مقالات مقالات رأي بحوث ودراسات كتاب الثورة
١٦ أغسطس ٢٠١٥
إعادة تشكيل الشرق الاوسط

أدت المغامرات العسكرية الأمريكية في العقود الأخيرة وكذلك التغيرات العميقة في بنية الاقتصاد العالمي إلى تغير طبيعة التحديات الاستراتيجية التي ستواجهها الولايات المتحدة في العقود القادمة. ففي حين استنزفت وزارة الدفاع الميزانية الأمريكية على مدى عقدين متتالين بشكل مرهق، أدت القدرات المتزايدة لدول شرق آسيا على الانتاج والتصنيع إلى خلق حالات كساد ضخمة في العديد من الصناعات في أوروبا وأمريكا. كما أن آثار تزايد القدرات التنافسية لدول شرق آسيا لازالت تتكشف بشكل متتابع سنة بعد سنة. حيث من المرجح اختفاء العديد من الصناعات العريقة في الغرب عموما لضعف قدراتها التنافسية في عالم العولمة الذي بشر به وصنعه الغرب على عينه.

أما في الساحة السياسية فاكتسبت العديد من المجموعات الصغيرة نسبيا قدرات متزايدة على التأثير في السياسات العالمية في حين كانت الدول القومية هي اللاعب الوحيد على ساحة السياسة الدولية لعدة قرون مضت. فتفجير طائرة على يد مجموعة من المتمردين المجهولين في أوكرانيا أو اختطاف سفينة تجارية في المحيط الهادئ يؤدي اليوم إلى اضطراب هائل في كامل قطاعات النفط والمال وشركات الطيران وشركات التأمين عبر العالم. كما أن الصراعات المسلحة الناتجة عن الأزمات المحلية المستعصية بدأت بالتحول إلى أزمات ذات طابع دولي كما شهدنا ذلك في حالة تنظيم الدولة الاسلامية، وكذلك في حالة القاعدة قبل ذلك.

استوجبت هذه التغيرات استجابات عميقة على مستوى السياسات العليا للولايات المتحدة تقضي بإعادة النظر بتموضعها الاستراتيجي عبر العالم، وما يقتضيه ذلك من ترشيد لتوزيع واستخدام أدوات القوة بكافة أشكالها المنتشرة عبر القارات الخمسة. وذلك ما بات جليا منذ وصول الرئيس بارك أوباما إلى سدة الرئاسة قبل أكثر من ستة سنوات. فسياسة الانكفاء الامريكية تجاه الأزمات السياسية العالمية لم تبدأ في الحالة السورية أو في أوكرانيا، بل كانت واضحة منذ الاجتياح الروسي لجورجيا في عام ٢٠٠٨.

وبالتالي فإن السياسات الأمريكية الهادفة للوصول إلى تفاهم مع إيران ولو على حساب الشركاء التقليديين في المنطقة يمكن فهمها في هذا السياق، حيث تسعى الولايات المتحدة اليوم لتحقيق مصالحها في المنطقة من خلال سياسات أقل عدوانية وبأقل قدر من التدخل المباشر. فالاولوية لدى الادارة الامريكية اليوم هي المحافظة على التفوق الاقتصادي والصناعي في عالم متغير تسوده ديمقراطية المعرفة وسهولة تنقل التكنولوجيا, وسمته التنافس على العقول والاسواق.

رغم عودة القوات العسكرية الغربية إلى المنطقة في صيغة التحالف الغربي ضد تنظيم الدولة، إلا أن هذه العودة تعد خطوة تكتيكية خجولة، تعول على الشركاء المحليين وتخدم أهداف آنية على صعيد التنافس السياسي داخل الولايات المتحدة، وأخرى على المدى المتوسط على صعيد توازن القوى داخل منطقة الشرق الاوسط. أي أن التحالف الغربي الذي تأسس ليواجه تنظيم الدولة لا يملك على اجندته طموحات توسعية بعيدة المدى. الأمر الذي يعني ظهور فراغ نفوذ متزايد في المنطقة لم نشهد مثيله منذ انهيار الدولة العثمانية.

بطبيعة الحال لن تتمكن روسيا أو الصين من ملأ هذا الفراغ لعدم قدرتهم على تحمل أعباء بناء وتشغيل الدولة الامبراطورية التي عجزت عنها الولايات المتحدة وعجزت عنها بريطانيا قبل ذلك، عندما كانت عظمى. مما يعني أن التنافس على ملا فراغ النفوذ في المنطقة سيكون محصورا بين إيران وتركيا وكذلك اسرائيل. خاصة بعد خروج مصر من ساحة التنافس الأقليمي كقوة فاعلة وقادرة على قيادة دول أخرى لأسباب عديدة أهمها تفاقم تناقضات دولة مصر الداخلية والتراجع المستمر لقدراتها الاقتصادية، الأمر الذي تركها عرضة للتقلبات السياسية في الدول المحيطة بها، بدل أن تكون هي الموجه والمشارك في صناعة الأحداث السياسية في الأقليم.

أما اسرائيل فهي تعتمد على تفوقها المعرفي والذي تسعى لترجمته إلى نفوذ اقتصادي ومالي يسمح لها بالسيطرة السياسية، وكذلك تعتمد على علاقتها الدولية من أجل تحقيق مصالحها دون اضطرارها للجوء إلى الهيمنة المباشرة عبر التدخل الخشن.

في حين تتنافس تركيا وإيران على قيادة الفعل السياسي في المنطقة، حيث تسعى كلا منهما لبناء منظومة سياسية قادرة على قيادة المنطقة, تكون هي محركها الأساسي وصاحبة التأثير الأكبر فيها.

فإيران اليوم تعول على ثمار الاتفاق النووي من اجل دعم مشروعها الرامي للهيمنة على القرار السياسي في منطقة الشرق الاوسط. حيث سيوفر لها الاتفاق النووي سيولة مالية ضخمة يمكن توظيفها في دعم اذرعها الممتدة في الدول المقلقلة في المنطقة، كما أنه سيعيد تأهيلها كشريك وعضو فاعل في المجتمع الدولي يمكن التعامل معه والتعويل عليه في تحقيق مصالح الدول الكبرى في الاقليم. فمن المؤكد ان الاتفاق النووي الامريكي الايراني سيمد الخزينة الايرانية بسيولة مالية ضخمة تساعد الطموحات الايرانية على التمدد والتوسع في المدى المنظور. إلا أنه على المدى البعيد قد يؤدي هذا الاتفاق الى تفكك نظام الملالي الايراني وربما انفراط عقد الدولة الايرانية كنتيجة لتفكك السردية الرئيسية التي تأسست عليها دولة الملالي بشكل كامل (العداء للغرب ونصرة المستضعفين).

