مقالات مقالات رأي بحوث ودراسات كتاب الثورة
٢٢ يوليو ٢٠١٥
" التجاذبات السياسية " صراع بين الداخل والخارج في تمثيل الشعب والثورة

لعل أربع سنوات مضت من عمر الثورة السورية وأكثر بقليل كفيلة للشعب السوري أن يعي خطورة التآمر الدولي والغربي على قضيته وثورته والتي كشفت كذب ودجل كل من يدعي نصرته للثورة السورية ممن سمو أنفسهم أصدقاءً للشعب السوري وأوهموا الشعب بدعم مؤسسات عملوا على تشكيلها في الخارج بعيداً عن ذلك الشعب المحاصر المقهور في فنادق وشاليهات وقاعات مؤتمرات لم تقدم للشعب السوري حتى اليوم أي شيء يخفف عنه آلامه وأوجاعه بل زادت ذلك في ادعائها تمثيل هذه الشعب ونصبت نفسها الحكم والناطق باسم أوجاعه سعياً منها لنيل المناصب والمكاسب السياسية على حساب دماء الشهداء ودموع وأنّات الثكالى والمعتقلين في سجون الظلم .

ولا يخفى على أحد دور الدول التي أوهمتنا بدعم الشعب السوري في تكريس التفرقة والكلمة وضرب كل مشروع ثوري نابع من صميم الشعب ومبادئه والعمل على بناء مؤسسات تدعي تمثيلها للشعب السوري بدعم منها فكان المجلس الوطني ثم أتبع بالإئتلاف والحكومة السورية واليوم مجلس قيادة الثورة فغدت قضية الشعب السوري مسرحاً للتجاذبات السياسية وتصفية الحسابات الدولية كل على حساب الشعب الثائر على الأرض فلم تعطِ هذه الدول للفصائل على الأرض أي أهمية في تمثيل الشعب وسعت لتمثيله بشخصيات منها انشقت عن النظام ولجات لدول الجوار ومنها من باع ضميره وكرامته من اجل منصب او حفنة دولارات أغرقته بها تلك الدول تلك ، سعياً منها على تحقيق مصالحها وبناء تيار يكون عوناً لها في السيطرة على موارد سوريا واستخدامها كأوراق ضغط على دول اخرى يمكن أن تكون بينهما حسابات قديمة .
ومع المطالبات الرامية لتشكيل تيار وطني موحد يمثل إرادة الشعب الحقيقية على الأرض تشكلت مؤسسات الإئتلاف والحكومة وقبلها المجلس الوطني واليوم مجلس قيادة الثورة وكلها ادعت تمثيلها للشعب السوري القابع تحت رحمة البراميل وأصبحت تنطق باسمه في المحافل الدولية والمؤتمرات السياسية لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع خارج الحدود بين التيارات والدول فكل تيار يتبع لجهة ودولة معينة وكل منهم يسعى لكسب التأييد الشعبي المزيف عن طريق شخصيات عملت على تربيتها منذ إنطلاقة الثورة وكسبها لصفها لتكون يدها في كل مؤتمر أو محفل أو تشكيل .

وبعد سنوات من الظلم وإدراك الفصائل العاملة على الأرض ممن تشارك الشعب ألامه وأوجاعه وتحمي أعراضه وممتلكاته أهمية العمل السياسي في المعركة ووصولها ليقين تام أن الحسم في سوريا لن يكون بالسلاح وحده فلابد من تكاتف السياسة وفرض مطالب الشعب بالقوة وهنا بدأت مرحلة الصراع بين الداخل والخارج ، فيمن يمثل الشعب ومن له الحق بالتكلم باسم الشعب وبدأت تسقط الأقنعة تباعاً واستطاعت الفصائل الكبرى فرض شروطها على مؤسسات الثورة في الخارج من إئتلاف وحكومة ودول غربية وعربية وطالبت بإعادة تأهيل مؤسسات الثورة بما يضمن التمثيل الحقيقي للشعب والفصائل العاملة على الأرض بشخصيات تخرج من صلب الثورة ومن رحم الشعب الثائر تنطق باسمه وتنقل اوجاعه و آلامه في المحافل الدولية والعربية .

واليوم وبعد محاولة من البعض الالتفاف على الفصائل الكبرى في الداخل بعد موجة السخط على الائتلاف والحكومة المؤقتة لعدم استجابتها لمطالب الشعب وتلبية احتياجاته وضعف تمثيل الفصائل الحقيقية والفاعلة في مؤسسات الثورة وتسلط البعض بدعم من دول عربية وغربية على هذه المؤسسات التي لم تقدم للشعب الثائر أي شيء يخفف عنه المعاناة أو يرفع عنه الظلم ، شُكّل منذ أيام ماسمي بالقيادة العسكرية الجديدة وحظيت بدعم مجلس قيادة الثورة ولكن لم تلبث ساعات قليلة حتى خرجت كبرى فصائل الثورة في سوريا بينها حركة أحرار الشام وجيش الإسلام والجبهة الشامية والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ببيان تستنكر فيه هذا التشكيل وتعتبره خرقاً لمبادئ مجلس قيادة الثورة والتي تجاوزت كل هذه الفصائل وأكتفت بتأييد فصائل صغرى لا تمثل إلا فئة قليلة من الشعب السوري الثائر لتعلن تشكيل مجلسها مطالبة بإنهاء هذا المجلس العسكري وإعادة تشكيل مجلس جديد يعطي التشكيلات العسكرية على الأرض والشعب السوري الثائر التمثيل الحقيقي بعيداً عن الصراعات الإقليمية والتجاذبات السياسية التي أرهقت الشعب وأطالت في عمر النظام لعدم قدرتها على تشكيل كيان موحد يحظى باعتراف الشعب ويكون الممثل الشرعي الوحيد له .

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠١٥
ليس بـ"المفرقعات" تُنقذ "الزبداني" .. و إنما بـ"الفعل الجدّي"

تنهال هذه الأيام في الإعلام البيانات و عمليات القصف هنا و هناك ، نصرة للزبداني ، و ضرباً لمناطق تماثل بقيمتها ما للزبداني من قيمة استراتيجية و معنوية ، و لكن هل نجح شيء ما في إيقاف العمليات هناك ، و هل حصل الثوار في الزبداني على لحظة استراحة لإعادة ترتيب الصفوف ، أم أن الأمر قد حسم و الجميع بات يسرع لتبرئة نفسه عن خذل "الزبداني" ، كما يحدث في كل المناطق الاستراتيجية تتعرض للهجوم .

لن أعود إلى القصير و لا القلمون ولا لمدن و مناطق هنا و هناك ، و لكن مافائدة البيان وحتى رمي آلاف القذائف على المناطق الشيعية في ادلب و حلب ، هل من نتيجة حُصدت و نحن لانعلم ، و ماالفائدة من تسريبات بأن هناك من يتحدث مع الثوار لإيقاف القصف على المناطق الشيعية ، ليتم وقف القصف على الزبداني ، هل هي لذر الرماد في العيون و تبريد القلب ، و إراحة الضمير بأن تم فعل شيء جيد للمحاصرين هناك في الزبداني .

على مدى سني الثورة لم تأتي عمليات القصف البعيد بأي نتيجة ، و الهجوم على منطقة أو منطقتين أيضاً ، و خير دليل هو الإبقاء على الفوعة و كفريا ، لم يف بالهدف بحماية إدلب و ريفها من جنون قصف الأسد و مليشياته ، بل على العكس الجنون إزداد .

عمليات القصف من بعيد بنفس الإسلوب جعلت النظام و حزب الله و إيران يتيقنون أنها عبارة عن موجة و تمر كالعادة ، و لا داعي للمفاوضة على أي شيء .

