عيد السوريين .. مالح ..
عيد السوريين .. مالح ..
● مقالات رأي ١٧ يوليو ٢٠١٥

عيد السوريين .. مالح ..

نقلب الصفحات و نراقب عدسات المصورين ، نلاحق أعين السوريين في كل مكان ، بحثاً عن بسمة هنا أو هناك ، علنا نجدها بغض النظر عن مدى صغرها أو كبرها ، كي نجد فيها العزاء و قليل من الهدوء ، في ظل هذا القتل المجنون الذي يلاحق شعبنا أينما حل و كيفما اتجه .

من المناطق المحاصرة مروراً بالمناطق المحررة ، ينتشر الموت بشكل رهيب و يعم على كل ذرة تراب ، دماء تسيل في حلب و إدلب و الغوطة و .... ، وفي الوقت ذاته مقابر تكبر و تكبر لتصبح أكبر من الوطن ذاته ، في باطنها شهداء قضوا ، و تركت خارجها أناس يعيشون على أمل أن يلحقوا بمن رحل ، الذي ترك المكان خالياً ، من كل شيء حتى الأمل .

نراقب أعين الأمهات المقهورات ، و قلوب الرجال المكسورة ، و الدمعة التي تملئ أعين الأطفال تظهر أكثر من البهجة المرسومة على الثغور ، أمة بأكملها ثكلت ، و رملت ، قهرت ، يتمت ، ولاتزال تواجه كل ماسبق بشكل منظم و متوالي إلى أن بات إعتيادي ، فمن بجانبك الآن ، قد يكون غائب بعد لحظات .

في العيد يجول الجميع ، علهم يجدوا ما يغير لون السواد ، داخل المخيمات التي باتت بالآلاف تنتشر في كل الرقع المحيطة في سوريا ، لكن عبث النتيجة ما نحصل عليه ، فلا لقطة يمكن أن تؤخذ إلا الدموع تسيطر على كل تفاصيلها فهي تحتل الصدارة و المؤخرة .

في العيد الجديد الذي تاهت الأرقام من إحصاء تكراره على نفس الحال ، لانجد ما يسر الخاطر أو يعزي تلك القلوب التي فَقدت و شُردت ، و تعيش في المجهول و تنتظر المجهول .

في بلادي و لدى شعبي ما يكفي من هموم يجعل من كلمة "العيد" ، كلمة ألم و ليست أمل ... كلمة ذكرى مرة و ليست لحظة سعادة ... ليكون عيد السوريين مالح كطعم الدم و مذاق الدموع ..

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