أما تركيا فقد سعت خلال السنوات الماضية لدعم المد الثوري والشعبي في المنطقة والمطالب بالمزيد من الحريات لقناعاتها بإن الناتج عن هذه الثورات في حال نجاحها سيكون أنظمة سياسية معتدلة قريبة في توجهاتها من حزب العدالة التركي, وبالتالي سيكون من الممكن التفاهم والتعاون معها لبناء منظومة قادرة على ملء فراغ الهيمنة الناشئ عن الانكفاء الامريكي. إلا أن طول أمد الازمات وانهيار الدولة الحاصل في سوريا والعراق وضع الدولة التركيا أمام تحديات ومخاطر متعددة ناجمة عن بروز الجماعات الاسلامية المتطرفة من جهة، وكذلك ناجمة عن تعاظم أحلام وطموحات بعض الجماعات الكردية المتطرفة من جهة أخرى. الامر الذي استوجب التدخل العسكري التركي المباشر خلال الشهر الجاري رغم محاولة تجنبه خلال السنوات الماضية. حيث يهدف التدخل العسكري التركي إلى تحقيق عدة أهداف مرحلية تخدم الرؤيا المستقبلية لتركيا حول دورها وتموضعها في المنطقة ويحقق شيء من التوازن مع التقدم العسكري والسياسي الايراني.

يمكن تلخيص هذه الاهداف كما يلي: منع الجماعات الكردية المتطرفة من تغيير البنية الديموغرافية في الشمال السوري، وكذلك تحجيم تنظيم الدولة وتحجيم تهديده للعمق التركي من جهة، وحماية ظهر فصائل المعارضة المسلحة المقاتلة للنظام السوري والنفوذ الايراني من جهة أخرى. كما أن خلق المنطقة عازلة في الشمال السوري سيتطلب حمايتها من تنظيم الدولة ومن نظام الاسد. حيث سيساعد وجود هذه المنطقة من تخفيض تدفق اللاجئين, وستمثل نقطة انطلاق يمكن للمعارضة السورية الانتقال إليها بما يخفف العبء السياسي للاستضافة المعارضة السورية في تركيا.

في خضم هذه التغيرات تعيش المنطقة العربية حالة من الهشاشة وانهيار الدولة. مما يجعل تحالف دولها مع الدول المحيطة من أجل تحقيق الاستقرار قدرا أكثر منه خيارا. فلا خيارات أمام سوريا والعراق وكذلك أمام باقي دول المنطقة سوى التعاون مع إيران أومع تركيا أو مع كلاهما من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية عبر الخروج من دائرة الهشاشة إلى دائرة الاستقرار.

كما أن الخروج من دوائر التبعية للسياسة الغربية إلى دوائر الاستقلال الاقليمي في صناعة القرار السياسي على المدى البعيد يتطلب بناء منظومة اقليمية متفاهمة ومتعاونة فيما بينها. والحقيقة فإن تركيا اليوم رغم جميع الانتقادات والنواقص تمثل واحة الاستقرار السياسي والاقتصادي الوحيدة في المنطقة والمعتمدة على آليات التداول السلمي للسلطة، وتتبنى نموذج الاندماج الايجابي في عالم العولمة. الامر الذي يجعلها الحليف الطبيعي لسياسات التحول الديمقراطي لدى دول الربيع العربي، وكذلك يجعل منها الظهير الحقيقي لحركات التغيير المطالبة بالانتقال الديمقراطي في المنطقة. وفي نفس الوقت فإن تركيا هي الحليف الطبيعي للسعودية من أجل تطويق التهديد الايراني بعد توقيع الاتفاق النووي.

ولعله من المفارقات التاريخية أن جميع المناطق التي تعاني اليوم من القلاقل الاجتماعية والسياسية: فلسطين، سوريا، العراق وكذلك جورجيا والقرم وأوكرانيا والبلقان كانت تعيش تحت الادارة العثمانية قبل ١٠٠ عام. حيث أن الدولة القومية الناشئة في جميع تلك الدول بعد انفصالها عن جسم الدولة العثمانية لم تستطع تحقيق نجاحات تذكر فيما يتعلق ببناء الهوية المشتركة وبناء دولة الرفاه والخدمات وذلك لأسباب عديدة لا يتسع لها المقام في هذا المقال. الأمر الذي يجعل التفاهم والتقارب مع الدولة التركية الحديثة في جوهره تصالحا مع الذات ومع التاريخ أكثر منه قرارا سياسيا. فهناك مئات السنين من التاريخ المشترك بالاضافة إلى الكثير من المصالح المشتركة اليوم.

خلاصة القول هي أن المسار الأقتصادي والسياسي التي اتبعته تركيا يرشحها للعب أدوار هامة مستقبلا ويؤهلها كشريك يمكن التعاون معه والتعويل عليه من أجل بناء منظومة سياسية اقليمية تتمتع بشيء من الاستقرار والاستقلال وتمتلك القدرة على مواجهة الاطماع والطموحات الايرانية من جهة والاسرائيلية من جهة أخرى. حيث سيكون من المتعذر إعادة بناء الدول المدمرة والمقلقلة في المنطقة على أسس سليمة في غياب هذه المنظومة، كما أن أي حل للقضية الفلسطينية على المدى البعيد يحتاج منظومة سياسية محلية تتبنى هذه القضية.

وفي الختام يمكننا القول من حيث النتيجة بأننا الجيل الذي يعيش المراحل الأخيرة لانهيار النظام السياسي الذي حكم منطقتنا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وحتى ولادة النظام البديل سيتوجب على شعوب المنطقة أن تتعايش مع آلام المخاض التي تعصف بها على هيئة أزمات واضطرابات متزايدة، تتصارع في خضمها المشاريع المتنافسة.

