارضة السورية المسلحة بأنواعها المتعددة، لا تشكل انتصارا قادرا على لي يد النظام، ومن غير المرجح أن تحدث تغيرا إستراتيجيا يجبر القـوى الحليفة للنظام، على تغيير موقفها الداعم له تسليحيا واقتصاديا وسياسيا، وهكذا فالنظام السوري سيبقى قادرا على البقاء، طالما أن طهران وموسكو تعهّدتا بتزويده بالسلاح والمقاتلين والمال والمساعدات الأخرى بلا حساب.

إن انهيار النظام السوري يعني انهيار أحلام من يدعمه، أي أنه يعني القضاء على الحلم الإيراني بدور إقليمي فعال وعظيم يساعد إيران على الهيمنة على القرار العربي، كما يعني القضاء على الحلم الروسي منذ أيام القياصرة بالتواجد في المياه الدافئة، ويساعد روسيا المعاصرة كي تصبح واحدا من اثنين يحكمان العالم، وهذا بالذات ما يدفعهما، كل بطريقته، لدعم النظام السوري بلا حدود، وبلا حساب، وبلا رادع أخلاقي أو إنساني أو عقلاني.

صحيح أن تراكم انكسارات النظام السوري أمر مهم، ويمكن أن يُبنى عليه لإرغام النظام ومن وراءه للقبول بالتفاوض وبحل سياسي، لكن دون وقف (المضخة) الإيرانية والروسية عن ضخ (ماء الحياة) للنظام السوري فإن الأزمة ستطول، ولن يكون هناك أمام الشعب السوري سوى تحمّل الموت والجوع والمرض والفقر وكل الآلام الأخرى أزمنة أطول، ولاختصار الزمن، لا بد للسوريين أن يبحثوا عن طرق لوقف تلك المضخات.

اقرأ المزيد
٢٩ مايو ٢٠١٥
دولة علوية جائزة ترضية؟

عندما يقول ميخائيل بوغدانوف "إن الولايات المتحدة فهمت الآن أنه ليس هناك بديل من الرئيس بشار الأسد وحكومته"، فليس المهم الإزدراء الضمني لأميركا "الغليظة الذهن" التي استوعبت أخيراً نظرية المعجزة الروسية التي طالما قالت لا بديل من الأسد، لكن الأهم هو المساحة التي سيبقى الأسد رئيساً عليها.

قياساً بالواقع الميداني المنحسر والمتراجع للنظام السوري يصبح التساؤل المعكوس ضرورياً، بمعنى هل فهمت روسيا الآن انه لا يمكن الأسد ان يبقى رئيساً إلا لدويلة علوية، ترتسم حدودها فوق ركام من مئآت آلاف القتلى ودمار ساوى سوريا بالأرض وشرّد ملايين السوريين في أصقاع الأرض؟

يحتاج بوغدانوف الى كثير من الأوهام لكي يصدّق ان الأسد سيبقى رئيساً وان لا بديل منه، ولكي يفترض ان شعار"الأسد أو نحرق البلد" الذي رفعه النظام قبل أربعة أعوام لا يزال قابلاً للترجمة. فالواقع بات مختلفاً تماماً، اذ احترق البلد واحترقت معه شرعية الأسد وبقاؤه ايضاً، إلا اذا كان الرفاق في موسكو يريدون الاستعاضة عن دولة سوريا بجائزة ترضية تتمثّل في ترئيس الأسد على دولة علوية وشاطئها طرطوس!

أيضاً وقياساً بالوضع الميداني المتراجع للنظام ومؤيديه، تصبح الدولة العلوية جائزة ترضية للإيرانيين الذين قاتلوا ويقاتلون عن النظام، وسيتشبثون حتماً ببقاء هذه الدولة العلوية، ليس بديلاً من سوريا كقاعدة حيوية لنفوذهم في الإقليم فحسب، بل كبديل حيوي يبقي لهم ممراً حيوياً بحرياً وبرياً الى لبنان شرفتهم البرّاقة على فلسطين وقضيتها والعدو الإسرائيلي.

لندع الأوهام الروسية جانباً، فمن الواضح ان جون كيري لم يذهب الى سيرغي لافروف ليبصم على بقاء الأسد إلا إذا كانت خريطة التقسيم على الطاولة: تتمسكون ببقاء الأسد... حسناً خذوه رئيساً للدولة العلوية. ثم ان واشنطن تعمّدت ان تحفظ الوجه الآخر للصورة فسرّبت معلومات عن انها باقية على موقفها المعلن من ان الأسد فقد شرعيته، وان وجوده على رأس النظام تسبب ويتسبب بتأجيج المشاعر المذهبية والتطرف والإرهاب ليس في سوريا وحدها بل في المنطقة كلها !

