هذا مصير الاتفاق النووي مع إيران
لا يمكن لأي متابع للأحداث في المنطقة العربية إلا أن يتأكد من أن دور حزب الله في تنفيذ الأجندة الإيرانية أساسي، وأن هذا الحزب يسعى جاهداً لزرع الفتنة وحصد ثمارها في سوريا ولبنان والعراق وحتى اليمن وبعض دول الخليج التي زرع خلايا إرهابية طائفية نائمة فيها، فأصبحت مهمتها تلقي الأوامر من إيران وتطبيقها على أرض الواقع واستخدام شباب عرب كمرتزقة لمشروع إرهابي إيراني يسعى منذ1979 لتدمير المجتمعات العربية والإسلامية ونشر الإرهاب وتمويله ودعمه لخدمة نظام ولاية الفقيه ومخططاته في التمدد داخل دولنا العربية لتحقيق حلم إعادة أمجاد إمبراطورية بائدة.
اليوم يبدأ الحديث عن رفض المشروع النووي بحدة أكبر خصوصاً من الجانب الأميركي، وبحسب المعلومات التي توفرت لدينا فإن الإدارة الأميركية لن تنجح في إلغاء الاتفاق في هذه المرحلة بل تعديله فقط لأنها تعتبره كارثياً وغير جدي أو فعال فهذا الاتفاق لم يلجم إيران بشكل حقيقي ولم يحد من قدراتها على تمويل الإرهاب ودعمه ولم يطالبها صراحة بوقف دعم التنظيمات الإرهابية كحزب الله والحوثي وحشد العراق الطائفي وبمتابعة أكثر دقة للأحداث نجد أنه بعد إبرام الاتفاق زادت حدة تدخلات إيران في المنطقة العربية وتحريض الميليشيات التابعة لها لتنفيذ عمليات إرهابية بشكل أكبر والتطاول على دول عربية وتحديداً السعودية وتهديد أمنها وشعبها وزوارها وقصفها بالصواريخ الباليستية بشكل مستمر في محاولة للضغط عليها وإشغالها عن دورها الأساسي في المنطقة وإعطاء إيران أوراقا أكثر للتفاوض ولكن دور السعودية في التصدي لهذا المشروع أصبح أكثر وضوحاً مع عاصفة الحزم التي قالت كلمتها بحد السيف ورفضت السماح لمشروع إيران بالتمدد في المنطقة وأوقفته على أرض اليمن وطردته من البحرين وحاصرته في العراق وتعمل على إنهائه في سوريا ولبنان.
قريباً سيكون لهذا الاتفاق النووي تعديلات أبرزها فرض قيود صارمة على برنامج إيران للصواريخ الباليستية ووقف دعم وتمويل تنظيمات إرهابية كحزب الله والحوثي والحشد وغيرها من التنظيمات الطائفية ووقف تدخلاتها في الحرب السورية وإرسال السلاح والمال للحوثي فهل سيستسلم خامنئي لشروط المجتمع الدولي كما فعل رئيس كوريا الشمالية أم أنه سيتعنت ويرفض ذلك فيلاقي مصيراً يشبه مصير الزعيم النازي أدولف هتلر؟
ستكون إيران قريباً في مواجهة مع المحيط العربي من جهة والمجتمع الدولي من جهة أخرى بعد أن أصبحت مصدر قلق حقيقياً ينذر بإشعال المنطقة وتهديد أمنها واستقرارها وزيادة التوتر الطائفي بين مكونات المجتمعات العربية، والتي حولت إيران أطيافا منهم إلى مرتزقة لا يزيد سعر الفرد منهم عن600 دولار والقائد بحجم حسن نصرالله عن 1300 دولار أميركي، وعليه فإن الاصطفاف خلف القيادة السعودية في المرحلة القادمة ودعم خياراتها وقراراتها لمواجهة ولاية الفقيه ستكون خطوة في الاتجاه الصحيح، ومن يرى في إيران "شريفة" سيكون في المقلب الآخر عدواً للعرب والمسلمين وخائناً لدماء شهداء الحد الجنوبي والمدافعين عن قبلة المسلمين وأرضهم وثرواتهم ومقدراتهم والأهم اليوم إلى جانب المواجهة العسكرية في اليمن أن نحصن الداخل العربي سياسياً وخصوصاً في لبنان الذي سيشهد انتخابات نيابية قريبة وستكون نتائجه كارثية في حال حصول حزب الله وحلفائه على أغلبية نيابية، وهذا ما يعملون عليه منذ أن أقروا قانون الانتخاب الجديد الذي جاء لمصلحة محور إيران في لبنان والذي يشكل تهديداً لهوية هذا البلد وأصبح من الضروري مواجهة حزب الله فيه ومواجهة من يتحالفون معه ومع حلفائه.
باختصار شديد، تعديل لا إلغاء للاتفاق النووي مع إيران حتى الساعة وبعد ذلك لكل حادث حديث ولكل خامنئي ترمب يحاسبه.