اقرأ المزيد
١٤ أغسطس ٢٠١٥
ثوار الزبداني يغادرونها بناء على طلبهم ..

باتت فرص عودة ، نفس مشهد ، اخلاء الثوار لحمص قبل عام و بضعة أشهر ، كبيرة جداً في الزبداني ، مع اتخاذ القرار من قبل الثوار بداخل المدينة بالخروج منها .

ونقل المجلس المحلي في الزبداني ، في بيان صدر عنه بتاريخ 13/8/2015 ، طلب من الكتائب المقاتلة و الهيئة الطبية و وجهاء المنطقة ، من حركة أحرار الشام ، المفوض من قبلهم لإجراء المفاوضات مع الجانب الإيراني ، القيام بأي حل لأزمة المدينة المحاصرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ، والتي تتعرض لأعنف الحملات منذ قرابة 40 يوم.

وأوضح المجلس أنهم يرضون بأي حل حتى لو تضمن خروجهم من المدينة ، مثمناً في بيانه نصيحة حركة أحرار الشام في "البقاء في المنطقة و الصبر على ذلك" ، وأكد البيان أن الظروف أكبر من "احتمالنا" وتقتضي القبول بأي حل كان.

البيان الذي انتشر على نطاق ضيق نسبياً ، رافقه تسريب لبعض بنود الإتفاق الذي تم التوصل إليها ، ومنها تحديد آلية الإخلاء ، بأن يخرج الجرحى فالعائلات فالمقاتلين من الزبداني و كفريا و الفوعة بنفس التوقيت ، المحدد الساعة السادسة صباحاً ، دون اي تفاصيل إضافية ، و لم يتسنى لنا حتى كتابة هذا السطور من التأكد من صحة هذه الأنباء أو الحصول على توضيحات عنها ، بعد إعتذار عدة أشخاص مقربين من ملف المفاوضات عن التصريح .

وفي سياق موازٍ ، قال قائد حركة أحرار الشام "أبوجابر الشيخ" في تغريدات على حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "توتير" قبل ساعة تقريباً :"خمس وأربعون يوما وأحرار الزبداني معطلين لمشروع التغيير الديموغرافي لدمشق وماحولها (تهجير السنة و توطين الشيعة)" ، وأردف في أخرى :"هذا المشروع الذي استلمت زمام قيادته إيران التي امتطت التشيع الرافضي لتحقيق حلمها في استرجاع أمجاد فارس".

و تحديد الشيخ للمدة بـ45 يدل على أن الإتفاق قد إنجز و قد يبدأ التنفيذ قريباً جداً ، وقد يكون فجر الغد (السبت) أو الأحد ، وهو موعد انتهاء الهدنة الثانية ، والتي مدتها 24 ساعة ، جاءت بعد الإتفاق على هدنة تنتهي صباح الغد مدتها 48 ساعة .

اقرأ المزيد
١٢ أغسطس ٢٠١٥
الحفاظ على المؤسسات شعار خادع

السعودية لا تريد بقاء الأسد , ولكنها تريد "الحفاظ على مؤسسات الدولة في سوريا" ماهي تلك المؤسسات التي يريدون الحفاظ عليها وكيف يمكن تعريفها لنا .
إن المؤسسات المتواجدة حالياً هي مؤسسات غير موجودة بالنسبة للشعب السوري فهي مؤسسات تابعة لطائفة واحدة سخّرت كافة قوتها لخدمتهم دون الشعب السوري ومن أجل حمايتهم فكيف يريد الجميع المحافظة على تلك المؤسسات الامنية التي عادت بالاضرار الجسيمة ليس على الشعب السوري فقط بل على المنطقة بأكملها ,إن المؤسسات التي صنعها النظام وسيطر عليها من خلال تحكمه بها ( تشريعية تنفيذية قضائية ) كانت ولاتزال تابعة للنظام فقط وتحافظ على تواجده وشرعيته ولابد من إيقافها وإيقاف العمل بالدستور وتشكيل مجلس دستوري يعتمد على المبادئ الدستورية الوطنية التي تنتقل بموجبه البلاد من نظام رئاسي استغلالي الى نظام برلماني تعددي يتم من خلاله توزيع السلطات وضمان استقلالية القضاء وان المهام الرئيسية في بناء نظام جديد يتطلب :
1- بناء أسس دستورية وتنفيذية
2- تشكيل مؤسسات جديدة تحت عنوان مرحلة انتقالية
3- تكوين الجيش الوطني والمجلس التأسيسي والدستور واللجنة التنفيذية
ان الذرائع التي وضعها النظام في المحافظة على المؤسسات للاسف قد تبناها الجميع ابتداء من دول الجوار الى الانظمة العالمية وأنا أعتبرها أحدى البدعات السياسية التي يجب محاربتها كما البدعة الدينية وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وماهذه البدعة سوى المحافظة على النظام من خلالها

اقرأ المزيد
١٢ أغسطس ٢٠١٥
صه لـ"المبادرات" .. فالحل زمجرة عسكرية فقط

أُشبعت خلال الأيام القليلة الماضية بالكم الهائل من المبادرات و الإجتماعات و الإتفاقات و التوافق على بنود و تعليق البقية إلى مراحل أخر .

أرهقتني مقالات التحليل و التسريبات و الكلام عن أن الحل إرتسم ، و بات في مرحلة التنفيذ ، و أن أي شيء يحدث في الكرة الأرضية هو بادرة تحسب على الحل في سوريا .

إيران تطرح بنود رباعية للحل .. روسيا تقترح حلف دولي للحل .. أمريكا تتفق على أسس ممهدة للحل .. الأمم المتحدة ستقر الحل .. مجلس الأمن يعمل على الحل.. السعودية تتمترس بالحل الذهبي .. الائتلاف يجوب بحثاً عن الحل ..
يقولون أن موسكو تخلت على الأسد ، وأن إيران ستسحب حزب الله من سوريا ، أيضاً السعودية ستُغير على القصر الرئاسي في قاسيون ، كما هنالك اقتحامات عنيفة للجيش التركي على الأراضي السورية لتخليصيها من الدنسين "داعش و الأسد" ، و تكف يد القوات الكردية الإنفصالية عن أقتطاع "روج أفا" من سوريا ، ويوجود نية أردنية طموحة لأن تكون درعا أول منطقة محررة و محمية و منظمة و البيئة الأفر لإستيعاب السوريين .