في أي حال، بدا كلام نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف بمثابة هرطقة واهمة زاد هامشيتها إنسحاب الجيش السوري من مدينة تدمر، بعد إنسحاب الجيش العراقي من مدينة الرمادي، في ما بدا لبعض المراقبين كأنه تناغم محسوب هدفه وضع العالم أمام خيارين: في سوريا "داعش" أو النظام؟ وفي العراق "داعش" أو الحشد الشعبي؟

لكن الإرهابيين الذين سيطروا على كل المعابر بين البلدين يستعدّون الآن للتحرك نحو بغداد في العراق ونحو حمص في سوريا، وهم في الأساس ليسوا سوى صناعة أميركية روسية اسرائيلية هدفها تقسيم المنطقة كقطعة من الجبنة!

اقرأ المزيد
٢٩ مايو ٢٠١٥
السفارة في العمارة.. إيران والحزب ومستقبل سوريا

ثلاثة خطابات متوالية، قتالية النزعة، أنعم بها الأمين العام لحزب الله على حزبه وعلى الطائفة الشيعية وعلى اللبنانيين والسوريين. ومؤدَّاها أنه مستعدٌّ للقتال في كل مكانٍ، ولو أدى ذلك لهلاك نصف الطائفة الشيعية أو ثلاثة أرباعها من أجل الحياة الحرة والكريمة (!). لكنه وهو يقاتل من أجل الحياة الكريمة هذه (يعني هل هو ذليلٌ الآن؟!) توعَّد فئاتٌ من شبان الطائفة الشيعية وكهولها سمّاهم: «شيعة السفارة» الأميركية في بيروت، بالويل والثبور وعظائم الأمور. فحبكت معي النكتة، وتذكرتُ فيلمًا لعادل إمام اسمه: «السفارة في العمارة»، عن المشكلات التي تعرض لها رجل مصري اكتشف أنه يسكن في عمارةٍ بالقاهرة استأجرت فيها أيضا السفارة الإسرائيلية بعد اتفاق كامب ديفيد.
لقد دخلت السفارة إذن إلى قلب الطائفة، ونصر الله يهدد الذين يعارضونه من الشيعة بالاستئصال باعتبار أنهم جواسيس للولايات المتحدة، التي تجهد إيران من سنوات لعقد اتفاق معها حول كل شيء وليس حول النووي فقط! إنما إيران في نظر الأمين العام للحزب فوق الشك والمساءلة، أمّا كل الآخرين فهم كما يقول اللبنانيون تحت الغربال.
يقيم نصر الله تقديره بأنّ الحرب طويلة، وأنها يمكن أن تُفني نصف الطائفة الشيعية، على أمرين اثنين: أنّ أميركا متآمرة على إيران وعلى المقاومة وعلى الإسلام، وأنّ السعودية وقطر وتركيا اتفقت على العمل معًا ضد إيران والحزب في سوريا والعراق. وإذا كان ذلك صحيحًا (وهو على أي حالٍ مؤكَّد لدى الأمين العام) فمعنى ذلك انقلاب الزمان، فإلى أشهر قليلةٍ مضت، كان الأمين العام للحزب يقول إن هذه الدول جميعًا حليفة لـ«داعش»، وهو يدعو الولايات المتحدة للتحالف معه ومع بشار الأسد لمكافحة الإرهاب. أمّا الآن، فإنّ الولايات المتحدة التي أطلقت حملةً على «داعش» في سوريا والعراق منذ تسعة أشهر، متهمة بالانضمام إلى الحلف الذي يضم السعودية وقطر وتركيا، وليس لمقاتلة «داعش»، بل لمقاتلة إيران ونصر الله!
فلندع المزاح والإلزامات لخطابات نصر الله المتناقضة، ولننظر في الواقع، واحتمالات المستقبل القريب. لقد أجاب نصر الله على انتكاسات الأسد بحربٍ في القلمون. والحرب في القلمون لا تستطيع صَون الأسد وحكمه، لكنها قد تستطيع تأمين الطريق بين دمشق وحمص والساحل، والحدود مع لبنان للفترة القصيرة القادمة. وإذا كان المقصود حماية الأسد ونظامه لأطول فترة ممكنة، فسيكون على نصر الله الذهاب إلى حمص فاللاذقية للمساعدة في التحصين والحماية. كما يكون على الحزب وميليشياته الامتداد على الحدود اللبنانية، ليظل الطريق مفتوحًا، كما يكون عليه المساعدة في استعادة بلدات الغوطة الغربية والشرقية. ثم يكون عليه أيضا حماية وجه دمشق فيما صار يُعرف بالجبهة الجنوبية مع الأردن في الأقرب، ومع الجولان المحتل في الأبعد.
