حزب النكبة 47
حزب النكبة 47
● مقالات رأي ٨ أبريل ٢٠١٥

حزب النكبة 47


البارحة كان ذكرى ميلاد حزب البعث 1947م ( ميلاداً حسب وصفهم)
فعلا كان بعثاً وميلاداً لفصل من فصول نكبة المنطقة بل والأمة جمعاء كيف لا وهو أيضاً يعد التنظيم الأقدم على مستوى الوطن العربي، كما أنه كان كارثة على سوريا وتاريخ سوريا ونضجها السياسي والصناعي والإقتصادي الذي سجل لها بُعيد الإستقلال ليس للحزب به أي منة بل كان بأيدي سورية مخلصة للأرض الشام بمهدها الديني والحضاري، بدأ الحزب بتدميره منذ إنقلابه العسكري عام 1962م الذي سماه بالحركة التصحيحية.

الكارثة تعمقت أكثر منذ عمد المجرم حافظ الأسد إلى دفن الحزب بين سطور منطلقاته ومبادئه و وضعه صورة لأفعاله وفساد نظامه المعتمد بنهب ثروات الأرض الخيرة، ثم بإسطورة بطل التشرينين المزيفة وهما


- اللعبة التصحيحية في تشرين الأول عام 1970 إن صح التعبير كونها لعبة على عامة الشعب عندما أراد تطوير إنقلابه "حركته التصحيحية" بشعار سوريا الحديثة بادخال الكهرباء وبناء المشافي والمدارس وبعض المرافق العامة وكأنها ليس حق مشروع ومتأخر لهذا الشعب المُجد وصَور المجرم نفسه صاحب هذه الإنجازات بينما حقيقة ان سورية تراجعت بصناعتها واقتصادها، وتزفيت الطرقات ومد الشبكات الكهربائية وما شابهها من أعمال ما هي إلا لعبة على الشعب الذي عُتم عن العالم الخارجي حيث كانت شعوب الإستقلال والمنطقة وكذلك بلدان الإستعمار في تقدم وشعب سورية في إستعمار بشكل جديد تتزعمه عصابة مارقة من مجرم خبيث وثلة محيطة به من عسكر كطلاس الذي وصيي بمساعدة الخلفة بشار من بعد الأب وتعهد بذلك.


- لتأتي بعد اللعبة التصحيحية الخدعة التحريرية... نعم المقصود  حرب تشرين الثاني عام  1973م وكم من شهادات طافت على السطح عن خيانة عمود محور العروبة! وخط الجبهة الأول! بقيادة حافظ وكم من جندي وضابط إغتيل في الحرب من الخلف بعد أن شرب من مياه طبرية ولم يستمع لأوامر التوقف والإنسحاب من القائد العربي الخالد الفذ، ناهيك عن تدخل القوى العربية وخيانة جيش الأسد للجيش العراقي….فما كان حافظ الأسد إلا إسمً على مُسمى حافظاً للحدود الشمالية لإسرائيل وأمِنَ أمنها.

لقد تلا اسطورة التشرينين مايعده السوريين جرحاً عميقاً لا يندمل ولن ينسوه ولا يمكن للخوف المتراكم لعقود أن يصمت عته، فدخل الأسد بمرحلة قمع كل من يعلو صوته أو يلفظ ببنت شفا، فرتكب مجازر فبراير 82 وأشهرها وأبشعها على الإطلاق مجرزة حماه الغنية عن التعريف.

كانت البداية بإنقلاب حزب البعث وترشيح وزير الدفاع "حافظ الأسد" نفسه لرئاسة الجمهورية دونما أي منافس طبعا، بعد أن زج بقادته و رفاقه ومنافسيه بمعتقلاته المظلمة فكانت القبر لهم، يومها لم يكن الشعب بالمُستكين ولا بالصَامت فـعلى سبيل المثال، هذه ادلب المحررة اليوم الطاهرة الشريفة تَستذكر جماهيرها في ساحة السبع بحرات جنوب شرق المدينة عندما وقف حافظ السفاح على ليلقي خطاب الإنقلاب وبدأ بشعارت الكذب التي طالما إمتلأت خطباته عبر عقود ثلاث من حكمه لسوريا بها من سبيل الوطنية والتصحيحية والثورة واصفاً إنقلابه بها، وهي كانت على العكس تماما كانت بداية النكبة لسورية خاصة وليس بثورة ونهج تصحيح أبداً، فما إن بدءَ بتلك الكلمات الرنانة حتى انهالت على وجه القائد الخالد حبات البندورة والأحذية والبراطيش لينسحب تحت حماية مرافقيه مزلولاً…..كما يتكرر المشهد نفسه على صوره وتماثيله  في ساحات الوطن السوري بدءً بآذار درعا2011  وليس أخرها ما حصل لتمثال آذار إدلب 2015