و في النهاية لايوجد شيء على الأرض .. هو حراك سياسي دولي معتاد في كل عام أو كل بضعة أشهر تبعاً للتطورات العالمية و الصفقات التي تبرم سياسية كانت أم إقتصادية أو عسكرية .. و دائما يكون الملف السوري حاضراً كطاولة يتم التوقيع عليها ثم تركن في جانب الغرفة ليتم استدعائها عند حدوث أمر يتطلب صفقة .


هناك قائمة قد أحتاج لصفحات لأعرض الخطوط العريضة للمبادرات و مجلدات لكامل بنودها و تفاصيلها ، و لكن كلها لاتساوي شرارة إنطلاق رصاصة من بندقية ، ولاحتى "فراغية" قذيفة مدفعية ، فالصوت الأوحد ، الأوضح ، الأجدر هو صوت السلاح ، و لن يطفئ صوته إلا نهاية أحد الطرفين ، و النهاية إما أن تكون بالإستسلام أو بالإبادة ، وأي كلام عن سياسة مجرد غثاء حملان ، أمام زمجرة السلاح ، في كفريا و الفوعة مثال على الإجبار للرضوخ والإستماع و تلبية المطالب ، و ليس في جنيف أو موسكو أو القاهرة أو الرياض ، فهناك الغثاء .. الذي تُصمته مجرد زمجرة .

اقرأ المزيد
١١ أغسطس ٢٠١٥
جنازة الأخلاق

من المتاريس العسكرية في الجبهات الساخنة أو المتجمدة إلى المتاريس الأيدلوجية التي تتكاثر وتتزايد كل دقيقة في عالمنا الأزرق الافتراضي، سدود فكرية أذابت احتمالية تطور سريع في مجال الفكر والثقافة في مجتمعنا السوري، حتى ظهر سد فولاذي ضخم يفصل كل شيء عن الأخلاق واحترام الذات والآخر.

لعل أحد أسباب عرقلة الثورة واجهاض ولادة حرية أكثر شياكة، هو موهبة البعض الفذة في ممارسة السعار الأخلاقي، حيث أُحتل واقعنا أو مواقعنا الافتراضية وخصوصا "فيسبوك" بنسبة كبيرة لا يستهان بها من الانحطاط الأخلاقي والموت الفكري حتى صارت تلك المواقع التي خُلِقت للتواصل الثقافي والتبادل الفكري إلى سجن كبير يُشبّح فيه كل من لا ينطبق رأيك على مزاجه واعتقاده، وينتظر فرصة واحدة لكي يُعرّي أخلاقه ليُريك قباحة أسلوبه معك، حتى أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي بمعناها الأدق والصحيح مواقع للتشبيح الأخلاقي، وصارت أقل حرية من حرية البعث المزعومة وأكثر استبدادا من استبداد داعش.

بينما الغرب "الكافر الملحد والزنديق" يتمتع بالتطور الحضاري وسحر التكنولوجيا والفضاء، وحرية التعبير، وبآخر ما توصلت إليه البشرية من أساليب التمدن والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي، يحترف مجتمعنا بالغياب عن كل تغيير يطرأ على الحياة من تجديد وتحول من حال إلى حال أفضل، تائهون عن كل المعايير التي توصلنا إلى غايات الثورة النبيلة، مهنتنا هي حصر الفكر بين التخوين والتكفير، والتجرد من الأخلاق.

تلعن الأسماء الوهمية في "فيسبوك" كل الأفكار التي تتعارض معها، جاعلة من صاحب الرأي المعارض لها خائن أو عديم الفائدة للوطن والثورة، أو فقط كائن منظّر لموضوعات لا منطقية، تهرول إلى الكتابات التي تلقي إعجابا كبيرا بغض النظر عن المعنى الحقيقي لمحتوى ما كُتِب، لتنقلب النقاشات إلى حروب دموية لا مغزى منها سوى اغتصاب الأخلاق والعقول، يستخدم (المختبئ خلف الاسم الوهمي) الأشخاص اللذين يبحثون دوما عن الأحاديث التي تجلب المعجبين أداة له، لكي يهاجمون من يعارضه دون التأكد من مدى فعالية وفائدة فكرته ورأيه، ويشتم أمه وأخته وجميع أجداده!!، ليرصد هو الأمور ويحللها من وجهة نظره ويفرض اعتقاداته على سائر أفكار المجتمع، هذا المشهد السوداوي الكئيب يعيدنا إلى عفن البعث المستبد، ويضعنا في بؤس الحاضر المرعب، الذي يعاني منه معظم أصحاب الرأي في مواقع التواصل الاجتماعي وتعمي عيون المبدعين والوسطيين العقلانيين، وكل من يقدم العقل والمنطق في كل كلمة يقولها عن إدراك الطريق للخروج من جحيم الواقع، ويقتل روح ابتكار أفكار جديدة، فكل فكرة جديدة قد تتعارض ربما مع معتقدات الغير ستكون ضحية لشياطين المجتمع ثم تُسجن في هلاكها التام، ويكون عادة قطع الأفكار من جذورها بمثابة قطع الرؤوس من أعناقها.

تخرج إلى شرفة المنزل لترى الدنيا التي تلفها العتمة كلها، خاوية من كافة الضمانات المستقبلية للأجيال القادمة، واقع مظلم أفكاره مضطربة وأعصابه في غاية التوتر، يسبح بتكوينات أساسها الضغينة والطغيان، تتضاءل المعرفة فيه وتنعدم الثقافة، فتتفرق النشاطات السياسية والفكرية إلى ملامح ضبابية غير واضحة، ينخر الدود ضريح أخلاقنا، وتئن قبور الشهداء، حتى صارت ثورتنا سوداء كالعار.

اقرأ المزيد
٨ أغسطس ٢٠١٥
لابد ليد "الأسد" الحديدة من ضرب مظاهرات اللاذقية ..

