دوما في قلب " فسطاط المسلمين" تجاوزت "الإبادة" .. الصمت تجاوز "العهر"
دوما في قلب " فسطاط المسلمين" تجاوزت "الإبادة" .. الصمت تجاوز "العهر"
● مقالات رأي ١٦ أغسطس ٢٠١٥

دوما في قلب " فسطاط المسلمين" تجاوزت "الإبادة" .. الصمت تجاوز "العهر"

قد تقسوا الكلمات و تخرج عن حد المألوف بمجرد أن تشاهد ما تمكنت العدسات من إلتقاطه ، وهو جزء يسير من حجم المجزرة التي تجاوزت حد الإدارك لأعتى المجرمين على مر تاريخ أي حياة بشرية كانت أم حيوانية ، إنها الأيادي "القذرة" التي لا يُعرف من أي شيء صنعت أو جبلت أو نشأت ، جاءت من العدم لتزع العدم .

يغرز في القلب كلام أحد الناشطين عندما قال لي "من يومين بس بنفس المكان صورت 70 شهيد..الله وكيلك بنفس المكان ..ناس ترى كلها بسيطة سوق شعبي عتالة وزبالة وشحادين..افقر واعتر الناس اليوم راحت" ، ملخصه كافي بحروفه الحقيقية ، لوصف الفاعل ، الذي تم إهداءه بالأمس 6 طائرات جديدة من "الصديقة" روسيا ، كما يراها الساسة .

في دوما أكثر من 120 شهيداً اليوم .. عجزت الايدي عن حفر قبور فردية .. فتلاصقت الأجساد في المدافن كما ترافقت لحظة الإرتقاء لله .. و سنين الحصار و أعوام الصمود ..

120إنسان .. 120 حلم بالحياة .. 120 عائلة ثكلت .. مئات الأطفال تحولوا إلى أيتام .. وآلاف القلوب كسرت و مزقت ..

120 شهيد في لحظة من لحظات الإجرام المستمر منذ أربع سنوات و نيف .. بدون أي تحرك أو فعل لردعه .. و أكثر ما سنحصل عليه في الغد عبارة عن إدانة أو قلق ... لن نتمنى أن تكون دوما : الفوعة أو عين عرب التي استنفر لها العالم .. بل ستبقى دوما هي دوما و ألمها هو ألم الشعب السوري الحقيقي .. ولا يهم من يدعي التألم ..

دوما ليست في قلب السوريين فحسب ، بل هي من المفروض أن تكون قلب كل المسلمين ، فهي من وصفها رسول الله صل الله عليه و سلم في حديث "فُسْطَاط المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ......بالْغُوطَةِ إلَى جَانِبِ مَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشّامِ" ، في الغوطة حيث الصمود هو صمود للإسلام ، و للمسلمين الحق .

دوما تجاوزت حد الإبادة .. و لكن الصمت تجاوز حد "العهر" ..

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