الزبداني اليوم تقف وحيدة ، و تتم مواساتها ببيانات و قذائف و شعارات ترفع من هذا و ذلك دون أن يقترب أحد و يقدم العون الفعلي ، أو يبدأ عملية الإنتقام و الرد على الزبداني ، بالقصف و التقدم و الإقتحام ، وعلى الأقل منطقة بمنطقة ، ألم بألم ، موت بموت ، لست من هنا من مشجعي القتل ، و لكن للتأكيد أن الجزاء حاضر و أن الثوار جديين .

الفوعة و كفريا و الزهراء و نبل قرى شيعية تصيب إيران و حزب الله بمقتل ، سهل الغاب و قرى الساحل تصيب النظام بعجز ، دمشق و محيطها يوهن النظام ، و الطاقة و المياه توقف كل شيء ، مالم يتحرك الجميع سويةً أو فراداً و لكن بجدية لن يكون هناك زبداني ، و سيكون "ظهر دمشق" قد بات آمناً ، و سيتم الإنتقال إلى النقاط الأخرى التي تقاعست من وادي بردى إلى الغوطة فالجنوب .

اقرأ المزيد
٢١ يوليو ٢٠١٥
أنا سوري أقاتل داعش يوميا هزيمة تنظيم الدولة ستحتاج من الغرب أكثر من مجرد قنابل

اجتمع مجلس العموم البريطاني منذ سنتين في بريطانيا للتصويت على قرار المشاركة بعمل عسكري ضد بشار الأسد، وقليل من المراقبين يومها هم الذين توقعوا أن نتائج هذا التصويت -الذي تم بعد أسبوع من هجوم الدكتاتور السوري بالسلاح الكيماوي على مواقع المعارضة الشعبية السورية - ستكون له آثار كارثية على المنطقة وتكاليف باهظة سندفع ثمنها.

قام إد مليباند زعيم حزب العمال البريطاني وذلك في سعيه لطرد شبح توني بلير ولتحقيق مكاسب سياسية بجمع الأصوات الكافية لنقض قرار الحكومة البريطانية في المشاركة في أي عمل عسكري ضد بشار.لقد ولد هذا التصويت يومها ترددا عند الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء أي عمل عسكري تأديبي ضد نظام الأسد وما تلا ذلك من أحداث - أصبحت كما يقال- تاريخا معروفا، ويا له من تاريخ!!!

أربعة ملايين لاجئ، وستة ملايين مهجر داخل سوريا، وأكثر من ثلاثمئة ألف شهيد مدني؛ قتل معظمهم بأسلحة تقليدية على يد قوات الأسد المجرمة. كل ذلك يعطيكم بعض التصور عن الحقيقة الكاملة للأحداث .

لقد وصل صدى هذا القرار إلى أماكن أبعد من مصدر الواقعة نفسها:

فلقد شعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه بإمكانه استغلال افتقار الغرب للحزم ليمارس سياسته التوسعية في أوكرانيا، وتم استغلال الحدث في الرقة حيث كان تنظيم ما يسمى بالدولة ضعيفا لتعزيز خطابهم الإعلامي القائم على فكرة:"أن الغرب والنظام السوري ومعه حلفاؤه الإيرانيين الشيعة يعملون مجتمعين لهزيمة وإذلال العرب السنة في المنطقة".

إنه لمن الصعوبة بمكان أن تحاول شرح حقيقة ما يجري في الأروقة الداخلية للسياسة البريطانية للمدنيين الغاضبين والمصدومين في ضواحي دمشق.

لقد وقع الشعب السوري فريسة بين تراخي الغرب، وجنون العظمة عند بشار، وطموحات إيران الإمبريالية، ووهم روسيا بالثأر للحرب الباردة، ووحشية داعش وجنونها، هذا الشعب الذي لم يخرج في ثورته إلا طلبا للحرية والكرامة والحياة السعيدة. إننا في حركة أحرار الشام ومع باقي الفصائل الثورية المسلحة ما خرجنا إلا دفاعا عن شعبنا، وما حملنا السلاح إلا عندما خيرنا بين الاستسلام غير المشروط للنظام الأسدي وبين القتال لنيل حرية شعبنا فاخترنا ما اختاره شعبنا.

على الرغم من أن روح الثورة التي عايشناها في أيامها الأولى لا تزال كامنة فينا إلا أننا أدركنا أنه كلما طال زمن النزاع لن يبق لنا ما ننقذه في سوريا. إننا نعمل في حركة أحرار الشام على إسقاط النظام بكل رموزه ومؤسساته، وإلحاق هزيمة نكراء بتنظيم ما يسمى بالدولة، وتأسيس حكومة تمثل السوريين في دمشق تضع البلاد على بداية مسار السلم والتعافي الاقتصادي.

نريد أن نرى نظاما سياسيا يحترم هوية الأغلبية في سوريا وتطلعاتها السياسية المشروعة، ويوفر للأقليات دورا إيجابيا في مستقبل سوريا. نريد أن نضمن وحدة التراب السوري، ونضع حدا لتواجد الميليشيات الأجنبية على أراضينا.

لقد أدركنا أن رؤيتنا هذه لا يمكن أن تتحقق بوسائل عسكرية فحسب, إذ لا بد من عملية سياسية متزامنة معها، وهذا يعني أنه قد يتوجب علينا اتخاذ قرارات صعبة، لكن دون مساومة على الثوابت والمسلمات:

1. يجب على الأسد وعصابته المجرمة ورموزه الرحيل عن سدة الحكم .

2. يجب القيام بعملية جذرية لإعادة بناء كلا من الجيش والمؤسسات الأمنية.

 3. نرفض أي نوع ووصاية أو نفوذ لإيران في سوريا، ولا تعنينا أي اتفاقات سرية تمت مع “آيات الله” على هامش الاتفاق النووي فيما يخص قتال داعش.

في الأيام الماضية صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون عن نية بلاده تغيير سياستها إزاء أي تدخل عسكري في سوريا، وذكر أن بريطانيا “سترفع مستوى الأداء، وتقوم بالمزيد” فيما يخص قتال داعش في العراق وسوريا. نحن في حركة أحرار الشام قد فقدنا ما يقارب ( ٧٠٠ )مقاتل في حربنا مع داعش، ونرابط حاليا مع حلفائنا على الأرض على جبهات مواجهة لهم تمتد حوالي (٤٥ ) كلم في محافظة حلب. إننا نعي تماما ماذا يعني مواجهة تهديد داعش، ولكن ما يجب أن يدركه كامرون هو أن تقويض مصالح السنة في المنقطة لصالح إيران وحلفائها سيزيد من قوة داعش، وقدرتها على التوسع.

نعتقد أن داعش لا تمثل تهديدا أمنيا وعسكريا فحسب، بل هي ظاهرة اجتماعية وفكرية يجب أن يتم مواجهتها على مختلف المستويات، وهذا يتطلب بديلا سنيا في سوريا يحل محل النظام وداعش في نفس الوقت.

إن حركة أحرار الشام- كفصيل إسلامي سني من الأغلبية- له حضور قوي وفعال في المشهد الثوري يقوم على بناء هذا البديل، ولكن هذا البديل -بالتأكيد- لن يكون وفق المعايير الغربية الليبرالية. كما نعلم جميعا، فإن الأنظمة السياسية ونماذج الحكم لا يمكن استيرادها إلى الشرق الأوسط، و أن يكتب لها النجاح والازدهار، فهناك تجارب تاريخية، ونسيج اجتماعي، وثقافة سياسية مختلفة كليا عن الغرب. إننا في سوريا نحتاج أن يكون هنالك دور أساسي ومحوري للدين في أي نظام سياسي يتولد عن النزاع الذي نعيشه اليوم، وهذا النظام السياسي يجب ان ينسجم مع عقيدة وديانة الأغلبية في سوريا، إن إنشاء أي شرعية سياسية جديدة يحتاج بالضرورة إلى طرح طبيعي وعملي، الأمر الذي كان غائبا عن طروحات المجتمع الدولي إلى الآن.