ماذا جاء علي أكبر ولايتي صهر خامنئي ليقول لنصر الله قبل الأسد؟ في الظاهر جاء ليهنئه بالنصر الإلهي في القلمون، والذي لم يحصل بالطبع. أما في الواقع، فإنه جاء ليقول له إنّ الحرب طويلة، وإنّ إيران مضطرة للاستمرار في خوضها حتى تتوفر عدة شروط: الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، واستعادة العراق، والنظر في العلاقة مع الحوثيين، وبدء المحادثات مع المملكة العربية السعودية وبماذا يمكن في مراحلها الأولى أن تأتي به. وهذا كله يمتد على عدة سنوات. وخلال هذه المدة هناك احتمال أن تشن إسرائيل حربًا على حزب الله وصواريخه، لإزعاج إدارة أوباما، وخلْط الأوراق، بحيث تكون لها كلمة في الانتخابات الأميركية، وفي مستقبل سوريا ولبنان. وكلُّ هذه الأمور، «وليس في الميدان غير حديدان»، كما يقال. فكل القوات التي يستطيع الحزب أن يحشدها لا تزيد على الأربعين أو الخمسين ألفًا. وفضلاً عن العجز عن الانتشار الواسع والشاسع، والقتال كل الوقت لأعداء يقفون أمامك ووراءهم ملايين الشعب السوري تنتظرهم، هناك الارتهان للبنان رئاسةً وبرلمانًا وحكومةً والذي ما عاد ينتظر. ونصر الله يهدد الشبان الشيعة المعارضين بالقتل لأنهم عملاء، ويقول للسنة والمسيحيين: إن لم تكونوا معنا في مواجهة الإرهاب، فاسكتوا وإلاّ. والخصوم هؤلاء يتجرأون أكثر من السابق، لأنهم يعرفون أن نصر الله مشغول اليدين، لكنه يمكن أن يكونَ عنيفًا.
هناك إذن ضغوط الواقع القاسية والقاتلة في العراق وسوريا ولبنان. والخطة العاجلة تسكين لبنان ولو بالقوة، وليس تهدئة الوضع بانتخاب رئيس مثلاً. والخطة العاجلة في سوريا إقامة منطقة شيعية - علوية محمية فيما بين دمشق والساحل. والخطة العاجلة بالعراق التسابق بين إيران وأوباما في إخراج «داعش» من المحافظات التي احتلتها. وكل تلك خطط على هشاشتها مكلفة كثيرًا، ولا تصمد طويلاً. لأن «داعش» لا يزال يتقدم في العراق وسوريا، ولأنّ خصوم الأسد وحزب الله الآخرين يتقدمون أيضا في كل مكان.
ما عاد أحد يأمل بمستقبلٍ لعراق موحد. وعلى الأقل وفي الحد الأدنى لا بد أن تقوم الأقاليم. أما في سوريا وحتى لو قام الإقليم الشيعي – العلوي، والذي أكثر من نصف سكانه من السنة، ماذا تفعل بالـ19 مليون سني، والذين يشكلون أكثرية حتى في اللاذقية وطرطوس؟! الاتحاد الأوروبي خرج قبل أربعة أيام بحديثٍ عن الحل الإقليمي، أي توافق على التهدئة تشارك فيه القوى الإقليمية (إيران والعراق والسعودية ومصر)، ويحضره الأميركيون والأوروبيون والروس والأمم المتحدة والجامعة العربية - وحول ماذا؟ حول سوريا والعراق.
لقد كان الوضع قبل سنتين مختلفًا. الدول العربية في مواقع الدفاع في مواجهة إيران وميليشياتها والإرهاب الآخر. والوضع اليوم أنّ إيران في مواقع الدفاع في كل مكان، دون أن يعني ذلك أن الطرف العربي قد أعدَّ البديل الجاهز! قليلةٌ هي الدول العربية التي تعتبر نفسها معنية ومسؤولة. ثم لنكن واقعيين: قليلة هي الدول العربية التي تملك قدراتٍ وإرادة. لكن من ناحيةً ثانيةٍ فإنّ إيران وفي هذه المنطقة بالذات لا تفاوض منذ العام 2003. ما تفعله أنها تسلّط ميليشياتها على تخريب البلدان والعمران وتعتبر ذلك نشرًا أو تصديرًا للثورة، وإنشاء لمناطق النفوذ. لقد كان أنصار إيران هم المقاومة والممانعة. واليوم فإنّ العرب هم الطرف المقاوم والممانع. ولديهم مهمتان: الصمود والتقدم لإرغام إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتطوير استراتيجيات وبدائل لسوريا والعراق وليبيا، تشبه ما حصل لليمن.
جاء علي أكبر ولايتي إلى لبنان إذن ليحثّ نصر الله على الاستمرار في القتال لعامين آخرين. لكنّ الصبر لا يفيد شيئًا غير زيادة الخسائر: نصر الله يقاتل الشعب السوري على أرضه ولا بقاء له هناك!

