"حزب الله يكذب ليختبر خصمه ثم عدوه"
"حزب الله يكذب ليختبر خصمه ثم عدوه"
● مقالات رأي ٢٨ مايو ٢٠١٥

"حزب الله يكذب ليختبر خصمه ثم عدوه"

قتل حزب الله عشرات (التكفريين) وتواضع بتدمير آليتين فقط! في جرود القلمون
كل ماسبق من قتل وتدمير أورده حزب الله على وسائله الإعلامية بدعم من قسم الإعلام الحربي كما يسميه ليبثه عبر قناته المتلفزة "المنار" ويروجه ويضخمه للداخل اللبناني من يدو في فلك القناة من صفحات عبثية في مواقع التواصل الإجتماعي.
هل هو جنون أن يبث حزب الله أخبار وفديوهات ويحدد يومها (البارحة) في يوم كان الهدوء النسبي سيد الموقف في تلال وجرود القلمون!؟
نعم حزب الله يجيد السرح والمرح جيداً في وسائله الإعلامية الموجهة عالميا أو محليا، لكن بالمقابل يجيد تمرير رسائل في وقتها وهو في وقت بأمس الحاجة أن يعرف الخطاب الإعلامي لخصمه "في بيروت" قبل عدوه " خارج الحدود"، فجيش الفتح سبب نوعا من الإرباك لحزب الله جراء تكتمه الشديد على مجريات المعارك، ولم يبث صوراً من المعركة إلا لجثث الحزب!، يقابلها نفي وتأكيد وتسريبات من ناشطي القلمون بلهجة تهكم واستهزاء بأخبار الحزب الوهمية بمعظمها.
حزب الله في رسالته الإعلامية الأخيرة مدعوماً بفيديو من طائرة استطلاع - تقلع من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي السورية كما يقلع مسلحوا الحزب لكافة التراب السوري - أراد عبر فيديو قديم جديد مركب من عدة مشاهد قديمة وتعليقات صوتية حديثة من مذيع المنار لكنها ليست بتاريخ (البارحة)، أضف إلى ذلك كيف علم حزب الله بمقتل العشرات رغم أن من ظهر في المقطع شخصين فقط!، هذا في حال إفترضنا جدلاً ان الفيديو حديث، حزب الله ضمن خطابه المعهود الكاذب اعتاد بأن يصف كل من في الجرود بالإرهاب ويوزع انتمائتهم كما يشاء وبما يناسب هواه، فأورد في خبر آخر مع الفيديو أن مجموعة كاملة من لواء الغرباء قد قتلت ونسب اللواء المذكور لجبهة النصرة! مع ان بيان تجمع واعتصموا القائم قبل المعركة بأيام يوضح ان الغرباء فصيل من فصائل التجمع الذي يشكل مثله مثل جبهة النصرة أحد مكونات جيش الفتح، وللتوضيح ان اخر شهيد ارتقى من مقاتلي تجمع واعتصموا منذ يومين قبل الفيديو وهو فعلا من لواء الغرباء بحسب ما أوضح لنا مدير المكتب الإعلامي في التجمع (في اتصال خاص)، وربما سمعوا عبر اللاسلكيات بان الشهيد من اللواء، أي ان عملية التقرير (الفيديو) عبارة عن تجميع معلومات فكم بلغ الحزب من الإفلاس إذاً؟!
لم يكن حزب الله بكذبه يقصد إستفزاز عدوه (جيش الفتح) فحسب، بل كان يقصد بالدرجة الأولى إمتحان وردة فعل خصومه (معارضي سياسة الحزب) في لبنان، إضافة لقياسه لنسبة تجاوب زج الجيش اللبناني في حرب الحدود، بالمختصر عملية جس نبض بعد أن سرب ناشطو الثورة السورية خبر مفاده وصول حزب الله إلى جرود قرية عرسال اللبنانية عبر جرود قرية نحلة على مرأى الجيش اللبناني مستنكرين وموضحين أن هذه الجرود تحوي لاجئيين سوريين وعرضت للقصف أكثر من مرة عبر عام وذهب منهم شهداء.
إذاً الأهم اختار حزب الله توقيت الخبر الكاذب ليترافق مع تصريحات مفتي لبنان بأن عرسال "القرية" خط أحمر، كما ان هذا التضخيم بقتل العشرات والتصوير الهوليودي أتى بعد حملة عصفت بأمينه العام من ناشطين وموطنيين لبنانيين تحت شعار "مين قلك خايفين" بعد تحذيرات ألقها في خطابه لتيار المستقبل ومسيحيي اللبنان من قبل من وصفهم بالإرهابيين، أضف إلى ماسبق فئة (شيعة السفارة)‬ التسمية التي نتجت بعد وصف نصر الله لمن لا يؤيده من الشيعة اللبنانيين فردوا عليه بحملة ‫#‏كلنا_شيعة_السفارة.
الجيش اللبناني أيضا صدرت اليوم عنه ردة فعل حيث دخل قرية عرسال الذي هو متواجد حولها اصلاً فدخلها مع كميرات التلفزة تحت نبأ مفاده " قوة من اللواء الثامن في الجيش تدخل في هذه الأثناء إلى بلدة عرسال وسط ترحيب كبير من الأهالي" وفعلاً لم يسجل أي مداهمات او اعتداءات على اللاجئين كما سبق منذ ايام في الداخل اللبناني….فهل تبقى نسبة استجرار الجيش اللبناني للتدخل في عرسال وحدودها محدودة ومحمولة كما هي لغاية اليوم!؟
بالإنتقال لردة فعل جيش الفتح، كان عدم الرد أقوى رد كما يبدو، فهو (الفتح) سبق ونفى تواجده في جرود عرسال، عدم الرد على كل ماينبح به حزب الله سياسة اربكت الحزب فتهويله وكذبه إنكشف مع كذبة تحرير قرية عسال السورية في القلمون السورية والتي هي بالأصل محتلة من قبله ونظام الأسد منذ عام ونيف.

الكاتب: كرم عمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