بعد "مشفى جسر الشغور"  .. لنحطم "جيش الفتح" !!!؟
بعد "مشفى جسر الشغور" .. لنحطم "جيش الفتح" !!!؟
● مقالات رأي ٢٢ مايو ٢٠١٥

بعد "مشفى جسر الشغور" .. لنحطم "جيش الفتح" !!!؟

الآن ومع انقشاع الغبار حول الإسطورة الزائلة "مشفى جسر الشغور" ، و تبيان نهاية كل من كان متحصن فيه ، لابد الآن من التفرغ لمهاجمة جيش الفتح و القدح فيه ، و التقليل من اهميته ، و العبث في ايدلوجيته ، و المطالبة بمحاكمته ، و طبعاً لن أنسى "التخوين" و اللعب بمصطلحات المؤامرة و التوافق مع المحاصرين لإخراجهم .

كان بودي لو نتحدث عن التحرير بحد ذاته و مدى أهميته في كسر آخر بقايا الروح المعنوية لمؤيدي الأسد ، و تحطيم كل وعد وعد به ، و دوسه تحت أقدام الثوار الأبطال ، كنت أمني نفسي أن نتغنى بإنتصارات التي لم نعتد عليها (حجماً – كماً - نوعاً) ، الأساطير تحطمت و الأراضي تم فتحها و تحريرها من وادي الضيف إلى إدلب و جسر الشغور فالقرميد من ثم جبل الأربعين ، و المسطومة القاتل ، و اليوم المشفى برمزيته المعنوية ، و غداً قد تأتي أريحا لتكون إدلب خضراء تماماً ، لكن للأسف هناك من يعبث حتى بلحظات و نشوة الإنتصار ليحرمنا بها من خلال "إفك" و "خداع" و شر "نظرية المؤامرة" .

في الوقت الذي يواجه الثوار على الأرض أقذر نظام و أشنع مساندين ، يجلس من بعيد أناس يسمون أنفسهم بـ"الثوار" "الأحرار" ، يتخذون كل الأسماء التي تمنحهم الرقي ، الرقي بـ"الإسم" ، و في الفعل التركيز يكون كله منصب : أين أجد ما أنهي به سعادة هؤلاء ، أين أجد ما يسحب البساط من تحتهم لأظهر من جديد.

لا يوجد شخصية أو تيار بعينه و إنما هناك عدد غير محدد من أناس أرادوا أن يبقوا تحت عفنة "الأنا" ، و لسان حالهم يقول :

هل هؤلاء من سيحكمنا ..؟؟

هل هؤلاء سيعلمونا كيف نعيش؟؟

العملية كلها بيع و شراء بين النظام و الثوار  ..؟؟

و تبادلون الآراء حول كل ما يحدث يقولون أنها " كذبة – لعبة – مؤامرة" الغاية منها:

 قتل الإنسان السوري ، الغاية منها إقصاء الفئة المثقفة ، الفئة الحرة التي تؤمن بحرية الأجساد و الأفكار ، و لو مست الغير أو حاصرت حرية الآخر ، الحرية المنشودة لهم أن يفعلوا ما يرضيهم و يحاسبوا الجميع ، و ان يأمروا و يخونوا و يقتلوا الأرواح بالكلام ، بينما لا يحق لأحد أن يحد من سلطاتهم ، فهم خارج الحساب .

كنت أمني النفس أن نكون أكثر حنكة في اكتساب لحظات لنشعر بنشوة النصر ، لكن اعتدنا ان نجد حجرة عثرة أمامنا ، ونحارب الطواحين ، رغم أن الجرذان لازالت تعيث فساداً في الأرض ، فنتناساها و نلجئ إلى محاربة الوهم .

فالنقضِ على الجرذان ، و من ثم نقرر من يحكم و كيف ، مع التوضيح أنه لا يحق لمن قرر الإبتعاد و الترك ، أن يقرر بدلاً من وضع روحه في مواجهة الموت المرسل عليه و إليه من كل أصقاع الأرض.

مشفى جسر الشغور ليس اسطورة أو شيء معقد او مستحيل إنما هو حالة من كسر آخر ما بقي من روح معنوية لنظام الأسد من أعلى قمته لأسفلها ، فالمشفى هو "الوعد الكاذب" ، و نمني أنفسنا أن يكون الوعد القادم حلب و من ثم دمشق.

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