داريا … و كفى
داريا … و كفى
● مقالات رأي ٢٥ أغسطس ٢٠١٦

داريا … و كفى

 

“نحن من بكرا ماشيين .. سامحونا” بتلك الكلمات و الصوت المبحوح لخص أعز أصدقائي في داريا المشهد ، ليمر شريط طويل أمام ناظري، وتضيع المشاهد فيه من غزارة الدموع، و غصة لم أعتد عليها طوال سني الثورة ، بكل ما حملته معها من آلام، فهنا الأمر يتعلق بـ”مسند حلمنا” الذي ضيّعناه نحن لا أحد غيرنا.

اليوم نقف على أعتاب المدينة المدمرة ، الشاهد الأبرز على حقد الأسد و ايران و روسيا ، الحاضر الأبرز على طاولات الخذلان و مؤتمرات المؤامرات، و الأهم الدليل الأدمغ على معنى الخذلان الثوري لمصدر عز و فخار الثورة، وباتت اليوم وصمة عار على جبين الجميع لا استثناء ، مهما كان اسمه أو صفته أو أي كان بالإجمال .

اليوم سيقف جيش الإسلام و فيلق الرحمن في الشط المقابل لداريا، ليتابعوا ما فعلت أيدهم ، و أي “بغي” ارتكبوا ، و أي تاريخ سيذكر من محاسنهم قيد أنملة ، و الأكثر ألماً أي مستقبل سينتظرهم ، فداريا اليوم لم تسقط أبداً، قاتلت حتى الرمق الأخير ، و حتى في هذا الرمق قاتلة فيه ما بعد انتهاءه، أما هم فلا زال الخلاف من أرسل المؤازرة ، و من سبق بإطلاق معارك باسم “داريا”.

في الجنوب ستقف الفيالق و الجيوش و الجبهات و الفصائل و الأولوية و الكتائب، منكبة على نفسها تدّور الأسماء بين قاداتها ، و تستعجل في بيانات الشجب ، والتوعد و التهديد ، و التصبير ، و لكن لمن ؟؟ فالوقت حان لتحضر نفسها للدخول في قائمة اللامنتمين.

في الشمال على الفصائل الرنانة العاتية الجيوش و المليئة بما تصفهم بـ”الأسود” ، عليها الوقوف مع ذاتها و تفكر مليلاً ، أي نصر سيغطي خذلان داريا ، وهم من يملكون وسائل ضغط تساعد و تخفف ، و لكن الوقت بالنسبة لهم ليس لداريا ، بل لمن يعجل بنشر الخبر و تبني الفعل .

لا ألوم الأسد و حلفاءه ، فهم عدو و عدو “قذر” ، و لكن اللوم نلقيه على أنفسنا و ذواتنا ، فنحن فقدنا الكثير ، و لكن بداريا لم نعد نملك ما نفقده ، و كما قال لي أحد الأصدقاء بعد سماع تسجيل أعز أصدقائي في داريا “ أتمنى أن أرى وجه قائد أي فصيل في سوريا لأعرف من أي جبلة جبلوا .. و كيف سيمضون ما تبقى لهم في هذه الحياة”.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