الجيش النظامي من ابن إلى عدو (1) ..  نظرة من الداخل
الجيش النظامي من ابن إلى عدو (1) .. نظرة من الداخل
● مقالات رأي ١ أغسطس ٢٠١٥

الجيش النظامي من ابن إلى عدو (1) .. نظرة من الداخل

الجيش العربي السوري  هو الجيش الذي صدح اسمه في أرجاء عديده ، و شارك بحروب و أزمات كان له فيها ومضات لا يمكن نسيانها أو إخفاءها .

صحيح أن هذه المقدمة تثير اشمئزاز جميع من يقرأها ، إلا أنها كانت واقعية قبل انطلاقة الثورة و زج الجيش بمواجهة أهله ، الأمر الذي كشف حقيقته ليتحول من جيش الشعب والوطن إلى جيش النظام .

هذا الجيش مرت عليه ظروف عصيبة جدا منذ اعلان الاستقلال و حتى الآن ، فكان أداة ناجعة في الانقلابات و تنقل السلطة.

دخل حروب مع إسرائيل و تدخل مرات عديده في مشاكل لبنان و عند غزو الكويت و ... و... ، سفك دماء أهل بلده في ثمانينيات القرن الماضي في حماه و حلب و إدلب ، إلا أن هذه الظروف لم تؤثر عليه.

فقد تم البدء في بداية السبعينات بإعادة بناءه و هيكليته وفق غايات و مآرب معينه لخدمة شخص بذاته، هذا البناء كان يتم بهدوء و دراسه و خبث .

قبل الثورة وفي الفترة مابين انتهاء الحرب في اللبنان و الانسحاب منه ، كان الجيش عبارة عن البؤرة الأقذر و المكان الأصلح للفساد و الرشوة و الصفقات المشبوهة و سرقه ألاف المليارات، بل وكان المنفى الذي يرمى فيه القاذورات التي تخطأ أو تخرج عن السيطرة من الأجهزة الأمنية.

هذه الأجهزة التي مارست سطوتها عليه و على عناصره بجميع الرتب، مما ولد حقد دفين اتجاهها من قبل أفراد المؤسسة العسكرية.

فتحول الجيش من مارد إلى مسخ وبات مجالا ًرحبا للاستهزاء و إطلاق النكت و ضرب المثل بالغباء و الترهل و غياب التأهيل.

هذه المرحلة أثرت كثيرا في تكوينه و أسسه و بنيانه ، وإن كانت لعبة المحافظه على صبغة قادته جارية و تنفذ وفق برنامجها الموضوع و هدفها المرسوم ألا هو خدمة النظام بشخص من يقوده ، وإبقاء مفاتيح العمل بيد أزلامه.

سنين طويلة مضت على الاهمال و كانت الخدمة الالزامية هي السبب في بقاءه ، وكان الملتحقين بالخدمة هم الحلقة الأضعف حيث يجب عليهم أن يتحملوا كل الضغوط سيما من قادة و ضباط تم تهميشهم بشكل كلي وباتوا يبحثون عن طريقه لتفريغ أمراضهم ومرارة حرمانهم.

ظلت الأمور على حالها إلى اجبار الجيش على الخروج من لبنان و العودة إلى ثكناته في أرض سورية ، ظاهريا بدا الأمر كأنه إعادة شد الانتباه له و العناية به ، لكن في الأروقة كان يدور الحديث عن العبء الكبير و زادت حالة التململ من وجود هذا الكهل الضخم في اطار الدولة.

إلا أن أصوات الحرس الوفي للنظام أكدت ضرورة تحمله و تحمل أعباءه، و الاتجاه نحو ضبط نفقاته لأقل حد و تفضيل بعض القطعات عن البقية، الأمر الذي زاد من مشاكل الجيش وضعفه.

يتبع ...

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