اقرأ المزيد
٢٩ مايو ٢٠١٥
مآذن أريحا تعود للتكبير.. وجيش الفتح يواصل التحرير

" الله أكبر الله أكبر الله أكبر " كلمات تصدح عاليا في سماء مدينة أريحا والريف الإدلبي ابتهاجاً وفرحاً بالتحرير وسيطرة مقاتلي الفتح على أخر المدن المحتلة في محافظة إدلب والتي أذنت بنهاية نظام الأسد في محافظة إدلب في القريب العاجل بإذن الله.


" الله أكبر" كلمة بدأ بها المجاهدون منذ اليوم الأول لإنطلاق مسيرة التحرير على يد جيش الفتح فكان الله في عونهم ومكن لهم وثبت أقدامهم فنالوا ما انتظروه طويلاً فكان الفتح العظيم بدخول محافظة إدلب وتتالت الإنتصارات ورفعت راية التوحيد في سماء المدينة ثم جسر الشغور ومعسكرات الموت في القرميد والمسطومة لتكمل الفرحة بدخول المجاهدين مدينة أريحا وتختلط دماء الابطال بحمرة أرضها وحمرة ثمر أشجار الكرز فيها فيكتب النصر وتهزم قوات الأسد وعناصر حزب اللات منها لتندحر غرباً تحت ضربات جيش الفتح ويستمر التحرير وتنتقل المعركة غرباً فتحرر معترم وأورم الجوز وكفرزيبا وتصل قطعان الأسد أو من تبقى منها لم يقتل او يقع بالأسر لمنطقة القياسات ومنها من وصلت لسهل الغاب هاربة من شبح الموت القادم على أيدي أساد الفتح وتستكمل مسيرة التحرير وتتعالى أصوات التكبير في المآذن " مآذن أريحا" التي عملت قوات النظام على منعها من التكبير على مدار سنوات من الظلم عانت من حكم وطغيان أل الأسد وشبيحة النظام وتعود أصوات المآذن فتهز عرش الطغاة وتقض مضاجع الأسد في دمشق وحمص وحماة وحلب التي باتت ترتعش من أسم " جيش الفتح " القادم إليهم في القريب العاجل بإذن الله.


"الله أكبر " عانقت سماء الريف الإدلبي المحرر من شماله لجنوبه وخرج المئات من الأهالي يجوبون الساحات والشوارع ويكبرون ويهللون فرحا بالنصر وفرحا بالحرية التي طالما عانوا للحصول عليها من يد ظالم استبد بهم على مر عقود طويلة ولم تكن الفرحة حكراً على أهل إدلب فها هي حلب والزبداني وريف دمشق ودرعا وحماة تهلل وتكبر فرحا بانتصارات جيش الفتح وهاهم أبطال حمص الإباء من داخل ساحات الحرية في أريحا وقد شاركوا إخوانهم فرحة التحرير وقدموا الدماء التي امتزجت بطهرها بأرض إدلب التي تشرفت وارتفعت بها يتوعدون النظام وأذنابه بالعودة القريبة المظفرة الى حمص الى أرض البطولات والتضحيات للفتح العظيم والتحرير بعون الله.