انطلقت في شوارع اللاذقية قبل قليل ما قيل انها مظاهرة استنكار لقتل أحد ضباط قوات الأسد على يد أحد أفراد عائلة الأسد ، و شملت المظاهرات عدة أحياء موالية للأسد ، في لاذقية الأسد ، داعية الأسد للجم قريبه ، وإعادة العدالة الأسدية للحاضنة الشعبية للنظام الأسدي .

بما أن الأمور تدور حول محور "الأسد" ارضاً و جمهوراً ، فنحن كمراقبين و متابعين ، ومن خلال خبرتنا فيما مضى ، يبدو أن من واجبنا مطالبة الأسد بالضرب من يد من حديد لكل من يخرج عن الطاعة ، أو يحاول الهروب من سكين الموت الأسدية التي يجب أن تقضي على جميع من يقف معه.

فلا داعي للإنتظار بضعة شهور ، وبذل الجهود في تصنيع الدلائل على المؤامرة الكونية الجديدة التي ستضرب هذا الكيان المقاوماتي التاريخي ، فالقضية واضحة ، حاضنة افتعلت مشكلة مع ابن ابن عم الأسد ، لتوريط الأسد ، في صدام مع بيئة الأسد ، لتدمير حلم الأسد بدوبة الأسد الجديدة ، او تحطيم محاولت اعادة تعويم الأسد على شكل نظام مأسدسد .

ولا يمكن لنا أن نتوقع أن يكون هناك أي رد فعل ، اطلاقا باستثناء بعض الصرخات هنا و هناك ، يستفاد منها في اخفاء حجم الخسائر الكبيرة التي يمنى بها على جبهات الغاب ، أرضاً و بشراً ، و اختزال الأمر أن ابن ابن العم قد أخطأ و تم معاقبته ، إما بالنفي إلى الإمارات أو لحضن الأصدقاء في لبنان ، ليعود الأسد نصيراً لشعب الأسد ، و نعود من جديد لحرب الإرهاب و التكفيرين ، الذين ضربوا بالكيماوي و قتلوا العقيد ، و يهددون العيش المشترك .

اقرأ المزيد
٦ أغسطس ٢٠١٥
"داريا و الزبداني"و"الغوطة و جيشها" .. ظروف متشابهة و أفعال متناقضة

شكل بيان حركة أحرار الشام أمس عن توقف المفاوضات مع الجانب الايراني بشأن وقف الحملة على الزبداني مقابل وقف قصف القرى الشيعية في ادلب "كفريا و الفوعة" ، اعلان رسمي للاحتلال الايراني لسوريا ، بحيث لم نعد نقاتل لنيل الحرية من نظام مستبد ، بل بتنا أمام احتلال واضح كامل الاركان ، و اسوء أنواع الاحتلال و أشنعها .

الزبداني تمر عليها لحظات عصيبة في مواجهة الموت على ايد اقذر المخلوقات ، تواجه الموت وهي واقفة ، غير راضخة ، غير متراجعة ، فالموت هنا لا يخيف ، و إنما البقاء أحياء ، ومشاهدة الغزاة يدخلون البيوت ، هو ما يميت من الرعب .

نداء حركة الاحرار باشعال الجبهات للجميع ، و إن كان مخصص لأهل الغوطة ، كونها الهدف القادم بعد الزبداني ، و ان شخصناه فهو موجه  لشخص زهران علوش ، بأن يصحو قبل أن يتحول السيف اللامع من بعيد ، إلى ملاصق للرقبة ، لامكان هنا لاي مبرر ، فالإقدام على ضرب الأسد و ايران بعمق دمشق ، لايعني  الموت ، كما يجده مبرر جيد للصامتين في الغوطة ، فاليوم أفضل من انتظار الموت الآتي إلى أرضك في الغد .

أنا على يقين أن أكبر أخطاء جيش الإسلام هو الهالة الاعلامية التي أحاطه به نفسه على أنه جيش متكامل الأركان ، ويقيني أكبر وجود سوء تعامل اعلامي مع الهجمات المتلاحقة على جيش الاسلام ، و بيانه الأخير حول فتح كل الجبهات نصرة للزبداني إلا الغوطة ، هو خطأ لا يغتفر ، فحال جيش الإسلام ليس بأسوء من رجالات داريا ، لا مميت كأبطال الزبداني ، ولامكان لأي مبرر ، فإن كان الاسلام هو المرجع فقول تعالى يكفي (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [ البقرة 249] ، فالتحرك اليوم و الآن ، و الضرب بكل ما نملك ، إن لم يكن نصرة لأحد ، فلتكن نصرة لجيش الإسلام و مقاتليه و عوائلهم ، و دفع الموت عنهم أو الموت بشرف ، و ألا نكتفي ببيانات و اجتهادات و تفسيرات و تشجيع الجميع ، فمن يصمت اليوم عن قتل أخيه ، سيموت غداً بصمت .

ولا أقصد هنا  جيش الإسلام فحسب ، فكل فصيل معني و مطلوب منه الوقوف ، و توجيه الصفعة لايران في كل مكان يملك قيمة عندهم ، ابتداء من المقام المزعوم "السيدة زينب" ، و انتهاءً بأصغر منزل يحتويهم.

داريا و رجالها لطالما علمونا ، أن الحصار ليس موت ، و أن تكالب الجميع لايعني الركون ، فكل السلبيات توظف لتكون دوافع لأعمال كبيرة و لهيب داريا بالأمس أبلغ رسالة ، بأن الزبداني ليست وحدها ، و أن داريا ستهاجم قبل أن تدافع .

الزبداني تصرخ و تدعوا الجميع للتحرك ، مدنيين و عسكريين و سياسيين ، فنصرتها مطلوبة من الجميع ، و خسارتها يعني خسارة الجميع فلن نخسر الزبداني ، و إنما "سوريا" بكامل تفاصيلها .

اقرأ المزيد
٤ أغسطس ٢٠١٥
أيها البرميل .. إنها "داريا" و ليست تل أبيب ...

بما أن العالم قرر التعامل مع الموت الإعتباطي و المجاني  الذي يفتطك بالشعب السوري طوال السنوات الماضية ، دون أن يحرك ساكناً كأنه جماد لا روح فيه ، فإن مخاطبته تشبه مخاطبة أي مثيل له ، و لنخاطب أحد آلات الموت الغاية في الفتكة ألا وهو "البرميل" عله يستطيع أن يفهم و يدرك هول ما يحدث.