أدرك السفاح ان هذا الشعب لم ينجح معه انقلب سياسي وعسكري ولا قانون الطوارئ المعمول به منذ الأنتداب الفرنسي فعدل بدستور البلاد كما يشاء و وسع عمليته بما هو أقسى على سورية بلد التجار والعلماء فأقدم على تفريغها من تراثها الفكري قبل إرثها الثقافي والحضاري فهجرت ممارسته القصودة العقول والتجار وإعتقل النخب و دفن المتفوقين وصرفهم إلى منازلهم كما فعل مع رائد الفضاء محمد فارس بعد أن إنصدم بحجم الترحيب الشعبي الذي ناله عند عودته من القمر، فلم يرضى الدكتتور عن هذه الصورة الجماهرية، كيف لا وهو من نزلت الجماهير العفوية للشوارع لتطلب مه الترشح للرئاسة! تلك الأكذوبة التي دسها نظامه حتى في مناهج الدراسة والتاريخ، كيف لا وحافظ الأسد قد شغل منصب " الأمين القطري العام" منذ عام 1971م وحتى وفاته عام 2000م" ولم يخلفه أحد بهذه الرتبة الحزبية للتنظيم الحزبي صاحب العدة فروع الوطن العربي فلا وريث خلف الأمين القطري للحزب كوراثة إبنه لسوريا المكبوتة لعقود ليقوم الخليفة! القاصر بإتباع نهج والده بألاعيب وشعارات غوغائية مزيفة كان أخرها محور المقاومة والممايعة، فعند توليه السلطة "بالوراثة" أطلق العنان لمن تبقى من معارضي الحكم الموروث فكان ربيع وإعلان دمشق محاولاً من خلاله إظهار ما أفشته مخابراته في صفوف الشعب أنه بشار الأمل، لكن سرعان ما هجرهم وإعتقلهم تماما كنهج الأب، وليس كما أفشت مخابراته وشُعب حزبه - التي تحولت بأخر سنينها إلى مكان للثرثرة وشرب القهوة - أنه قائد مسيرة التطوير فهو كما روج له أنه مربى أوربي! فأدخل ما سماه برنامج نشر المعلوماتية "الكمبيوتر" والشبكة العنكبوتية "الإنترنيت" ويالا الهول من إنجاز شابه إنجازات الحركة التصحيحية فإسرائيل "الكيان العدو" و دول العالم وصلت المريخ وآل الأسد بوريثهم القاصر يدخلون خدمة الإنترنيت بعام الـ2000 إلى الشعب المقهور والباحث عن لقمة عيشه جراء بطش وسرقة نظام الأسد بثرواته وخيراته.

أما عن الإنفتاح والمربى في البلاد المزدهرة فحدث ولا حرج فالطَبع يَغلب التطبع فقبل وبعد كونه شاباً منفتحاً درس طب العيون في بريطانيا كان إبن السفاح وإبن العائلة المالكة التي مكنت وضحكت على طائفتها لتثبيت حكمها للسلطة المسروقة من الشعب، فحول الوريث القاصر سوريا لمافيات إقتصادية إزدهرت وعُلفت بها جيوب السلطة والعائلة الحاكمة والمقربة وأصحاب المصالح المرتبطة من ألي المناصب والمكاسب كمخلوف وشاليش وحمشو والقائمة تطول، فخـتـنـقت سوريا أكثر فأكثر وبات الموظف يسعى لوظيفة ثانية فالأستاذ أصبح يسوق بطالبه سيارة الأجرة بعد أن كان يلقنه الدرس في الصباح وصاحب العمل يسعى لعمل ثاني، وما ذلك إلا لسد غلاء الأسعار ومتطالبات إذدهار جيوب المافيات الأسدية الإقتصادية و رغم ذلك لم يلتفت الشعب للسياسة وحريات التعبير فهو ذاق ما ذاق وعهد الأسد الأب وبطشه فصَبر على وضع إقتصاده وإذدادت هجرة أبنائه وإغترابهم حتى باتوا اليوم للأسف أكثر من مجرد غريب ومهاجر، لقد أصبحوا لاجئين في حقيقة مررة وقاسية على السوريين أبناء العز والتاريخ، وقد بلغوا اليوم حدود الـ12 مليون نازح ولاجئ ناهيك عن أرقام المعتقلين قسراً والجرحى والشهداء، كلهم أرقامهم متزايدة في كل دقيقة منذ إختار الوريث القاصر صب الجحيم من رصاصته إلى صواريخه البعيدة المدى وقذائفه الكيماوية فبراميله المتفجرة  لـتـصب على الىشعب الذي إنتفض ولم يتوقع معظمه هذه الانتفاضة في آذار 2011 من جراء شرارة نخوة حورانية وصفها البعض بأنها ثورة ربانية أرادها الله لهذا الشعب الذي رضي بها لينفض غبار الذل المتراكم لأربعين عاماً ولأنها على حق ضد عصابة فاسدة مارقة مجرمة بحق الشعب، لتكون إذاناً ببدء صرخات الحرية وشعارات" هي هي بدنا نشيل البعثية … وطقوا موتوا بعثية ونحنا بدنا الحرية وما بدنا حكم الأسدية…. فلا وألف لا  لحزب النكبة والعصابة الحاكمة بعد اليوم….. والأمهات السوريات بعد اليوم لن يُنجبنَ إلا ثوراً، والثورة مازالت مازال هناك حجر لم يهدم .

الكاتب: كرم عمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