ووسط هذه الأجواء تبقى أخر النقاط العسكري للنظام محاصرة في بلدتي الفوعة وكفريا شمال مدينة إدلب ومطار أبو الظهور العسكري في أقصى الجنوب الشرقي من المحافظة تنتظر ساعات البدء بالمعركة الحاسمة لتطهيرهما من رجس العصابات البربرية وإعلان محافظة إدلب الخضراء محررة بشكل كامل.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠١٥
"حزب الله يكذب ليختبر خصمه ثم عدوه"

قتل حزب الله عشرات (التكفريين) وتواضع بتدمير آليتين فقط! في جرود القلمون
كل ماسبق من قتل وتدمير أورده حزب الله على وسائله الإعلامية بدعم من قسم الإعلام الحربي كما يسميه ليبثه عبر قناته المتلفزة "المنار" ويروجه ويضخمه للداخل اللبناني من يدو في فلك القناة من صفحات عبثية في مواقع التواصل الإجتماعي.
هل هو جنون أن يبث حزب الله أخبار وفديوهات ويحدد يومها (البارحة) في يوم كان الهدوء النسبي سيد الموقف في تلال وجرود القلمون!؟
نعم حزب الله يجيد السرح والمرح جيداً في وسائله الإعلامية الموجهة عالميا أو محليا، لكن بالمقابل يجيد تمرير رسائل في وقتها وهو في وقت بأمس الحاجة أن يعرف الخطاب الإعلامي لخصمه "في بيروت" قبل عدوه " خارج الحدود"، فجيش الفتح سبب نوعا من الإرباك لحزب الله جراء تكتمه الشديد على مجريات المعارك، ولم يبث صوراً من المعركة إلا لجثث الحزب!، يقابلها نفي وتأكيد وتسريبات من ناشطي القلمون بلهجة تهكم واستهزاء بأخبار الحزب الوهمية بمعظمها.
حزب الله في رسالته الإعلامية الأخيرة مدعوماً بفيديو من طائرة استطلاع - تقلع من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي السورية كما يقلع مسلحوا الحزب لكافة التراب السوري - أراد عبر فيديو قديم جديد مركب من عدة مشاهد قديمة وتعليقات صوتية حديثة من مذيع المنار لكنها ليست بتاريخ (البارحة)، أضف إلى ذلك كيف علم حزب الله بمقتل العشرات رغم أن من ظهر في المقطع شخصين فقط!، هذا في حال إفترضنا جدلاً ان الفيديو حديث، حزب الله ضمن خطابه المعهود الكاذب اعتاد بأن يصف كل من في الجرود بالإرهاب ويوزع انتمائتهم كما يشاء وبما يناسب هواه، فأورد في خبر آخر مع الفيديو أن مجموعة كاملة من لواء الغرباء قد قتلت ونسب اللواء المذكور لجبهة النصرة! مع ان بيان تجمع واعتصموا القائم قبل المعركة بأيام يوضح ان الغرباء فصيل من فصائل التجمع الذي يشكل مثله مثل جبهة النصرة أحد مكونات جيش الفتح، وللتوضيح ان اخر شهيد ارتقى من مقاتلي تجمع واعتصموا منذ يومين قبل الفيديو وهو فعلا من لواء الغرباء بحسب ما أوضح لنا مدير المكتب الإعلامي في التجمع (في اتصال خاص)، وربما سمعوا عبر اللاسلكيات بان الشهيد من اللواء، أي ان عملية التقرير (الفيديو) عبارة عن تجميع معلومات فكم بلغ الحزب من الإفلاس إذاً؟!
لم يكن حزب الله بكذبه يقصد إستفزاز عدوه (جيش الفتح) فحسب، بل كان يقصد بالدرجة الأولى إمتحان وردة فعل خصومه (معارضي سياسة الحزب) في لبنان، إضافة لقياسه لنسبة تجاوب زج الجيش اللبناني في حرب الحدود، بالمختصر عملية جس نبض بعد أن سرب ناشطو الثورة السورية خبر مفاده وصول حزب الله إلى جرود قرية عرسال اللبنانية عبر جرود قرية نحلة على مرأى الجيش اللبناني مستنكرين وموضحين أن هذه الجرود تحوي لاجئيين سوريين وعرضت للقصف أكثر من مرة عبر عام وذهب منهم شهداء.
إذاً الأهم اختار حزب الله توقيت الخبر الكاذب ليترافق مع تصريحات مفتي لبنان بأن عرسال "القرية" خط أحمر، كما ان هذا التضخيم بقتل العشرات والتصوير الهوليودي أتى بعد حملة عصفت بأمينه العام من ناشطين وموطنيين لبنانيين تحت شعار "مين قلك خايفين" بعد تحذيرات ألقها في خطابه لتيار المستقبل ومسيحيي اللبنان من قبل من وصفهم بالإرهابيين، أضف إلى ماسبق فئة (شيعة السفارة)‬ التسمية التي نتجت بعد وصف نصر الله لمن لا يؤيده من الشيعة اللبنانيين فردوا عليه بحملة ‫#‏كلنا_شيعة_السفارة.
الجيش اللبناني أيضا صدرت اليوم عنه ردة فعل حيث دخل قرية عرسال الذي هو متواجد حولها اصلاً فدخلها مع كميرات التلفزة تحت نبأ مفاده " قوة من اللواء الثامن في الجيش تدخل في هذه الأثناء إلى بلدة عرسال وسط ترحيب كبير من الأهالي" وفعلاً لم يسجل أي مداهمات او اعتداءات على اللاجئين كما سبق منذ ايام في الداخل اللبناني….فهل تبقى نسبة استجرار الجيش اللبناني للتدخل في عرسال وحدودها محدودة ومحمولة كما هي لغاية اليوم!؟
بالإنتقال لردة فعل جيش الفتح، كان عدم الرد أقوى رد كما يبدو، فهو (الفتح) سبق ونفى تواجده في جرود عرسال، عدم الرد على كل ماينبح به حزب الله سياسة اربكت الحزب فتهويله وكذبه إنكشف مع كذبة تحرير قرية عسال السورية في القلمون السورية والتي هي بالأصل محتلة من قبله ونظام الأسد منذ عام ونيف.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠١٥
"ريحا" حرة .. و إدلب تأكل من "كرزها" ...