ما يحدث لدرايا ، جعلني اعود بالذكرة لعامين مضوا كتبت حينها عن درايا ، قصة حقيقية ، جرت معي تقول القصة :

جلس يتابع الدخان الكثيف  المتصاعد منذ أشهر من داريا، و يستمع لأصوات القذائف و تحليق الطيران المتواصلان ، وقال بحسه الحمصي الظريف: شو تل أبيب ما سقطت، طبعا أتبع تعليقه بضحكة ملؤها ألم و شجن، فقد شهد تدمير مدينته، و ها هو يشاهد مدينة أخرى واقعة في براثن نظام أثبت جدارة و قدرة فائقة على إلحاق الدمار بكل أرجاء الوطن.

داريا أو أطلال داريا مازالت صامدة و إن تشهد بعض الانتكاسات في البشر و الحجر إلا أنها مازالت صامدة.

صحيح أن داريا ليست المدينة الوحيدة التي تدمر أو دمرت بمنهجية النظام، لكن لها خصوصية معينة، فبطولات رجالاتها شكلت الأرق الذي لا ينتهي والغير محدود للنظام، فكانت نبع الألم و دليل العجز عن كسب أي انتصار ولو على الركام، فداريا في مرمى كافة أنواع المدفعية للفرقة الرابعة "سرايا الصراع" ومطار المزة وكثير من وحدات الحرس الجمهوري، ورغم كل ذلك مازالت صامدة.

عقدة داريا أفقدت النظام كثيرا من معنوياته و ما تبقى من عقله، فكانت أبواقه الإعلامية تتحدث عن إعادة السيطرة على درايا عشرات المرات، من ثم انخفضت المساحة إلى شوارع، ثم إلى أحياء، وكل هذا لم يفيد النظام في تحسين معنويات مقاتليه.

ولذا لجأت هذه الأبواق إلى حديث عن سيطرة وحدات أشباه الجيش على منزل أبو محمد و أن الاشتباكات تدور حول غرفة الابن الأصغر، بيت بيت عسى يلتمسوا بصيص نصر و لو على غرفة السفرة.

داريا باتت السبب الوحيد الذي يؤرق النظام و تساقط المدن التي تحيط بها، فكلما خسر منطقه يتهم مقاتلي داريا بأنهم وراء السقوط، وكلما تم قطع طريق من طرق الإمداد أو الهجوم على حاجز ما يتم اتهام داريا و أبطالها.

لا أعرف إن كان ما قاله ذلك الحمصي نكته أم حكمة، فقد تحولت هذه المدينة إلى تل أبيب التي تنسب لها كل الهزائم و الخسائر.

اقرأ المزيد
٢ أغسطس ٢٠١٥
اليوم الثوار في مواجهة إيران وجهاً لوجه

يمكن القول أن الفترة الماضيها و التي تعود لأربع سنوات خلت ، لم يكن الظهور الإيران فجاً ووقحاً و ظاهراً كما ظهر خلال اليومين الماضيين في سهل الغاب ، فبالكاد تجد من يتحدث لغتنا ، أو من كانت سوريا تجمعنا مرغمين معهم ، فاللغة الفارسية هي الحاضرة و على العلن و الملئ .

ماحدث في سهل الغاب ، هو مؤشر حقيقي على أن المعركة المفصلية و المباشرة قد بدأت بالفعل ، فالعدو الذي كان يتخفى هنا و هناك ، بهذا اللباس أو ذلك ، قد خلع عباءته و قرر الدخول على العلن لمواجهة الثورة التي ستطيح بكل ما بناه منذ عشرات السنين ، و تجعل حلمه الإمبراطوري أياً كان فارسي أم شيعي ، مهدد بالضياع و الإنتهاء.

600 غارة جوية في 48 ساعة ، وتوظيف كامل لكل شيء لدى النظام الغبي ، ابعاد كل الضباط و العناصر ، و الدخول بالحرث الثوري ، و بعض المرتزقة اللبنانيين و العراقيين ، فالأمر بالنسبة لهم أن الاسد و حاضنته و المناطق التي يسعى للحفاظ عليها قد باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد الثوار الأحرار ، وهذا السقوط يعني ان الحلم بات كابوس .

اليوم الناطقون باسم النظام ، يعلنون أن الاستعادة التي تمت في سهل الغاب ، بمساعدة مباشرة و خالصة و قوية من الأصدقاء"الإيرانيين" ، و أن الإيرانيين جاءوا ليدافعوا عن أهل سورية الأصليين من الطائفة العلوية و مالف لفيفها من بقية الطوائف التي مدت النظام و ساندة ايران بتحقيق حلمها ، الاعلان الذي يعتبر بمثابة ، اعلان رسمي لانتهاء سوريا كدولة و تحولها لمستعمرة .

في وسط هذا الاحتلال العلني ، تنطلق الأبواق هنا و هناك ، عن ضرورة محاربة التطرف ، و الإرهاب و ضرب داعش و النصرة و كل فصيل أو أي شيء يتحرك على الأرض ، و لكن يتعامون عن الاجرام الغير موصوف ، وهنا تبرز الأهمية في محاربة التطرف ، فهم ينمونه ، يكبرونه ، و يجعلون من التطرف هو الوسيلة لمواجهتم .

و لكن التطرف المتولد لن يكون كما سابقه ، و ماسبق عبارة عن تطرف مخفف ، فالعدو بات في المواجهة المباشرة وجهاً لوجه ، و لامكان للتراجع ، إلا باتجاه الهجوم .