لقد ضاعت فرصة توجيه ضربة حاسمة للنظام، وإنهاء النزاع مبكرا منذ سنتين بسبب التصويت الذي قام به إد ميليباند, وما تلا ذلك من تساهل من قبل المجتمع الدولي السبب الذي جعل الأمور تتجه إلى الأسوء.

إن سياسة واشنطن الحالية التي تقوم على تقويض مصالح السنة في المنقطة مقابل التودد الى إيران سيزيد من صعوبة هزيمة داعش، وإنهاء نظام الأسد، وتحقيق حل سياسي.  وبينما تستعد القوات الجوية البريطانية لمشاركة التحالف في قتال داعش في سوريا، فإن على الحكومة البريطانية أن تدرك أن هزيمة تنظيم الدولة يتطلب أمورا أكثر من مجرد إلقاء القنابل عليهم.

اقرأ المزيد
٢٠ يوليو ٢٠١٥
ما الذي يقتلنا الآن.. البراميل الإيرانية أم قنبلتها النووية؟

القنبلة النووية الإيرانية فرضية، قد تكون وقد لا تكون، بعد عشرة أعوام وفق الاتفاق النووي الذي وقّعته طهران مع القوى الكبرى صباح الثلاثاء الماضي، ولكن البراميل المتفجرة -التي تصنعها إيران، وترسلها للنظامين الطائفيين في العراق وسورية؛ لتُلقى بعد ذلك على رؤوس المدنيين- حقيقة، ويبدو أنه من النفاق الدولي أن ننشغل بالفرضية على حساب الواقع.

البراميل المتفجرة تقتل الآن، بينما تقرأ هذه المقالة، أطفالا ونساء في سورية والعراق، ولكنها لم ترد ولو بسطر في عشرات الصفحات التي رسمت اتفاق فيينا، والذي "بفضله سيحل السلام في الشرق الأوسط والعالم"، كما يمكن لأي سياسي أميركي أو أوروبي أسهم في صياغة الاتفاق الصعب أن يقول (فيما لو فاز) في حفلة تسلم جائزة نوبل للسلام.

إنها سلاح كراهية وليست سلاح حرب، لا تستحق علماء يحددون مواصفاتها ومحتوياتها، لا تحتاج إلى نسبة معينة من "التخصيب"، ولا لأجهزة طرد مركزي يجادل الخبراء في عددها والمسموح منها والممنوع. أي طالب بليد في الكيمياء يستطيع صنعها في ورشة رديئة إن توافرت لديه الحماية من المحاسبة والضمير الميت، واجتمع كل ذلك في طهران وبغداد ودمشق، ولو غفلت السعودية أكثر عن اليمن لصُنعت أيضا في صنعاء وصعدة، قنابل صمّمت دون أجهزة توجيه متطورة، هدفها معاقبة المدنيين وإرهابهم، إنها مثل سيارة مفخخة تترك في شارع جانبي لتنفجر وسط باعة جوالين أو طلبة مدارس، حينها تكون إرهابا، ولكنها حتى الآن سلاح حربي في العرف الأميركي والأوروبي، إنها سيارات مفخخة تُلقى من حوامات لمعاقبة المدنيين الذين تمردوا على النظام، ولا تستطيع أن تفرق بين مدرسة أو مقر عسكري.

لو أرادت الولايات المتحدة أن تجرّم قنابل الكراهية هذه، لكان سهلا عليها ذلك، تدفع بقضيتها إلى محكمة الجنايات الدولية، ثم مجلس الأمن، ثم تصدر قرارا يجرّم صانعيها وملقيها، ولكنها لم تفعل.

هي حسابات سياسية، الروس استخدموها بغزارة في حربهم في الشيشان خلال التسعينات، وجعلوا عالي العاصمة غروزني سافلها، فاستدعى بشار الأسد تجربتهم إلى حلب وحمص وريف دمشق ودرعا، ودمّر أجمل مدن الشام بقنابل صنعتها إيران، والآن يستخدمها جيش العراق الطائفي شريك واشنطن في الحرب على الإرهاب ضد المدنيين العراقيين، وليس "داعش"، فالخبير العسكري الأميركي يعرف هذه القنابل ومحدودية أثرها في المسلحين وفداحة أثرها في المدنيين.

ثمة احتجاجات عابرة في الإعلام الغربي، أو على لسان سياسيين وبرلمانيين هناك، ولكنها لم تصبح قضية سلم عالمي تستحق أن يجتمع وزراء خارجية ست دول كبرى من أجلها مع إيران؛ لمناقشتها والضغط عليها، ذلك أنهم جميعا لا يزالون يعيشون في "الخطر الافتراضي" الذي يهدد إسرائيل، متجاهلين "الخطر الواقعي" الذي تعيشه المنطقة.

لذلك، السعودية ومعظم دول الخليج وضحايا البراميل المتفجرة في سورية والعراق غاضبون ومتوجسون من اتفاق فيينا، فهذه البراميل وعلى خطورتها رمز للسياسة الإيرانية العدوانية في المنطقة، إنها "الحشد الشعبي" في العراق، وتهجير السنّة هناك، وانقلاب الحوثيين وصالح في اليمن، وقصفهم للمدنيين في كل مدينة رفضتهم، ومليشيات تشحن من أقصى الأرض، من باميان الأفغانية، لتدرب وتسلح لتمضي وتقتل حمويين وحلبيين وحماصنة لا يعرفونهم من قبل، ولا يمثلون عداء لهم، ناهيك عن مليشيات العدو القريب "حزب الله"، الذي يقاتل في الزبداني، وإيرانيين وعراقيين يقاتلون حول دمشق وفي حلب، لا تجوز مقارنتهم بالمقاتلين الأجانب في صفوف "داعش" أو "النصرة"، فهؤلاء خارج القانون، ولو عاد أحدهم إلى بلاده لاعتقل، ولكن المليشيات الشيعية تشحن في طائرات إيرانية رسمية تطير في مسارات جوية معتمدة من "الاتحاد الدولي للنقل الجوي"، ويعودون إلى بلادهم، ليتم الاحتفاء بهم "كأبطال أو شهداء" لا إرهابيين أو مجرمي حرب.

كمواطن، معني بأمنه وأمن أهله في هذا الشرق العربي الحزين، أجد أن السياسة الإيرانية العدوانية الحالية هي الخطر الداهم، وليس القنبلة النووية، وبالتالي أنا غير معني بالخطر "الافتراضي" المقبل، وهو ما يستوجب وقفة عالمية ضده، وقبل ذلك وقفة من الدول القادرة محليا على التصدي له، لذلك أؤيد وبقوة سياسة بلدي المملكة العربية السعودية، وأراها المشروع الوحيد الذي يمكن أن يحميني، بل ينقذ السوري واليمني والعراقي من التغول الإيراني، وسيكون التسامح مع إيران في مقابل "تنازلاتها" المزعومة في فيينا أكبر خطأ يمكن أن نقع فيه، حتى لو جاء ذلك بوعود ومواثيق من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ما فتئ يرسل التعهدات والوعود لدول الخليج منذ اجتماع كامب ديفيد قبل أسابيع وحتى الأمس.