أريحا أو "ريحا" كا يحب أهل إدلب تسميتها ، عادت للأحرار من جديد ، عادت مضرجة بدماء الشهداء الذي ضحوا و إستبسلوا و هزموا قوات الأسد و كل من يسانده ، وكل من دعمه ، أريحا حطمت القيود من جديد ، و عادت للحرية .

لم يحتج الأمر أكثر من ساعات معدودة ليعلن جيش الفتوحات تحرير أريحا و إنضمامها إلى أشقائها الجسر و إدلب و باقي المدن و القرى الإدلبية ، في معركة قياسية ، و قوية ، و قاسمة.

مع هدوء رياح المعارك بعد تحرير "المسطومة" ، ظنّ الأسد و قواته أنه بات في مأمن من ضربات جيش الفتح ، ظنّ أن النهاية باتت بعيدة و أن الثوار تعبوا و وهنوا ، من سلسلة المعارك المتتالية "إدلب – جسر الشغور – القرميد – جبل الأربعين – المسطومة" ، لكن كالعادة كسر "الفتح " التوقعات ، و حدد الموعد مع موعد قطاف الكرز ليتوزع على كل إدلب المحررة .

و أريحا هي نقطة إضافة في مسيرة "الفتح" التي حدد رؤيته منذ تشكيله قبل شهرين ، إسقاط الأسد ، و التقدم صوب مراكز قوته و قواته ، فالطريق بات مفتوحاً و في كل الإتجاهات و على جميع التوقعات .

جيش الفتح مازال سر كبير ، و عاصفة لن تهداً إلا مع نهاية النظام .

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٥ مايو ٢٠٢٥
حكم الأغلبية للسويداء ورفض حكم الأغلبية على عموم سوريا.. ازدواجية الهجري الطائفية
أحمد ابازيد
● مقالات رأي
٢٤ يناير ٢٠٢٥
دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني - مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
١٦ يناير ٢٠٢٥
من "الجـ ـولاني" إلى "الشرع" .. تحوّلاتٌ كثيرة وقائدٌ واحد
أحمد أبازيد كاتب سوري
● مقالات رأي
٩ يناير ٢٠٢٥
في معركة الكلمة والهوية ... فكرة "الناشط الإعلامي الثوري" في مواجهة "المــكوعيـن"
Ahmed Elreslan (أحمد نور)
● مقالات رأي
٨ يناير ٢٠٢٥
عن «الشرعية» في مرحلة التحول السوري إعادة تشكيل السلطة في مرحلة ما بعد الأسد
مقال بقلم: نور الخطيب
● مقالات رأي
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى لاتضيع مكاسب ثورتنا ... رسالتي إلى أحرار سوريا عامة 
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)