اقرأ المزيد
١ أغسطس ٢٠١٥
تحذير شديد اللهجة لرجال الأعمال السوريين

يملؤنا الأسى والحزن بل والغضب بأن جلكم لا يفكر ولا حتى لحظة للقيام بواجبه الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه بلده وأهله الذي يذبح من الوريد للوريد فمنكم من يمول مؤتمرات لصناعة دكاكين( للمعارضة)بناء على تعليمات من دمشق أو أركان الفساد فيها ومنكم من اشترى مقعدا في المجلس ( الوطني ) أو الائتلاف و صنع منبرا و اتحادا (معارضا) بغية البحث عن مكاسب شخصية ولعب دور ما للركوب على الموجة في حين أن أغلبكم كان يسبح بحمد النظام حتى رأى أن لا أمل يرتجى في الوقوف إلى جانب الأسد ونظامه ومنكم أوفد للخارج للعمل كغسالة لتنظيف أموال الفساد في مشاريع بالخارج ودعم ماكينة التشبيح لمحاولات إنقاذ  النظام ومنكم من خرج ويترقب المقطورة الأخيرة قبل التغيير للقفز فيها للدخول في مشاريع إعادة البناء والظفر فيها ومنكم ومنكم ومنكم بل ومنكم من تحول من لغة البزنس والأعمال إلى شخصيات سياسية تتناطح  على المناصب و في المؤتمرات والمفاوضات وعلى شاشات التلفزيون  إلا أن عددا محدودا للغاية يكاد لا يذكر من ساعد في دعم الاغاثة ومساعدة المنكوبين وربما دعم العمل المسلح المقاوم للنظام إلا أننا وللاسف لم نر واحدا منكم سارع لدعم مشروع وطني لإنقاذ البلاد والعباد بل ومنكم من يعلن تذمره من المال السياسي والوصايات الخارجية وكأن الدول أو الأطراف الإقليمية والدولية أو حتى الأحزاب والجماعات المختلفة ستدعم دون شروط ودون وصايات وهذا تتحملون مسؤولية أخلاقية كبيرة عنه فلو كنتم سباقين لدعم العمل الوطني لما وجدنا اليوم تعدد الرايات رغم أن قسما منها تقف وراءه إيران والنظام السوري وأجهزة مخابرات متعددة ولو كنتم سباقين لدعم العمل الوطني لما عرف أهلنا و أطفالنا و شيوخنا الذل والتجويع والمهانة والفاقة والبرد والمرض في دول الجوار وفي مناطق نزوحهم بالداخل ولما تم الاتجار ببعض  أخواتنا وبناتنا في بلدان التشرد ولما وجدنا ثلاثة ملايين طفل دون تعليم للعام الخامس على التوالي.

كان يكفي أن يتكفل بعضكم بأهله وشعبه حتى لا يتحولوا إلى مشاريع معوزين مشردين مهانين تتاجر بمأساتهم عشرات المنظمات وتتسول على مأساتهم بعض الدول.

إننا نقولها صراحة اليوم لقد بلغ السيل الزبى وللشعب السوري حق في أموالكم وثرواتكم فإما أن تسارعوا لتصحيح أخطاء الماضي وإلا فإننا نقسم بالله لن نرحمكم وسنحاسبكم كما نحاسب قتلة الشعب السوري ولا تظنوا أن إعادة الإعمار والمشاريع في مرحلة مابعد الأسد وحكمه ستنالون منها شيئا ولن تتبؤوا المناصب والمكاسب إلا إن كفرتم عن ذنوبكم وخطاياكم بالتي هي أحسن.

إننا اليوم عازمون على إطلاق مشروع الإنقاذ الوطني بقياداته العسكرية والمدنية وبهيئاته ومؤسساته الوطنية وبشفافية كاملة لقيادة المرحلة الإنتقالية  ونطالبكم بحق الشعب السوري في دعم هذا المشروع الذي سيعلن قريبا وبقياداته العسكرية والوطنية فإما أن تبادروا من تلقاء أنفسكم أو سنفرضها عليكم فرضا أينما كنتم ونحن قادرون وستدعمون حينها وأنتم من الصاغرين وللعلم فقد أعددنا لكل واحد منكم ملفه وسجله. وهنا نحن لا نستجديكم بل نجبركم على واجبكم وحق الناس في أموالكم ولأننا نتطلع دعم العمل الوطني وإنقاذ سوريا وأهلها بمال سوري لتجنب الوصايات والمال السياسي.

اقرأ المزيد
١ أغسطس ٢٠١٥
الجيش النظام من ابن إلى عدو (3) .. نظرة من الداخل ..

طرحنا في الحلقتين الماضيتين  عن وضع جيش النظام عبر المرحلتين السابقه و خلال الفترة التالية لانطلاق الثورة و زجه في مواجهة أهله .

في هذا الجزء سنركز الحديث عن الفترة التي تمتد لأشهر قليله مضت:

شهدت الأشهر الماضية اتساع المناطق التي سقطت بيد الجيش الحر ، الذي حقق انجازات ميدانية لافته، مع حدوث تطورات من حيث امتلاك الجيش الحر لأسلحة تضاهي النظامي تقريبا طبعا باستثناء الناحية الجوية .

هذه الأمور استشعر معها عناصر جيش النظام بمدى قوة الجهة المقابلة ، سيما بعدما شاهدوه أو سمعوا عنه من بسالة و اقدام و تضحيات أبداها الجيش الحر، وبات الأمر أكثر صعوبة و ألما .

هذه المرحلة التي تنتمي للأشهر القليلة الماضية ، شكلت عاملا و مفصليا و رئيسيا في بداية الإنهيار الفكري و المعنوي لا بل و التنظيمي .

فبات وضع المتواجدين في الخدمة بجميع رتبهم و اختلاف مللهم و طوائفهم مذري و على حافة الانهيار ، فساعدت الأمور الأنفة الذكر ، أمور أخرى من توارد الأخبار عن سقوط هذه القطعه أو محاصرة تلك أو ضرب أخرى ، وما يزيد اليأس وصعوبة الأمر هو عجز القيادة عن تقديم المساعدة للمحاصرين من الفصائل الثورية ، وتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم إضافة إلى الاخفاقات التي لا تعد في المعارك مع الأحرار و وضوح الجهل بأبسط الأمور التكتيكية والعملياتية العسكرية .

هذه الأمور في مجملها وضعت جيش النظام في مهب الريح و بات هرما ، كريها ، يكره حتى ذاته و لا يرى سببا لوجوده ، و يتلمس الفرصه أيا كانت ليترك مكانه مهما بلغت الخسائر حتى لو وصلت لخسارة الحياة .