لقد قدمت دول الخليج وعدا للرئيس في قمة كامب ديفيد بدعم الاتفاق، وهو دعم يحتاجه في معركته المقبلة مع الكونغرس لتمريرها، ولكن حري بقادة هذه الدول والمملكة تحديدا وهي القوة الوحيدة القادرة والمستقرة في المنطقة والتي أنيطت بها ليس آمال شعوبها فقط بل كل شعوب المنطقة، أن تراجع أداء الإدارة الأميركية منذ احتفالية كامب ديفيد، هل تغيرت؟ هل تحسن دعمها وتعدلت رؤيتها للصراع في سورية؟ هل تدعم الجهد السعودي في اليمن لتحريره من الانقلاب الإيراني مثلما وعدت؟ الإشارات تقول إن لا جديد، المنطقة في حاجة إلى أفعال لا أقوال، وحتى ذلك الحين فإن تقديم دعم للاتفاق على بياض مضر للأمن القومي في المنطقة.

فمثلما تفاوض إيران بشراسة، يجب أن نفاوض مثلها وبشراسة أكبر، ومثلما تقاوم هي بقوة يجب أن نقاوم بقوة أكبر. للإيرانيين مشروعهم الذي يتعارض مع مشروعنا، ولا يوجد سبب لقبول طرح أوروبي حالم لا يعرف المنطقة وغير معني بأمن أهلها. إن ثمة مساحة يمكن أن يتقارب فيها المشروعان، فنحن نريد بناء المنطقة على أسس عدالة وتعددية، وهم يريدونها طائفية ضيقة.

موقف عربي صلب تقوده السعودية ضد الاتفاق ضروري لسلام المنطقة، طالما أن الخطر الافتراضي مقدّم على الخطر الواقع الآن. إنها وصفة لاتفاق سلام يفضي إلى حروب طائفية لا تنتهي، ولا حاجة للقول مرة أخرى إن هناك مشروعا سعوديا يرفض الهيمنة الإيرانية، وستواجهه بكل قوة، كما قال الراحل سعود الفيصل: "لسنا دعاة حرب، ولكن إن قُرعت طبولها فنحن جاهزون".

اقرأ المزيد
٢٠ يوليو ٢٠١٥
فن صناعة الكراهية

فن صناعة الكراهية يبدو اليوم عنوانا كبيرا مزاجها هنا في مناطق جنوب دمشق المحاصر بشكل خاص وتمتد أثاره على خارطة سوريا تقريبا عبر أعمال العنف أحيانا ، وأخرى بين أهل البلد والأخرين وبين المناطق الأخرى فيما بينها.

و تأخذ صناعة الكراهية أبعاد سياسيه في حالات عدة وقد تتجلى مظاهرها في  احتقانات قد تتعدى حدود الخطابات ومع الأسف هذه المظاهر العدائية التي تظهر مشاعر التقاتل البدائية و التي ترفع جميعها شعارات دينية .

و تعتمد هذه الصناعة ، على ماقامت به البشرية من التفاف على القيم الاساسيه للأديان بوضعها رسالات سماويه  اخلاقيه ،  لتبرير تحيزات تقوم على مبررات مشحونة بتطبيق مساحة الهوية للفرد على حساب العديد من الأنتماءات التي يتم تهميشها لاسباب سياسيه في الأغلب يقودها أصحاب مصالح السلطة والسياسة ممن يتوسلون لدين وسيله للوصل إلى الحكم .

ويمتد هذا الأحتقان المناطقي والعشائري والعرقي من حدود الواقع إلى الواقع الإفتراضي على شبكات الإنترنت حيث يقوم الداعمون بعمل مواقع ترفع شعارات دينية يغلب عليه التعصب لعشيرة او منطقة لا علاقة بالثورة إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد .

لن أتحدث عن الفيس بوك كنموذج في صناعة فن الكراهية ولاعن شبكات التواصل بل أتحدث عن "نحن من وإلى أين ؟.. "

اقرأ المزيد
٢٠ يوليو ٢٠١٥
كفريا والفوعة.. تنتظر التحرير فهل من محرر .؟

ربما طال الأمد وطالت حياة أناس دنسو أرض إدلب وعاثوا فيها فساداً وظلما وسط انتظار وتروي وترقب لمئات العائلات المشردة في ريف إدلب وعلى الحدود السورية التركية تنتظر نزع السم القاتل القابع وسط المحافظة المحررة إلا من شرذمة أذناب حزب الله والحرث الثوري القابعين في بلدات كفريا والفوعة ولاسيما بعد إطلاق جيش الفتح لعدة عمليات من المقرر أن تحرر هذه البلدات دون أي عمل جاد حتى اليوم ودون معرفة الأسباب لذلك.


يقول أحد النازحين من مدينة بنش القريبة من بلدة الفوعة الموالية " انتظرنا طويلاً ومازلنا ننتظر ذلك اليوم الذي تنام فيه مدينة بنش ليلها دون قصف مدفعي قادم من روابض المدفعية والصواريخ في بلدات كفريا والفوعة ولا اعلم ما سبب تأخر جيش الفتح عن دخول هذه البلدات التي عاثت فساداً ورعباً وظلما بحق كل البلدات القريبة منها وحتى اليوم مازالت تقصف وبشدة كل المناطق ويكون رد الثوار بقصفها بالمثل ولكن هذا لم يعد يجدي وحان الوقت لوقفة شجاعة من فصائل الفتح وتوحيد الجهود واقحام البلدتين وحرق كل من فيها من عناصر حزب الله والحرث الثوري وشبيحة النظام فمن استطاع اقتحام مدينة محصنة كإدلب لن تعجزه بلدات صغيرة قطع عنها الدعم وهي تحت الحصار منذ أربعة أشهر ومازالت صامدة.


وتعتبر بلدات كفريا والفوعة أحد أهم مواطن الطائفة الشيعية المناصرة لنظام الأسد في إدلب والتي شارك أبنائها قوات النظام في عمليات القتل والتنكيل بحق الشعب في محافظة إدلب ولم يتركوا مجالاً للصفح أو العفو من قبل أهالي المنطقة وبلدات بنش وتفتناز وطعوم ومعرة مصرين وسرمين وسراقب وعشرات البلدات التي يطالها قصف أبناء هذه البلدات بشكل يومي دون أن تأبه لحصار أو قطع إمداد عنها لا بل زاد ذلك قيامهم بأعمالهم اليومية وزراعة الحقول المحيطة بالبلدات وجني محاصيلها دون أي اعتبار لفصائل جيش الفتح التي من المفروض أن تطبق الحصار عليها كما يحاصر النظام مناطق المدنيين في الغوطة والزبداني وحمص وحماة وحلب وعشرات المناطق في وقت حرم مئات الفلاحين من أبناء مدينة بنش ومعرة مصرين من الوصول لحقولهم وجني محاصيلهم التي حرقتها مدفعية الفوعة بعد استهدافها المتكرر براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة.


وبعد سيطرة جيش الفتح على مدينة إدلب باتت هذه البلدات محاصرة بشكل كامل الى الشمال والشمال الشرقي من مركز المحافظة واستكمل جيش الفتح انتصاراته في المسطومة وأريحا ومحمبل تاركاً ورائه ذلك السم القاتل وسط جسد المحافظة ينهش بها كل يوم ويقتل أبنائها ورجالها بالمدفعية الثقيلة بالإضافة لعشرات الغارات الجوية التي ينفذها طيران الأسد الحربي بشكل يومي على البلدات المحيطة بها بغية حمايتها وأبعاد الثوار عنها كيف لا يفعل ذلك وهي من يتغنى اليوم بثباتها وصمودها في وجه جيش الفتح بعد اندحار أساطيره السابقة في القرميد والمسطومة ووادي الضيف سابقاً.


ووسط المعاناة والقصف اليومي تخرج مطالبات عدة لجيش الفتح أن يبدأ بعمل حقيقي وجاد لتحرير هذه البلدات من براثن الطائفة الشيعية وتخليص المنطقة من هذا الورم السرطاني القابع وسط جسد المحافظة عل أهل البلدات المجاورة تنعم بقسط من الراحة والهدوء بعيداً عن قصف مدافعها وظلم شبيحتها محذرة من مغبة السير وراء الأوامر الخارجية التي لا يخفى على أحد أنها تحاول منع هذه المعركة بحجة حماية الأقليات تحت ضغط إيراني كبير على الدول الداعمة لوقف أي عمل يستهدف بلدات كفريا والفوعة في وقت تشن فيه قواتها ومرتزقتها أعنف هجوم على بلدة الزبداني بعد أن دمرت منازلها وشردت أهلها فحق على جيش الفتح نصرتها والمعاملة بالمثل وسحق الطغاة في إدلب لتتوازن كفة الرعب التي يلعب النظام على وترها ويحاول كسر إرادة الشعب من خلالها.


اليوم اليوم وليس غداً حق عليكم قادة جيش الفتح أن تقفوا وقفة رجل واحد كما عهدناكم وأن تبدؤوا بدك حصون الطغاة في الفوعة وكفريا وتخلصوا محافظة إدلب الخضراء من شرذمة هشة ستسقط تحت أقدامكم في الوقت الذي يكون فيه العمل جاداً وحقيقاً بعيداً عن أي معارك إعلامية او بيانات وهمية لا تعطي للشعب حقه وتشفي غله من قاتليه.

اقرأ المزيد
١٩ يوليو ٢٠١٥
صراع المعارضة على "المجلس العسكري" ... صراع على "لاشيء"!!؟

يحتدم الصراع داخل هيئات المعارضة السورية حول من سيدعم المجلس العسكري المسؤول (شكلياً – بريستيجياً) عن قيادة المواجهة مع قوات الأسد و مواليه ، الصراع يتخذ أشكال متنوعة و غريبة ، بدأت بحل المجلس القديم من قبل الائتلاف ، و دراسة اعادة التشكيل من خلال لجنة خاصة و الآن مجلس قيادة الثورة يطلق اجتماعاً لتشكيل المجلس ...!؟

لعل الفشل الذي لحق كل الأشكال التي اتخذها التمثيل الخارجي للثورة ، سياسياً و حكومياً و عسكرياً و إنسانياً ، يراد به ان يلحق إلى من هم بالداخل كي لا يقال أن التمثيل الخارجي وحده الفاشل تماماً ، بل الثوار داخل سوريا قد فشليوا تماماً (وماحدا أحسن من حدا) ، كصيغة استهزائية على خلاف الوقائع التي سآتي على ذكرها على عجال .

من أشهر ست كان لنا لقاء مع رئيس الائتلاف المنتخب حديثاً خالد خوجة ، وتحدث حينها عن الشأن العسكري و توحيد الفصائل و تشكيل مجلس الثلاثين من الفصائل البارزة و قائمة المشروعات التي سمعناها في كل مرة يخرج بها الخوجة على الإعلام ، وكان الإعتماد وفق حديثة أنذاك على اللواء سليم إدريس ، و إن قلت حينها أن الإعتماد على نفس الكادر القديم سينبأ بفشل كل الخطط ، فهناك أشخاص حُرقت أوراقهم ، و إستخدامه من جديد فشل استباقي .

و مضت الأشهر ليصدر قرار المجلس العسكري ، و تشكيل لجنة من 9 أشخاص لدراسة تشكيل مجلس جديد يراعى تمثيل الفصائل الثورية الفاعلة على الأرض ، و سبق ذلك اجتماع هنا و هناك مع الفصائل وكان قيادات فصائل كبيرة قد التقى مع ممثلي الائتلاف و أغلب اللقاءات كانت بحضور الخوجة ، و لم يرشح شيء و لا أي كلام سوى ما سمعته أن الخوجة يحمل أخبار سارة في القريب العاجل و الجهود ستتكلل بالنجاح ، و كالعادة مضت الأيام ، لم نشمع عن ماهية الجهود التي بذلت و لم نر اي شيء ملموس .

اليوم اعلن مجلس قيادة الثورة عن عقده لمؤتمر في مدينة الريحانية التركية ، بغية إعادة هيكلة القيادة العسكرية الموحدة ، بما يتناسب مع القوى الثورية على الأرض (وفق ماجاء بدعوة المجلس للمؤتمر) ، هذا الإجتماع الذي رفضه الائتلاف و لم يعترف به و استبق ذلك بأن ما سيخرج عنه ليس ذو أهمية و ليسوا ذوي صلاحية للقيام بهذا العمل .

ولانعرف الصراع الدائر هنا و هناك و تدخل هذا التشكيل المعارضاتي و ذلك ، و ادعاء هذا الصلاحية و سحبها من ذلك ، لأجل مجلس لايملك على الأرض أي سيطرة و لاحتى أعضائه بقادرين على الدخول إلى أن منطقة اللهم بعض الجبهات و لكيلومترات محددة ، لم كل هذه "العجقة" ، و المؤتمرات و الإجتماعات و الهدر طبعاً بالمصاريف ... و على مبدأ "نحن مجتمعون فنحن موجودن إذاً"

اقرأ المزيد
١٨ يوليو ٢٠١٥
صناعة الرجال

إن المتأمل في السيرة النبوية يلحظ قيام رجال مغمورين بأعمال عظيمة ، ويعجب من طريقته صلى الله عليه وسلم في صناعة الرجال ، وإعداد الطاقات البشرية التي رأينا أثرها في قصص الصحابة الذين ضربوا أمثلة عظيمة في الإبداع الدعوي والخطابي والعلمي والتجاري والدبلوماسي الذي تجلى في حسن مقالتهم لملوك الأرض..


والملفت للنظر أن أكثر هؤلاء المبدعين لم يكونوا من الصف الأول ولا من الدائرة الضيقة حول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على الإعداد القوي والتربية العظيمة التي تلقوها في مدرسة النبوة..


واليوم هناك ثغرات كثيرة في الثورة السورية ، ولكن أهمها - في نظري - ثغرة تنمية الطاقات والموارد البشرية..


والناس - في أصل الخلقة - " كالإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة "، فكيف إذا أضيف لقلة الرواحل عقودٌ من التجهيل والطمس والقمع التي أنتجت أجيالًا خاوية إلا من رحم الله.


وتصبح هذه الثغرة أعظم ضررًا وأشد خطرًا إذا لاحظنا سياسة التطهير التي انتهجتها العصابات الطائفية في سورية والتي تقوم على استئصال شأفة المسلمين واستهداف نخبهم.


إن العنصر البشري هو الصندوق الأسود لكل ثورة ، وبدونه تموت الثورة في مهدها..


والثورة مهما بلغت من العطاء والتدفق فهي غير قادرة على تعويض النقص الحاد في الكوادر التي ترتقي يوميًا ، وكم رأينا من فصيل قد انفرط عقده لموت قائده ، أو مؤسسة قد انهارت بسبب ذهاب الصف الأول فيها..


ومع اتساع رقعة الثورة وتنوع متطلباتها تظهر الحاجة ماسة إلى الدماء الجديدة ، وإلى المؤسسات التي تعنى بإعداد وتأهيل الطاقات والكوادر الشبابية..


وكلما كان الناشط فاعلًا ومؤثرًا كان الحفاظ عليه أوجب وحصانته آكد ، وكم فقدنا من الطاقات بسبب بعض الاستعراضات الثورية " قائد عسكري ، قناص ، إعلامي ، طالب علم .. " ، فالواجب البعد عن الظهور الإعلامي الذي غالبًا ما تعقبه اغتيالاتٌ مؤلمة ، وعدم حرق الرموز في المناصب الوهمية والمعارك الجانبية ، وعدم الزج بهم فيما لا يحسنونه ، وعدم الاستجابة لاستفزاز الحاضنة الشعبية التي كثيرًا ما تطالب الناشط بأن يتحول إلى " سوبرمان الثورة " !!.


وقد كان من سياسة عمر رضي الله عنه إرجاع كبار الصحابة إلى المدينة ومنعهم من الخروج إلى الثغور والمعارك بعد أن لمس شدة الحاجة إليهم ، ورأى عظم الخطب بفقدهم في حروب الردة.


قال عمر رضي الله عنه لجلسائه يومًا : تمنّوا. فتمنّوا.
فقال عمر: لكنّي أتمنّى بيتًا ممتلئًا رجالًا مثل أبي عبيدة بن الجرّاح . سير أعلام النبلاء (1/14).

اقرأ المزيد
١٧ يوليو ٢٠١٥
عيد السوريين .. مالح ..

نقلب الصفحات و نراقب عدسات المصورين ، نلاحق أعين السوريين في كل مكان ، بحثاً عن بسمة هنا أو هناك ، علنا نجدها بغض النظر عن مدى صغرها أو كبرها ، كي نجد فيها العزاء و قليل من الهدوء ، في ظل هذا القتل المجنون الذي يلاحق شعبنا أينما حل و كيفما اتجه .

من المناطق المحاصرة مروراً بالمناطق المحررة ، ينتشر الموت بشكل رهيب و يعم على كل ذرة تراب ، دماء تسيل في حلب و إدلب و الغوطة و .... ، وفي الوقت ذاته مقابر تكبر و تكبر لتصبح أكبر من الوطن ذاته ، في باطنها شهداء قضوا ، و تركت خارجها أناس يعيشون على أمل أن يلحقوا بمن رحل ، الذي ترك المكان خالياً ، من كل شيء حتى الأمل .

نراقب أعين الأمهات المقهورات ، و قلوب الرجال المكسورة ، و الدمعة التي تملئ أعين الأطفال تظهر أكثر من البهجة المرسومة على الثغور ، أمة بأكملها ثكلت ، و رملت ، قهرت ، يتمت ، ولاتزال تواجه كل ماسبق بشكل منظم و متوالي إلى أن بات إعتيادي ، فمن بجانبك الآن ، قد يكون غائب بعد لحظات .

في العيد يجول الجميع ، علهم يجدوا ما يغير لون السواد ، داخل المخيمات التي باتت بالآلاف تنتشر في كل الرقع المحيطة في سوريا ، لكن عبث النتيجة ما نحصل عليه ، فلا لقطة يمكن أن تؤخذ إلا الدموع تسيطر على كل تفاصيلها فهي تحتل الصدارة و المؤخرة .

في العيد الجديد الذي تاهت الأرقام من إحصاء تكراره على نفس الحال ، لانجد ما يسر الخاطر أو يعزي تلك القلوب التي فَقدت و شُردت ، و تعيش في المجهول و تنتظر المجهول .

في بلادي و لدى شعبي ما يكفي من هموم يجعل من كلمة "العيد" ، كلمة ألم و ليست أمل ... كلمة ذكرى مرة و ليست لحظة سعادة ... ليكون عيد السوريين مالح كطعم الدم و مذاق الدموع ..

اقرأ المزيد
١٥ يوليو ٢٠١٥
أسئلة داخل "حزب الله ": الى متى يستمر سقوط الشباب في سوريا؟

اختفت صور شهداء حرب تموز 2006، لترتفع مكانها صور شباب من "حزب الله" سقطوا في معارك القلمون والسلسلة السورية والزبداني وبعض مناطق الداخل السوري المشتعلة. اتشحت قرى كثيرة بالسواد في الجنوب والبقاع، حتى أن الزائر لمناطق في الجنوب تمتد من النبطية الى الشريط الحدودي من كفركلا الى بنت جبيل، ولمناطق في البقاع الشمالي، وفي الضاحية الجنوبية أيضاً، يخاف من المشهد، إذ لا توجد قرية الا وترفع صور شباب سقطوا في الحرب السورية، ليطغى على الاحتفالات بـ"انتصار تموز" مشهد العزاء والحزن. وتعكس الصورة حجم الكلفة التي يدفعها "حزب الله" وجمهوره جراء الإنخراط في الداخل السوري لمحاربة التكفيريين، ومن أجل حماية سوريا وتعزيز صمودها كما يقول الحزب تبريراً للتدخل، فيما معركته لحماية النظام هي الأساس كما يقول المعارضون لتدخله.

ولعل الكلفة المرتفعة لتدخل "حزب الله" في سوريا، بدأت تظهر الى العلن أسئلة داخل الطائفة الشيعية وبين جمهوره القريب عن جدواها، وما تحققه فعلاً في المناطق التي يقول الحزب انه سيطر عليها. ففي تموز 2015 ليس مثل ذلك الشهر الذي قاتل فيه "حزب الله" اسرائيل في 2006، وان كانت رسمت علامات استفهام كثيرة على وظيفتها أنذاك، فالكلفة وفاتورتها اليوم مرتفعة جداً اذا قورنت بمواجهة العدوان الاسرائيلي لـ33 يوماً، وجدوى الانخراط في الحرب السورية مختلفة أيضاً، باستثناء ما يريده الرعاة الاقليميون لها. فوفق مصادر متطابقة محلية وخارجية تشير الى أن عدد شباب "حزب الله" الذين سقطوا في سوريا منذ ان انخرط الحزب في القتال هناك يتجاوز الألف، أما عدد مقاتلي الحزب في كل المناطق السورية بدءاً من سلسلة الجرود على الحدود من القلمون الى الزبداني فيتجاوز العشرة آلاف مقاتل، وهو ما يرتب كلفة كبيرة وتجهيزات ومتابعة وتأمينات لوجستية وغيرها مما تتكلبها عملية القتال، بالإضافة الى الإستنفار في القرى القريبة من الحدود السورية، وعمليات التبديل، حتى ان قرى كثيرة فرغت من شبابها الذين يقاتلون في سوريا، والمتحفزون للقتال، والذين يتحضرون لمهمات الدعم والمسانذة.

أسئلة كثيرة طرحت داخل "حزب الله" عن الكلفة المرتفعة، وليس عن المشاركة في الحرب السورية، وفق مقرب من الحزب، فيما الحديث عن أن قيادات هددت بالاستقالة والإنشقاق لا صحة له، انطلاقاً من أن اعتراض أي قيادي في "حزب الله" على قرارات الحزب العليا والشرعية، يعني تنحيه جانباً، وتجريده من مسؤولياته، وهو ما حصل لقياديين سابقين في الحزب اعترضوا على سياساته، منهم من خرج وتنحى عن العمل السياسي، ومنهم من غادر البلد. لكن الأسئلة والتساؤلات تنتشر في أوساط الحزب، عن سبب سقوط هذا العدد الكبير من الشباب، وهل كان الحزب قد درس الجدوى من التدخل في مناطق معينة في سوريا وبعيدة؟ وهل يقيس حساباته فعلاً على مستوى الخسائر والأرباح؟ وإن كان هناك قرار شرعي بالإنخراط في الحرب، هو يوازي قرار القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ليست الأجوبة متاحة عن الأسئلة، لكنها وفق المقرب من الحزب، بدأت تتوسع في دوائر كثيرة، حتى بين جمهور المقاومة. إذ كيف يستطيع "حزب الله" الاستمرار في حشد الشباب للقتال في سوريا، وهو في الوقت عينه يترك النخبة من قواته متحفزة في المناطق الحدودية الجنوبية؟ لذا هو يحشد من التعبئة ومن الأنصار ومن المتطوعين، وهم في الغالب يحتاجون الى تدريبات إضافية، فيما نقل نخبة من مقاتليه النخبويين من الجنوب الى سوريا ليقودوا العمليات. وبذلك تقع خسائر كبيرة جراء القتال والاقتحامات، يسأل البعض في الحزب عن كلفتها المرتفعة، وما الجدوى من حشد الألوف لتحرير التلال في منطقة القلمون وجرود عرسال طالما انه لا يمكن الحفاظ عليها مع تدفق "التكفيريين" واحتمائهم في المغاور فيمنطقة واسعة تمتد على أكثر من 800 كيلومتر مربع. أليس الأجدى الوقوف على خط ثابت على الحدود من دون التوجه الى داخل لا نعرفه؟ وهو يتغير أيضاً تبعا لمجريات القتال في مناطق مختلفة. هذا ما يتساءل عنه ايضاً مقاتل سابق في الحزب انخرط في معارك حرب تموز 2006 وفي معارك القلمون السورية، قائلاً ان سقوط الشباب سيبقى مرتفعاً طالما لم يغير الحزب استراتيجيته ويعيد تموضعه في مناطق الحدود السورية اللبنانية.

التساؤلات كثيرة في بيئة "حزب الله"، حتى انها بدأت تظهر لدى عائلات قدمت عدداً كبيراً من الشباب في الحرب السورية، خصوصاً وأن الحزب يشارك في معظم المناطق المشتعلة في سوريا، فكيف يستطيع الاستمرار بالحشد والى متى يستطيع تحمل كلفة بالحجم الذي يقدمه، وهل الراعي الاقليمي قادر على تغطية هذه الخسائر، وان كان التوجه العام في الطائفة يدعم تدخله؟ أسئلة برسم الحزب وبرسم المتغيرات الاقليمية والعالمية المتسارعة؟ فإلى متى يستمر سقوط الشباب، وهل من أمل في العودة الى الحاضنة اللبنانية؟

اقرأ المزيد
١٥ يوليو ٢٠١٥
ماقبل الإتفاق النووي كما ما بعده .. ماذا بقي لإيران لم تقدمه للأسد ..!؟

بعد ركود غبار مفاوضات الإتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى ، بدأ سيل التحليلات حول مدى ضرر هذا الإتفاق على الثورة السورية ، ومدى انعكاسها على الواقع و دعم الأسد و ما إلى ذلك من الأحاديث التي جولت مسألة إنهاء الثورة السورية ماهي إلا ساعات و يعود الأسد لسابق عهده ، قائداً و حاكماً بأمر الله بعد أن أفنى عباد الله.

اليوم لاننكر أن الإتفاق النووي ليس جيداً من جهة واحدة فقط أنه يصب في مصلحة العلاقات الدولية لإيران "كنظام عدو" للشعب السوري ، و دقيقاً أنه سيجعل من ايران مقبولة على ملئ بعد أن كانت العلاقات تتم في الخفاء .

أما من جهة الأوضاع في سوريا ..

هل هناك شيء بيد ايران و لم تفعله لدعم بقاء الاسد ..!؟

في الحقيقة أن الأسد و ايران استهلكوا كل ما يملكون ، و لم يعد هناك شيء يستطيعون تقديمه لهيكل نظام انتهى و بات آيل للسقوط في وقت قريب جداً ، و إن كان هذا الوقت قد اقترب مع توقيع الإتفاق ، لأن الحاجة له قد انتهت ، و بات وجوده مكلف أكثر من الأهمية المجنية منه ، وقد أحسنت ايران امساك الملف السوري و الإبقاء عليه طوال المدة اللازمة لتحقيق ما تعتبره ، نصر مفاوضاتي ، إلى الآن لم يظهر منه إلا بضع وريقات من أصل أكثر من 150 ورقة .

دعك من هذا ، و لنقل أن ايران ستدعم الأسد ، فهل هذا يعني أنها لم تدعمه بالسابق أو لم تمده بكل ما تسطيع عمله ، ببواخر النفط ، وأسراب الطائرات المحملة بالمقاتلين من كل حدب و صوب ، و بقوافل الباصات الآتية من العراق و لبنان و الملئى بالشيعة الموتورين الباحثين عن مقامات خيالية ، أم بأنواع الذخائر و الأسلحة و القروض البنكية ، و الإدارة العسكرية للمعارك ، و الدخول علناً و سراً في كل تفاصيل الإدارة في سوريا الأسد ، هل لم نشهد كل ما ذكرته و أكثر .. فماذا بقي ...!؟

لا أظن أنه بقي شيء تستطيع ايران تقديمه للأسد ، الذي يبدو أنه راح ضحية الإتفاق ، وفق ماصرح به الرئيس الأمريكي اليوم باراك أوباما بالقول أنه إتفق مع بوتين على حل سياسي في سوريا بدون الأسد ، الأمر لم تنفيه روسيا ، التي تستعد لاستضافة مؤتمر موسكو3 الممهد لمؤتمر الرياضي الذي سيكون هو القبلة النهائية للخروج بالحل و هيئة الحكم الإنتقالي .

اقرأ المزيد
١٥ يوليو ٢٠١٥
الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" هل تشعل نار الفتنة بين النصرة والأحرار في إدلب

في كل مكان تمكث فيه التنظيمات التكفيرية وقبل خروجها منه لابد ان تترك خلفها عدداً من العملاء والخلايا النائمة لها ينفذون أجنداتها وفق خطط مدروسة بغية زعزعة الوضع في المنطقة في الوقت والزمان الذي تريد وهذا الحال اليوم في محافظة إدلب التي باتت قاب قوسين أو أدنى من التحرير الكامل بعد سيطرة فصائل جيش الفتح على أغلب مناطق المحافظة وبقاء عدد من الجيوب المحاصرة في المحافظة من مطار أبو الظهور وبلدتي كفريا والفوعة الأمر الذي لم يرق لتنظيم الدولة أحد أكبر التنظيمات التكفيرية في العصر الحديث والتي دأبت على خلخلة صفوف غرفة عمليات جيش الفتح ولم تترك وسيلة في ذلك من استهداف القادة حتى ضرب المجاهدين في ريف حلب الشمالي لتشتيت صفوفهم في حلب وإدلب وإشغالهم عن حرب قوات النظام أو قطع طرق الوقود للضغط على هذه الفصائل واللعب على وتر الحاضنة الشعبية التي استشاطت غضباً في وجه الفصائل الكبرى مطالبةً إياها بإيجاد حلول بديلة لاستجرار الوقود بعد توقف أغلب نواحي الحياة للشعب الثائر.


واليوم وبعد محاولات حثيثة لضرب الأطراف ببعضها البعض بدأت مرحلة جديدة من الإستهداف المباشر للفصائل ومحاولة ضربها ببعضها البعض عن طريق استهداف الجميع ومحاولة إيهام الفصائل عن طريق عملاء لها أن من يفجر ويقتل هو الفصيل الأخر الموجود في المنطقة كتصفية حسابات أو حباً بالسيطرة وهذا لا يصعب على تنظيم الدولة وخصوصاً أن عشرات بل مئات العناصر من منتسبيها في ريف إدلب وبعد ما سمي باستتابتهم تمكنوا من الإنخراط داخل صفوف التشكيلات الأخرى ولاسيما جبهة النصرة وأحرار الشام مع محافظتهم على التواصل السري مع قيادة التنظيم والعمل بأوامرها لضرب الفصائل من داخلها.


وهذا ما حصل بالأمس في مدينة كفرنبل في جبل الزاوية وبعد سلسلة تفجيرات استهدفت حركة أحرار الشام في بلدة أبو طلحة بريف سلقين أدت لاستشهاد قيادي في الحركة وعدد من العناصر بعد أن فجر انتحاريان نفسيهما داخل مقر للحركة هناك سبقها محاولات تفجير عبوات ناسفة بقيادات تتبع لجبهة النصرة في المنطقة وفي سرمين القريبة أيضا استهداف الشرعي في حركة بيان الشيخ بسام عبد الرزاق بعبوة ناسفة زرعت في سيارته وقبلها تفجير انتحاري نفسه في مأدبة إفطار لعناصر وقيادات من جبهة النصرة في مدينة أريحا ما ادى لاستشهاد العشرات منهم وجرح أخرين بعد كل هذا محاولة اغتيال القيادي في جبهة النصرة جهاد الحسيني في كفرنبل ليلة الأمس بعد أن حاول ملثمان ركن دراجة نارية مفخخة أمام منزله انفجرت بأحدهم ما ادى لمصرعه وجرح الأخر الأمر الذي استدعى تحرك من جبهة النصرة وتطويق أحد مشافي المدينة بعد إكتشاف أمر في غاية الخطورة في الحادثة وهو أن المنفذ للتفجير والجريح ينتميان لحركة أحرار الشام كتيبة صواعق الرحمن في كفرنبل الأمر الذي زاد المسالة تعقيداً واستدعى حشود من الطرفين بين متهم لحركة أحرار الشام الإسلامية وبين مدافع عن الحركة وقبل أن تشعل نار الفتنة بين الطرفين ويحقق المنفذ للعملية غايته بضرب الطرفين تدخل بعض العقلاء في المنطقة لحل المسألة وخصوصاً أن منفذ التفجير كان يتبع لتنظيم الدولة قبيل انضمامه لحركة أحرار الشام . وهذا ما كان الحد الفاصل في المسألة والبدء بإعادة الحسابات لدى الطرفين حول العناصر التي كانت تتبع للتنظيم سابقاً والتي اخترقت صفوف الطرفين وسلسلة العمليات الكبيرة التي تمكنت من إختراق الطوق الأمني للطرفين والوصول للمقرات والاجتماعات وتفجير أحزمة ناسفة ما يؤكد أن الفاصل ليس غريباً أو بعيداً عن التكتلين بل هو ضمن صفوفها ويتحرك بسلاسة وحرية مطلقة تمكنه من تجهيز العمل الذي ينوي القيام به بكل أريحية كونه ضمن صفوف أحد الفصائل.


ولعل الأحداث الأخيرة في ريف إدلب والتي استهدفت كل التشكيلات كفيلة أن تكون برهاناً واضحا للفصائل على تورط تنظيم الدولة بكل ما يحدث في المنطقة والهدف الأكبر من ذلك هو ضرب الأطراف ببعضها البعض وزرع الشكوك فيما بينها تمهيداً لكارثة كبرى قد تجتاح إدلب في حال لم يكن هناك عقلاء من أهل الحل والربط في الفصائل تعي خطورة المرحلة الراهنة وسعي التنظيم الدؤوب على ضرب كل الأطراف على حد سواء.


وعلى الرغم من سلسلة العمليات التي قامت بها حركة أحرار الشام الإسلامية في ملاحقة عناصر يشتبه في تورطها بالتعامل مع تنظيم الدولة في النيرب وسرمين أحد أكبر المناطق التي تعد بؤرة لعملاء التنظيم نظراً للعلاقة بينهم وبين لواء داوود المبايع للتنظيم والذي كان يتخذ من منطقة سرمين مقرأ له قبيل خروجه وعناصره لمدينة الرقة تاركاً ورائه عشرات الخلايا النائمة للإنتقام من الفصائل التي حاربته ولاسيما جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وكل هذه العمليات لا تكفي إن لم تتعجل الحركة وجبهة النصرة في ترتيب صفوفها من جديد وإخراج الأورام التي علقت بها بعد خروج التنظيم من المنطقة ولاسيما من العناصر والكتائب التي كانت تتبع للتنظيم سابقاً وسمحت لها بالإنطواء تحت رايتها ولو بشكل فردي، أيضا لا ننسى الأورام السرطانية التي ترتبط بالنظام وشبيحته ممن عفت عنهم محاكم جيش الفتح على الرغم من تورطهم بعمليات التشبيح لصالح النظام ومنهم من شكل كتائب جديدة والتحق بالفصائل بعد أن أطلقت سراحه من معتقلات ومحاكم جيش الفتح على أنه استتاب فهذه الشراذم تربت على الخيانة والغدر، وشرائها من النظام والتنظيم لا يصعب بالمال وهم من باعوا دينهم وكرامتهم مقابل حفنة من الدولارات للنظام او للتنظيم، فوجب محاسبتهم وعزلهم عن المجتمع الثائر وإبعادهم عن الخوض في العمل المسلح لما لهم من أثر سلبي ستحصد الفصائل نتائجه إن لم تعي خطورة مثل هؤلاء.


وفي خضم الأحداث ووسط تصاعد نبرة التهديد والوعيد للتنظيم وعملائه ظهرت جلياً بالأمس على الحسابات الرسمية لقيادات من الصف الأول لحركة أحرار الشام خصوصاً بعد استهداف أحد مقراتها في ريف سلقين واستشهاد عدد من عناصرها حيث توعد " أبو جابر الشيخ " ما أسماهم الخوارج بالقصاص لمقتل أبو عبد الرحمن القيادي في الحركة في حين قال أبو يوسف المهاجر أحد قادة الحركة عبر حسابه على التويتر " من هاجر لنصرتنا فهو تاج على رأسنا ومن جاء لتكفيرنا وقتلنا فساحات المعارك موعدنا ولا كلام إلا من فوهات البنادق فالصبر قد نفد والحزم وقته أقبل " وقال أبو صالح طحان القائد العسكري في الحركة " بإستشهاد الشيخ أبي عبد الرحمن سلقين تبدأ مرحلة جديدة ،فلا تهاون أو رحمة مع هذه المسوخ و لو تستروا بأي فصيل أو جماعة وقد أعذر من أنذر ".


 فهل ستكون حركة أحرار الشام الإسلامية أحد أكبر المكونات العسكرية لغرفة عمليات جيش الفتح وجبهة النصرة على درجة كبيرة من الوعي والتروي في إتخاذ أي قرار من شأنه تحقيق الهدف الأسمى لتنظيم الدولة وعملائه بضرب هذه الفصائل وإنهاء الكابوس الأكبر الذي أرق جنود النظام في إدلب وانتقلت فكرته لتعم عدة محافظات سورية كما لم تكن هينة في الرد على تقدم التنظيم ومحاولة توسيع نفوذه ووقفت بوجهه بكل قوة، واليوم ما تدفع ثمنه من مقتل قياداتها وعناصرها ما هو إلا ثمن بسيط لوقوفها في صف الحق ومحاربة الغلو والتكفير الذي لم يسلم منه بشر أو حجر في المناطق التي لم تقبل بتسلط تنظيم الدولة على رقاب أبنائها ؟.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٥ مايو ٢٠٢٥
حكم الأغلبية للسويداء ورفض حكم الأغلبية على عموم سوريا.. ازدواجية الهجري الطائفية
أحمد ابازيد
● مقالات رأي
٢٤ يناير ٢٠٢٥
دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني - مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
١٦ يناير ٢٠٢٥
من "الجـ ـولاني" إلى "الشرع" .. تحوّلاتٌ كثيرة وقائدٌ واحد
أحمد أبازيد كاتب سوري
● مقالات رأي
٩ يناير ٢٠٢٥
في معركة الكلمة والهوية ... فكرة "الناشط الإعلامي الثوري" في مواجهة "المــكوعيـن"
Ahmed Elreslan (أحمد نور)
● مقالات رأي
٨ يناير ٢٠٢٥
عن «الشرعية» في مرحلة التحول السوري إعادة تشكيل السلطة في مرحلة ما بعد الأسد
مقال بقلم: نور الخطيب
● مقالات رأي
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى لاتضيع مكاسب ثورتنا ... رسالتي إلى أحرار سوريا عامة 
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)