لن أغالي اذا ما قلت أن هذه المؤسسة باتت في رمقها الاخير و لم تعد قادرة على التحمل أكثر ، و يكفيها أن تتلقى الضربه الأخيرة التي بحاجه لتتكاتف جميع قوات الجيش الحر ليوجهوا ضربتهم القاضية كضربة رجل واحد .

وكي لا أبخس الناس حقها ، فليس جميع من بقي سيئ و قاتل و مصدر للشر و الأذى ، بل لا يزال هناك أناس متواجدين و ينتظرون اللحظه التي سيقدمون فيها خدمة قد لا تقدر بدون أي مقابل وحتى بدون ذكر اسمهم فسوريا الحرة بقلب كل من انتمى لهذا البلد .

أخيراً ......

قد أكون لم أحط بالأمور جميعها و خفاياها ، و انما اجتهدت قدر المستطاع لأظهر جانب قد يكون مغفل أو لم يعطى الأهمية المطلوبة ، خصوصاً مع التغيرات التي طرأت على البينية القيادية للجيش مع ادخال الخبراء الإيرانيين و الروس و اتخاذهم مناصب القرارات كاملاً ، غضافة لسلطة حزب الله و أخيراً المبليشيات الشيعية ، و كلها جعلت من الجيش عبارة عن آلة يُقتل الشعب بها ، ويقتل نفسه أكثر .

اقرأ المزيد
١ أغسطس ٢٠١٥
الجيش النظامي من ابن إلى عدو(2) ..نظرة من الداخل..

في الحلقة الأولى تحدثنا عن  الجيش و مرحلة الاهمال و الاستهزاء بعد انتهاء الحرب في لبنان، و عن وجود حالة من التململ من هذا الكهل.

ومع منتصف آذار 2011 انطلقت شرارة الثورة من درعا المليئة بالجيش من فرق و وحدات، وبعد شهر من اندلاع الثورة وعجز من يدعون أنهم يمسكون بزمام الأمور عن اعادة الثائرين إلى ديارهم ، تم اتخاذ القرار بزج الجيش لتخفيف الضغط على الأجهزة الأمنية، فالجيش ضخم و يعمل بما يشبه المجان و على مبدأ الاستفادة منه بدلا من جلوسه "عالة" .

تلك البدايات كانت بمثابة النافذة التي خرج منها المارد المريض نفسياً و المعقد من الاهمال واشاحة النظر، و وجد في هذا الخروج السبيل في العودة للحياة، لكن هذه العودة مع أمراضه المادية و المعنوية و النفسية، لم تكن محمودة و لا مرغوبة.

تم شحن العناصر وإدخال الأفكار وضخ السموم بأن من يقاتلوهم هم حثالة المجتمع، و يسعون لتدمير ما بناه النظام و قائده الخالد و المؤبد في الذاكرة، و طبعا تلك المؤامرة الكونية و... و..

في تلك المرحلة حصلت كثير من الأحداث و الأمور التي تعبر عن مدى حقد قادة و ضباط الجيش على عناصر الأجهزة الأمنية، و ازداد الأمر سوء بعد وضع الجيش في المقدمة و وقوف عناصر الأمن في الخلف، الأمر الذي تسبب بصدامات كلامية و آخرى بالسلاح تم اخفاؤها أو ارجاعها إلى أخطاء في التخطيط و التنسيق.

مع انتشار نور الثورة أرجاء سورية بات من الضروري على النظام أن يفك اللجام عن كتلة الأمراض ليخمد نور الثورة.

دخل هنا الجيش مرحلة مختلفة كليا عن كل ماشهده في تاريخه ،فالثورة في كل مكان و التركيبه الداخلية للجيش معقده كان يجمعها كذبه العقائدية، لتتكشف الحقيقة عن أنها خدمة مذهبية لطائفه معينه.

صحيح أن الأشهر الأولى لم تظهر فيها هذه الأمور ،إلا أن هنالك قلة ممن فهموا و قرروا ترك الخدمة ليتحولوا إلى منشقين ، الذين وضعوا اللبنة الأولى للجيش الحر.بعدما شاهدوه من مجازر ارتكبتها القوات النظامية والميلشيات التابعة لبشار الأسد وقصفها المدن والقرى والاعتقالات الهمجية والسرقات التي قاموا بها.

أمر الانشقاق كان شيء مستهجن لا لشيء ، و إنما لشدة الخوف الذي عاشه و يعيشه جميع المواطنين و عناصر الجيش منهم و على الوجه الأخص المجندين الالزاميين.

وكلما اتسعت رقعة الثورة كانت تتكشف الأمور أمام المجندين ، و باتت نسبة الانشقاق ترتفع أكثر فأكثر و تصل إلى أعداد مهولة.

لعب هاجس الخوف على الأسرة و العامل المادي دورهما في الابقاء على عدد كبير من الأفراد في صفوف الجيش النظامي، فقد تحول جميعهم تقريبا إلى عناصر تحت قائمة الاحتفاظ يستحقون راتب كامل بدلا من فتات المال و الطعام.

صحيح أن هذين العاملين لعبا دورا في تثبيت أقدام كثيرين، لكن الأمر لم يدم طويلا مع اتساع الانتشار العسكري وبدء الانتقال إلى استخدام الأسلحة الأثقل و الأفتك و ضرب كل المناطق التي ينتمي إليها الذين بقوا في الخدمة.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٥
رسائل "الشرع" من قمة كونكورديا: خطاب يفتح أبواب سوريا على العالم
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥
المفاوضات السورية – الإسرائيلية: أداة لاحتواء التصعيد لا بوابة للتطبيع
فريق العمل
● مقالات رأي
١٣ أغسطس ٢٠٢٥
ازدواجية الصراخ والصمت: استهداف مسجد السويداء لم يُغضب منتقدي مشهد الإعدام في المستشفى
أحمد ابازيد
● مقالات رأي
٣١ يوليو ٢٠٢٥
تغير موازين القوى في سوريا: ما بعد الأسد وبداية مرحلة السيادة الوطنية
ربيع الشاطر
● مقالات رأي
١٨ يوليو ٢٠٢٥
دعوة لتصحيح مسار الانتقال السياسي في سوريا عبر تعزيز الجبهة الداخلية
فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني